لم يكن لدى لوغان فكرة عما يفعله امام مدخل مطعم الشيف سيمون في الساعة الحادية عشر والنصف صباحا!
منتديات ليلاس
حين ترك امه ودارسي في الفندق يوم امس كان يستشيط غضبا بسبب مااعتبره صرفا مهينا له..وكان ينوي الا يكلم اي منهما مجددا..لكن مع مرور الساعات انقلب غضبه الى فضول حارق.
هل انتهى الامر الى كراهية بين المرأتين؟ام انهما توصلتا الى نوع من الهدنة؟كان بامكانه ان يفهم دارسي تماما اذا ماكرهت امه،اما ان تكره امه دارسي فهذا مستحيل..مع انها ركلته في ساقه وهددت بسكب العصير على رأسه الا انها الطف من ان يكرهها احد.
لكن اذا توصلتا الى نوع من الاتفاق فهو يريد ان يعرف بالضبط ماهو ذلك الأتفاق.
طرق على الباب فلم يتلق ردا..طرق مرة اخرى بقوة اكير،هذه المرة سمع صوت حركة في الداخل وبعد ثوان دار المفتاح تمارا في القفل قبل ان ينفتح الباب ببطء.
-اناآسف لكننا لانفتح قبل..هذا انت !
وتلاشت ابتسامة دانيال المهذبة بسرعة وهو يتعرف الى لوغان غير مصدق.
ولم تكن دهشة لوغان اقل حين تعرف الى الرجل الآخر،كان يتوقع رؤية دارسي اور بما احدى النادلات ..لكنه بالتأكيد لم يتوقع رؤية صاحب المطعم يفتح الباب!
التوى فم لوغان بسخرية:"لقد عدت اذن".
رفع دانيال حاجبيه الشقراوين:"هذا واضح".
فاجاب لوغان بخشونة:"وفي الوقت المناسب..كادت دارسي تنهار لشدة التعب خلال غيابك المفاجيء".
اشتد ضغط دانيال على فمه:"اعتقد ان هذا امر بيني وبين ابنتي".
-لست موافقا فأنت..
قاطعه الرجل بحدة:"لوغان ..ماذا تريد بالضبط؟".
اخذ لوغان نفسا حادا،وقال من دون مقدمات:"جئت اكلم دارسي".
هز دانيال سيمون رأسه وفتح الباب ليتمكن لوغان من الدخول الى المطعم:"انها في المطبخ..اوه..لوغان..؟".
ومر لوغان بقربه وهو في طريقه الى المطبخ فاستدار قليلا ليرد متكبرا:"نعم".
تغير تعبير الرجل الى الليونه:
-لاتفعل او تقل شيئا يكدرها.
واوحت لهجته انه سيتعامل معه بجديه اذا فعل.
فانفجر لوغان في وجهه:"انا اكدرها..!يعجبني هذا!لااصدق! لست انا من رمى منذ ايام قنبلة الزواج في وجهها على مائدة الأفطار..
ولست انا من.."
قاطعه دانيال:"لوغان ..مرة اخرى اقول لك هذه المسألة بيني وبين دارسي لكن وبما اننا ذكرنا موضوع امك..".
قال لوغان بهدوء:"لم نذكره".
لكن الرجل الآخر اصر بحزم:"بلى..ذكرناه..الم يحن الوقت بع لكي تعطيها فرصة؟ام انك تنوي الاستمرار في لومها الى الابد لأنها اخطأت في زواجها الثاني؟".
استشاط لوغان غضبا..كيف تجرؤ اممه على مناقشة اموره ومشاعره..مع هذا الرجل؟
رد بجفاء:"ماذا قلت لي منذ لحظات؟اعتقد ان هذه المسألة بيني وبين امي!".ثم تابع طريقه الى المطبخ.
اقفل الباب بهدوء خلفه مما نبهها الى دخوله.
قالت دون ان تستدير:"هل يمكنك ان تأتي لي ببعض البيض من البراد؟".
بعد ان تمكن لوغان من تفحص البراد تمكن من رؤية درزينه البيض فيه فتحرك ليأخذها ثم وضعها على الطاولة قربها.
-شكرا..انا..
وتوقفت بغته بعد ان رفعت نظرها لترى لوغان واقفا بقربها..
واكملت شاهقة وقد علا الاحمرار خديها:"لقدظننتك ابي..انا اسفة".
اشتد التوتر على وجه لوغان تمارااا لذكر والدها..وقال ساخرا:
-بالكاد..متى عاد؟
ردت بارتباك:"ليلة امس..انا..هل تمانع لو اكملت تحضير هذا؟".
رد بجفاء وقد استند الى الطاولة:"مضحك جدا..تبدين سعيدة اليوم؟".
اذا كان دانيال سيمون قد عاد الى مطعمه فهذا لايعني ان كل شيء قد عاد الى طبيعته.
وانشغلت في كسر البيض:"زهل رأيت والدي؟".
لاحظ لوغان انها تقوم بعملها بكفاءه.
اجاب:"نعم هو من فتح لي الباب..هل عاد بصورة دائمة ام مؤقته الى ان تحضري من يساعدك؟".
-لماذا لاتسأل مباشرة ماتريد معرفته لوغان؟
التوى فمها:"تريد ان تعرف مااذا تمكنت انا وامك من شرب الشاي معا يوم امس دون ان تقتلع عيني بعضنا!".
-حسن جدا..وهل فعلتما هذا؟.
ومال الى الخلف متكئا على احدى خزائن المطبخ،شابكا ذراعيه على صدره منتظرا ردها.
نظرة دارسي اليه شزرا وردت:"يسعدني ان اطمئنك الى انه مامن اصابات".
مااصيب في الواقع كبرياؤه لأنه صرف كالخدم يوم امس تمارا:)
حين اكدت له المرأتان انهما ستتدبران امرهما بدونه.
-ووالدك؟من اين اتى بالضبط؟.
ردت بهدوء وهي لاتزال تحرك مافي الوعاء من مكونات:"لم اسأل".
صاح لوغان:"لم تسألي..؟لماذا؟".
هزت كتفيها:"لأن هذا ليس من شأني".
ووضعت وعاء الطبخ جانبا وتركته يبرد.
لم يوافقها لوغان الرأي لكن نظرة واحدة الى قسمات وجهها العنيد جعلته يدرك ان من العبث متابعة الحديث في هذه النقطة.
اخذ نفسا عميقا وقال بحدة:"حسنا دعينا نحاول التكلم من زاوية اخرى..ماذا..؟".
وصمت بعد سماع صوت رنين خلفه.
-اعذرني لحظة لوغان.
وتحركت دارسي بخفة لتفتح باب الفرن وتخرج الفطائر وقالت برضى بعد ان تفحصتها:"ممتازة".
قطب لوغان وهو يراقبها:"هل تصنعون الحلويات ايضا في المطعم؟".
نظرت اليه بذعر:"طبعا..اي طاه لديه كرامة ويفخر بعمله لايسمح لنفسه بأن يقدم اية حلويات جاهزة".
وبالرغم من ان دارسي اختارت مهنة اخرى الا انه اصبح من الواضح للوغان انها طاهية ممتازة ومع ولائها الشديد ودفء شخصيتها ،الا انها ستكون زوجة رائعة لرجل محظوظ..
من اين جاء بهذه الفكرة بحق السماء؟ولماذا يهمه اي نوع من الزوجات ستكون؟
قالت:"هل لك ان تعذرني لبضع دقائق بينما اخفق البض؟".
ولم تستمع الى رده بل ضغطت زر الخفاقة واصبح تبادل الكلام بينهما مستحيلا مع صوت الخفاقة الصاخب.
-انتهيت.
وساد صمت مبهج في المطبخ بعد ان اوقفت الخفاقة.
اكملت بلطف:"والآن..هل يمكن ان آتيك بفنجان قهوة؟".
وابتسمت له ابتسامة مشرقة،ثم اجفلت:"اوه..نسيت انني يجب ان لا ابتسم لك".
منتديات ليلاس
لو استطاع لوغان ان يصفع نفسه في تلك اللحظة لفعل،بسبب تجاوبه الواضح مع الابتسامة بحيث تمكنت دارسي من ملاحظة رد فعله هذه..لقد حان الوقت ليخرج من هنا,ةيبقى بعيدا!
رفض قائلا:"لن اخذ القهوة اردت فقط ان اتاكد من ان مامن اثار سلبية بعد لقائكما بالامس".
وتحرك بعيدا عن طاولة العمل وعن دارسي واكمل:"يبدو ان كل شيء عاد الى طبيعته!".
في الواقع كان كل شيء طبيعيا تمارا لقد عاد دانيال الى مطعمه وتصالح مع ابنته على مايبدو،ولوغان يقف في طريقهما..فماهو شعوره؟.
نظرت دارسي اليه برعب..فبدون مساعدته للقاء امه لبقي الموقف بيها وبين والدها حربا قائمة واقل ماتدين به نحو لوغان هو فنجان قهوة كما انها من الارجح مدينه له بشرح ماحدث بالامس بالضبط بعد مغادرته الفندق..في الواقع سيكون افضل للجميع اذا اخبرته بنفسها بكل ماجرى!
تابعت ضاغطة:طارجوك ابق لتناول القهوة لوغان،انها جاهزة وما علي سوى صبها".
اخيرا وافق:"حسن جدا..لكنني لن استطع البقاء طويلا..لدي موعد غداء في الساعة الواحدة".
بكلمات اخرى ابدئي بتقديم القهوة يادارسي لانني اهدرت مايكفي من وقتي الثمين على هذا الموقف السخيف.
ربما كان هذا امر منصفا بما يكفي..الا ان جزءا منها راح يتساءل عمن ينتظره على الغداء..
اتراه موعد مع امرأة؟
على اي حال لعل لوغان عانقها..ولأكثر من مرة لكن تلك المناسبات كانت وليدة اللحظة وذلك يعني ان هناك احتمال بان يكون في حياته امرأة اخرى.
ولسبب ما وجدت ان هذه الفكرة مثيرة للأضطراب.
وكانت يدها ترتجفان الى حد يمكن معه ان ينسكب السائل الساخن على الارض،
متى حدث هذا وكيف حدث؟
لقد اكتشفت لتوها الأكتشاف الذي سيزلزل حياتها!لقد وقعت في حب لوغان ماكنزي!اخر رجل في العالم تصورت انها تقع في حبه!
تذكرت ماقالته للوغان ساخرة كيف يمكن لأنسان ان يقع في الغرام في ثلاثة اسابيع فقط..يبدو ان الشيء ذاته حصل مع لوغان..وفي بضعة ايام فقط!
قال لوغان بحدة لتأخرها في تقديم القهوة:"ظننتكقلت ان هذا لن يتأخر؟".
اخذت نفسا مهدئا قبل ان تلتقط الفناجين وتسير نحو الطاولة.
قالت:"اتريد بسكويت؟".
ولم تستطع النظر اليه بعد ان احست بخجل مفاجيء وهي تدرك انها اذا لم تر هذا الرجل مرة اخرى فذلك سيدمرها تماما.
جلست قبالته،كيف يمكن ان تكون بلهاء الى هذا الحد لتقع في حيه؟
ونظر اليها بسخرية:"اذن مارأيك في امي؟".
استقامت في جلستها..ونظرت من دون ان يرف لها جفن الى عينيه الساخرتين الزرقاوتين القاتمتين.
-انها فاتنة ،ساحرة،وجميلة جدا..
-دعينا ننسى الراي العام المعروف،مارأيك انت بها؟.
وضاقت نظرته فترددت:طلن يعجبك هذا..".
التوى فمه وقال ساخرا:"لقد خدعتك..واقنعتك بتمثيلية المرأة المحرومة المسكينة التي لاتجد من يفهمها..ووقعت ضحيتها".
وهز رأسه باشمئزاز.
كتمت دارسي ردها الغاضب بجهد..فمن السخف ان تصل الامور بينهما الى حد تبادل الألفاظ الجارحة خاصة في امر لايسيطران عليه ابدا.
وردت عليه:"ليس تماما".
هز لوغان راسه بنفاذ صبر..وقال بغضب:"لااستطيع ان اصدق انك تركتها تخدعك".
مالت الى الامام:"لوغان..رايي بامك ليس مهما..فرايي ليس هو الذي يهم".
-لاتقولي لي ان والدك وبالرغم من فسخها الخطوبة لايزال يظن انها رائعة!
شرعت تقول ببطء:"ابي بعيد عن الرجل الغبي الذي تظنه".
كانت قد تكلمت مع ابيها طوال الليل واصبحت واثقة من انه يحب المرأة الاخرى بالرغم من مساوئها..كما ان الممثلة تحبه ايضا.
قالت له بلطف:"لوغان..لقد عادا عن فسخ الخطبة..في الواقع سيتزوجان.".
قاطعها غير مصدق:"لايمكن ان يكون هذا جديا!".
-بلى جدي تماما.
اجاب باشمئزاز:"هذه الكلمة لاتنطبق على ابدا على تصرفات امي".
تنهدت دارسي،كم تتمنى ان تجد طريقة تخفف بها الألم الذي عرفه لوغان في الماضي لكن وفي الوقت نفسه تعرف ان ذلك مستحيل.
وتابعت مصممة :"مع ذلك فهما سيتزوجان".
تجمدت نظرته برودا:"ارجو الا تتوقعي مني ان اهنئهما".
هزت رأسها بحزن:"اعتقد ان هذا توقع مبالغ فيه".
-لكنك دون شك ابلغتهما تهنئتك..ولاتقولي لي انك ستكوني وصيفة العروس!
اخذت نفسا سريعا:"لوغان..الم يقل لك احد ان المرارة هي مجرد شكل من اشكال تدمير الذات؟وانها..".
قاطعها ببرود:"اعتقد اني سبق واوضحت رأيي بالنسبة الى تحليلك النفسي غير الناضج..".
-اوه..صحيح اؤكد لك وجهة نظرك اكثر من واضحة! لكن الواقع الان انك لست لاعبا اساسيا في هذا الموقف بالذات..ولا انا.
اعترف لوغان بصعوبة:"بكلمات اخرى تمارا والدنا سيتزوجان مع موافقتنا او من دونها".
اطرقت دارسي ونظرت الى لوغان:"لكن يبدو واضحا انهما يفضلن الحصول عليها".
بقي هادئا:"قد تشعرين انك على استعداد للعب لعبة العائلة السعيدة لكني لست على استعداد لذلك".
ضاقت عيناها وتصاعد سخطها من هذا الموقف بسرعة:"والمعنى؟".
-المعنى انهما يجب ان يتزوجا من دون وجودي حتى!
-لوغان انت غير منطقي..
وقاطعها صوت قوي ناتج عن صفقة الفنجان واصبح تعبير وجهه غاضبا.
-لست ارى ابدا ماهو غير منطقي في المسألة..فأنا بكل تأكيد لم اكن موجودا في عرس امي الأول..
-لكنك لم تكن قد ولدت حينها.
رد ببرود:"هذا صحيح..لكنني كنت حيا حين جرى زواجها الثاني ..لذا لااجد الآن سببا يدفعني لكي ابدل عادة العمر كله!".
وقفت دارسي وبدا الغضب على خديها الشاحبين:"لم تعد طفلا في الثانية عشر لوغان".
بقي جالسا ورد عليها:"مهما كان عمري فسيبقى ردي كما هو".
تنفست بصعوبة وهي تشعر بغضب ساخط نحو هذا الرجل:"لوغان لقد طلبت مني ميغ وابي،ان اكون احد الشهود على زواجهما..
-كم هذا رائع.
-وسيسران كثيرا اذا وافقت ان تكون الشاهد الآخر!
بقي على عناده وقال:"انهما يحلمان".
-انا..انت؟؟
تراجع لوغان الى الوراء وقال بازدراء:"هكذا لقد دفعاك لتطلبي مني ذلك،اذا اخبريهما ان مؤامرتهما لم تنجح".
غضبت لهذا الاتهام فهما لم يقترحا عليها ذلك لقد قامت به لأنها اعتقدت ان لوغان قد يكون اكثر تسامحا في رده عليها مما لو واجه اي منهما،وقد كانت على خطأ.
-انت اكثر رجل متسلط عنيد قادني سوء حظي ان التقي به.
واهتز صوتها بالغضب وشدت قبضتيها الى جانبيها.
رد بهدوء مهين:"وانت عزيزتي دارسي الشابة الأكثر سذاجة التي التقيتها في حياتي".
لم تفكر ولم تلجأ الى المنظق بل تصرفت بغريزة صرفة فالتقطت وعاء البيض الذي كانت تخفقه لتسكبه فوق رأس لوغان .
عبر المادة اللزجة بدا مذهولا..ولم تستطع دارسي سوى ان تحدق فيه وهي تشعر بالرعب ممافعلته لتوها.
لقد تصرفت بشكل رهيب اكثر من مرة في المدة القصيرة التي عرفته فيها..لكن لوغان لن يسامحها ابدا على هذه..ابدا!...
انتهى الفصل..