كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال له بليز وهو يقترب من فراشه وينحني فوقه مادا ذراعيه ليلتقطه بينهما . انتفض فيليب برعب ورمى نفسه على قدمي اندريا وتشبث بساقيها وبصوت متهدج ووجه بللته الدموع راح يصرخ :
- صاحب الندبة ,صاحب الندبة , لقد اتى ليأخذني . اجعليه يذهب ارجوك !
- اسكت يا عزيزي .
قالت اندريا وهي تنحني فوقه وتربت على رأسه بحنان واضافت :
- انا هنا الآن . لن يؤذيك شيء . لقد كنت تحلم ؟
- كان هنا . اتى ليأخذني . كان سيقتلني ولم اجد مكانا اختفي فيه .
- ما ذها الهراء ؟
قال بليز بضيق وقلق وهو يذرع الغرفة . وما ان سمع فيليب صوته حتى اطلق صرخة اخرى وقال :
- صاحب الندبة ها هو !
- هذا عمك بليز يا حبيبي وهو يحبك ويردي ان يعتني بك . اخبرك احدهم قصصا سخيفة تحولت الى كابوس مزعج . هذا كل مافي الامر .
- اجعليه يذهب ارجوك .
ظرت اندريا الى بليز مستعطفه ولولا عضلة متشنجه كانت تنتفض في وجهه لقالت انه تحول الى تمثال من حجر وبعد فترة تأمل قال لها :
- دعيه لكلوتيلد . ستهتم بامره . تعالي معي .
- دع اندريا . انك شرير وهي لا تحبك ولا تريد ان تذهب معك .
صرخ فيليب واندفع كالسهم وغرز اسنانه بيد بليز الذي صرخ وهو يسحب يده ويتأمل الآثار التي احدثتها اسنان فيليب :
- يا للشيطان .
غطت السيده بريسون وجهها بيديها واتسعت عيناها في دهشة عظيمة بينما تسمرت اندريا في مكانها تنتظر تفجر براكين الغضب التي ويا للغرابة لم تنفجر بل حل مكانها طيف ابتسامه على شفتي بليز لم تفهم اندريا معناها وقال :
- اصبح لديك من يدافع عنك ويحيمك يا سيدتي . ابقي معه قليلا ريثما يستغرق في النوم ولكن لا تدعيني انتظر طويلا , اما انت يا ابن اخي فلي مغك حديث طويل غدا صباحا ويمكنك عندئذ ان تخبرني قصصك كلها فهي تثير اهتمامي .
سمعت اندريا فيليب يتنفس الصعداء وهو يسمع وقع خطوات عمه يبتعد .
قالت السيده بريسون :
- دعيني اهتم به .
- سأبقى معه بعض الوقت .
اجابتها اندريا وهي تهز رأسها ثم اضافت :
- من الافضل ان يبقى معه احد حتى الصابح ربما لعله استيقظ مرة اخرى اريد ان ابقى هنا قليلا وعندما يستغرق في النوم يمكنك ان تأخذي مكاني .
ارجعت اندريا فيليب الى فراشه وغطته جيدا وجلست قابلة سريره. وبعد برهة شعرت اندريا بيد صغيرة تنسل الى يدها .
اثار هذا المشهد مشاعر السيده بريسون التي اغرورقت بالدموع وخرجت من الغرفة وهي تطلق التنهيدات قال فيليب هامسا :
- اصبحنا وحدنا الآن .
- نعم .
اجابته بحنان ورقة ثم قالت :
- والآن يا عزيزي هلا اخبرتني بما اخافك هكذا ؟
- جاء صاحب الندبة لقتلني ويرمي بي الى الساحة .
اجابها فيليب بقناعة تامة وعيناه تنظران اليها بتوسل .
- هذا ما تدعو عمك بليز به . وكيف يكون قد جاء الى هنا اذا كان كل الوقت برفقتي ؟ اترى كم هذا مستحيل ؟ بالاضافة الى ذلك هو يحبك ويريد ان يرعاك ووالدك بنفسه طلب اليه ذلك لأنه يعرف انه الشخص الوحيد الذي يمكنه ان يحبك ويحنو عليك كأنك ابنه تماما .
شعرت اندريا بعدم رغبة فيليب في متابعة الحديث , الا انها تابعت قائلة:
- قل لي يافليب , من الذي قالت لك ان زوج ماري دينيز وقاتل ولدها كان يحمل ندبة على خده ؟
قطب جبينه وبدا انه سيمتنع عن الاجابه ولكنه بعد قليل قال :
- لا اذكر .
- لابد ان تذكر. اعتقد انه الشخص نفسه الذي اخبرك عن العلية وعن كل ما جرى فيها من احداث .
- كانت مجرد رواية وانا احب القصص لذلك لا يجب ان تغضبي على خالتي سيمون .
- لست غاضبه .
قالت وهي تجهد نفسها لتبقي صوتها طبيعيا واضافت :
-احيانا كثيرة يسيء الانسان فهم بعض الحقائق . حتى الخالة سيمون يمكنها ان تسيء الفهم . وزوج ماري دنيز لم يكن يحمل ندبة فوق خده , بل كانت تنقصه الشجاعه لينقذ حياة انسان آخر مثل ما فعل عمك بليز مع والدك . اعتقد انه يوجد صورة له في مكان ما في هذا القصر . سنحاول العثور عليها غدا وعندها سترى انه لم يكن يحمل ندبة .
ظل فيليب صامتا بعض الوقت قبل ان ينفجر قائلا :
- لكن عمي بليز يريد فعلا ان يقتلني من اجل المال كما فعل مع ابي .
- المال .
سألته اندريا وقد ابتدأت الحيرة تنهش نفسها فلقد كانت اول مرة يأتي فيها على ذكر المال .
جلس فيليب في فراشه وقال موضحا الامر :
- المال هو التعويض عن بيل ريفبير بعد ان التهمتها النيران . ان عمي بليز هو من اشعل النار فيه لكي يحصل على التعويض .
- هل تعني ان بيل ريفبير كانت مؤمنه ؟
سألته اندريا مستفسرة . احنى فيليب رأسه علامة الايجاب ثم قال :
- كانت مؤمنه لقاء آلاف وآلاف من الفرنكات . وكان عمي بليز بحاجة الى هذا المبلغ لذلك اشعل فيها النار وتسبب في موت ابي .
شعرت اندريا بدوار في رأسها وحاولت ان تسترجع كلمات بليز وهو يروي لها الحادث . ألم يقل انه كان بامكانه ان يمنع الحادث ؟
وفيليب صادق فيما كان يقول اذا لقد احرق بليز المزرعه وتسبب في موت اخيه من اجل ان يحصل على قيمة التأمين . وهذا هو السبب الذي من اجله يتملكه الشعور بالذنب وتعتريه المراره كما آتى على ذكر الحادث . اكمل فيليب كلامه قائلا :
- واذا مت انا الآن فإن كل شيء سيؤول اليه انه فقير الآن وسيصبح غنيا .
- اسكت يا حبيبي .
قالت له اندريا بصوت خافت ثم اضافت :
- اريدك ان تبعد هذه الافكار السوداء عم ؤأسك الصغير . والآن اخلد الى النوم ويجب ان تنال قسطا من الراحه .
قالت اندريا ذلك وكأنها مخدرة , فلم تكن تشعر بشيء الا بيقين اكيد بأن الآلم آت لا محالة .
|