لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-09, 06:11 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

توقف فجأة وكأنه شعر بما يخالجها من مشاعر وأحاسيس وهي تستمع اليه:
(
لا ريب حديثي عن النزاعات التافهة في عائلتي يبعث في نفسك الملل .
ولقد مضى على وفاة والدي رحمة اللهسنتان وجان بول وزوجته هما الاخران في دنيا الخلود الآن . ولم يبق غيري . وعلي ان ارفع الانقاض وابني حياة جديدة لي ولفيليب )
كيف كشف لها بليز هذة المشاعر كلها ؟وكيف سمح لها بأن ترى ترى هذا الجانب من شخصيته وتطلع على ماكان يعاني منهويتألم لأجله ؟ بللت شفتيها الجافتين قبل ان تسألة :
(
وما ذا حل بالمزرعة بيل ريفير ؟)
(
اتت عليها النيران . شب فيها حريق التهم البيت والمزرعة وكل شيء وبقيت الارض التي وضعت الدولة يدها عليها فيما بعد واصبحت
تدفع لنا قيمة الايجار فقط )
اختلست نظرة الى وجه بليز ورأت الندبة فوق خده اشد بروزا من أي وقت سبق .
كان غاتسون بانتظارها عندما وصلا وبدتالمسافة بين ظهر الفؤس والارض شاسعه جدا في نظر اندريا التي كانت عضلاتهاالمتشنجه تكاد تصرخ من شدة التعب .
شعرت بيباس في ظهرها وخشيت ان لا تحملها ساقاها ان هي ترجلت .
وجاء بليز كالعاده لنجدتها في الوقت المناسب وقال وهو يحملها كريشة بين يديه وينزلها عن ظهر الفرس :
(
اسمحي لي )
تمنت ان تظل بين ذراعيه وشعرت برغبة مجنونه في الالتصاق به وهي تحس بالدفء المنبعث منه.
ولكن ما ان لامست قدماها الارض حتىتراجعت بضع خطوات الى الوراء والحمرة تكسو وجهها . ومن شدة ارتباكها تعثرتقدمها وكادت تقع لولا ان أسندها بذراعة وهو يقول :
(
انتبهي)
ثم وبصوت متباعد انما مجامل اضاف :
(
اطلبي من كوتيلد ان تحضر لك حماما ساخنا . انه ينفعك كثيرا . وسأراك على العشاء في وقت لاحق هذا المساء.)
حياها بأشارة من رأسه وأسرع بالانصراف :
ظلت واقفه تراقبه وهو يبتعد . وأزعجها كثيرا هذا التمرد المفاجئ في مشاعرها .
انني أكرهه !
قالت تعنف نفسها ، ولن أدعه يلمسني مرة أخرى بعد اليوم .

3- الوقوع في الشرك
كان عليها لتصل الى الحمام ان تمر اما المغسلة الضخمة . وانفجرت اندريا بالضحك عندما رأتها للمرة الاولى في الليلة السابقه .
اما غرفة الحمام فكانت واسعه وجدرانها من البلاط الزخرف القديم وعليه رسوم جذابة مخروطية الشكل .
استنتجت اندريا من العناية الفائقة التي ابدتها مدام بريسون وهي تسخن الماء بأن للتمديدات الصحية في القصر مزاجها الخاص لكنها لم تجد ما تشتكي منه في ذاك النهار ,
اذ كانت حرارة الماء معقولة وخيل لاندريا انه بالامكان جعل المكان يبدو اقل تقشفا لا بل اكثر ترفا اذا اخفيت الانابيب ضمن صناديق وفرشت الارض بالبسط .
وجدت اندريا ان للماء الساخن تأثير ملطفا على الخدوش والجروح التي كانت تملأ جسمها .وبرغم التشنج الذي شعرت به حمدت ربها ألف مرة لأنها لم تصب بالشلل التام وكان ذلك من قبيل الصدف ليس الا .
برغم كل ذلك لم تكن اندريا قادرة على انكار الحقيقة وهي ان مشوارها في الهواء الطلق ذاك الصباح افادها كثيرا وفتح شهيتها للطعام .
وعدت نفسها بانها ستنصرف الى بعض الامور الخاصة بعد الغداء كان عليها مثلا ان تكتب رسالة لكلير ولكن ما عساها تقول ؟
وقالت في نفسها . بما ان بلبز لوقالييه يقوم بادارة التعاونية فلابد ان يكون له مكتب خاص . وربما كان هذا المكتب في القصر .
انه المكان الانسب للاحتفاظ بالرسائل والاوراق الخاصة وعليه فانها ستبدأ جولتها التفتيشية في هذا المكتب بالذات. لم ترتح للفكرة ابدا وشعرت بدناءتها .
كان عليها ان تذكر نفسها بالاساليب الملتوية التي لجأ اليها بلبز لارغام ابنة عمها على الزواج منه .
كان من العبث تجاهل الشعور الذي اثاره في نفسها وهي في رفقته ذاك الصباح . كان شعورها نحوه مزيجا من الانجذاب والانبهار . فهي قد امضت طفولة طفولة سعيده في اسرة تشعر بالاستقرار ولذلك صعب عليها ان تتصور تعرض عائلة مثل عائلة بليز لكل تلك المرارة وان تسود علاقات افرادها كل تلك الضغينه .
ارتدت اندريا تنورة ضيقة من قماش النويد الذهبي اللون وقميصا من الصوف الاخضر الغامق وجعلت شعرها على شكل ضفيرة وشبكته بدبوس في اعلى رأسها . وكانت مدام بربسون قد اخذت سروالها الجينز وسترتها لتنظفهما .
تناولت بعد ذلك عام الغداء الذي تألف من حساء الخضار والجبنه البلدية والفاكهة الطازجة من بساتين القصر .
وعندما جاءت مدام بريسون لتاخذ الصحون كانت اندريا ترتشف اخر مافي فنجانها من القهوة . قالت لها اندريا :
- دعيني اساعدك انك تقومين باعمال كثيرة .
وبرغم احتجاج مدام بريسون نهضت اندريا واخذت تصف الصحون على صينيه حملتهاالى المطبخ مبررة عملها هذا بالقول انها اذا كانت فعلا ستصبح سيدة هذا القصر يتوجب عليها القيام ببعض الواجبات المنزلية .
وفي كل حال لم تكن اندريا تتحمل رؤية غيرها يقوم بخدمتها بدون ان تساهم في العمل , فنزعتها الى الاعتماد على نفسها ما كانت لتسمح لها بغير ذلك .
لم تتبرم مدام بريسون من وجود اندريا في المطبخ بل بدت متشوقه لاطلاعها على كل شيء. ارادت ان تريها محتويات الخزائن من الاواني والاطعمه المختلفة . ولم تتردد بالبوح لها بان الشيء الوحيد الذي كان يزعجها هو عدم تجهيز القصر بالكهرباء .
وشرحت لها ان تلك كانت مشيئة السيد الكبير أي والد بليز. لكن عندما ارادت اندريا ان تطرح بعض الاسئلة تحفظت مدام بريسون ولم تعد تتكلم بصراحة.
ارتبكت مدام بريسون ولم تدر بما تجيب اندريا عندما قالت لها انه كان بودها ان تقوم بجولة استكشافية في القصر ولكنها عادت وانفرجت اساريرها عندما اكدت لها اندريا انها لم تكن بحاجه الى من يرافقها .
واجتاح اندريا شعور بالذنب وهي تتناول رزمة المفاتيح من مدام بريسون التي وثقت بها .
مضت ساعتان من البحث العقيم شعرت بعدها اندريا بخيبة امل عارمه . فلقد تناول بحثها كل شبر من الجزء الماهول في القصر . فتشت في غرف كفنها الغبار واجتازت اخرى على رؤوس اصابعها لئلا تكسر صمتا مخيما كصمت القبور وعبرت اروقة علقت على جدرانها صور الجدود في عائلة لوفالييه خيل لاندريا ان اصحابها كانوا ينظرون اليها بتعال احتجاجا على تطفلها عليهم .
صعدت ادراجها وهبطت اخرى لدرجة انها كادت تسمع صوته عضلاتها تطلب منها الرحمه . بقيت غرفة بليز وحدها لم يطلها البحث .
كيف كانت ستبرر وجودها لو ان احدا رآها في الغرفة ؟ اما تجوالها في انحاء القصر فيمكن تفسيره في سهولة . يمكنها ان تقول مثلا بانه مجرد فضول او ربما عزته الى اهتمام علمي بالامكنة الاثرية .
شعرت بألم في رأسها وبطعم الغبار في فمها فارتدت معطفها استعدادا للخروج . كانت بحاجه ماسة الى تنشق الهواء النقي .
تساءلت في نفسها اذا لم يكن من الافضل لها ان تقفل عائده من حيث اتت قبل ان تتورط اكثر , وما عليها الا ان تجد طريقة ما لدرء الاذى عن كلير ريثما يحين موعد زواجها ,وهو في أي حال بات وشيكا . سوف تختفي بعد ذلك الى الابد .
كانت كمن يبحث عن قبرة في القش . لا شك ان كلير كانت مجنونه ولكن هل هي اقل جنونا منها عندما وافقت على هذه الخطة الخرقاء ؟ لو ان بليز كان هذا الاحمق المتغطرس المغرور الذي رسمت صورته في ذهنها لكان من السهل عليها ان تجد متعه في خداعه والضحك عليه والعبث بعواطفه .
ولكن الامر مع بليز مختلف وهو في أي حال ما زال سيد الموقف ومازالت جميع الاوراق في يديه .
عندما خرجت من الاباب الرئيسي طالعتها شمس اوشكت على المغيب . اعترتها قشعريرة فدست يديها في جيبها . لابد ان للقصر حديقة ما لكن ستجدها حتما كناية عن ادغال .
توقفت في وسط الساحه ونظرت حولها . كانت الكآبه تملأ نفسها وبحركة لا شعورية اقتلعت بعض الاعشاب والحشائش وقذفت بها باتجاه البناء القائم قرب بوابة القصر فارتطمت باحدى النوافذ صوب نافذه تفتح ويطل منه وجه .
انه الوجه الذي كانت قد راته يوم وصولها . رفعت يدها الى فمها في ضيق ولكن بعد فوات الاوان .
كان الوجه الذي اطل من النافذه ملتحيا ودودا وفوق انفه نظارتان بدون اطار .
ارسل اليها نظرة استهجان وألم وقال بالفرنسية ولكن بلكنة انكليزية :
- معذرة يا آنسة , أي خدمة ؟
- انا آسفة لم اكن اعلم ان احدا يقيم هنا .
- وانت ايضا انكليزية !
قالها باستهجان وغبطة وحلت ابتسامة مشرقة مكان النظرة المندهشة المتألمه .ثم تابع :
- يالها من صدفة . لابد انك سائحه ضللت الطريق . فهذا المكان لا يقصده السواح .
- كلا .
اجابته اندريا وهي تنظر الى القصر بعينين نصف مغمضتين بسبب الشمس في وجهها , وكأم تدافع عن ولدها القبيح سمعت نفسها تقول :
- لكنه جميل !
- هل ترغبين بكوب من الشاي ؟
بسبب فضولها قررت قبول الدعوة وتوجهت صوب البيت.
رات اندريا مضيفها عن كثب عندما فتح الباب لاستقبالها , ذلك الباب الكبير المزدان بمسامير ذات رؤوس ضخمة ونافرة .
وبدا عن قرب اصغر سنا مما قدرت ربما كان اكبر منها بسنه او سنتين على الاكثر. كان مربوع القامه يرتدي ثيابا عرفت اندريا حالا انها مستعملة سابقا . فسرواله الجينز وسترته وحذاؤه كلها كانت تنطق بماض سحيق .
- الآن وودهاوس .
قال مقدما نفسه ومد يده مصافحا ووجدت اندريا يده ثابته وقوية واعجبها ذلك .
- اندريا ويستون .
- ياللغرابة اسمانا يبدآن بالحرف نفسه . يبدو ان هذا لقاء رتبه القدر . تفضلي بالدخول واحترسي وانت تصعدين الدرج . من هان يا آنسة .تفضلي هذه غرفة الجلوس وانا علميا اقيم فيها ولذلك ترينها في فوضى .
كلمة فوضى لا تكفي قالت اندريا في نفسها عبارة فوضى عارمة قد تفي بالغرض .
جالت بعينيها بأرجاء الغرفة الصغيرة لم يكن أي شيء في موضعه . كان السرير الصغير قرب الحائط من النوع الذي يطوي وعليه اغطية وكيس النوم .
وبالقرب منه رأت اندريا فرنا على الغاز من النوع الذي مجمل باليد وصندوقا خشبيا فيه معلبات مختلفة وفي وسط الغرفة طاولة مستديرة عليها عشرات الاواني الفخارية منها ما كان نظيفا ومنها ما كان غير نيف وعليها كذلك اوراق مبعثره وكتب وآلة كاتبه تحمل باليد .
راح آلان يفتش بين الاغراض على الطاولة وهو يقول :
- لقد قمت بغسل بعض الاواني امس او لعله قبل ذلك ولبس في هذا المكان ماء. علي ان احمله من الاسطبل وفي أي حال ليس لي ان اتذمر فهو لا يتقاضى مني أي اجر لقاء اقامتي علي ان اتكيف مع البيئة وان لم استطع فمعناه انني غير امل للتقدم في هذه الحياة .
- هل انت كاتب ؟
-ربما اصبحت كاتبا ذات يوم اما الآن فانني اقوم يبحث من اجل كتابة اطروحتي وهي تدور حول حياة فيرسنجيتوركس. انه كما تعلمين من هذه المنطقه .
عادت الى رأسها ذكريات المدرسه يوم كان عليها ان تعارك كتب التاريخ الكلاسيكية واجابت :
- اعرف ذلك ومازلت اذكر قوله .. تقسم بلاد الغال الى 3 اقسام .
- نعم . معظمالناس يعرفون هذه البداية ولكنني معجب بنهاية القصه . احسب انني اشعر بضعف تجاه الخاسرين بشكل عام. لم اكن يوما من المعجبين بشخصية يولبوس قيصر فانا اجده موضوعيا جدا لدرجة التجرد من كل عاطفة واذا ما استعرضنا الاحداق تجد عدوه اللدود ذلك القائد الفرنسي العظيم الذ انهزمت جيوشه امام جيوش القيصر بعد حصار مرير , قادما اليه عبر التلال حاملا درعه المذهب معلنا استسلامه لم يجد قيصر ما يقوله امام هذا المشهد المؤثر سوى بضع كلمات جافة اسمعيه يصف بلسانه ما دار بينهما .
وتناول كتابا وراح يقرأ منه :
- جلس قيصر امام المعسكر قرب التحصينات واقتبد القاده الـ3 الى حيث كان يجلس والقى فيرسنجيتوركس سلاحه وسلم نفسه .
عندما انتهى من القراءه راح يهز رأسه بألم ثم قال :
- الا تجدينه مجردا من العاطفه ؟
- بالتاكيد .
اجابت وهي تضحك ثم قالت :
- وهذا ينطبق كذلك على عبارته المشهورة , لقيت اتيت لقد رأيت لقد انتصرت . غير انني اجده واقعيا في قوله بانه علينا ان نسلم بالقدر ونحني رؤوسنا امام ماهو مكتوب علينا , وافهم ايضا لماذا انت تفضل فيرسنجيتوركس عليه . فالبطل الشعبي الذي باباء وكبر حتى اما الهزيمة جدير بالاحترام .
انفرجت اساريره واجابها وو يبتسم :
- هذا هو شعوري ايضا . هل رأيت تمثاله في ملبرمون فيران ؟ يا الهي انه ضخم .. اين الشاي لاشك انك تشعرين بالعطش ولكني اخشى انه لايوجد لدي غير الحليب المجفف مع الشاي .
جلس الان على السرير الصغير قبالتها ونر اليها بسرور ظاهر وقال :
- انه امر رائع ان التقي بشخص يتكلم الانكلزية وانا لا اتفن الفرنسية ومع ان السيد لوفالييه يتكلم الانكليزيه بطلاقه لكنه يحب المخالطه ولذلك لا تسنح الفرص لتبادل الحديث معه الا نادرا .
اجابته بتحفظ جعله يجفل ويسرع بالقول :
- يا الهي , لقد اسأت التعبير فاعذروني . وعلى فكرة هل انت من وصل بالسيارة ليلة امس ؟ وهل تقيمين في القصر ؟ لابد انك احدى صديقاته .
حدقت اندريا في الارض قبل ان تجيبه !
- ذلك صحيح الى حد ما .
خيم صمت طويل وعندما رفعت اندريا عينيها اخيرا رأت الحمرة تكسو وجه آلان واسرع يقول :
- لا اريد ان ابدو متطفلا .
- الواقع انني هنا في عمل وعلي ان افاوض السيد لوفالييه بشأن مسألة مشتركه .
انفرجت اساريره كانه سمع خبرا افرحه فقال :
- الحقيقة انه لايبدو عليك انك من النوع الذي ... ماذا اقول ... لساني يخزنني مرة اخرى . ما اريد قوله هو انه زير نساء وهو يفضل النساء اللواتي يضاهينه في هذا الميدان ولايبدو عليك انك منهن .
وكانه خشي ان تاخذ كلامه على غير محمل فأسرع يضيف :
- هذا لا يعني انك لست جذابه .
- شكرا لك ايها السيد اللطيف !
قال بيؤس :
- اوه ... انك تدركين ما اعني بدون شك .
رات اندريا ان تغير مجرى الحديث فسألته عن الاطروحه التي كان يحضرها وعن المعلومات التي جمعها اثناء اقامته في هذا الجزء من فرنسا وعلمت منه انه مضى على وجوده في سان جان دي روش سته اسابيع ويتوقع البقاء شهرا آخر . وقال :
- ربما استطعنا تناول العشاء معنا انا لست معدما تماما كما قد يتراى لك فلي بعض المال وهناك مكان في كرودون التنقل ليس مشكله بوجود سيارتك .
- لم تعد السيارة معي .
- وماذا حل بالسيارة ؟
- كانت سيارة مستاجره ربما عادت الآن الى كلبر مون فران .
- انه امر مؤسف . هناك جان لوك غابرييه ولديه دراجه ناريه ربما اعارنا ايها . لا تخشى سنتدبر الامر .
- هذا رائع .
قالت اندريا وحاولت ان تتصور بليز لوفالييه عندما يتناهى الى سمعه ان زوجة المستقبل كانت تجوب المنطقه على المقعد الخلفي من دراجه نارية مستعاره. امر واحد كانت واثقه منه لن تكون الدراجه اكثر ازعاجا بالنسبه اليها من دلفين .
نظرت الى ساعتها وطار صوابها وصرخت :
- يالسماء علي ان اذهب لم اشعر بالوقت يمر .
- ساتصل بك في القريب .
قال لها وهو يواكبها للباب وبعد ان قطعت اكثر من نصف الساحه سمعت صوته يقول :
- الى اللقاء يا اندريا .
- رباه .
صرخت بجزع وعادت اليه مسرعه . لم يكن قد اغلق الباب بعد عندما وصلت اندريا فنظر اليها باستغراب وقال :
- هل نسيت شيئا ؟
- نعم . . نسيت ان اطلب اليك ان تناديني كلير ان لم يكن عندك من مانع .
حدق فيها وكانه خشي ان تكون فقدت عقلها . ولا عجب قالت اندريا في نفسها وكان عليها ان تجد تبريرا معقولا فتابعت بتلعثم :
- انا لا استعمل اسمي الحقيقي في العمل . وهذا يعود لاسباب مهنية بحته ولا يعرفني السيد لوفاليه الا بأسم كلير ومناداتي بأسم غيره قد يسبب تشويشا ان بغنى عنه تكفيني مشاكل اللغة .
لاحظت اندريا بارتياح ان نظرة الحيرة فارقت وجهه فمشاكل الاتصال بلغة غير الانكليزية كانت بالنسبة اليه امرا يستطيع ادراكه والتعاطف معه .
- سوف اتذكر ذلك .
قال وهو يرميها بنظرة متفحصه ثم اضاف :
قال وهو يرميها بنظرة متفحصه ثم اضاف :
- لا يروقني هذا التغيير في الاسم . فاسم كلير لا يناسبك ابدا .
اسرعت اندريا بالانصراف وراودتها فكرة وهي تجتاز الساحه . لوكانت كلير مكانها لوجدت الموقف مثيرا وهي التي تهوى التمثيل واجواء المغامرات والقصص الغريبه .
كانت مدام بريسون تذرع القاعه ذهابا وايابا وعندما وصلت اندريا اخيرا وحالما وقعت عيناها عليها قالت بقلق:
- اين كنت يا آنسه سأل عنك السيد عدة مرات .
- يا الهي .
قالت اندريا باستهتار وتابعت بتهكم :
- وهل سأعدم رميا بالرصاص
تصنعت اندريا مرحا لم تكن تشعر به بالحقيقة عندما دخلت الغرفه كان بليز لوفاليه واقفا قرب النافذه يدخن سيكاره وكان نظره شاردا ووجهه متجهما .
- اين كنت ؟
- كنت في جولة استكشافية .
- وهل ذلك يتطلب كل هذا الوقت ؟
سألها وهو ينفث الدخان بضيق وتبرم .
- لماذا تسأل ؟
سألته وهي تتصنع البراءة وتابعت :
- لابد انك اشتقت لرؤيتي .
خيم بعد هذه المبادلة بالحديث صمت ثقيل قطعه بليز وهو يقول بصوت لم تخدعها رقته :
- احذري يا عزيزتي , قد تجدين اثارتي امرا مسليا الآن ولكن العواقب لن تكون على المستوى نفسه من الاثارة .
بدا في نظرها كالشيطان وكان على اندريا ان تستجمع كل شجاعتها لتستمر في المواجهة وقالت وهي نفسها غير مقتنعه بصدق كلامها :
- ان تهديداتك لا تقلقني انا ولا اكترث لها , واي امر اسوأ من ارغامي على الزواج ؟ ولقد رضخت للامر الواقع .
- الا يوجد اسوء من الزواج ؟
سألها بتهكم واطلق ضحكة خافته جعلت الدم يجمد في عروقها ثم تابع :
- يبقى ان تتعلمي الكثير يا عزيزتي كلير برغم كل هذه الحنكة التي تتبجحين بها .
مالذي قالته كلير في رسائلها يا ترى سألت اندريا نفسها وشعرت بيديها تنفض بدون ارادتها واغاظها انه رآها . ثم سألها فجأه ونبرة طبيعيه :
- وهل اعجبك القصر ؟
ولم تملك اندريا ان تلاحظ تقلب مزاجه . اذ كان مثل طقس اوفيرن يصعب التنبؤ به . وباحساسها المرهف وشعورها المتطير ادركت ان وراء هذا الاهتمام المفاجئ امرا لا تعرفه . فربما يعرف الحقيقة ويريد ان يتسلى .
- انه مثير
- ولكن لابد انك وجدت الزيارة لبيت الحارس اكثر اثارة .
ادركت اندريا سبب لعبة القط والفأرة التي كان يلعبها معها وبوضوح واعتداد اجابته :
- كانت زيارة ممتعه جدا . اشكر لك اهتمامك ولكنني اتساءل لماذا لم تخبرني بوجود نزيل فيه .
- ربما لأنني واثق من مقدرتك على استكشاف هذه الامور بنفسك .
ولم ينقذها من المأزق الذي وجدت نفسها فيه الا دخول مدام بريسون الغرفة حاملة معها طعام العشاء . التقطت اندريا الملعقة بيدها وقالت متابعه الحديث :
- مازلت اجهل سبب عدم ذكر هذا الامر امامي وانت تعلم بدون شك ان وجود احد ابناء وطني على قاب قوسين مني يثير اهتمامي .
- ربما كان هذا هو السبب .
- ياللوقاحه !.
صرخت وبساتنكار سألته :
- وماذا تعني بالضبط يا سيدي ؟
- اعني ياجميلتي ان سلوك مدام لوفالييه في المستقبل يجب ان يكون فوق الشبهات بصرف النظر عن حماقات الماضي .
صمتت برهة قبل ان تجيبه بصوت مضطرب :
- هذه اهانه !
- لماذا ؟ هل لأنني اشير الى امور انت نفسك لم تبقها سرا؟ اكملي عشاءك الآن فانك نحيلة جدا .
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 27-03-09, 06:13 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- يؤسفني اني لا اروقك يا سيدي وانت من اعتاد اجمل النساء !
- لا تدعي هذا يزعجك يا عزيزتي .
اجابها بلطف لم تعتده ورفع حاجبيه ونبرة لا تخلو من الدعابه اضاف :
- لا شك بانك جذابة بدون هذه الثياب !
- لكن ليس بالنسبة اليك بالطبع !
- آه , لم اكن ادري انك ترغبين في ارضائي , ليس على هذا النحو في أي حال .
اجابها وهو ينحني ليسكب في كوبها مزيدا من عصير الفاكهة الطازجه وتابع :
- يمكنك ان تنزعي هذه الثايب اذا كنت حقا ترغبين في معرفة رأيي .
- وانت يمكنك ان تذهب الى الجحيم !
قالت وهي تدفع طبق الحساء وتريق بعضا من محتوياته على المفرش الابيض .
- لقد كنت هناك وعدت لتوي !
اجابها بنبرة جعلت موجة الغضب التي اجتاحتها تتحسر فجأه ويحل مكانها شعور لم تدرك كنهه
مرت فتره من الصمت قبل ان يوجه اليها أي كلام ثم وبدون مقدمات وكان الدقائق الاخيرة لم تكن وكانه يتابع حديثا عاديا , سألها :
- وكيف وجدت المؤرخ الشاب ؟
- انه يبدو ملما بالموضوع الذي اختاره .
اجابته وهي تجبر نفسها على ان تحذو حذوه وتتكلم بهدوء ثم تابعت :
- اخشى انني لم استطع مجاراته في الحديث .
واسرعت تضيف على طريقة كلير :
- وفي أي حال ليس موضوع حرب الغال هو المفضل لدي .
- كلا ؟ربما لأن تقنية الرومان العسكرية لا تروق لكل الناس ولكن الدرس الذي تلقاه القيصر على ايدي اهل اوفيرن مفيد وعليك ان تحفظيه وهو ان الخصم من اهل اوفيرن هو خصم مر .
لم تستطعم اندريا بالعشاء الفاخر الذي قدمته لهما مدام بريسون وعندما اقبلت هذه لتاخذ الاطباق كانت فكرة الهرب مستحوذه تماما على ذهنها وكانت قد وصلت الى الباب عندما اوقفها صوت بليز يسألها :
- الى اين انت ذاهبة ؟
- الى غرفتي .
اجابته وهي ترسل اليه من عينيها العسليتين نظرة شفافه ثم استطردت :
- انني اشعر بالتعب .
- اجلسي من فضلك هناك بعض الامور اود ان احدثك بشأنها .
- مالذي تريد ان تقوله لي ياسيدي ؟
- اود قبل كل شيء ان اعطيك هذا .
وناولها علبة صغيرة من المخمل اخذتها منه بشكل آلي وفتحتها . شهقت عندما رات الخاتم في داخلها الذي كان يستقر على قاعده غلفت بقماش الساتان. لم تكن قد رات لذلك الخاتم مثيلا .
كان الحجر الكبير في وسطه من الياقوت الاحمر النادر وحوله احجار من الماس على شكل زهرة غريبه وكان يشع ببريق يخلب الابصار .
- ماهذا
- انه خاتم الخطوبة الخاص بعائلة لوفالييه .
اجابها بلهجة من نفذ صبره وبنبرة آمرة اضاف :
- ضعيه في اصبعك .
- كلا .
صرخت وهي تغلق العلبة بانامل مرتعشه .
ضاقت عيناه بشكل ينذر بالخطر واجابها :
- لطفا , اطيعيني .
- لا استطيع ليس من حقك ان تطلب هذا .
- ماهو من حقي وما هو ليس من خقي , موضوع سنبحثه في وقت اكثر ملاءمه . والآن ضعي الخاتم حول اصبعك .
- من المفروض ان يكون هذا الخاتم عربون حب وليس بيننا أي حب !
كتم في نفسه لعنه كادت تفلت من بين شفتيه وقال :
- حسنا , اذا كان ذلك ما تريدين فلا بأس .
ولم تدر اندريا ماذا كان يدور في خلده وراته يقوم من مكانه ويتجه صوبها . اخذ يدها بين يديه وتامل الانامل الرقيقة مليا قبل ان يرفعها الى شفتيه ويطبع على راحتها المنبسطه قبلة دافئة بعثت في جسمها قشعريرة عذبة , وشعرت ببرودة الخاتم وهو ينزلق في اصبعها .
ظلت ساكنه لا تتحرك وعيناها مغمضتان حتى بعد ان شعرته يبتعد عنها . عندما فتحت عينها اخيرا كان يقف قرب الموقد مسندا ذراعه على حافته في الوضع نفسه كما راته عندما التقيا لول مرة .
كان شارد الفكر وعلى وجهه ارتسم حزن عميق . عندما رآها تنظر اليه قال بعصبية :
- آمل ان يكون هذا قد حقق بعض توقعاتك .
- لم اكن اتوقع شيئا .
اجابته بصدق واحنت رأسها بأسى وهي تقول :
- ولكنك بالتأكيد تستطيع ان تحسبه انتصارا اخر ايها السيد . والآن هل اصبح بامكاني الانصراف ؟
- دقيقه واحده من فضلك ... ستعقد زواجنا بعد غد .
شعرت اندريا بقواها تخور واعترتها رجفه شديده وبصوت بدا غريبا حتى في اذنيها سألته محاولة كسب الوقت :
- ولم العجلة؟ هل يجب ان يتم الزواج بهذه السرعه ؟
- نعم , لقد ابلغني المحامون ان سيمون عازمه على الطعن بوصية جان بول ولهذا السبب علي ان اكون مستعدا لها .
- ولكن هناك بعض الشكليات القانونية . الا يلزمك بعض الوقت لأتمامها ؟ .
- يبدو ان ذاكرتك ضعيفه يا آنسه. هل نسيت انني اتممت جميع الترتيبات منذ اسابيع ؟
حبست اندريا أنة كادت تفلت من شفتيها يبدو ان كلير لم تكن صريحة معها واخفت عليها مدى تورطها . ولكن لسوء الحظ ادركت اندريا ذلك متأخر .
ومع هذا لم تشأ ان تضيع وقتها في تحديد المسؤوليات والقاء التهم . كان عليها ان تفكر بروية واتزان وان تجعله يعتقد انها رضخت للامر الواقع واستسلمت لمصيرها .
- ليتك انزرتني قبل الآن . فما زلت بحاجه الى بعض المشتريات .
- لا ارى مشكله , فبوسع غاستون ان ياخذك الى كلير مون فران غدا .
- شكرا لك .
نهضت من مكانها وهو تتمتم تحية المساء وانسحبت . توجهت الى الطابق العلوي حيث غرفتها وكان عليها ان تمر من امام باب غرفة بليز.
وعندما وصلت وقفت تتأمله والافكار تتقاذفها . لابد ان رسالة كلير في مكان ما وراء هذا الباب الموصد. وارتفع صوت في داخلها يحذرها ويقول لها بانها ليست مدينة لكلير بهذا المقدار. ولكن ماذا عن عمها وامراة عمها ؟
اليس من واجبها ان تحميهما من خيبة امل كبيرة كانت بانتارهما ان هي اخفقت في المهمه التي ارتضت القيام بها ؟
ادارت وجهها ونظرت الى الوراء . لم تر احدا ولا حتى بليز . ولكن لماذا يصعد الى غرفته الآن؟ الم تره يستعد لقضاء السهرة في الطابق الارضي وقد احضر زجاجة شراب وكوبا ؟
ظهر على شفتيها طيف ابتسامه انها فرصتها ويجب ان تغتنمها . خلعت حذاءها واجتازت المسافة بين الدرج والغرفه على رؤوس اصابعها وهي تشعر بحرج كبير وبسخف موقفها .
ادارت مسكة الباب برفق فانفتح بسهوله . وبحذر بالغ دخلت واغلقت الباب وراءها وجالت بنظرها في ارجاءها .
لم تكن الغرفة بالحجم الذي تصورته . وربما بدت اصغر مما هي فعلا لضخامة السرير الذي احتل معظمها .
نظرت اندريا الى السرير بارتباك . ترى كم من الاجيال تعاقبت على هذا السرير ؟وكم شهد من الولادات ومن الوفيات ؟
على احد الكراسي رات اندريا ثياب الركوب لاتي كان يرتديها ذاك الصباح ملقاة باهمال . شعرت بدافع غريب يدفعها لترتيبها في الخزانه حيث مكانها الطبيعي ولكنها اوقفت نفسها عن هذا العمل . بدت المنضده ذات الادراج العديده افضل مكان لحفظ الرسائل .
اتجهت اليها وجلست على كرسي صغير امامها وراحت تفتح الادراج واحدا بعد الاخر .وكانت خيبتها تزداد كلما انتهت من تفتيش احدها . بقي واحد لم تستطع فتحه .
وبما ان جميع الادراج التي فتحتها كانت تحتوي ثيابا داخليه ظنت اندريا ان الثياب داخل ذلك الدرج ثمينه جدا والا لماذا يقفل عليها بالمفتاح ؟
حاولت ان تخلعه وراحت يدها تعبث بقبضته . تسمرت فجأة في مكانها وشعرت ان شخصا يراقبها . رفعت يدها وفي المرآة امامها التقت عيناها بعيني بليز .
- كان علي ان اخيب ظنك يا آنسه فجميع اوراقي الخاصه مع المحامي في كليرمون فران . واظنك تبحثين عن رسالة ابنة عمك .
ظنت لأول وهلة ان اذنيها كانت تلعبان عليها حيلا . غير ان ابتسامة الشماته التي ارتسمت فوق شفتيه جعلتها تدرك معنى ما قال . وبصوت مضطرب واجهته قائلة :
- كنت على علم طوال الوقت ؟ كيف عرفت ؟
- لقد علمت منذ وطئت قدماك هذا المكان . وهل كنت تظنين انني اقوم بكل التحريات حول ابنة عمك ومحيطها وعائلتها واستثني شكلها ؟ والفرق بينكما يا عزيزتي شاسع .
- ولكنك لم تبد انك تعرف !
- وجدت الامر مسليا . احببت ان اعرف مدى استعدادك للأمر بهذه اللعبة . ولكن رضوخك المفاجئ اثار شكوكي .
- سأغادر هذا المكان في الحال . هل تسمح لغاستون بتوصيلي الى كلير مون فران ؟
- ولكنك ستجدين جميع المتاجر مغلقه في هذه الساعه المتأخره .
- وما دخل المتاجر ؟
- لا يمكن ان تكون ذاكرتك في مثل هذا الضعف ! هل نسيت ؟ سنتزوج بعد غد .
- هل جننت ؟
- بل انني مازلت في كامل قواي العقلية . لم يتغير أي شيء. مازلت بحاجه الى زوجة وربما ابنة عمك غير مستعده للالتزام بوعدها فستحلين انت مكانها يا اندريا . اليس هذا اسمك ؟
- انك لن تستطيع !
- بل استطيع فجميع التحريات التي اجريتها اظهرت ان عمك ينظر اليك كابنة ثانية . اليس هذا صحيحا ؟
وعندما لم يتلق أي جواب تابع حديثه قائلا :
- اعتقد ان تورطك في فضيحه علنيه سوف يسيء الى عمك تماما كما لو كنت ابنته وانت بالتاكيد لا ترغبين في الاساءه اليه والى صحته .
- ليس هناك من فضيحه حول اسمي . فأنا لم اتورط في أي شيء ولم اقطع وعودا خطية او غير خطية .
- هناك عدة انواع من الفضائح يا عزيزتي هناك ظروف قد تجعلك تتمنين الزواج من أي انسان حتى مني انا . وليس هذا هو المهم . المهم انني اعدك بانك اذا لم تتزوجي مني بعد يوم غد فانني سوف اجر اسم عائلتك الى المحاكم والصحف البريطانية . وفي يدي ورقه رابحه هي فيليب فانتم معشر الانكليز تاخذون بقصص الاطفال .
- ارجوك يابليز ذلك كفيل بتحطيم عمي ماكس وتحطيم كل اماله واحلامه .
- الامر بيدك يا اندريا افعلي ما طلبته منك واقبلي بأن تكوني زوجتي ولو الى حين .
- وهل ستدعني اذهب بعدها ؟
تفرس في وجهها واطال النظر الى الشفتين المرتعشتين والى العينين الغارقتين في الدموع واكتسى وجهه بمسحة من الكآبة والحزن واحنى رأسه وقال :
- حسنا يا آنسه . سنه او ربما اقل من عمرك لقاء سعادة طفل. هل انتفقنا ؟
- اتفقنا .
اجابته وجاء صوتها كرجع الصدى .

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 27-03-09, 06:14 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- مأزق من صنع يديها
اوت اندريا الى فراشها منهكة وسرعان ما غلبها النعاس وراحت في سبات عميق .
وعندما استفاقت في صباح اليوم التالي كان شعاع الشمس يغمر الغرفة بنور ذهبي والسيدة بريسون تقف بجانب سريرها وتحمل بين يديها صينية كبيرة .
- يا الهي .
قالت اندريا وهي تجلس في سريرها وتبعد شعرها عن وجهها :
- لابد انني اطلت النوم اكثر مما ينبغي . اعتذر اذا كنت قد سببت لك ازعاجا .
تغضن وجه السيده بيرسون بابتسامة عريضة وبكلام كثير افهمت اندريا بأن أي جهد تبذله تجده قليلابالنسبة الى عروس السيد لوفالييه .
لم تكن اندريا شديدة الحماس لملاقاة ذاك النهار ولكن برغم كل ماكان يخالجها من شعور بالقلق وجدت الكعك الساخن الذي احضرته السيدة كلوتيلد بريسون لذيذ المذاق وتناولته بشهية .
- هل ترغب الآنسة ان احضر لها الحمام ؟
سألتها مدام بريسون التي كانت تحوم حولها باهتمام واردفت :
- لم يبق متسع من الوقت .
- متسع من الوقت لماذا ؟
سألتها اندريا وهي ترجع فنجان القهوة الى الصينية رمتها كلوتيلد بنظرة عاتبة وقالت :
- للذهاب الى كلبرمون فران مع السيد لوفالييه . انه ينتظرك منذ الصباح وهو سيصحبك لشراء ما يلزمك .
ظلت اندريا ساكنه برهة , ثم دفعت صينية الطعام جانبا وشكرتها وقالت لها بقاتضاب وبدون مقدمات :
- لا اريد الذهاب . ارجو ان تبلغي ذلك السيد فأنا اشعر بألم في رأسي .
- ولكن يا انسه , الغي السيد بعض المواعيد المهمه ليضع نفسه تحت تصرفك هذا النهار .وبالاضافة الى هذا فان كليرمون فران مدينه جميله والطريق اليها ممتعه كما ان الهواء النقي يريحك من الصداع .
- اعتقد انني اعرف ماهو نافع لي .
اجابتها اندريا بعصبية وشعرت بأن تصرفها كان صبيانيا ولكنها لم تبال فلن يضيرها في شيء ان تبدو كطفلة اذا كان ذلك يخلصها من قضاء يوم كامل مع بليز لوفالييه . وتابعت :
- اشكريه بالنيابة عني . يمكنك ايضا ان تعتذري منه اذا كان هذا يريحك ولكن عليك ان تقولي له انني لن اذهب معه الى أي مكان بالاضافة الى ذلك فقد غيرت رأيي ولست بحاجه الى أي شيء .
بدا واضحا ان تصرف اندريا لم يرق للسيده بيرسون التي اربكها ما يبدر من سيده القصر العنيده فحملت الصينيه وانصرفت .
راحت اندريا تتقلب في فراشها وتضغط على الوساده بعصبيه . انها تعرف لماذا يصر بليز على اصطحابها الى كليرمون فران . انه يريد رؤيتها تتعذب .
اراحت رأسها على ذراعيها وحدقت في الفراغ بعينين لا تريان شيئا . استقر نظرها على الخاتم حول اصبعها وبدون ازاده منها شعرت باصابعها تطبق على راحة يدها التي قبلها بليز في الليلة السابقة .
سمعت طرقا على الباب فاستدارت في فراشها وجعلت نفسها في مواجهته . لم تكن على استعداد لسماع محاضرة اخرى من السيدة بريسون في محاولة جديدة لاقناعها بمرافقة السيد . وبنزق قالت :
- ادخل .
ودخل بليز باقمته المديدة واتجه نحو السرير بخطوات سريعه ووقف برهة ينظر اليها قبل ان يقول :
- الى متى علي ان انظر ؟
شعرت اندريا وكانها تذوب تحت وطأة نظراته وبحركة غريزية تناولت الغطاء ولفته حول كتفيها وبصوت مضطرب قالت :
- بامكانك ان تذهب ساعة تشاء ايها السيد. الم توصل لك السيده بريسون رسالتي ؟
مط شفتيه بشكل فهمت منه اندريا مقدار الاحترام الذي يكنه لتلك الرسالة وقال بجفاء :
- يحسن بك ان تسرعي فأمامنا رحلة طويلة قبل ان نصل الى كليرمون فران .
- تبين لي اني لست بحاجه الى شيء واوضحت هذا للسيده . وفي أي حال شكرا لك . والآن اريد من فضلك ان اخلد الى الراحة .
اجابت اندريا وعيناها تنطلقان بالخيبة التي كانت تشعر بها .
لم يتفوه بأي كلمة واتجه نحو الخزانة الضخمة وفتحها وراح يستعرض الثياب المعلقة بداخلها . ولم تملك اندريا الا ان تلاحظ كم بدت ثابها هزيلة بالنسبة الى الخزانة الضخمة . بعد برهة سمعته يسألها :
- واين ثوب الزفاف ؟ اني لا اراه .
- ثوب الزفاف ؟
سألته اندريا مشدوهة وبدا السؤال حتى في اذنيها فارغا وسخيفا .
للمرة الثانية مط شفتيه وبفظاظة قال :
- وهل انت بحاجه الى تذكير اخر ؟ قلت لك سيعقد الزواج غدا ويلزمك ثوب للمانسبة.
- انا لا ارى ضرورة لذلك انها في أي حال ليس زواجا تقليديا .
- انك تخدعين نفسك يا آنسة .
قال لها ويداه على خاصرتيه ثم اقترب من السرير وراج يتأملها وقال :
- سوف يكون احتفالا تقليديا الى ابعد الحدود . وزواجي بالنسبة الى اهل القرية هو حدث بحد ذاته . وعليك ان تؤدي دور العروس السعيده باتقان اولا في كرودون حيث يتم توقيع عقد الزواج المدني وبعد ذلك في كنيسة القرية حيث ستجري مراسم الاحتفال الديني . لن يكون ذلك صعبا عليك فأنت تجيدين التمثيل . وسوف ترتدين بالطبع ثوبا ابيض وطرحة بيضاء كأي عروس في يوم عرسها وهذا في أي حال ما يتوقعته اهل القرية ولن نخيب امالهم .
- لن افعل شيئا من هذا .
صرخت في وجهه وصدرها يعلو ويهبط من شدة الانفعال , ثم اضافت وكانها تبرر انفجارها :
- وهذا في رايي منتهى الرياء !
- لماذا لأن اللون الابيض لا يصلح لحالتك ؟
لم تعد تحتمل المزيد وصرخت في وجهه بضراوة :
- ايها الـ .... اخرج من غرفتي .
- لي كل الحق بوصفي خطيبك ان ابقى في الغرفة .
قال لها بهدوء ووجد من المناسب ان يذكرها ببعض الحقوق والواجبات المترتبه على الخطيبين فتابع :
- للخطيب ما للزوج تقريبا من حقوق يا عزيزتي ونصيحتي لك ان لا تدعي هذه الحقيقة تغيب عن بالك . والآن ارتدي ثيابك فلقد اضعنا من الوقت مافيه الكفاية .
وبحركة مفاجئة سحب الغطاء بدون ان يترك أي مجال للمقاومة . اطلقت صرخه غضب واسرعت يداها الى قميص نومها المغضن لكنه اتجه الى الخزانه وعاد يحمل بيد يديه طقمها القمحي اللون ويضع قطع من الثياب الداخليه وقذف بالجميع بدون شكليات ولا مراسم على السرير ثم نظر الى ساعته وقال لها :
- اماك 5 دقائق لتكوني جاهزة سأوافيك في الطابق الارضي وارجو ان لا تقولي لي بعد ذلك بانني لم احذرك .
وبعدما خرج شعرت انه ليس امامها أي خيار فهرولت الى الحمام واغتسلت بسرعه وراحت تحضر نفسها كما طلب خشية ان ينفذ تهديداته .
لم يقرع الباب هذه المره وعندما دخل كانت اندريا في كامل ثيابها ما عدا وشاحا من الحرير الوردي كانت تحاول ان تلفه حول عنقها .
التقت عيناها بعينيه في المرآة وبرغم العبوس الذي كان ما ال يكسو وجهه لمحت نظرة اعجاب وقال :
- هل انت جاهزة ؟
- لم يبق شيء الا ان اصفف شعري .
اجابته بصوت مرتعش وتمنت الا يكون قد لاحظ ذلك . اقترب منها ووقف خلفها تماما وتناول الفرشاة وراح يمررها على شعرها الغزير برفق ثم اخذ بعض الخصلات بين انامله ورفعها حتى بان عنقها كله ثم تركها تنساب كالشلال على كتفيها وقال :
- اتركيه منسدلا هكذا .
وللمرة الثانية في تلك اللحظات القليلة التقت نظراتهما في المرآة .
تناولت حقيبة يدها بيد مرتجفة وقلب واجف وقالت :
- هل نذهب ؟
- كما تريدين .
وكان في صوته وعلى وجهه لغز حيرها . رمى الفرشاة من يده ووقف جانبا مفسحا لها الطريق لتتقدمه . لم تكن متاكده من ان ساقيها قادرتان على حملها لكنها سرعان ما تمالكت نفسها ورفعت رأسها بشموخ وسارت امامه .
لم يدم هذا الهدوء طويلا فما ان وصلا الى الباحة الخارجية حتى وقعت عيناها على ما جعلها تصرخ من الغيظ .
كانت السيارة التي جاءت بها من باريس جاثمة اما الباب وسألها وكانه يلهو :
- لو انني فقط كنت اعلم انها مازالت هنا, اليس هذا ما تقولينه الآن في سرك ؟
وجدت ان الصمت ابلغ جواب فصعدت في المقعد الامامي بدون ان تجيب لكنها لم تتمالك نظرة متوعده رمته بها .
كان عليها ان تقر بمهارته في قيادة السيارة فالمنعطفات والانحناءات الخطرة التي جعلت قلبها يقفز الى حلقها وهي في طريقها الى سان جان دي ووش لم تكن شيئا بالنسبة اليه .
لم تستطع اندريا ان تصمد طويلا امام الجمال المتدفق من كل شيء حولها وانهارت مقاومتها واسترخت في مقعدها تنعم بالدفء المنبعث من اشعة الشمس التي غمزت وجهها وعنقها . اختلست نظرة الى بليز ...
هل كان عاقد العزم على الاستمرار في الصمت ؟ با لقوة ارادته ! قالت في نفسها ويا لضعف ارادتي !
شعرت بغصة وهي تنظر الى وجهه ذي التقاطيع القوية والخطوط الشامخة ولم تترى الندبة من حيث كانت جالسه .
واعتقدت اول الامر ان اهتمامه كان منصبا على الطريق امامه ولكن سرعان ما صدمتها تلك المسحة من الحزن التي عاد وجهه واكتسى بها فادارت نظرها اليه ولم تعد تحوله عنه .
- بما تحدقين يا آنسه ؟ هل تتساءلين لماذا لا اخضع لجراحة تجميليه ؟
- لم يخطر هذا الامر في بالي اطلاقا ولكن الآن وبما انك اخترت ان تفتح الموضوع فأني اسألك بالفعل لماذا ؟
- ربما لأنني اود ان احتفظ بما يذكرني .... .
- يذكرك بماذا ؟
- بان لا شيء يدوم وخاصة تلك المشاعر التي نسميها حبا .
- ولكنها نظرة متشائمة وفيها الكثير من عدم الثقة .
- انه درس تعلمته من الحياة .
ثم غرق في صمت غريب لم تجرؤ على اختراقه وجلست قربه ساكنه وشرد فكرها في متاهات بعيده وراحت الافكار تتقاذفها , لم كل هذه المرارة ؟ ابسبب الوقوف على عتبة زواج لم يتم ؟ ام بسبب خطبة تافهة جعلته يحكم على نساء الارض كلهن من خلالها
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 27-03-09, 06:15 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لابد ان حبه لها قد ترك في نفسه اثارا لا تمحى والا لماذا يغرق في كل ذلك الحزن وتلك المرارة ؟ مخطئ هو اذا ظن ان الندبة في وجهه تقلل من جاذبيته وهل يعقل ان لا يكون قد شعر بانجذابها نحوه ؟
وباحساسها المرهف شعرت انديا ان الندبة فوق خده لم تكن شيئا بالنسبة للجروح في نفسه والتي لاشفاه له منها ربما الا بقدر كبير من الحنان والعاطفة . هي بالطبع لن تكون هناك لتمنحه ايها .
كم احزنتها تلك الفكرة وكم حاولت عبثا ان تذكر نفسها بانها ليست سوى سجينه في قصره . ولكن كان عليها ان تواجه الحقيقة فهي لن تكون حرة بعد اليوم .
اوقف بليز السيارة في شارع جانبي هادئ . وكان عليهما ان يذهبا سيرا على الاقدام الى شارع المرفأ حيث المتاجر الفخمة . ارادت اندريا ان تتمهل امام بعض الواجهات التي تعرض الاشياء الاثرية الا ان بليز استمر يسير بسرعه ولم يتح لها مجالا للتوقف وكان عليها ان تركض تقريبا لتجاريه في مشيته السريعه.
وعندما وصلا اخيرا الى المكان المنشوده كانت اندريا تلهث من شدة التعب استقبلتهما عند المدخل امرأة في العقد الـ4 من العمر ذات عينين ناعستين واناقة مفرطه .
غرقت السيده في حديث هامس مع بليز وكان واضحا ان اندريا بالذات كانت موضوع هذا الحديث وازعجها جدا ان تكون مستثناه من الحوار المفروض ان يعنيها هي قبل سواها . أولم يكن ايضا من الذوق السليم ان يشركاها معهما ؟
بعد ان فرغا من الحديث رمت المرأة اندريا بنظرة متأملة قبل ان تقول لها بكل تهذيب :
- اتبعيني من فضلك يا آنسة .
وتقدمتها الى غرفة فسيحة غطيت جدرانها بالمرايا وماهي سوى لحظات حتى اقبلت على الغرفة صبيه تحمل على ذراعها عددا من اثواب الزفاف البيضاء ملفوفة في اوراق شفافة .
كان على انريا ان تسجل موقفا فقالت في الحال وهي تشير بيدها الى الفساتين :
- لا اريد ثوبا ابيض .
لم تكن اندريا ترغب في السماح لأي كان ان يجعل منها دمية للعرض . وثوب الزفاف الابيض يحمل معاني لم تكن موجوده في العلاقة التي تربطها ببليز . ومهما يكن من امر فهي لن ترتدي ثوبا ابيض .
ولكن كيف وجدت نفسها بعد قليل وكانها مسلوبة الارادة في فستان ابيض رائع امر لم تستطع اندريا تفسيره .
وعندما جربت اخيرا ثوبا من قماش الاورغنزا الشفاف عادت وارسلت المساعده لتأتيها بالطرحه لترى الصورة الكاملة التي ستبدو بها .
ظلت السيده قربها تساعدها وتضع لمسات هنا واخرى هناك الى ان بدت راضيه عن الصورة امامها ثم وبحنان نظرت الى اندريا وقالت :
- والآن انظري الى نفسك بالمرآة .
نظرت في المرآة من هي تلك الصبية الممشوقة القوام التي تسبح في غيمة بيضاء سماوية ؟
بعد ذلك ازاحت السيده ستارا فاصلا وبرفق دفعت اندريا امامها الى حيث كان يجلس بليز ..
يجب الا يراني بثوب الزفاف قالت في نفسها , فذلك نذير شؤم وارادت ان تتراجع لكنها عادت وتذكرت ان هذا الرمز البسيط لم يكن الا واحدا بين عشرات من تقاليد الزواج المحببه والتي لم تكن تعنيها في شيء فهما بالنتيجة يحضران لتمثيليه ليس الا .
وقع بصره عليها كانت عيناه باردتين تحت حاجبين معقودين وبدا نافذا الصبر عصبيا . ربما لم يعجبه الفستان , قالت اندريا في نفسها , او ربما شعر بسخف المهزلة التي كان مقدما عليها او ربما , وهذا هو الاهم تذكر خطيبته السابقه وهي تختال بثوب الزفاف الابيض .
اومأ برأسه اخيرا الى السيده التي ظلت واقفه تنتظر اشارة منه وتمت :
-رائعه .
وتوقف قليلا ثم اضاف :
- قدمي للآنسة كل ما تحتاجه ولا تنسي الحذاء .
تقدمت منه وثوبها يبعث حفيفا كحفيف اوراق الشجر ,ووضعت يدها على زنده وقالت له بتوسل :
- ارجوك يابليز . اصغي الي لا يمكنني ولا يجوز ان ارتدي هذا الثوب .
- ولم لا ؟
سألها بصوت لا تعبير فيه وكانت نظرته اليها لا تختلف عن نظرة أي انسان الى تمثال جميل في واجهة احد المتاجر وتابع :
- انه يلائمك تماما .
- انها ليست ملاءمة او عدم ملاءمة .
اجابته ثم اخفضت صوتها عندما لاحظت ان صاحبة المحل كانت تراقبهما بفضول وتابعت :
- اذا كان يلائمني فهو بالتأكيد لا يلائم المناسبة .
وهذا الثوب تابعتفي سرها يمثل كل ما تفتقر اليه في هذا الزواج . انه رمز السعاده والاحلام الوردية والحب واين هو الحب في علاقتنا هذه ؟
- اظن انه مناسب جدا , وسوف ترتدينه غدا وتظهرين امام المدعوين في الصورة التي يتوقعونها , لاتجزعي يا عزيزتي اعتبريه ان اردت زيا مبتكرا لحفلة تنكرية ترتدينه لبضع ساعات فقط ثم تتخلصين منه الى الابد .
لم تنجح اندريا في اقناعه بان ارتداء هذا الثوب بالذات هو ضرب من ضروب الخيانه وانه لا يجوز ان يشوها رمزا من رموز الحب والجمال بالنفاق . فلقد اصر على موقفه معتبرا كلامها عاطفيا وبدون منطق .
بعد ان فرغا من مشترياتهما واصبحت العلب والصناديق جميعهما في السيارة , اقترح بليز وبدون أي مقدمات ان يريها الاماكن الاثرية والسياحية في المنطقة .
توجها الى ساحة دوليل المشهورة بالنبع في وسطها حيث القى بطرس الناسك عظة الحرب الصليبية الاولى . بعد ذلك قاما بزيارة الكاتدرائية السوداء ذات الطراز القوطي , وجدتها اندريا في غاية الفخامة ولكنها لم تستطع ان تقاوم شعورا بالانقباض اعتراها فجأة وردته الى الحالة النفسية التي كانت فيها .
بعد ذلك تناولا طعام الغداء على شرفة مطعم روبات الفخم والذي يشرف ايضا على المدينة القديمة .ولدهشتها اكتشفت اندريا انه كان باستطاعتها ان تنعم حقا بالطعام وبالشراب وباشعة الشمس وحتى بقليل من الاسترخاء .
نظر اليها بليز بعينين نصف مغمضتين بسبب وهج الشمس وقال :
- ما الذي يسعدك ؟
وكان مستلقيا على كرسيه باسترخاء .
- لا يهم .
اجابت بسرعه وشعرت بالخجل لأنها سمحت لخيالها ان يطير بها بعيدا وكانها خالية البال .
- كما تشائين .
تمنت لو اجابته فالعلاقة بينهما كانت متوتره بدون ان يظن بانها كانت تتعمد عدم اشراكه في افكارها . تنهدت وهي تسترجع في ذاكرتها جولتهما ذاك الصباح وكيف اقتصر الحديث بينهما على بضع كلمات مقتضبه وتنهدت في اعماقها .
الى متى كان سيستمر في حرب الصمت هذه ؟ الم يكن عليهما ان يتحدثا بشأن مستقبلهما ؟ وهل يعقل ان يتم الزواج في اليوم التالي بدون ان يتوصلا الى تفاهم نهائي حوله ؟ استرقت اليه نظرة ورأته يدخن سيكارته ويحدق في الدخان المنبعث منها وكأن لا شيء اخر في الدنيا يستحق التفاته من غير ذلك الدخان .
كانت الشرفة تغص بالزبائن حتى في ذلك الوقت المتأخر من الفصل واوحت اليها الجموع المحتشده فكرة مجنونه وهي انه بامكانها ان تختفي بينهم .
ولم يكن بليز قد دفع حساب الغداء بعد. يمكنها ان تتظاهر بانها تريد ان تغسل يديها وبعدها تتدبر امرها . وتبلورت الفكرة في رأسها :سنذهب الى احد فنادق كيرمون فران بالذات اذ لن يخطر بباله البحث عنها في المدينه نفسها فهو سيظن انها غادرتها بأسرع وقت .
نظرت الى بليز وراته ينقل بصره في ارجاء المكان بحثا عن النادل . نهضت من مكانها وقالت :
- اعذرني لبضع دقائق فقط .
- بالطبع .
اجابها وهو ينهض بدوره يناولها حقيبة يدها وبنبرة مهذبة تابع :
- ويؤسفني ان اعلمك بأنني سمحت لنفسي بأن اخذ جواز سفرك عندما كنت تجربين الاثواب في المتجر فلنقل انه تدبير احتياطي فقط وعلى هذا فانني ادعوك الى التخلي عن فكرة مجنونه قد تراودك لأنها يا عزيزتي لن يكتب لها النجاح .
حاولت جاهده ان تخفي خيبة الامل التي اصابتها وقالت :
- لم يكن ذلك ضروريا ايها السيد فلقد استسلمت لقدري .
- اتمنى ان يكون ذلك صحيحا فلربما لم يكن هذا الزواج المحنة التي تتصورين .
وبغضب ويأس صرخت في وجهه بكلام جارح لم يكن من عادتها ان تسمح لنفسها به وقالت :
- وهل تخشى ان تتخلى عنك خطيبتك للمرة الثانية ؟ هل تعتقد ان الابتزاز والتهويل هما الطريق الوحيد للحصول على عروس ؟ وهل هذا التهديد بتدمير عائلتي هو من شيم عائلتك الكريمه وهل انت فخور بعملك هذا ؟
- ما الذي ترمين اليه من خلال هجومك ؟ اذا كنت تستدرجينني لاقذف جواز سفرك في وجهك وارسلك الى الجحيم فانت لم تحسبي الحساب وعلي ان اخيب املك. وسيكون من دواعي سروري ان اعلمك اصول المعاملة وحسن التصرف عندما تصبحين زوجتي .
شعرت اندريا بارتباك شديد عندما رأت عيون الزبائن تنتصب عليهما في فضول وبتلعثم قالت :
- لربما كان من الافضل ان نتابع حديثنا في مكان غير هذا .
لكنه اجابها وبشكل قاطع :
- لا ارى سببا لاكمال الحديث .
وبنقرة من اصابعه على الطاولة امامه هرع اليه النادل ودفع بليز الحساب وانطلقا ويده على ذراعها كالكماشة.
- انك تؤلمني .
- ليته كان عنقك !
اجابها بنبرة جعلتها تنظر اليه بدهشة واستنكار واجابته وهي تتظاهر بشجاعه لم تكن تشعر بها بتاتا :
- هذا لسان حالي فعندها اتخلص منك على الاقل !
كانا يسيران في محاذاة سياج من الشجر . استدار نحوها فجأة ودفعها حتى التصق ظهرها بالسياج وشعرت باغصان الشجر واوراقها تنكسر وتخدش جسمها من خلال قماش ثوبها الناعم . وبصوت ارسل الرعب الى قلبها وهو يصر بأسنانه :
- قلت بأنني سألقنك درسا بعد الزواج . ولكنك بحاجة الى درس سريع كما يبدو .
وقبل ان تستوعب تماما ما كان يقصد بكلامه هذا كان يمسك بكتفيها ويهزها بعنف ثم يجذبها نحوه ويطوقها بذراعين قويتين جعلت انفاسها تنحبس ...
شعرت اندريا بدوار في رأسها ولم تعد ساقاها قادرتين على حملها واعترتها رجفة شديده ولم تنجح في كبح استجابتها العفوية التي كانت ملأى بالمشاعر .
وجاء صوته وكأنه من عالم اخر يقول بلا مبالاة :
- غاستون في انتظارنا اذا كنت جاهزه يا آنستي .
ومد يده وانتزع من بين خصلات شعرها الحرير بعض اوراق الشجر وبدون مقدمات التقط خصلة من شعرها ورفعها بيده ولم يتركها الا بعد ان رفعت بصرها نحوه والتقت نظراتهما . اطال النظر في عينيها وقال :
- لا تستفزني بعد اليوم .
ثم اخذ ذراعها برفق وتابعا سيرهما .
كانت رحلة العودة مختلفة تماما عن رحلة الصباح . اذ وجدت اندريا نفسها محشورة بين بليز الذي تولى القياده وبين غاستون الذي جلس الى يمينها والرجلان في حديث معظمه بالفرنسية وكان يدور حول امور زراعيه واخرى تتصل بالقصر والتعاونيه وكانها كيس من التبن بينهما او حتى كانها غير موجوده ّ
عندما توقفت اخيرا الاند روفر في باحة القصر الخارجية كانت اندريا بالفعل منهكة فنزلت من السيارة بثقل متجاهلة يد بليز التي مدها اليها ليساعدها على الهبوط استوقفها بنبرة آمره وسألها :
- هل تودين ان يحمل غاستون الاغراض الى غرفتك ؟
كان بودها ان تقول له بالضبط ما توده ان يفعل بها ولكنها فضلت ان تلوذ بالصمت درءا لفورة اخرى من غضبه المحموم شكرته ببضع كلمات مقتضبه وتابعت سيرها .
وجدت اندريا السيده بريسون في المطبخ وكانت منهمكة في تلميع وتنظيف اعداد هائلة من الاواني الزجاجية والفضيه والاكواب والاطباق .
كان واضحا انها تحضر لحفلة الاستقبال التي ستقام في اليوم التالي . لم تدر ما تقول وبتلعثم واضطراب افهمت السيده انها اعتقدت ان الاستقبال سيقتصر على الاخصاء فقط .
غير ان السيده لم تأبه لكلامها وراحت تطمئنها بان ما تشعر به من عصبيه وضيق هو امر طبيعي ويسمى بحالة اعصاب العروس وجميع العرائس يشعرن به .
كانت جميع العلب والصناديق في الغرفة عندما صعدت اندريا اليها كان بودها ان تتجاهلها , ولكن قلبها لم يطعها خاصة فيما يتعلق بذلك الثوب الرائع .
كان عليها ان تخرجه من علبته وتعلقه فهو لا يستحق ان يتغضن داخل العلبة وبنفس حزينه وقلب واجف اخرجته من علبته واخذت الاكليل والطرحه ووضعتهما على المنضده .
اعتراها حزن مفاجئ ففي مرات سابقه التي كان يسرح فيها خيالها كانت تتخيل نفسها يوم عرسها محاطه بجميع افراد عائلتها .
سمعت طرقا على الباب وظنت انها السيده بريسون ولم تشأ ان ان تجيب فلقد كانت بالفعل في حالة من الارهاق النفسي والعصبي والجسمي الشديد . وقالت في نفسها ان السيده بريسون لن تلبث ان تتصرف ظنا منها ان اندريا مستغرقه في النوم .
وبدل ان ينصرف الطارق كما توقعت فتح الباب ودخل الغرفة . ولم تكن الخطوات التي سمعتها اندريا قطعا للسيده بريسون .عضت اندريا على شفتيها واخذت نفسا عميقا وظلت ساكنه بلا حراك .
ومن حسن الصدف انها كانت مستلقية على السرير وظهرها للباب مرت دقائق خالتها زمنا وخشيت ان يعرف انها لم تكن مستغرقة في النوم ان هي اتت بأدنى حركة ولذلك قطعت تقريبا نفسها وحرصت على ان تظل في الوضع نفسه . اخيرا سمعت وقع خطواته تبتعد والباب يغلق بهدوء وراءه .
ظلت ساكنه لا تأتي بحركة حتى بعد ان ترك الغرفة . ولم تنهض من سريرها الا عندما شعرت بقشعريرة وارادت ان تخلع ثيابها وترتدي ثياب النوم الى فراشها على الاستلقاء يريحها . وعندما مدت يدها لتتناول قميص النوم لامست اناملها شيئا وجدته عندما التقطته رزمة صغيره ملفوفة على شكل هدية . كانت على يقين ان تلك العلبة الصغيرة لم تكن من بين المشتريات .
نظرت اليها بحيرة. كانت متأكده انها اخرجت جميع مشترياتها من الصناديق ولم تكن هذه من بينها فمن اين اتت اذن وماذا كانت تحتوي ؟
راحت تقلبها بين يدها .كانت علبة صغيرة خفيفة الوزن وكان حولها شريط معقود بشطل جذاب .امن اجل هذا دخل بليز غرفتها ؟ بدا هذا الامر صادرا عنها بالذات , صعب التصديق . ولكن لم لا ؟ هل كانت تعرفه وتعرف حقيقته ؟ طرحت هذا السؤال على نفسها وهي تتذكر عناقه الدافئ في حديقة الفندق ذاك الصابح .
لم تستطع ان تكبح فضولها ففتحت العلبة لترى ماكان بداخلها . امتلأت يداها فجأة بقماش ناعم . قربته من النافذه فوجدت ان ما امتلأت به يداها كان قميصا للنوم من قماش الدانتيل الابيض تأملته بعينين مشدوهتين .
ما معنى هذه الهدية الحميمة ؟ تساءلت في نفسها وماذا كان يقصد من وراء هذه البادرة ؟ فالتناقض بين هذه الهدية وما ترمز اليه وبين التدبير العمل الذي شرحه لها ووعدها به كبير جدا .
ربما اراد ان يحذرها بانه لن يتخلى عن حقوقه الزوجية وبانها لا يجب ان تثق بوعوده السابقه حول الزواج صوريا .واذا كان الامر كذلك فما الذي كان ينتظرها يا ترى ؟
وبعد ان اعتقدت بان الامور ابتدأت تتوضح في ذهنها جاء بهديته تلك بقلب الامور رأسا على عقب ويبعث في نفسها هواجس كانت تأمل في طيها .ومرة اخرى وقعت فريسة افكارها وهواجسها .
كان عليها ان تدوس على قلبها وان تتجاهل تلك المشاعر والاحاسيس التي راحت تجيس في نفسها ان كانت تبغى الخروج من هذه المعركة بادنى حد من الكرامة والكبرياء .
وكان عليها من اجل ذلك ان تجد طريقة ما تفهمه بانها لن تسمح له باكثر من الشكليات الرسمية المتعلقة بهذا الزواج وبأنها لن تسمح له بأكثر من الشكليات الرسمية المتعلقه بهذا الزواج وبانها لن تدع عناقه الدافئ يشوش تفكيرها السليم مهما كان الثمن .
اندفعت من غرفتها والقميص بين يديها . وجدت غرفة بليز غارقة في الظلام المزدوج الضخم ثم انهالت على القميص تمزيقا حتى اصبح قطعا بين يديها ورمته على سريره وانطلقت تعدو وكأن الشيطان في اثرها .

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 27-03-09, 06:17 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- العروس والأسطورة :

أرجعت اندريا كوب الشراب بدون ان تمسه .
كانت السماء متجهمة والمطر ينهمر بغزارة كحراب من فضة . اسندت
جبينها الملتهب الى الزجاج النافذة وشعرت ببرودة مريحة .
كانت تشعر بانزعاج شديد من دبابيس الشعر التي كانت تسبب لها وخزا في رأسها ،
كما كانت الطرحة تزعجها كذلك.
وأخيراً وجدت نفسها في الغرفة وحدها اذ خرج بليز ليودع الكاهن وطبيب القرية وهما آخر الضيوف.
وكانت اندريا ذلك الصباح قد وقفت بين الضيوف تبتسم تارة وتصافح الأيدي الممدودة تارة أخرى ، وتتمتم بكلمات الشكر مرة ثالثة
حتى كاد رأسها ينشق الى نصفين بسبب الجهد الذي بذلته .
سمعت الباب الخارجي يغلق وتحفزت لملاقاة بليز الذي مالبث ان دخل الغرفة بقامتة المديدة . وبدا في طقمة الأسود وقميصة الناصع البياض
مفرط الأناقة جذاباً . لكنه كان اكثر تباعدا وتحفظا من عادته .
وخيم على الغرفة صمت ثقيل قطعته اندريا بقولها :
( هل ذهب جميع الضيوف ؟)
( نعم)
أجابها وهو يرفع حاجبيه مستفهما وتابع:
( ولم تسألين ؟ لا بد انك متشوقة للأنفراد بي !)
شعرت اندريا بالدم يصعد الى رأسها ولكي تخفي ارتباكها اجابته بشيء من الغطرسة والأستفزاز قائلة:
( وهل يعقل هذا )
( احذري يا اندريا !)
صرخ بوجهها وعيناه تضيقان ونظرته تبعث في جسدها ارتعاشاً وقشعريرة .
لم يكن قد تسنى لهما حتى تلك اللحظة ان يتحدثا على انفراد ولذلك لم يكن لدى انريا ادنى فكرة حول ردة الفعل التي اثارها في نفسه
وتمزيق قميص النوم الذي اهداها اياه الليلة السابقة . على ان اندريا شعرت وهي تقف بقربه في مبنى المحافظة ذاك الصباح وبعدها في الكنيسة الرعائية
الصغيرة في القرية. بعاطفة تهز كيانها هزا وكأنه عاجز عن السيطرة الكلية عليها وذلك برغم حرصه على الظهور بمظهر المتمالك اعصابه والمسيطر على الموقف تماما .
وعندما انحنى وليطبع قبلة الزواج التقليدية على جنتها بعد ان اعلنهما الكاهن زوجين بالكاد لا مست شفتاه خدها وكانت عيناه المغمضتان تحجبان عنها ما كان يجيش في داخله من أحاسيس.
لم تكن اندريا مطمئنة لكل تلك اللامبالاة التى أظهرتها بل على العكس فقد اثارت في نفسها شكوكا وتوجسا وجعلتها تشعر بالندم على ما بدر منها ازاء قميص النوم في الليلة السابقة .
ربما كان عليها ان تخفيه فقط في احد الادراج وتناسى وجوده لا ان تتصرف كما فعلت .
ولكن ماذا ينفع الندم بعد فوات الاوان ؟
ولم تر مناسبا ان تشرح الأمر له وتعتذر لئلا تزيد الطين بلة .
ولم يبق امامها اذن الا ان تتجاهل الأمر كلة وتطلب من المولى ان يلهمه هو كذلك ان يغض النظر .
اشتد الصداع في رأسها ولم تعد تقوى على تحمل الطرحه والدبابيس اكثر من ذلك .
فانتزعتها عن رأسها وتركت شعرها ينساب حول وجهها وعنقها وعلى كتفيها عل ذلك يريحها ويخفف من ألم رأسها .
ظنت انها سمعت شهقه مكتومه صادرة عن بليز ولكنه كان عندما نظرت اليه جامدا كالصخر ووجهه كلوح اردوازي ممسوح .
أخرج من جيبه علبة سكائر وأخذ سيكارة وأشعلها بهدوء وتأمل .
وكان على اندريا ان تبلل شفتيها الجافتين قبل ان تستطيع التكلم وقالت:
( هل تتوقع ضيوفا بعد؟ ام انه اصبح باستطاعتي ان أبدل ثيابي الآن ؟)
( كلا . ولكن لما العجلة؟ أنت فاتنه في هذة الثياب ونحن الآن وحدنا )
( ربما . ولكنني لا اشعر بالراحة ، وليس هناك ما يوجب بقائي في هذا الثوب .
فلقد انتهى الدور واعتقد بأنني قمت به خير قيام ، والآن أود ان اعود الى حقيقتي )
( وما هي حقيقتك تلك التى تودين استرجاعها ؟ أنت الآن يا عزيزتي السيدة اندريا لوفالييه ويجب ان لا تغيب هذة الحقيقة عن ذهنك)
( وهل يعقل ان انسى؟)
تمتمت وعيناها على الخاتم حول اصبعها ورفعت يدها ودلت عليه وهي تقول :
( واذا ما نسيت فان هذا كفيل بتذكيري !)
( ولكنه للأسف مؤقت)
اجابها وهو ينتزع سترته ويضعها باهمال على احد الكراسي ثم تابع :
( علي ان اجد طريقة تجعلك تشعرين بحقيقة هويتك الجديدة يا سيدتي )
وضعتها كلماته تلك في حالة استنفار وحذر لكنها اجبرت نفسها على الاحتفاظ بهدوء اعصابها وقالت:
( لدي فكرة)
( حقا، انك تحيرينني يا سيدتي وماهي فكرتك تلك؟)
( أنا اعلم ان زواجنا شكلي فقط . ولكن هل سينطبق هذا التدبير الشكلي على مركزي في المنزل ايضا؟)
( لا افهم . عم تتكلمين ؟)
( قالت لي السيدة بريسون انها تريد بعض الوقت لتنصرف الى اشغال الابرة وبأنك وعدتها بذلك بعد الزواج . فاذا كانت حقا هذة ارادتك ، فهل يعني ذلك انني سأكون
مسؤولة هنا واتمتع بصلاحيات ربة المنزل ؟)
( وأي صلاحيات تريدين؟)
سألها وفي عينيه لغز محير .
( هناك تغييرات عديدة يحتاجها القصر وفي نيتي اولا ان اجعل الجناح الذي نشغله
اقل قفراً وأكثر رونقاً)
توقفت قليلا ، وعندما لم تحط منه بأي جواب تابعت وكأنها تدفع عن نفسها تهمه :
( لدي بعض المال . وأريد فقط ان اعرف اذا كنت ستطلق يدي في هذة الامور ام انه علي ان اعرض الأمر عليك قبل تنفيذه ؟)
( يجب ان تحصلي على موافقتي في الأمور الكبيرة فقط . ولكنني لا اريدك ان تنفقي من مالك ، فأنا لست معدما كما تظنين !)
( لم يخطر هذا الامر في بالي . ما اردت الا المساعدة فقط )
( انا لا ارفض مساعدتك . كل ما في الأمر انني لا اريد منك ان تجعليها تقتصر على الأمور العملية فقط)
قال ذلك واقترب منها ووضع يده تحت ذقنها ورفع وجهها اليه وراح يتأملها . وفجأة ظهرت على وجهه ابتسامة عريضة عندما رأى ما ارتسم على وجهها من علامات التمرد والتحفز . ثم تابع:
( اعتقد انه من الافضل ان تبدأي عملك بتجهيز غرفة لفليب . فلقد اصبح بامكاني ان اضمه الي الآن وكلفت المحامي
ان يجري اتصالات مع سيمون وذلك لنزع وصايتها عنه ونقلها الي . وعلى هذا فان قدومه الينا
اصبح وشيكاً)
( حسنا ..كم عمره؟)
( خمس سنوات تقريبا)
أجابها وبعد تفكير قصير أردف:
( ألا يزعجك وجود طفل لا تعرفينه؟)
( أنا مشغوفة بالأطفال)
وأربكها ان ترى ما ارتسم في عينيه من أهتمام ، وعندها اجابها برقه قائلاً:
( سوف اتذكر ذلك دائما )
( هل اصبح بامكاني الذهاب الآن؟)
( اذا كنت مصرة، لكن يجب ان احذرك بأن كلوتيلد تتوقع منك تصرفاً غير هذا .
فهي من عائلة شديدة التمسك بالتقاليد وربما كان عليك ان تنتظري منها محاضرة طويلة حول واجباتك كزوجة ، فهي لا تقبل أي مزاح في هذا الموضوع ،
ولم تكن راضية اطلاقا عندما رفضت السماح لها بنقل ثيابك الى غرفتي وساءها جدا هذا التدبير)
( وماذا قلت لها غير ذلك؟)
( قد لا يسرك ما قلته لها . هل أنت متأكدة انك ترغبين في سماعه؟)
صرخت بانفعال :
( حقا!)
واندفعت خارجه . هدأت قليلا عندما وجدت نفسها أخيرا وحدها في غرفتها .
خلعت ثوب الزفاف وارتدت سروالا من القماش الجينز وسترة
وشعرت انها أكثر حصانة عما كانت فيه في ثوب الزفاف الشفاف والذي يحمل الكثير من الأغراء.
تأملت صورتها في المرآة ورأت كيف يظهر هذا السروال تقاطيع جسمها بكل وضوح . فهالها ما وصلت اليه حالتها من تعقيد فهي لم تكن يوما بحاجة الى تحليل ما قد يثيره
لباسها في الآخرين من تأثير.
تناولت فرشاة الشعر وراحت تسرح شعرها المتساقط على كتفيها ثم وضعت بعض الحمره فوق خديها الشاحبتين، وعادت تتأمل صورتها في المرأة . أرضتها الصورة المنعكسة نوعا ما.
ألهت اندريا نفسها بترتيب غرفة الطعام. كانت بدون شك الغرفة الأكثر استعمالا في البيت كله ومن الطبيعي اذن ان تبدأ بها . تأملت الستائر الذهبية التى بهت لونها وخبا رونقها
بمرور الزمن. لا بد انها كانت في منتهى الجمال والفخامة ذات يوم ، ولن يكون من السهل اطلاقا ايجاد القماش نفسه وان وجد فلا شك بأن ثمنه سيكون باهظا جدا نظرا لخيوط الذهبية التى كانت تتخلله .
ربما حالفها الحظ ووجدت قماشا قريبا منه ولا بأس ان كان أقل فخامه وجودة، وعندها يمكنها ان تستبدل ما يلي من الستائر وربما بعض اغطية الكراسي ايضا.
حملت بعض الأكواب الفارغة وتوجهت الى المطبخ حيث كانت كوتيلد تحضر طعام العشاء . نظرت الى اندريا باستنكار ولم تقل شيئا . ولكن عندما اخبرتها اندريا انها كانت ستجهز غرفة فيليب ، أثنت عليها
وعرضت ان ترافقها في جولة عامة على غرفة الطابق العلوي .
ادركت اندريا حتى قبل ان تنتهي من استعراض الغرف في القصر ، حجم المسؤولية التي جلبتها لنفسها وارتضت بها.
لم ترَ غرفة واحدة تصلخ لطفل الخامسة من عمرة فجميع الغرف كانت كبيرة جدا واثاثها من النوع الفخم والطراز القديم الذي لا يمكن ان يرتاح اليه الاطفال.
لم يبد ان السيدة بريسون فهمت ماكانت اندريا ترمي الية .
فجميع الغرف في نظرها كانت صالحة وأي واحده منها تليق بالسيد فيليب وةلم توافقها ابدا على ان الاثاث الضخم والستائر القاتمة الالوان تشكل عائقا.
قالت اندريا وهي تبعد عن وجهها خصلة من الشعر تهدلت عليه :
( الا يوجد في القصر كلة غرفة اصغر قليلا من هذة التي استعرضناها الآن؟)
وكانت الغرفة الاخيرة في جولتها الأسواء حجما واثاثا.
فأي طفل في الخامسة كان ولا بد سيختفي في ذلك السرير الضخم .
عادت اندريا وكررت السؤال نفسة قائلة:
( ماذا قلت، الا يوجد غرفة أصغر من تلك؟)
بسطت كلوتيلد يديها وكأنها تستلم وأخبرت اندريا ان جميع غرف الطابق العلوي كانت غير صالحه للاستعمال وهي في أي حال تقل ضخامة عن غرف الطابق السفلي .
( وماذا عن البرج ؟)
( لم تطأه قدم منذ وفاة السيد الكبير . ويقال انه غير آم،)
( أريد أن ألقي نظرة عليه)
كانت جميع الأبواب المؤدية الى ذلك الجزء من القصر موصدة ،
واستغرق التفتيش عن المفاتيح وقتا طويلا . وعندما فتح الباب الكبير اخيرا محثا صريرا لم تتمالك اندريا شعورا غريبا اجتاح كيانها .
صعدت الدرج اللولبي المؤدي الى الطابق العلوي ووجدت نفسها في غرفة فسيحة عارية تماما .
تفحصت الأرض بقدميها فوجدتها صلبة . نظرت حولها بتفاؤل .
فهذه الغرفة المستديرة ذات الجدران المنحنيه تبدو ملائمة جداً.
وارتسمت الصورة النهائية في رأسها .
كانت ستختار اثاثا بسيطا وحديثا والوانا مبهجه للنظر وكانت ستفرش بسطاً ذات الوان زاهية وقابلة للغسيل
اما الغرفة السفلى فستحولها للمطالعة واللعب بعد ان تكون قد افرغتها من محتوياتها بالطبع .
برز رأس كوتيلد من الباب الافقي في أرض الغرفة وقالت لها وفي صوتها قلق وخوف :
( احذري ياسيدتي )
( لا عليك. الغرفة سليمه ولا يوجد اي خطر . ألا تظنين انها تصلح لفيليب ؟ انها بنظري مثالية لطفل في سنة)
تجهم وجه السيدة بريسون وتمتمت بكلام لم تفهم منه اندريا شيئا.
( ما الأمر ؟)
سألتها اندريا بانزعاج وتابعت:
( لا تقولي لي الآن ان البرج تسكنه الأرواح أو أي شيء من هذا القبيل !)
هزت السيدة بريسون رأسها بالنفي ولكن النظرة الحادة لم تفارق عينيها وقالت:
( ان أرواح الأموات من آل لوفالييه ترقد بسلام ياسيدتي . لمن هناك بعض الشائعات والأقاويل )
( حول هذا البرج بالذات؟)
بدا واضحا ان كوتيلد لم تكن تجد هذا الموضوع مسليا وقالت باقتضاب:
( حصلت مآسي هنا )
( لكل بيت قديم نصيبه من المآسي . وربما عرف سكان هذا القصر أوقاتا سعيدة ايضا.
الشقاء والسعادة يتساويان بالنتيجة ويلغي الواحد منهما الآخر . الأ توافقين؟)
لم يبد ان السيدة بريسون اقتنعت بهذا الكلام . ولكن اندريا لم تأبه لذلك واقتربت من ادى النوافذ ومدت رأسها من بين الألواح المكسوة
بالغبار والسخام وسرح نظرها الى البعيد .
كان منظر الطبيعة خلابا وبدت بيوت القرية كلها من تحتها ورأت النهر
يتلألأ في قعر الوادي السحيق . قررت ان تضع اريكه او ربما وسادة على افريز النافذة و تحولة الى مقعد.
وتمنت لو تحتفظ بهذة الغرفة لنفسها ، لكنها كانت متأكدة من ان بليز لا يمكن ان يرضى بذلك فالغرفة كانت بعيدة وعزولة عن باقي اجزاء القصر.
قطع عليها حبل تفكيرها صوت كلوتيلد التي قالـت؛
( الأ تعتقدين انه يحسن ان تبحثي الأمر مع السيد لوفالييه قبل اتخاذ أي قرار؟)
حدقت فيها اندريا و:نها عادت فجأة الى دنيا الواقع وقالت لها :
( سأخبره بالتأكيد. ولكنني لا اتصور بأنه سيمانع . فهذا المكان افضل من أي مكان آخر في القصر .
انه دافئ ومريح واعتقد ان شكله غير العادي سيسعد طفلا في الخامسة من عمره . انه يروقني كثيرا)
قالت هذا ثم عادت الى النافذة تحاول فتحها . كان خشبها قديما ومتيبسا ومفصلاتها تعلوها الصدأ،
وخافت اندريا ان تكسرها ان هي ضغطت بقوة اكثر.
ولكن بعد قليل شعرت بالمفصلات تلين قليلا بين يديها ومالبثت النافذة ان انفتحت
على مصراعيها مرسلة اصوات احتجاج حادة.
نظرت اندريا الى كوتيلد بانتصار وزهو وقالت:
( هذا كل ما يحتاجه هذا المكان . الهواء النقي وبعض التغيير . الا توافقين؟)
كانت اندريا تزيل بمنديلها ما علق من غبار وسخام على يديها عندما سمعت صفيرا منبعثا من مكان ما في باحة القصر.
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحصن المرصود, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارة كريفن, place of storms, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية