كاتب الموضوع :
passerby_intime
المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
زكريا تامر صانع حكايات/ هجائيات لا ترحم تسخر من كل اشكال الظلم و الفقر و التعسف و تحقير الانسان و كاتب مولع بالحياة و منشغل بالدفاع عنها بشكل غير مالوف ، و عالمه ميدان معركة طويلة و عنيدة ضد مختلف انواع الموت و الاماتة في واقع عاين ما فيه من عفن و تاريخ
استخلص زيفه و بشاعته ، قاص يكتب قصائد عنيفة و جارحة بلغة مباشرة و حادة كسكين ، يرى ان اقصى اجتهاد القاص ان يحاصر رقعة ما
من الحقيقة ليدور حولها و ينبشها باظافره طبقة وراء طبقة لاستنطاقها ، عندما تكون هذه الرقعة -كما يراها في مجموعته القصصية التي
بين ايدينا اليوم -هي نمط الحياة السائد عالم النمط الحضري الصناعي و مدنه التي هي في حقيقتها قرى تورمت و انتفخت فانبسطت بغير نظام
على الارض ، عندها تكون مواجهة الكاتب مع القائم الراهن رفضا و هدما و تغييرا لزيف مدن تتصنع التقدم و تدعي المعاصرة و توقا الى براءة بدائية و طبيعة حانية التهمتها المدينة المومس ، كما يقول بطل قصة "الاغنية الزرقاء الخشنة " سأحول المدينة الى قرية كبيرة .. " فيها " ساحات فسيحة جدا يجتمع فيها كل مساء جميع السكان .. ليشتركوا في اغنية تتحدث عن الارض و الانسان و الحب ... و شيئا فشيئا يتحولون الى أطفال كبار" ،
شخصيات عادية مطحونة و مغروسة في الطين و الفقر و الجوع ، و هي و ان كانت تشعر انها مظلومة ظلما فظيعا لا يطاق لكنها ترى أو تحلم بالحياة جميلة و تعد بمسرات و افراح ، تبدو نافذة الصبر لا وقت لديها للافكار المعقدة و رفضها لا ينبع من وعي سياسي محدد و لا تشكل فريقا واحدا فكل واحد يواجه مصيره وحده ، و كل ما يعنيها أن تفصح عن غصتها و كربها و ان تحاول الافلات بالهرب الى النقيض ، قرية وديعة أو غابة عذراء مغمورة بالشمس أو بحار بلا شواطيء أو امرأة مشتهاة
لكن ، عبر أحلام سريعة الزوال عصية التحقق ،
زميلنا الكريم passerby_intime
كل الشكر و التقدير ، اختيار رائع و صنعة متقنة
و سؤال ، ان كان ثمة قادم جديد لزكريا تامر، انا قاربت على الانتهاء من " دمشق الحرائق" ، و لا نريد ان يتعب اثنانا على ذات الكتاب
تحياتي لك
|