المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
هستيريا
هستيريا
تأملت صورته للمرة العشرين ، في كل مرة أحس أنى رأيته من قبل ، فأعاود التأمل ، لا أجد إجابة شافية ، تريح أفكاري ، و عفاريتي .
و أتساءل لم أكرهه ، هل لأنه زاحمني في قلب قردة أحببتها ؟ لا يمكن ، فبتأكيد ليس له ذنب ، و أنا رجل منصف ، و لست جائرا ، فلولا حبها لممارسة دور تروض الجرذان و الثعالب ، ما كان هنا ، وما كنت أنا فى دوامة النكد !
فجأة وجدتني أسرع صوب أشيائي العتيقة ، و أخرج ألبوما قديما ، كان يحمل بعض صوري ، و أنا في عمر جرذها اللئيم ، وجدتني أقف عند صورة تكاد تطابق صورته ، هنا أدركت ، و أنا غير مصدق مازلت ، لم أكن لهذا الشاب كل هذا العداء ، وحين توصلت لتلك النقطة ، كنت أشعر بانقباضة الضيق تنفرج ، و الكراهية تذهب ، إذ تأكد لي أنها لم تحب أحدا غيري ، فعندما استبدلتني ، كانت تستبدلني بي ، منذ خمس وعشرين عاما ، و لكن إحساسا براحة طارئة لم يدم؛ فقد هبطت على وجهي لطمة ، و أطاحت برأسي ضحكة عالية :" ذا قصر ذيل يا أزعر !!".
غرقت فى ضحكات هستيرية ، انفلت منى زمامها ، فضج البيت كله بالضحك ، بينا رأسي يطقطق ، كيف يتلخص إنسان في ضحكة ، ومزحة ؟!.. دموعي لا تنقطع ، و هستيريا أعلنتها أيضا لا تتوقف !!
|