مرحباااااااااااااااااااااااااااااااا كيفكم ياحبايبي ان شاء الله بخير
كالعادة قرأت رواية اعجبتني وحبيت اشاركم بهاا وهي طبعا منقولة وكل الشكر للكاتبة اللي تعبت بكتابتها وهي انا فلسطينيه تحياتي لها
اتركم مع الرواية وارجوان تنال اعجابكم
سيد القلب
صادر عن دار النحاس
الملخص
قبل ان تتعرف آردن على كونور مارنتين ,كانت تعتقد نفسها انها تعيش بسعادة وصفاء
لكن حين بدأ يحوم كونور حولها بدأت المتاعب, خصوصاً بعد حصولها على ميراثه, فطلب الزواج واعتقدت بادئ الأمر انه يريدها فقط ليستعيد ميراثه الذي هو من حقه لوحده.
لكن أردن كانت مخطئة , لان الحب هو ما جمعهما وليس المال.
ملخص البداية
أخيراً توقف المصعد , خرجت آردن مسرعة الى الممر . سمعت وقع اقدام تتبعها , فثارت أعصابها , كم هو ملحاح لا يطاق, أخذت نفساً عميقاً واستدارت لتواجهه , فقالت
((اسمع سيد, إن كنت تظن......))وسكتت فجأة , الغربي لم يكن يتبعها , بل كان يفتح باب غرفته.
رفع بصره نحوها , كانت عيناه باردتان حين قال منتدى ليلاس
((سيدتي ليس هذا لطفاً منكِ.))
ارادت ان تستدرك الآمر ولكنها لم تستطع فأخفضت رأسها ودخلت غرفتها.
الفصل الأول
**********
هبط الليل عالم آردن ميلر كالاخرين خلال الخمسة أشهر الماضية منذ ان إنتقلت من مكاتب ماك كين فلنت إميرسون في نيويرك الى فرع الشركة الجديد في كوستاريكا.
مضت فترة الثماني ساعات في عملها كسكرتيرة تنفيذية للسيد إدغار لينغو , تمنت له مساءً سعيداً. ثم قادت سيارتها ال(فورد) مخصصة من الشركة لتنفلاتها , الأميال الفاصلة عن الفندق حيث حجزت لها الشركة لتنقلاتها ولغيرها غرفا فيه.
حياها موظف الإستقبال بسرور
_"مساء الخير سيدتي, الطباخ يقول لك بأنه اعد سمكا لذيذا للعشاء"
_"بالطبع سيكون كذلك, ولكنني أفضل شطيرة دجاج أتناولها في غرفتي , أتسمح بأن تخبر أليخاندرو بأن يوصلها الى غرفتي بعد حوالي الساعة؟"
_"مع قهوة مثلجة , أليس كذلك؟"
_؟ارجوك."
_"بالطبع سيدتي.هذا من دواعي سروري"
لا, فكرت آردن كل هذا من دواعي سرورها, لم تشعر من قبل بكل هذا الاهتمام وهذه الرعاية وكأنها في منزلها في الاشهر الاخيرة, ولكنها لم تقل هذا الكلام بالطبع مثل هذه الإعترافات شخصية جدا ولا تتناسب مع شكلها العملي , فبدل ان تتكلم إبتسمت له وأمسكت بالرسائل الخاصة بها وسارت نحو المصعد,ضغطت الزر وبدأت تنظر الى الرسائل في يدها.
كانت هناك نشرات دعائية لماكي تحدثها على ان تشتري في العروضات وتستفيد من التخفيضات ورسالة من مرشح يطلب منها التصويت له, فتبسمت لكون البريد يلاحقها حتى الى هنا على بعد الاف الأميال.
الرسالة الثالثة كانت من والدتها ففتحتها بشوق ,إفلين تقول بأنها سعيدة بعملها كمدبرة منزل لعائلة كارسون على تلة غرينفيلد , هل تعرفهم أردن؟ بالطبع, لديهم ولدان مغروران.
نظرت الى الصفحة التالية ,هناك اخبار جيدة عن إيما سيمس كما قالت والدتها , لقد انهت دراستها في معهد التجميل وهي غارقة في الحب مع ابن (آل إيفانس) الذي كان يعمل لدى(دستري للصيانة) وقد قررا الزواج في شهر فبراير وسيقضيان شهر العسل في(ديزني لاند) وتان ريتشارد حامل بطفلها الثالث وتعمل خلال عطل نهاية الأسبوع لكي تتمكن وزوجها من شراء منزل.
هزت آردن راسها , بعض الأشياء لا تتغير , لا حتى التوقعات عن بعض الناس . إنها تحب امها كثيرا , ولكن كيف تعمل إيفلين سعيدة كخادمة لأغنياء كان ابعد من ان تستوعبه.
ولكن بالنسبة لآردن السعادة كانت تعني ان تؤسس لنفسها عمل, يجب ان يكون للانسان هدف في الحية وكل ما كان بعيدا كان ذلك افضل.
اما بالنسبة للوقوع في الحب والزواج ,(حسنا هذه تفاهات صنعت لعناوين الأغاني , وليس لها مكان.......)
_"سيدتي؟"
رفعت راسها بسرعة لقد وصل المصعد, والباب مفتوح ورأت رجلا ينتظر في زاويته يراقبها , وعلى وجهه إبتسامة ثقيلة.
سألها
_"هل تنتظرين احدا؟"
فدخلت المصعد, هل يظن بأنها من الممكن ان تعجب بشخص مثله ؟ ربما كذلك عليه ان يعلم بأن هناك نساء ,العديد منهن , اللواتي ينظرن الى امثاله ويعجبن بهم, كان طويلا , عريض المنكبين ممشوق القوام وله وجه إسباني وسيم.
اي إمرأة ساذجة يمكن ان ترى ما هو خلف هذا المظهر,رأت آردن العديد من الرجال امثاله منذ ان وصلت الى سان جوزيه انواع الرجال الذين يأتون الى اميركا الوسطى من جميع الاماكن يحملون جواز سفر وجيوبهم فارغة يطلق عليهم بعض الناس هنا لقب المغامرين,واين المنطق بإدعاء الرومانسية لإخفاء الحقيقة؟إنه مدعي وماكر ورجل لا يخطط لأبعد من الغد ويجني من المال ما يكفي ليوم واحد.
لا اعلن كيف تدبر امره ليبيت هذه الليلة في الفندق
_"ماذا يجري سيدتي؟"
_"ليس من شأنك"
_"آه, انت من اميركا الشمالية , ولست من بورتيوريكو."
_"هذا صحيح, لست من بورتوريكو,وانا لست مهمتة"
_"مهتمة ,نعم, لكنك لم تفهمي قصدي,لا أمانع بالإنتظار فأنت تستحقينه,سيدة جميلة مثلك تستحق ذلك, كل ما في الآمر سبب إختراع المصعد هو للصعود ,وهذا المصعد لم يتحرك لمدة خمس دقائق كالمة."
لقد تبادل الأدوار معها , لقد جعلت منه تافها متطفلا وها هو يرد عليها بلطافة.
قالت بإبتسامة بادة
_"آسفة"
دخلت المصعد وأدارت ظهرها له, اغلق الباب وبدأ المصعد بالصعود فأحست به هذه الليلة بطيئا على غير عادته وكأنه يتطلب دهرا ليصل الى الطابق الثالث , احست بنظرات الرجل على ظهرها وكأنها تحرقه محدثة حفرة.
_"هل وصلت حديثا الى كوستريكا؟"
نظرت آردن الى السقف , ثم نظرت الى الباب وكأنها تنتظر رسالة مكتوب عليه.
_"لو كنت كذلك سأكون سعيدا بأن..."
يا للهول انه مصر, قالت بصوت بارد
_"شكرا , ولكني مشغولة."
_"سأشتري لك شرابا وأخبرك بعض...."
إستدارت نحوه وبصوت جاف قالت
_"قلت إني مشغولة."
_"هناك حفل إستقبال هذه الليلة قرب حوض السباحة فقط إمنحني نصف ساعة كي استحم وأبدل ثيابي "
ثم وضع يده على لحيته وتابع
_"ولكي احلق بالطبع, كنت في الريف لأيام و....."
احمرت وجنتيها خجلا فوضعت إصبعها على زر الطابق الثالث وبدأت ضغط عدة مرات بعصبية,
_"انت تضيع وقتك . انا متأكدة بأن هذه البلاد تحوي العديد من النساء اللواتي يستمتعن بمثل هذه الروايات , ولكني لست واحدة منهن."
_"الا تستهويك روايات الادغال؟"
قالت
_"ان كان هذا ما تعنيه "
ونظرت اليه نظرة تدل على عدم الإهتمام وأضافت
_"وهل تظنني عاطلة عن العمل , الجواب لا , لست كذلك."
كلامها الجارح ادى الى النتيجة المطلوبة ,ضاقت عيناه والوجه الباسم الوسيم تجهم.
_"انت صادقة سيدتي"
_"نعم قيل لي ذلك مرارا"
توقف المصعد اخيرا,خرجت بسرعة الى الممر, سمعت وقع اقدام تتبعها ,ثارت أعصاب آردن كم انه ملحاح,لا يطاق, أخذت نفسا عميقا واستدارت لتواجهه ,قالت
_"اسمع ان كنت تظن"
وسكتت فجأة , الغريب لم يكن يتبعها,بل كان يفتح باب غرفته, رفع بصره ,كانت عيناه باردتين كعيون هرة الأدغال , وتلاقت نظراتهما.
_"سيدتي هذا ليس لطفا منك."
فغرت آردن فاها, ارادت ان تستدرك الآمر ولكنها لم تستطع,فأخفضت راسها وأستدارت ومشت نحو غرفتها وحين دخلتها اغلقت الباب بعصبية, مشت بخطوات ثقيلة في غرفة الجلوس متجهة نحو غرفة النوم ورمت المفاتيح على الطاولة, ثم ارتمت جالسة على كرسي , ما من داع لأن تسبب هذه الحادثة , اي إزعاج لها كان يومها طويلا شاقا وكانت تحلم بالعودة الى غرفتها للإسترخاء مساء , وبالطبع لن تسمح لهكذا متطفل بالتحرش بها.
خلعت حذاءها وتمددت وبدأت تقلب الرسائل المتبقية في يدها.
الرسالة التالية كانت من الفندق, تذكر المقيمين في الفندق بالحفل الذي سيقام عند حوض السباحة, وبدأت تكمل خلع ملابسها وهي تفكر لا بد وان متطفل المصعد سيكون هناك ولكنها لن تكون, وبدأت تفكر وهي تكمل خلع ملابسها لم تكن يوما تحب الحفلات, كانت تتخيل دائما بأن الناس يشيرون اليها بالأصابع سائيلين من دعى تلك الفتاة؟
رفع شعرها الأسود ودخلت الحمام لتستحم , حين تمضي عمر المراهقة وانت تقدم المقبلات والشراب لناس تراهم كل يوم سينتهي بك الآمر بسهولة الى التصرف تجاه الحفلات بطريقة مختلفة.
قالت لنفسها :إنها طريقة سهلة لكسب المال, لطالما قالت لها والدتها هذا الكلام, حين كانت على آردن للخدمة خلال عطل الاسبوع في منزل آل بوت حيث كانت تعمل كخادمة , ولم تكن آردن لتجرحها بأي جدال, ولكن الحقيقة كانت بأنها طريقة رهيبة لكسب المال ,إرتداء الملابس السوداء ذات الياقة البيضاء وعدم التظاهر بأي ردة فعل حين ينظر اليها رفاق المدرسة بطريقة وكأنهم لا يعرفونها ولم يروها من قبل.
بدأت تتذكر حين ذهبت الى احدى تلك الحفلات في فندق وآلح عليها رئيسها بالحضور لعدة أسابيع ,قال السيد ليثغو
_"إنه عمل إجتماعي انسة ميلر, انا لا استمتع ايضا بهكذا سخافات , ولكن مكتب نييورك أصر على حضورنا جميعا لتدعيم الصداقات مع الشعب الكوستاريكي,"
وهكذا بعد تردد واضح وافقت مرة اخرى على حضور الحفل , ولكنها كانت غير مندمجة اكثر من اي مرة اخرى, كانت تقف وسط اناس يستمتعون بعطلهم وهي مرتدية البذلة الرمادية متظاهرة بالرضى. في الواقع, كانت آردن وهي تستذكر الأحداث تشعر بالإشمئزاز لانها جعلت من نفسها سخرية حين تقدم نحوها حاملا كوبين من الشراب
_"لا شكرا ,سيدي"
_"لا تتصرفي بسلبية آنسة ميلر,إنه عصير فواكهة"
أخذت العصير وابتلعت رشفة منه فقط للمجاملة, كان لا باس به نوع من الفواكهة بارد ولذيذ, ولكن لا بد من وجود كحول بداخله لأنه اتجه مباشرة نحو رأسها وذلك لأنها بعد لحظات تخيلت بأن السيد ليثغو ينظر اليها بإعجاب من خلف نظارته وظنت بأنه يقترب منها اكثر من اللازم.
ولكن الأسوأ من ذلك حصل حين احست بأن يده على وركها , إلى الآن مما تزال آردن تشعر بالإشمئزاز حين تتذكر اللحظة, قالت حينها بصوت عال مسموع
_"سيد ليثغو؟"
امسك بيدها وسحبها نحو حوض السباحة وطلب منها الإنسحاب قبل ان تصبح سخرية الجميع, وهرعت الى غرفتها نادمة إذ إنها قبلت الإنتقال الى هنا ليس فقط من اجل زيادة الراتب, بل ايضا لأن رئيسها انسان مهذب غني ولا يتسبب باي اذى لمن حوله فهو زوج وأب لخمسة أطفال إضافة الى ذلك إسمه مسجل لدى العديد من الجمعيات الخيرية كأحد أبرز فاعلي الخير لديها.
خرجت آردن من الحمام ولفت جسمها بمنشفة وهي ما زالت تفكر بالسيد ليثغو وبدأت تسرح شعرها.
سمعت الباب يدق . هل مرت ساعة على وجودها بالغرفة ؟ لا يهم ستأكل وهي نرتدية مئزر الحمام قالت بدون ان تنتظر
_"مساء الخير اليخاندرو"ثم نظرت والدهشة تمتلكها.
كان إدغار ليثغو من يقف على الباب , وليس خادم الغرف.
الفصل الثاني
***********
حاولت آردن ان تتماسك حين أخذ ليغو ينظر اليها من رأسها وشعرها المسدول حتى اخمص قدميها العاريتين , لم تكن تتوقع زوارا , بصعوبة إصطنعت إبتسامة وقالت
_"سيد ليثغو , يا للمفاجئة."
_"مساء الخير آنسة ميلر. اعتذر للإزعاج, ولكن حدث امر واتساءل ان كنتِ قادرة على تدوين بعض الملاحظات."
قالت بوقاحة
_"الآن"
_"اعلم بأن الأمر غير مناسب , ولكني أعتذر , سآخذ من وقتك لحظات ,اعدك بذلك."
نظرت آردن الى الباب المغلق ثم الى وجه رئيسها
_"آنسة ميلر؟ هل هناك خطب ما؟"
_"لا سيدي بالطلع لا"
تابعت
_"لدي بعض الأوراق في غرفة النوم, سأجلبها......."
_"لم تكوني في الحفلة,انسة ميلر."
إستدارت آردن بدهشة, لقد تبعها ليغو , إنه خلفها تماما قريب جدا ورائحة مزعجة تنبعث منه,
_"لا , لم اكن."
ثم نظرت الى نفسها بثوب الحمام وقالت
_"انا....آه ....كنت استحم....لماذا لا تعود الى غرفة الجلوس وتعطيني دقيقة لكي......"
_"لا تكوني سخيفة, آنسة ميلر, ابق كما انت يا عزيزتي, تبدين مرتاحة."
عزيزتي؟ أرادت ان تتراجع الى الخلف ولكن السرير كان خلفها, قالت مرتجفة
_"حسنا,إذا سـأجلب الورقة ونبدأ....."
_"بلا تردد"منتدى ليلاس
_"عليك.....عليك ان تبتعد قليلا لامر سيدي..."
ارتفع حاجباه دهشة, أضافت
_"الأوراق هناك سيدي , اريد ان امر"
مال بجسده قليلاً الى الوراء. وقال
_"انتِ فتاة رشيقة ويمكنك العبور من هذه المساحة الضيقة."
فجأة بدا كل شيء في الغرفة يدور حولها, ولكنها تمالكت نفسها, كوني هادئة قالت لنفسها وخذي الآمور بهدوء وروية.
_"أتعلم سيد ليثغو, الوقت متأخر , وألبخاندرو سيحضر العشاء بعد دقائق."
_" لا لن يفعل"
_"ماذا تعني"
_"لقد قابلته في الصالة وقلت له بأننا , انا وانتِ سنتعشى لاحقاً , ليس الآن."
_"ليس لديك الحق بأن تفعل ذلك, اظن بأنه من الأفضل ان ترحل الآن.....لو سمحت......""
أمسك بيدها قائل
-" لم أملي ملاحظتي بعد...آردن..."
_"بإمكانك ان تفعل ذلك غدا صباحا في المكتب."
_"انتِ على حق, ما كان يجب ان ازعجك بهذه التفاهات هذا المساء."
_"لا باس سيدي, حسناً..... حسنا لننسى الموضوع."
_"ايمكنني ان اتناول شرابا باردا قبل ان اذهب؟"
قالت في تفكيرها
(لا , لا يمكنك , فقط اخرج من هنا ولنتظاهر بأن الامر لم يحصل.)
_"انسة ميلر؟سأكون ممتنا ان تناولت جرعة من اي شيء بارد."
_"حسنا سيدي.سأتيك بكوب ماء بارد"
نظر الى الثلاجة الصغيرة وقال
_"ماذا لديكِ بداخلها؟"
_"كولا, وبعض عصير البرتقال, ولكن....."
_"وثلج....؟"
_"نعم بالطبع, انحنت وفتحت الثلاجة
_"ماذا تفضل سيدي؟الكولا؟او..."
_"فقط الثلج آردن"
نظرت اليه فرأته يسحب زجاجة من جيبه ويقول
_"إن لم تأتِ آردن الى الحفلة, تأتي الحفلة اليها."
_"عليك ان تخرج الآن سيد ليثغو."_"أوافقك الرأي يا حبيبتي , العمل يستطيع ان ينتظر حتى الصباح, لماذا لا تجلبين كوبين؟"
_"سيد ليغو....."
_"إدغار"
قالت بجدية
_"سيد ليغو, ستندم على ذلك غداً, الآن , لماذا لا......"
_"على ماذا اندم؟ الوقت الذي ضاع مني وانا اراقبك في المكتب نمشين امامي بجسدك الجميل ولا افعل ما يتحتم على الرجل ان يفعل حين يتوفر له ذلك.."
_"هذا كذب, لم أفعل...."
_"الإغواء وضع في طريقي ولأشهر كنت افكر بأنه إمتحان لقيمي ثم أدركت بأنني أسأت التقدير , لست هنا للأغواء, إنما هدية لطريقة عملي."
قالت آرون
_"الآن توقف لحظة"
_"انتِ هدية, انها طريقة على شكري على سنوات طاعتي والتزامي عمل الخير."
إنه مجنون, إما ذلك او أنه فاقد الإحساسا بالمنطق, ووضع يده على كتفها.
صرخت بوجهه في خوف
_" اخرج من غرفتي."
_"نسيتِ نفسك, لدي كل الحق بالتواجد هنا, انا من يدفع إيجار هذا الجناح تذكري."
_"الشركة من يدفع."
_"مسألة تعبير لغوي"
"انه تحرش, عليك ان تعلم بأن هناك قوانين ضد هذه الأفعال الغير....."
_"قوانين ! مجموعة تفاهات , دفع بها الى المحاكم الأمريكية من قبل نساء تافهات, ولكننا لسنا في اميركا الآن , نحن في مكان رائع."
لا وقت للجدال الآن , إذ ان هذل الرجل إما ان يكون مجنون او انه فقد عقله, نظرت الى الباب , وبدأت تقيس المسافة متسائلة هل بإمكانها الوصول إليه قبله ,ولكن قبل ان تتحرك امسك بها وجرها نحوه , صرخت وقاومت لتحرر نفسها.
قاومته قائلة
_"أيها الغبي المعتوه."
وبطريقة ما تحررت من يده ولكن ليثغو كان ممسكاً بروب الحمام وإذا به يحرر ربطة الحزام.
زمجر وكأنه يرى فريسة
_"جميل"
مع تلك الكلمة أحست ان فرصتها بالنجاة معدومة.
استدارت لتهرب فدفعت بالطاولة التي كانت عليها زجاجة, كانت تحاول الوصول الى الهاتف, ولكن محاولتها باءت بالفشل إذ أمسكها ليثغو من الخلف وسحبها فوقعا على السرير, فقال
_"ايتها الهرة البرية الصغيرة"
قالت محاولة الافلات
_"دعني ايها السافل"
وبدأت تضربه على كتفيه.
سمعت الباب يفتح وصوت يقول
_"ماذا يجري هنا؟"
تجمد ليثغو فصرخت آردن
_"دعني إبتعد عني"
تجمدت نظراته وضاق فمه, وفجأة عاد أدغار ليغوو ثانية.
نهض واقفاً وأنتفضت من السرير مبتسمة لمنقذها.
_"شكراً , وصلت في الوقت المناسب....."
تجمدت الكلمات في حلقها , الرجل الواقف عند باب غرفة نومها كان الرجل الذي قابلته في المصعد, وكان ينظر اليها وكأنها خارجة للتو من تحت صخرة, قال بإبتسامة باردة
_"يبدو انكِ كنتِ تقولين الحقيقة حين قلتِ بأن لديكِ إرتباطات لهذه الأمسية."
قالت-طوهل هذا إرتباط مسبق؟"
بدا ينظر اليها مندهششاً, فأدركت بأن الروب كان مفتوحاً , فأعادت ربطه حول خصرها, وتابع
_"ماذا تسميه إذا سيدتي؟"
_"يا للهول, أي شخص ساذج يمكنه ان يرى...."
_"سؤال ممتاز يا سيد"
دهشا معاً , آردن والرجل ونظرا الى أدغار ليثغو كان يقف امام السرير , ويزم فمه من الإستياء.
_"ربما تستطيع ان تفسر لنا الانسة آردن نحن الاثنين ما يجري هنا."
ثم نظر ليثغو الى الرجل وأضاف
_"هذه الشابة _الانسة ميلر هي سكرتيرتي منذ اشهر, وفي كل تلك الأوقات كنت اتجاهل تلميحاتها وإغراءها."
صرخت آردن
_"ماذا , ماذا تقول؟انت....انت.....؟"
_"انا رجل لديه عائلة , يا سيد, وزوج مخلص واب, رائد في عمل الخير ومخلص, حاولت ان اتجاهل طريقة تحرشها بي من حين الى اخر, ولكن الليلة , حين دعتني الى غرفتها....."
_"هذا كذب.انا لم....."
قال ليثغو
_"لقد تناولنا شراباً سوياً اكثر من كوب, لأكون صادقاً, فضعفت وهي....هي."
_"أيها السافل, انه يكذب, لم أدعوه الى هنا وبالتأكيد لم أقدم له شراباً"
ثم نظرت اليه وعيناها تقدحان شرراً
_"انت.....انت فرضت نفسك علي, ايها المتوحش."
_"انها نسخة حديثة لمسرحية راشومون, مسرحية يابانية هل تعرفينها؟ تدعي إمرأة بأنها أغتصبت, والرجل يتهمها بإغواءه والأمر يتوقف على المشاهد لمعرفة الحقيقة."
احمرت وجنتا آردن خجلاً, وقالت
_" لم أغتصب."
قال لييثغو
_"بالبع لم تغتصب"
_"على الأقل انتما متفقان على ذلك, اما بالنسبة لي لا اعلم ما حصل هنا الليلة, ولكن...."
اعترضت آردن
_" لا , بالطبع لا تدري, ولكني سأخبرك شيئاً واحداً اكيداً.هذا الرجل....."
_"هذا الرجل هو سبب إنشغالك هذه الليلة وعدم إنضمامك للحفلة سيدتي, ثم نظر الى الرجل الواضح الثراء وقال
_"وبسهولة استطيع ان ارى لماذا يروق لكِ اكثر"
_"ليس لدي اي فكرة عن الذي تعنيه"
_"ليس لديكِ؟"
أخذت نفساً عميقاً
_"حسناً , هذا يكفي , لم أقف هنا في غرفة نومي, وانا ادافع عن نفسي تجاه حفنة اكاذيب"
جلس ليثغو مثقلاً على حافة السرير وأحنى كتفيه, منظره يدل على حالة الانهيار والضياع الذي هو فيها
_"انا جد متضايق, لم يحصل لي ذلك في السابق, كان علي ان اعلم, لقد طلبت مني ان آمر لاصطحابها الى الحفلة..."
_"لم أفعل ذلك. هل ابدو وكانني ذاهبة الى حفلة؟"
_"هذا يعتمد على نوع الحفلة التي تعنين."
رفعت يدها لتصفعه فأمسك بمعصمها وقال
_"لقد اخطأت في حساباتك مع الرجل الاول سيدتي, اطلب منك ان لا تكرري الخطأ مع الرجل الآخر."
_"انت....انت....."
وقف ليثغو الى حيث الرجل الآخر وقال
_"سيدي , هل لديك عائلة؟ ان كان لديك؟ ستفهم مدى اهتمامي بالأغواء."
ضحك الرجل الغريب
_"لا تسألني يا سيدي"
_"لا اصدق هذا, هل جن العالم؟ ألا يهتم احد ما لأمري؟ انا من يطلب الحماية, انا من كنت....."
_" كان يجب ان اسمح لها بإستدراجي الى غرفتها لتحطمني."
_"إنه يكذب, الا تحس بذلك؟ وتراه على وجهه."
لم ينظر الرجل الغريب إليها وقال
_"إن سألتني عن رأيي في الموضوع....."
_"نعم بالضبط, من رجل لرجل...."
_"لك كلمتي يا سيد, إلا اذا بالطبع ,كانت السيدة تقول الحقيقة وانت تكذب.."
_"شكرا , كنت آمل الا يقنعك ولكني لم أكن...."
_"وما من جدوى لكلامي او سكوتي, بما ان السيدة ستطلب الشرطة وتدفع المتوجبات, اليس كذلك سيدتي؟"
قالت آردن
_"الشرطة"
_"بالطبع , ان كان ما قلتيه عن الذي حصل الليلة حقيقة, ستتصلين بهم وسأخبرهم بمشاهداتي حين دخلت الغرفة, كنتما معا على السرير."
\_"لم نكن معا, اعني كنا, ولكن فقط لسبب انه كان يرغمني على ...على..."
_"نعم , قلت ذلك, السؤال هو, هل ترغبين بأن تستدعي الشرطة؟"
_"نعم , بالطبع,انا....انا....."
نظرت آردن الى الرجل حين سألها
_"ماذا سيحصل سيدة ميلر؟ هل سأصدق نسختك عن الراشومون ام نسخته؟"
نظرت الى ليثغو وقالت
_"اخرج من غرفتي,كلاكما, اخرجا, هل سمعتماني؟اخرجا."
نظر ليثغو الى الرجل الغريب وقال
_"شكرا سيدي ,شكرا"
مد يده وقال
_"إن اردت اي خدمة."
نظر الغريب الى اليد الممدودة نحوه وكأنها تحمل وباء ما وقال
_" لا علاقة لي برجل لا يهتم بالأخلاقيات وسيدة تدعوهم لعمل ذلك,عمت مساء سيدتي آمل بأن لا نلتقي ثانية."
دموع الغيظ ملآت عينيها بينما خرج من الغرفة
_"بإمكانك ان تتأكد من ذلك."
استندت الى الحائط ومر أمامها أدغار ليثغر
_"لا تات الى المكتب غدا."
_"لن تفلت بفعلتك هذه."
وأغمضت عينيها وأغلقت الياب وراءه
الفصل الثالث
***********
نامت نوما متقطعا تلك الليلة , ما حصل ليلة امس اعطاها إحساس بالظلم.
لم يكن لينجو من فعلته لولا تدخل و مساعدة هذا الدخيل.كان الأمر مدهشاً كيف ان الرجلين تضامنا ضدها.
ولكن ليغو سيكون وحيداً هذا الصباح دون دعم ذلك الغريب, يا للهول كم تكره هذا الرجل, ليثغو كان سيئاً للغاية. ولكن الرجل الآخر.....كيف تجرأ ودعم ليثغو. ثم دعاها بالساقطة والكاذبة؟
كان الرجل سافلاً مغروراً, من اسوأ انواع الرجال, لقد ظهر على حقيقته في المصعد. ثم تحوله من منقذ الى توجيه الإتهام, وهل برهن صدق إتهامه؟
إلتقطت انفاسها حين مرت امام باب الغريب , الباب مفتوح. ولكنه لم يكن الشخص الذي خرج من الغرفة,كانت الخادمة وسحبت العربة المخصصة للتنظيف وراءها.
قالت آردن بإبتسامة
_"صباح الخير"
_"صباح الخير سيدتي"
نظرت آردن الى داخل الغرفة فكانت خالية وتبدو موضبة لإستقبال الزائر التالي, لقد رحل إذن, ليس لديها اي رغبة بأن ترى وجهه ثانية, وإن رأته ستكمل ما بدأته الليلة الماضية مع لكمة على فكه.
خطة الهجوم التي وضعتها آردن وأمضت الليل تدرس تفاصيلها من الألف الى الياء, ستذهب للعمل متأخرة قليلا , ستثير أعصابه, لانها لم تفعل شيء تخجل منه, وأول ما ستفعله ستبلغ رؤساءها السابقين عن الذي جرى , ثم ستطلب نقلها فورا الى مكتب نييورك وترقيتها الى مساعدة مدير, ان جادلها ....ان فعل, سوف.....سوف, سوف ماذا؟ سوف تبدو كالبلون المثقوب , ولن يبقى امامها سوى الوقوف في المحكمة ووصف الإهانة التي تعرضت لها, ولكن الامور لن تأخذ هذا البعد , لن يستطيع تكذيبها لن يتجرأ.
_"يوم سعيد سيدتي"
نظرت آردن الى النادل وقالت
_"صباح الخير"
وضعت كتيب الوجبات جاثبا وقالت
_" اريد شمام, بعض الخبز المحمص وإبريق قهوة, لو سمحت"
لم تكن جائعة , رغم عدم تناولها العشاء ليلة امس, ولكن عليها ان تكسب بعض الوقت, الى جانب ذلك ,انها بحاجة لأن تكون قوية لتستطيع المواجهة المنتظرة. أكلت كل ما قدم اليها ثم دفعت بالكرسي الى الخلف لتقف.
ظهر النادل فجأة حاملاً صينية عليها فاتورة الطعام,إنه يريدها ان توقع إسمها ورقم غرقتها, حسناً
_" اريد قلماً ,لكي أوقع على الورقة."
ابتسم بخجل وقال
_"آسف سيدتي , لا اسطيع."
_"ما من مشكلة , لدي قلم في حقيبتي سأحاول ان....."
_"أعني لا يمكنني تحويل الفاتورة الى حساب غرفتك, هذا ليس قراري, انه قرار السيد آروندو."
أخرجت من جيبها بعض القطع النقدية ووضعتها في الصينية
_"لا بأس , سأسوي الأمر لاحقاً."
أخذت طريقها نحو الموقف وتوجهت الى حيث ركنت سيارتها, ولكن لم تكن السيارة هناك والمكان فارغ.
استدارت آردن حول نفسها ,هل نسيت اين ركنتها أخذ منها إمتيازات العمل,
هل هو واثق من نفسه الى هذه الدرجة؟ حسناً , ليتحضر للمفاجئة.
_"استعد سيد ليغو , لأنك لن تنجو بفعلتك "
من دون سيارة , الرحلة الى المكتب تستغرق عدة دقائق . كان الصباح حارا, فوصلت آردن الى المكتب تتصبب عرقاً . دخلت الحمام ووضعت ماءً بارد على وجهها ورتبت شعرها واستعدت للمواجهة.
علي ان اباغته فجأة , فتحت باب المكتب ووقفت مشلولة الحركة.
جولي سكوبر كانت تجلس الى مكتبها , دخلت بسرعة الى المكتب قالت
_"اريد رؤية السيد ليثغو."
_"إنه غير موجود"
رفعت آردن حاجبيها وقالت
_"حقاً"
_"انها الحقيقة بصدق"
_"لا مشكلة سأنتظر"
_"لن يعود قبل عدة ايام"
_"اسمعي لقد جلست على هذا المقعد قبلك, أتذكرين؟"
_"لست ادري عن ماذا .....؟"
_"لقد تبسمت بتهذيب مثلك, وكذبت كثيراً لكي ابعد زواراً غير مرغوب فيهم لذاك الرجل"
_"اني اقول الحقيقة! سيد ليثغو استدعي الى خارج البلد في عمل طارئ."
_"اي عمل طارىْ؟"
_"لست ادري لم يقل...."
_"متى سيعود؟"
_"لست....."
_"يجب ان اراه جولي , عليكِ إخباري اين يمكنني ان اجده"
_"أقسم بأنني لا اعلم. ما الذي حدث؟ لقد صدمت...كلنا صدمنا.... حين قال ليغو بأنه طردك."
_"هل هذا ما قاله؟"
_"نعم لقد ترك لكِ شيئاص كنت سأرسله هنا مع أغراضك وبما انك هنا....."
تناولت ظرفاً من على المكتب وقالت
_"هناك شيك بداخله, انه مبلغ كبير, من حسابه الخاص وليس من حساب الشركة."
_"بالطبع تعلمين كل شيء."
_"لقد كتب الشيك اثناء وقوفي في مكتبه, فرأيته بالصدفة."
فتحت آردن الظرف وسحبت الشيك ونظرت اليه, انه يحوي مبلغ خمس وعسرون الف دولار. قالت جولي
_" فهمت قصدي."
وتلاقت نظرات السيدتان.
_"نعم فهمت"
وبحركة بسيطة مزقت الشيك الى ان اصبح فتاتاً .
_"قولي للسيد ليثغو لا اريد منه شيئاً"
وخرجت من الغرفة , خرجت من الشركة وما ان ابتعدت قليلاً حتى بدأت تندب حظها وغباءها.
ماذا فعلت . دراما غبية؟ لقد مزقت شيك لثيغو. تباً عليها الإحتفاظ به.....
لا , لا يمكنها ان تفعل ذلك, كان يجب ان تصرفه لتأخذ ما يكفيها من رحلة العودة الى الديار. إحدى حسنات هذا العمل ان السكن والاقامة مدفوعة لذلك كانت ترسل كل ما تجنيه الى المنزل, والدتها مريضة وكان على آردن ان تسدد ثمن طبابتها.
ولكن لحظة! تمهلت في مشيتها . على الشركة ان تدفع لها بدل نهاية الخدمة, وبطاقة العودة الى الديار. يمكنها العودة وتبا عليهم......المهم الآن يجب ان يوقع ليثغو على هذا القرار, وها قد اختفى , ولكنه لا يستطيع ان يبقى بعيداً الى الابد , حسناً لديها ما يكفي من المال في الوقت الحاضر وحين يعود ستواجهه وتطلب منه ان يحرر شيكاً بتعويضها وبطاقة عودتها الى الوطن, هذا اقل ما يمكن ان يفعله.
مرت الأيام , لم يعد ليثغو, رحلته امتدت الى اسواق جديدة في جنوب اميركا, قالت جولي حين اتصلت آردن بالمكتب للمرة الثالثة بأنه لن يعود قبل عدة اسابيع.
شكرتها آردن ,أقفلت السماعة والآن ماذا ؟ لا يمكنها ان تعمل في مكان اخر, حتى ولو وجدت عملاً يلزمها إذن عمل, يبقى امامها السفارة الامريكية, ولكن فكرة إطلاعهم على قصتها وخصوصاً لأشخاص ارستقراطين سفلة مثل ليثغو فسوف يرمقها بنظرة كتلك التي نظرها اليها الرجل الغريب.
كان هناك من يقرع على الباب, وقفت مندهشة, من سيزورها الليلة, تماسكت ومشت نحو الباب. كان اليخاندرو , النادل, كان يحمل صينية مغطاة , تنفست آردن الصعداء.
_"اليخاندرو , لقد ارتكبت خطأ, لم اطلب......"
_"مساء الخير سيدتي, عشاؤك."
انه عشاءها , لم تكن بمزاج يسمح بالخروج لتناول الطعام, وقد توقفت عن طلب الطعام الى غرفتها, كان الطعام غالياً جداً ,في الواقع لم تعد تأكل في الفندق, ولعدة ايام خلت كانت تتناول وجباتها في مطعم صغير عند زاوية الشارع.
_"اليخاندرو انا لم اطلب......"
مر الصبي من امام آردن ودخل الغرفة ووضع الصينية
_"امل ان يكون طلبك كمل ترغبين الليلة."
تجمدت آردن وتركت الباب يغلق
_"اليخاندرو ما معنى هذا؟"
_"كان علي ان اجد وسيلة مالأتي الى غرفتك, سيدتي , وإلا لوقعت في ورطة."
_"لست أفهم!"
_"انا هنا من تلقاء نفسي, لا هذا ليس صحيحاً, انا هنا بالنيابة عن ابن عمي بابلو"
_"ابن عمك"
_"سيدة ميلر, ارجوكِ صدقيني حين اقول بأن لا نية لدي بإحراجك, ولكن.....ولكننا نسمع اشياء, لقد قيل بأنكِ.....آه......بأنكِ ارتكبتِ خطأ مع السيد ليثغو ولذلك تركت العمل لديه."
_"حسناً يمكنك قول ذلك."
_"وقيل ايضاً بأنه .....بأنك بحاجة للمال و....و""
_"و؟"
_"هنا دخل ابن عمي على الموضوع"
_"اخشى بأنني لست أفهم قصدك؟"
_"حسناً......حسناً, بابلو يعلم بمشكلتك سيدتي, وينتهز الفرصة ليقدم لكِ عرضاً"
_"هل يستطيع؟"
_"آه,طبعاً, يسكن بابلو في مكان يبعد ساعة عن هنا في منزل كبير جداً, قصر, يمكنك القول هكذا, المكان جميل , هناك حوض سباحة وجياد لتمتطيها, آه, وكل وسائل الراحة, ويقول بابلو بأنكِ المرأة المثالية له."
_"بالطبع"
لم يرتاح اليخاندرو لنظرة آردن ولهجتها الجافة فقال
_" قلت له ان هذا العرض ربما سيحرجك"
قال ذلك وهو محرج
_" ولكنه صمم ان اكلمك نيابه عنه"
_"نعم اتخيل ذلك, حسناً يمكنك ان تخبر بابلو بأنني غير مهتمة , كيف يمكن ان تعرض علي هكذا عرض اليخاندرو؟"
أخفض الصبي راسه
_"نعم , قلت له بأنكِ ستقولين هذا الكلام, قلت لبابلو ان السيدة سكرتيرة وليست....."
_"وهذا صحيح, انا سكرتيرة, رغم انه في الآونة الأخيرة الجميع كان يظن بأنني......"
_"انها ليست ممرضة ,, لن تكون ممرضة , قال بابلو العجوز روميرو لديه ممرضة , وهذا صحيح , ما يحتاج اليه العجوز هو الرفقة, شخص يقرأ له, يتكلم معه, لأن ما من احد هنا يستطيع التعامل مع طبعه"
_"انتظر لحظة . عن ماذا تتكلم؟ اي رجل عجوز؟"
_"لا بأس يا سيدتي , سامحيني على التدخل بشؤونك."
أمسكت آردن بيد الصبي بينما كان يحاول الخروج
_" اليخاندرو , ارجوك اخبرني ما كل هذا , هل هو ........ابن عمك؟"
_"بابلو"
_"نعم بابلو , هل هو يعرض علي عملاً ان اكون مرافقته؟"
_"بابلو ؟ لا , بالطبع لا, ابن عمي هو سائق السيد روميرو سيدتي."
_"انه يقدم العرض من اجل السيد روميرو, هذا ما تعنيه؟"
_"نعم. للرجل العجوز العديد من الخدم, ولكن لديه فقط ليندا لترافقه و......."
_"ليندا؟"
_"إبنة زوجة روميرو , هو المكان الذي اخبرتك عنه , بابلو يقول بأن أبلغك بأنه سيكون لكِ غرفتك وحمامك الخاص, يمكنك ان تطلبي العديد من القطع النقدية , لأن ما من احد اخر يستطيع التعامل مع الرجل العجوز, إنه صعب المراس."
جلست تنظر الى الصبي, مرافقة مرفوعة الأجر , فكرت, انه عمل كعمل الخادمة. انه كذلك عمل تمقته طوال حياتها, كعمل والدتها ونصف السكان من النساء في غرينفيلد....
_"سيدتي ان كنتِ غير موافقة."
كيف لها ان تجلس هنا منتظرة ان يرمى بها الى الشارع؟
_"ولكني موافقة, اخبر ابن عمك بأني.....بأني سأكون سعيدة جداً ان حدد لي مقابلة."
_"سأخبره بأن يفعل اللازم."
اغلقت الباب خلفه, ثم جا=لست على الأرض , وفجأة بدأت تفكر بالرجل الذي التقته في المصعد, وما اتهمها به, ماذا سيقول ان علم بالعمل الذي ستقوم به كخادمة لذلك السيد روميرو.
تبسمت بمرارة, لن يصدق الأمر ولا حتى هي نفسها ستصدق.
الفصل الرابع
***********
اصطحب بابلو آردن لمقابلة السيد فليكس روميرو بسيارة قديمة ,لامعة, سيارة كاديلاك بثلاثة أبواب طويلة وفخمة. أنذرها اثناء الطريق بأنه سيكون عليها إجراء ثلاث مقابلات. الأولى ستكون اليوم.
_"السيدة ليندا غير موجودة , وحين تعود ستصر على مقابلتك واستجوابك رغم ان قرار توظيفك لا يعود اليها .ان هذه الوظريفة رهن بقبول السيد روميرو والسيد كونور بالطبع."
_"من؟"
_"السيد كونور مارتينيز, انه ......كيف يمكنني ان اقول؟.....انه السيد الحقيقي ل ال كورازون."
_"ولكنني ظننت......"
_"كان على احدهم ان يتحمل المسؤوليية حين تتدهور صحة السيد روميرو."
_"لم يذكر لي اليخاندرو اي من هذا الكلام, وأفترض بأنك ستقول لي بأن السيد صعب المراس كالسيد روميرو."
_"البعض يقول انه اكثر من ذلك , انه رجعي التفكير, يطلب الطاعة والكمال."
تخيلته آردن رجل طويل , شعره ابيض والعمر ظاهر على قسمات وجهه
_"انت تقصد بأنه يعتبر نفسه قاضي ,وحاكم وجلاد؟"
_"وصف دقيق سيدتي."
وصف دقيق ,أغمضت عينيها ,رائع.ستلتحق بعمل سيجعل منها خادمة, وعليها ان تطيعرجلان بدلا ومن رجل واحد, اثنين من بقايا الاسبان القدماء والذين ليس لديهم اي فكرة بأن العالم يتقدم نحو القرن الواحد والعشرين.
_"وصلنا , سيدتي."
فتحت آردن عينيها واستوت في مقعدها حين فتحت البوابة الحديدية الواسعة بإشارة الكترونية.
كان اليخاندرو قد وصف ال كورازون ب رائع وجميل , كانت كلمات سمعتها من والدتها دائما حين كانت تكبر. سأعمل عند عائلة بايلي _كانت تقول:منزلهم رائع وجميل.
نظرت من النافذة ال كورازون , يعني اسم رومنطيقي , ولكن هذا البيت لا يبدو كذلك. حين تراه عن بعد يبدو واسعا ومبهرا اكبر من اي من قصور غرين فيلد.
غرقت آردن في مقعدها وبدأت تفكر. ماذا تفعل هنا؟ لم يعد الوقت مناسبا لتقول لبابلو ان يستدير عائدا الى حيث جاء بها . ستتماسك لتمرر المقابلة الاولى ثم ستعتذر للسيد فيلكس على اضاعة وقته وتطلب من بابلو ن يعود بها الى المدينة,اي شيء افضل من ان تعمل خادمة في هذا البيت .كان روميرو ينتظرها في المكتبة ,كان رجلا عجوزا متعبا, بعد عدة اسئلة نظر الى آردن نظرة جامدة.
_"قيل لي بأنني رجلا يصعب التعامل معه , لدي طبع حاد ولا احتمل الغباء والأغبياء."
قالت مؤكدة
_"هذا ما سمعته ."
_" ان سألتك ان تعملي لأجلي ,سأتوقع منك النهوض باكرا لتزويدي بأخبار العالم لكي تناقشيهم."
_"ان قررت العمل عندك ,سأصحو باكرا لأن هذه هي عادتي وسأناقش معك المواضيع التي سنجد انها تستحق المناقشة وسأنتقي اصدقائي بما يناسب معاييري والتي استطيع ان اؤكد لك انها اقسى من معاييرك."
_"يبدو انك نجحت."
_"هل هذا يعني بأنك تقدم لي العمل."
_"اخبري بابلو ان يذهب الى سان جوزيه ويحضر اغراضك وسنحاول."
_"قبلت سيدي,وسنحاول."
قال بنبرة حاسمة
_"انتهى الامر."
بعد عدة اسابيع , كانت اردن سعيدة لعرض رميرو , لدهشتها العمل كان يسير بشكل جيد اكثر مما كانت تحلم به, كان الرجل العجوز عقلا حادا ومحللا ويستمتع بتمرينه وإمتحانه لذكائه دائما بعض الاحيان , كانت تشعر بأنه يؤلف امرا ليجد نقاشا وجدلا فلسفيا . كان لديه مجموعة ازهار نادرة وحين ابدت اعجابها بها كان متحمسا لأن يطلعها على اسمائها , الأهم من ذلك, لم يكن يعاملها كخادمة , غرفتها لم تكن في جناح العاملين بالقصر , وإنما في القسم الرئيسي منه , وقد أصر على ان تتناول وجباتها على طاولته ومعه.
رغم ذلك, السيد فليكس روميرو لم يكن رجلا يسهل التعامل معه. رغم رجاحة عقله , لديه برودة اعصاب تدل على كبريا , وتسلط في تصرفاته , وكان دائم الشكوى من ابنة زوجته وكونر مارتينز .
_" كلاهما سيكونان هنا قريبا , وسترين بنفسك من اي نوع هما ."
_"انا متأكدة بأنهما طيبان."
طرق العجوز عصاه عدة مرات على الارض وقال
_"لا تجامليني , لا احب ذلك."
_"فقط كنت استنتج......."
_"انت مخطئة , اؤكد لك, ليندا لا تهتم إلا لنفسها, لا تمضي وقتها هنا, حتى لو استطاعت."
_"ربما كان الأمر صعبا على فتاة بعمرها ان تعيش في مكان معزول كهذا."
_"بالنسبة لـ كونور,إهتمامه الوحيد هو في انتزاعه اكبر قدر من سلطتي."
_"لماذا تقول ذلك؟"
_"ستقولين نفس كلامي حين تكتشفي طريقة تصرفه , بالطبع سيقول بأنه يحاولان يريحني من اعباء إدارة الممتلكات."
_"ألا تظن بأن هذا هو السبب؟"
ضحك روميرو وقال
_"حين تصبحين بمثل عمري, تعلمين بأن كل شيء ممكن, ولكن ابن اخي......"
_"ابن اخيك؟ظننت......إفترضت بأنه رجل مسن."
_"إنه كبير كفاية ليغتصب ويأخذ الـ كورازون مني, لا يهتم للآخرين اؤكد لك حين تقابلينه ستوافقينني الراي."
قالت مبتسمة
_"حسنا, اتطلع شوقا للتعرف عليهما, السيد مارتينز وليندا."
_"لن تروقي لهما."
_"ولما لا؟"
_"لا يعجب ليندا ان تتشارك في المنزل مع سيدة اجمل منها, وبالنسبة لـ كونور لا يثق بأحد ممكن ان يقف بينه وبين تحقيق هدفه.بالتأكيد سيحاول إبعادك."
_"وهل ستدعه يفعل؟"
_"انا من وظفك انسة ميلر في ملكي الخاص وكلمتي نهائية."
_"امل ذلك سيدي, العمل هنا يعني الكثير لي."
_"لا تقلقي . الآن, إذهبي واعلمي ما حصل للقهوة التي طلبتها منذ اكثر منذ حوالي الساعة."
خرجت آردن وأغلقت باب المكتبة وراءها .سيكون هذا اخر المطاف ,فكرت بحزن. ان كانت ستفقد هذا العمل بسبب إبنة زوجة أنانية وإبن اخ طماع..........
قال صوتا نسائيا
_"اهنئك."
إستدارت آردن بسرعة, لا لم تكن إمرأة بالحقيقة, إنها فتاة ربما بعمر التاسعة عشر او العشرين, طويلة وجميلة, فأدركت آردن دون سؤال بانها ابنة زوجة فيلكس,ليندا فاسكيز.
_"رائع, سيدتي, تتكلمين مع زوج امي وكأنكما متساويين وترتمي في أحضان عطفه وتذكريه لانك إمرأة بحاجة الى حمايته, لم تفكر اي خادمة من بورتوريكو ان تستعمل هذه الحيلة."
إحمرت وجنتا آردن وأصطنعت إبتسامة وقالت
_"لست خادمة,سيدتي, انا آردن ميلر, مرافقة السيد, وانت لا بد ان تكوني ليندا."
_"انا السيدة فاسكيز, وأقترح ان تحزمي امتعتك بينما يحاول بابلو إعداد السيارة ليعيدك الى سان جوزيه."
_"المعذرة؟"
_"انا المسؤلة عن التوظيف في هذا البيت, ولا اجدك مناسبة."
_"ربما تودين مناقشة الآمر مع زوج امك, اولا, اظن بانك سترين بأنه سعيد معي,و....."
_" انت تضيعين وقتي انسة ميلر, زوج امي ليس على ما يرام ,والجميع يعرف ذلك, بالنسبة لي, اريدك خارجا على الفور."
وقاحة ليندا اثارت آردن,
_"بما انك تنصت على حديثنا , فإنك تعلمين ما قاله زوج امك, هو من وظفني, وإن كنت سأصرف من العمل, هو من سيفعل ذلك."
ضحكت ليندا
_"كم انت سريعة بإظهار مخالبك, أتعجب ما الذي يدفعك لأن تكوني واثقة؟"
_"أخبرتك, زوج أمك....."
_"إنه المال؟ انت شجاعة ومصممة لانك سمعت بأن زوج امي ثري ولا يستطيع السيطرة على تصرفاته."
_"إلى ماذا ترمين بكلامك هذا؟"
_"لقد إتصلت يوميا بهذا المكان منذ وصولك, وفي كل مرة كان زوج امي يحدثني عن جمالك ورقتك, وعن ذكائك وفطنتك, ان كنت تظنين بأني سأقف متفرجة بينما انت تحاولين اختطاف موقعي هنا......"
_"ليس لدي النية بأن....."
_"ربما, ان استطعت خداع زوج امي, ولكنك لن تخدعينني, ولن تستطيعي خداع السيد مارتينيز, سيفهمك بسرعة."
_"السيد مارتينيز لن يرى شيئا."
_"هذا يكفي"
_"الصوت كان رجوليا وقويا. وجلب السعادة لوجه ليندا.
_"شكرا كونور, انا متضايقة من التعامل مع هذه السيدة."
إستدارت آردن نحو الصوت وكلمات الغضب على شفتيها ولكن الكلمات ماتت قبل ان تقولها, وبدأت تشعر بنبضات قلبها من خلال حنجرتها . لا , هذا غير ممكن, ولكنه كان هناك
_"انت."
وتراجعت نحو الحائط.
المتطفل الذي ساعد إدغار ليغو على تحطيم كل ما وصلت اليه, لم يكن متطفلا على الاطلاق, انه كونور مارتينيز , ارادت ان تقول شيئا ولكنها لم تستطع ,كل ما فعلته كان النظر اليه وهو يقترب منها.
_"ماذا تفعلين هنا, في هذا البيت؟"
_"انا......انا, انا اعمل هنا."
_"تبا ليس هذا ما عنيته, اريد ان اعرف كيف تسللت واستطعت ان تعملي عند عمي."
نظرت اليه قليلة الحيلة, صدمة رؤيته ومعرفة هويته كانت قاتلة, إنه واقف مباشرة امامها اآن مسيطرا عليها بطوله او هكذا بدا, نفس النظرة المتهمة في عينيه كالتي رأتها في تلك الليلة الرهيبة في الفندق.
ماذا أصابها؟ انها تسمح للامر بأن يتكرر, وتترك هذا الرجل يمضي في إهانتها , ولكنه لن يفلت منها الآن, لا ,فكرت بالطبع, لن يفلت.
قالت بصوت بارد وهادئ
_"رائع , لن تكون , انت."
رفعت ذقنها لتنظر مباشرة في عينيه, اصطنعت إبتسامة
_"القليل من الناس يعيشون على فكرة انهم دائما على حق."
_"حين اسأل سؤلا اتوقع جوابا."
_"لقد رددت على سؤالك"
_"حين أخبرتني ليندا بأن عمي وظف غريبة تدعى آردن ميلر ظننت بأنها نكتة , اعرف هذه السيدة , قلت حينها, إنها ليست ممرضة إنها......ط
_"وظفني عمك لآكون مرافقته."
_"لماذا تضيع الوقت يا كونور ؟ قل للسيدة ان توضب اغراضها وترحل."
_"اريد بعض الأجوبة قبلا,ولن ترحل قبل ان اعرف."
_"لا ادين لك بأي اجوبة."
_"اريد ان اعرف كيف تسللت الى هذا المنزل؟"
_"آه"
مرت من امامه ومشت نحو وسط الغرفة.
_"لم اتسلل الى هنا, وجدت ان السيد روميرو يبحث عن مرافق, و......"
_"ورايت فرصة ذهبية , رجل عجوز ثري, وحيد, مريض......ملائم لنوعك من النساء."
_"كلا"
_"اقول الحقيقة, وانت تعرفين ذلك, بالكاد الوم عمي على قبول ذلك, اخر مرة التقينا كان من السهل ان ارى محاولاتك, ولكن كان علي ان اعترف رغم انك مرتدية ثيابك تبدين مغرية."
اندهشت ليندا وقالت
_"كونور , عن ماذا تتكلم؟"
قالت آردن
_" لا يحق لك ان تقول ذلك, انت لا تعلم عني شيء."
_"اعرف كل ما اريد ان اعرفه, انت إمرأة تعيشين على إقتناص الفرص .....ومزايا اخرى تتمتع بها"
_"وانت كاذب ومغرور."
رفع كونور حاجبيه
_"نسيت كم انت بارعة, موهوبة في تحويل نفسك الى ضحية , الحق يقال انت بارعة, ولكن الآن هذا لن ينقذك, رأيت تمثيلك من قبل ولم يؤثر بي, لسؤ الحظ العم فليكس تأثر."
_"إهتمامك بعمك مؤثر, سيد مارتينيز , بالطبع, لو كنت تهتم لأمره, لما احتاج لمرافق اولا."
_"ما معنى هذا؟"
_"اعني عمك بحاجة لرفيق, ليقرأ له يتحدث معه, وبما ان لا انت ولا السيدة منحتماه من وقتكما....."
_".....وانت تبرعت لسد حرمانه, بدافع من اللطف والكرم وطيبة القلب ,دون شك."
_"فعلت هذا لاني بحاجة الى العمل, بفضلك."
_"لآني لو لم أحضر لأفسد مخططاتك في الفندق , لنلت ما اردت."
_"لأن الرجل الذي دافعت عنه تلك الليلة, طردني من عملي بعد ان ساعدته على ان ابدو وكأني.....وكأني....."
_"بالطبع, بعد الحيلة التي لعبتها , سيكون غبيا لو لم يفعل."
_"المهم هو اني رضيت بهذا العمل بإيمان طيب ,وعمك راض عني."
_"بالطبع , انسة ميلر , كنت تخبرينا ما تفعلينه لعمي."
_"آخذه بنزهة الى الحديقة, وهو يشرح لي عن أزهاره....."
_"حقاً؟"
_"نعم احب الازهار و......."
_"أهذا كل ما تفعلينه إذاً؟ تجرين كرسي عمي الى الحديقة وتستمعين , بينما يصف لكِ الخمسمئة نوع من أزهاره , التفصيل الممل."
تضايقت آردن , شيء ما في صوته تستطيع إدراكه, كان.....
_"حسناً انا انتظر , آنسة ميلر, ماذا تفعلين ايضاً لعمي؟"
_"أتكلم معه, نناقش متبا وأفلاما. نتكلم عن السياسة...."
ضحك كونور
_"السياسة ؟انتِ؟"
_"بإمكانك ذلك"
_"يقول عمك ,إني اوصلت العالم الى بابه , و...."
_"بإمكانك ذلك, اليس كذلك؟ العالمية هي واحدة من فضائلك, بالرغم من ان الفضيلة كلمة لا تصف مواهبك."
_"ايها الوغد!"
حاولت آردن ان تصفعه.
أمسك بيدها
_"حاولتِ ذلك في السابق, أتذكرين؟"
_"اذكر كل شيء عن تلك الليلة, وكان علي ان اقدر اي نوع من الرجال انت عندما رأيتك...."
_"ولكنك فعلت , وقلت بأني لا احتكم علىدولار في جيبي , مما يعني انني لا اساوي مضيعة للوقت."
_ط ليس هذا ما عنيته, وانت تعلم! انا اتكلم عن الطريقة التي تصرفت بها حين اتيت الى غرفتي. عن...."
سألت ليندا
_"ماذا يجري؟ هل انت وهذه .........هذه المرأة على علاقة ما؟"
_" العكس صحيح, الآنسة ميلر لا تريد مني شيئاً , اخر مرة رأيتها اشك بأنها كانت ستعاملني بطريقة افضل لو كانت تعلم من انا."
_"اعلم من انت الآن , ورايي كما هو, انت رجل مغرور. ضيق الآفق, معجب بنفسه, اناني...."
_"انتِ لستِ في الولايات المتحدة الامريكية الآن انسة ميلر, انصحك ان تنتبهي لكلامك."
_"انت على حق, نحن هنا لسنا في اميركا سيد مارتينيز, لو كنا هناك لما تجرأت على التصرف هكذا, للنساء حقوق في بلدي."
_"النساء ! امثالك ليس لهن حقوق غير ان بعض الرجال سمحوا لهن ببعضها, لديكِ خمس دقائق لتوضبي اغراضك والرحيل, وإن لم تفعلي....."
_"وإن لم أفعل؟"
_"قرار الإتصال بالشرطة لن يكون قرارك هذه المرة, بل سيكون قراري, ولا تظني للحظة بأني لن أفعل."
ضحكت آردن
_" الشرطة! حقاً! وبماذا ستتهمني؟ الفشل في ان اكون متواضعة لآناسب سيد آل كورازون؟"
_"ابن اخي ليس سيد هذا العقار."
استدار الجميع نحو الصوت وها هو فليكس روميرو يخرج من باب المكتب يدفع كرسيه بيديه
_" ليس بعد على اي حال, ماذا يجري هنا؟"
الفصل الخامس
************
تقدم كونور بكتفيه العريضين نحو فيلكس , تبسم بسعادة وكأن لا صوته ولا أصوات الاخرين كانت مرتفعة بغضب منذ دقائق.
_"العم فيلكس, نأسف ؟لإزعاجك, كيف حالك؟"
_"لا تزعج نفسك بالتظاهر امام الآنسة ميلر ,كونور , لقد اخبرتها عن حقيقة الآمر بيننا."
_"ارى ان معنوياتك مرتفعة"
_"وكم هذا مخيب للآمال , يا ابن اخي, انا متأكد بأنك تفضل ان تراني محبطا كلما زرت القصر."
_"انت تعلم اني آتي الى هنا كلما سمحت لي الظروف, لم تسمح لي ان اصحبك الى منزلي في كراكاس....."
_"نعم هذا بالضبط ما تريده, اليس كذلك؟ ان اترك الـكورازون لكي تنتزعها مني, هذا لن يحصل ابدا, كونور. اعدك بذلك."
_"هذه ترهات , وانت تعلم ذلك."
_"هذه ليست تراهات."
قال كونور بنعومة
_"ما من سبب للجدال, وخصوصا امام الاغراب."
_"ان كنت تعني الآنسة ميلر, هذه الشابة, ليست غريبة بالنسبة لي, انها كإبنتي."
اصدرت ليندا صوت تعجب فوضع كونور يده حول كتفها قائلا
_" كم هذا رائع, "
ونظر الى آردن متابعا
_" وبعد وقت قصير ستعمل بسرعة."
_"انها تهتم لشؤوني اكثر منكما."
_"ربما يجب ان ادعكما وانسحب لتتحدثوا."
_"نتحدث؟نتحدث؟ ما من شيء نتحدث عنه ,انسة ميلر, انا صاحب هذا البيت, "
ودفع بكرسيه بقوة نحو كونور وقال
_"هل سمعتك بوضوح كونور؟ هل قلت لهذه الشابة بأن ترحل؟"
_"نعم فعلت."
_"بأمر ممن؟"
تقدم كونور من فليكس وقال
_"عمي فليكس, ارجوك استمع الي, كيف استطيع ان اقنعك بأن هذا لمصلحتك؟"
_"لم تهتم يوما بمصلحتي."
_"اعلم بأن هذه السيدة اقنعتك بطريقة ما بأنها مؤهلة لهذا العمل,,,,,"
_"لم اقنع عمك باي شيء , في الواقع, لم اكن ارغب بهذا العمل."
_"حقا. تعنين بانك اختطفت وجاءوا بك الى هنا مرغمة؟"
_"لا تكن سخيفا."
_"للآنسة ميلر شكوك بي ,كما اشك بها, ولكننا اتفقنا ان ندع تلك الشكوك جانبا , وان نقوم بتسوية مؤقتة."
_"نعم انها رائعة بالتسويات المؤقتة."
_"كونور , توقف عن هذا الكلام الفارغ في الحال, آنسة ميلر مرافقة ممتازة , ولن ترحل."
_"سترحل, وسأجد لك بدلا منها."
_"ما من احد يناسب غيرها."
_"انسة ميلر مناسبة لأمور عظيمة كثيرة. وولكن ان تلعب دور مرافقتك, ليس احد هذه الامور."
صرخت آردن مغتاظة
_" كفى."
ثم وقفت ومشت بين الرجلين متابعة
_"انا لست كومة غسيل تتجادلان عليها, منذ ان رأيتك للمرة الآولى وانت تتدخل بشؤون حياتي. وقد تعبت من ذلك, اما بالنسبة لك سيدي, انا سعيدة لانك استمتعت برفقتي, ولكن في خضم هذه المعركة على بقائي او رحيلي, نسيتما ان تسألاني ان كنت ارغب بالبقاء في منزل حيث من الواضح انه غير مرغوب بوجودي فيه."
مرت لحظة صمت نظر فيلكس الى كونور مبتسما, وقال بروح عالية
_"اين ستجد لي مرافقا بهذه الصفة؟"
_"لست ادري, ولكن سأحاول, اعدك بذلك, وحتى حينه , ليندا تستطيع مرافقتك, اليس كذلك ليندا؟"
قالت ليندا بعد لحظات
_"بالطبع,انا.....آه, سأكون سعيدة."
قال الرجل العجوز,
_"وبماذا سنتناقش ؟ عن اخر إشاعة في ميامي؟ الاخبار عن الازياء؟يا لها من فكر رائعة."
_"بإمكاننا ان نتحدث عن امور اخرى والدي."
_"انا لست والدك, كنت في الثالثة من عمرك حين قابلت والدتك, كيف اكون والدك؟"
_"انا عنيت فقط......"
_""اخبريني يا ابنة زوجتي المخلصة , من هو شاعرك المفضل؟"
_"انا....آه , لا اهتم كثيرا ب....."
_"كاتبك المفضل اذا, من تفضلين من الكتاب المعاصرين؟"
ابتلعت ليندا ريقها وقالت
_"حسنا في الواقع, انا......آه......انا.....""
_"وما رأيك بتخصيب القوة النووية؟"
_"هذا كلام فارغ, قل له ان يتوقف."
موجهة كلامها لكونور.
أدار فيلكس عجلات كرسي وواجه آردن ثم قال
_"هل لديك شاعر مفضل انسة ميلر؟"_"سيد روميرو ارجوك. شكرا لدفاعك عني, ولكني اظن بأن الوقت قد حان لكي اصعد وأوضب اغراضي."
نظرت الى كونور وقالت
_"صدقني ,لو كنت اعلم من يكون هذا الرجل, لما تكبدت عناء....."
قال فيلكس
_"اجيبي على السؤال, من هو شاعرك المفضل؟"
تنفست طويلا وقالت
إيميلي ديكنسون, والآن عذرا لو سمحت لي سيدي."
_"رومنسية من الدرجة الثالثة انسة ميلر, ولديك ميل قوي نحو التعاسة والحزن."
_" لا اوافقك الرأي. ابيات ديكنسون فريدة وتضج بالاحاسيس."
_"وماذا عن إستعمال الطاقة النووية انسة ميلر؟هل توافقين الرأي بأنها ستحل مشكلة تناقص مخزون النفط؟"
_"نعم...... ولكن هناك امور اخرى يجب ان تؤخذ بالاعتبار."
_"مثل؟"
قالت ليندا منزعجة
_"صدقا , من يهتم بهذه التفاهات , لا علاقة لهذا ب....."
_"اي شخص يعلم بأن النفايات النووية هي....."
ثم تابعت قائلة
_" إبنة زوجك على حق ما علاقة هذا بأي شيء؟"
قال موجها كلامه لكونور
_"آه, لع علاقة, هذه الشابة لديها عقل كونور, ولا تخاف من إستعماله, حين يمكنك ان تجد لي من يوازيها ذكاء, سنناقش امر إستبدالها , وحتى حينه آردن ميلر ستبقى هنا"
حدق كونور ناظراً الى عمه بصمت , ثم نظر الى آردن , وقال
_"حسناً , ولكن لوقت قصير, ربما, ان حالفنا الحظ , مسارنا لن يلتقي دائما خلال إقامتها."
_"ستراها على العشاء. الآنسة ميلر تتناول عشاؤها معي على طاولتي كل مساء."
قال مندهشاً
_"حقاً؟"
اشارت آردن
_"كانت فكرة عمك, اؤكد لك."
سأل كونور وهو يبتسم بخبث
_"وهل تأوي الى غرف الخدم؟ اشك بذلك."
_"ليست خادمة يا كونور, بالتأكيد, وسترى ذلك."
قال كونور
_"استطيع ان ارى امورا كثيرة, عمي, في الواقع, اظن بأني ارى امورا اكثر من رغبات الآنسة ميلر."
قالت آردن مدافعة
_"ترى فقط ما تريد ان تراه, الرجال امثالك يفعلون هذا."
اجاب كونور ببرود
_"الرجال مثلي, ولكن كنت اظن بأنك لا تمنحيهم وقتك."
_"كنت اشير الى الرجال اصحاب الأرصدة المالية المتساوية مع ارصدتهم الاخلاقية سيدي."
_"ما هذا التناقض, لا يعجبك الرجال الفقراء, ولا الأغنياء."
_"لم أقل هذا."
_"ومع ذلك انتِ معجبة بعمي, الواضح الثراء, هذا كرم منك ان تجعلي منه استثناء."
_"انت تتعمد تحريف كلامي."
تقدم كونور نحوها ببطء وقال هامساً حتى لا يسمعه احد
_"انا مجبر على ذلك, كلانا يعلم بأنكِ تميلين الى الرجال الاغنياء, فهم يؤمنون لك دائما دخلاً, اليس كذلك, حبيبتي؟"
بدأت آردن ترتجف من الغيظ , كم تكره هذا الرجل, ارادت ان تضفعه, ارادت ان تستدير وتخرج من الباب من دون ان تنظر وراءها.
ولكن هذا ما يريده تماماً , فلماذا تفعل؟ هذا العمل لها, وقد اوضح الامر فيلكس, الى جانب ذلك, ان تركت العمل فهذا يعني انتصارا اخر لكونور مارتينز, وهزيم اخرى لها, تبا لن تسمح بذلك الأمر ثانية.
رسمت إبتسامة على شفتيها وقالت ببطء
_"فكر بما يحلو لك, رأي فليكس فقط ما يحسب له حساب."
رأت عيناه تشعان غضباً وقبل ان يقول اي كلمة استدارت نحو فيلكس, وقالت
_"هل نخرج الى الحديقة."
_"فكرة رائعة انسى ميلر."
أخذت آردن نفساً عميقاً ودفعت بالكرسي خارجاً الى ضوء النهار, وخلفت وراءها صمتاً قاتلاً ونظرات حارقة تخرق ظهرها.
قبل السابعة مساءً هبطت آردن السلالم وهي تقول في فكرها :لا اريد ان انزل الى هناك.
لم تكن تريد ان تدخل عرين الأسد, انها إمرأة قادرة وملتزمة وخصمها انسان متسلط مغرور, تذكرت كلام فيلكس :تذكري آنسة ميلر, العشاء عند الثامنة, سنرتدي ملابس رسمية.
ما كان يزعجها ,بينما كانت تهبط السلالم هو ان ترتدي ملابس كهذه , هذا سخيف ,ولكنها كانت ستحس بإرتياح اكبر لو كانت ترتدي بذلات العمل, حينها ستشعر بشخصيتها .وستثبت ما كانت ترجوه في هذه الأمسية الغير سعيدة.
كونور لن يتوقف عن ازعاجها ,كلما زادت معرفتها بهذا الشخص كلما زاد كرهها له,تذكرت ما قاله لها الرجل العجوز بعد ظهر هذا اليوم.
_"انه مكان جيد للجلوستعالي يا عزيزتي ,اجلسي على هذا المقعد ودعيني اخبرك عن عائلتي المخلصة."
_"من الافضل ان لا تفعل , فهذا ليس من شأني."
ولكن فيلكس أصر
_"ابن اخي دفع بالامر الى هذه الدرجة, الان تعالي , اجلسي , ودعي الرجل العجوز يتكلم."
تكلم لوقت طويل عن توظيف اموال وشراء عقارات, ثم قال
_" لطالما ظننت ان ابنة زوجتي الأكثر طمعاً, لكن ابن اخي......"
_"كونور؟"
_"نعم , انه الاسوأ, منذ عدة سنوات مرضت, تدخل كونور وأدار مصالح الـ كورلزون, ولكنه كان يسيطر على الممتلكات وسأقف بوجهه قبل ان يبتلعها."
_"أتقول بأنه يحاول سرقتها منك سيدي؟"
_"لماذا يسرق ان كان بإستطاعته الإنتظار ليرث, على الأقل هذا ما يفكر فيه."
الان وهي تقف على اسفل السلالم فكرت آردن بمتعة الدخول الى المكتبة وان تبتسم للرجل الذي اتهمها بالغش وتقول له ولوجهه الوسيم بأن تظاهره بالإخلاص لعمه ليس نابعاً من إهتمام عائلي.
وضعت يد على كتفها
_" كساء الخير انسة ميلر."
نظرت آردن مندهشة, كونور قد تسلل من ورائها كالهرة.
_"سيد مارتينيز , لِمَ ظننت انك في المكتبة..."
لماذا ترتجف كتلميذة؟ لقد فاجأها , هذا كل ما في الامر , لماذا هو وسيم هكذا؟ كان يبدو انيقا ببذلة السهرة وكأنه نجم سينمائي.
نظرت الى وجهه , كان يبتسم بطريقة ساخرة, تبا له.
_" وهل أخفتك؟"
رفعت رأسها وقالت
_"كلا, كنت اتساءل , من هو سعيد الحظ الذي تمكن من كسر انفك؟"
ضحك حتى مال رأسه الى الخلف
_" كنتِ تودين فعل ذلك بنفسك."
تبسمت بدورها
_"جيد انك تعرف."
_"حسناً , سبقك الى ذلك احدهم."
_"دفاعاً عن شرف سيدة دون شك."
_"إختلفنا في الراي."منتدى ليلاس
_"حقاً, لا اظن ان الرجال المحترمين يصادفون مثل هذا المواقف."
_"رجال محترمون في العادة لا يعملون على قوارب الموز."
_" انت؟ على قارب موز؟ انك تفاجئني في كل مرة ألقاك بها."
_"قمت بالكثير من الأعمال التي ستتفاجئين ان علمت بها في الماضي."
_"آه, فهمت, انت من اللذين يحبون البساطة في الحياة."
_"كنت من هؤلاء الذين يحبون ان يأكلوا ويعملوا على قوارب الموز , ربما يكون العمل الوحيد الذي توفر لي وانا بعمر الثامنة عشر."
_"ماذا حدث؟ هل قطع والدك عنك المصروف في العطلة الصيفية."
_"فيلكيس هو الذي فعل."
تلاشت إبتسامة آردن وقالت
_"لست أفهم!"
_"لا يتوجب عليكِ ذلك, اردت ان اكلمك , اردت ان آنتي الى غرفتك, ولكن....."
_"ولكنك تعلم بأني كنت سأغلق الباب بوجهك لو فعلت, نعم, كان تفكيرك سليم."
_"في الواقع كنت قد تأخرت , ولكن حين سمعت انك غادرتِ الغرفة....."
_"في الواقع, ما من سبب يدعوك للقدوم الى غرفتي سيد مارتينيز , ما من كلام بيننا."
_"هذا هو المقصود, آنسة ميلر, اظن بأن علينا ذلك."
_" تفكيرك خاطئ, والان, اظن ان عمك قال بأن العشاء سيقدم عند......"
_"بإمكان العشاء ان ينتظر."
_"آه, تتكلم كالسيد الحقيقي لقصر الـ كورازون."
_"ملاحظتك فيها مدلولات عميقة."
_"فقط لأن عمك اوضح الامر بعد ظهر اليوم سيدي, انت لست المسؤول هنا بل هو."
_" والذي بنظرك يعطيكِإيجابيات؟"
_"هذا يعني الإحتفاظ بعملي."
_"حتى اجد البديل المناسب."
_"ان وجدت البديل."
_"انتِ واثقة بنفسك آردن ,اليس كذلك."
_"في بعض الآمور نعم,"
_"ما من داع للأدعاء بأنك مدافعة وواثقة بنفسك, لا اجد الامر مقبولاً مع النساء امثالك."
_"وانا لست معتادة على الإهانات."
إستدارت بسرعة ومشت.
لكنه لحق بها وأمسكها من كتفيها وقال
_"عليكِ التوقف عن لعب دور السيدة المحترمة."
_"دعني وشأني."
_"ليس قبل ان نتكلم."
_"ليس لدينا ما نتكلم عنه سيد مارتينيز, ثم ارفع يدك عني لو سمحت."
رد بنبرة قاسية
_"اول ما يجب ان تتعلميه هو حين اقول لكِشيئاً اتوقع ان تصغي الي."
_"انت تافه مغرور."
_"انتبهي لا تبدأي بالنعت والألقاب."
_"اعلم من تكون كونور مارتينيز, انت تحاول الاستيلاء على ممتلكات عمك , لا يمكنك الإنتظار حتى يموت , تريدها الآن."
ضحك كونور
_"هذا ما اخبرك إياه."
_"لا اراك تنكر الامر."
_"ما الامر آردن؟ ايزعجك ان يصل احد ما قبلك الى فيلكس؟"
_"المشكلة هو كيف سأستمر بالعيش تحت سقف واحد مع شخص مثلك."
ضحك كونور عاليا وقال
_"لا تستطيعين."
_"لا, انت لا تطاق, دعني وشأني, تبا لك."
_"سأفعل, ولكن بعد ان اسوي الامور بيننا."
_"مثل؟"
_"خلال إقامتك في المنزل ستعاملينني بإحترام."
_"لا تستحق ذلك."
_"وان نخفف مواجهتنا الى اقل درجة ممكنة ."
_"انت تطلب المستحيل."
امسك كونور بوجهها بسرعة وقال
_"اسمعيني, صحة عمي متدهورة, ولن اتسبب بتدهورها اكثر, من اجل إمرأة سيئة مثلك........"
_"انا؟انا؟ لست من إفتعل هذا المشهد بعد الظهر , ولست انا....."
_"انتِ وانا سنفعل ما بوسعنا لنكون متحضرين تجاه بعضنا البعض في وجود فليكس."
قالت بمرارة
_" إهتمامك بصحته مرثرة."
ولكن لماذا لم يترك وجهها؟ أصابعه تضغط على فكها ورائحة عطره ذكية لدرجة انها تشعر بالدوار .
_"لن يكون الامر سهلاً. تباً , انتِ فتاة بارعة آردن يمكنك تدبر الآمر."
("إسمعني يا سيد...."
_"إسمي كونور."
_"لا تكن سخيفاً, لن ادعوك....."
_"انا كونور, وانتِ آردن , وسوف نتعامل بإحترام اثناء وجود فليكس."
_"فهمت الان, تريد ان تظهر امام عمك بأنك متفهم وتريد سعادته لانه من غير الحكمة ان تتصرف عكس ذلك."
_"لا تكوني غبية."
_"هذا صحيح , اليس كذلك؟"
_"فكري كما تشائين."
_" لا تكلمني بهذه الطريقة."
_"اي طريقة؟"
_"وكأني ..... وكأني طفلة ساذجة , لا احب ذلك."
_"انتِ على صواب. لستِ ساذجة. وبالتأكيد لستِ طفلة."
ف تلك اللحظة عرفت ماذا يريد ان يفعل, حاولت الإبتعاد عنه ,ولكنها لم تستطع,ضمها اليه وقبلها.
احست بتيار كهربائي يمر في شرايينها , فأشعل الرغبة فيها, وبادلته القبلة.
قال هامساً
_"آردن."
رفعت يديها وطوقت رقبته, قالت بصوت ناعم وحنون
_" كونور."
قال فجأة
_"تباً لكِ , ابتعدي عني."
وسار مبتعداً بسرعة, تاركاً إياها واقفة وحيدة في الظلمة.
الفصل السادس
*************
دخلت آردن خلف ستارة الحمام ووقفت في الحوض وأدارت صنبور المياه على آخره, أغمضت عينيها, ووضعت وجهها تحت المياه المتدفقة, وبدأت تتذكر حين قبلها كونور, وقررت الا تدعه يفعل ذلك مجدداً كي لا يدفعها الى مفادرة القصر.
لهذا السبب قبّلها, حين آمرها بأن تغادر ولم ينفع الأمر فتحول إلى أحقر الاساليب ,أسلوب يعتمده أمثاله من الرجال ليضع السيدات في مكانهن المناسب.
غسلت شعرها جيداً لتزيل عنه آثار الصابون, ثم عادت لتفكر ,حسناً, لن ينجح الآمر, الحقير استطاع الانفراد بها وسلمته سلاحها ولهذا لم تصفعه , ولكن إياه ان يحاول ثانية.
لم تحاول الإجتماع به طيلة الاسبوع الماضي واستطاعت تجنبه,كان يغادر المنزل في الصباح الباكر ويعود متأخراً بعد العشاء ’ كان هذا يلائم آردن, وولكن ليندا افتقدته.
_"المسكين كونور, اننا لا نراه هنا, لماذا عليه ان يتفقد الماشية والأغنام؟ ان كان هناك عمل يجب القيام به , بالتأكيد هناك رجال يستطيعون ذلك."
_"احدهم يجب ان يراقب عمل الرجال,ليندا, مرت اوقات كنت انا من يقوم بهذا العمل,ولكن الآن انا عالق بهذه الكرسي ان كان ابن اخي يريد ان يتظاهر بأنه السيد هنا دعيه يقوم بعمله."
_"نعم, ولكن متى استطيع رؤيته ثانية؟"
صرخ الرجل العجوز
_"كفي عن الاحتجاج."
وتجهم وجه الفتاة.
خرجت آردن من حوض الاستحمام , اطرقت للحظة, لا تدري كم ستدوم زيارة كونور الى الـ كورازون. كانت تأمل بأن تنزل يوما بأن تنزل يوما السلالم وتلقى فيلكس ليزف لها خبرا مفاده ان ابن اخيه رحل الى الابد , ولكن حتى ذلك اليوم كلما قلت مشاهدة كونور مارتينيز كلما كان الامر افضل, ولهذا السبب لن تبقى في المنزل اليوم, حيث انه يوم عطلتها وتريد ان تستريح.
قال فيلكس يوم وافق على توظيفها
_" اربعة وعشرون ساعة لنفسك انسة ميلر, لا اهتم اين ستمضيها او كيف طالما ستكونين هنا في الوقت المناسب."
اجابت وقتها آردن بأدب
_"بالطبع."
ما الضرر في ان تمضي الوقت هنا. لم يبالغ اليخاندرو حين وصف المكان, المسبح هنا له مقاسات اولمبية ومحاط بكراسي مريحة والحديقة التي تحيط بالمنزل رائعة.
المكتبة ايضا مريحة وتجمع كل انواع الكتب بالانكليزية والإسبانية وكذلك هناك غرفة موسيقى تحوي بيانو ومسجلات كهربائية والعديد من الأشرطة .
ان تعبت من القراءة والاستماع الى الموسيقى او السباحة بإمكانها ان تتمشى في الحدائق او حتى ان تركب الخيل ,التعلم على ركوب الخيل كان من حسنات الإقامة في غرينفليد, ولكن اليوم, ارادت ان تقوم بالامر بالطريقة السليمة, فتناولت لباس سباحة من درجها ستقضي يومها في مكان يكاد يكون منسيا لهم, بحيرة كالكريستال رمالها بيضاء ,تبعد عشر دقائق مشيا عن البيت, وجدتها بعد ظهر احد الايام, حين كان فيلكس يأخذ قيلولته بإشراف ممرضيه.
نظرت الى الساعة كانت تقارب التاسعة وهذا يعني بأن الخدم قد أنهوا تنظيف الغرفة الزجاجية حيث مائدة الافطار,ستأخذ كتابا من المكتبة وبعض الفاكهة والشطائر من المطبخ وينتهي الامر, كل ما تريده الان هو نظارتها الشمسية,إنها على الطاولة قرب النافذة.
توقفت حين امسكت بالنظارة, ومن خلال النافذة رأت ليندا تتجه نحو المسبح مرتدية ملابس السباحة , وضعت المنشفة والزيت المرطب جانبا واستلقت على كرسي.كانت تقوم بعرض ولكن لمن؟كانت وحيدة..
لا, لم تكن, كونور كان هناك, قدم من المنزل عبر الحديقة بملابس السباحة , إلتقطت آردن أنفاسها حين رأت جسده المليئ بالعضلات وبشرته البرنزوية.
توقف كونور ونظر الى أعلى, وضعت يدها على فمها وتراجعت كي لا يراها, لا يمكنه رؤيتها, كانت تعلم ذلك, ولكنه كان يحدق بنافذة غرفتها. أخذت نفساً عميقاً وقالت لنفسها. FPRIVATE "TYPE=PICT;ALT="توقفي عن الغباء.....) كان هذا مثير للأعصاب . هذا الرجل سيدفعها للجنون , ولكنها لن تدعه يفعل ذلك.
تجمدتكانها, توقف كونور امام ليندا وقال لها شيئاً, ثم اشارت له الى زجاجة المرطب بقربها. تبسم وتناولها, ثم جلس الى جانبها ووضع بعض من المرطب على يده, تراجعت آردن عن النافذة ليلعب كونور مارتيز وصديقته كما يحلو لهما من ألاعيب, بالطبع لا تريد ان تبقى وترى المزيد.
تمددت آردن على الرمال الدافئة , الشمس حارة فاحست بالإسترخاء والطمأنينة. كانت وحيدة تماماً لساعات قرب البحيرة, وتحت السماء وزقزقة العصافير هنا وهناك تؤنس وحدتها.
أغمضت عينيها , الشيء الوحيد الذي تفتقده الآن هو الغداء او على الأقل شيء بارد تشربه.
_"هل تشوي جسدك هنا؟"
_"ماذا تحاول ان تفعل ؟ أتريد إخافتي حتى الموت؟"
_"انتِ محظوظة لأنني مررت من هنا, دقائق قليلة وتحترقين."
رفعت رأسها ونظرت اليه,فأحست بدوار , بالطبع ها هي تجلس وترفع رأسها لتجري محادثة لا ترغب بها.
_"ماذا أفعل ليس من شأنك."
_"بصراحة أنسة ميلر, لا يهمني ان احترقت مثل البطاطا المشوية, ولكن ما يهمني ان لا تشعري بالمرض وهذا ما لا يسعدك لأنك ستتخلفين عن العمل مع عمي , استديري."
_"ماذا؟ "
_"سمعتيني جيداً , ربما تأخرنا ولكني سأضع لكِ واق للشمس على كتفيكِ ."
_"لا تزعج نفسك. انا....تمهل! إن هذا المرطب بارد."
_"فقط لأنكِ مشوية جداً."
قالت مستائة
_"لست كذلك."
لم يكن امامها خيار اخر, خصوصاً حين أصبخت يده على كتفها , وحين احست بيده , ادركت مدى ما حصل لجلدها, فبدل ان تكسبه لوناً جميلاً أحرقته.
_"هذا سخيف."
_"السخيف هو ان تعرض فتاة بشرتها بلون القشذة الطازجة جسدها للشمس."
أحست بقشعريرة غريبة فقالت
_" هذا يكفي."
_"تباً أنظري لنفسك."
_"ماذا؟"
_"إستلقي."
_"لا. اعني...."
التقطت أنفاسها ودفت بيده بعيداً
_"قلت هذا يكفي, ربما ليندا ترغب بذلك ولكن انا......"
تلاقت نظراتهما فأحمرت وجنتاها وقالت
_"لماذا على كل هذا العناء. كنت عائدة الى المنزل على اي حال."
_"كنتِ تراقبينا؟ اليس كذلك؟"
أخفضت نظراتها وبدأت تلملم أغراضها استعداد للعودة الى القصر, ثم قالت
_" لم أكن أفعل. صادف اني كنت انظر من النافذة ,و....."
_"ليندا طفلة."
_"هاه!"
_"كنت احملها حين كانت في الثالثة من عمرها."
_"لا اهتم لما كنت تفعله لها في السابق وحتى الان."
_"إذاً وما الذي يزعجك حين تشاهدينا معاً؟"
_"لا شيء."
_"آه, كان علي ان اعلم ان اهتمامك الوحيد هو راحة عمي."
أزاحت شعرها عن وجهها ووضعته خلف أذنيها وقالت
_" هذا صحيح. ان كنت تتطفل علي يوم عطلتي..."
حملت أغراضها ومشت.
_"إنتظري لحظة."
_"الوداع يا سيد."
_"تباً قلت لكِ انتظري."
_"وانا قلت لك, هذا هو....آه."
إذا بيدي كونور تطوقانها.
_"هذا مؤلم؟"
_"نعم ابتها الحمقاء الصغيرة , هذا ما احاول إخبارك به, لقد إحترقت بشرتك."
_"لا تكن شديد الحماس حيال هذا الآمر, غداً صباحاً سأكون مشرقة امام عمك."
_"انتِ محقة, طالما هذا هو ما يريده."
_"بالنسبة لهذا."
رفعت يدها ونظرت اليها
_"ستتحول الى لون اسمر جميل خلال الليل, انا لا احترق."
_"الجميع يحترق هنا, خصوصاً الاجانب, جميعكم مقتنع بأن الإجازة لا تكون ناجحة حتى تحولوا اجسادكم الى فحم."
_"بجانب انك تظن بأنك خبير بما يظنه الأجانب وما لا يظنونه. يبدو انك نسيت بأني لست هنا في إجازة انا موظفة في الـ كورازون موظفة عند عمك وليس لديك."
قال بإبتسامة باردة
_"هذا موضوع قابل للنقاش بما اني المسؤول عن إدارة هذه المزرعة,"
_"هذا ما اخبرني به فيلكس."
_"تعنين بأنه اخبرك امضي الوقت بإنتظار ان تصبح الـ كورازون لي؟ ما الامر حبيبتي؟ انا اعلم بأنه يشتكي مني لكل شخص يرغب بالإستماع إليه."
_"إنه لا يشتكي, بكل بساطة أطلعني كيف انك تحاول السيطرة على كل شيء هنا......"
_"وهذا ما يضايقك! لانكِ هكذا تخططين لنفسك."
ولهذا تبعتني الى هنا؟لتتهمني؟"
_"تبعتك؟ لك اكن اعلم انك هنا حتى رأيتك ممدة كالسحلية المشوية تحت الشمي."
_"اراهن على ذلك."
_"أتظنين انكِ الوحيدة التي تأتي الى هذه البحيرة آردن؟إنها البقعة المفضلة لدي. لقد وجدتها حين كنت طفلاً. اول مرة ارسلني والدي الى هنا لتمضية عدة اسابيع, يومها نظر الي فيلكس وكأني حيوان غريب لم يرى مثله من قبل وقال بأنه يأمل ان اتصرف بلباقة في المجتمع ,سمح لي بالإقامة ثم نسي حتى اني موجود."
_"تعني بأن فيلكس لم يلقاك من قبل؟ ولكنه عمك؟"
_" انا ادعوه عمي , ولكن بالواقع هو عم ابي وابي لم يكن ابن شقيقه المرغوب به خصوصا بعد زواجه من امي......"قالت لنفسها :لا تطلبي منه ان يوضح اكثر,لا شيء في هذا الرجل يدعو للإهتمام.
لكنها قالت
_"لماذا؟"
وكرهت نفسها لأنها سألته؟
_"ظن فيلكس نفسه المسؤول عن العائلة,عميدها نظرا للأموال التي جناها من رعاية الماشية وزراعة البن, فأخذ يعطي الاوامر والجميع يطيع."
بدأ يسير على الرمال وآردن الى جانبه فقال
_"الجميع ما عدا والدي , لم يكن يهتم للماشية والبن. كان لديه حلم للفن."
_"فنان؟"
_"رسام, ولكن لم يكن لديه خيار, اوفي والداه حين كان صبيا وفيلكس اعتنى به, لم يكن لفيلكس اولاد فكان ابي مبتغاه ......وريثه الذي سيتولى الـ كورازون."
إنتظرت ان يقول المزيد, وحين لم يفعل تنحنحت وقالت
_"و؟"
_"وسارت الامور ......لفترة, والدي بدأ العمل هنا مع فليكس, سافر من اجله لتسير اعماله .....وكان هذا سبب لقائه بوالدتي, وذلك خلال رحلة الى اميركا لحماية مشروع من بعض المصرفيين ."
بالطبع , والدته من اميركا الشمالية , وهذا يفسر لماذا لديه عينين خضراوين انليزتين.
قال مبتسما
_"مولي فلين من بوسطن."
سرحت آردن بخيالها وبدت امامها تفسيرات عديدة حول كونور.
_"بماذا تفكرين؟"
_"لا شيء, اعني كنت ..... كنت افكر بأن الامر ممتع ان تكون من والدين كلاهما من بيئة مختلفة."
_"توفي والدي حين كنت في العاشرة من عمري. وقبل ذلك رباني منفردا."
_"ما حصل لوالدتك؟"
_"لست ادري , كنت صغيرا حين رحلت ولم تعد."
_"رحلت؟"
توقفت آردن ونظرت اليه
_"ماذا تعني بأنها رحلت؟"
توقف كونور قليلا , نظر حوله وهو يقول
_" اعني بالضبط ما قلته , ظننت بأنها تزوجت من إمبراطورية روميرو, ولكن ابي كان فقيرا ومغفلا, فظن ان الحب هو كل ما يريده ونذر نفسه لما يحب."
_" كان يريد ان يرسم."
_"نعم, اخبر فيلكس بذلك فطرده من العمل, وحين ادركت امي بأنها تزوجت من رجل تخلى عن مال روميرو ليلحق بحلمه وضبت أغراضها وعادت الى اميركا."
_" ولكن....ولكن بالتأكيد رأيتها بعد ذلك, اعني انها امك, لا تتخلى الأمهات ........"
_"لم تكن اما.ما عدا التسعة اشهر التي حملتني بها."
نظر اليها ببرود وقال
_"كانت إمرأة تعلم ما تريده, وتفعل ما تريد لتحصل على مبتغاها."
حدقت آردن به
_"آسفة كونور, انا......"
_"من المؤسف انها لم تبقى, كانت ستكون مخورة بي, لست كوالدي, تبا , ها انا, جزء من كل شيء أدار ظهره له."
_"حتى ولو إضطررت الى إلغاء فيلكس من طريقك؟"
_"اظن بأني اخبرتك بأنني لم اكن مهتما لذلك حين كنت طفلا."
_"قارب الموز؟"
_"قارب الموز.....والعديد من الاعمال التي كانت تؤمن لي قوتي اليومي فقط. القاسم المشترك بين كل تلك الأعمال كان عدم استعمال العقل للقيام بهم , كل ما يلزم كان العضلات."
_"هذا يفسر الكثير , فبعد ان ادركت بأنك لا تستطيع ان تستمر وحيدا معتمدا على نفسك قررت الإستيلاء على الـ كورازون."
زفر زفرة قوية وأجاب
<"حين بدأ فيلكس بأتهامي بالإستيلاء على المزرعة , كنت اربح من المال اضعاف ما اربحه الآن."
_"كيف ؟ بنقل الموز؟"
_"من عدة اشياء."
_"آه نعم." حررت آردن نفسها من يدي آردن وقالت
_"انت تضيع وقتك إن كنت تحاول ان تسرد لي تلك القصة الحزينة لتبرر لي لما تهتم بال الـ كورازون اكثر من عمك."
_"أخبرتك القصة لكي تعلمي بأني أعلم النساء امثالك, فلا تحاولي ان تشيري الي بإصبع الإتهام . تعبت من كلامك عني كمتوحش ومتهز فرص , نعتيني بالكاذب,وحاولت صفعي مرتين, هل نسيت شيئا؟"
_"لقبتك بما تستحق."
-"نعم فعلت , تلك الليلة."
شيء ما في نبرة صوته جعلتها تجفل, فسألته
_" ما معنى هذا؟"
ابتسم وقال
_"إتفقنا على الهدنة , ولكن......."
_"حاولت ان اكون مختصرة واهادن, ولكنك انت....." سكتت حين مد يده ولامس وجهها بنعومة.
_"......ولكن حين قبلتك , راودني شعور بأننا يجب ان نفعل اشياء اخرى."
_"تفكيرك خاطئ"
_"لا اظن ذلك, وإلا لماذا الخجل يظهر على وجهك؟"
_"انا ببساطة...."
_"لا حبيبتي لست ببساطة اي شيء, لا يوجد شيء بسيط يخصك, تبا, لا عجب لماذا الرجل العجوز متعلق بك."
_"كونور, هذا كلام فارغ, لا يمكنك فقط ......"
مال نحوها وقبلها قبلة سريعة ناعمة, سأل بنعومة,
_"هل هذا مفهومك للحضارة؟"
ثم تبادلا قبلة طويلة حميمة ,قالت هامسة
_"كونور .......كونور انتظر."
تمتم في اذنها
_"تعجبني الطريقة التي تناديني بها."
اغمضت عينيها وغرقت في عناق لم تمر بمثله من قبل , فكرت, لا, لا, ماذا دهاها؟ انه سافل مغرور ,لطالما احتقرت هذا النوع من الرجال , ويظن بأنها سهلة....غضبت وأشاحت بوجهها جانبا.
_"حسنا كونور, هذا يكفي."
_"انت على حق, علينا ان نتابع حديثنا الذي بدأناه ."
_"أعلم بأنك مصمم على ان اترك عملي, ولكن....."
_"عملك؟"
العناد لم ينفعك. فبدأت بإغوائي , ولكن..... انت تعتقد بأني فتاة مستهترة بعد الذي رايته ذاك اليوم في الفندق."
_"انا اعرف تماما ما رأيت, وحكمي عليك ما زال كما هو."
_"اعلم انه من الصعب ان تصدقني, انا فتاة تعيش على المبادئ الجيدة."
مد يده ولامس رقبتها, فصرخت به
_" ألم تكن تسمعني كونور؟"
ابتسم وأجاب
_" احب المرأة العصبية."
_"وأنا لا احب اي شيء فيك."
_"لست مجبرة , كل ما عليك فعله هو الإعتراف بالحقيقة, لو لم نبدأ بداية سيئة تلك الليلة, لكنت انتهيت بين احضاني."
_"انك حقا مجنون."
_"ليلة واحدة وكان الامر افضل."
_"انت فاقد للإدراك."
_"انا صادق اكثر منك, مازلت غاضبة لأنني افشلت مخططاك مع ذاك الرجل بغرفتك, غاضبة لدرجة لا تعترفين بالحقيقة."
دفعته آردن بكتفه
_"انت اكثر انسان بالغ الغرور, لا تطاق, كاذب, قابلته في حياتي, وحين سأخبر فيلكس....."
_"تخبريه ماذا؟"
_"اسمعني كونور....."
_"بأني اتهمتك بالجمال والإغراء والأنوثة؟ عمي رجل عجوز , ولكن ليس غبيا.لماذا تظنين انه وافق على توظيفك؟"
_"لأن .....لأن بإمكاني التحدث معه......"
_" قلت بأنه ليس غبيا, ما يرغب به الرجل هو إمرأة جميلة وذكية, حتى انا, لست افضل منه ولا الرجل الذي دعوته الى غرفتك , الفارق الوحيد بيننا هو اني اعرفك على حقيقتك."
رفعت يدها لتصفعه فأمسك يدها بسرعة
_"لاتفعلي , على الأقل حتى تتمكني من ان تتحملي العواقب.."
وقفت تواجهه بوجه ابيض والدموع في عينيها
_"انا اكرهك,"
ضحك بصوت عال ثم سألها
_"ما علاقة هذا بكل هذه الامور؟:
سحبها بقوة نحوه وقبلها,
_" لن اشتريك, انا صبور, سأنتظر حتى تعرفي طريقك الي."
ثم استدار وتركها.
_"كونور.لا يمكنك إجباري على شيء, هل تسمعني؟ ولا حتى بعد مليون عام."
الفصل السابع
***********
با لأعصابه الباردة, من يزن نفسه؟
عادت آردن الى المنزل مارة بالحديقة وهي تفكر في هذا الرجل, إنه مقتنص فرص, يتكلم معها بالطريقة التي تسعده هو , ويعاملها كما يريد لأنه سيد الـ كورازون مهما قال فيلكس, يعتبر ان الناس حوله ملكه وهذا يتضمن جميع من يقابل من النساء, يفترض بالنساء ان يأتين إليه بطيبة خاطر وممتنين له لأنه اختارهن.
ماذا تفعل هنا في الـ كورازون؟
قبول هذا العمل كان منطقيا..... ولكن الإستمرار فيه الآن بعد ان تغيرت الظروف ليس منطقيا, لم تكسب بعد المال الكافي لشراء تذكرة السفر للعودة للديار, ولكن لديها من المال يكفي لأسبوعين في سان خوسيه لكي تسوي امورها مع ليثغو, فتطلب تعويضها المالي وبطاقة السفر ورسالة توصية تفيد عن خبرتها في العمل.
احست بالآسف لتركها فيلكس دون وداع, هناك اشياء كالشرف والإحترام بينها وبينه , اشياء لا يعرفها إدغار ليثغو وكونور مارتينيز. اخذت نفسا عميقا ثم سارت نحو المكتبة حيث كان فيلكس جالسا يقرأ, تقبل فكرة رحيلها بتفهم في الواقع, وقال بأنه يفكر بأن هذا غير منطقي لسيدة شابة وجميلة ان تمضي وقتها مع رجل عجوز,
_"وما هو اكثر من ذلك لم اكن بحاجة لخدماتك."
_"انت تعني بأنك كنت تنوي طردي؟"
_"اعني بأني في عمر الثالثة والتسعين, والمرض يزداد.."
_"ولكن لالتأكيد......"
_"ارجوك لا تهدري الوقت بالمجاملة انسة ميلر, عشت عمرا طويلا ومررت بأمور كثيرة في الحياة, لم يعد ينقصني شيء,ألا توافقيني الراي؟"
_"حسنا, انه تفكير ممتع سيدي."
ابتسم إبتسامة ناعمة.
_"نعم, إنه حقا ,بابلو سيقلك الى سان خوزيه."
كانت في طريقها الى غرفتها حين التقتليندا, والتي بدلت ثياب المسبح بثوب حريري ضيق, ابتسمت إبتسامة تنم عن عدم الرضى وقالت
_"مستقبلا تستعملين سلالم الخدم يوم عطلتك."
إبتسمت آردن وقالت
_"مستقبلا , بإمكانك الذهاب مباشرة الى المكان الذي لا رجعة منه."
كان ذلك ,كما ظنت , الافضل لليندا للخروج.
فكرت بالذهاب الى نفس الفندق السابق, ولكن الفندق بالغ التكلفة ومدخراتها محدودة, لن تبقى طويلا, ولكن ليس من المنطقي ان تهدر المال ايضا, فسألت بابلو ان يدلها على فندق.
_"مكان نظيف ورخيص."
نظر اليها عبر مرآة السيارة وعيناه مليئتان بالاسئلة من دون ان يسأل.
_"بالطبع سيدتي, بإمكاني ان اوصلك الى مثل هذا المكان."
الفندق الذي اخذها اليه كان نظيفا ورخيصا وكان ايضا يبعث على الإحباط, ولكنه كان يفي بالغرض.
ذهبت الى مكاتب الشركة دون ان تعلم احدا مسبقا املة بأن يكون عنصر المفاجئة لمصلحتها. ولكن الشخص الذي تفاجأ كان جولي سكوير.
قالت لحظة رؤيتها ل آردن
_"السيد ليثغو لن يحضر اليوم , ماذا حصل لك اختفيت فجأة؟"
_"حسنا وها انا عدت الآن, متى سيكون ليثغو هنا غدا؟اود مقابلته باكرا قدر المستطاع."
في الصباح التالي كان ليثغو الضخم متجهم الوجه.
("ليس لدي اي فكرة عن مبتغاك من هذه الزيارة انسة ميلر,اريد ان اؤكد لك......"
قالت بهدوء
_" انت مدين لي."
شحب لونه مما اسعدها وانتظرت لحظة قبل ان تكمل كلامها
_"انت مدين لي سيد ليغو, اما ان تعطيني ما اريد او اسبب لك فضيحة تتمنى بعدها لو انك لم تولد."
بدأت جبهته بالتصبب عرقا
_"لن تستطيعي الإفلات بفعلتك.."
_"اريد تعويضي ورسالة توصية وتعريف بخبرتي....." القى بجسده على كنبة
_"ماذا؟"
_"وبطاقة سفر الى بلدي, واريدهم حالا."
قال
_" بالطبع, "
وظهر الإرتياح على وجهه .
جلست آردن على الكرسي قبالته وراقبته وهو يمسك بالهاتف ويملي طلباتها لجولي. الرجال امثال ليثغو يتوقعون السيطرة على النساء , يقتنصون الفرص مع النساء الضعيفات ولكن ان كانت المرأة غير مطيعة وقوية وقاومت سبيل حقوقه يشعرون بالضياع.
_"لقد قمت بكل الترتيبات آنسة ميلر."
نظرت إليه , كان يبتسم بإرتياح , وتابع
_" اردت رسالة تعريف وبطاقة سفر وتعويضا.
_"نعم, كل ما كان يجب ان تعطيني اياه قبل ان تذهب برحلتك منذ عدة اسابيع سيد ليثغو, أليس هذا صحيحا؟"
_"اؤكد لك, ظننت بأن كل هذه الامور سويت قبل رحيلي, ولكن...... "
مد يديه الاثنتين
_"آسف للخطأ."
قالت
_"حسنا, لنتأكد بأن ما من اخطأ هذه المرة."
_"انسة سكوير تعد بطاقة الان وستنالين رسالة التعريف خلال نصف ساعة, اما الشيك المصرفي فسيأخذ وقتا , يجب ان تأتي الموافقةة من مكتب نيويورك, اليوم يوم عطلة في اميركا, ربما سيتم الآمر بحلول يوم الخميس."
هذا يعني أنها ستبقى في كوستاريكا عدة ايام اخرى, ارادت الرحيل قريبا والعودة الى حياتها الطبيعية .
_"سأطلب من الآنسة سكوير ان تتصل بك حال حصولنها على الموافقة."
مرت الأيام , كانت جولي تقدم الأعذار كل مرة على التأخير, فاض بآردن الوضع فأتصلت طالبة السيد ليثغو ذات يوم قائلة للسكرتيرة ,
_"اخبريه بأن لديه خيار , إما ان يكلمني الان , او سيكلم المحامي لاحقا."
اخذ ليثغو المكالمة فورا وقال بلهجة مهذبة ومعتذرة
_"آنسة ميلر, اعلم بأنك صبرت......."
_" اكثر من الصبر , وكان ردك على وضعي إهدار المزيد من ةقتي."
_" لا, لم افعل, لم تصلنا الموافقة من نيويورك بعد, و......ارجوك الا تتسرعي."
_"اتسرع؟إنتظاري هذه الايام للمال الذي تدينون لي به يعتبر تسرع!"
_"اعلم..... وسوف اهتم بالامر على الفور , سوف ارسله لك خلال ساعة."
انقطع الإتصال, حسنا سوي الامر, استلزم الأمر عرض للعضلات, تريد مغادرة هذه المدينة وان تضع كل كا حصل معها خلفها, جلست عند السرير ووضعت رأسها بين يديها . ارادت ان لا تفكر بكونور وكل الاوقات التي جعلها تبدو وكأنها غبية.
سمعت طرقا على الباب . وقفت وزفرت زفرة إرتياح, لا بد وان ليثغو قد ارسل لها الشيك المصرفي مع مرسل خاص , اسرعت مبتسمة نحو الباب وفتحته.
كونور! كان كونور واقفا عند الباب وليس مرسال بزي رسمي.
_"مرحبا آردن."
حدقت به مندهشة,
_"كونور؟"
إلبتلعت ريقها
_"ما.....ما...."
_"لدينا امور لنناقشها آردن, ويجب ان نناقشها على إنفراد."
على انفراد؟بهذه الغرفة الضيقة وبوجود سرير يبتلع نصف المسافة.
_"ما الامر آردن؟هل انت مهتمة لفكرة وجود رجل في غرفتك؟"
قالت ببرود
_"ماذا تفعل هنا؟"
_"اخبرتك , يجب ان نتكلم."
_"كيف وجدتني؟ بالطبع بابلو اخبرك؟."
_"نعم ,بالكاد يكون هذا المكان ملائماً لما تعودت عليه."
كان يجب ان تضع حداً لكلامه
_"لن امكث طويلاً هنا."
_"لا, لا, انا متأكد من ذلك"
_"إما ان تقول ما الذي اتى بك او ترحل."
مر كونور من امامها وقال
_"لن امكث طويلا ,مررت بأسبوع صعب , لننهي الامر الان."
نعم, هذا ما تصورته آردن, بينما كانت تغلق الباب لا بد وان اسبوعه كان حافلا حيث ان عينيه كانتا متعبتين."
("اطلعني عن الآمر, ماذا هناك؟"
لم يجب, عوضا عن ذلك تقدم نحو وسط الغرفة ونظر حوله
_"كيف هبط مستواك يا حبيبتي؟"
وهو ينظر حوله
_" الهذا السبب اتيت, لتهينني؟"
استدار نحوها وقال
_"فيلكس مات."
نظرت اليه بدهشة
_"ماذا؟"
_"منذ ثلاثة ايام, بينما كان نائما."
_"كونور , انا اسفة , انا....."
_"آه."
وبدت عضلات وجهه متشنجة
_"انا متأكد من شعورك."
اخذت منديلا من جيبها ومسحت عينيها
_"قال لي بأنه متعب, كلانا.....كلانا تكلم عن ذلك قبل ان اترك المزرعة."
_"هل فعلتما, وعن ماذا ايضا تكلمتما آردن."
("لست ادري....لا اذكر."
وضع يديه على وركيه
_"حاولي التذكر."
نظرت اليه, كان الغضب يتطاير من عينيه, لا لم يكن الغضب بل الثورة.
_"هل تكلم عن بداية جديدة؟"
_"نعم شيء من هذا القبيل."
_"وبماذا اجبت؟"
_"قلت, قلت امل بأن يكون على صواب, وبأني اؤمن بالبدايات الجديدة ايضا و......"
_"تبا لك."
امسك بها بقوة وقال
_"الان عرفت لماذا غير وصيته, وكيف اقنعت ليتز وتوماس."
_"انزل يديك عني. ما علاقة الطباخ ومزارع الحديقة بذلك؟ بماذا تتهمني؟"
_"لقد شهدا على وصيته المكتوبة بخط يده بعد ساعة من مغادرتك الـ كورازون"
_"وما علاقتي بذلك؟"
ابتسم بسخرية وقال
_"الان تلعبين لعبة الغباء."
_"اسمع كونور ,إما ان تقول ما عندك او تخرج حالا."
_"الوصية قصيرة وجميلة , الى آردن ميلر, اترك ممتلكاتي الحبية وهكذا سيكون لدينا جميعا بداية سعيدة."
استندت آردن الى كرسي
_"لا اصدقك."
_"اترك لك ال قصر كل شيء يا حبيبتي, المنزل , الأرض, الماشية والاغنام, كل ذلك وحتى اغراض المطبخ."
قالت هامسة
_"لا,لا يمكن ان يكون......"
_"تعني ان ما كان عليه ان يفعل, ولكنه فعل وإن فكرت للحظة سأسمح لك بأن....."
_"لست كذلك, ما عنيته لم اكن اتوقع........"
_"وكل ما ظننته بك كان صحيحا, اليس كذلك؟ لعبت دورك جيدا الىان نلت ثقته و...."
_"كفى كونور. انت لا تدري ما تقول, اريد ان اخبرك بأني لم....."
_"لن تأخذي الـ كورازون, وانا هنا لأمنعك."
_"للمرة الاخير استمع الي قبل ان تجعل من نفسك سخرية, لم اطلب من فيلكس شيئا , ولن اقبل...."
قرع الباب فهرعت اليه وفتحته
_"ماذا هناك."
كان هناك صبيا يحمل ظرفا كبيرا.
_"اسف سيدتي لازعاجك لكن السيد ليثغو قال لي بان اوصله لك بالحال."
انتزعت الظرف من الث=صبي وفتحته, تجمدت في مكانها, هاهيالمستندات التي انتظرتها طويلا , للحظات خلت كانت تعني لها الكثير, اما الان لا شيء, ليس اكثر من دخلاء . اغلقت الباب واسندت راسها على الباب واخذت نفسا عميقا, واخيرا وفى ليثغو بوعده, غدا صباحا سيكون بينها وبين كونور مارتينيز الاف الاميال , وبالنسبة للأخبار التي جاء بها, لم تكن تريد شيئا منهم.
بالطبع كونور لن يصدقها مهما قررت القول
_"حسنا ستجد مخرجا قانونيا لذلك, لإعادة الميراث له, اول ما ستفعله حين تصل ديارها هو ان تجد محاميا وتطلب منه......
_"يا الهي كم انت باردة القلب وسيئة."
قالت لنفسها , اهدأئي لا تردي عليه, مهما تفوه بكلمات نابية , فقط أطلبي منه ان يرحل وبعدها......
_"عرفت العديد من النساء , ولكنك اكثرهم طمعا ومكرا."
إستدارت مصممة على عدم التكلم, وفقط بأن تشير اليه بالخروج, فكان كونور يحمل ظرفا ويمد يده نحوها.
_"وقع منك هذا."
نظرت الى الظرف, كان اسم ليثغو عليه, توقف الدم في عروقها , كان محشوا بأوراق نقدية اميركية.
_"كونور , بإمكاني تصور ما تفكر به, ولكنك مخطئ."
قال ضاحكا
_"لا يا حبيبتي , لم اكن مخطئا , وليس بشأنك, "
امسك بمعصمها وجذبها نحوه.
_"كنت اعتقد بأني لم اكن بغاية اللطف معك, المرة السابقة حيث ان النساء امثالكلا ينلن ما يستحققنه."
_"انت مخطئ, بل النساء امثالي ينلن ما يستحققنه, ولهذا سأخذ كل ما اعطاني اياه عمك."
سجبت يديها من بين يديه واستدلرت كي لا يرى دموعها. وبسرعة اغلقت حقيبة الملابس المفتوحة على الكرسي.
سأل كونور بينما كانت تتجه نحو الباب
_"الى اين انت ذاهبة؟"
_"الى المزرعة,الـ كورازون لي الان."
_"تستبقين الامور يا سيدة , وصية فيلكس لم تمر بعد عبر الاطر القنونية."
_"ماا تقترح اذا؟ هل نبحث عن قاض ونسأله بأن كان يظن ان السيد فيلكس روميرو يرغب حقا بأن تعيش وريثته في فندق نتن بينما ابن اخيه الذي يمقته يقيم في المنزل الذي تركه لها ,اني متأكدة ان الصحف ستهب لتلقف هذه القصة."
_"الـ كورازون لي,ان كنت تظنين بأني سأدعك هناك تمكثين لأكثر من عشر دقائق دون ان تكوني تحت مراقبتي ....."
_"إنه منزل كبير ,وانا إمرأة كريمة,بإمكانك البقاء في غرفتك القديمة كونور.....فقط إبتعد عن طريقي."
خرجت من الغرفة ولحق بها كونور.
كانت الحقيبة ثقيلة, ولكن لشدة غضبها اكسبتها قوة ولكن حين وصلت الى مكتب الاستقبال احست بثقلها وكأنها تحمل حقيبة مليئة بالحجارة.
كان مدير الفندق يقف هناك فنظر الى آردن ثم الى كونور,
_"مساء الخير سيدتي."
_"مساء الخير,اريد ان اسدد حسابي ,سأرحل ,تفضل المفتاح."
_"بالطبع ,اتريدين .........اتريدين مساعدة سيدتي؟ "
ثم اضاف
_"امهليني لحظة سأطلب صبيا ليساعدك."
قال كونور
_"انها تسيطر على الوضع جيدا."
_"سيدتي هل استدعي صبيا؟"
قال كونور
_"لو فكرت مليا , السيدة بحاجة كما اظن لكل المساعدة الممكنة ."
كانت آردن تعلم ان كلماته تحمل معان اخرى, كان صراعا عميقا ,ومع ذلك وجدت نفسها في خضم المواجهة.
_"شكرا يا سيد, ما من داع استطيع تدبر امر بنفسي."
اخذت نفسا عميقا وامسكت الحقيبة وتوجهت نحو الباب , وضعت الحقيبة على الارض ومررت يدها على جبينها .
_"هل تأقلمت مع الطقس؟"
_"هل تتكلم معي؟"
_"بالطبع لا ارى احد غيرك هنا."
_"حسنا,اذا شكرا جزيلا لأهتمامك بصحتي, ولكن اؤكد لك........"
ايعني هذا نعم؟"
قالت ببرود
_"انه اقرب الى (هذا ليس من شأنك)"
_"فهمت , في هذه الحالة لن ازعج نفسي ان رافقتني ام لا."
ومشى مبتعدا نحو الشارع بخطوات واسعة.
_"هاي....هاي الى اين تذهب؟"
_"الى السيارة."
_"الن يأتي لإصطحابنا؟"
_"بالتأكيد....ان رغبت بالإنتظار حتى عودته من زيارة امه على الحدود."
راقبته وهو يمشي مبتعدا ثم مدت يدها وحملت حقيبتها وتبعته منحنية الراس.
_"ايتها الطفلة الغبية,."
نظرت اليه مندهشة فأنتزع الحقيبة من يدها وسارت بجانبه
_" تقومين بأي شيء كي تضايقيني؟"
_"اضايقك ؟هل انت معتوه؟ ما علاقة ذلك بحملي لحقيبتي؟"
_"اي شيء."
_"لا ارى العلاقة....."
_"لا ترين؟"
_"لا,لا,انا....."
_"انت في طريقك الى الـ كورازون, وليس بدعوة مني ,ولكن لانك اقنعت بكريقة ما عمي."
_"لم افعل شيئا من هذا القبيل ولن اسمح لك بهذا القول....."
_"لا اريدك هناك, ولا حتى في نفس الكوكب حيث اكون."
قالت بإبتسامة
_"هل ليندا متشوقة لصحبتي مثلك؟"
_"ليندا اصحطبت حزنها الى ميامي بعد الجنازة."
_"انت تعني بأننا سنكون وحدنا هناك؟"
نظر كونور اليها نظرة شرسة
_" يا للفكرة الرومنسية؟انت وانا وحقيبتك التعيسة, بطريقنا اثناء الغروب في سيارتي..."
قالت آردن ببرودة.
_"انت تعني سيارتي."
نظر اليها بإستخفاف
_"ماذا؟"
_"الكاديلاك من ممتلكات الـ كورازونمما يجعلها من حقي , ولم اطلب منك ان تحملحقيبتي, ولن افعل حتة ولو....."
سألته حين رأته يرمي بحقيبتها داخل عربة مغبرة ومزرية
_"ماذا تفعل؟"
_"افتح الباب لصاحبة الملايين, استعد لأن ادفع بها او بحقيبتها الى المقعد الخلفي...... وهذا يعتمد على مدى قوة اعصابي والسيطرة على مزاجي في الخمس دقائق القادمة."
_"ولكن ....هذه ليست الكاديلاك؟"
_"إستنتاج ينم عن ذكاء."
_"إنها سيارة جيب قديمة!"
_"إنها مثل عربة الخيل."
_"لا اهتم حتى ولو كانت قارب بمجذاف. في هذا الشيء معك."
_"آه اعتذاري سيدتي, اعلم ان سيارتي المتواضعة لا تناسب مستواك."
فتح الباب وقال
_"اعلم بأن الامر سيكون محرجا, جلوسك في هذه السيارة عوضا عن الكاديلاك, ولكن صديقيني, ما من احد في المزرعة سيهتم, ولكن بالطبع ان كنت تفضلين المشي يمكنك ذلك."
دخلت آردن السيارة فأغلق كونور الباب عندها,
_"تفكير سليم"
وانطلقت السيارة بهما.
وصلا المزرعة بعد الغروب كانت اردن على احر من الجمر لتخرج من السيارة لكنها لم تفعل اخذت تحدق بالمنزل،ماذا افعل هنا؟
ترك ال كورازون لها ولكن,,,فتح كونور الباب وخرج قائلا:
-اين تريدين ان اضع حقائبك؟
نظرت اليه من دون ان تستوعب كلامه:
-اتريدينها في نفس الغرفة السابقة؟
ان كنت تنتظرين حفل استقبال سيخيب املك على الأقل انظري الى الناحية الأيجابية آردن فالشرطة ليست هنا لأعتقالك.
صرخت قائلة:
-ماذا؟
-...قلت على الأاقل رئيس الأمن.
-اعرف معنى الكلمة كونور مااود توضيحه هو ماذا تعنيبهذه الأشارة؟
-عنيت ماقلت انت محظوظةلأنك لم تعتقلي بسبب الخداع.
-خداع؟
-او مايمكن القول عن خداع رجل عجوزان يوقع بالتازل عن ممتلكاته لممثللة مخادعة اغوته.
كزت آردن على اسنانها غيظا لاعجب كيف تنازل فيلكس عن ممتلكاته لها فتحت باب السيارةووطأت الأرض
-غرفتي القديمة لابأس بها
ثم تابعت حين دار حول السيارة ليفتح الصندوق
-بالنسبة لللوجبات...
-لااستطيع سماعك
-قلت سنضع جدولا للوجبات كي لانلتقي سويا في نفس الوقت
-حقاسنفعل؟
ووضع الحقيبة على الأرض
سأتناول الأفطار صباحاووجبة الغداء ظهراوالعشاء عند السادسة سناكل بعدها بساعة بهذه الطريقة قال محتدا:
-لست بوضع يسمح باعطاء الأوامر.
_"لم اكن أصدر الأوامر, كنت اقترح ترتيبا عمليا كي لا نزعج بعضنا البعض."
_"ان كان هناك أي برنامج سيوضع, انا من سيضعه, المنزل لي...... ام انك نسيت؟"
رفعت راسها مدافعة
_"بالنسبة لوصية فيلكس.....|
_"بالنسبة لوصيته المزرعة ملكي, إنها فقط ثروة غضب حين كتبها لك.."
_"ليس كذلك انها مرفقة بالوصية وهذا ما يجعلها شرعية."
_"ليست إذا كان الشخص الذي قام بذلك لا يعلم او يدري ما يفعل."
بدت مستأة فقالت
_"رويدك كونور, انت تعلم جيدا ! أتقول بأن فليكس كان يهذي؟ الكل يعلم عكس ذلك, او اني اجريت له غسيل دماغ حتى يترك لي ممتلكاته؟ لا تكن سخيفا."
_"مهما فعلت نجح الامر."
_"لم يخطر ببالك بأن فيلكس ربما ترك لي كورازون لأتنه احبني؟"
_"اراهن على ذلك..."
_"هذا مقرف, انه رجل عجوز...."
_"صحيح , ولكن ليس لدرجة ان لا يقدر إمرأة مثلك."
_"أتعلم شيئا كونور؟ كلما إزددت في إهانتي ...."
_"هل هذا ما افعله؟ كنت أظن بأني أمدحك.|"
_"ولا اقدلار سخريتك."
_"ليست سخرية, حبيبتي."
_"تبا , لا تناديني بهذه الصفة."
_"ما من رجل سوي يستطيع مقاومتك."
_"كونور......"
_"حتى انا, أغويت إدغار العجوز والعم فيلكس, لعلمك كان بإمكانك إغوائي بسهولة وأتنازل عن ال كورازون لك, وأوفر عليك اشهرا من المعارك القانونية."
_"ال كورازون لي الان."
إبتسم كونور وقال
_"ربما."
_"لا يوجد ربما في هذا الامر."
_"اقترح, ربما هناك إحتمالات لم تحسبي لها حسابا."
_"ماذا تعني؟"
_"القانون سيأخذ مجراه, في كوستاريكا كما في امريكا هناك طرق نستطيع إستغلالها."
تقدم منها محاولا التقرب اليها فقالت
_"توقف."
_"اهذا حقا ما تريدين ان افعل, ."
الكلمات كانت بسيطة ولكن لماذا تشعر بأنها مقطوعة الأنفاس؟
_"انتِ جميلة, جميلة جدا."
انحنى وقبلها بسرعة.
_"ماذا تحاول ان تفعل كونور؟إغوائي......او تجريدي من حقي بهذه المزرعة؟"
_"هذا يعتمد على مدى تجاوبك معي."
_"انت لا تسمع جيدا, قلت لك, كلما إزددت إهانة لي كلما زاد تصميمي."
_"إفعلي ما يحلو لك."
نظر اليها نظرة قاسية وتايع بنبرة حازمة
_"ولكن لن تنالي هذه المزرعة."
_"وهل خطر ببالك بأني ربما لا اكون ارغب بها؟"
_"بالطبع خطر ببالي, تماما كما يمكن ان يكون القمر مصنوعا من الجبنة الخضراء."
_"سيكون جميلا لو كان كذلك , وحينها سأراه مثلك , سأنظر الى السماء كل ليلة واحلم بقضمة تماما كما تحلم انت بالمزرعة"
استدارت وحملت حقيبتها ثم صعدت الى غرفتها وهي تشعر برجفة تنتاب كل انحاء جسمها.
لم تكن ترغب ب ال كورازون , ولكنها ستكون بلهاء ان تركت كونور مارتينز يسلبها إياها.
لم تنم جيدا, وعند الفجر سمعت صوتا في المزرعة, أيقظها, نهضت متعبة وبداخلها رغبة جامحة بأن تحزم امرها وترحل, ولكن من حقها ان تكون هنا, وكونور هو المتطفل, كونور لم يتوقف عن إزعاجها, لديه رغبة جامحة لتشويش أفكارها حين يكون موجودا معها.
لن تواجه اليوم اي مشكلة ,بالتاكيد الوقت مبكر جدا ولديها متسع من الوقت للتوقف في المطبخ وتناول اي شيء وشرب القهوة التي تعدها إينز, حيت إينز آردن بإبتسامة عريضة
_"صباح الخير "
وأعربت عن سعادتها لرؤية السيدة ثانية في ال كورازون .
سرت آردن لوجود شخص ما هنا سعيد بوجودها . شربت القهوة ,أخذت البعض من العصير والحلىوى ووضعتها في حقيبتها.
الصباح كان هادئاً ولطيفاً كالأيام السابقة,
توقفت عند الباب واخذت نفساً عميقاً سارت على العشب الندي وهي تفكر, فليكس كان مستعداً للبداية الجديدة , ولكن هل هي مستعدة؟ لو كان كونور......
لو كان كونور ماذا ؟ لا يمكنها ان تكوّن فكرة . لا يهم ان كان يريدها هنا ام لا , المزرعة لها الآن, كلها, من المنزل الى الحقول التي تمتد حتى الآفق.
سمعت صوت صهيل حصان, التفتت فرأت مهراً وحصان يقفان متلاصقان.
قالت وهي تقترب منهما
_"صباح الخير , "
مدت يدها الى جبيبها واخرجت مكعبات سكر كانت قد أخذتها من المطبخ ووضعتها في فم المهر قائلة
_"هل ستتذكرني في المرة المقبلة حين نتقابل؟"
هز الحصان رأسه, همست قائلة
_"مهر مطيع."
وتابعت طريقها نحو الإسطبل.
اليوم صممت على ان ترى المزرعة بأكملها من اولها الى اخرها وستقوم بذلك على صهوة جواد,هذه الجولة ستجيب على الكثير من تساؤلها حول المزرعة,عليها ان تستكشف بنفسها بنفسها لأنها تفضل ان تموت على ان تسأل كونور عنها, وكذلك, هي هذه النزهة ستبعدها عن المنزل وعن كونور, بالنسبة للغد, ستفكر بالغد غداً.
أصدر باب الإستطبل قرقعة حين فتحته وامتلأ أنفها برائحة القش والخيول حين ارتد الباب خلفها وأقفل.
أخذت تسير بين حواجز الجياد , تربت على رأسها وتوزع قطع السكر عليها.
سمعت الباب يفتح ثانية ثم يغلق, إستدارت ويدها على قلبها.
_"اتيت لتفقد الميراث ؟"
كان صوت كونور متحديا, كل شيء لديه يحمل طابع التحدي, بدأ قلبها يخفق بسرعة, كان يرتدي ثيابا مثلها, سروال جينز وقميص قطني, كتفاه بدت عريضة وكتفاه بارزة.
("او انك هنا لتكوني فكرة عامة ؟"
إشتعل وجهها غضبا ونظرت اليه نظرة باردة , قالت
_" لا دخل لك بما افعل كونور."
_"أهكذا تشكرينني آردن؟"
_"أشكرك؟"
ووضعت يديها على وركيها.
_"على ماذا؟ لملاحقتك لي كظلي؟"
_"كنت في الطرف الآخر للإسطبل, اهتم بالماكر وأسيسه."
إبتسمت آردن متعجبة
_"الماكر! بالطبع وبماذا يسمي السيد مارتينيز حصانه غير ذلك؟"
_"كنت اهتم به زنظرت فرأيتك تحاولين رشوة أحد افضل المهور بالسكر"
_" لا تكن سخيفا , كنت ببساطة....."
_"وظننت , اليس هذا لطيفا, السيدة تذهب الى الإسطبل لتعد الرؤوس, ولماذا لا انضم اليها لمساعدتها؟"
_"ليس هذا هو الواقع."
_"كان بإمكانك سؤالي عن المخزون, كنت مستعدا لأي شيء."
ادارت ظهرها له وسارت
_" نعم , اني متأكدة من ذلك."
ضحك وقال
_"هل اتلمس في هذا الصوت الناعم حنقا؟ عليك السيطرة على طبعك, حبيبتي, هذا لا يلائم وضعك."
_"إسمع ,إن اردت نصيحة......"
وقفت الكلمات في حلقها, كان يقف خلفها اكثر مما تتوقع, استدارت وكان وجهها قريبا من وجهه, احست بالأرض تميد تحتها, اخذت نفسا وقالت
_" كنت تريد إخباري عن الجياد."
كان صوتها باردا كالشتاء.
_"نعم."
وابتعد عنها
_" نحن نربي خيولا عربية, وغربية, ولكن العربية هي الافضل في هذا الطقس وهكذا نحن......"
_"نحن ؟اتعني فليكس؟"
_"اعني بالتحديد ما اقول , لقد انفقت مالاً ووقتاً في ال مورازون آردن.....الكثير منهما."
_"وستحاول جهدك لتستعيدها؟"
_"عليكِ الإنتباه الى الفاظك"
_"طبع والفاظ....."
قال وهو يهز راسه
_"لست ادري حبيبتي, عليكِ تدريب نفسك."
_"لا انوي تدريب نفسي."
_"لست ادري ان كان المجتمع المخملي سيتخذها ماخذا عليكِ, اعني على كل حال انتِ غريبة ولكن....."
_"اكره طريقة كلامك."
_"لماذا؟"
تقدم منها مبتسماً
_"انها الحقيقة اليس كذلك؟"
_"نعم, ولكنك جعلتها تبدو وكأن علي الإعتذار لكوني من اميركا الشمالية."
_"وهل طلبت منكِ الاعتذار؟"
_"لا اقصد بهذه الطريقة , وانت تعلم , قصدت.....لماذا تشعر بالسعادة حين تستهزأ بي؟"
_"اهذا هو شعورك؟"
_"تظن بأن هناك ما أخفيه منذ البداية, وانا ارفض ذلك."
نظر كونور اليها مطولا ثم ابتسم وقال
_"ربما انتِ على صواب."
استدار وبدأ يسير ببطء
_"كما قلت لكِ معظم الجياد عربية وعددها ثمانية, اربعة وعشرون مهراً وستة صغار."
تبعته آردن مصغية, وهي تفكر عن سبب تفسيره لها بكل هذه الآمور , هل هو يحب الجياد ويحب حقاً المزرعة.
استدار ليواجهها .
_"ان كنت اضجرك قولي لي."
قالت بسرعة
_"لا, لا, انا لا اعلم شيئاً عن الجياد فقط قيادتها."
_"إمتطاء الخيل هنا ضروري في المزرعة, ولكن أظن بأن طريقة حياتك لا تستوجب ذلك."
_" لا افترض بأنك تظن بأني احب امتطاء الخيل ."
_"انتِ على حق. لم افترض."
_"اكره ان اخيب ظنك, ولكني فعلت."
_"وما الذي تحبين في ذلك؟الناس الذين ستقابلينهم؟حفلات الصيد؟ مهلاً آردن انا هنا , تذكري, واعلم حقيقتك جيداً."
_طلو كنت تعلم شيئاً عني لعلمت بأنني اكره الحفلات....."
_"لماذا؟ الا يدفع الرجال الذين يدفعون لدروسك الخاصة ثمن فساتين السهرة التي تحتاجينها؟"
_"ادفع ثمن دروسي بنفسي."
_"لماذا؟"
_"ماذا تعني بلماذا؟ لأنني احب إمتطاء الخيل ,لهذا السبب, لأن إمتطاء الخيل يحررني وانطلق الى الغابات الهادئة حيث لا ينظر الي احد ويحكم علي, لأني احيانا اتعب من رؤية امي تخدم الناس....."
_"ليست طريقة مريحة ومناسبة للتربية."
_"لم تكن, ولكن حين انظر خلفي اجدها كذلك.... امي تعبت كثيراً من اجلي.... ولكي تحصل على اي شيء..... وكذلك انا."
_"وكم عملت بجهد من اجل المال الذي ارسله لكِ ليثغو ذلك الليوم في الفندق؟"
_طكم تحب الإستنتجات."
استدارت بسرعة, فأمسك بيدها
_"إنه ليس سؤالاً صعباً آردن, بالتأكيد يمكنك الإجابة عليه, كم من الجهد بذلتِ لتناليه؟"
_"كان هذا تعويضي, ليثغو غادر المدينة قبل ان يأمر مكتبه بإعطائي مستحقاتي , ولهذا السبب اتيت للعمل هنا عند فليكس, وحين عدت لمواجهته تعهد بأن يدفع كل شيء."
_"ولهذا ارسل لكِ ظرفاً مليئاً بالنقود, تباً عليكِ حبيبتي, يمكنك إختراع كذبة او قصة افضل من ذلك."
_"إنها الحقيقة , كنت غاضبة لأن الشيك المصرفي لم يصل, وأظن بأنه دفع المال من جيبه, "
زفرت زفرة طويلة وقالت
_" ولكني لا ادين لك بالتفسير كونور."
_"انتِ على حق. كنت اخبرك عن الخيول, ربما سنزيد عددها , ولكن لسؤ الحظ هناك جواد يثير مشكلة مؤخرا و......"
_"وانت تعاقبه على ذلك؟"
_"ليس لدينا خيار(الماكر) نصف مجنون برائحة إحدى المهور , وكل ما يمكنه فعله هو الإحاطة بها, اصبح خطراً على نفسه وعلى الاخرين."
_"الا يمكنك حل هذه المشكلة بأن تدعه وشأنه....."
_"بأن أدعه يؤذيها؟ حاولت ذلك ولكنها رفضته, إنه حصان جامح وغير مدرب, وقريباً سيصبح خطراً."
_"حسناً وماذا برأيك عليك ان تفعله؟"
_"توقعت منكِ ان تقولي ما يمكن فعله. اعني بما انكِ تدعين بأن لكِ حق في المزرعة...."
_"أظن ان لي حق بالمزرعة."
_"ولهذا اتيتِ متسللة الى الإسطبل لتتفقدي الاشياء اول بأول؟"
_"قلت لك اتيت لأنتقي حصان وأذهب بجولة."
_"آه, ظننتِ بإمكانك ضرب عصفورين بحجر واحد."
رفعت آردن حاجبيها بإستياء وقالت
_"نحن لا نملك شيئاً."
_"كنت احاول ان اكون مهذباً, ولكنك على حق , من الأفضل ان نكون صادقين, انا امتلكها كلها."
_"احلم كما تشاء.ان كان هذا يسعدك."
_"لن تكون المزرعة لأحد غيري."
_"ولكن بالعودة الى وصية عمك..."
_"انصحك ان تتذكري بأن ما من شيء سيتغير في هذه المزرعة اثناء وجود الوصية قيد الدرس, للسنوات الخمس الماضية انا كنت اتخذ القرارات هنا."
_"نعم , اراهن على ذلك."
_"هل هناك معني آخر وأعمق لملاحظتك؟"
_"فليكس اخبرني كم كنت مصمما على عزله والسيطرة على الآمر مكانه."
_"وهل فعل حقاً."
_"فليكس كان عجوزاً , ولكنه لم يكن غبياً, كان يعلم بنواياك...."
_"وانتِ ساعدته ليجد سبيلاً لإبعادي عن الحصول عليها, كم كنتِ سخية آردن."
_"ان كنت تشير الى اني اقترحت بأن يترك المزرعة لي......"
_"لا , اظن ان المحكمة اصدرت هذا القرار."
_"هذا سخيف !لقد اخبرتك فليكس وانا لم نناقش امر ال كورازون او ما يمكن ان يفعل بشأنها."
_"لا؟"
_"لا."
_"ولكنكِ ذكرت ذلك الآن."
_"امسح هذه النظرة الساخرة عن وجهك, كونور, فليكس اخبرني بأنك تريد اخذ المزرعة منه, فقط, هذه هي القصة."
_"هل خطر ببالك يوماً ان تسأليني عن مخططاتي لها بدلاً من تصديق قصة فليكس؟"
_"اتعني بأنه كان يكذب؟"
_"انا لا اقول شيئاً."
تقدم نحوها وأمسك بها
_"ستدفعينني الى خساسة اكبر ان لم تكوني حذرة."
_"ابتعد عن طريقي كونور."
_"الى اين انتِ ذاهبة؟"
_"هذا ليس من شأنك."
_"إنه من شأني ان كنتِ تنوين العبث في إسطبلاتي."
ضحكت آردن
_"انا لا اصدقك! اننا نحاول ان نعرف ملكية من هذه وما زلت تحاول ........"
_"ال كورازون مازال ملكي وخاصتي, وهذا يعطيني تسعة من عشرة قانونياً."
_" لا يمكنك إمتلاك ما ليس لك."
سحب يده من جيبي بنطاله , فأرتعبت وتراجعت الى ان صدمت بالحائط.
_"هل اثبت إمتلاكي لكِ آردن؟"
_"كنت اعلم, حين تخفق بالجدال , تحاول الإغواء....."
_"إغواء؟ أهذا ما تسمينه؟"
_"وما تسميه انت؟"
_"انا متأكد بأننا سنجد له تسمية ان حاولنا اكثر."
_"توقف , انا لست بمزاج ل......"
قال بنعومة
_" انتِ بمزاج كامل منذ اليوم الاول."
امسك بكتفيها
_" ايها الحقير, انت لا......."
قبلها ولكنها تمنعت فتراجع . قالت ببرود
_"دعني."
_"احقاً لا تريدين ان افعل ذلك؟"
_"ليس لديك اي فكرة عما اريد او لا اريد."
_"اتظنين ذلك؟"
_"لا, تظن.... انت متأكد بأني..... "
وفجأة انهمرت دموعها كانت تكره ان يرى ضعفها. نظر اليها كونور مستغرباً
_"لماذا تبكين؟"
_"انا لا ابكي! انا لا ابكي ابداً."
مد يده ومسح خدها قائلاً
_" وما تسمين هذا.إذاً؟"
_"غباء"
وأنهمرت الدموع بغزارة , أغمضت عينيها وتابعت
_" حسناً كونور افعل ما يحلو لك, ولكن اعدك بأت لا ترى دموعي بعد الآن ."
قال بصوت قوي
_"يا للهول."
وأمسك بوجهها بين كفيه ورفعه نحوه
_"لم أقصد ان أبكيكِ , اردت ان..... "
ونظر الى فمها , قال هامساً.
_" اردت ان اقبلك."
وانحنى ليقبلها.
هناك الف سبب لترفضه, والف سبب اخر لتضرب صدره وتحرر نفسها من بين يديه المحيطة بها. ولكنها لم تفعل . هناك شعلة قوية اشتعلت في داخلها فمدت يدها وطوقت عنق كونور.
قالت
_"كونور..."
وكأن الجواب لما يحصل لها كان كلمة كونور.
فجأة سمعت صوت حوافر ففتحت عينيها وصرخت حين رأت حصاناً ضخماً قادماً نحوهما . هب كونور لمشك لجام الحيوان فرفع الحصان قوائمه في الهواء ولمعت حوافره.
صرخت
_"كونور......"
فدفعها خلفه , ارتطم رأسها بالحائط وغابت عن الوعي.
الفصل التاسع
***********
لم تغب آردن يوماً عن الوعي وما تعرفه عن هذه الاشياء كان قد قرأت عنه او رأته بالأفلام, ولكن الحخيال غير الواقع.
للحظة كانت سابحة في عالم الظلام ولأخرى كانت تحاول تخطي ذلك البحر لترى انوارا كالظلال وتسمع إسمها يتردد بإستمرار.
جفونها كانت ثقيلة ولكنها حاولت فتحها وحاولت تحديد بصرها نحو وجه بينظر اليها ,كان كونور, ولكن كان كما لم تره من قبل , وجهه مشدوداً وعيناه مسودتان بشكل قاتم.
قالت بصوت مرتجف هامس
_"كونور؟"
قال متمتماً
_"لا بأس, انتِ بخير."
هل هي حقاً كذلك, إن رأسها يؤلمها, ولكنها لا تتذكر ما حصل معها تحديداً, كل ما تذكره كان قبلة كونور لها.سألته
_"ماذا.......ماذا حصل؟"
_"إصطدم رأسك بالحائط وأغمي عليكِ."
_"هل حقاً؟ لا اذكر....."
ثم تذكرت الحصان الضخم القادم فجأة , وكونور يدفعها خلفه ويواجه غضب الحيوان الجامح وحيداً.
_"الحصان, الحصان......"
ضمها كونور بشدة اليه متمتماً كلمات تهدئة بالإسبانية ومسح على ظهرها بحنان وكأنها طفل خائف.
_"انتهى الآمر صغيرتي , انتِ بأمان الآن والحصان تم حجزه بأمان الآن."
_"هل انت بخير؟ هل تأذيت؟"
ابتسم وقال
_"لا, لا,انا بخير , أفلت الحصان من يد الصبي الذي كان يعيده الى الحظيرة, ولكنه الآن مكبل ومحجوز بأمان بعيداً."
_"حسناً."
وأغمضت عينيها مجدداً.
أمسك بوجهها فنظرت اليه
_"آردن لا تنهاري ثانية وتغيبي عن الوعي صغيرتي , ارجوكِ."
_" لا أظن ذلك, انا بخير ولست اشعر بدوار او أي شيئ , رأسي يؤلمني بعض الشيء ولكن......."
_"دعيني ارى,نعم هناك تورم ولا يوجد نزيف, ولكني سأتفحص رأسك بشكل أفضل حين نعود الى المنزل."
ساعدها على النهوض وهو يتابع
_" قرصين من الإسبرين وكيس من الثلج سيعمل على مساعدتك في تخفيف الآلم ريثما يأتي الطبيب"
_"لا تكن ثقيل الظل, لست بحاجة الى طبيب.........ماذا تفعل؟"
_"وماذا تريني افعل؟"
قال ذلك وهو يحملها.
_"استطيع السير"
_"بالتأكيد تستطعين."
وسار نحو باب الإسطبل وهو يحملها .فدفعه بكتفه ليفتحه وقال
_"لا اود ان اجازف بأي شيء قبل ان يتم فحصك بتمعن."
_"كونور حقاً ان بخير.لا داع لأن تحملني."
نظر اليها وقال
_" لا اريد."
تلك الكلمة كانت تعرف معناها جيداً.انها اللهجة التي تعني بأنه ممسك بزمام الأمور وعلى الجميع الطاعة.
_"لماذا لا تستمتعين بالرحلة يا صغيرتي؟"
نظرت الى عينيه عن قرب فقال
_" آردن ضعي ذراعيكِ حول عنقي."
كان إقتراحاً بسيطاً, ولكن الحميمة التي حملها بها إزدادت حين طوقته بذراعيها .
_"آردن؟"
فتمسكت به جيداً.
_"فتاة صالحة"
بدأ قلبها يخفق بسرعة . نظر اليها كونور وإبتسم فبدأت خفقات قلبها تتق\طع.
_"لا تقلقي ,ستكونين بخير, لن أسمح بأن يصيبك مكروه."
ولكن شيئاً ما قد أصابها وهو سببه, كونور كان.......كان......
دخل المنزل وصرخ
_"إينز"
هرعت مدبرة المنزل الى الصالة وهي تمسح يديها بمنشفة المطبخ, فأتسعت عيناها حين رأت المشهد أمامها.
_"نحن بحاجة الى قرصين من الإسبرين وكيس من الثلج , وأتصلي بالطبيب , قول له بأن يأتي في الحال."
كانت غرفة آردن باردة , حملها كونور الى السرير ووضعها برفق ورتب الوسادة خلفها.
_"لنلق نظرة على الورم."
أمسك بكتفيها وألقى برأسها على صدره وبدأ يتفحص الورم
_"هل يؤلمك؟"
نعم , إنه يؤلمها قليلاً ولكن وجودها على صدره أبعد الألم نهائياً. استعادت وضعيتها على الوسادة وقال
_" صدقاً ,سأكون بخير."
_"انا متأكد من ذلك, ولكن الطبيب سيعدطي الجواب الرسمي."
_"لا, لا اريد طبيباً كونور, اريد فقط بعض الراحة......"
_"ليس قبل ان يفحصك الطبيب, ديني ارى عينيكِ."
_"عيناي؟"
_"انها احدى الطرق للتأكد من سلامة الدماغ هي بالتحديق بالضوء ومراقبة البؤبؤ."
_"كونور عيناي بخير."
_"ليستا بخير."
_"ولكنهما كذلك, إنهما......."
_"إنهما جميلتان , لا استطيع ان احدد لونهما......"
وراى بريقا في عينيها لم يرى مثله من قبل, وشعر بنفسه يسبح في أعماقهما, لكنه تمالك نفسه وقال
_" حسناً , لماذا لا افتح الستائر قليلاً؟"
_"حسناً."
اغمضت عينيها كي تبعد نظره عنها وأردفت.
_"إنها فكرة جيدة."
_"لا تغمضي عينيكِ! تذكري ما قلته لا اريدك ان تنامي قبل ان يفحصك الطبيب."
_"نعم , ولكن......"
جلس كونور الى جانبها على السرير.
_"هل تشعرين بالنعاس؟ تكلمي معي آردن وأبقي مستيقظة, لا تنامي."
_"اتكلم معك؟عن ماذا؟"
_"لست ادري. عن اي شيء, عن تلك الطفلة التي كانت تتسلل الى الإسطبلات في وقت فراغها ,ماذا كانت تحب, الى جانب الجياد؟"
_"هذا سخيف.انا...."
_"هل كانت تلعب بالدمى ودفاتر الألوان؟ او كانت مثل صبي تأتي الى المنزل وركبتيها وسختان والجروح بادية عليها."
ابتسمت
_"صبيانيية, كانت امي تشتري لي لعبة كل عيد آملة ان اكون طفلة مدللة كما ترغب."
_"ولكن الآمر لم يسر كما شاءت."
_"أوه, لست أفهم لماذا ترغب الفتيات الصغيرات بسكب الشاي في فناجين صغيرة لدميتها بينما تستطيع ان تسرح في الغابات."
_"او تركب الخيل."
_"وهكذا تتخلص من فكرة انها ابنة خادمة."
تلاشت إبتسامتها وقالت
_"لست ادري لماذا اخبرتك ذلك."
_"ربما لأنكِ اردتِ ان أفهمك اكثر."
_"إن كنت تظن بأني أطلب شفقتك......"
_"هل قلت ذلك؟"
_"لا لم تفعل, ولكن....."
_"الأن أفهمك اكثر, اتعلمين نشأت بنفس الطريقة."
إبتسمت آردن بسخرية ,
_"من تحاول ان تخدع كونور؟نشأت في هذا المنزل الكبير......"
_"في هذا المنزل الكبير مع عم يذكرني كل يوم بأنه إستقبلني في بيته واعتنى بي, وإني مدين له بذلك."
_"فليكس؟"
_"لا ألومه الآن , لأنه لا يعلم يئاً عن الأطفال, وهكذا كان في عمر السبعين مع صبي ليرعاه."
_"ولهذا عصيته ,ألهذا عملت على قوارب الموز؟"
_"نوعاً ما, حين بلغت الثامنة عشرة ابلغني بأنه يجب ان اعمل لأعيش فطلب مني ان اعمل هنا في ال كورازون.كان يصدر الآوامر لي اربع وعشرين ساعة في اليوم إضافة الى تحميلي جميل إيوائه لي , في احد الأيام قررت ان اعيش حياتي,فحزمت أغراضي ورحلت."
_"ولكنك عدت."
_"رغماً عني."
_"الى جانب انك تحمل ذكريات سعيدة عن السنين التي أمضيتها هنا."
_"هل تحملين ذكريات سعيدة عن.......ما اسم مدينتك في كوناتكيت؟"
_"غريتنفلد, بالطبع, ما من شيء في الدنيا اسود او ابيض."
_"بالتأكيد, لكني عدت اليه لأنه كان مريضاً, وأردت الوقوف الى جانبه."
_"لقد أخبرني بذلك, "
صمتت ثم تابعت
_"قال بأنك عدت الى المزرعة لتأخذها منه."
_"هل قال ذلك؟ نعم, انها الطريقة التي يفكر بها بأني سأنتقم للطريقة غير العادلة التي عامل بها ابي, لم يكن مخطئاً آردن كان......."
_"سيد مارتينز؟"
جاء صوت من الخارج, فإذا برجل يحمل حقيبة سوداء صغيرة يدخل الغرفة."
_"دكتور بورغاس."
نهض كونور ومد يده مصافحاً
_"شكراً لقدومك بسرعة, هذه السيدة اصيب رأسها بسبب إرتطام وأكون ممتناً إن عاينتها وطمأنتنا عن وضعها"
_"انا بخير حقاً, لدي ألم في الرأس وإنه يتلاشى تدريجياً."
_"سأرى وأحكم بنفسي سيدتي, "
ثم نظر الى كونور
_"لو سمحت اتركنا لبرهة سيدي."
خرج كونور على الفور وأغلق الباب وراءه.
_"السيد مارتينيز حريص عليكِ سيدتي."
_"آه, لا دكتور إنه مهتم بإصابتي فقط."
إستلزم الفحص اقل من نصف ساعة ليتأكد بأن آردن بخير , عدا التورم البسيط في رأسها.
سأل كونور,
_"هل انت متأكد؟"
_"كل التأكيد, يجب ان ترتاح اليسيدة لبقية اليوم والمساء, وغداً ستستستعيد نمط حياتها العادي
********************
استيقظت آردن على صوت قرع الباب في الصباح التالي, ربما كانت إينز قدمت حاملة صينية الإفطار كما فعلت عند الغداء والعشاء في الامس, لقد نسي كونور كلام الطبيب بأنها ستستعيد حياتها العادية ولكنها ستضع حدا لذلك.
_"ادخلي إينز, خذي هذه الصينية خارجا الى كونور......"
ثم نظرت بغباء وسحبت الغطاء ليغطيها حتى ذقنها.
_"ماذا تفعل هنا؟"
ابتسم لها. كان يرتدي سروال جينز وقميصا قطنيا.
_"صباح الخير يا صغيرتي, كيف تشعرين اليوم؟"
_"بخير , شكرا لك, ولكن....."
_"بخير للتناولي الإفطار بالغرفة الزجاجية؟"
_"لأفعل ماذا؟"
_"كنت افكر بأن نأخذ القهوة في الخارج اليوم."
_"على الشرفة؟"
_"افضل من ذلك."
_"لست أفهم....؟"
_"هل انت جاهزة لرحلة في.....ماذا تسميها؟في السيارة الجيب القديمة؟"
_"الخردة؟"
_"أعدك بأنني سأقود بإنتباه."
لم تتمالك نفسها وبدأت تضحك
_"انك تعترف الآن."
ضحك كونور وقال بلطف
_"حسنا,ماذا تقولين,هل سترافقينني؟"
_"نعم سأفعل."
المزرعة رائعة, كانت تعلم ذلك. اخبرها فليكس بأنها تمتد في كل الإتجاهات لآلاف الإكرات ,القيادة خلالها يجعل حجمها معقولا بالنسبة للأرقام على الورق.
وضعها كونور في السيارة بحذر وكأنها مصنوعة من زجاج, ووضع سلة الطعام للنزهة في الصندوق ثم قاد نحو تلة تطل على مرج زهور.
_"اريد ان اريك بقيةالمزرعة, ولكن اولاً سأخذك الى اجمل بقعة اعرفها."
_"اجمل من البحيرة.؟"
_"نعم."
_"اذاً , هذا سيزيد من تصميمي كونور انا احذرك."
_"وهل معنى هذا نعم؟"
_"اجل."
_"اخبريني فقط ان كنت اقود السيارة بسرعة وإن كان رأسك يؤلمك او......"
_"كونور بصدق, انا بخير."
_"متأكدة؟"
_"بكل إيجابية."
وهكذا كانت بينما كان يسيران داخل ممر ضيق في التلال.
_"لماذا انتِ صامتة؟"
_"كنت.....كنت افكر بجمال ال كورازون وكم هي كبيرة."
_"اكثر مما تظني وما سترينه هو اجمل بقعة فيها."
اوقف محرك السيارة وقال
_" هل انتِ مستعدة لخمس دقائق سيراً على الأقدام؟"
سألت بلطف
_"ما اسم هذا المكان؟"
_"غابة السحاب."
_"غابة السحاب, يا له من اسم رائع.يبدو ساحراً."
_"انظري الى فوق الى قمة الأشجار وستعلمين لماذا سمي هكذا؟"
رفعت رأسها فرأت السحاب قريباً جداً, من رؤوس الاشجار.
_"ال كورازون يشمل قسماً صغيراً من الغابة,اول مرة وقفت فيها لمواجهة فيلكس كان بسبب بضع مئات الأكرات هذه."
_"ماذا تعني؟"
_"كان عرض عليه مبلغاً سخياً لبيعه, عرض مغري كما أذكر."
_"لمن؟"
_"لشركة تصنع المفروشات ويدعونها بالأخشاب الإستوائية."
_"وانت منعته, كيف؟"
_"بالتهديد بالإتصال بأصدقاء الغابات وكل من يهتم بالبيئة من جمعيات اجدها ضحك بوجهي حين اشرت له بأن أقلهم شاناً سوف يقاضيه بالمحاكم وسوف يكلفه هذا الآف الدولارات للدفاع عن إسمه."
قالت ضاحكة
_"تفكير سليم."
_"لم يكن تهديداً فارغاً, الإلتواءات القانونية ممكن ان تكون مدمرة."
_"وهكذا صنت غابة السحاب."
_"جزء منها, ولكن علي الإعتراف انها غير اعتيادية الجمال, انظري لتري بنفسك, "
_"انت على حق,انها جميلة, رائعة."
اقترب منها وقد مد يده لبيبعد شعرها عن وجهها, وقال
_"نعم, لم ار في حياتي جمالاً اكثر من هذا."
شعرت وكأن كهرباء تسري في جسمها , قالت هامسة
_"كونور, لا أظن بأننا....."
امسك وجهها وقال
_"وجهك جميل آردن, هل سبق وقلت لكِ ذلك؟"
_"يجب ان نتكلم نحن......نحن مررنا بآمور غير مناسبة وسء تقدير عن بعضنا البعض و ...."
_"اتذكرين ماذا قلت لك عما نفعله اول ليلة التقينا فيها؟ لو وافقت على ان نتلاقى تلك الليلة لما كان هناك التباس في المواقف ولكننا تقربنا من بعضنا اكثر."
همست آردن
_"كونور, كونور, أظن...."
قال هامساً في أذنها
_" سأقول لكِ بما أفكر, أفكر بأني سأموت إن لم أقبلك."
نظرت في عينيه , كيف يمكنها ان ترفضه, كانت تتمنى ذلك ايضاً تريده ولطالما تمنته, وكل شيء اخر الغضب والمشادات ...... لم تستطع ان تبعدها عنه.
مدت ذراعيها وطوقت رقبته, فهمس قائلاً
_" انتِ اجمل من اي حلم."
علمت آردن بحقيقة لا تحمل الجدل بأنها تحب كونور مارتينيز بكل قلبها وروحها.
الفصل العاشر
************
اخذت آردن كوباً من صالة الطعام وملئته قهوة ثم خرجت الى الشرفة وجلست الى الطاولة.
يا له من صباح جميل, الصباح في هذه المنطقة من كوستاريكا خصوصا في هذا الوقت من السنة جميل جداً والهواء عطر. ربما لأن الفصول تتغير وجفاف الصيف انتهى وأيام الشتاء الماطرة أصبحت وشيكة.
يدان دافئتان امسكت بكتفيها وضغطت عليهما,
_"صباح الخير, هل نمتِ جيداُ يا صغيرتي؟"
نظرت آردن فإذا كونور يقف خلفها مبتسماً.
احست آردن بأن ليس الطقس الذي تغير وانما هي.
مع مرور الايام اخذت تشعر بعمق حبها لهذا الرجل الذي كان في يوم من الايام عدوها, ولهذا السبب بدت الشمس ساطعة اكثر ,لأنها حصلت على الحب الدافئ الذي جعل كل شيء اكثر روعة, ولكن لا يوجد طريقة تخبره بها غير إعطائه قلبها الذي اصبح ملكه, ولكن كونور لم يعترف بحبه لها بعد.:"
تقدم منها وقبلها ثم جلس الى الطاولة قبالتها.
_"كان من الصعب ان اتركك هذا الصباح صغيرتي. اردت ان اقبلك قبل ان يبدأ اليوم."
احمرت وجنتا آردن
_" ولكنك فعلت. الا تذكر؟ قبلتني وايقظتني....."
_"نعم حبيبتي اذكر ولكن تبقى ساعة حتى يبدأ عمل النهار."
_"كونور , اعرف بأنك تظن بأني غبية حين اطلب منك مغادرة غرفتي قبل ان يستيقظ احد, ولكن......ولكن انت تعلم كيف اشعر... سأشعر بالإحراج ان ظن الخدم.....ان علموا....."
_"إنه ليس غباء, إنه تصرف رجعي ولطيف ومحبب."
وتذكرت مفاجأته حيت اهخبرته قبل عدة ايام بأنهما لن يتمكنا من المشاركة في غرفة نوم واحدة, فقد قال لها حينذاك
_" سأطلب من إينز ان تنقل أغراضك الى غرفتي."
_"لا, لا تفعل ذلك."
_"حسناً ربما اردتِ ان تعطيها الآوامر بنفسك....."
_"انت لم تفهم.ان.......انا لا استطيع مشاركتك الغرفة."
_"ماذا تعنين ؟ بالتأكيد تستطيعين."
_"أقول لك, لا استطيع. ان فعلت .....ان فعلت ,سيعلم الجميع بذلك....[بأني ....."
وصمتت محرجة . قال وهو ينظر اليها
_" بأننا نحب بعضنا."
_"نعم, الخدم..... الخدم يتكلمون,كونور, إنهم يتكلمون عما يفعله الناس و.....ويحكمون عليهم, اصحاب العمل لا يعلمون... انهم يظنون بأن الخدم جزء من المفروشات , ولكن....."
_"أهكذا تظنين بأني اعامل إينز والباقين؟ وكأنهم ملكي؟"
_"لا, آه, لا, لم اكن اتهمك, اعلم بأن هذا جنون ولكني اشعر هكذا, ارجوك لا تغير قناعتي."
ضمها اليه
_" حسناأ, اذاً يا صغيرتي, كما تشائين."
انحنى نحوها وقبلها, قال
_"سأتي انا اليكِ , لن تعترضي على هذا القرار, اليس كذلك؟"
رفعت يدها ولمست خده, قبلها وقال
_" لستِ كما توقعتك.....ومع ذلك انتِ من اريد."
راودتها فكرة قاتمة امس حين كات بين ذراعي كونور , إذ فجأة تعجبت ان كانت رغبته بها لها اي علاقة برغبته بـ ال كورازون.
الى جانب ذلك بالنسبة للمحامي الذي اتصلت به لا شيء سيفعلانه الان ممكن ان يغير الوصية, المزرعة ملكاً لها. على الآقل الى ان تعلن المحكمة عكس ذلك."
لم تكن تريد هذا الميراث منذ البداية, قالت ذلك لكونور حين علمت برغبة فليكس, ولكن الغضب اسكتها.
ما فعله فليكس كان خطئاً وظالم, لم يعطها المزرعة بدافع الطيبة ولكن رغبة منه بإيذاء كونور, هي ايضاً تؤذيه بقبولها للمزرعة في حين ان الحق يقال بإنها له, إنه مرتبط بالارض.....
_"مرحباً."
مال كونور نحوها عبر الطاوله, ابتسم لها وامسك بيدها ورفعا نحو شفتيه,
_"هل انتِ بخير؟"
حدقت به, لماذا تأخرت لترى الحقيقة؟
لم يذكر احد منهما شيئاً عن الوصية منذ ان اصبحا حبيبين, تعلم بأن كونور يشعر بما تشعر به , خائف من صعوبة الوضع ان يحطم علاقتهما الهشة, كان لا بد ان تقول لكونور بأنه يستحق المزرعة, وبأنها ستضع الأمور في مسارها الصحيح, ابتسمت ولمست اصابعه واخذت نفساً عميقاً احست بأنها خفيفة منطلقة وكأن حملاً ثقيلاً سيزال عن كاهليها.
_"كونور يجب ان نتكلم."
_"فليكس كان على حق, انتِ تتكلمين اكثر من اي إمرأة في العالم."
_"اريد ان اتكلم عن فليكس, عن.... الوصية."
غابت الإبتسامة عن شفتية
_"لا."
_"نعم, يجب ان....."
_" لا يوجد شيء نناقشه آردن."
كان صوته عميقاً, بارداً
_"بل يوجد, لا يمكننا ان نستمر بالتظاهر بأن ....بأن ال كورازون ليست..... ليست....."
ليست لي, كانت تود ان تقول هذا ولكن نظرته دفعتها الى ان تبتلع الكلمة فقالت
_" لا تقف بيننا."
دفع كونور بكرسيه الى الخلف ووقف قائلاً
_" سنتكلم عن الذي بيننا حين يحين اوانه."
وسحب يده
_"هل نسيتِ , لدينا إحتفال لنحضره.؟"
في هذه اللحظة كان هذا اخر ما تفكر فيه ولكن يبقى الأمر افضل من ان يبقيا سوياً في هذا الجو المشحون.
_"يبدو الامر ممتعاً."
اقيم الحفل في بلدة تبعد نصف ساعة بالسيارة على الطريق الوعرة ويمتد الطريق عبر الغابة الممطرة حتى ساحل الباسيفيكي, هناك عدة قرى على الطريق تشبه القرية التي يتوجهون اليه ,كما قال كونور.
_"جميع القرى صغيرة, اذا اغمضت عينيكِ سيفوتك نصفها."
لم يتكلم كثيراً كونور خلال الرحلة وحين اوقف السيارة امام الشجرة عند البلدة كانت آردن تحاول ان تهدئ الأجواء المتوترة بينهما.
قالت وهي تترجل من السيارة مستندة الى كتفه
_"كونور بشأن المزرعة..... لم اكن انوي إغضابك قط....."
_"قلت لكِ لا اريد ان اتكلم."
_"ولكن..."
_"فليكس كان على حق,ما من غريبة تتصرف مثلك."
_"للمرة الثانية هذا الصباح تقول ذلك."
_"أقول ماذا؟"
_"بأن فليكس كان على حق بشأني, ولا يبدو الأمر إطراء."
_"اسف ,لم أقصد جرح مشاعرك."
_"لم تفعل.... ولكنك.... ولكنني لا افهمك كونور ,لماذا تذكر اسمه ولا تسمح لي بذلك؟ اعرف شعورك تجاه فليكس ,تجاه الوصية ,وكيف تغضب لمجرد ذكر ذلك, ولكن....."
_"آه, هذا رائع, تحليل نفسي , ولكنكِ تضيعين الوقت, انت لا تعلمين شيئاً."
اكفهر وجه آردن غيظاً,
_"انت على حق, لست افهمك البتة وكيف لي ذلك؟ انت احمق غبي, انت اسوأ خليط يجمع بين العناجد الايرلندي والغباء الاتيني."
بدأ كونور يضحك , تابعت
_" توقف, تباً لك كونور, كيف تجرؤ على الضحك علي.؟"
جرها من السيارة وضمها وقبلها كي تسكت ثم قال
_"اعتذر ثانية , انتِ على حق يجب ان نناقش الآمور , خصوصاً مع قدوم ليندا غداً."
سعادة الايام الماضية اختفت بمجرد ذكر اسم ليندا. الفتاة تكرهها حين كانت موظفة , يا للهول! لا تعلم كيف ستتصرف ليندا الآن بما انها وريثة فليكس, وحبيبة كونور.
_"آردن, كنت افكر مالياً بفليكس والوصية والمزرعة ووصلت الى حل."
_"وانا ايضاً.و......."
تقدم نحوها وهمس في اذنها.
_"لا اريد ان اتكلم هنا حبيبتي."
قالت هامسة
_"حسناً, ولكن حين نعود الى المزرعة...."
قبلها بحنان وقال
_" كم أرغب بأن اكون معك لوحدنا, ولكن يجب ان اقدم احترامي للعمدة فهو صديق قديم والحفلة لإبنته, إنه عيد ميلادها العاشر."
_"اتعني بأن المدينة كلها مدعوة لحفل عيد ميلاد فتاة صغيرة؟"
_"اننا نرحب بأي مناسبة هنا في بلدي, الناس هنا تحب الأكل والرقص ومصارعة الثيران."
_"هنا, اليوم؟ لا اريد رؤية ذلك, اعلم انه تقليد إسباني والكثير من الناس يظنون بأنه نبيل وجميل وشاعري, ولكن...."
بدأ كونور يضحك, أردفت
_" ان كنت تقول بأني اتصرف كغريبة مرة اخرى سوف...."
_"انا اضحك على وصفك لمصارعة الثيران في كوستاريكا نبيل, وجميل, وشاعري, لا, لا اظن ذلك."
_"مهما تسميه , اكرهه."
_"ما تلك العبارة الاميريكة الشمالية
ظ تلك التي تقول ان تضع مالك حيث يكون فمك."
قالت آردن
_" لا تراهن على ان اغير رائي , اعدك لن افعل."
_"في هذه الحالة , ستخسرين. لنضع شرطاً بيننا, بإمكانك المراقبة لخمس دقائق وبعدها سنقرر من يربح."
_"سأراقب لدقيقة واحدة وستخسر."
_"اتفقنا, الآن , على ماذا نشارط,؟ يجب ان يكون له قيمة ومعنى , الا توافقين صغيرتي؟"
انقطع نفسها, فظنت انه سيشارط على ال كورازون.
_"شيء مهم لنا معاً, ما أقترحه هو تمضية ليلة معي."
اتسعت عينا آردن
_"ماذا؟"
_"ان خسرت ستمضين الليلة معي بأكملها من بعد العشاء حتى الإفطار."
_"ولكن..... ولكن عندها الجميع...."
_"سيعلم الجميع بأننا حبيبان, هذا صحيح, ولكنك اكدت لي بأن ما من عائق لخسارتك."
_"وعلى ماذا احصل ان ربحت انا الرهان؟"
_"كل ما يتمناه قلبك."
ثم امسك بيدها وذهبا الى الحفلة.
إبنة العمدة كانت فتاة رائعة بشعرها الاسود وبإبتسامتها الخجولة, حيت كونور بحرارة ولكن حين فتحت العلبة الملفوفة الصغيرة ورأت ما بداخلها طارت فرحاً, وطوقت كونور بذراعيها وقبلته.
قالت آردن مبتسمة
_" دبوس الدب تيذدي."
بينما كانت تسير مع كونور بين الجموع,
_"وكيف علمت بأنها ترغب ذلك.؟"
_"انها تعشق هذه الدمى منذ نعومة أظافرها."
_"آه."
وتأبطت ذراعه,رفع كونور حاجبية وقال
_"ما معنى ال آه سيدتي؟"
_"تعني بأنك لست ذلك المتسلط العنيد الغبي الذي كنت أظنه."
_"السيدة تمدحني."
توقف وربت على كتف رجل يقف امامهم قائلاً
_" يا صديقي, حبيبتي مدحتني للتو, ! اتصدق ذلك؟"
ضحك الرجل الغريب بينما وضعت آردن رأسها على كتف كونور.
نتقدما نحو منصة الطعام كان متنوعاً وغريباً لم تر آردن مثله من قبل, طلبت من كونور ان ينتقي لها ما تتذوقه لعدم علمها بمكنوناته, فأكلا سوياً وتقاسما الصحون بسعادة.
سألها
_"جيد؟"
_" أكثر من جيد. ما التالي؟"
شراب التمر هندي كان التالي, انه مشروب مشهور في تلك المنطقة, يؤخذ من ثمرة شجر التمر هندي , شراب لذيذ ومنعش.
مرت الساعات بسرعة, مرا امام منضدة تحوي اشياء من الفضة فإشترى لها اقراطاً وضعتها في الحال.
مع إبتداء فترة بعد الظهر, بدأت فرقة موسيقية بالعزف, الموسيقى كانت عذبة, سلسلة وسريعة, وحين قاد كونور آردن الى حلبة الرقص ضحكت وإعترضت."
_"لا يمكنني الرقص على هذا الإيقاع, "
ولكنها سرعان ما شعرت بالسعادة.
سُمع صوت خوار قالت آردن
_"ما هذا؟"
إبتسم كونور وقال
_" مصارعة الثيران إبتدأت."
تلاشت فرحتها
_"لقد غيرت رائي كونور , إسمعني , لا اريد....."
ولكن الآوان كان قد فات, واندفع الجمهور دافعاً بهما الى الأمام.
ها هي حلبة الثيران.... لم تكن حلبة.... كانت رقعة مسيجة بالخشب, وكان هناك حيوان اسود صغير متعب وفتيان يلوحون له بقماش احمر.
قالت
_"آه."
ضحك كونور ووضع ذراعه حول خصرها.
_"نبيل وشاعري, وما تلك الكلمة التي إستعملتيها ايضاً؟"
_"حسناً سيبدأون بشيء خفيف ومضحك, ولكن حين يأتي مصارع الثيران....."
قال كونور بإستخفاف
_" هؤلاء هم مصارعوا الثيران. الفتيان سيلوحون بالقماش حتى يشعرون بالتعب او ان يشعر الثور بالتعب . والمزارعون الذين جاءوا به سيعيدونه الى مكانه ثانية."
ثم نظر اليها وأضاف
_" سيتحول الفتيان الى البنات لإغوائهم ثم الثور سيفعل نفس الشيء مع البقرات, والجميع سيكونون سعداء."
قالت آردن
_"حقاً؟"
_"حقاً , هكذا نصارع الثيران في بلدنا."
_"كم أحب ذلك."
_"ظننت ذلك."
_"اسفة لأني لم اكن لطيفة."
_"انا لست اسفاً , هل نسيتِ شرطنا؟"
قالت مترددة
_"كونور.....كونور"
_"قريباً سنعود الى المنزل."
كان الوقت متاخراً حين وصلا الى ال كورازون, فتح كورون الباب ودخلا, قبلها ووضع ذراعه حول خصرها, وعلى مهل صعدا السلالم وأدار آردن لتواجهه, وقال
_" كنت افكر بما طلبته منكِ"
_"نعم وانا ايضاً."
_"اتفهم الآمر ان كنتِ لا تريدين إتمامه حبيبتي."
_"وهل تريدني ان أتممه؟"
ضمها وقبلها
_"وما تظنين؟"
_"أظن بأني اريد ان تأخذني بين ذراعيك."
قبلها ثانية ثم رفعها وحملها بين ذراعيه. همس كونور
_"كم اريدك."
وبدأ يداعب خصلات شعرها قائلاً
_"حبيبتي."
ثم بدأ يقبلها بحرارة , وغابا في بحر الحب.
الفصل الحادي عشر
***************
نامت آردن نوماً عميقاً بأمان على ذراع كونور, وقبل الفجر تململت تريد النهوض فشد بذراعه على كتفها.
_"انا هنا يا صغيرتي."
وقبل رأسها
_"ستشرق الشمس."
_"انها اخبار رائعة, الآن , عودي للنوم."
تذكرت آردن انها خسرت الشرط.
_"كونور اعلم بأننا اتفقنا, ولكن....."
_"فعلنا ذلك , وخسرتِ"
_"اعلم ذلك ولكن....."
_"وعدتك بأن نتكلم ونحن نتناول الإفطار, عندها أظن بأنكِ ستكونين افضل."
_"هل ستقدم لي شرطاً اخر, واثق بأني سأخسره."
_"لن يخسر اي منا هذه المرة, ما لم تظني ان بقاءك لبقية عمري بين ذراعي عقاب."
_"بإمكاننا التكلم الآن."
_"لا ليس الآن, هذا ليس وقت الكلام, عودي الى النوم حبيبتي."
_"نعم, نعم...."
عندما إستيقظت ثانية كان ضوء النهار ساطعاً في الغرفة, نظرت الىالساعة بجانب السرير, كان الوقت متأخراً , لهذا السبب كونور لم يكن موجوداً في الغرفة.
اليوم سينهي اموره بسرعة ليتقدم بالزواج منها, وهكذا سيكون مستعداً لمواجهة ليندا بعد الظهر, فجأة تبدلت الإبتسامة من على وجهها.
كانت متأكدة بأن كونور سوف يتولى المواجهة مع ليندا ويعرف جيداً كيف يهدئ من روعها وغيظها, إبتسمت , ماذا سيقول كونور حين يعلم بأنها تنوي ان تعطيه المزرعة؟ لا تستطيع الصبر كي ترى ردة فعله.
ستقول له قبل ان يطلب يدها للزواج , كونور احبك من كل قلبي وأريدك ان تأخذ ال كورازون لا يمكن ان تكون لأحد سواك. كما انها لن تكون لأحد سواه.
لقد أعطت كونور كل مخزون الحب والعاطفة لديها وبادلها بالمثل, كان مدعاة تعجب عدم تفهمهما لبعضهما البعض منذ البداية انه رجل يهتم وحنون وطيب ويحبها.
الثياب التي ارتداها للحفلة كانت موضوعة على الكرسي بطريقة غير ملائمة, وبدت منكمشة كضمة من الزهور الذابلة, نظرت الى المنضدة فرأت ورقة بيضاء معنونة بإسمها, امسكت ها وقراتها,
(صباح الخير صغيرتي, حين تكوني مستعدة وافيني الى الشرفة , لدينا امور نناقشها.)
أغمضت عينيها وقبلت الورقة وقالت هامسة
_" احبك, كونور."
ارتدت السروال الجينز والقميص ونزلت السلالم حافية القدمين.
كان المنزل هادئاً كما كان دائماً في مثل هذا الوقت من الصباح, لا بد وان كونور على صهوة جواده يجوب المزرعة يتفقد القطعان والخيول ومزارع البن, او ربما كان في المكتبة يراجع الحسابات ..... ولكن ليس اليوم.
اليوم هو بإنتظارها, ينتظر ليقول لها بأنه يريدها لبقية حياته وبأنه
_"هذا سخف مطلق كونور! كيف سمحت بأن يحصل؟"
الصوت كان قادماً من المكتبة يتسلل من الباب المغلق.
كالرياح الباردة تبددت الإبتسامة عن وجه آردن
_"من يصدق شيئاً كهذا كونور؟ بالتأكيد ليس محاميك."
استندت آردن الى الحائط, كانت ليندا , لا يمكن ان تنسى ذلك الصوت المتعجرف المبحوح.
_"قلت لي , أكدت لي بأن هذه الوصية لا تساوي الحبر الذي كتبت به."
تنفست بصعوبة, كانت ليندا تتكلم عن الوصية, قال كونور
_"ليندا اسمعيني."
_"لا, ولماذا؟ إستمعت والى اين ادى بي ذلك؟"
_"ليندا حبيبتي إهدأي وحاولي ان تفهمي."
حبيبتي, هكذا نادى كونور ليندا.....
لا تصدق ما تسمع, لكن المعنى الخاص يأتي من الطريقة التي تقال بها وليس بالكلمة بحد ذاتها.
_"قلت لك إستمعت حين قلت لي لأن فليكس سيهتم لأمري في الوقت المناسب لكنه لم يفعل, استمعت حين قلت لي بأن لا اقلق....."
_"وأقولها ثانية, لا تقلقلي, هل خذلتك يوما؟ هل فعلت؟"
عضت آردن شفتها .كان خطأ ان تقف وتستمع هنا, ليندا غاضبة من امور عائيلية لا تفهمها.
_"ليس لها الحق بـ ال كورازون وانت تعلم ذلك كما انا اعلم."
قال كونور
_"بالطبع اعلم"
_"اذا افعل اي شيء حيال ذلك."
_" لا استطيع."
_"ماذا تعني لا تستطيع؟ اعلم ان فليكس ما كان سيترك ال كورازون لي, ولكن بالتأكيد سيتركها لك وهذه المرأة ما هي الا دخيلة."
_"انتِ على خطأ."
_"لست مخطئة. كان يهذي."
_"كفى ليندا, كلانا يعلم بأنه كان حاد الذكاء والوعي."
_"محامينا سيثبت العكس."
_"محامينا ستزيد ثروته من هذه القضية, إنهم المستفيدون الوحيدون في مثل هذه القضايا."
اتسعت عينا آردن, هذا ما قاله لها من قبل حين اخبرها عن غابة الامطار الخاصة بفليكس.
_"فهمت, اذاً هذه المرأة اقحمت نفسها الى حياتنا وأقنعت فليكس بأتها تهتم لأمره أكثر منا...."
_"هذا ما فعلته, ولكنها لا تعلم عنه شيئاً كما نعلم نحن."
_"المهم انها سرقت ال كورازون منا , كونور ما الذي سيحل بي؟"
_"سأهتم بكِ , لطالما فعلت, وسأبقى كذلك."
_"وهذه المرأة ستأخذ المزرعة؟"
_"إسمها آردن."
_"آردن, اسم غريب! اشعر باأعياء حين اقوله."
_"ربما, ولكن يجب ان تعتادي على قوله."
_"ولماذا؟ لقد أخبرتني بأنك لن تتعارك معها وسط المحاكم."
_"لا, لن افعل, سأتزوجها عوضاً عن ذلك."
_"تتزوجها؟ صائد ثروات؟ كونور حبيبي , هل جننت؟"
_"على العكس, لقد عدت الى الصواب."
_"ارجوك قل لي بأنها نكتة سيئة! اعلم بأنك تريد ال كورازون, ولكن ليس الى درجة ان تربط نفسك بهذه الغريبة."
_"ليندا, إجلسي, وسأشرح لكِ."
_"لا داع للشرح, لست غبية, ستتزوجها لتربح المزرعة,"
_"هكذا تسير الآمور , نعم."
_"لا,لا,لا, اصدق ذلك! لا يمكن ان تريد شيئاً لهذه الدرجة."
_"ولكن اريد, صدقيني, لا يمكنك تصور مدى رغبتي."
اغلقت آردن فمها بكلتا يديها وابتعدت عن الحائط. لم تعد بحاجة لسماع المزيد, لا تريد سماع المزيد, كي تبقى مسيطرة على أعصابها لتستطيع توظيف باقي طاقتها في توضيب أغراضها والرحيل , اسرعت على السلالم بقدمين عاريتين لا تصدران صوتاً نحو غرفتها, أغلقت الباب, اقفلت بالمفتاح وجلست على الارض.
انهمرت الدموع بغزارة من عينيها, ارادت ان تدفن وجهها في السرير وتبكي وتفرغ ما بداخلها, ولكن لا وقت لهذا الآن, ليس الآن.
رفعت يدها ومسحت دموعها ثم وقفت.
تناولت ملابسها من الخزانة ثم وقفت وفكرت, عليها ان تترك المزرعة كما دخلت اليها بنفس الكرامة . تناولت بذلة بيضاء وقميص مناسب, ثم حزمت اغراضها في الحقيبة وأقفلتها . كل ما تبقى هو مواجهة كونور وتخبره بنيتها.
_"آردن."
تحول نظرها نحو الباب, وكأنها تتوقع ان يفتح في اي لحظة
_"آردن, هل انتِ هنا؟"
إستدارت محدقة بالباب
_"آردن حبيبتي هل انتِ بخير؟"
برأس عال مشت نحو الباب وفتحت القفل ثم فتحت الباب.
إبتسم لها كونور إبتسامة ممكن ان تخدع اي كان الا هي,
_"ها انتِ, كنت قلقاً حبيبتي, لم اجدك في غرفتي , وحين حاولت دخول غرفتك...."
توقف قليلاً ثم قال
_"لماذا ترتدين هذه الثياب؟"
_"هذه الملابس؟"
_"ظننت بأننا سنمضي النهار بركوب الخيل فوق التلال, اردت رؤية حقول البن و....."
_"هذا حسن, سأراهم , بالطبع لما لا؟"
إبتسامة كونور كانت متحيرة
_"حسناً, بالتأكيد, اعني ربما
في يوم أخر.....غداً ربما او....."
_"ليس غداً, اشك بأن ارى تلك الحقول او اي جزء من ال كورازون للأشهر القادمة ."
_"آردن , ما الذي يجري هنا؟"
_"ماذا تعني؟"
امسك بكتفيها وأدارها نحوه
_"لا تلعبي معي."
بدأت عضلات وجهه تتشنج
_" اخبريني ما الامر؟"
_"هاي إهدأ لو سمحت, لا تضع اللوم علي استمريت بالقول اريد ان اتكلم معك , ولكن..."
_"وانا وافقت, لدينا الكثير لنقوله, حديث جدي, والان صعدت ورأيتك ترتدين هذه الثياب وحقيبة ملابسك على السرير."
_"حسناً الذنب ليس ذنبي كونور, لو أعطيتني فرصة امس لكنت فهمت."
_"انا استمع."
_"انا راحلة."
_"راحلة ؟ الى اين؟"
_"هيا كونور كفى, لننهي هذا الأمر, جميلاً ولكن....."
_"جميلاً! جميلاً؟"
والغضب يشتعمل في عينيه مما اخافها.
_"اعلم بأنك فكرت بأني سأبقى حتى يبت بأمر الوصية قانونياً ولكن......"
_"الى الجحيم بالوصية."
_"ولكن مع وصول موسم الأمطار وكل....."
_"هل انتِ مجنونة ؟ ما علاقة موسم الأمطار بنا؟"
_"بنا؟ نحن؟ ما معنى ذلك؟"
_"انتِ تعلمين المعنى. انا احبك آردن , وانتِ تحبينني."
ضحكت
_"الحب, آه , كونور, كم انا سعيدة ولكن....."
ثم صرخت حين امسك بيدها ولواها خلفها.
_"لا تفعل , لقد خسرت ال كورازون كونور , فلا تخسر دعوى اخرى."
_"كنت على حق بشأنك طوال الوقت, انتِ باردة الدم وسيئة."
_"ما الأمر كونور؟ اتظن بأني سأدعك تغويني لأعطيك ما هو لي؟"
قال وهو يطبق على رقبتها بقبضته
_" سيئة."
_"وبماذا ستفسر للقاضي اثار اصابعك على رقبتي سيد مارتينيز؟"
_"نلتِ ما اردتِ , اليس كذلك؟"
_"قلت لك, النساء امثالي ينلن ما يستحققن."
_"خذي نصيحتي يا حبيبتي, إختبئي في مكان آمن. لأنني سأقتلك . سأطلب من بابلو ان يوصلك الى المطار, خذي سيارة الجيب وأطلبي منه ان يبقيها هناك حتى أعقمها بعد رحيلك, "
وخرج وبقيت وحدها في الغرفة.
الفصل الثاني عشر
***************
أخرجت آردم المفاتيح من جيبها وفتحت باب شقتها في منهاتن , ودفعت الباب لتغلقه وراءها ثم توجهت نحو المطبخ ووضعت كيس البقالة التي أحضرته معها وأضاءت النور.
عادت من كوستاريكا منذ خمسة أشهر الى ربيع نيويورك وبدل ذلك, واجهت لهيب ابريل ورطوبة مايو الى حرارة يونيو , والآن أغسطس ملتهب كيوليو والسماء تمطر بغزارة .
_"المطر يبرد الاشياء ويرطبها."
قالت ايرين احدى الموظفات في المكتب حين إبتدأ المطر,
_"ولكن تخيلي انك الآن في كوستاريكا حيث كنت, إنه موسم الأمطار , أليس كذلك؟"
ابتسمت آردن موافقة ثم ببراعة أخذت الحديث الى منحى اخر . المدهش ان ما من احد لاحظ بأنها لا تريد مناقشة الأمر.منتدى ليلاس
حتى والدة آردن لم تسأل الكثير من الأسئلة عما حصل لها في كوستاريكا, أخبرت والدتها بأنها انجزت مهمتها بوقت قصير اكثر من المتوقع.
_"وكيف هي كوستاريكا؟ "
كما سالتها عن المنازل الرائعة في كوستاريكا وان كانت رأتها.
سردت آردن عن كل ما شاهدت ووصفت ال كورازون لأمها.
_"كم هو رائع , ولكن من يملكه؟"
نظرت الى امها محاولة القول بأنها هي المالكة ولكن صورة كونور تراءت لها فجأة فتلعثمت وسعلت
_" آسفة لا بد انني التقطت جرثومة ."
_"لا احد يعلم ما يجول في الغابات."
وهكذا حولت آردن الحديث الى منحى اخر ببراعة.
أفرغت آردن كيس الخضار وطوته بتأني ثم تحولت الى الثلاجة لترى ما يمكنها ان تحضر لعشاء الليلة.
(لازانيا مع الخضار) قرأت على العلبة وفتحت الغلاف, ثم وضعت الصحن في الميكرويف, لا يهم ما ستأكل , كانت تفكر وهي تخلع فستانها متوجهة نحو غرفة النوم. كل الأطعمة المجمدة لها نفس الطعم. المهم انه أكل, لا يمكنها الطهي خلال ايام الاسبوع ولكنها تفعل ذلك في نهاية عطلة الأسبوع.
كانت تحس بتوعك , عملها متعب ويتطلب الكثير من الحركة ولكنه ممتع, إنه الطقس , الحرارة , والمطر, كفيل بأن يحول اي شخص الى مكتئب, ماذا تعني بكلمة مكتئب؟ لم تكن كذلك, ولماذا تكون كذلك؟
لديها عمل جيد وأفضل من عملها السابق, وكذلك شقتها , والخريف على الأبواب مما يعني بأن المدينة سوف تستعيد نشاطها الفني, مسارح ,إستعرضات , إحتفالات وما الى ذلك, الرجل الذي تعمل لديه اكد انه سيصحبها لحضور كل تلك الإحتفالات.
_"انه لطيف للغاية."
نعم انه كذلك, وذعت آردن الشوكة جانباً وبدأت تفكر, إنه رجل طيب ولطيف ويحاول التقرب منها. ولكنه لم يكن كونور ولن يكون, لا يمكنه ان يجعل قلبها يتوقف عن الخفقان لمجرد إبتسامة او همسة منه.
_"تباً."
نهضت آردن عن الطاولة ورمت الطعام في سلة النفايات, ما خطبها الليلة؟
لم تعد تهتم, لم تعد تحب كونور, ما تحس به هو الإنبهار بشكله, بطريقة تصرفه معها, لا لم تعد تهتم لبكونور مارتينيز, وجلست على الأريكة لتستريح, لو لم تهتم لأمره منذ البداية وأبعدته عنها لكانت وفرت على نفسها الوقت والدموع.
فتحت درج الطاولة وتناولت مجموعة أوراق وبدأت تعبث بهم, وصية فليكس تم الحكم بها وال كورازون اصبح الان رسمياً ملكاً لها, وصلتها ورقة التبليغ الرسمية منذ أسبوعين.
(عزيزتي الآنسة ميلر , يسعدني ان ابلغك......)
بدأت تتفحص الورقة نعم , انها الحقيقة , المزرعة ملكها الاىن, خسر كونور رهانه عليها, المحامي قال بأنه سيطعن بالحكم فردت بأنها ستقف بوجهه وتنتصر , فأستسلم كونور.
تركت آردن كونور يفكر بما يحلو له , ولكنها تعلم الحقيقة بأنها تغلبت على كرهه لها.
الآن ال كورازون لها دون اي قضايا قانونية وكانت محقة بشأن كونور منذ البداية. لم يكن يريد المزرعة لنفسه وإنما ليثأر لوالده , كانت مصدر إزعاج في حياته لا اكثر ولا اقل’ والآن لا بد انه نسي كل شيء عنها , عن الليالي التي أمضتها بين ذراعيه ونسي ما لا تستطيع هي ان تنساه.....
قالت لنفسها: توقفي , كفى, لا تتصرفي كالغبية , وهي تكز على أسنانها . المزرعة لها الآن , وهي لا تريدها , الربح يعد نصرا بالنسبة لها مرة وستتذكرها بالآسف والألم والندم, جرح مفتوح ولن يشفى طالما هي سيدة ال كورازون, ولكن ما عساها تفعل؟ تستطيع ان تبيعها , بالطبع ولكن فكرة ان يكون احد غير كونور يركب الخيل في تلك الآرض, لا تحتمل , هذا جنون, انها تكره كونور مع كل نفس تتنفسه, ولكن.......
ابتسمت إبتسامة خفيفة وسرحت بخيالها , ما كان إسمها؟ أصدقاء الأرض؟ حماة الغابات؟ قالت بفرح (أصدقاء الغابات)
الأسبوع المقبل سأنتهي من ال كورازون وكل ما يربطني به, ولكن الأمر إستلزم اكثر من ذلك.
قالت لمحاميها حين اتصلت به في اليوم التالي
_"اريد ان اعطي المزرعة الى جمعية أصدقاء الغابة."
_"ماذا؟ قلتِ ماذا....... تعطي المزرعة الى ........."
_"هذا ما قلته, إتصل بهم ارجوك, وحضر الأوراق."
_"عليكِ التفكير ثانية "
وإستمر على قوله هذا لأيام حتى إتصلت هي بنفسها بالجمعية واعلنت عن الهبة.
لفترة شهرين لم تهدأ الإتصالات بين سان جوزيه ونيويورك ووقعت مئات الأوراق ولم يبقى الا توقيع ورقة واحدة تعلن التنازل التام والعام والنهائي عن ال كورازون.
سكرتيرة النظمة إتصلت بآردن معلنة عن تنظيم مؤتمر صحفي تعلن به ميلر تنازلها التام عن ال كورازون.
_"لا, مؤتمر صحفي, أظن بأني شرحت الآمر, لا ايد ضجة حول الموضوع."
_"هل انتِ متأكدة؟ إنها هدية كبيرة ونريد ان نعلم العالم عن كرمك ولطفك بطريقة مميزة."
_"تكريمي يكون بالمحافظة على المزرعة كما هي."
قالت السكرتيرة
_"ستبقى كذلك, اعدك."
وأقفلت الخط.
صوت عميق وناعم قال
_"ستبقى كما كانت دائماً."
نظرت آردن فإذا كونور يقف امامها مرتدياً بذلة سوداء وربطة عنق حمراء بكامل أناقته, فوقعت سماعة الهاتف من يدها.
_"كونور.؟"
+_"مرحبا آردن."
_"ماذا ....ماذا تفعل هنا؟"
_"لقد خسرتِ وزناً."
وبدأت نظراته تتفحصها.
قالت لنفسها تماسكي آردن.
_"حسناً, أتعلم ما يقولون , لا يمكنك ان تكون كثير المال ونحيلاً."
_"ولكنك كذلك, بإمكانك ان تكوني ثرية وترين المال على انه القوة كما كان فليكس سيد هذه اللعبة."
_"الهذا اتيت؟ للكلام عن عمك؟"
تقدم من مكتبها, اعاد سماعة الهاتف الى مكانها ووضع يدعه على خدها قائلاً
_" هنا يوجد فراغات تحت عظمة الخد, لماذا خسرتِ كل هذا الوزن؟"
_"قلت لك , لا يمكن ان تكون ثرياً ... وبما انني غنية....."
_"لستِ غنية. انظري الي.! انتِ فقيرة مثلي."
دفعت آردن يده جانباً
_"لا اعلم عن ماذا تتكلم؟ على كل حال لم اعد فقيرة ..... ام انك نسيت بأني ربحت المزرعة.؟"
_"اي معركة؟ لم اقف بوجهك."
_"كنت تخاف ان تتحقق قناعاتك."
_"قناعاتي؟"
_"كنت تعلم بأنك ستخسر . فما اردت ان تدفع اموالك لمجموعة المحامين الفقراء."
_"انتِ متاكدة؟"
_"الشيء الوحيد الذي انا غير متأكدة منه هو لماذا اتيت الى هنا؟"
_"انتِ تعلمين لماذا؟"
_"لا, لا, لااعلم ؟ اتحاول ان تتسبب بطردي من عملي؟ لم يعلمني احد بزيارتك ةالشركة لها قوانين تمنع الزيارات الشخصية."
_"الزوار؟ أهذا هو وضعي حبيبتي؟"
قال مرتجفة
_"لا تناديني هكذا!"
_"لماذا انتش في قلبي دائماً, انتِ حبيبتي, وستبقين كذلك."
_"ليندا, ليندا حبيبتك......"
نظرت اليه مرعوبة , ما كانت تقول, وفجأة علمت سبب زيارته
_"انت تعلم بشأن ال كورازون؟"
_"بأنكِ ستهبينه؟ نعم."
_"أتظن ان بقدومك الى هنا تستطيع ان تغويني بكلام جميل لأغير رأيئ وأعطيك المزرعة؟ انت......"
_"جئت لأسئلك سؤالاً آردن. لماذا تخليتِ عن المزرعة التي اردتِ الحصول عليها؟"
_"انا لم اكن يوماً اريدها ال كورازون, انت من كان....."
توقفت عن الكلام ثم قالت
_" ليس من شأنك."
امسك كونور بمعصمها وقال
_"يوم هربتِ....."
_"لم أهرب!"
_"رحلتِ كطفل خائف. وانا تصرفت بعناد وتركتك."
_"إسمع كونور, تحليلك رائع, ولكن...."
_"يوم تركتيني قلتِ بأنكِ ما كنتِ تريدينني يوماً , وبأنكِ إنما أردتِ المزرعة فقط."
_"لم أقل ذلك..... انت تبدل المواقف عما حدث ذلك اليوم, كونور, لم يعد ينفع الآمر, انت تحاول ان تشوشني لتدفعني الى إعطائك المزرعة...."
_"كان هذا جزء من مشكلتنا حبيبتي."
_"سمعت حديثك مع ليندا, فإن حاولت ان تقول لي بأني أسأت الفهم ....."
_"نعم , إستلزم الامر شهورا من التفكير لأصل الى حقيقة انك كنت في الممر المؤدي الى المكتبة يومها وسمعت ليندا."
_"وسمعتك ايضا."
_"وسمعتيني.....واسأتِ فهم كل كلمة."
_"إسمع كونور, انت تضيع وقتك, قلت لك اعلم ما تريد, تأمل بأن تقنعني بأنك تهتم لأمري لأوقع لك عن التنازل عن المزرعة , ولكن...."
_"ولماذا ا فعل ذلك؟في حين انكِ اتممتِ العمل عني."
_"عن ماذا تتكلم؟"
_"أتكلم عن تنازلك لأصدقاء الغابة, كنت سأفعل الشيء نفسه, وانتِ وفرتِ على الجهد والمال.آردن حبيبتي, لقد سرقتِ فكرتي, وانا احبك لذلك."
_"هل جننت كونور ؟ لا افهم ما تقوله!"
_"ماذا تعني؟"
_"بكل بساطة, أتذكري يوم الإحتفال؟ جعلتك تنامين الليلكله معي."
_"إخترعت شرطاً تعلم بأني سأخسره."
_"فقط لأني أردت ان اضمك الى صدري حبيبتي. وأدركت في صباح اليوم التالي بأني اريد الزواج بكِ."
_"نعم سمعتك تقول ذلك لليندا."
_"بالطبع قلت ذلك, اظنك كونت فكرة سيئة عنها......"
("هاه......ط
_"انها فتاة تعيسة عاشت دون حنان او عطف."
_"ولذلك وجدت ذلك عندك."
_"نعم, وانا احبها كما تحبني, كآخ وأخت, وعدتها بأن اهتم لأمرها ولن اتخلى عنها."
_"هذا ممتع كونور, ولكن ما علاقة هذا بي, لن اعود اليك ولن اعطيك المزرعة....."
_"تبا الم تسمعي ما قلت لكِ؟ لا اريد المزرعة؟"
_"لطالما اردتها."
_"في السابق ربما, ولكنك كنتِ على حق, اردتها لأثأر لأبي , أدركت ذلك يوم الإحتفال."
_"من السهل قول ذلك الآن ولكن لماذا لم تخبرني بذلك يومها."
_"كنت سأقول لكِ على طاولة الإفطار, بأني أحبك من قكل قلبي وأطلبك للزواج."
توقف ثم أضاف
_" ولكني ترددت لأنكِ صاحبة ال كورازون وهذه المسألة بيننا."
_"انت على حق لم أكن لأصدقك."
_"ولذلك وجدت الحل المثالي, كنت سأفتح المزرعة لمن هددت فليكس بهم حين حاول بيعها.......أصدقاء الغابة."
_"ماذا؟"
_"لست بحاجة اليها ال كورازون آردن, ما قلته لكِ هو الحقيقة, لدي اموال طائلة اكثر من عمي,من زراعة وشحن الموز, مع زراعة البن وقصب السكر والماشية في مزرعتي في فنزويلا, في الواقع , في السنوات الاخيرة كان مالي من يدعم المزرعة من الأنهيار, حيث ان فليكس قام بإستثمارات خاطئة."
_"لم يخبرني بذلك, قال فقط بأنك تتدخل."
_" لم يكن يعلم الحقيقة ولم يدركها , كان عنيداً ومغروراً , يوم الإحتفال علمت دون تردد بأنكِ لا تسعين وراء الثروة ولم تكوني كذلك يوماً وبأنكِ الطف وأطيب إمرأة يمكن لأي رجل ان يحالفه الحظ بها."
_"ولكن...... اظن.... سمعتك توافق ليندا. على اني صائدة ثروات....."
_"لا , لا يمكن ان اقول هذا عنكِ, ليندا لديها هذا الإعتقاد ولكني اخبرتها بانكِ أغلى شيء في حياتي, وعليها ان تدرك اهميتك في حياتي."
_"حين سمعتكما اردت ان اموت."
_"إذاً انتِ تحبينني؟"
_"بالطبع احبك.ظننت بأنك تستغلني. اسأت الحكم عليك, كل ما فكرت به كان عمق جرحك لي ولعواطفي......"
_"ولتحمي نفسك أردت ان تردي الجرح . انا اسفة. ما كان يجب ان اشك بتصرفاتك, كان يجب ان اعلم بأنكِ لست المرأة التي أخذت فكرة خاطئة عنها."
_"هل ستفتقد ال كورازون؟"
_"وهل ستفتقدين نيويورك؟"
_"وكيف ذلك وانت معي."
_"بالضبط, الآمر سيان ."
ثم قبلها بحنان وحب على جبينها
_" المنظمة ستهتم بالمزرعة , حتى فليكس سيكون سعيداً و ولكني سأبقى أفكر بقوله (البداية الجديدة)."
_"أتعلم شيئاً ؟ لدي شعور قوي بأنه كذلك وموافق."
_"عمي كان على حق حبيبتي. انتِ بالتأكيد ذكية."
ثم وضع ذراعه حول خصرها وخرجا من المكتب الى الشارع حيث رغم إزدحام نيويورك كانت آردن تشم رائحة النسيم العطر ل الكورازون.
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــت