وبالعودة إلى روايته «دراكولا» التي تعتبر الرائدة في عالم روائع أدب الإثارة والرعب، والتي عرف معظمنا قصتها من خلال قراءة الرواية أو مشاهدة أحد الأفلام السينمائية العديدة التي تناولتها، ربما يستهوي القارئ معرفة ما ألهم هذا الأديب لكتابة موضوع تلك الرواية، والاطلاع على مضمونها الأصلي الذي غاب عن العديد من المخرجين السينمائيين والمسرحيين الذين قدموا هذا العمل.ربطت ستوكر صداقة ببروفيسور من جامعة بودابست بهنغاريا.
وفي أحد لقاءاتهما حكى الأخير لصديقه قصصا عن أساطير مصاص الدماء في ترانسلفانيا، وعليه توجه ستوكر إلى أهم المكتبات في لندن ودرس جميع المواضيع والأبحاث التاريخية عن مصاصي الدماء في ترانسلفانيا، وكذلك في مختلف أنحاء أوروبا. كما درس أيضا طائر الخفاش وهو من الثدييات كمصاص دماء، والذي يعيش في جنوب أميركا.
واستوحى فكرة بطل روايته من شخصية حقيقية وهي الأمير فياد دراكولا الذي حكم هنغاريا ورومانيا، وكذلك أيضا من الشخصية الواقعية الكونتيسة إليزابيث باثوري من ترانسلفانيا، التي اشتهرت بجمالها، والتي حينما بدأت تتقدم بالعمر أصيبت بجنون الخوف من فقدان جمالها، واعتقدت بأن دماء الفتيات الشابات ستحفظ لها ديمومة تألقها. وهكذا فقد قتلت 50 من خادماتها لتسبح في دمائهن، وذلك قبل أن تكتشف فعلتها حيث احتجزت خلف جدران قلعتها حتى وفاتها في عام 1614.
وقد كتبت هذه الرواية التي تدور أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر على نمط مذكرات يرويها البطل جوناثان هاركر، المحامي الشاب الذي يكلف بمهمة الذهاب إلى ترانسلفانيا للقاء الكونت دراكولا المقيم في قلعته في منطقة نائية لإنجاز الأوراق الرسمية الخاصة بملكيته الجديدة في بريطانيا.
وتتجلى موهبة ستوكر في إضفاء المصداقية على روايته من خلال شخصية البطل المتزنة العقلانية التي تعتمد على الدقة والنظام في ترتيب أمور حياتها.
وبوصول هاركر إلى القلعة وقضائه بضعة أيام برفقة الكونت، يبدأ بالتنبه إلى بعض الوقائع الغريبة في القلعة، ومنها عدم وجود أية مرآة وكذلك عدم تناول الكونت للطعام أو الشراب، بالإضافة إلى غيابه الدائم خلال النهار وعدم نومه في غرفته وغير ذلك من دلائل تجعل القارئ يتابع الأحداث برفقة البطل الذي يتوحد معه.
وتنتقل الأحداث بعد ذلك إلى بريطانيا، وبالتحديد إلى مقاطعة وايتبي حيث تصل إليها خطيبة هاركر وتدعى مينا للقاء صديقة عمرها لوسي، وحينما تصل سفينة غريبة مرفأ المقاطعة في ليلة عاصفة يستحيل فيها تمكن أية سفنية دخول المرفأ بسلام، تفقد المنطقة أمنها وسلامتها.
ويجمع الأصدقاء وهم بالإضافة إلى مينا وهاركر، الدكتور جون سيوارد وهو مدير لمصحة للأمراض العقلية وأحد المعجبين بلوسي وأرثر هولموود خطيبها وكوينسي موريس الثري الأميركي الذي يمول الفريق والدكتور ابراهام فان هيلسينغ المحامي والضليع بالتاريخ والفولكلور والأساطير، هدف الانتقام من الكونت دراكولا الذي حول صديقتهم لوسي إلى مصاصة للدماء أسوة بالكثير من سكان المنطقة.
وبعد العديد من المغامرات والمطاردات التي تثير الرعب في القارئ، ينجح الأصدقاء أخيرا في اللحاق بسفينة الكونت الهارب إلى ترانسلفانيا، والتمكن بعد معركة مع الغجر الذين يقلون تابوته من قتله بغرز وتد في قلبه وفصل رأسه عن جسده وحشوه بالثوم حيث يتحول حينها الجسد إلى رماد.
وهذه الرواية التي تناولتها السينما بصورة تجارية، تحمل أبعادا ومضمونا عميقا، فهي تجسد الصراع بين قوى الخير والشر، وتعتمد على أفكار العهد الفيكتوري المثالية، حيث ينتصر الخير في النهاية، إلا أن ما فات الكثيرين هو أن ستوكر كان يحاول من خلال روايته تلك تجسيد فساد المجتمع الطبقي في عهده، حيث تمثل شخصية الكونت فساد وجشع الطبقة الارستقراطية مقابل مجموعة الأصدقاء التي تمثل الطبقة الوسطى والتي تنتصر في النهاية.
فلاد الوالاشى . مصدر الالهام بشخصية دراكولا
فلاد الثالث المخَوزِِق فلاد الوالاشي الثالث، فلاد داركيولا، فلاد دراكولا، فلاد دراكول (بالرومانية: Vlad Ţepeş، Vlad Drăculea وبالتركية: Kazıklı Voyvoda). كان أميراً لمقاطعة والاشيا القريبة من البلقان التي تقع حالياً ضمن أراضي رومانيا لثلاث فترات في 1448, 1456-1462, و1476. وترجع شهرته في العالم الناطق بالعربية وبالإنكليزية إلى كونه المادة الأساسية التي استقى منها برام ستوكر شخصية مصاص الدماء في روايته الشهيرة دراكولا.
قاد فلاد الثالث الوالاشي سياسة معارضة للإمبراطورية العثمانية خلال ولايته كأمير لوالاشيا، ودخل في حروب معها، وبالرغم من نهايته بعد الإجتياح التركي لوالاشيا، فإنه قد نجح في كسب وقت هام لأوروبا الغربية بمشاغلته للأتراك عنهم. وفي بلاده فإنه يعتبر بطلاً قومياً.
الحرب
كان يحكم منطقة ولاشيا بالبلقان في القرن الخامس عشر. وفي هذه الفترة كانت الحرب مستعرة مع الأتراﻚ وقد أنشأ ملك المجر سيجيسموند جماعة سرية تتخذ لها رمز التنين (دراك في الرومانية) هكذا فإن اسم (فلاد التنين) كان هو (فلاد دراكولا) ،و كانت الحرب مستمرة بين الأمراء المسيحيين وبعضهم ، وبينهم الأتراك الزاحفين بقوة ، وقد شهدت الحرب هزيمة حملة فارنا الصليبية التي حاولت طرد العثمانيين من أوروبا عام 1431.
عين سيجسموند فلاد دراكول الأب حاكما على مقاطعة ترانسلفانيا الواقعة شمالي ولاشيا. وقد تربى ابنه فلاد الوالاشي الثالث على يد الأتراك وساعدوه في السيطرة على ولاشيا إلا أنه انقلب عليهم بعدها.
عهد الرعب
وبعد السيطرة على ولاشيا بدأ عهد الرعب الذي اشتهر به ، خاصة أن الإعدام بالخازوق هو أبشع أساليب الموت. وكان يدهن طرف الخازوق بالزيت ويدخله ببطء شديد حتى يضمن ألا تموت الضحية فورا ، أما الأطفال فكان يضعهم على خازوق يخرج من صدور أمهاتهم. وكان يضع الخوازيق بطرق هندسية خارج المدن التي يهاجمها وارتفاع الخازوق يحدد مكان الضحية ، وقد أصيب السلطان محمد الثاني بالرعب عندما وجد الجثث المتعفنة لعشرين ألف أسير تركي معلقة على خوازيق خارج إحدى المدن, والخازوق هو عبارة عن رمح يدق في مؤخرة الشخص حتى يخرج من رقبته. حتى أنه عاد إلى القسطنطينية ولم يواصل الهجوم. ولم يكتف بذلك بل كان يقطع الآذان و الانوف والحرق و الشي والحيوانات المفترسة ودق المسامير بالرأس.
وفاته
بالنسبة للرومانيين كان فلاد بطل قومي استطاع حماية دولته وحماية المسيحية من زحف العثمانيين الكاسح ، إلا أن الأتراك نجحوا في النهاية في غزو ولاشيا وقد انتحرت زوجته بأن رمت نفسها من القلعة إلى مياه نهر أرجيس بدلا من الإستسلام للأتراك ، ووقع هو في الأسر ويقال أنه كان يقضي وقته في السجن بأن يسلخ الحيوانات حية أو يضع الطيور على خوازيق ، وفي النهاية لقى نهايته على يد الأتراك في ديسمبر 1476.
*****************************
دراكولا والسينما
لم تحظى شخصية ادبية بكل هذا الكم من الافلام مثلما حظيت ضخصيه الكونت دراكولا .
تم تصوير 22 فيلما سينمائيا إقتباس من روايته الأصليه وكان أول فيلم يقتبس منها كان في عام 1921 تحت إسم Drakula halála وأخرها فى عام 1997 تحت إسم Legend of the Mummy .
وإنشهر الفيلم الصامت عام 1922 Nosferatu the Vampire لتقمصه وإقتباسه الحرفي من الروايه الحقيقه
بالنسبه لرؤية الســـينما ... أخرج أكثر من 20 فلما لهذا الوحش البشـــري .
ولكن أشهرها سنة 1992 للمخرج الشهير ( فرانسيس فورد كوبولا ) Francis Ford Coppola الذي حمل إسم الروايه الحقيقه Bram Stoker's Dracula
وحصـد هذا الفيلم على ثلاثة جوائــز أوسكار لعام 1993 :
1)- أفضل تصميم أزياء Best Costume Design
2)- أفضل المؤثرات الصوتيه Best Effects, Sound Effects Editing
3)- أفضل ماكياج Best Makeup
ورابعا : تم ترشيحه إلى أفضل فن إخراج Best Art Direction-Set Decoration
والفيلم من بطولة الممثل البريطاني الشهير Gary Oldman والممثله الناجحه Winona Ryder والممثل المخضرم Anthony Hopkins والممثل المتألق Keanu Reeves
ويذكر إن مؤلف الموسيقى التصويره هــو الموسيقار الشهير البولندي الأصل Wojciech Kilar الذي شارك في وضع سنفونياته وموسيقاته الرائعه في العديد من الأفلام الشهيره .
وهناك الكثير والكثير من الافلام التى تناولت شخصيات مصاصى الدماء بصفه عامه
اشهرها :
interview with the vampire
Bram Stoker's Dracula
Shadow of the Vampire
The Vampire
Vampires
اهم اعمال الاديب :
الرجل الذى لم يمت او دراكولا
عرين الدوده البيضاء
كأس الكريستال
سلسلة القدر
لعنة الروح
لغز البحر
جوهرة السبع نجوم
سيدة الخمار