كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء التاسع و الثلاثون ...
لكل وزن أداة قياس ..
إلا بذاك الثقل الذي ترزح تحت وطئته المشاعر
فهل تعرفون أداة قياس .. للحب !
............................
.
.
.
مئة فكرة أستنبطها من معجم أبجديات التعذيب
.. ليس كرها تعرف ..
لكن إنقاذا لبقايا كبرياء !
كبرياء أوصد باب الإنكار خلفه و نسي أن لكل مكان خاوي صدى لتضج الحنايا ببكاء أريد له
أن يبقى سرا ...
فأنتفض وعيا لانكسار ..
وأهز أضلعي لتطير أسراب حمام حزن عشعشت بين شرايين قلب ملكته ..
و أفشل ... فأبتر أجنحتهن الضعيفة لأطير بهن لك وأترك الغربان حراسا !
وأصل لوطنك غريبا يتسول حبيبا ! ..
و أستيقظ فجأة من الهلوسة على حقيقة مره .. الكل يعرف الحل إلا أنا
..............................
يجتمع ملوك الخيلاء و الكبر لنهيي عن الإسراع إليك ..
و يهزمهم شوقي المتمرد .. و أعود مهرولا أكاد أهشم كل من بطريقي وقف عائقا !
مشفق عليك حبيبتي من حياة أسرتك بها .. أناني بحبك كنت أنا ..
أسرفت بالأخذ و شححت بعطائي .. و فشلت بتطبيق مناهج العاشقين في التضحية ..
تركتك تحاربين أشباح عنادي ضد مشاركة أحضاني ..
رأيتي مني تناقض أفعالي مع قسمي كا عاشق نذر كله لكي .. لأطعنك بخيانة أريد لها أن تكون
نهاية لهذا العذاب المستمر ..
أي قلب أملك ؟!.. وأي روح عاصية و مذنبه تسكنني ؟
صدقيني حبيبتي حاولت أعطائك الحرية عن طيب خاطر تحت مظلة تضحية عاشق لكن فكرة
جالت برأسي الصلب ... من يدك تتركها إلى أيدي محتمله ؟ .. هل جننت ؟!
مجرد الفكرة مزقت أحشائي و أصابتني بالغثيان لحد الإغماء ... و مهما حاولت شل لساني !
لأستمر في إيلامك وتستمرين في هجراني
وأصبح بعدك.. أفتقد لأوطاني !
...........................
.
.
السندريلا استيقظت من الحلم بعد أن أعلن منتصف الليل قدومه ... اختفى السحر و تجلت الحقيقة
و بدأت أشكك بكل قناعة خرجت بها من منزلي قبل غروب شمس هذا اليوم !
قناعة زرعت بذورها مناير و سقتها خالتي سلمى ...
........................
الخالة سلمى بفرحة : يعني خلاص يا مضاوي قررتي تردين لبيتج .
مضاوي : أي يا خالتي و اللحين ماشية .
الخالة سلمى : و ليش ما نزل يوسف يسلم علي ؟
مضاوي بأحراج : مناير و مشاعل بيوصلوني مع السايق .
الخالة سلمى بقلق : مضاوي شناويه عليه ؟
مضاوي تعترف بصدق : بروح له و أشوف حل للوضع اللي أنا فيه .
الخالة سلمى : أسمعيني يا مضاوي ... أنا ما كنت في يوم بوضعج بس أقدر أفهم وضع ميساء
لأني كنت في مكانها بيوم ... أنتي و يوسف و ميساء تعيدون الماضي اللي عشته بس يوسف قرر
أنه ما يعيد غلطة أبوه و يختار سعادته على حساب سعادة غيره خاصه سعادة طفل بريء ما له
ذنب بكل اللي يحصل .. طلبتج يا مضاوي لا تطلبين منه يطلق ميساء عشان الضعيف ناصر
مضاوي تطمأنها : لا تخافين يا خالتي أنا أبيه يطلقني أنا مو ميساء .
الخالة سلمى تبتسم : ما راح يطلقج و يمكن آخر شي لما يلقاج مصممة يبيع الكل عشانج بس
وقتها يا مضاوي بتعيشين معاه وأنتي شايله ذنب ولده .
مضاوي تكرر قرارها : ما راح أسمح له أنه يتخلى عنهم و راح أصر على الطلاق .
الخالة سلمى : أجل ريحي نفسج و لا تروحين لأنه ما راح يطلقج و كل اللي تسوينه ما راح يتعب
إلا أنتي .
مضاوي : و الحل ؟ .. أنا لا يمكن أشاركه مع وحده ثانيه أحلف لج يا خالتي حاولت نفسي ما
قبلت.. تعبت نفسيتي بس من مجرد تخيله معاها .
الخاله سلمى : تطمني .. ولا تعذبين نفسج و تعيشين بوساوس لا تخيلين شي مو موجود
ترى مالج شريك فيه كله لج يا مضاوي.. تزوجها لفتنة و باعها عشانج..
فكري فيها لو للحظه.. تعتقدين شنو حالتها و شلون عايشه مع واحد ملك قلبه لغيره هي حتى
النص يا مضاوي ما تملكه ومالها أمل في جزء من ربعه ..
أخذيها حقيقة مني يا مضاوي الرجال لو يملك من الحريم أربع ما يملك قلبه إلا وحده وأنتي
ملكتيه من الجهات الأربع و لا عاد يفكر و لا يشوف من الحريم إلا أنتي ..
مضاوي : بس تبقى الحقيقة أن لها حق فيه مثل حقي و بناصر حقها تضاعف و صار أكبر .
الخالة سلمى : و حقج بيكبر بعيالج و عشرة بتمدت بينكم توثق حب يجمعكم ... تنازلي مو عشانه
عشان نفسج ترى يا مضاوي العمر يمر بلحظة قبل ما نعرف الحل و نداوي جروحنا ..
اسأليني يا مضاوي عن غدر الزمن و بتشوفين على خدي عبرة ...
......................
مناير : توكلي على الله و أسأليه يكتب لج الخير كله..
مضاوي : خايفة من ردت فعل يوسف لما يشوفني خاصه أنه هددني آخر مره وقالي أنه عايفني .
مناير : حاصري كل حواسه و ردة فعله بتكون من صالحج و لا تصدقين كلام قاله في لحظة
غيظ منج .
.......................................
عطر مناسباتنا الحميمة الذي عطرت به المداخل و الممرات كان هو سلاح المحاصرة ...
أما هيئتي فا حترت بتنسيقها ! ... و بعد تفكير مشوش أخترت الفتنة !
......................
أستقبلني عطرها !
إذا أتيتي محاربة ...
لا تحتاجين حبيبتي لأي سلاح لسلب أسلحتي ..
أنتي بحضرتك المجردة أخطرأسلحة الدمار الشامل !
..............
.
.
أتى أخيرا و وجدت نفسي في قمة الارتباك وبدأت فعلا أندم على قدومي من دون دعوه..
لأكرر اللعنة على عطري الذي يخنقني .. غبية نعم أنا غبية سأتسبب بإهلاك رئتي الفتية !
خطواته التي أعلنت قربه أوقفت نبض قلبي لثانية كادت أن تقتلني ووجدت نفسي أتصرف من
غير تفكير .. تدثرت بلحاف ملقى على أحد كراسي المكتبة المنزوية بالظلام ... هربت من
المواجه ..
نعم أعترف أنا جبانة ! ...
فا كيف لا أجبن أمام سطوت حضوره المهيب ؟!
فا هنا أنا أتساءل .. ما الذي يمكن لبسيطة مثلي أن تغير في رأسه العنيد ؟
و ها أن أحبط نفسي أكثر بجواب المستسلم ..
لا يمكنني أن أغير شيئا لا يريد له أن يتغير ..
................
وجدتها أخيرا غافية على أحد الكراسي المريحة التي وضعت بزواية المكتبة الضيقة ..
تدعي النوم .. فهمت .. يبدو أنها ندمت على عودتها قبل حتى أن أستقبلها !
ماذا علي أن أفعل الآن بعد أن حفزت جميع حواسي بحضورها ...
هل اوقضها من غفوتها المتصنعة ..
أم أتصنع أنا عدم الأهتمام و أرحل !
أرحل ؟!!!
هذا ليس خيار متاح كما يخبرني قلبي العنيد الذي تتآمر معه كل خلية تغذي جسدي !
ماذا عن عقلي ؟ ... هيا أنصحني بتعقل...
من التعقل أن تستمر بعاداتك حتى لا يختل كيانك .. هيا أجلس بالقرب منها و مارس عادتك
الشاذه في التلصص عليها و هي نائمة فأنت بت محترفا بعد كل هذا الوقت بصحبتها وهي نائمة !
هل هذا نوع جديد من الاستهزاء ؟! .. نعم من عاداتي التلصص عليها و هي نائمة ..
أحب أن أراقبها بأهدأ حالاتها !
لكن ليس لهذه الليلة فأنا أريدها بكامل وعيها في أحضاني ..
.............
يوسف يقترب منها و يهمس بحنان : قومي يا جبانة ...
مضاوي تفتح عينيها ببطء مع الكلمة المستفزة : الساعة جم ؟
يوسف يتأملها : 12 و نص ..
مضاوي تعدل من جلستها : أنا مو جبانه ..
يوسف : أنزين فهميني يا شجاعة ليش رديتي بكلامج و أستسلمتي للواقع ..
مضاوي : تقدر تقول صرت واقعية و عرفت أن الحب مو مهم أهم شي الواحد يشتري راحة
نفسه ويعيش الحياة مثل ما هي متاحة له يعني بالمختصر عقلت ..
يوسف مستفزا : ليتج يوم عقلتي نطرتي أسبوعين لين عرس أختج على الأقل وقتها تنتقل معاج
أمي ومشاعل و ما تقعدين بالملحق بروحج .
مضاوي المتعجبة تنظر له بتساؤل : ليش أنت ماراح تقعد معاي ؟
يوسف : بالليل أكيد لا ما أقدر أخلي ناصر و أمه بشقه بروحهم .
............
تمنيت أن أموت في مكاني و يحملني هو إلى قبري حتى يعيش نادما طوال عمره على قسوته
القاتلة التي تؤكد لي انتقال مكاني الرحب في قلبه إلى زاوية ضيقة بالقرب من الباب حتى أترك
فسحه لمولده الذكر ولمن حملته !
............
مضاوي تحاول أن تسيطر على نبرة صوتها المهزوز : بسيطه ما صار شي ردني البيت اللحين
و بعد العرس أرد مع خالتي و مشاعل .
يوسف يتأملها بشوق : ما عليه اليوم ما ينحسب ..
مضاوي تبتعد عن يديه الجريئتين : اللحين .. اللحين برد البيت .
يوسف بتهكم : يوم أنج بتردين ليش من الأول حضرتي بدون حتى ما تتصلين فيني و تعطيني
خبر بتشرفيج يا مدام ؟ .. و بما أنج رضيتي بالواقع يا ليت تذكرين أن لي بيت ثاني ما أقدر
أخليه فجأه و أجيج أركض لما يتغير مزاجج المتعكر دايما .
........................
أنفجرت باكيه ... لم أعد قادرة على التماسك و السيطرة على مشاعري المنتهكة ...
لم اعد قادرة على تحمل نبرته المتهكمة و إصراره على إحراجي ووضعي بموقف المدافعة
لذا فاجأت حتى نفسي و هرولت مسرعة لباب المنزل بدون وعي مني لم أتوقف إلا بعد أن
احتضنني يوسف بقوه ....
......................
خرقت قلبي هلعا عندما انفجرت باكية لتهرول مسرعة لباب الملحق تحاول الهرب مني ...
قسوت عليها أعرف لكني لم أستطع أن أسيطر على عادتي المقيتة التي تجعلني دائما في وضع
المؤدب و المقوم لأي اعوجاج ترسمه مخيلتي !..
سارعت لاحتضانها لدقائق طويلة بكل ما أوتيت من قوه من دون وعي مني وأفقت أخيرا عندما
استشعرت سكونها وعدم حراكها ... و تساءلت بفزع ..
هل كسرت لها ضلعا ؟! ..
................................
يوسف بخوف تقطع به صوته : مضاوي ... مضاوي حبيبتي قومي .. مضاوي ..
مضاوي تفتح عينيها ببطء : آآآه .. حسيت بدوخة ..
يوسف يحملها برفق لغرفة النوم ليضعها بتأني على الفراش الوثير : ريحي و اضح انج تعبانه..
مضاوي تغطي وجهها لتعاود نوبة البكاء ....
...............................
حقير .... أكنت أعتقد أنها تماثلني صلابة وقسوة ..
كيف تجاهلت رقتها و دست على عنفوانها و حاولت لي ذراعها و أسرها بدور يشبع غروري...
كيف أدعي حبها و أنا سبب بؤسها ...
كفي عن البكاء مضاوي و إلا روعتك بدموع رجل متعب ..
......................
يوسف يبعد يديها عن وجهها : شكلج اليوم بتسهريني معاج ؟
مضاوي بصدق : أنا آسفه ...
يوسف يقترب : أنا اللي آسف .. أنا فعلا ندمان و اللي سويته فيج طول فترة زواجنا ما ينغفر ...
مضاوي انا فعلا احبج و اتمنى اعيش معاج طول عمري بس راح اعطيج حرية الأختيار لأن
اللي يحب مفروض ما يكون أناني ... إذا مصره على الطلاق بطلقج و أريحج بس تأكدي اني
ماراح ارتاح طول عمري بفراقج و لا راح انساج...
مضاوي تنظر له بعتب : لا تخاف راح تنساني هذي عطيه من ربي .. نعمة النسيان ما يقدرها إلا
اللي يحبون و ينجبرون على الفرقى ...
يوسف يضغط بأسنانه على شفته السفلى و يغمض عينيه بقوه ليرخي رأسه ويتكلم بعد صمت
قصير ...
يوسف : أنتي مستوعبه أن راح نصير أغراب .. مستوعبه أن ما راح يكون لنا حق في بعض
ماراح اشوفج و لا تشوفيني و لا ألمسج و لا أضمج و لا تهمسيلي أحبك و اشتقت لك ...
مضاوي بأبتسامة ساخره تجرح كلاهما : لها السبب رفضت أطلق ميساء من قبل .. لأنك راح
تفقد كل الأشياء اللي ذكرتها ؟!
يوسف يبعد عنها فجأه : لا تحورين كلامي .. ولا تنسين ميساء أم ولدي ..
مضاوي بتهكم : لا ما نسيت و عارفه انك ما طلقتها وأنت على قولك تشفق عليها عشان أطلقها و
انتم بينكم ولد ...
يوسف : مضاوي انا أحب و لدي حتى لو ما أحب أمه هو الحب الثابت بقلبي اللي لا يمكن يصغر
و لا يمكن أفكر بيوم أني أتخلى عنه أو أكون سبب في تعاسته ...
مضاوي : صدقني ما أخطط اني أبعدك عن ولدك أبدا .. أنا جربت اليتم و فقدت ابوي و امي و
اعرف احساس الطفل الفاقد حنان .. و ما أتمنى ان ناصر او أي طفل ثاني يعاني فقد ابوه او امه
يوسف : و الحل انج تتركيني ؟!
مضاوي : أتركك لأسرتك الصغيرة اللي راح تكبر بأخوان و خوات لناصر ...
يوسف : أخوان ناصر وخواته انتي اللي بتجيبينهم ...
مضاوي و الدموع تعاود السير في خط نزولها : هذي آخر خطه عندك انك تستسلم و تتفضل
علي با الأمومة اللي حرمتني منها و عطيتها ميساء ...
يوسف بقهر : أنتي ليش مو راضيه تفهمين .. ميساء جذبت علي و حملت ...
مضاوي بغضب : كمل حملت منك .. سواء بغيت الطفل أو لا محد اجبرك عليها ..
يوسف مقاطعا ألمها و ألمه : بس حرام عليج أنا بشر مو ملاك أكيد بغلط ومو معقولة بتعاقبيني
لين أموت .. أرحميني
مضاوي تنهض من الفراش مرهقة : أرحمني أنت و لا تعاقبني أكثر.. أنت توك قلت أنك تحبني
و مستعد أتسوي اللي يريحني... خلاص طلقني ..
....................................
أريد أن أريحها بصدق حتى و أن كان في ذالك عذابا لي ...
أعترف عاندت كثيرا في نطق مفردة " طالق " و عندما قررت ...
لساني عجز عن تشكيل حروفها الأربع ..
حاولت أن أحث جميع أعصابي المتوترة على التماسك و مساعدة لساني على تهجئة الكلمة
المطلوبة ... و فشلت ..
و ها أنا أحاول بتصميم أكبر هذه المره ...
نظرت لها طويلا في محاولة مني لنسخ صورتها للمرة الأخيرة حتى تتشرب الذاكرة صورتها
الكاملة ...
أبتدأت بشعرها الغجري الذي تعشق أصابعي تمسيده.. لأنتقل بكسل لعينيها التي ترقص تمردا
بين زواياها الحادة ... لأنفها الشامخ بكبريائه الذي أرهقني كسيف أشهر بوجهي مهددا ..
لأصل لتلك الشفتين الغارقتين بذنب مهلك ..
لأتذكر أول مرة لثمتهما معاقبا ... لأجد نفسي مجني عليه سيق لمركز إدمان !
و لتلك الأصابع العابثة بأزرار صدر ضاق با الهجران ..
هيا .. أنطق الكلمة التي ستحرمك للأبد من التمتع برؤيا ها للأبد !
..................
يوسف ببرود : حنا اللحين بنص الليل و أنا ماراح أطلقج بها الوقت باجر يصير خير...
مضاوي بنبرة أتهام : توعدني أكيد ؟
يوسف هاربا : تصبحين على خير ...
......................................................
.
.
أتى الصباح و لم أجده و لملمت حاجياتي و عدت من حيث أتيت !
فشلت مهمتي و عدت بمشاعر مختلطة بين حزن و فرح غير قادرة على تفسيره
و قلق مما هو قادم و أمل بغد واعد !
......................
غضبت كثيرا من عودة مضاوي و على الوقت الطويل الذي قضيته في أقناعها و رسم خطط
مستقبليه لصالحها لكنها فشلت حتى قبل أن تنفذها ...
..............
مضاوي : خلاص هو وعدني بيطلق أنتي ليش معصبة ؟
مناير : هذا أسبوع مر و ين ورقة الطلاق ؟
مضاوي : يمكن ينطر لين يخلص عرس أخوه ..
مناير : إذا ها الشي صحيح ليش خالتي سلمى شايله أغراضها وموصيه مشاعل بعد تشيل كل
أغراضها لأن على كلامها كلكم بتنتقلون للملحق ....
مضاوي : يمكن يوسف يبي أمه ترد البيت و خايف أنها لعرفت بنيته ان بيطلق تهون ...
مناير بغضب : أنتي تقصين على نفسج و إلا علي ... ماراح يطلقج فاهمه ما راح يطلقج قاعد
يقص عليج و ياخذج على قد عقلج و بيجرجرج و راه و يخليج مثل البيت الواقف لين ترضخين
له و تنفذين شروطه ...
مضاوي مختنقة بعبرات الضيق: انتي ليش زعلانه و تصارخين علي ..
مناير : لأنج خيبتي ضني فيج بتصرفاتج المراهقه اللي كلها على بعض ما فيها ذرة
أتزان .. ما ألوم يوسف فيج إذا أنتي وحده ضعيفة شخصيه و متردده و مالج كلمه ما عليه لوم
عاملج بطريقه مقززه ... بدال ما تقعدين و تحلين امورج رديتي ركض و خليتي الأمور واقفه
مثل ما كانت ..
مضاوي تبدأ با البكاء : شتبيني اسوي ...
مناير : قلت لج شتسوين بس أنتي خربتي كل شي قبل حتى ما تنفذينه أنتي قضيه فاشلة ..
..................................................
خرجت منها و أنا في حالة غضب شديد . . كنت كا الإعصار الذي يفكك كل ما يصادفه ..
....................
مناير : وأنتي ليش مارحتي البروفة الأخيرة لفستان عرسج يا عروس ؟
منيرة تمثل التعب : بطني يعورني و تعبانه .
مناير : لا أنتي ما فيج إلا العافيه بس توج تصحين على حقيقة أنج بتقطين نفسج في جهنم ..
منيرة : أنتي شتقولين ؟
مناير : أقول مالت عليج و على خواتج و على حضكم المايل اللي حتى يوم حاولت أعدله أنتم
اللي أصريتوا على ميله ...
منيرة المختنقة بدموعها : و شنو مناسبة ها الكلام السخيف ؟
مناير : مناسبته أنج مو راضيه تكبرين و لا أنتي راضيه نعاملج مثل الصغار .. تبينا ننصحج
و بعدين تعكسين النصيحه و تروحين عكسها و تردين تبين نصيحه ثانيه .. غبيه و جاهلة
حتى لو ملكتي بدال الشهادة عشر .. قومي سنعي نفسج وامشي بعرس الغفله اللي بقيتيه و دلع
البنات البايخ بطليه خلاص انتي كبرتي و بتصيرين ربة منزل مسؤولة عن زوج و عيال خلاص
ما عاد مفروض ينحصر تفكيرج بنفسج يا أنانية .. لازم تبدين تفكرين في اللي أنتي عماد حياتهم
من الحين ...
.........................
مشاعل : انتي مفروض عروس مو معقوله بدال ما تهتمين بنفسج بتقضين ها الأسبوع بجي و
سهر ... ترى حتى المكياج ماراح يغطي الإرهاق يوم عرسج...
منيرة : ما سمعتيها شنو قالت .. تشمت فيني و توني ما تزوجت أجل لو يخرب الزواج من أساسه
شراح تسوي تغطني بشارع و تقول انا نصحتج و ما سمعتي النصيحه ...
مشاعل : يا بنت هدي نفسج مناير تبي تصحيج من الي انتي فيه .. شافتج متردده و تدعين
المرض قالت اهزها بكم كلمه من اللي تستفزها و أنتي عاد ما صدقتي خبر على طول سويتي
دراما و هليتي الدموع ...
منيره : لا مناير تكلم عن جد أحسها كانت كابته و تفجرت أخيرا خاصه بعد سالفة مضاوي
ويوسف ...
مشاعل : الله يعين ... يله تعوذي من الشيطان و قومي توضي و صلي لج ركعتين تريحج ..
منيرة : مشاعل تعتقدين اني تسرعت بزواجي .. تحسين أني صغيرة وما انفع أكون زوجه ؟
مشاعل : الصغير بيكبر و احلى شي بتكبرين انتي و فواز مع بعض و الأحلى انه يحبج و راضي
فيج بكل عذاريبج و العكس صحيح .. اما إذا بطلتي و بتكنسلين العرس في كذا بنت في الشركة
بتدعيلج من القلب ..
منيرة تهب واقفه : بروح أصلي ركعتين و أدعي لي و لفواز يسهل الله أمورنا بعيد عن الحساد
مشاعل تغرق في موجة ضحك اعترتها : لا تنسين تدعين للي وفق راسين با الحلال ..
.....................................................
أم العريس و أم العروس دوران أتشرف با القيام بهما اليوم لقطعتين من فؤادي ..
سعادتي أكبر من أن تختصر بمفرده و أعمق من أن تصف بأبيات شعر مغنى
بتفاني كامل من جميع حواسي أقف متأهبة للفرحة ! ...
لم أستطع النوم الليلة الماضية و أنا أتذكر كل تلك السنوات التي قضيتها بعزلة عن كل أحبابي
كيف خلقت التعاسة لنفسي و تخليت عن السعادة طواعية ... لا أفهم و لا أجد تفسيرا مهما
حاولت استرجاع الأسباب و المبررات ... لكن كل ما أعرف الآن أن ذكريات الماضي الأليم لم
تعد مهمة بعد الآن و لا تستحق من ذاكرتي تخصيص مساحة لها فها أنا أعيش اليوم محاطة بكل
من أحب ... و أردد على نفسي مرارا كم أنا محظوظة ! ...
فكم شخص عاني يمكنه أن يعترف بوجود نهاية سعيدة لقصة أليمة ...
..............................
الأم سلمى : يا أم خالد شا الزين .. هذا عرس شيوخ ... ما قصرتي تعبتي في التحضيرات الله
يعطيج العافيه ...
أم خالد : الله يعافيج يا أم يوسف و كله لعيون فواز يهون جعله يتهنا مع منيرة و نشوف عيالهم ..
الأم سلمى بقلب الأم : آمين ... جعلنا ما نفقد زولهم و نشيل عيالهم ..
أم خالد : آمين ..
..............................
شوق : و بعدين معاج جود ما فيها شي لرحنا نبارك لها في غرفة التجهيز ...
جود : مستحية منها ..
شوق : عن الغباء .. اللي صار بينكم مر عليه و قت طويل و حنا صرنا عايلة وحده
و إلا نسيتي الجوري و أخوها اللي بطريق يعني معقولة عمتهم ما تكلم خالتهم ..
.............................
مشاعل مرحبة : هلا فيكم حياكم الله أدخلوا ...
شوق : لا يكون أزعجناكم ...
منيرة المتوترة: لا ما فيه أزعاج حياكم الله .
شوق و جود : ألف مبروك يا عروستنا ...
شوق التي لاحظت شحوب منيرة : شفيج منيرة تعبانه تشكين من شي ...
مشاعل : ما فيها شي بس دلع العرايس تعرفون ...
شوق : منيرة لا تخوفين نفسج ترى تلقين اللحين فواز مخترع أكثر منج ...
بدت الفتيات بضحك و إطلاق النكات على شكل فواز المتخيل و منيرة الشاحبة حاولت أن
تشاطرهم مرحهم لكن عبثا ...
جود تهمس لمنيرة : أنا آسفة على كل شي سامحيني طلبتج منيرة تسامحيني ...
منيرة تنظر لجود بتأمل : أنتي فعلا آسفة ؟
جود : فعلا أنا آسفة أكثر مما تصورين.. و أدري أن تصرفاتي سخيفة و ما تنغفر لأني كنت
أسوء نوع من أنواع الأصدقاء اللي من أول مشكلة يتخلى عن الصداقة وبعد يحاول يطعن ...
منيرة : و ندى ؟
جود تبتسم بصدق : ندى المسكينة توهقت بصالونه اللي سوت لها المكياج في البيت و اللحين
بنت جيرانهم عندها تحاول تنقذ ما يمكن أنقاذه ..
منيرة : يعني تصافيتم ؟
جود : تعاتبنا لين طاح الحطب و تصافت القلوب ...
منيرة : و فواز ؟
جود : و لد خالي اللي دايما كان أخ ثالث لي و ما أتخيل أبدا أني أكون محلج بها اليوم ..
ولا تضنين في يوم أني كنت با النسبه له أكثر من بنت عمه و لا هو با النسبة لي أكثر من ولد
خال و نقطة على السطر ...
منيرة تبتسم بصدق : سامحتج يا جود من أول ما شفتج قدامي ..
جود بعبرة مخنوقة : تصدقين أني أشتقت لج .
منيرة : أنا أكثر يا جود و ما سهل علي وجودج قدامي كل يوم في الكلية .
جود : عاد أنا كنت أشوف وجودنا مع بعض بالكلية نعمه قت بيجي اليوم اللي نصير بكلاس واحد
و ألزق لج في أول بروجكت و نرد مثل أول و أحسن .
منيرة : شكلج مخططه لك شي .
جود بضحكة نابعة من القلب : ذكريني أوريج النوته اللي مسويه فيها المخطط ..
مشاعل : أقاطع شي ؟
جود : لا ما تقاطعين شي .. إلا تعالي يا ست مشاعل ليش معلقتنا للحين و مارديتي على سالفة
الخطبة ...
مشاعل شحب وجهها فجأه : يوسف ما عطاكم الجواب ؟
جود : لا يوسف معلقنا ...
شوق : خلينا من يوسف بشرينا موافقه ؟
مشاعل : بشرط أنتي تعجلين بعرسج على راشد و تريحيني منج ...
شوق بأبتسامه خجوله : ابشرج بنتزوج بعد شهرين لأن عنده دوره خارجيه وبرافقه ..
مشاعل بفرحه صادقه : ألف مبروك يا شواقه ..
منيرة في محاولة للمرح : يعني ها السنه كلكم تقلدون ... يا ربي يا حب البنات لتقليد ...
..............................
فواز : ليش تنافخ ؟
سلمان : أحس أني مختنق ...
فواز معاتبا : أنا ملاحظ من الصبح و أنت ماد البوز يا أخي جاملني تراني و لد خالك و حسبة
أخوك يعني معقولة ما تفرح لي بعرسي ...
سلمان : ومنو قال أني مو فرحان لك ؟
فواز : يا أخي شكلك يقول .
سلمان : و أنت مو ملاحظ أنك ناسي الكل و مركز بس بحبيبة القلب ...
فواز : ياااااا بدينا الغيرة ... لا تخاف لما يخلص شهر العسل بتلقاني ألاحقك من مكان لثاني .
سلمان : لا تلاحقني و لا شي أنا أبي أكون مشغول وما أقدر أحك راسي من المسؤوليات ..
ممكن ؟
فواز يبتسم : عاد بهذا صدقت مشاعل ما راح تخليك حتى تحك راسك أصلا هي مسؤولية تثقل
كاهل المجتمع بكبره ..
سلمان : لو سمحت حاول تثمن كلامك قبل ما تقوله تراها خطيبتي .
فواز : تجذب على نفسك و إلا علي .. هي للحين ما عطتك جواب عشن تصير خطيبتك .
سلمان : تصرفاتها معاي تكفيني جواب بس العله أخوك معلقني كل ما قلت له شصار يقول
أركد و لا صار عندي العلم الأكيد أبلغك .
فواز : يا أخي دايما ظالم يوسف يمكن هي متردده لا يغرك تصرفاتها الذربة معاك .
سلمان بجزع : فواز لا يكون منيرة قالت لك شي و ما قلت لي .
فواز : أصلا منيرة ما كلمتني من أسبوعين و لا أدري بشي ريح نفسك و خلني أستانس بعرسي
سلمان تفاجأ من الشخص الذي دخل القاعه : هذا شيسوي هني .. ومو خلاص فنشناه من
وظيفته شيبي بعد لازم يعكر مزاجي بوجهه اللي يجيب الهم ..
فواز : ما تشوف أبوه معاه أكيد هو اللي مجرجه غصبا عنه و إلا لو عليه ما شفت وجهه ..
.................................................
أبو فارس بعد أن أنتهى من المباركة للعريس : فارس شفت عمك ؟
فارس : عمي ؟ .. ليش هو معزوم ؟
أبو فارس : قصدي عمك أبو جواهر ..
فارس : لا ما شفته .
أبو فارس : قوم أسأل خالد عنه ..
فارس : و ليش أسأله عنه ؟
أبو فارس بنفاذ صبر : لأنه أبو زوجتك و جد اللي جاي بطريق ..
.....................
هيا كفوا عن رسم علامات التعجب .. نعم جواهر حامل .. و أنا أريد الطفل ففكرة إنجاب
أول حفيد لأبي أغرتني كثيرا على الرغم أنها فكرة صاغتها اللعوب جواهر ...
..............
فارس : و شنو مصلحتج أنتي ؟
جواهر : الواحد طبعا مايدري منو عمره أطول بس أنا حابه أضمن مكاني بعد ما الله ياخذ أمانته
فارس : تقصديني أو تقصدين أبوي ؟
جواهر : أقصدكم الاثنين .. بس أتمناها طبعا لك أما عمي الله يخليه لنا و يطول في عمره و
يارب يومي قبل يومه .
فارس : ما عليه يا جواهر حتى لسانج الطويل صار مسلي و يخليني أطوف لج شغلات كثيرة
جواهر : يعني موافق ؟
فارس يضمها فجأه بين ذراعيه : أكيد موافق.
...................
أحمل طفلي الأول و لست فخوره بفعلتي لكن حاجتي للاستقرار أجبرتني على خلق فرصة...
حاولت ترك فارس و العودة لأحضان أبي خاصة بعد علمي برجوع أمي للمنزل و إصلاح ما
بينها وبين أبي .. أوهمت نفسي أنني الأحجية الناقصة و بعودتي نادمة تكتمل صورة الأسرة
السعيدة لكن أبي قذفني للحرمان للأبد ...
.................
أبو جواهر : يا ويلج أن شفتج ماره حتى بشارع ..
جواهر تبكي مترجية : يبى سامحني خلاص أنا ندمت و تبت و راح أكون أحسن مما تتصور
و صدقني ما راح اعصي لك كلمه خلني أرد حتى لو ما أطلع من غرفتي ..
أبو جواهر يهم بإغلاق الباب في وجهها : أنا تبريت منج و لاعاد أبي أشوفج روحي با اللي ما
يحفضج .
......................
فارس متشمتا : مو قلت لج مردج بترجعين لي ..
جواهر : ما كنت لك عشان أرجع لك و أنا مو في بيتك أنا في بيت أبوك و إلا أنت عاله عليه
حالك من حالي ..
فارس بغضب : أتي لسانج يبيله قص ..
جواهر : قصه لي ورد لسجن .. أكيد أشتفت لسجن .
فارس يمسك بذراعيها و يهددها : الظاهر أني بريح الكل من وجودي و أنتحر بعد ما أذبحج..
جواهر : و أصير مظلومة و مقري الجنة و أنت ظالم لنفسي و نفسك و تخلد بنار جهنم ..
هذا عز الطلب .
فارس بحنق : و الحل معاج ...
جواهر : تتقبل وجودي كا عقاب لك و طريقة لتكفير عن ذنوبك .. كل ما شفتني تذكر الأجر و
أصبر تراني صابرة من أخذتك ..
فارس : بصبر عليج يا جواهر و متقبل عقابي و بمشي معاج للآخر ..
.................................
أنتهى زفاف أختي الصغرى و بكينا كلنا فرحا بها و حزنا غريبا تملكنا ... كيف كبرت تلك
الصغيرة و غادرت عش الأخوات الأربع و ها هي تبني لها عشا أكبر ...
كيف مرت كل تلك الأعوام بحلوها ومرها بهذه السرعة .. كيف كبرنا فجأة !
أين بيتنا العتيق و حارتنا الضيقة ؟ ... أين حواري لعبنا و بناتنا الدمى !
أين شبابيكنا المفتوحة وتلك الأواني المشروخة ..
أين ذهبت رائحة بيتنا ؟!
..............................
خالد : تدرين أن الجنين يحس فيج و أنتي تبجين ..
مناير تشهق ببكائها : مختنقة يا خالد و محتاجة أبجي ..
خالد : ما أحب أشوفج تبجين .. في طريقة ثانية تفكين فيها عن نفسج شوي .. شرايج نطلع نتمشى
على البحر و نتريق ..
مناير : لأ ما أبي أروح مكان ..
خالد : و لاحتى تبين حضني ؟
مناير تريح رأسها على صدر خالد : ليتك يا خالد في حياتي من أول ما نولدت ..
خالد يبتسم بحب : عاد بأي صفه .. إذا بصفة ولد الجيران خالتي سلمى قالت لي أن محد منهم سلم
من أيدج الثقيلة ...
مناير تجلس لتقابله : أي كنت أطقهم كلهم لأني أدري أن حبيبي ما يرضى يكلمني و لا يشوفني
أحد غيره ..
خالد بعتب : و بعدين معاج لازم يعني تغلبيني جان خليتيني أكسب ها المره ..
مناير : ما يكفي كاسب مهرة ما عسفها إلا أنت ..
خالد بأبتسامه لها مغزى : كأن مودج تغير ؟
مناير : أي تغير لما تخيلت أن فواز بيكون لمنيرة مثل ما أنت لي ..
خالد غابت الإبتسامه عن شفتيه فجأه : ما كان هذا رايج ليلة عرس أختج مضاوي .
مناير : يا حقود للحين شايلها في قلبك .
خالد : لا شايلها و لا شي بس الموقف ذكرني ..
مناير : أجل من اللحين أقولك ترى بعرس مشاعل ببجي فلا تذكر السالفة بالمرة أنساها الله يخليك
لي و لعيالنا .
خالد : خلاص بنسى بس أهم شي ما أشوف دموعج الغالين علي .
مناير : يا عمري يا خالد أنا ما أبي أضيق صدرك بس غصبا علي .. هذي منيرة دلوعتي اللي
أخاف عليها من النسمة .
خالد : لا تخافين عليها فواز يغليها و لا يمكن يأذيها أخذيها من مصدر ثقة فواز صار مضبوط
على أيدين أختج ..
مناير بدعاء صادق : الله يهنيهم و يرزقهم الذرية الصالحة ..
خالد : ويرزقني منج بدرزن ..
مناير : خالد لا عن جد ترى درزن واجد خلنا على أتفاقنا أربع ينورون حياتنا ..
خالد : أربع و اربع ثمان وزيدي اربع 12 يعني مثل ما أتفقنا .. درزن
مناير تضحك من أعماق قلبها : خلاص مثل ما أتفقنا درزن ناقص 8
خالد يطبع قبله على أنفها الصغير : أستسلم يا قلبي .
......................................
.
.
.
آسرة .. مبهرة ...
كل ما فيها يصرخ تناسقا أنثويا كا عنوان للذة مخملية ..
مجرم هذا الفستان الذي يكشف محاسنها الأنثوية !
هي ..أجمل من حلم ينسج بخيالات عاشق مقيد
هي .. أجمل من هذيان مجنون متيم ..
هي أجمل بين يدي شاكر متعبد !
.
.
.
النظر إليها خطف أنفاسي و جعل العرق يتصبب بغزارة من جبهتي الضيقة ...
ماذا دهاني ؟ .. أقف صامتا أمامها من دون حراك .. هيا أنت من عليك إدارة دفة الليلة ..
أنت الزوج ... تحرك قم بشيء .. بارك لها .. قبل جبينها ..أقرأ عليها المعوذات لتحميها من
عينيك الحاسدتين ! .. قم بشيء .. أي شيء لكن لا تقف كا الأبله ...
فواز ... أين أنت ؟ ... هل أضعت نفسك من نفسك ؟
ما هي مشكلتك .. لا تنقصك البراعة في مسامرة النواعم
.. لا يمكن أن تكون لأشهر الصوم أن تنزع احترافك !
...............
وسيم لحد السخافة !
ليس من العدل أن تزيده الأيام حلاوة !
أصبح هذا الفارع زوجي و أنا زوجته الضعيفة أمام حضوره الطاغي
كيف سوف يتصرف معي ؟!
هل يعقل أن يتسرع بامتلاكي .. أنا ملكه .. ليس عليه أن يثبت لنفسه أو لي أي شيء ..
سأكون له بكل جوارحي و سأكون له كما يريد ..
لكن كل ما أطلبه استراحة محارب لهذه الليلة !
.
.
لكن ماذا دهاه هل أصيب با البكم ..
هيا فواز تكلم قل شيئا يزيل هذا التوتر الذي يلفنا ...
............................
منيرة بعد أن ملت الانتظار : ممكن تطلع شوي عشان أبدل ملابسي .
فواز مازال صامتا ..
منيرة تكرر بخوف : فواز ممكن تطلع شوي ؟
ماذا دهاه .. لا .. لابد أنه أصيب بخطب ما ... أو ينوي شيئا ما ..
منيرة بقلق : فواز فيك شي .. عسى ما شر ما تكلمت من دخلنا ..
فواز أخيرا تكلم : ناوية تذبحيني ؟
منيرة مستغربة : ليش ؟
فواز : شا اللي حوالين عيونج ؟
منيرة : شنو اللي حوالين عيوني ؟
فواز : مهرجان الألوان اللي حوالين عيونج .
منيرة تكتف ذراعيها : هذا يسمونه شدو .
فواز : شدو و إلا نيدو عجلي و أمسحيه قبل ما تقطعين نماي و تحسفين .
منيرة بوجه مشتعل : فواز لو سمحت أطلع شوي ببدل ملابسي .
فواز بنظرة متوعده : ماني طالع و بساعدج تغيرين ملابسج .
منيرة بنبرة متباكية : الله يخليك أنا تعبانه و مالي خلق أطلع برى ..
فواز : أطلع وين أروح ؟
منيرة : الجناح شكبره روح في أي مكان .
فواز : تامرين أمر يا قمر بس لخلصتي ناديني .
منيرة : أنزين .
...................................
مرت ساعة وأنا أنتظر كا طفل في طريقه لمحل للحلوى !
..................
فواز بعد أن مل و دخل غرفة النوم ليجد منيرة نائمة بفستان الزفاف ..
فواز يقترب منها ليهمس بأذنها : من أي فيلم ماخذه الحركة ؟
منيرة تفتح عينيها بخجل : مو من فيلم من سالفة حقيقية لوحده من البنات ..
فواز : و شصار عليها لما دخل زوجها و شاف نفس المنظر المروع ..
منيرة بلؤم : طلقها ...
فواز : الصراحه معاه حق بس أنا راح أعطيج فرصه ثانيه ..
منيرة برجاء : فواز أنا تعبانه و بنام عن جد .
فواز : حتى أنا بنام لأني ميت تعب بس المشكلة أنتي مسويه زحمة بفستانج و الطرحة .
منيرة : روح نام بصالة ..
فواز : عاد هذي أنا متأكد شايفها بفيلم عطيني دقيقة و أتذكر أسمه ...
منيرة تنهض للمغادرة : خلاص أنا راح أروح أنام بصالة ..
فواز يمسك بذراع منيرة : منيرة أول شي خلينا نتكلم بعدين بروح أنام برى .
منيرة تعاود الجلوس : تفضل .
فواز بحنان : اليوم أنا مسامحج بحقي لأني عارف بتوترج و تعبج بس بعد أبيج تقدرين تضحيتي
و تعامليني بشكل أحسن بكره ..
منيرة بخجل : أتفقنا ..
فواز : أنزين أبي عربون ..
منيرة : شنو اللي يضمني أنك ما تغير رايك بعد ما تاخذ العربون ..
فواز يؤكد : وعد ما راح أغير رايي ..
..........................
خرجت أجر رجلي جرا و أنا في سري أوبخ نفسي على انصياعي لرجائها !
اتخذت من أحد الكنبات الموزعة في أرجاء الصالة فراش لي ..
تقلبت لساعتين و أنا في رجاء سلطان النوم أن يسجنني !
لكن لا حياة لمن تنادي مهما صرخت في سري مناديا لنوم لا أجد جوابا ...
و النوم الذي طلبته قذف في وجهي الحل ... هي !
.....................
.
.
.
أيعقل أن كل من أحب يجلس في نفس المكان .. أمي الحبيبة و الغالية عمتي .. و بنات عمتي
التي ترقص في عينيهن الفرحة لفرحتي ..
بعكس نظرات أخوات حبيبتي اللاتي ينظرن لي بتفحص المتهم !
..............
الخالة سلمى و العمة شيخه بصوت واحد : صباحيه مباركه يا المعرس ..
فواز يقبل رأس أمه ثم عمته : الله يبارك فيكم ..
الخالة سلمى : وين منيرة ؟
فواز : صرفتني تقول أسبقني و أنا جايه وراك .
مناير : أنا بصعد لها ..
فواز بعجالة: ماله داعي اتعبين نفسج وانتي حامل .. هي الحين نازله .
مشاعل : فواز معاه حق .. خليج أنتي وأنا بروح لها عشان أساعدها ..
..............
مشاعل أهون من مناير !
............................
مشاعل : منيرة شفيج قاعده بيجامة وماده البوز كأن ميت لج أحد ؟
منيرة : في أحد معاج ؟
مشاعل : لا بس هم ينطرونج تحت و فواز قال أنج تلبسين .. شفيج ؟
منيرة : لا ما فيني شي .
مشاعل : إلا فيج شي .. فواز زعلج ؟
منيرة : أول درس تعلمته في أول يوم زواج أن الأزواج يسايرون و يكونون رومانسيين
لساعاتين بالكثير بعدين يطلع وجههم الحقيقي ..
مشاعل : خرعتيني .. حسبالي متهاوشين .
منيره تنظر لها بتعجب : أنتي فاهمه علي و إلا لا ؟
مشاعل : فاهمه .. فواز ريحج و ريح نفسه من الأنتظار و اللحين أنتم متزوجين و بدت حياتكم
يعني فليها و أنبسطي و لا تعكرين مزاجج .
منيرة : أنا متعكر مزاجي و لا راح أرضى و بوريه الحقير .
مشاعل : ياااااربي أنتي متى بتكبرين و تبطلين الهبل .. الزواج يا ماما مو لعبة أطفال عروس
وعريس قومي أستانسي اليوم بدور العروس ترى وراج بأذن الله حياة طويلة معاه بتزعلين و
بترضين على شغلات أكبر من هذي .. يله قومي وتعوذي من الشيطان و لا تستاثمين في زوجج
......................
الكل فرح و يستعيد ذكريات الليلة الماضية .. من حضر الزفاف و من لم يحضر و كيف كانت
التحضيرات و ما كان ناقص و كيف بدونا أنا و منيرة كا عصفوران حب بقفص ذهبي كما
وصفتنا جودي !
لكن كل ما أسترجعه من الليلة الماضية أني أخلفت وعدي و زرعت عدم الثقة بقلب منيرة
و أصبحت على مزاجها المتعكر و إضرابها عن التحدث معي .. لم يدر في مخيلتي أني
سأقضي صباح زفافي بهذا الشكل لكن هذا هو ما حدث و لا يمكن لي أن أغير شيئا مضى
كل ما علي الآن هو التماسك وانتظار غضبها الذي سوف تحطمني به أمام أحبابي ..
أيعقل أنها سوف تنهي كل شيء كما هددت و تهجرني لسبب سخيف لا يؤخذ به في محكمة
الطلاق ! .. كل شيء من منيرة يعقل ..
....................
الخاله سلمى : هلا و غلا في عروستنا ...
العمة شيخه : مشاء الله تبارك الله تهنين يارب .
مناير تحضن منيرة : صباحية مباركه يا عروستنا ..
مضاوي : دوري تعالي بحضني أنا .. تهنين يا أحلى عروسة ..
جود و شوق : صباحيه مباركة يا عروسه ..
منيرة بخجل : الله يبارك فيكم ..
....................
هذا ما لم أتوقعه .. تصرفت منيرة بعقلانية كبيرة و قامت بما هو متوقع من عروس في صباحية
زفافها !
.................
العمة شيخه : فواز يله شناطرين بتأخرون عن طيارتكم .
فواز ينظر لمنيرة بتوجس : جاهزة ؟
منيرة : لا ..
الخالة سلمى بخوف : ليش شعندج جناطج كلها محضرينها خواتج لج ما عليح إلا أنج تلبسين
عباتج و توكلين على الله مع زوجج .
منيرة تحضن خالتها سلمى بقوة و هي تحاول كبح دموعها: ما أبي أفارقج يمى .
الخالة سلمى تحضنها بقوه : أنتي بقلبي ما تفارقيني يا منيرة ..
مضاوي : يا دلوعة خلاص ما في حضن الماما .. يله ألبسي عباتج وتوكلوا على الله لا أطوفكم
الطياره ..
فواز بنبرة المشجع : يله مشينا ؟
منيرة تتجاهله لتحضن أخواتها : توصوني على شي أجيبه لكم ؟
مشاعل تمد عباءة منيرة لها: نوصيج على نفسج و على فواز .. يله من غير مطرود مع السلامة .
.......................
با جناحهم الفندقي الذي ينبض فخامة !
...
فواز : صارلج عشر ساعات ما كلمتيني يعني حالفه تنكدين علي ؟
منيرة تكسر صمتها أخيرا : أكلمك أقولك شنو ؟
فواز برجاء : قولي لي انج سامحتيني ..
منيرة : إذا ما عدتها فأنا مسامحتك .
فواز على أتساع عينيه ينطق تعجبا : شنو اللي ما اعيدها ؟ .. مجنونه أنتي ترى أنا زوجج أفهمي
عاد ..
منيرة : فاهمه بس ما حبيت منك تخلق وعدك .
فواز : معاج حق و أنا أعتذرت منج و بعتذر ثاني مره أنا آسف وحقج علي و عذري الوحيد
أني أحبج .
منيرة تنظر له بتهكم : أوعدني أنك ما توعدني ثاني مره بشي أنت مو قده .
فواز تملكه الضيق من تقريع منيرة له : أنا طالع و مخلي لج الفندق بكبره ..
منيرة تسارع بتذكيره : أنت وعدت أمك تحطني بعيونك مو معقولة بعد بتخلف و عدك مع أمك .
فواز يلتفت لمواجهتها : و المطلوب يا مدام ؟
منيرة : نطلع لأقرب سوبر ماركت و نشتري شوية أغراض للعشا و أنت تتكرم و تسويه لي
رضاوه منك ..
فواز: و ليش ما أعزمج بأفخم و أحلى مطعم و تكون رضاوة ..
منيرة : لأن ها الشي سهل بس اللي أطلبه منك صعب و بيثبت لي أنك فعلا بتراضيني مو راح
تملى بطنك وتتسلى ...
فواز يعض على شفتيه : هذي مشكلة الواحد ياخذ وحده توها طالعه من البيضه ...
منيرة محذره : دير بالك ترى ما تسوى تزعلني زعلة ثانية وأنا ما رضيت من الأولى لحد
اللحين....
فواز : لا خلاص زعله وحده و جننتيني ما تسوى أزعلج بعد ...
......................
أستمتعت بتقريعه و إملاء شروطي عليه و الأكثر أمتاعا رؤيته بالمطبخ الصغيريحاول إعداد
ما طلبت ....
...................
فواز يضم يده و يتوجع : آي ..
منيرة بهلع تسارع إليه : فواز شفيك لا يكون قصيت أيدك .. ورني اشوف ..
.............
أوقعني المتحاذق بفخ آخر لكن هذه المره قلبت السحر على الساحر و فاجأته بحبي !
.....................
فواز : سامحتيني ؟
منيرة : أي سامحتك بس لأني زودتها بدلعي بلية عرسنا بس يا فواز ترى أشين شي أن الوحده
تحس زوجها يستغفلها و ياخذها على قد عقلها و يوعدها بشي و يخلفه ..
فواز : معاج حق و أنا أوعدج من ها اللحظة أعاملج مثل ما أحبج تعامليني و حركات نص الكم
على قولتج بطلتها ماكو شي يصير بالحيله كل شي برضاج يا حبي ..
منيرة : و أنا يرضيني اللي يرضيك ...
.................................................
من الغباء أن نخلق العثرات لأنفسنا و نزرعها في كل طريق نمشي فيه ..
يكفي أن الحياة معقده من دون تعقيداتنا !
لنسمح للآخرين أن يحبوننا على طريقتهم و نترك أمنياتنا لجمل التمني ..
..................................................
|