كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السابع و الثلاثون :
يقال إن الوقت أفضل معالج ! ..
...........................
أصبح المستشفى مقري الدائم , نعم سلمان لازال يرقد على ذلك السرير من دون حراك و أنا
مازلت أرفع راية الأمل بعودته بعكس كل من حولي ..
لقد أستسلمو سلمان وودعوك قبل أن تودعهم .. أما أنا لم أودعك و لن أفعل أبدا ..
ستعود أعرف أنك ستعود ...
سلمان أرجوك لا تتخلى عن صداقتنا وتهجرني للأبد ووعد مني سأتخلى عن كل حماقاتي ..
هيا عد لقد حلت كل الأمور هاهي الخائنة عوقبت أشد عقاب بزواج وصم بالعار من ذلك السافل
كلاهما سلمان من طينه واحده وكل يستحق الآخر.. ولا تعتقد أبدا أننا لم ننتقم لك من المجرم
لن تصدق كيف ساعدنا والده بإنزال عقوبة لا يمكن تخيلها به .. الآن فارس يعمل مراسل تحت
أمرتنا يهرول بين الممرات مهانا يأمر عليه أصغر الخلق ولا يجد مفر من السمع و الطاعة !
.....
فواز : جود بسرعه روحي نادي الممرضه ..
جود : فواز مو كل ما تحرك بنادي الممرضة تدري أنها انعكاسات ..
فواز متجاهلا جوابها : سلمان إذا تسمعني حاول تحرك أيدك اليمنى ..
جود بغضب مختلط بدموع مخنوقة : بس تراك تعبتنا سلمان خلاص ما راح يقوم ..
.......
مللت النوم وأرقني صوت بكاء أحبتي لذلك قررت الاستيقاظ لعلي أعجل بشفاء روحي ! ...
وكم هو عجيب أن أرى الكل متصافي و على قدر عالي من التآلف و التعاون !
هل يعقل أن إصابتي قربت الكل من الكل .. أبي و أمي وصلوا برفقة بعض و لم يكفوا عن
تدليلي .. أمي تطعمني كا طفل وأبي تولى مهمة غريبه تتمثل في تعديل فراشي وسؤالي بشكل
متكرر إن كنت أشعر براحه ! .. برؤيتكم أبي أشعر براحه لا تقلق علي أنا أقوى مما أبدو ..
خالد و يوسف قصه أخرى لم أتوقع أبدا أن يجلسوا في مكان واحد من دون تشاحن .. ها هو
خالد يخبر يوسف أنه سيقلب الأعراف المعتادة ويخطب لأبنته الجوري ناصر ابن يوسف !
و هاهو يوسف يرسم ابتسامه عريضة ويوافق بشده ..
أخواتي يحلقون حولي كا الفراشات يوزعون الضحكات .. كم افتقدتكن !
فواز .. العزيز الرفيق فواز هو الوحيد الذي جلس صامت يراقبني من الزاوية ..
................
سلمان : لا فواز لا تروح كافي كل واحد منهم ما صدق خلص وقت الزيارة و أنحاش .
فواز : يا ويلك من الله هم مهتمين براحتك و يمشون على توصية الطبيب .
سلمان : أنزين ما قلنا شي تعال سولف علي شعلومك و شصار عليك كل ها الشهور ..
فواز : شسولفلك عنه ؟
سلمان : يعني مثلا أحوال قلبك المملوك ..
فواز : و الله انك فاضي أنا الشهور اللي فاتت ما تعديتك ولا شفت و لا كلمت ست الحسن .
سلمان : أفا .. صاير شي .
فواز : لا مو صاير شي بس أعتقدت أنها بتوقف معاي و بتتصل علي تواسيني بضيقتي بس
خيبة ظني .
سلمان : ما تنلام أنتم مو متزوجين ما لك حق و لا عليها واجبات ...
فواز : سلمان أنت استري و خلك من دور محامي الدفاع .
سلمان يضحك بشده : أنا أصلا أدافع عنك ما ابي تعور قلبك بسوالف تافهه .
فواز يبتسم بصدق : قول آمين .
سلمان : آمين .
فواز : ما ننحرم من ضحكتك يا ولد عمتي .
سلمان : يوووو فواز لا تسوينا فلم هندي الحين ..
فواز : أنت باب ما في معلوم أنا يحب أنت واجد أنت رفيق زين واجد يأطي فلوس يوكل خروف.
سلمان يستمر بضحك : خلاص رفيق أنا ما في موت .
فواز : يموت عدوك قول آمين .
سلمان يسأل بشك مفاجأ : شصار عليها ؟
فواز : بداهيه هي وياه لا تفكر فيها و الله ما تستاهلك .
سلمان : أنا أسألك عن بنت عمي ويهمني اعرف إن كانت بخير أو لا ..
فواز : زوجها عمك من فارس و قاطعها و ما حد يعرف عنها شي إلا أنها ساكنه مع حمولتها .
سلمان يعضض على شفتيه : يعني عمي مات قلبه .
فواز : عمك الله يعينه و أنت لا تفكر إلا بنفسك ...
سلمان : كله مني يا فواز فارس ما لقى ينتقم فيني إلا في جواهر .
فواز : وأنت شعليك ؟
....................................
أخبرني سلمان بالقصه التي يعتقد أنها سبب المأساة و لا يمكنني وصف علامات الدهشة التي
كست وجهي !
.........
فواز : وأنت و شعليك با مشاعل يوم أنك رايح تاخذ لها حقها !
سلمان : أدري أن تصرفي غريب بس وقتها ما فكرت إلا أني أعاقبه .
فواز بشك : أنت لا يكون بينك وبين الملسونه شي .
سلمان : أنت للحين ما تثمن كلامك ؟!
فواز وعيونها تجحظ بتعجب : لا بعد و أدافع عنها و تاخذك الحميه !
سلمان : لا تقعد تصير مريه و تحور الكلام على اللي يعجبك .
فواز وتجحظ عينيه مره أخرى : سلمان مصيبه جانك مايل لمشاعل أكيد فيوزات قلبك يبيلها
تغيير .. شا القلب اللي عليك اللي ما يتعلق إلا في اللي ما يستاهلون .
سلمان بزجر : لا تقارن بين مشاعل و جواهر .. مشاعل أشرف و أطهر من بنت عمي ..
مشاعل اللي ظروفها تيسر الانحراف أثبتت أن الإنسان ما تحكمه ظروفه .. لا هو اللي يحكمها
ويقدر يحسنها بثقته بنفسه وتمسكه بمبادئه ... ليتني يا فواز ما تردد لحظه وخطبتها لما يوسف
كلمني عنها بس أنا الغبي تعلقت بصوره رسمتها أوهامي لعقلي.. صورة جواهر اللي
أحبها غير صورة جواهر بنت عمي ... جواهر اللي أحبها أنا اللي خلقتها في خيالي يا فواز ..
جواهر زين المنطق و العقل .. جواهر الشريفة الطاهرة .. جواهر منبع الثقة .. جواهر حبيبتي
مو موجودة ! ...
تخيل يا فواز كل ها السنين كنت أحب خيال اخترت بنت عمي قالب يحتويه !
فواز : كلامك منطقي و أقدر أفهمه بس نصيحة يا سلمان لا تسرع وتربط نفسك بحب ثاني
عط قلبك الحرية لفترة ...
........................................................
عاد سلمان للحياة وكم سعدت لسماع هذا الخبر المفرح .. كيف عرفت ؟ .. من فارس !
أتى من عمله التعيس ليفرغ غضبه و امتعاضه في المسكينة أنا !
زاد المكيال أكثر اليوم لمعرفته من الموظفين أن سلمان أستيقظ من غيبوبته التي كان هو السبب
فيها ..
ولكن لأصدقكم القول ... أنها مجرد عادة يوميه من عاداته الساديه التي ألفتها بسرعة ! ...
.....................................
لا أعرف إن لم توجد جواهر في حياتي كيف كنت سأفرغ غضبي .. لا تتعاطفوا معها فهي
تستحق كل ما يأتيها فلسانها السليط هو من خلق الفكرة اللعينة التي استوطنت رأس أبي ..
.....................
أبو فارس : كله منك هذا يوسف مستقعد لي بكل مناقصه و ينافسني بكل مكان ...
فارس : ومن متى يوسف يخوفنا ؟!
أبو فارس : من صارو الروس الكبار معاه أصلا أنا ما عاد لي وجه أواجه الرياجيل قدام الناس
بعد فعولك اللي تسود الوجه الكل قام يتنحش مني ..
جواهر المتلصصه تنسل لنور : عندي الحل يا عمي ..
أبو فارس : الحقي فيه .
جواهر : أطيب نفس يوسف وولد عمي خالد .
أبو فارس : شلون ؟
جواهر : تسلمهم رقبة فارس .
فارس ينهرها : وقص السان أنقلعي ..
أبو فارس : بس أسكت أنت ... شلون أسلمهم راسه تبينهم يذبحونه ؟!
جواهر : أكيد لا لأن لو أذبحوه بياخذون فيه أعدام بس فكرتي بتهدي النفوس و تحل أمورك
معاهم .
أبو فارس : طويلتيها يا جواهر قولي اللي عندج .
جواهر : أتصل بيوسف وقوله ...
................................
قبلت اقتراح أبو فارس بامتهان ابنه و جعله مراسل حقير يعمل بشركتي إلى أن أعتقه بنفسي ..
لم يعجبني الاقتراح حتى رأيت فكرة الانتقام تتبلور بعيون خالد و فواز بعد الفترة الطويلة التي
قضاها سلمان با الغيبوبة ويأس الكل من عودته للحياة ...
أصابني الخوف وأرقني لليالي طوال و با الأخير رأيت بمقترح أبو فارس فرصه للهدنه و عقد
سلام ينقذ عائلتنا من تكرار المأساة .. هذا المقترح لن يضر بأخي أو أبن عمتي بل قد يشتري
الوقت اللازم لاندمال الجرح الذي شوه أرواحهم ..
.......
يوسف : أنت فاهم أنك بتصير مراسل و الكل بيامر عليك ...
فارس يرفع رأسه بغرور: فاهم طبعا .
يوسف : بس أنا مو فاهم شلون رضيت ؟ .. لأني مو مصدق أنك ندمان .
فارس : أنا و أنت عارفين إني مو ندمان بس الناس و با الأخص أهل السوق بيشفون أني بيضت
وجه أبوي و حاولت أصلح اللي كسرته .
يوسف : أهل السوق ما أنولدو أمس يا حضرة المراسل فارس ومار عليهم من أشكالك واجد.
فارس : أنت دايما تعطي من وقتك للمراسلين و إلا أنا حاله خاصة ؟
يوسف بتلميح : أنت فعلا حاله خاصة و راح أعتني فيك بشكل جيد جدا ..
..................
أتمنى بعد انصياعي لأمر أبي المهين أن أجد في قلبه الرأفة التي قد تعيد لي حياتي المترفة
التي أفتقدها جدا ! ...
قلبي يملئه الخوف من رؤية أخوتي الأصغر مني يتسلقون سلم الود لقلب أبي ...
أيعقل أن ينتهي الأمر بي باستجداء أخوتي لما هو حق لي !
يكفي أن نبرتهم و سلوكهم يوحي بتعاليهم علي ... كيف إذا أن استلموا زمام الأمور بعد رحيل
أبي ..
نعم ..أمهم أمي التي لم تلدني .. لكن اعرف يقينا أنها تفضلهم علي سرا ... وأنها ستقف بصفهم
ضدي إن اقتضت الأمور !
قررت أن لا أنتظر المجهول المتنبأ له با الكوارث .. و الآن أنا على الطريق الصحيح ..
.......................................
بعد أن أفاق سلمان من غيبوبته ليس هنالك عذر لعدم اتصاله أو زيارته .. ماذا دهاه هل يعقل انه
نساني ! ... لا يعقل من المؤكد انه يتناساني لكن ما هو السبب أو من هو السبب ؟!
............
منيره : اللحين كلكم يا أهل البيت تسنترون عند سلمان من الصبح لين الليل .
مناير : لا زيارتنا بس الصبح لأن بعد العصر ربعه وزملائه يزورونه .
منيره : أي زين .. وفواز يزوره بس العصر ؟
مناير : منيره تراج معطلتني بروح اتقهوى مع خالتي سلمى إذا عندج سؤال محدد قوليه
وخلصينا .
منيره : ابي اعرف فواز و جود شصار على علاقتهم بعد حادث سلمان ؟
مناير : شعلاقته استحي على وجهج عيب الكلام اللي تقولينه .
منيره : وأنا وشقلت .. أبي اعرف شسالفة جود معاه هذاك اليوم متصل في أمه وبعدين يقولها
أخذي جود تبي تسلم عليج .
مناير : وإذا ؟ .. تراها بنت عمته وطول عمرهم عايشين مع بعض .
منيره : أي بنت عمته اللي كانت خطيبته .
مناير : هذا أنتي قلتيها كانت و اللحين هو خطيبج انتي .
منيره : خطيبي اللي ما سأل عني و فجأه أعرف أنه رد يكلم بنت عمته اللي من فجو الخطبه ما
يكلمها و لا تكلمه .
مناير : أف منج أنا زايرتكم بتونس معاكم مو جايه لضيقة الخلق و السوالف البايخه .
..................................
مشاعل المتضايقه من دخول منيرة فجأه : بسم الله أنتي متى بتبطلين ها العاده في شي اسمه
أستئذان .
منيره : مضاوي تقولج تعالي تقهوي معانا .
مشاعل : أنزين جايه .
منيره : متى يعني جايه ؟
مشاعل : عسى ما شر آنسه منيره شفيج منتفخه وودج تهاوشين .
منيره و كأنها وجدت الفرصه لمشاركة أمتعاضها : بموت من القهر يا مشاعل .
مشاعل : حاسه أن سالفتج سخيفه بس ما عليه كملي .
منيره بغضب : أنتو خوات أنتم ؟ ... محد حاس فيني الظاهركل وحده أسست لها حياة و ما عاد
يهمها أحد.
مشاعل : اللهم طولك يا روح .. أخلصي يا منيره و شعندج ؟
منيره : وشعندي بعد غير سالفة أتصال فواز وجود في خالتي .. ماني قادره أبلعها أحس بموت
من القهر .
مشاعل : اسمعيني عدل .. جود بنت عم فواز زعلتي و إلا رضيتي هي في حياته .
منيره : وانا ما قلت شي و لا أنا معترضه بس اللي قاهرني أنه مو معبرني بالأول قلت مشغول
وفكره كله بدوام ومع سلمان على أن مو عذر كافي بس طوفتها بس اللحين ماله عذر .. ابي أفهم
ليش مقاطعني ؟!
مشاعل : منيره شتبيني اقولج ؟
منيره تقف للمغادره : لا تقولين شي لأن واضح انج مو مهتمه .
..........................................
أنا مهتمه ..
وأردت فعلا مساعدة أختي منيره .. في البدايه لم أعرف كيف لكن بعد تفكير مطول أقتص من
ساعات نومي وجدت الحل المزري ....
.......
مشاعل : السلام عليكم .
فواز مستغرب اتصالها المفاجأ على هاتف المكتب : وعليكم السلام .. شلون طرى قسمنا
المتواضع على القسم الذهبي .
مشاعل : سالفه أبيك تساعدني فيها.
فواز : أن قدرت أبشري .
مشاعل :بتقدر أن شاء الله .
فواز : تفضلي قولي اللي عندج؟
مشاعل : تعرف ولد جيرانا سالم ؟
فواز بشك : معرفه سطحيه عزمني كذا مره بدوانيه وزرته مره .. شفيه ؟
مشاعل : شرايك فيه ؟
فواز بصدق : ونعم فيه ..
مشاعل : لو لك أخت و تقدم لها سالم بتقبل ؟
فواز : إذا سالم خطبج توكلي على الله و أخذيه ..يكفي إن الرجال مقدر من جيرانه .
مشاعل تعاجله بالقاضيه : و إذا خطب منيره ؟
فواز بصدمه شلت لسانه لثواني : منيره شكو .. منيره خطيبتي أنا .
مشاعل : بس انتم صارلكم كم شهر ما تكلمون بعض فقلت يمكن أنفصلتو خاصه اني سألتها
وقالت أنها ما تدري .
فواز بحنق : مشاعل قولي لمنيره تبطل سوالفها البايخه وإذا عندها شي تبي تقوله لي تتصل بدال
ما تألف لي قصه و لا تنسى أنها هي اللي قالت خل نأجل سالفة العرس و أنا شخصيا ملجه وإلا
خطبه ما تفرق معاي اللي يفرق معاي العرس .
مشاعل : احلف لك إن منيره ما تدري عن شي أنا اتصلت عليك لان أخت الولد كلمتني تجس
النبض و ما عرفت أرد عليها و الصراحه أنا حاسه أنكم ما تناسبون بعض و هي أختي وأتمنى
لها الأفضل.
فواز قبل أن يغلق الهاتف : أنتي مالج شغل و لا تدخلين لو سمحتي .
...............................
م يخيب فواز ظني أبدا وفعل با الضبط ما كنت أتوقعه و هكذا نجحت الخطة التي كان ثمنها كذبه
ستكشف قريبا !
........................
تذكرني أخيرا !
.......
فواز : سلمان الحمد الله قام بسلامه و أنا شايف أن هذا الوقت المناسب عشان نعدل وضعنا .
منيرة بنبرة متهكم : واضح أن وضعنا شاغلك الشهور اللي فاتت .
فواز : أنتي تشغلين بلد و أنا ما عاد أتحمل ..الدنيا حياة وموت أتخذي قرارج الحين.
منيرة : أي قرار ؟
فواز : أنملج باجر و العرس بعد شهرين .
...........................................
هل تتذكرون الألعاب النارية التي تحلق في نهاية آخر حلقة من مسلسل كرتوني أبطاله قط
متعجرف و قطه متكبرة يتوسطون قلب حب وكلاهما يخربش الآخر؟
... با الضبط هذا ما رأيت !
يا ألهي قد شارف قلبي على النضوج من نار بعده .. و الآن يأتي بكل بساطه ليضعني أمام خيار
واحد خيار سأختاره بدون أن أخير .. نعم موافقة بكامل قواي العقلية .. و بإذعان من جميع
أحاسيسي التي أصبحت منذ وقت بعيد حصريه لك أنت وحدك .. حبيبي فواز .
.....................
أخيرا .. أخيرا .. لان هذا الرأس المتعنت .. وأخيرا أخيرا ستكونين لي أنا وحدي ..
لا تتخيلي منيرة كم أريد أن أريك الحب في كل حالاته .. كم سيكون من الرائع أكون أستاذ
عشق و تكونين تلميذة منطق !
لكن كوني متأكدة حبيبتي أن رؤية وجهك أول كل صباح هو أبرئ أحلامي الكثيرات ...
...............
كلما نجحت بإبعاده أراه يعود أقرب .. ها هي منيرة ستتزوج من أخيه وها أنا أجده في بيتي من
جديد ! ...
آخر مره أتي بعاصفة هوجاء ابتدأت بوصوله لغرفتي التي كان الغياب يحتلها ...
........
وصلت غرفتها وأنا غاضب و مشتاق في نفس الوقت تراءت أمامي جميع الصور الجميلة
التي جمعتنا ... لكن ..
...........................
يوسف ينظر بالفراغ ....
منيره من خلفه : خير يوسف في شي ؟
يوسف : وين مضاوي ؟
منيرة : مضاوي مو هني .
يوسف : وينها فيه ؟
منيره بحرج : مدري؟
يوسف : شلون يعني ما تدرين ؟ خلصيني وينها فيه ...
منيرة : مضاوي تشتغل مع لجنة نسائيه خيرية تطلع من البيت على الساعه ثلاث وترد الساعة
تسع .
يوسف : يا سلام وأنا آخر من يعلم .
.............
لابد أنه ظن أني سأجلس سبعة أشهر أطارد طيفه المتطفل بين الممرات و أحصي حضوره الخفي
في الزوايا وأمام المرايا .. هل أعتقد أني سأكتفي بالجلوس ساهمه بصوره التي تملأ الأواني !
ماذا دهاه ؟ ... ألا يفهم أني كدت أن أجن وأنا أهلوس مع خياله ليلا! ..
ألا يعرف أني كنت على وشك فقد حاسة السمع بسبب حثي لأذني على استراق السمع لصوته
العذب عندما كان يسرد القصص لأمه الحبيبة ...
يا اااا كم أردت أن أخرج صارخة من وراء الباب و أخبره أن يكف عن التحدث !
لكن استيقظت يوما ووعدت نفسي أني لن أسمح لدموعي أن تؤلم رأسي بعد الآن ...
ووجدت الحل صدفه في اللجنة النسائية التي كانت منقذي ..
إحدى جارتنا أهدتني كتيب بأعمال اللجنة وعندما سألتها إن كان باب التطوع مفتوح رحبت بشده
... لا يمكنني وصف مدى صفاء الذهن الذي وفره هذا العمل لي فقد أصبحت مشاكلي أمام مشاكل
الحالات التي نساعدها لا شيء ...
عملي التطوعي الجديد ذكرني من أين أتيت وأتاح لي الفرصة لمساعدة فتيات يتيمات في حاجه
ماسه لأبسط مقومات العيش ..
أدركت أخيرا أن هنالك دور لي غير دور الزوجة الأخرى !
....................
يوسف الذي زاده الانتظار غضبا : الحمد الله على السلامة .
مضاوي تخفي فرحتها برؤيته : الله يسلمك .
يوسف : وين كنتي يا مدام ؟
مضاوي : أنت عارف أنا وين كنت .
يوسف : أنتي شلون تسمحين لنفسج تشتغلين من غير أذني .
مضاوي : أنا ما أشتغل لعائد مادي أنا متطوعه بوقتي للأعمال الخيرية .
يوسف يردد : من دون أذني .
مضاوي : حنا منفصلين صار لنا سبع شهور أكيد أنت مو متوقع أني بستأذنك بأي شي يخصني
يوسف : أي طبعا خاصه لما وكلتي محامية فاشله ترست راسج بمقترحات سخيفة .
مضاوي : أولا المحامية ممتازة ثانيا إذا قصدك با الاقتراح الخلع فأنا اللي اقترحته مو هي .
يوسف ينفث غضبه : اقتراح غبي .
مضاوي : أول شي ما كنت اعرف انه اقتراح غبي لين فهمتني المحامية أن لازم يكون الخلع
بتراضي الطرفين على مثلا مبلغ يتحدد أو رد المهر و أتنازل عن أي حقوق مستحقه .
يوسف : حلو انج فهمتي أن الأمور بيدي .
مضاوي : بس بأمر الطلاق أما الأنفصال بيدي أنا و ما راح أتنازل عنه لآخر يوم في عمري
وإذا بتعلقني عادي عندي .. أصلا أنا مو مفكره أعيد تجربة الزواج مره ثانيه .
يوسف بتهديد : بتعجزين وبينقطع نماج و بتمنين انج عقلتي ورديتي لي .
مضاوي ببرود : صحيح بس ها الشي راح يصير بعد كذا سنه إذا الله أحيانا ..
يوسف ممسكا بكتفيها : أنتي ليش عنيده ؟ .. لمتى بتعاقبيني .. أفهمي ما في أحد بقلبي إلا أنتي .
مضاوي : قلبك اللي في جسد مقسم ما أبيه .. وأصلا لو تجيني كلك ما رغبت فيك لأنك حيل
متأخر.
يوسف بنبرة غضب عالية : وبعدين معاج ..
مضاوي بعناد : إذا أنت رجال أطلقني .
يوسف يزجرها : أنا رجال غصبا عنج و اسمعيني عدل أنا من ها اللحظه عفتج و طلعتي
من خاطري بس عناد فيج ما راح أطلق فا همه ما راح أطلق و بتردين ترجيني أردج و وقتها
بذوقج المر يا مضاوي ...
...............................................
وداعي القاسي لها سبب الحزن لقلبي الذي من حسن حظي لا يمكن أن يراه إنسان ...
سرقت مضاوي مني حتى فرحتي بقدوم أبني ناصر ... ناصر الذي أتمنى أن يكون أفضل رجل
من رجال عائلتي ..
سميته ناصر ترضية لميساء حتى تعرف أني أقدر والدها حتى وإن لم أشرفها بزواج رسمي
أمام الملأ .. لا لم أفكر للحظه أن أسميه صالح لأني لم أرد أن تضطر أمي على ترديد اسم
معذبها ... أمي الحبيبة التي حبها لناصر يفوق الوصف ...
من لا يمكنه أن يحب ناصر ؟!
ناصر الذي خلق في قلبي مشاعر جديدة و جعلني أفهم المعنى النقي للحب ...
ناصر أتى و تغير كل شيء حتى عاداتي اليوميهة تغيرت ...
بدأت أتعرف عن قرب على عالم الصغار الذي ودعته منذ زمن بعيد ...
بدأت أبني جسر التواصل مع أبني حتى قبل أن يميز الألوان ...
أقضي معه ساعات طويلة تبدا برجوعي من العمل و تنتهي آخر الليل عندما أحمله لفراشه
و أهمس في أذنه ليطمأن أني لن أتخلى عن أمه وإن تخليت عن قلبي ...
أريد أن ينام ناصر قرير العين و يعيش طفولة عذبه في أسره طبيعيه لينمو شخصا سليما
من أمراض الأنفس التي يزرعها الآباء ...
أبني ..
أضحي من أجل علاقتنا الأسمى حتى وإن تراكمت الأوجاع ترثي قلبي الذي سلم بحقيقة فراق
روحه ..
...........................................
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم قريبا جدا ...
|