BENT EL-Q8 ... فعلا منيره تعكس الخبث بتصرفاتها و سنرى في الأجزاء القادمه إلى اين ستصل , شكرا لتواجدك .
...........................................................
الجزء السادس :
عيونها تحمل الكثير من السخريه فهي لم تكف عن النظر لي من تحت نظارتها السميكه , يمكنني
ان أخمن النتيجه قبل ان تعلنها ..
الموظفه : ياأخت مضاوي ملفج ناقص .
مضاوي تدعي عدم الفهم : شنو اللي ناقص فيه ؟
الموظفه : شهادة الخبره.
مضاوي ( ها نحن بدأنا من حيث أنتهينا ) : في الواقع ما املك خبره .
الموظفه : شروطنا واضحه يااخت مضاوي لازم يكون عندج خبره بنفس المجال المطلوب .
مضاوي بضيق : عارفه بس شلون بيكون عندي خبره ومافي احد يبي يوظف مبتدأ .
الموظفه : يااختي انا مالي إلا ان اتبع الشروط المطلوبه .
مضاوي : انزين مافي امكانيه اتدرب عندكم بدون ماتدفعون لي , بهالطريقه يكون عندي خبره
وممكن اطلع بالأخير مفيده لكم .
صوت غليظ آتي من خلفها : حنا شركه خاصه ماحنا هيئه حكوميه يا أخت .
مضاوي تلتفت لتقابل مصدر الصوت وتسارع بكلمات مبعثره بشرح موضوعها لهذا الشخص
الذي لا تعرف ما صفته .
..............
هل يعقل ان يتسع وجه واحد لكل هذا الجمال .. هذا وجه حتما اريد ان اراه يوميا .
............
أم علي مديرة شئون التوظيف تقطع عليه أفكاره أعتقادا منها انها تقطع حديث مضاوي المبهم
استاذ خالد الآنسه مضاوي خريجة محاسبه بدرجة أمتياز بس للآسف شهادتها قديمه وما عندها
خبره .
خالد : انزين يا أم علي ممكن توصلين الآنسه مضاوي ومعاها الملف لمكتبي .. ألتفت خالد
لمضاوي الصامته وقال : باعطيج فرصه واسوي لج مقابله شخصيه بعد ساعه بمكتبي .
مضاوي بنبره تعكس عدم ارتياح وتذمر :
مثل مافهمت أم علي هي رئيسة قسم شئون الموظفين واعتقد انها المسؤوله الأولى عن التوظيف
فليش مو هي اللي تسوي لي المقابله , حتى لو كنت رئيس الشركه اكيد ام علي تفضل تقوم
بعملها بدون مساعده .
خالد وأرتسمت كل علامات التعجب على وجه بدون ان يفقد ابتسامته : انا مو رئيس الشركه
انا المدير المالي للشركه وقسم المحاسبه من مسؤولياتي وانا دايما افضل اقابل المحاسبين الجدد
شخصيا يعني الموضوع مو متعلق في شخصج على وجه الخصوص .
مضاوي بخجل : خلاص مو مشكله انا جاهزه للمقابله .
خالد وهو يثبت عينيه في عينيها : بس انا قابلتج واخذت فكره مسبقه وتقيمي انج ماتصلحين لأنج
وقحه .
مضاوي بصدمه : انت شقاعد تقول ؟!!
خرج خالد من المكتب متجاهل حقيقة أنها تحدثه ووقفت مضاوي تنظر لأم علي وهي تحاول ان
تصد دموعها التي شكلتها الإهانه .
ام علي بتعاطف : يابنتي لا تضايقين نفسج والله بيرزقج بوظيفه احسن وبراتب أعلى .
خرجت مسرعه لم اتحمل حتى ان اسمع كلمات ام علي المعزيه ..
الخاله سلمى الجالسه في الرواق تنتظر مضاوي أقلقها علامات الحزن على وجهها
الخاله سلمى : شفيج مضاوي عسى ماشر ؟
مضاوي : مالي نصيب هني خلينا نطلع .
الخاله سلمى : يله توكلنا على الله .
ها أنا أجبن مره أخرى .. عذري الأول كان وضع مصلحة مضاوي فوق رغبتي بمقابلة يوسف
لكن الآن لايوجد عذر ها هي مضاوي لم تحض بالوظيفه حتى من دون ان اقابله , الآن على
الأقل لدي عذر لمقابلته .
الخاله سلمى وهي تمسك يد مضاوي : مضاوي تعالي معاي .
مضاوي : لوين ؟
الخاله سلمى : بعدين تعرفبن .. تعالي .
...................................................
لماذا لم تتصل اليوم ؟ .... ماذا تخطط له الآن ؟
كم كنت أحمقا باالأمس كيف جعلتها تهرب ؟!
.......
هاهو يفعلها مره اخرى ويأخذ عقله الصغير بعيدا : فواز منو اللي ماخذ عقلك .
فواز بخبث : أفكر في أمي حبيبة قلبي عمتي شيخه , اليوم طلعت من البيت الصبح قبل ماتقوم
وما أخذت بوسة الصبح اللي متعود عليها .
خالد ببرود : دير بالك فواز لا تتعود لأن عن قريب بتزوج وباخذ امي تعيش معاي .
فواز بذعر : عمتي عايشه في بيتها ومارح تطلع منه .
خالد : هذا شي تقرره امي مو انت , المهم حنا اللحين بمكان شغل فخلنا نركز بشغل .
فواز مستهزءا : آمرني ياسيد خالد .
خالد بحنق مخفي : شفت هالملفات اللي بيدي ادقق حسباتهم وتكتب ملاحظاتك بعدين تسلمهم لي
في نهاية الدوام .
فواز : انت من صجك ؟ شلون بخلص كل هالملفات على نهاية الدوام ؟
خالد : إذا بديت اللحين وركزت بدون ماتسرح انا متأكد أنك راح تخلصهم بوقت قصير , يله شد
حيلك وورينا همتك .
فواز يعرف ان لا فائده من المجادله خاصه مع خالد : تامرعلى شي ثاني ؟
خالد بخبث : ايوه .. سلم لي على رهف .
فواز : يوصل !
...........................
فستان ضيق يظهر كل تفاصيل جسدها الممشوق , ياآلهي انه قصير جدا كيف يمكن ان تجلس من
دون ان تخاف ان ... تبا لها هل تتوقف عن الدوران في المكتب , مكتبها فخم يليق بسكرتيرة
المدير , هل يترى كان مظهرها هو بمثابة واسطة ام هي فعلا سكرتيره مميزه , ولما لا ؟ ممكن
أن تكون جميله وفي نفس الوقت ذكيه , انا شخصيا لا أثق بالمعتقدات الأجتماعيه التي تلصق بكل
جميلة تهمة الغباء .
الخاله سلمى : لو سمحتي يابنتي بيطول المدير على مايستقبلنا .
السكرتيره ميساء : انا للحين ماخبرته لأن لم دخلت طلب مني بعض الملفات وقال لا تقاطعيني
لأن عنده أجتماع مصغر .
الخاله سلمى : ماعليه ننطر لين يخلص اجتماعه .
السكرتيره ميساء : أكيد ياخاله ماتحبين تشربين شي ؟
الخاله سلمى : مشكورره يابنتي .
السكرتيره ميساء : على راحتج .
مضاوي بستحياء : خاله انتي من وين تعرفين المدير .
الخاله سلمى : أعرف امه .
مضاوي : امه ؟! يعني امه كانت جارتنا !
الخاله سلمى مبتسمه لتخمين مضاوي الذي يقارب الحقيقه : لا كانت جارت أهلي .
مضاوي : يعني هو يعرفج ؟
الخاله سلمى ترد بضجر : يمكن .
مضاوي : يمكن !
الخاله سلمى : من زمان ماشفته وممكن يتذكرني وممكن لا .
مضاوي : أن شاءالله يتذكرج لأني بموت وتوظف .
الخاله سلمى : اللي الله كاتبه بيصير .
مضاوي : ونعم بالله .
تبدو ضجره من أسئلتي لكن بالمقابل تتكبد المشقه لمساعدتي ! فهي ستقابل شخص لم تره منذ
فتره طويله ومن الممكن ان لن يتذكرها , وعلى الرغم من ذلك لا تبدو متردده بل العكس تماما
تبدو كجمره على نار ملتهبه , غريبه هي دائما تعتزل الناس والآن لا تكف عن الثرثره مع
السكرتيره ميساء , انها تبدو كصحفيه في مقابله مع ملكة جمال السكرتيرات !
..............................
هل تكف يا يوسف عن تقليب الأوراق وجعلي انتظر كالفئران ...
لو لم يكن يوسف مدير لشركه لناسبه ان يكون مدير لمدرسه فهو يعامل الكل كطلاب في مدرسته
فالديه عين تقيم كل ماتقع عليه , لا احب نظراته , في الواقع لم احبب نظراته منذ اول يوم وقعت
عيني عليه , كان ذلك عندما أخذتني أمي يوما معها إلى زيارة زوجة خالي الولود سلمى فقد
أخبرتني امي بكل الموضوع قبل الزياره بيوم وطلبت مني كتمان السر , بدت أمي متشوقه
لتعريفي بأبن خالي البكر أبو صالح كما كنته أمي , في أول لقاء لنا لم يعجبني وكانت طريقته
في النظر لي مستفزه إلى ابعد الحدود , من المضحك اني فكرت وقتها كم سيكون من المناسب
لو كان يوسف هو ابن نوره الشريره وليس ابن الخاله سلمى فقد احببتها منذ اول نظره لم تكن
متكلفه على شاكلة امي او زوجة خالي نوره , كانت أمرأة بسيطه خاليه من كل التعقيدات
التي تشوه الأنثى , إلى الآن أفكر ماذا حدث لها بعد أن طلقها خالي .. هل يفكر بها يوسف أم أنه
أكتفى بأمي ! , اعرف شخصا سيجن إذا عرف ان هناك احتمال لوجودها على سطح المعموره .
..........................
روتين اسبوعي استمتع فيه بلعب دور الأب المتسلط على الأبن المتكبر خالد , أحب أن
أجعله يتنظر لساعات على المقعد المقابل بينما اقلب الأوراق المحاسبيه التي يعدها اسبوعيا
احب ان اطرح عليه اصعب الأسئله وأجعله يبذل قصارى جهده لأقناعي بما انا مقتنع به من
الأساس !
هل تعتقدون ماأقوم به عمل شرير ؟ ..
من الممكن , لكن لا أعرف لماذا أحب تعذيب خالد او من الممكن اني اعرف , احب ان ارى
العروق المحتبسه بالدم التي تتشكل على رقبته , في الواقع عندما أراها اعرف ان وقت التعذيب
أنتهى .
يوسف : إلا قولي شلون فواز بشغل ؟
خالد : تبي أقيمه بيومين ؟
يوسف : أبي تقيميك المبدئي .
خالد : امممم تقيمي المبدئي , بالمختصر خالد هو خالد مايقدر يسوي شي بدون مايتحلطم .
يوسف : يمكن لأنه مطيح معاك الميانه تشوفه يتحلطم قدامك , مو كل الناس مثلك ياخالد .
خالد بتعجب : شلون مو كل الناس مثلي ؟
يوسف : أنت تقدر تتظاهر بس فواز على كثر عيوبه بس مايقدر يمثل الرضا وهو مو راضي
وشخصيا يعجبني فيه صفة الوضوح .
خالد الذي يدرك مايعنيه يوسف : انت شايف علي شي ؟ في شي بشغلي مو عاجبك .
يوسف : لو أشوف عليك شي واحد تأكد انك اول من راح يعرف .
خالد بقلق : على كل حال انا متأكد ان لو لك ملاحضات على شغلي اكيد ماكنت راح تسكت طول
هالسنين .
يوسف : حلوه الثقه بالنفس , على كل حال انتهى الأجتماع وتقدر تروح تكمل شغلك .
..................
أخيرا سأغادر حضوره القاتل , آآآه .... ماذا تضمر لي يايوسف ؟
خالد بعد خروجه من مكتب يوسف : ميساء تأكدي من توصيل الملف اللي عند الأستاذ يوسف
شخصيا لمكتبي بعد مايوقع عليه .
ميساء : أن شاءالله , تامر بشي ثاني ؟
خالد : وهو يهم بالمغادره : لا شكرا .
خالد ينتبه اخيرا للجالسه على يمينه : مو انتي البنت اللي جيتي تقدمين على وظيفه في المحاسبه
... مضاوي تتجاهله .
خالد بغضب : ترى أكلمج , على العموم المدير ماراح يفيدج إذا جايه تشكين لأنه اولا واخيرا
بيرد الموضوع للقسم المختص وهو القسم اللي تحت اشرافي .
الخاله سلمى : ياولدي عين من الله خير , حنا جايين للأستاذ يوسف بموضوع خاص .
........
هل هي امها ؟ ... ياألهي انها تشبه .. تشبه الخاله سلمى لكن بالـتأكدي كانسخه أكبر ...
الخاله سلمى مستغربه من نظراته : ياولدي عسى ماشر ؟
خالد : السموحه منج ياخاله بس تشبهين وحده أعرفها .
الخاله سلمى وهي تحاول ان تستذكر جميع الصور التي اختزنتها لتقارنها بهذا الوجه الوسيم
خالد : الآنسه بنتج ؟
الخاله سلمى : لحظه أنت تقرب للمدير ؟
خالد : المدير يكون ولد خالي .
الخاله سلمى بدهشه : أنت خالد .
خالد بدهشه لا تقل عن دهشتها : أي نعم , مو انتي ..
................................
يوسف : وحده تقول انها صديقه للوالده ؟!
ميساء : نعم يا طويل العمر .
يوسف : أنزين دخليها .
ميساء : حاضر .
.........................
ليس من الصعب علي تخيل ان المغرور خالد يعرف الخاله سلمى لا بد انهم من نفس العائله فعلى
الرغم من قصر معرفتي به فقد ترك انطباعا مشابها للإنطباع الذي تركته الخاله سلمى في عقلي
طوال السنين التي عاشتها كا ضيفه ثقيله بيننا , ليت كل هذا ينتهي وأجد نفسي بسيارة أبو عبير !
......................
ميساء : تفضلي ياخاله المدير بأنتظارج .
حانت اللحظه ....
الخاله سلمى : مضاوي انطريني هني .
مضاوي كطفله خائفه : مااقدر ادخل معاج ؟
الخاله سلمى بتذمر : لا .
مضاوي مستسلمه : خلاص راح انطرج هني .
الخاله سلمى تلج بتردد مكتب الحبيب يوسف ...
خالد : خالتي سلمى امج ؟
مضاوي تجاوبه فقط لتنفي هذا الاحتمال المخيف : طبعا لا , هي أرملة ابوي .
خالد : يعني أنتي عايشه معاها ؟
مضاوي : هي اللي عايشه معانا في بيتنا .
خالد وهو مستغرب : شكلج ماتحبينها .
مضاوي بسرعه : اي قصدي لا .
خالد :اي او لا ؟
مضاوي : مو كأنك تسأل أسئله واجد خاصه انك كنت وقح معاي قبل ساعه .
خالد : ههههههههههه قصدج لما قلت انج وقحه .
مضاوي ورأت الفرصه سانحه : الوقح أنت واهلك .
خالد : لا تصيرين مثل بنات الشوارع يسبون الواحد وأهله .
مضاوي بقهر : صج أنك مو وجه حشيمه .
خالد : أقدر اقول نفس الشي عنج .
مضاوي وهي تكاد ان تنفجر : أخت ميساء مافي عندكم غرفة أنتظار غير مختلطه .
ميساء بأستغراب : لا
خالد : ميساء جديده هني وماتعرف مكان غير مكتبها ومكتبي إذا تحبين أقدر أوصلج للأستراحه
الخاصه بالموظفات بنفسي .
مضاوي بعصبيه : إلا شرايك انت اللي تروح لمكتبك ؟
خالد ببرود : أنا ناطر خالتي سلمى .
لماذا أتعب نفسي حتى بتحدث معه علي فقط أن أهرب إلى المقعد المجاور لمكتب ميساء .
.....................
لا يمكنني التركيز .. تبا لك ياخالد مجرد أن تأمرني أمر حتى يرفضه عقلي , أتمنى لو قلت لي
أن لا أركز لكنت الآن في قمة التركيز ....
يااا رهف هي المتنفس الوحيد هنا , لولاها لذهبت مسرعا أطالب بوظيفتي السابقه كمراسل
أنها رائعه وجميله في كل شئ .. لديها ذوق راقي جدا , من المؤكد انها تستثمر كل
راتبها في متع الحياة , ومن المؤكد انها تشبهني في ذلك , متأكد أنها لا ترى أي خطيئه
في شراء حذاء ثمنه يصل لضعفي راتبها إن كان من أحد دور الأزياء العالمية , سمعت
الموظفات بالكفتريا ينتقدونها ويشيرون لها بالمبذره ! , على الأقل هي تبذر نقودها التي تكد
في تحصيلها فهي ليست من نوعية الفتيات الاتي يبحثن عن رجل ليبذرن نقوده على متعتهن
ومنيره أكبر مثال ... منيره الشيطانه لا تحب الهدايا العينيه بل تحب النقود فقط النقود ..
أتذكر في بداية تعارفنا ...
......
منيره : فواز ماله داعي هالهديه , وأرجوك لا تزعل لأني برفضها .
فواز : ليكون تبيني أنطر مناسبه عشان أهديج .
منيره : أكيد مو هذا قصدي أنا عارفه أن اللي يحب مايحتاج مناسبه عشان يظهر حبه .
فواز : طيب وين المشكله ؟
منيره : المشكله يافواز أنا ماأقدر أبرر لخواتي وجود هالهدايا عندي .
فواز : قولي انج اشتريتيهم .
منيره : شلون وهم يعتقدوون أني ماأطلع السوق إلا معاهم .
فواز : يعني شلون اللحين .
منيره : فواز بسألك أنت مهم عندك انك تهديني ؟
فواز : أكيد .
منيره : أنزين عطني مهله يومين أفكر شلون أبرر وجود هالهدايا معاي .
بعد يومان جائت بخطتها الخبيثه ....
منيره : خلاص حليتها بقولهم أن استاذي توسطلي عند التشغيل الطلابي لأني متفوقه واني اللحين
استلم راتب من الكليه .
فواز : مافهمت شلون هالشي بيساعدنا .
منيره : بالمختصر اللحين تقدرتعلمني شنو الهديه اللي في بالك وتعطيني المبلغ كاش وأنا أروح
مع خواتي وأشتري الهديه وبجذيه خواتي مايشكون بشي .
فوازمتظاهرا بالأقتناع : والله أنج داهيه فكرتج ممتازه .
منيره : الحب يافواز عجيب يخلي الواحد يسهل كل صعب .
فواز : وبعد يخلي الواحد يصوغ حكم .
منيره بخجل مصطنع : وأشعار بعد .
فواز : لا تقولين بعد تكتبين قصائد فيني .
منيره : مو قصائد يعني قصائد تقدر تقول خواطر .
فواز : خلاص اليوم بعطيج مبلغ محترم وتروحين تشترين خط وموبايل والليله تسمعيني
خواطرج .
منيره : لاااا إلا الموبايل ماينفع مااقدر أختي الكبيره أكيد بترفض .
فواز : ليش عاد ؟
منيره : أختي مشكلتها متربيه مع العجز وتكره التكنلوجيا وعندها نظريه ان اللي من البيت لدوام
ومن الدوام للبيت مايحتاجون موبايل ... بليز خالد لا تزعل .
فواز : الموبايل ضروري وبجيبه هديه ولاااااااايمكن أقبل ترفضين بس أنا موافق على اللي
أقترحتيه .
لا أعرف ماذا فعلت على وجه الخصوص لتعتقد منيره أني ساذج , من الممكن انها رأت فيني
طفل مدلل غني وفوق ذلك غبي جدا واستحق أن تنهب نقودي , جاريتها طويلا أعطيتها النقود
بصفه مستمره لإجعلها مدمنه وعندما لم أراها منتشيه جربت أن أزود الجرعه اشتريت لها خاتم
ألماس وأيضا كانت النتيجه سلبيه حتى أنني أتذكر أنها شككت ان الخاتم من الألماس وسألتني أن
كنت أثق بالصائغ الذي اشتريت منه الخاتم لكني أدركت قصدها فهي أرادت أن تسألني إن كنت
كاذب , لكن هي تعرف أن بيننا عقد مبرم غير شفوي ولا مكتوب , أن أعطيها كل ماتتمنى
مقابل أن أحضى بها راضيه , لكن ترديدها اسطوانتها المشروخه بأنها مازالت في بحث مستمر
عن طريقه مناسبه لتعبير عن حبها تقودني للجنون .
مؤخرا بدأت الشكوك تساورني , يبدو ان الطريقه التي تبحث عنها هي كيف أن تجمع أكبر قدر
من المال من الغبي أنا , قبل أن تهرب بعيدا من دون ان أحظى منها بشئ بالمقابل .
هذه الشكوك جعلتني مؤخرا أغوص في أفكار شيطانيه تقود كلها إلى أخذ ماأريد وإن لم ترد ان
تعطينياه طوعا , فمن جانبي أتممت جميع تعهداتي لها في هذه الصفقه الطويله , حتما هذا الحل
سيريحني من وجودها في حياتي ...
عدت مجددا لتفكير بها عليها اللعنه هي و... خالد ...كم اكرهما .
..........................
يمكنني أن أتصور أي أستقبال حضيت به الخاله سلمى في ذلك المكتب الكئيب , لست متنبأ لكن
الدموع التي وجدت مستقرا لها بين تجاعيد عينيها كانت هي الدليل ...
......................
الخاله سلمى : يله مضاوي مشينا .
مضاوي بخوف : عسى ماشر شصار ؟
الخاله سلمى : ماصار شي امشي بسرعه .
مضاوي تذهب مسرعه معها إلى خارج مكتب السكرتيره وخلفهم خالد مناديا .
خالد : ياخاله انطري شوي .
مضاوي : خاله ترى الاستاذ خالد يناديج .
الخاله سلمى تتجاهل مضاوي وتسير .
خالد معترضا طريقها : وقفي شوي بكلمج ياخله .
الخاله سلمى تحاول لملمة نفسها : ماعليه ياخالد اعذرني بس حنا مستعجلين .
خالد : أنزين ماراح أعطلكم انا بس أبي ملف الأخت مضاوي .
مضاوي : وليش اعطيك ملفي مو انت قلت اني ماانفع .
خالد : هذا قبل مااعرف انج من طرف الخاله سلمى .
مضاوي : بالواسطه ماأبي اشتغل .
أم سلمى آمره : مضاوي عطيه ملفج .
مضاوي كعادتها تنصاع لنبرة الأمر بصوت خالتها : حاضر .
خالد : باجر تقدرين تراجعيني وأن شاءالله راح تستلمين شغلج .
مضاوي : باجر ؟
خالد : مو فاضيه باجر ؟
الخاله سلمى مقاطعه للمره الثانيه : باجر راح تكون هني أن شاءالله .
خالد أن شاءالله , عن أذنكم .
أخيرا أصبحت موظفه ولسخرية القدر كان للخاله سلمى الفضل في ذلك , أتمنى لو كنت طائر
لكنت الآن أحط في منزلنا لأبشر الغاليه مناير , أعتقد أنها ستفرح أكثر مني .
هانحن نجلس في الخارج على الرصيف بأنتظار أبو عبير , أتمنى ان لا يحفظ الموظفين الذين
يمرون من جانبنا شكلي سيكون من المحرج ان اكون الموظفة الجديده صاحبة الرصيف , لكن
أي تسيب هذا لماذا يغادر بعض الموظفين باكرا , لماذا لا ينتظرو حتى نغادر !!
...............
أليست تلك الجالسه على الرصيف هي الخاله سلمى وبجانبها مضاوي !
خالد : خالتي عسى ماشر شمقعدج هني .
الخاله سلمى : ياولدي حنا ننطر جارنا هو اللي موصلنا ومواعدنا هني على أنه تأخر .
مضاوي تحاول أن تحسن صورتهما : أنتو مفروض حاطين كراسي للأنتظار برى الشركه
عشان الواحد يلقى مكان يقعد فيه .
خالد : راح أرفع مقترحج لمدير الشركه , تامرين بشي ثاني ؟
هل يقوم بالأستهزاء من طلبي , لا يمكنني لومه فأنا أطلب خدمه توفرها فقط شرطة المواصلات
لركاب الباصات .
خالد موجها كلامه للخاله سلمى مره أخرى : ياخاله أنا وسيارتي تحت أمرج , يله توكلو على الله
وخلوني أوصلكم .
الخاله سلمى : تعبناك معانا اليوم ياخالد .
خالد : انتي حسبة الوالده وتعبج راحه .
مضاوي تريد أن تسبق الخاله سلمى : بس ابو عبير مواعدنا ومو حلوه نخلف وعدنا معاه.
أم سلمى : صحيح مو حلوه نروح ونخليه ينطرنا بعز الظهريه .
خالد : بسيطه دقو عليه وعطوه خبر .
أم سلمى : أي بس حنا ماعندنا موبايل .
خالد مستغربا : ماعندك موبايل ؟! , ماعليه ان اعندي موبايل عطوني بس رقمه .
ياآلهي ماهذا الموقف المحرج نبدو كاشحاذتين أعرف أنه يليق بالخاله سلمى لكنه أبدا لا يليق بي
قصدي لا يليق بي بعد الآن فلقد أصبحت موظفه , نعم نعم أعرف أنه بفضلها بعد فضل الله
سبحانه وتعالى .
الخاله سلمى : انا مو حافضه رقمه , مضاوي علمي خالد برقمه .
مضاوي بكذب : نسيته .
خالد يفهم سبب نسيانه ويوجه كلامه للخاله سلمىا : مو أشكال بنادي الحارس ووصفي له سيارة
وشكل أبو عبير وإذا وصل بيبلغه الحارس عشان ماينطر .
وهكذا حدث الكابوس بالنسبة لمضاوي ووجدت نفسها تستغل سياره فارهه لرئيس عملها بأتجاه
منزلها المتهالك أنه كاااابوس بكل المقاييس , لماذا هي صامته ولماذا لا يبدو على خالد الأنزعاج
من هذا الصمت لماذا لا يسألها أسئلة الأحبه الذين أفترقو ألا يريد ان يعرف شيئا عن حياة
قريبته ! ..
..............
أعرف انها تبكي بصمت .. لا أريد ان أقاطع أحزانها , الشعور بذنب يقتلني انا السبب بكل ماآلت
أليه الامور , أردت أن أغيض نوره الشريره فأخبرتها بسر خالي وخنت ثقة أمي , لم أدرك
فداحة فعلتي إلى أن سمعت بصدفه يوسف وهو يسرد كل ماحصل لأمي , تتسائلون لماذا لم
أعترف وأبرئها , كنت أملك كل الأسباب التي تمنعني , لم أرد أن تعرف أمي أني خنت ثقتها
فهي لا تبدو فخوره جدا بي كشخص في الواقع اعتقد انها تمنت ان اصبح نسخه من يوسف
وممكن أن يكون هذا سبب أفشائها السر لي لإعرف يوسف وأصبح تابعه !
سبب آخر يتمثل في خوفي ان أفقد حب خالي , لطالما أحببت خالي فقد عوضني عن وجود والدي
الذي تركنا ورحل , مشكلته الوحيده انه كان أب تشاركني فيه نوره , لا تعتقدو ان عندي سبب
آخر كاكرهي ليوسف وخيانتي ماهي إلامحاولة لتحطيم حياته , لا أكتم سرا عندما أقول حاولت
أن أضر يوسف في مناسبات عده لكن دائما فكرت بأم يوسف لا اعرف لماذا ؟
فقط هو الغضب الذي جعلني أفقد أعصابي تلك المره وأنساها أو اتناسى أم يوسف للحظة
في محاولة فاشله مني لتحطيم نوره بالضربه القاضيه .
وأفشيت السر , هل نجحت بخطتي ؟ .. لا اعتقد فلقد جلبت فعلتي كل الحزن لحياتي فلقد أصبح
لدي منافسين على قلب أمي وبدى كل شيء بتغير , لكني أعلم أن فعلتي جلبت كل الحزن ليوسف
وأمه وجعلت قلبهما محطم إلى الأبد .
...................................
تريدون أن اخبركم ماذا حدث هناك في مكتب ولدي يوسف ؟
رأيت صالح وهو غاضب جدا , ينعتني بالخائنه التي يجب ان تغادر حياته , عجيب كيف يتكرر
الألم ويبدو أقسى بعد كل هذه السنوات , لم يعطني فرصه لأتكلم , طلب مني أن أكون أما لمره
واحده وأن أتركه واخيه بسلام , ألا تعلم يايوسف أني كنت دائما أمكم أنتم وحدكم , حتى اليتيمات
الأربع لم أخنكم معهن لم أعطهن حقكم بي كأم , لم أخنكم أبدا .
................................... نهاية الجزء.