كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم .....
لكل متابعين القصه ترى الجزء اليوم طويل طلع معاي 21 صفحه بالوورد و طبعا المضمون أهم أتمنى يعجبكم الجزء ...
الجزء السابع و العشرون :
الشهر هل هلاله ....
أستقبلو زائركم ....
شهر الرحمه ...
شهر المغفره
لاتبخلو على أنفسكم .....
.........................................
أعتدت هذه المشاعر لسنوات كلما زارنا رمضان !
أشعر بفرح يختلط الحزن به ...
أتذكر رغما عني أيام الطفوله ...
لم أكن طفله شقيه على الرغم من كوني الأصغر بين أخوتي الأربعه وأخواتي الثمان ..
كنت أرافق أمي طوال نهار الصيام وأتبعها في كل مكان ...
أجلس بجانبها وهي تعد " الجريش " طبق أبي المفضل و لا تنسى الهريس الذي يحتاج لضرب
مستمر فهو طبق الكل المفضل ! ...
كم أفتقدهم القساة
كم أفتقدهم .. على الرغم من هجرهم ... مازلت أحن لهم !
أحن لأمي الخاضعه التي فارقت هذه الحياة من دون أن تكون حره حتى ولو ليوم واحد
أمي الحبيبه رحلت بعد سنوات من التلظي على جمر فراق الأحبه من أبناء و بنات ...
و ... هو ...
أحن له الذي كانت قسوته سببا في شقائي ....
أبي ...... أبي الذي ولد فقيرا و عاش فقيرا ومات أفقر ...
كانت كل الظروف تدفعه ليكون أقسى و أقسى ....
لم أراه يوما سعيدا حتى نهارالعيد الأكبر ! ... أليس هذا منتهى الأسى ....
أخوتي و أخواتي غادرو إلى الحريه و لم يريدو ان يعودوا لسجن القسوه الذي عانوا
فيه لسنوات , المضحك المبكي أنهم تصرفوا كا مساجين أختارو أن يبتعدوا آلاف الأميال عن من
شاركهم الزنزانة لسنوات ! ....
.... وبذلك كان وداعهم أبدي ....
وها هو رمضان يذكرني بهم ... ويجعلني أحن لمائدة الإفطار الصغيره التي كنا نجتمع حولها
لنفطرعلى مارزقنا الله به و ندعو لبعضنا البعض ... سرا ! ...
أحبتي ... هل ياترى تذكروني في هذا النهار كما أذكركم ؟ ....
في زمن آخر كنت مع أبو يوسف و كان رمضان أكرم ...
كم أحببت أسرتي الصغيره التي جعلتني أحب والدي أكثر , جعلتني أفهم أمي و أقدر أبي وأغفر
وأصفح لهما ....
يوسف الصغير كان يتبعني في كل مكان ... آه ... كم كان يذكرني بنفسي عندما كنت صغيره ...
يحب الهريس كما احبه ... يا ترى أما زال يحبه أم كرهه هو الآخر ؟!! ....
لكن ماذا عن فواز ماذا يحب على الإفطار ؟! .... العمة شيخه بالأحرى هي من تعرف ...
.
.
كنت راضيه ... وبت سعيدة ... وأصبحت حزينة ....
.
.
.
... هذا يذكرني كم كنت باردة مع الفتيات ... لم أحب أن أشاركهم الإفطار لا لأني أكره تواجدي
معهن لكن حالتهم ذكرتني بأخوتي وتساؤلهم كم ستكون قسمتهم إن غاب فرد منا ....
أبو مناير لم يكن متذمرا لكن فهمت بدون شكوى انه يعاني من شظف العيش ويتألم فقرا وأن
كل ما نفطر عليه ما هو إلا بواقي صدقه ! ...
..................
مضاوي تقطع على الخاله سلمى ذكرياتها .....
خالتي شتسوين ؟
الخاله سلمى : أسوي هريسه , أكيد تعرفين أن يوسف يحبها .
مضاوي بأسى : بس حنا ماراح نفطر معاكم اليوم .
الخاله سلمى بأستغراب : ليش عسى ما شر يا مضاوي صاير بينكم شي ؟
مضاوي : لا ما بينا شي بس يوسف ملزم ان اليوم نفطر عند عمته , بس صدقيني يا خالتي ان
لو الأمر في يديني افطرت معاكم بس ....
الخاله سلمى : لا يا مضاوي لا تعذرين و لا شي اهم ماعليج راحة زوجج وطاعته واجبه
وما عليه إن ما أفطرتو اليوم عندنا باجر إن شاء الله بتفطرون معانا .
مضاوي تحاول تحسين الحقيقه : ما أعتقد لأن يوسف يقول أن عمته متعوده على وجوده على
الفطور وان مو حلوه يكسر في خاطرها وخاصه ان عيالها ماراح يكونون معاها لأنهم بيفطرون
مع ابوهم مثل كل سنه .
الخاله سلمى تخفي ألما يعتصر قلبها : فيه الخير يوسف و عمته ماقصرت معاه ولازم يداريها .
مضاوي تخفي غيضا من العمه : معاج حق , بس يا خالتي لا تنسين تشيلين لي من هريستج .
الخاله سلمى : بدون ما توصين بخلي لج في الجدر عشان تسحرين عليها .
مضاوي : لا يكون يا خالتي زعلتي ترى بعد الفطور على طول بنرد .
الخاله سلمى : لا يا مضاوي و شنو اللي بيزعلني بعدين مشاعل و منيره بيفطرون معاي و
بننطركم بعد الفطور عشان نتقهوى معاكم .
..........
كيف كذبت عليها ؟ .. لا اعتقد ان يوسف سيسارع في العوده بعد الفطور لنكون معها بل يبدو انه
يخطط لتمضية الليل كله في ديوان منزله ليستقبل المهنئين في الشهر و يبدو أن ما قلته سيجعل
الخالة سلمى تنتظره على أمل مشاركة ما تبقى من أول يوم في رمضان معه ...
أخبرته أن ليس من العدل أن لا يشارك أمه هذا اليوم لكن ....
...........
يوسف : جيبيها من الآخر أنتي ودج تفطرين اليوم مع خواتج و جبتي أمي في السالفه عذر.
مضاوي : مو صحيح أنا فعلا أفكر في خاطر خالتي سلمى .
يوسف : مو ملاحظه أنج صايره تتمادين في الجذب , ترى أنا عارف أنج ما تحبينها .
مضاوي : مو صحيح أنا أحبها بشكل ما اعتقد انك راح تفهمه .
يوسف : واضح خاصه في معاملتج لها قبل زواجنا .
مضاوي : بما انك ما تدري عن الوضع اللي كنت عايشته و الظروف اللي عاشت فيها امك
ما له داعي أحاول حتى أفهمك .
يوسف : وأنا ما أبي أفهم .
مضاوي : انزين لا تفهم بس قدر أنها أمك ولها أحقيه أكثر من عمتك .
يوسف : عمتي اللي تكرهينها هي الأحق , هي اللي ضمتني يوم أمي هجرتني .
مضاوي : قصدك عمتك أحق لأنها هجرت ظناها و حضنتكم أنت وأخوك .
يوسف : لاااا .. هي أحق من اللي هجرتني أنا و فواز و فضلت تضمكم بدالنا.
مضاوي : مو صحيح , خالتي سلمى ما نستكم وما أعتبرتنا في يوم بديل لكم .
يوسف : واضح عشان جذيه طلعت من بيتي عشان تكون معاكم .
مضاوي : طلعت من بيتك عشانك ما حترمتها و لا قدرت وجودها .
يوسف : هذي قناعتج بس مو الحقيقه .
مضاوي : الحقيقه أنك ما تبي تعرف الحقيقه .
يوسف : لا تفلسفين و خليج جاهزه الساعه ثلاث بنكون في بيت عمتي .
مضاوي معترضه : بس ثلاث مبجر حيل .
يوسف : شلون مبجر وأنتي اللي بتسوين الفطور .
مضاوي : أنا ؟!
يوسف :أي أنتي , مو زوجتي ؟
مضاوي : بس انت بنفسك مانعني أحط أيدي في شي داخل البيت عشان خاطر عمتك .
يوسف : قلت لعمتي أنج با تطبخين لنا الفطور وما اعترضت .
مضاوي : طبعا ما راح تعترض لأني بكون خدامتها .
يوسف : إذا أنتي شايفه نفسج خدامه هذا شي راجعلج بس نصيحه أعتبري نفسج زوجه تحاول
ترضي زوجها في نفسه و في اللي يعزون عليه .
مضاوي : وأنت شلون راح ترضيني ؟
يوسف : أنا مو مقصر عليج بشي .
مضاوي : أنا اللي أقرر إذا كنت مقصر او لا .
يوسف : بس الأهم نظرتي للأمور و أنا شايف اني مو مقصر عشان جذيه رايج مو مهم بعد رايي
.................
كان سيصبح النقاش قبيحا و لم أرد ان أبدء رمضان بذنب لذلك تقاضيت عن الأمر
وجعلت الأمور تسير كما خطط لها ...........
............................................................ .........
الكل يهنأ بقدوم الشهر الكريم لكن في حالتي ترفق التهنئه بتمنيات الشفاء العاجل !
أنا بخير ألا يفهمون ؟ ! ....
وقعت و أصبت بكدمات خفيفه و ربطت يدي لرضه اشبه بكسر هذا كل شيء... لما يبالغون في
الأمر ؟ ... هذا ما لا أفهم ! ....
...........
مي : هدي نفسج و رمضان كريم .
مشاعل بغضب : انا ما أحب المبالغه و اللت و العجن في الحجي مو كل شوي ناط في وجهي
واحد من الزملاء اللي اصلا أنا ما أحب اختلط فيهم وهم عارفين و يقعدون يتميلحون ..
سلامات .. ما تشوفين شر ... باللي يكرهونج يااارب .... عين و ماصلت على النبي ... لا و
الوقح طارق صك عليهم كلهم يقول ليته فيني و لا فيج .
مي : صج وقح , وسكتي له ؟
مشاعل : ما يمديني أتكلم إلا قام يضحك ويقول ترى أمزح و رمضان كريم !
مي : خلاص فكينا منه ما ابي افطر عليه في ها الرمضانيه .
مشاعل بغضب : يعني أنا اللي أبي أفطر عليه تراج أنتي اللي سألتي .
مي : شفيج مشاعل اليوم معصبه ترانا نسولف .
مشاعل : أنا آسفه بس عن جد شي ينرفز .
رنا اللتي تدخل المكتب مع باقة ورد كبيره تعلق على الجمله الأخيره من حديث مشاعل : السلام
عليكم ... شفيه الحلو زعلان ؟
مشاعل و مي بسرعه : و عليكم السلام و كل عام و أنتي بخير , وشنو ها الباقه و من منو
بسرعه أعترفي .
رنا : يمه أكلتوني شوي شوي علي خلوني آخذ نفس .
مي : يله رنا عن الملاغه من وين ها الباقه ؟
رنا : ها الباقه توني أخذتها من أبو يونس كان بيوصلها المكتبنا و ما شفت البطاقه اللي عليها لحد
اللحين .
مي تسارع لقراءة البطاقة : هذي لج يا مشاعل من السيد فارس ... يو هذا فارس ما غيره ؟!
رنا : عطيني البطاقة أقراها .
مشاعل : أي فارس ؟! ...
مي : التريله اللي اصدمج وشالوج بالأسعاف بسبته .
مشاعل : أي فاااااارس , شيبي ؟
مي : شيبي بعد ؟! ... الرجال جنتل و داز لج باقة الورد أعتذار و تهنئه باالرمضان .
مشاعل بغرور : أستاهل .
رنا : ههههههه يمه مسرع أنغريتي ترى تلقينه متعود يطلب من سكرتيرته ترسل باقات ورد
لتهنئه لأي أحد .
مي : لااااا وأنتي الصاجه سكرتيرته متعوده من نفسها ترسل باقة ورد للي يصدمهم .
مشاعل : يمه من غيرة الحريم .
مي : حبيبتي ما راح أغير لين اشوفج قاعده معاه في الكوشه .
مشاعل : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين .
رنا ومي : ههههههههههههههه عاد لا تنسينا .
.... سلمان يدخل فجأه ...
سلمان : السلام عليكم و مبارك عليكم الشهر ....
.......
رددت السلام لأنه واجب ...
وتمنيت أن لا اسمع صوته طوال ساعات العمل فمازالت نبرته الحاده التي جعلتني
أخرج مسرعه لأصطدم با فارس ترن بأذني .....
........
سلمان : شا الباقه الكشخه ؟ .... لا يكون كسبتم عميل جديد من وراي .
رنا : ها المره الباقه مو لنا لمشاعل من السيد فارس بادي اهم عميل لشركه .
سلمان : و شنو المناسبه ؟
مي : اعتذار و تهنئه برمضان .
سلمان : الظاهر السيد فارس أكثر واحد في الكويت يربحون من وراه محلات الورد و
أ كثر واحد يستاثم في أبو يونس اللي رايح و جاي في باقات التهنئه من مكتب لمكتب ...
.............
لا أعرف إن كان يكذب أم هو صادق لكن يمكنني أن استشعر نبرة تهكم في صوته ...
المتأكدة منه أنني أغلي غيضا لا مبرر له ....
..................................................
بالغت قليلا فا باقة الورد الوحيدة من فارس هي التي رأيتها قبل هذه في مكتب يوسف لتهنئته با
قدوم الشهر الكريم ....
........
يوسف : تدري ها الباقة من منو ؟
سلمان : من منو ؟
يوسف : من فارس بادي .
سلمان : أي عرفته ولد ابو غريب .
يوسف : عليك نور وهو عميل مهم عندنا وأبي منك أداريه و تخلي كل الشغل اللي في أيدك
وتركز في شغله .
سلمان : بس اللي فهمته أن ملفه ما سمكته الزميله مشاعل .
يوسف : كانت ما سكته بس اللحين الملف بيكون عندك و أبيك تبيض الوجه .
سلمان : أبشر .
يوسف : و في خدمه صغيره بغيتك فيها .
سلمان : آمرني .
يوسف : ما يامر عليك عدو , انت عارف يا سلمان أنك مو بس ولد عمتي أنت حسبة أخو .
سلمان مستغرب من تحول الحديث لمسائل شخصيه : ها الشي أكيد بس ماني فاهم مناسبة
ها الحجي .
يوسف : مناسبته الخدمه اللي ابيك فيها ... أنا أبيك تراقب مشاعل .
سلمان بإنزعاج : شنو ؟ .. اراقب مشاعل ؟! .. شلون يعني أراقبها ؟!!!
يوسف : هد أعصابك و أسمعني , أنا خايف على مشاعل .
سلمان : من شنو ؟
يوسف : من فارس .
سلمان : و السبب ؟
يوسف : بالمختصر عشان تفهم هو وفواز عندهم أصدقاء مشتركين .
سلمان : قصدك يعني انه راعي مغازل , ترى كثير من الشباب يغازلون بس ما ينخاف منهم.
يوسف : اللي عنده المال و القوه ينخاف منه , أنا ما اعرف مشاعل عدل بس واضح أنها بنت
بسيطه ممكن واحد مثل فارس يأثر عليها بشكله و ماله ويوهمها با الحب و يخليها تغلط .
سلمان : لاااا مو لهدرجه ترى الأخت مشاعل ما شفت منها إلا كل خير البنت مؤدبه و خلوقه .
يوسف : سلمان عن السذاجه اللي مثل مشاعل يغرهم المظهر و المال و با الحظه ينسون كل
أخلاقياتهم .
سلمان : وجهة نظر بس تحتمل الصواب و الخطأ .
يوسف : صحيح عشان جذيه أبيك تراقبها و إذا حسيت في شي تقول لي عشان ألحق عليها قبل
ما يصير شي نندم عليه كلنا .
سلمان غير مقتنع : إذا شفت السيد فارس تمادى بشي اكيد راح أبلغك .
يوسف : سلمان تراني أعتمد عليك و عارف أنك ماراح تخيب ظني .
............................
لا أريد أن أخيب ظن يوسف لكن أيضا لا أريد أن أكون جاسوسا ...
و لا أريد أيضا أن أكون ساذجا !
ماذا لو كانت مخاوف يوسف حقيقيه ... ماذا علي أن أفعل ؟ ....
........................................................
تجلس عائلتي المفككه حول مائدة الأفطار التي لم أكون أخطط للجلوس عليها اليوم لكن خالد
أقنعني ! ...
نعم خالد الذي كنت دائما على غير وفاق معه , خالد اليوم لأول مره يشعرني بأنه أخي الأكبر
الذي يمكن أن يسمع لي و أسمع له ...
تغير مفاجأ في شخصيته لا أجد له إلا تفسيرا واحد وهو أن دور الزوج و الأب المستقبلي عزز
دور الأخ ! ...
...............
خالد : شوق أنا دايما كنت معجب في ذكائج ومهما أختلفنا أثق في رايج , تعتقدين فعلا أن سلمان
أذنب ؟
شوق : انت مو فاهم ولاراح تفهم .
خالد : يمكن مو فاهم بس أوعدج أني راح أفهم إذا فهمتيني .
شوق : مو المشكله إذا تكلمت معاك بالصراحه بتقلب علي و يمكن تستاثم فيني في نهار
الرمضان .
خالد : إذا قصدج بمد أيدي عليج وعد مني في هال يوم الكريم أني ما أمد ايدي عليج بد الدهر .
شوق بدهشه : والله ماراح تمد ايدك علي طول عمرك ؟
خالد : اسمعي يا شوق مرعلي شغلات خلتني فخور إن أنتي و جود خواتي عقل وثقل ارفع
راسي فيكم , على أن اللي عاشو مثل ظروف معيشتكم وأفقدو الاستقرار في بيتهم راحو يدورون
الحب و الحنان في المكان و عند الأشخاص الغلط بس أنتي وجود غير ما خليتم ظروفكم عذر
للغلط , ووعد مني أني ما أمد ايدي عليج طول عمري .
شوق والعبرات تجد على خديها مستقر : وأنا أوعدك أني أظبط مشاعري و أتأدب وما أغلط
بالكلام على أي أحد .
خالد : يعني اليوم بتكونين معانا على الفطور .
شوق : أن شاء الله , بس أنت متأكد أن أبوي ما راح يتضايق من وجود سلمان .
خالد : أصلا أبوي اللي دق على سلمان وقاله جيب أغراضك ورد البيت وأبيك أول واحد مقابلني
على الفطور .
شوق : والله ؟!
خالد : جهال حنا بتقعدين تحلفيني على كل شي ؟!
شوق : آسفه مو قصدي بس مستغربه من أبوي .
خالد : حتى أنا أستغربت بس طبعا فرحان أنه سامح سلمان على أن في الواقع ما في شي يسامحه
عليه .
شوق : إلا سلمان غلطان نسيت انه تغاضى عن تحرشات زوجة ابوي وماعلم احد .
خالد : غلطان بس حطي نفسج مكانه و بتشوفين انه ما كان يثق في مكانته في قلب ابوي وكان
خايف يفقده .
شوق : وجهة نظر .
خالد : شوق عندي طلب صغيرون .
شوق : آمر .
خالد : حسني معاملتج مع مناير تعرفين هي عاشت بين خواتها طول عمرها واللحين أكيد تحس
بالوحده خاصه أن انتي وجود منطنشينها با المره .
شوق : شكت لك ؟
خالد : اكيد ما شكت لي بس لي عيون واشوف .
شوق : خالد لازم تفهم أن الموضوع مو مرتبط بحب و لا كره بس احيانا ما يكون في كيمياء بين
شخصين فا ما ينفع يكونون أصدقاء بأي شكل بس تأكد أني بعاملها بشكل عادي وماراح أضايقها
خالد : على راحتج .
.....................................
عدنا من صلاة التراويح و جلسنا بأنتظار مناير و مضاوي أعتقدنا أنهم سيسارعون للمنزل بعد
أنتهاء الأفطار لكن يبدو أن واجبات الزوجه تجاه أهل زوجها أهم من واجباتها تجاه أهلها ...
.................
مشاعل : عن جد مصاخه يوعدونا ومايوفون بوعدهم حتى خالتي سلمى ملت وراحت لغرفتها .
منيره : يعنني متزوجات ومو فاضيات مالت عليهم وعلى اللي ينطرهم .
مشاعل : تقصدين أنا ؟
منيره : هههههههههه وأنا .
مشاعل : هذا صوت الجرس يا له روحي فتحي الباب أكيد حرم السيد خالد شرفت .
منيره : يا سلام لا يكون اشتغل عندج .
مشاعل ترسم الألم على وجهها : ما نشوفين ايدي تعورني ؟!
منيره : يمه منج النصب يسري في عروقج .
مشاعل : انزين روحي بطلي الباب قبل ماتروح خالتي سلمى و تبطله ...
..............
ذهبت مسرعه و كنت أعتقد أن مناير هي الطارق لكن و جدت نفسي فجأه محاصره بمد بشري
يطبع القبلات الحاره على كل شبر في وجهي الصغير....
جاراتنا من الحي القديم جاءوا ليباركوا لنا في قدوم الشهر الكريم .........
...............
منيره : مشاعل عن الملاغه تعرفين ان قهوتي مو حلوه سويها بدالي لا تفشلينا معاهم .
مشاعل : ايدي تعورني يعني تبني اعلق لوحه برقبتي مكتوب عليها مصابه عشان تفهمين .
منيره : مشاعل لا تصيرين سخفيه خلصينا سوي القهوه .
مشاعل : اف خلاص با سويها بس انتي اللي راح تغسلين مواعين السحور .
منيره : أف ما صارت ليش ما نجيب خدامه حالنا حال غيرنا .
مشاعل : أنا مستعده أجيبها من معاشي بس عاد أقنعي الخاله سلمى .
منيره : عاد هني المشكله شلون بنقنعها .
مشاعل : يو منو جاينا بعد روحي أفتحي الباب شكلنا اليوم بنسنتر في المطبخ .
..................
لا .... ليست مناير و لا باقي جارات الحي القديم ... نعم شخص لم تكن زيارته في الحسبان ...
فواز هنا أمامي ...
لا يمكنكم تخيل ملامحه ... يبدو أوسم مما كان ... وأطول وأعرض ! ...
يااااا أعتقد أني سأستسلم لنوبة بكاء غير مبرره ! ..
.........
منيره : نعم شتبي ؟
فواز : أولا مبارك عليج الشهر ثانيا أنا جاي لأمي .
منيره : أمك ؟! .. توك تذكرها ؟
فواز : ترى شكلج غلط وأنتي موقتني على الباب و تحققين معاي مو حلوه قدام جيرانكم .
......
أحرجني برده ووجدت نفسي أقوده إلى المجلس وأطلب منه أن ينتظر هناك إلى أن أخبر الخالة
سلمى بوجوده ....
..............
كانت رؤيتها عن قرب أقصى ما تمنيته طوال هذا اليوم , جئت لرؤية أمي بعد إلحاح من يوسف
ووجدت نفسي أربط رؤية أمي برؤية منيرة وتحقق لي ما أردت ...
و أنا الآن أجلس هنا منتظرا بارتباك لا أعرف كيف ستستقبلني أمي خاصة بعد معاملتها الباردة
لي في المستشفى ...
أتمنى أن تأتي بسرعة وأهنئها بشكل أسرع و أقادر بلمح البصر !
......
أخبرتني منيره بوجود فواز ووجدت نفسي في متردده لم أعرف ماذا أفعل هل اسرع له أم
أجعله ينتظر كما جعلني أنتظره ! ...
لم يأتي مدفوعا بشوق الابن للأم أتى يأمر من أخيه ...
مساء أمس سألت يوسف عن أخبار فواز وإن كان سيتزوج أبنة عمته بعد رمضان ...
وعندما كان جوابه بنفي أي مخططات لزفاف قريب سألته
إن كان سوف يأتي ليبارك لي في رمضان؟! ...
ملامح يوسف نمت عن عدم ارتياح من سؤالي و بدا محرجا أمام مضاوي التي سارعت بنفي
إحتمال مجيئه, نظرة يوسف لمضاوي أقلقتني و تمنيت أني لم أسأل ....
لكن النتيجه إيجابيه و ها هو أتى أخيرا ....
........................
فواز من بعيد : مبارك عليج الشهر .
الخاله سلمى : علينا و عليك , تفضل اقعد ليش واقف .
فواز : لا أنا مستعجل بزور كذا واحد من ربعي وما في وقت .
الخاله سلمى : تقدر تزورهم باجر أقعد .
فواز مستغرب من لهجتها : هذا أمر ؟!
الخاله سلمى : لا مو أمر بس في موضوع بكلمك فيه .
فواز يهم بالجلوس وترتسم على ملامحه علامات القلق : تفضلي .
الخاله سلمى تجلس بالقرب منه : بسألك سؤال وأبيك تكون صريح معاي .
فواز بدفاع عن نفسه : انا دايما صريح وما عندي شي أخبيه .
الخاله سلمى : لك خاطر في منيره ؟
فواز متفاجأ : منيره !
الخاله سلمى : تبيها ؟
فواز و الخوف يتملكه : أنا ... أنا ماكنت أعرف انها بنت ..
الخاله سلمى مقاطعه : فواز هذي ماهي صراحه هذا تهرب تبيها و لا ماتبيها ؟
فواز بجرأه : أي ابيها .
الخاله سلمى : اجل اسمع يا فواز منيره بنت اجودي أمني عليها و أنا يوم اني زعلت عليك مو
لأني أغليها أكثر منك بس هي حسبة بنتي و أمانه عندي و إذا أنت مثل ماتقول لك خاطر فيها
تراها جتك عطيه جيب عمتك وأخوك وأخطبوها رسمي .
فواز : بس أنتي تعرفين أني خاطب بنت عمتي .
الخالة سلمى : أفسخ خطبتك منها .
فواز : ما أقدر .
الخاله سلمى : أجل بعد عن منيره و مو كل يوم تنقز وراها من مكان لمكان .
فواز : أنا ما ..
الخاله سلمى مقاطعه : السايق قايل لي عن فرارتك وراها وجاب رقم سيارتك وجارتنا طلعت لي
اسم صاحب السياره اللي هو أنت , لا تحسب ان منيره ماوراها ظهر إن ما تعدلت راح أشكي
عليك با الشرطه .
فواز مصدوم : تهدديني ؟
الخاله سلمى : قصر حسك ما له داعي تفضح نفسك ترى ما حد يعرف بها الكلام إلا أنا و أنت
تعدل يا فواز ترى اللي تسويه عيب على واحد بعمرك أحشم على الأقل أخوك اللي حسبة ولي
أمرها اللحين .
...........
لم أطيق الجلوس ولا للحظه سارعت با المغادرة و أنا ألعن الساعة التي حضرت بها ...
أكرهها نعم أكرهها .. ليست أمي مستحيل أن تكون أمي !
...........
منيره بأنفاس متقطعه : مشاعل تعالي غرفتي بحاجيج .
مشاعل تتبعها للغرفه : خير شصاير ؟
منيره : رحت بودي الجاي و القهوه للمجلس و قبل ما أطق الباب سمعت ....
......
مشاعل : يو خالتي سلمى تعرف انه يلاحقج ؟!
منيره ومازالت أنفاسها منقطعه : أي تصوري ...
مشاعل بأبتسامة خبث : بس و الله و فشلته و خلته ما يسوى بيزه .
منيره : و طلع معصب لدرجة ما أنتبه أني لاصقه بالطوفه ....
مشاعل : شفتي مو قلت لج يموت فيج .
منيره : بس مشاعل ما أبي أسمع شي ..
مشاعل : أصلا أنتي جيتي تقولين لي عشان تبين تسمعين ..
منيره : لا أنا جيت لج لأني خايفه من اللي صار مو لأني أبيج ترددين علي بأن فواز يحبني .
مشاعل : ومن شنو خايفه أنتي في السليم وواضح ان الخاله سلمى عارفه انج ما غلطتي بشي
وأن ولدها هو الغلطان .
منيره : ليش أجل مرعوبه و قلبي بيفر من صدري .
مشاعل : لأنج تاكدتي أن فواز يحبج .
منيره : بس أنا ما أحبه .
مشاعل : حلو بجذيه نكون خلصنا من ها السالفه و أعتقد ان فواز خلاص ماراح يتجرأ يلاحقج
بعد اليوم .
منيره : أنزين لو أنه وافق يفك خطبته من جود تعتقدين خالتي سلمى كانت راح تغصبني أتزوجه
مشاعل : الخاله سلمى أثبتت انها ذكيه , أصلا هي عارفه جوابه قبل ما يقوله , هي تبي تفهمه أن
اللي قاعد يسويه غلط وما له نتيجه شرعيه .
منيره : بس اللي سوته أكيد قطع آخر أمل في علاقتها مع فواز .
مشاعل : يمكن هي ما تعتقد أن فيه أمل من الأساس عشان تقطعه .
............................
أجلس على أحر من جمر أنتظر أن يأتي يوسف من ديوانه ليخبرني بأن موعد العوده للمنزل حان
كان يوما مرهقا و كل ما أتمناه أن أضع رأسي المثقل بكل الأفكار السوداويه على وسادتي
الوثيرة ...
اضطررت اليوم أن أتحمل أم خالد ... يا إلهي أنها شخص لا يطاق , أنقذتني زيارة مناير
القصيره وأعطتني بضع ساعات لأستعيد توازني العقلي ...
لكن بعد رحيل مناير أضطررت لتحمل صديقات العمه المتكبرات ! ...
و على ذكر التكبر جائت شوق و جود ليقضو ما تبقى من السهره معنا ...
جود لم تتوقف عن الحديث مع أمها عن فرحتها برجوع سلمان للمنزل أما شوق بدت في منتهى
الوقاحه وهي تطلب من أختها عدم التحدث في مساءل شخصيه أمام الغرباء ! ...
و ازدادت وقاحتها عندما أتى يوسف لسلام عليهن , فتحت كل المواضيع الممكن التطرق لها
معه حتى تلفت أنتباهه , حركات مراهقه لا تليق بعمرها !
أما كأس سوبر وقاحه كان من نصيب يوسف الذي وجد في شوق فرصه لإغاظتي ...
.......... في الطريق للمنزل ............
مضاوي : تدري أن تصرفاتك تصرفات واحد مراهق ما يقدر يسيطر على هرموناته .
يوسف : شنو مناسبة ها الكلام السخيف ؟
مضاوي : أنت عارف مناسبته .
يوسف : أي قصدج لما وصلت أختج مع خالد و دب فيج النشاط فجأه وقمتي تجيبين الحلو و
الفطاير و تحنين عليهم إلا تذوقون اللي مسويته بيديني .
مضاوي : فرحانه في زيارة أختي شفيها يعني لضيفتها .
يوسف : وأنا فرحان بزيارة بنات عمتي وسوالفهم اللي ما تنمل و شفيها يعني ؟
مضاوي : ما فيها شي إذا ما فسرت شوق تصرفاتك غلط .
يوسف : تغارين ؟
مضاوي : لو بغار غرت من ميساء .
يوسف : أجل شنو تسمين المحاضره اللي ألقيتيها ؟
مضاوي : شفقه على بنت عمتك الصغيره اللي ممكن توهم شي مو موجود .
يوسف : ومنو قال اني أوهمها بشي مو موجود , انا راح اتزوجها اول ما تخلص دراستها يعني
بالكثير بعد سنه وبجذيه يكون اخوي عديلي و عمتي خالتي أم زوجتي ما في أحسن من جذيه .
مضاوي تكتم غيضها : إذا المسأله جذيه الله يهنيكم .
.....................
أرأيتم مدى وقاحته , أفهم أنه لا يكن لي أي مشاعر لكن صراحته جارحه جدا ...
و الآن خطتي با المسارعه لوسادتي و أخذ قسط كبير من النوم يمحي كل تعب هذا اليوم باءت
بالفشل وها أنا أتقلب على وسادتي لا أجد لنوم سبيلا ...
........
خطتي عادت لمسارها الصحيح و ها هي مضاوي يهجرها النوم ليجعلها تتقلب في فراشها بأرق
تنفي غيرتها لكن كل ما فيها ينطق بأنها تغلي من الغيره و أعتقد أنها تغار من شوق أكثر من
غيرتها من ميساء لا أفهم لماذا لكن هذا ما أشعر به ...
........
مضاوي : يوسف نايم ؟
يوسف : خير ؟
مضاوي : تدري أن الأقارب عقارب ؟
يوسف : و القصد ؟
مضاوي : إذا تزوجت شوق يمكن تخرب علاقتك مع عمتك .
يوسف : وطبعا أنتي ما تبين علاقتي بعمتي تخرب بما أنج تموتين فيها .
مضاوي : لا أنا أموت فيك أنت .
يوسف بإبتسامه ساخره : أنتي مو تعبانه وتبين تنامين ؟
مضاوي : أنا مشتاقه لك طول اليوم ماشفتك ساعه على بعض .
يوسف يتكأ على وسادته : مضاوي أنتي مصخنه ؟ أو الغيره بتموتج وما لا قيتي لها إلا ها الحل .
مضاوي : أي بمووووووت من الغيره و أنت المسؤول .
يوسف : يعني تحبيني ؟
مضاوي : لا بس أنا ما أحب أحد ياخذ شي لي .
يوسف : أولا أنا مو شي ثانيا أنا مو لج .
مضاوي : أجل ليش ما تبي أطلق ؟
يوسف : ردينا على السالفه البايخه .
مضاوي : حيرتني معاك قلت با طلقني إذا خليت الشغل و هذا انت ما وفيت بكلمتك .
يوسف : أنتي شسالفتج تقلبين على كل شكل تقولين حيه .
مضاوي : قصدك أنا العقرب اللي ما تبي تقربها لصدرك .
...................
أعترف ... هزمتني و أنا الذي استسلمت هذه المرة ! ...
لكن هذه مجرد معركة في حرب طويلة ...
تبا لك مضاوي ... تبا ... تبا ... تبا ....
لما أصبحت الأماكن التي لا تسكنيها خاليه ...
وكل الساعات التي لا تكونين فيها قاحله ...
لما أشتاق و أنا أنوي الهجر ....
لما أصبح كل ما أريد ... أنتي ...
كوني أقل جمالا و أقل رقه ... وأكثر أكثر رحمه علي وأنا بين يديكي !
............................................................ .......................
.
.
.
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم ..........
|