الجزء الخامس و العشرون :
أحتمالات النجاح بأي عمل ترتفع عند وضع خطه بديله لأي معوق غير متوقع !
.....
رائحة القهوه تنتشر بقوه بين الممرات التي تزدحم بالمراجعين وها أنا أحاول المرور بينهم حتى
أصل لمكتبي السابق , هذه المره سأدخله كازوجة صاحب الشركة وليس كاتلك الفتاة المتواضعه
التي أتت تبحث عن مصدر رزق لها ولأخواتها , على الرغم من أختلاف الوضع في كلتا
الحالتين لكن اليأس هو الدافع المشترك ! ...
.......
فواز متفاجأ من وجود مضاوي في المكتب : مضاوي شتسوين هني ؟
مضاوي : أولا السلام عليكم , ثانيا أنا بمكان عملي .
فواز : يوسف يدري انج موجوده ؟
مضاوي : يمكن يدري من جواسيسه وإذا للحين ماوصلوله الخبر اكيد انت بتقوم بالواجب .
..........
فعلا .. سأذهب لأخبره وأتمنى لم يسبقني إليه أحد ...
يوسف سيكون على قمة جبل الغضب ويجب ان اكون بجانبه حتى أخفف من ردة فعله ..
.....
يوسف : وأكيد خالد الحقير هو اللي عينها .
فواز : ما سألتها بس أحتمال .
يوسف : أكيد خالد هو اللي ردها وراح أتاكد من شئون الموظفين بس هين أوريك فيهم .
فواز : طلبتك يوسف لا تهور وتسوي شي يقلل من هيبتك قدام موظفينك .
يوسف : اكيد ماراح اسوي شي يرضي خالد لاني فاهم مقصده من اللي سواه , راح أحل
الموضوع برى الشركه .
فواز بعد أن أطمأن : أنزين انا اللحين أستأذن .
يوسف : لحظه ابيك بشغله .
فواز : آمر .
يوسف : ابيك تطلب باقة ورد فخمه و ترفق معاها كرت تهنئه و توقعها بأسمي وتكون على
مكتب البرنسيسه مضاوي قبل نهاية الدوام .
فواز : باقة ورد ؟!
يوسف بعصبيه : لا تصير مثل البغبغاء وتردد الكلام وراي .. أي باقة ورد مثل اللي تشوفها في
محلات الورد .
فواز : انا فاهم شنو باقة ورد بس ماني فاهم ليش ؟
يوسف : مو شغلك تفهم نفذ وبس .
فواز بإمتعاظ : اللي تامر فيه , عن أذنك .
........
نفذت ماطلب مني وخرجت مسرعا لأداء واجب آخر ...
أصبحت الآن السائق الخاص لجود ويبدو أن هذا من مهام الخطيب التي لم أكن اعلم بها ....
في البدء كنت أتذمر بصمت عن هذا الوضع الغير مرضي لي والذي فقط يرضي غرور جود
التي كل مره تخرج مع فتاة مختلفه لتومئ لها بأتجاهي !
لكن الوضع المزعج تحسن بتدريج عندما وجدت تسليه تجعل الوقت الذي اقضيه باالأنتظار من
أمتع الأوقات , اراقبها يوميا وهي تنتظر سائقها اللعين الذي يجعلها تنتظره تحت أشعة الشمس
الحارقه أتمنى لو كان لي الحق لما جعلتها تنتظر فليس من العدل ان يرهق ذالك الجسد الممشوق
تحت وطأة الأنتظار ...
..... تبدو خداها جمرتان من لهيب أشتعل في صدر عاشق !
كم هي جميله لدرجة إمراض العقل بهلوسات لا يمكن تحقيقها في الواقع , يتعبني التفكير بها ...
لم أنساها مهما حاولت ومهما كنت لئيما أتجاهها , هي فقط من تثير رغبة التملك لدي ..
هي فقط من أريد أن أحاصرها من الأتجاهات الأربع حتى أكون أقرب لها من أنفاسها ...
أرأيتم تجعلني أهلوس ...
أعتقدت أني شفيت من الإدمان عليها وأصبحت ذكرى لذيذه تداهمني حلما يزورني كل ليله , لكن
رؤيتها يوميا جعلت من الصعب عدم التفكير بها في وضح النهار ...
وهكذا بدأت هواية جديده تليق بالمختلين عقليا وهي الترصد والتلصص فقد قضيت ساعات اتبعها
في الصباح من منزلها إلى الكليه و أتبعها مره أخرى من الكليه إلى منزلها وعندما كانت تتوقف
في المكتبه أو لتسوق كنت لا أتوانى عن تتبعها , في البدء أقنعت نفسي بأني أريد فقط أن أشهد
على أنحلالها الأخلاقي لكن جميع تصرفاتها و حتى مظهرها لم يجعل لدي اي مبرر لمواصلة
هذا الترصد ... وأخيرا أعترفت أني ....
أني لا أعرف لماذا أريد أن تكون هي من بجانبي الآن !
............
جود : فواز صارلي ساعه أكلمك .
فواز رجع من هلوساته : خير ؟
جود : فواز يعني ماسمعت اي شي من اللي كنت أطلبه .
فواز : أنا آسف آمري شنو تبين .
جود : ابي تجي على وقتك وماتخليني انطر بالحروره وتحت الشمس اللي ذوبت مخي .
فواز : انتي ليش ماتنطريني في الكفتيريا على ما اتصل عليج .
جود : لأني اتصلت على موبايلك وكان مسكر فخفت ان الشحن مخلص مثل كل مره وقلت
انطرك برى و لا اخليك تنطرني بالحر شفت أنا شلون حنونه .
فواز : إذا ماتكونين حنونه على ولد خالج منو تكونين حنونه عليه .
جود بإمتعاط : على خطيبي .
فواز استوعب أخيرا : من حظي اني ولد خالج و خطيبج يعني ماخذ الغلا كله .
جود : وأن شاء الله يبين في عينك .
فواز : يلتفت عليها ويأشر على عينيه : يله شوفي عيوني شنو تشوفين .
جود بخوف : فواز ركز بسواقه وخل عيونك على الشارع .
فواز : يوووو طلعتي خوافه لاااا انغشيت فيج أنا ابي اتزوج وحده قويه ومغامره .
جود : يعني تبي وحده بايعه نفسها .
فواز : اي بايعه نفسها لي .
جود : يووو بدينا غزل المطاعم .
فواز : لا خلاص تبت ماعاد أغازل لا بمطاعم ولا حتى بكوفي .
جود : زين طمنتني .
فواز : أنزين جود شرايج اليوم تغدين عندنا .
جود : عشان مالك خلق توديني بيتنا وبتسويها مثل كل مره وتغدى وتحط راسك وتنام وتقوم
وتقول يووووو مواعد الربع ما اقدر اوصلج بيتكم .
فواز : يهب حافظتني مايطوفج شي يابنت عمتي الملسونه .
جود : تصحيح خطيبتك الحلوه .
فواز : خطيبتي الدعله .
جود : فوااااااز بسك تطنز خلك شوي رومانسي .
فواز : ماعرفنالج إذا تغزلت فيج قلتي غزل مطاعم وإذا ماتغزلت قلتي ماانت رومانسي .
جود : وانت ماعندك حل وسط.
فواز : خلاص جودي فكيها شوي ولا تبوزين وبحاول أكون وسط وعد , واللحين طاح الحطب ؟
جود تضحك : طاح وباح .
.....................................
يطاردني باالخفاء ...
على الرغم من محاولاته البقاء بعيدا من دون ان يلفت الأنتباه , أكتشفت أنه يتبعني في كل
مكان ... شيء مخيف لا أفهمه لماذا يتبعني , ماذا يريد هذه المره ... هل يريد الأنتقام ؟ ... نعم
من المؤكد انه يخطط لمصيبه لي ... لماذا لا يتركني بسلام , تعبت .. أنا فعلا تعبت ...
............
منيره : تعبت شسوي ؟ ... بكل مكان اشوفه يراقبني من بعيد الظاهرمو ملاحظ اني كاشفته .
مشاعل : شرايج نعلم خالد عليه ويوريه الشغل .
منيره : مانبي مشاكل يا مشاعل , وبعدين لا تنسين انه اكيد يعرف من سلمان انج انتي اللي كتبتي
الرساله لأبو خالد ومو بعيده يفاجأ خالد بسالفه وبعدها يخليه يقلب علينا , عاد وقتها مناير تشرفنا
وأنتي و مضاوي تطلعون من الشغل وأنا أودع السايق الغثيث اللي فاكني من باص الكليه .
مشاعل : معاج حق .... بس ماعليج من فواز مدامج ماشيه سيده لا يهمج .
منيره : هذا اللي احاول أقنع نفسي فيه بس الخوف مو راضي يخليني .
مشاعل : بقولج شي بس لا تعصبين .
منيره بأهتمام : قولي شنو عندج ؟
مشاعل : فكري شوي هو يطامر وراج من مكان لمكان بعز الحر بدال مايتمشى مع خطيبته
ويروحون يتغدون و يتقهون برى , ليش ؟
منيره : أف ... كملي ليش ...
مشاعل : أعتقد انه متعلق فيج وهو مايدري .
منيره : لااااا أنتي أكيد هلوستي .
مشاعل : لا هلوست ولا شي , فكري فيها , أتذكر لما كنا نشوفه صدفه بالمستشفى لما كنا نزور
خالتي سلمى دايما كان يسوي سكان عليج يطالعج بدقه من فوق لتحت على انه يحاول مايبين بس
عيونه فاضحته .
منيره : توهمين .
مشاعل : أحلفي أنج ما انتبهتي .
منيره : أنتبهت أنه وقح وحتى امه مريضه مابطل عادته .
مشاعل : شعادته يا غبيه الولد يمرون قدامه اشكال وألوان ولا ألتفت لهم شمعنى أنتي .
منيره : وأنتي شدراج انه مايطالع في اللي رايحات وجايات .
مشاعل : لأن كل مره أشوفه يكون منزل راسه الأرض وسرحان أو أنه يقرأ كتاب بس ينتبه
لوجودنا يعلق عيونه فيج .
منيره : مشاعل بس بطني قام يمغصني من الخوف .
مشاعل : صج انج خبله , فواز بإشاره منج بيصير خاتم بأصبعج .
منيره : ومنو قالج اني ابيه يصير خاتم بأصبعي .
مشاعل : ياخبله هذي فرصتج .
منيره : فرصتي ؟!
مشاعل : اي فرصتج عشان تعطينه كف وتحطمينه مثل ماحطمج وأفضحج ...
فرصه تبعدينه عن جود إذا كنتي تحبينها لأنج تعرفين انها منغره فيه وماعرفته على حقيقته
فرصه تورينها انه هو اللي تبلاج مو أنتي اللي تبليتيه .
منيره : أنتي متى صرتي خبيثه ؟!
مشاعل : لما شفت الخبث والشر قدامي .
منيره : منو تقصدين ؟
مشاعل : يوسف الحقير , لا يمكن انسى يوم مد ايده عليج لا يمكن انسى انه استضعفنا وبدال
مايحمينا في بيته تجنى علينا .
منيره : تدرين مشاعل للحين أتحلم فيه يوم يطقني , احس بقهر .. ماحد حاسبه والكل تصرف
بشكل طبيعي كأنه ماسوى شي , بس الخاله سلمى اللي حسيتها وقفت معاي باللي تقدر عليه .
مشاعل : انتي بيدج تردينها له في أخوه .
منيره : بس شلون ؟... أنا ما أبي أغلط .
مشاعل : ماراح تغلطين هو اللي راح يغلط وراح يكره نفسه ويمكن بعد تطلع كل العقد اللي فيه
ويذبح نفسه .
منيره بإندهاش : يذبح نفسه !
مشاعل : فكري فيها واحد يعتقد امه خاينه و بيتزوج من بنت عمته غصب و متيم في وحده ماله
امل فيها وزيدي عليها انه مدلل وما عمره تمنى شي وماحصله أي ضربه قويه راح تفقده توازنه
ويمكن تدفعه ينتحر .
منيره : الظاهر يا مشاعل مأثره عليج الأفلام اللي تشوفينها .
مشاعل : أعترف أن الأفلام تأثر علي بس الأفلام مهما كانت شوي خياليه بس في مواقف تمر
علينا تشابه اللي نشوفه بالأفلام , يعني مثل فيلم دعاء الكروان حيل مأثر علي .
منيره : يو لا يكون بتلعبين دور فاتن حمامه قدام فواز .
مشاعل : لا ابيج انتي تلعبين دور فاتن حمامه قدامه .
منيره : ماادري انا خايفه .
مشاعل : منيره ملاحظه انج متغيره قبل ماكان يهمج احد وكنتي دايما قويه .
منيره : بالحق يا مشاعل .
مشاعل : يعني يوم كنتي ادافعين عن نفسج قدامي لما كنت انصحج ماتطلعين معاه كنتي على حق
منيره : لا كنت غلطانه واللحين مستغربه من موقفج بما انج مثل ماقلتي كنتي تلوميني اني اطلع
معاه .
مشاعل : هذا قبل ماتنفضحين , انتي لايكون حسبالج لأن جود ماقالت للبنات اللي في الكليه عنج
انها مافضحتج , يكفي انها تقول لندى و ندى تقول لأختها اللي بتروح تسولفه لقرايبهم و
لصديقاتها , و بعد ام خالد تلقينها ماخلت احد ماقالت له خاصه انها تكره مناير و مضاوي ,
ولا تنسين ان فواز علم الحقير الثاني سلمان وشوفي من معلم غيره و بعد أزواج خواتج يدرون
يعني باالعربي أنفضحتي ومافيه شي تسترين عليه .
منيره تبدأ بالبكاء : ليش صرتي قاسيه ؟
مشاعل : عشان اوريج اللي مو راضيه تشوفينه صرت قاسيه ؟! ... أصحي يا منيره .
........................
حيرتني باقة الورد .. ماهي الرساله التي يريد ان يوصلها لي ؟! ..
أيريد أن يخبرني أني لست ندا له .. أيعتقد أني لا أعرف ...
أم هو لا يريد أن يعترف أني محاربه عنيده و سأواصل مضايقته إلى ان يستسلم بورقة الطلاق .
يااااا هذه الأفكار تكاد تفتك بجسدي المتعب من هذا النهار الطويل حتى وأنا استريح على فراشي
بعد قيلولة قصيره اجد من يضايقني , فهذا المنبه يكاد يصم أذني ..
منبه !
لكن .. من وقت المنبه ؟! ....
....... صح النوم ........
مضاوي : بسم الله الرحمن الرحيم ... أنت شتسوي هني ؟
يوسف : جاي اقرب منج مثل ماقربتي مني .
مضاوي : أطلع برى .
يوسف : أطلعي أنتي بالأول من الشركه وبعدين أنا أطلع من ها البيت .
مضاوي : طلق و أنا أطلع من الشركه .
يوسف : مو أنا اللي ممكن تبتزينه يا مضاوي تراج مو قدي .
مضاوي : يا مغرور تحسب أنك بتستضعفني و بسكت .
يوسف : غصب عنج بتسكتين و توطين الراس .
مضاوي : تخسى لا أنت و لا غيرك يوطي راسي .
يوسف : راح اطوفها لج بس عشان ماضايق العجوز اللي برى , بس ماراح اطلع من هني .
مضاوي : خالتي سلمى تدري انك هني ؟!
يوسف : اي تدري وفرحانه بوجودي .
مضاوي : فرحانه لأنها ماتدري عن اللي بيني وبينك بس اللحين جى الوقت اللي أفهمها فيه اللي
بينا .
يوسف : لهدرجه تكرهينها ؟
مضاوي : أنت اللي تكرها اما انا احبها و لا يمكن استمر في الجذب عليها .
يوسف : لا تنسين انها مريضه واي أنفعال ممكن يأثر عليها .
مضاوي : ليش ماقلت لنفسك ها الكلام قبل ما تقتحم بيتنا ؟
يوسف : لأنها ماتهمني بس انا قاعد اوضحلج تناقض كلامج مع افعالج .
مضاوي : أنا راح افهم الخاله سلمى الموضوع بطريقتي و أنا متأكده أنها ماراح تضايق .
...........
لجأت لحمامي الخاص حتى أغسل وجهي لعلي أستيقظ من هذا الكابوس , لكن بمجرد خروجي
للغرفتي مره خرى تأكدت أنني لم أكن أحلم فها هو يوسف يجلس على سريري و ينظر لي
نظرته المعتاده المليئه بتهكم والإزدراء ...
لكن ليس علي تحمل كل هذا بعد الآن , سأذهب مسرعه للخاله سلمى وأطلب منها أن تقف
بجانبي ضد أبنها ...
..........
لم أستطع الأستمتاع بقيلولتي كل ماكنت افكر به كيف أعاقب مضاوي واحشرها في زاويه حتى
تستسلم وبعدها افكر في طريقه للأنتقام من خالد ...
في لحظه طرأت لي هذه الفكره الجنونيه بأن أحمل حقيبة ملابسي التي لا يوجد بها شيء وأتجه
لمنزل والدتي ....
أنتظرت خارج المنزل لساعه وأنا متردد لكن عندما رأيت أمي تخرج لزيارة الجيران وجدتها
فرصه حتى اسبب الإضطراب لمضاوي , قرعت الباب لتفتحه مشاعل التي بدت مستائه من
رؤيتي وهكذا حاولت صرفي بوقاحه لكن كنت أعند واوقح منها وأقتحمت المنزل أسأل عن
مضاوي وفجأه عادت أمي من اسرع زياره يقوم بها اي شخص لجيرانه ...
تلعثمت وأنا أحاول تبرير وجودي في منزلهن لكن حقيبتي الكبيره التي لا يمكن تفسير وجودها
إلا بتفسير واحد لا ثاني له , أنا هنا بعد أن خيرتني زوجتي بين الطلاق او العيش معها في منزل
أهلها ... هذا تبريري الذي أخبرت أمي به !
وقفت كطفل صغير أمام أمي منتظرا اي إشارة منها بتصديق كذبتي أو بتأنيبي عليها ...
لكن وجدتها تشير لي بإتجاه غرفة مضاوي لتقول لي " غرفة زوجتك آخر غرفه على ايديك
اليمين " ....
دخلت غرفة مضاوي لأجدها غارقه في نوم عميق ... تبدو ملامحها وهي نائمه مختلفه ...
تقاسيم وجهها تبدو برقة الطفوله ... أزعجني ما رأيت .. هاهي تستمتع بالنوم بينما انا أغلي
غيضا ..
وقت منبهها حتى يزعجها بعد ثواني و جلست على حافة السرير استمتع بمشاهدة إنزعاجها ...
...................
هاهي تحضر حساء العدس وجبتها المفضله و ها أنا متردده من أخبارها بشيء يمكن ان يمنعها
من تناول هذه الوجبه الخفيفه ...
......
الخاله سلمى : ادري شنو بتقولين , لا تضايقين وتحسبين اني زعلانه انج ماقلتي لي ان يوسف
بيجي يعيش معانا بس يا امج انا كنت خايفه ان منيره تضايق عشان جذيه اول مادخل يوسف
غرفتج رحت لمنيره عشان اشوف رايها لكن هي ياعمري قالت انها سامحته و ماعندها مانع انه
يعيش معانا .
مضاوي : منيره قالت جذيه ؟!
الخاله سلمى : اي قالت جذيه .
...
إذا منيره فكرت بالخاله سلمى اكثر مني , من المؤكد انها منزعجه من وجوده لكن لم ترد ان
تحرم الخاله سلمى من الأجتماع مع ابنها و مهما اخفت الخاله سلمى سعادتها بوجوده فيكفي
وجودها في المطبخ في هذه الساعه لتعد حساء لا تتناوله إلا في العيد !
........
الخاله سلمى : هذا اللي بتقولينه و لا عندج شي ثاني , قولي يامضاوي تراج بنتي اللي ماجبتها .
... يوسف يفاجأهم : لا تحرجينها يا يمى كافي انا احرجتها وقلت لها تطبخ لي مجبوس دجاج
على العشى وشكلها ماتعرفله .
مضاوي من دون تفكير : اصلا ماحد يعرف يسوي مجبوس دجاج مثل اللي اسويه .
يوسف و الخاله سلمى ينفجرو ضاحكين ..
...تبا له جعلني اقع بفخه ...
الخاله سلمى : لا يا يوسف مالك حق اصلا مضاوي ام السنع وتعرف تطبخ كل شي بس انت
ماشفت سنعها لأن كانو الخدم تارسين بيتكم بس من اللحين ورايح بتذوقك كل يوم طبخه .
مضاوي : انا اللحين موظفه ومااني فاضيه اطبخ كل يوم .
يوسف : معاج حق راح اكتفي بيوم الجمعه .
الخاله سلمى : خلاص و لا يهمكم انا اللحين بسوي لكم مجبوس دجاج على العشى .
يوسف ومضاوي بصوت واحد : لاااااا
يوسف : لا تعبين نفسج اصلا انا كنت اتغشمر مع مضاوي وأصلا انا مااحب آكل دسم بالليل .
مضاوي تغيظه : اي يوسف يحب ينام على معده خاليه عشان مايتحلم بكوابيس .
الخاله سلمى : لا حشى ماينام و بطنه فاضي و بعدين الكوابيس تجي للي ما يقرأ المعوذات قبل
النوم , انتي عاد اقري على زوجج و ارقيه .
يوسف : سمعتي امي شنو توصيج .
مضاوي : و لا يهمج يا خالتي بقرأ علي قراءه طويله قبل النوم .
الخاله سلمى : يله عاد من غير مطرود اطلعو بشوف شغلي .
......
لا يوجد فائده من مجادلتها فقد حاولت انا و يوسف أن نثنيها عن ماخططت له لكن لا ياحياة لمن
تنادي فها هي تتحرك بنشاط بالمطبخ تحضر كل مايلزم لطبخه وها أنا يتم نفيي من التواجد
معها لمساعدتها ! ...
.....................
كانت تبكي بمراره وهي تحتضن وسادتها وعندما دخلت الخاله سلمى تترجاها ان تكف عن
البكاء لأنها سوف تطلب من يوسف المغادره حالما يخرج من غرفة مضاوي تضاهرت منيره
بأن ما يبكيها سبب يتعلق بدراستها و ليس متعلقا بوجود يوسف معنا ....
........
منيره تلتفت فجأه على مشاعل : وبعدين معاج ترى قاعده ادرس .
مشاعل : وأنا قاعده أقرأ المجله .
منيره : واضح تقرينها بوجهي .
مشاعل تعتدل في جلستها : انزين كنت اطالع فيج لاني مستغربه منج , ليش ماقلتي للخاله سلمى
انج تبجين لانج مو طايقه يوسف بدال ماتبتكرين جذبه بايخه ما يصدقها إلا الخاله سلمى الطيبه .
منيره : كنت بقولها بس تذكرت وجهها لما شافته وضعفت .
مشاعل : ما ألومج شكلها كانت متشفقه عليه يمكن لو انها مو خايفه من ردة فعله جان أحضنته
بقوه .
منيره : تدرين مشاعل يمكن هذي فرصه ان الخاله سلمى تنسى كل عذاباتها في السنين اللي
طافت يمكن هذي فرصه ان يوسف يعرف امه و يكتشف الحقيقه ويرد لها .
مشاعل : يوسف قاسي وقلبه اسود وماراح يسامحها انا وياج عارفين ليش هو هني .
منيره : عارفه انه يبي يعاقب مضاوي بس ماتدرين يمكن بعقله الباطن يبي يقرب من امه .
مشاعل : جايز .
منيره : ليت فواز يسوي نفسه .
مشاعل بدهشه : يو تبينه يجي يعيش معانا ؟!
منيره : طبعا لا , انا اقصد لو يجي يزورها او يتصل فيها .
مشاعل : امسحي ايدج اذا بخطبته ماكلف نفسه يعزمها تبين يزورها ويتصل فيها بدون سبب .
منيره : يا قو قلبه شلون يقدر على بعد امه لو أمي عايشه مافارقتها و لا زعلتها ابد .
مشاعل : الله يرحمها هي و ابوي , حنا تيتمنا بس الخاله سلمى فرصتنا نعيش مع حنان الأمومه
أما يوسف و فواز عندهم فرصه حقيقيه بس مايبونها , فعلا شي عجيب , بس مثل ماقلت لج
عندج فرصه تعاقبينهم ثنينتهم .
منيره : واعاقب الخاله سلمى .
مشاعل : يمكن تعطينها فرصه تنساهم وتبنانا .
منيره : بسج يا مشاعل خبث تراج حيل تغيرتي وماتفكرين إلا بإتجاه واحد .
مشاعل : انتي اللي تغيرتي وصرتي تفكرين با الكل ماعدا نفسج .
منيره : تدرين مشاعل ترى تطورنا وكل وحده لها غرفه شرايج تقرين المجله في غرفتج .
مشاعل تتجاهل تلميحات منيره : إلا على طاري غرفتي و غرفتج أنتي ماتخافين تنامين بروحج .
منيره : وليش أخاف ؟!
مشاعل : يعني ماتخافين مشاء الله عليج أنا أخاف حتى أطفي اللمبه .
منيره تضحك فجأه : مشاعل قولي انج تغشمرين .
مشاعل وإحساس الخجل يظهر بنبرة صوتها : كنت اتغشمر وأحاول ألطف الجو .
منيره : اي طمنتيني حسبالي بهالعمر وتخافين عاد انتفشل فيج مع زوج المستقبل .
مشاعل : تدرين انتي سخيفه واللي يسولف معاج أسخف يله ردي أدرسي وأنا بروح اساعد الخاله
سلمى .
.................
أنتهينا من وجبة العشاء التي أقيمت على شرف المتكبر يوسف , ومن العجيب ان أخواتي تصرفو
بمنتهى التهذيب حتى أن منيره لم يبدو عليها عدم الأرتياح من وجود يوسف !
منيره و مشاعل ساعداني بتنظيف المائده و غسل الصحون بينما غادرتنا الخاله سلمى لتنام باكرا
كعادتها اليوميه اما يوسف أختفى في غرفتي , من المؤكد انه يتطفل على حاجياتي الخاصه
يبحث عن أدله لإدانتي بجرم أرتكبته بمخيلته لكن لما أهتم ؟ .. ليجن و يفقد صوابه وهو يبحث
عن شيء لا يمكن ان يجده ...
............. في غرفة المعيشه ...............
مشاعل : مضاوي يله حطيه على mbc 2 في فيلم بنتابعه .
مضاوي : لما تخلص الأخبار أحط عليه .
منيره : يعني لين يطوفنا بدايته و مانفهم شي .
مضاوي : شنو تبين تفهمين الفيلم كله سخيف عن وحده زوجها سكير و خاين وكل عله فيه
ومعذبها في حياتها وآخر شي يقول لها سامحيني تقوله سامحتك يا بعد طوايف أهلي .
مشاعل : يا سلام الأنجليزية تقول يا بعد طوايف أهلي , مشكوره خربتي علينا المسلسل البدوي .
.... أحم , أحم ....
مشاعل : منيره ليش تنحنحين .
منيره : هذا يوسف مو أنا يا غبيه تغطي .
مضاوي : تفضل .
يوسف : شطالعون ؟
مضاوي : الأخبار .
يوسف بإبتسامه شريره : حطو على mbc 2 في خوش فيلم .
مشاعل محرجه : لا حنا بنطالع مسلسل خليجي جديد .
يوسف بلؤم : على أي قناة ؟
مشاعل بتلعثم : على الراي .
مضاوي : راح احط عليه لما تخلص الأخبار .
.....
إذا بعد ان انتهى من تفتيش اغراضي أنتهى بتنصت علي أنا وأخواتي ....
جلسنا نستمع للأخبار وأشك إن كان أحدا منا سمع خبرا واحد , التفت إلى يوسف لإرى ماذا يفعل
ووجدته ينظر لي بتمعن مما جعل قشعريره تسري بجسدي ...
.............
يوسف : هذي قناة الراي مافيها شي متأكده يا مشاعل من القناة .
مشاعل يصبغ اللون الأحمر خديها : يمكن اني ملخبطه بالقناة .
.....
كم هو لئيم يريد ان يحرج مشاعل هذا التصرف فعلا دنيء مما جعلني ألتفت عليه حتى أرسل
نظرات مؤنبه إليه لكن فاجأني بإيمائه من رأسه يقصد بها حثي على الخروج معه , لكن عندما
غادرنا لم أذهب في أثره ....
.....
مشاعل : اوف ما بغى يروح .
منيره : فعلا غثيث .
مضاوي : ويوم انكم منغثين ليش قعدو ومارحتو لغرفكم .
منيره : يا سلام بتحكمين فينا انتي وزوجج .
مضاوي : عن قلة الأدب يله كل وحده لغرفتها .
مشاعل : اخاف صج لا يكون تحسبينا اصغر عيالج .
مضاوي : انتم ليش صايرات قليلات ادب .
..... صمتنا بعد ان سمعنا خطوات مسرعه قادمه بإتجاهنا ......
يوسف برجاء كاذب : مضاوي حبيبتي بطولين هني يله انا مليت وانا انطرج با الغرفه .....
.........
ذهبت مضاوي معه والغضب يصدر دخان يتصاعد من أذنيها ...
...
مشاعل من بين ضحكاتها : يمه بموت من الضحك شكلها كان تحفه .
منيره هي الأخرى تضحك بقوه : لا شفتي شلون طيرت عيونها و فتحت فمها يمه يمه اتضحك .
مشاعل : إذا كل يوم يوسف بيسوي لنا عرض بها الشكل انا اللي بسوي له عشى كل يوم .
منيره : والحلى علي .
......................
مضاوي : تصرفاتك اليوم كلها تبين عن قلة أدب .
يوسف مستلقي على السرير بنوبة ضحك : شكلج كان رووووعه .
مضاوي والخجل يرتسم على ملامحها : يعني عادي عندك تمسخر نفسك قدام خواتي .
يوسف : يو شكلج معصبه قربي خليني اراضيج .
مضاوي : ماراح اقرب و لو سمحت تقوم عن فراشي .
يوسف : وين اروح انا ؟
مضاوي : الغرفه كبيره شبرها و المكان اللي يناسبك انسدح فيه .
يوسف : اوكيه شبريها انتي و افرشي لي فراش وراح انام عليه .
............
لم ارد ان اجادله وفعلت ماطلب لأني اكاد ان اسقط ضحية حالة إغماء فوجود يوسف داعي
لثاني أكسيد الكربون ليخنقني ....
.............
محاولاتي المتكرره لإقناع سلمان بالعيش معي انا وعمتي بائت باالفشل وها أنا لم أستسلم ...
......
فواز : انزين رمضان جاي يعني عاجبك قعدتك بروحك .
سلمان : مو معقول يا فواز كل ما زرتني كررت نفس الكلام انت ما تمل ؟!
فواز : قبل كنت تعذر بأسخف الأعذار و اللحين مالك عذر حتى يوسف راح يعيش مع زوجته
والبيت فضى مافي إلا أنا وعمتي يعني انت ماراح تضايق احد .
سلمان : فواز طلبتك انسى الموضوع و لاعاد تفتحه معاي .
فواز :انت الظاهر بتجلطني , اسمع اذا ماجيت تعيش معانا برمضان ترى كل يوم بنجي انا
وعمتي نفطر عندك .
سلمان : حياكم الله بس جيبو فطوركم معاكم .
فواز : تطنز انت ؟
سلمان : ما ادري عنك يا فواز , انت عارف ان امي شاكه في برائتي و خواتي بعد يعني اجي و
اقعد مع ناس ما يحترموني و يشكون في أخلاقي .
فواز : الغلطه غلطتك انت ماحاولت تشرح لهم وانخشيت في ها الشقه كأنك مرتكب ذنب .
سلمان : هم احكمو علي من دون ما يسمعون لي .
فواز : يعني بتستمر على ها الوضع للأبد .
سلمان : انا مرتاح والناس مرتاحه بس باقي انت ترتاح .
فواز : لا ما اني مرتاح لين يتصلح كل شي .
سلمان : شرايك فواز نطلع واعزمك على كوفي .
فواز : يعني ما في أذنك ماي .
سلمان : استسلم يا فواز .
.........................
اسبوع مده طويله على أحتمالي لهذا الوضع , أحاول ان اتصرف أمام الكل كازوج محب لكن
الحقيقه اني اتمنى ان اخنق مضاوي حتى تلفظ انفاسها الاخيره فها هي تجعلني انتظرها كسائق
امام شركتي ....
...
مضاوي بنبرة المتهكم : لا يكون حبيبي نطرتك واجد قدام شركتك ؟!
يوسف يتجاهلها ليسوق مبتعدا عن شركته و يقف فجأه بالخلاء ...
يوسف : اسمعيني عدل تسنعي و امشي سيده لسنعج وأنا قدها .
مضاوي : يعني شنو بتسوي ؟
يوسف : انا ما اقول انا انذرج و اسويها .
مضاوي متحديه : اللي تقدر عليه سوه .
يوسف بغضب عارم : هين ان ماربيتج على اديني ما اكون يوسف .
مضاوي : انا متربيه قبل ما اعرفك وما يشرفني اتربى على ايدين واحد مثلك .
يوسف : لا انتي مو متربيه والدليل انج رحتي لحبيب القلب و خليتيه يردج الشركه عشان
ماتغيبون عن بعض .
مضاوي مدافعه : انا مارحت له انا كلمت مناير وطلبت منها يردني لشركه وبعدين انا ما اشوفه
بشركه إلا صدفه او لما يجي القسم ويكون معاي بدال الموظف اثنين وواحد منهم اخوك .
يوسف : جذابه انا شفتج بعيويني واقفه معاه باالكفتيريا و سرحانه فيه وهو يسولف .
مضاوي : مو صحيح هذا عقلك المريض يصور لك شي ماصار انا كنت واقفه مع زميلاتي
وخالد وقف يكلم وحده منهم كانت غلطانه بموازنة الميزانيه وطلب منها تراجعها و لا كلمني و
لا كلمته .
يوسف : ماراح اجذب عيوني و اصدقج , أنتي وحده منحطه ما تفرقين عن خواتج ولا عن امي
بس انا ما الي حق إلا عليج وماراح اطوفها و بتصرف معاج تصرف ثاني لأن غلطاتج كثرت
بدون ما اعاقبج , و اول عقاب بتنطقين في البيت وما تطلعين منه و شغل مافيه وحلف علي إذا
طلعتي من وراي لأذبحج .
.......
ماذا علي ان اقول او ان افعل لشخص عمي بمشاعر غيرة و غضب وحقد لا يفارق قلبه ...
ليتني سمعت نصيحة مناير و لم اقترب منه فقد اشعلت نارا وها انا اتلظى على جمرها ...
أعترف خطتي فشلت و الآن يجب أن أستشير مناير حتى أنقذ نفسي من براثن يوسف ...
.....
لماذا لا تتصرف كا ميساء , لماذا لا تريد ان تخضع و تسكن إلي ...
لكن هي غلطتي انا من منعت نفسي ان أقتحم أسوارها و أجعلها رهينتي انا من جعلتها ندا لي ...
ماذا دهاني ألا أعرف أن المرأه تتعلق بمن يغزوها ويهددها بعد ذلك بأنه سوف يحررها منه
ليجعلها تخبره ان الحريه فقط تحت حكمه ! ..
............................................................ .......
إلى اللقاء في الجزء القادم ....