الجزء الثالث و العشرون :
قطار الموت ... يركبه الكبار و الصغار في مدينة الألعاب لكني أركبه متظاهره بشجاعه فأنا لا
أريد أن أكون جبانه بأعين الغرباء ! ...
منذ أول دقيقه لبدء اللعبه أحبس أنفاسي مترقبه لحظة النهاية , لكن من أول دقيقة إلى آخر دقيقة
أجلس بإنتظار ... كم أكره الإنتظار ... لحظاته ترهق الفكر وتزعج القلب ... !!
وعندما ينتهي هذا الإنتظار و أنزل من ذلك القطار ... أبقى في حالة ال . لا . إتزان ...
أستيقظت أخيرا , في مكان غريب ... حاولت الحراك لكن كان ذلك من المستحيل ... عضلاتي
تؤلمني والوهن يستعمر عظامي ... وبينما أنا في حيره في حال جسدي جائت تلك الفتاة الرقيقه
لتمسك يدي وتقول ...
....
الممرضه : الحمدالله على السلامه يا أم يوسف .
ام يوسف تجر صوتها بصعوبه : الله يس..لمج ...
الممرضه تجاوب سؤال لأم يوسف لم تسأله : يا أم يوسف قبل ثلاث أشهر دخلتي عندنا
باالمستشفى وقضيتي كل ها الفتره بغيبوبه .
أم يوسف تواصل الحديث بصعوبه : ثلا....ث .. ش..هور ! ... وين ال...بنات ؟
الممرضه : قصدج بناتج .. كل يوم الصبح يزورونج بس حنا اللحين بالليل و هذي عاد حزة
زيارة عيالج .
أم يوسف : ع..يال..ي !
الممرضه : اللي فهمته انهم عيالج , السيد يوسف و فواز و خالد .
أم يوسف : خ...الد ؟
الممرضه : عاد هو الصبح مع البنات و بعد يجي بالليل أحيانا .
أم يوسف : ث...لاث ش..هور ؟!
الممرضه : أي نعم نمتي ثلاث شهور و الأحسن ترتاحين الحين والدكتور بيجي الصبح ويشرح
لج كل شي .
.......
تركتني الممرضه لدقائق وبعدها عادت با يوسف , بدت هيئته مختلفه !
..بدى مرهقا ومتعبا بشحوب يلون وجهه ... بدى غريبا !
الآن تذكرت ... ما حدث !
......
يوسف : الحمد الله على السلامه .
ام يوسف تفاجأ يوسف : و..ووين م..م.نيره ؟
يوسف بضيق محاولا تجاهل سؤالها : أتصلت باالدكتور وراح يجي اللحين و أن شاء الله بيطمنا
عليج.
ام يوسف بفزع يظهر على ملامحه وجهها المتعب : و..و..ين م..م..نيره ؟
يوسف يحاول تهدئتها : منيره بخير و عند أختها مناير من دخلتي المستشفى.
ام يوسف : التت..تل..فون
يوسف : تبين تكلمينها ؟
أم يوسف : ..أي..
يوسف : الوقت متأخر و أكيد نايمين باجر أن شاءالله من الصبح بيكونون البنات كلهم عندج.
ام يوسف : أ..أبي ..أكللل..مها.
يوسف : خلاص راح ادقلج على خالد وسأليه عنها .
.....
أعطيتها الهاتف لتحدث خالد وخرجت مسرعا وأنا في حالة أرتباك أختلطت مشاعري بين فرح
وخيبة أمل !... في أعماقي تمنيت أن تكون هذه النهاية وأنا لست خجلا من الأعتراف بذلك ,
تعبت .. نعم ... تعبت , هذه الآلم التي تسكني أصبحت لا تطاق , وعندما أعتقدت أني على طريق
الشفاء وجدتها تسد الطريق من جديد !
لجأت لفواز أقنعه بدخول معي هذه المره لرؤية أمي لأني لم أرد أن اكون وحيدا معها , وجدت
صعوبه بإقناعه لكن بعد أصرار مني بالأخير أقتنع على مضض ...
....
تحقق ماتمنيت وهاهي تعود للحياة مجددا والآن أريدها أن تنفذ أمنيتي الأخرى وأن ترحل بعيدا
عنا ..
كنا بحاجه لها كأطفال لكن الآن ليس لوجودها معنى ..
أصبحت عاله علينا , تتطفل على حياتنا و تعيش على آلامنا , حان وقت رحيلها ...
لم يكن عندي رغبة برؤيتها لكن بالأخيرأنصعت لأوامر يوسف فلا مهرب لي إلا إليه ..
بدت تعبه صامته وهي تحمل الهاتف منتظره , نظرت لي فجأه ثم تجاهلتني لتنقل بصرها
ليوسف وتبدء بالحديث بصعوبه ...
....
ام يوسف : ممم..نيره نااايمممه ... جذ..ا ..بين
يوسف يدرك عدم تصديقها : احلف لج ماصار لها شي ...
ام يوسف : أأ..بي .. أك..لمها .
يوسف بضيق : أنزين شسوي ؟ .. خالد ودقيت عليه وكلمتيه مو معقوله بروح لهم آخر الليل
عشان أقوم منيره تكلمج.
ام يوسف : ...مض..اوي
يوسف يلتقط هاتفه من بين يديها ليتصل بمضاوي ...
..............
لم أصدق ... ياااااا ... كم أفتقدت صوتها وكم فرحت لدرجة البكاء لهذه المفاجأه التي أعادت لي
الفرحه التي أفتقدها في هذا القصر ... أشتقت لها .. نعم أعترف أشتقت لمعرفة أنها موجوده !
كلمتني بصوت مثقل بالوهن و التعب ولكن على الرغم من ذلك أستشعرت مدى قلقها
على منيره , فقد أرادت محادثتها بشده ...
طمئنتها على منيره وأحتجت أن أحلف اليمين أنها بخير حتى تصدقني ...
أردت أن أتصل بأخواتي لكن واقع أننا في منتصف الليل لم يكن مشجعا , لذلك أنتظرت بملل
انتهاء هذا الليل الطويل ....
.....................................................
عيد .. با المختصر ..
نعم عيد حمل الفرح وأجتاحنا ....
أخبرني خالد في صباح هذا اليوم وماهي إلا دقائق حتى اتصلت مضاوي لتعيد نقل الخبر السعيد
كم انا محظوظه حمل إلي الخبر السعيد مرتان ! ..
ذهبت مسرعه لأوقظ مشاعل ومنيره فقد حان وقت الفرح ...
.............
مشاعل : يا الله مابغينا نفرح أخير.. أخيرا ..
منيره التي تجهش بالبكاء : الحمدالله , الحمدالله .
مشاعل : بس منيره أنتي صايره مأساويه بالفرح تبجين و بالحزن تبجين .
منيره : غصبا عني مو قادره اسيطر على مشاعري .
مشاعل : انزين خلي مشاعرج على صوب وخلصي لبس ترى خالد ناطرنا .
منيره : ودي أروح بس مالي وجه بعد اللي صار .
مشاعل : حرام عليج ماسمعتي مناير تقول أنها داقه على خالد و على مضاوي تطمن عليج على
أنها كانت توها صاحيه من الغيبوبه .
منيره : مشاعل افهميني اخاف تشوفني وتذكر و ترجع تتضايق.
مشاعل : لا تكونين سخيفه , إذا مارحتي تزورينها بتضايق أكثر .
منيره بإستسلام : خلاص بروح و الله يستر .
......................................
لم أستطع ان أغمض عيني طوال الليل و لم استطع حمل نفسي على الذهاب للعمل هذا الصباح ..
لا يمكنني ان أنسى تجاهلها التام لي ... أنا أبنها ... صبت جل أنتباهها و قلقها على تلك المسماة
منيره !
هل هي غاضبه مني ... ولما لا تغضب على منيره ... أم هو غضب أنتقائي يعتمد على مقدار
تمكن ذاك الشخص من قلب ذاك الآخر ...تبا لمنيره ...
بل تبا لي .. كيف سهرت تلك الليالي قلقا عليها ... كيف بكيت في الخفاء حزنا عليها
كيف تركت ضميري يتعذب ويتركني للأرق ؟! ...
.....................................
أقتربت منها أخيرا .. بعد أن أتى دوري بسلام عليها ...
بخجل أخبرتها كم أنا آسفه ولم أقدر أن أبرر نفسي فالدموع أجتاحتني و جعلتني مذنبه ...
أما هي كسرت القاعده ومدت يدها لي تطلب أحتضاني ! ..
لم أتردد ورميت نفسي بأحضانها كا فتاة صغيره ضاعت من أمها في وسط سوق مزدحم وظنت
أنها ستعيش وحيده في هذا السوق للأبد ...
دافئ هذا الشعور الذي يتملكني وأنا بين أحضانها .. حنين يسري في شرايين القلب لينبض
صارخا بشوق .. أفتقدناك ... أفتقدنا حقيقة وجودك ..
هل تصدقي أني بدأت أفهم شعور الغريب العائد لداره ؟! ...
.
.
.
.
.
.
.
.................................
.
.
وهكذا مر شهر على عودة الخاله سلمى للحياة و أخيرا ستغادر هذا المشفى الكئيب ...
أخبرنا الطبيب ان نبعدها عن أي ضغوطات نفسيه قد تسارع بها إلى إنتكاسه أبديه ...
فضلت عدم المجادله عندما أخبرتني بأنها تريد ان تعود الفتاتان معها للملحق ....
عدم ممانعتي كان سببه معرفتي بإن هذا الوضع ترتيب مؤقت لأن الخاله سلمى بنفسها
طلبت مني ان اساعدها بالبحث عن منزل يناسب مقدار المال الذي يملكونه بعد تثمين منزلهن
أما ماحدث بين فواز و منيره لم يعد مهما وبالأخص بعد ان تبينت ان الأمر لم يتعدى لقائات
سخيفه في أماكن عامه , وأنا متأكد من ان منيره لن تعود لما فعلت وأن فواز لم يعد مهتما ..
إذا ليس هنالك داعي لتعقيد الأمور...
مشاعل هي التي تؤرقني الآن , فهي يوميا تأخذ مناير معها للبحث عن وظيفه ! ...
أخبرتها أنها لاتحتاج لوظيفه وعندما رأيتها تصر بعناد على موقفها بمسانده قويه من مناير لم أجد
حلا إلا بتقديم عرض مغري بالعمل في الشركة معنا لكن وجدتها ترفض بإصرار و مازالت لا
تفهم انها لن تجد فرصه وظيفيه من دون شهادة خبره ...
أما جود فمازالت منطويه و لا تريد أن تتحدث إلا لشوق , حتى أنها تمتنع عن الحديث مع أمي
على الرغم من وجودها معها , شوق هي الأخرى بعد حادثة سلمان نفت نفسها من المنزل
لتقضي معظم وقتها مع جود , لأنها لم تصدقني ... ولم تصدق سلمان ! ...
أما أبي فأصبح شبح لا يرى فهو يقضي معظم وقته خارج المنزل ...
سلمان الآخر يشغل تفكيري بل يشغل معظم تفكيري , لم يرد العوده للمنزل بل فضل أن يعيش
وحيدا بأحد الشقق المفروشه , حاولت كثيرا ان أجعله يعدل عن قراره لم أرده أن يكون أعزبا
وحيدا لكن لا حياة لمن تنادي ....
بالمختصر كنا نعيش كعائلة مفككه و الآن لم نعد حتى تلك العائله ...
.......
مناير : هنيا له اللي ماخذ بالك.
خالد يعود للواقع ويبتسم بأسى: قصدج اللي ماخذين بالي .
مناير تفهم مقصده : بيجي اليوم اللي يردون كلهم للبيت.
خالد بحزن : متى و شلون ؟
مناير : المسأله مسألة وقت وبعدها اكيد بيردون أهم شي انك تتواصل معاهم كلهم.
خالد : هذا اللي قاعد اسويه , كل يوم ازور جود مع شوق و كل يوم أمر على سلمان في شقته
أما أبوي أدوره من مكان لمكان ياله احصله بعد عنى وفوق جذيه مايبي حتى يكلمني .
مناير : لا تيأس ابوك بذات محتاج وقت اكثر من الكل واكيد هو أقتنع بالكلام اللي قلته له بس
السالفه مو سهله , هي بالأخير كانت زوجته وفكرت في ولده حيل صعبه لازم نقدر وضعه
ومانستغرب ردة فعله لأنها طبيعيه .
خالد : انا بعد حسيت انه اقتنع ان سلمان بريء بس على الرغم من هاالشي مو قادر يسامحه .
مناير : بيسامحه وعن تجربه الوقت احسن علاج.
خالد ينظر لمناير بتمعن : يعني نسيتي ؟
مناير تدرك قصده : سامحتك.
خالد بإصرار: بس مانسيتي.
مناير بصدق : أجذب عليك إذا قلت لك بنسى .
خالد بضيق : يمكن لأني قبالج كل يوم مو قادره تنسين.
مناير : يمكن ... بس خلينا من هاالسالفه أنا ابي استأذن منك أزور خالتي سلمى وطلبتك
ماترفض.
خالد : أنا ناطرج بسياره .
.........................
عادت أمي مع الفتيات للمنزل من دون التعقيدات التي كنت أتوقعها , لمده طويله كنت أنتظر
موجة الغضب التي سوف يفتعلها خالد ليغرقني أنا وأخي فواز فهذه فرصه لطالما أنتظرها لكن
بدت ردة فعله بارده و غير مباليه .. وأمي هي الأخرى لم تتكلم في الموضوع تجاهلتني وتجاهلت
فواز , كل هذا تركني بخيبة أمل غير منطقيه ...
لم أستطع أن أفسر الموقف ككل إلا بعد ماحدثتني به مضاوي هذا المساء ...
........
مضاوي : يوسف قبل ماتطلع ابي اكلمك بموضوع مهم.
يوسف بتملل : بسرعه قولي اللي عندج انا مستعجل.
مضاوي : أنا ابي الطلاق.
يوسف : يعني هذا الموضوع اللي معطلتني عشانه ؟!
مضاوي تهم بمغادرة المكان : قلت اللي عندي و اللحين تقدر تروح مشوارك .
يوسف : وقفي بمكانج ... اللحين شجايب سالفة الطلاق فجأه لا يكون خالد بيطلق مناير ؟
مضاوي تتجاهل إهانته وتقذف المعلومات الجديده في وجهه : الموضوع كله بأختصار أن حنا
حاليا ندور بيت عشان نشتريه وننتقل كلنا له .
يوسف متفاجأ : شلون يعني بتنتقلون له ؟
مضاوي بتهكم : عاد هذي بيبلها شرح يا سعادة المدير ؟!
يوسف : لا مايبيلها شرح و الأكيد ان حبيب القلب هو اللي يدورلكم البيت .
مضاوي تغلي بغضب تحاول كتمه : إذا قصدك بحبيب قلب اختي أي هو اللي يدور لنا البيت.
يوسف يمعن في أستفزازها : تبين تطلقين عشان تكونين قريبه منه بعد مامنعتج عنه ؟
مضاوي تنفجر غاضبه : اقرب و إلا بعد منه , طلقني وريح نفسك وريحني.
يوسف ببرود : انا مرتاح وهذا الوضع احسن مايكون .
مضاوي : اي صحيح هاالوضع يناسبك .. زوجه للواجهه وزوجه للمتعه .
يوسف ينظر لها بشك : شتقصدين ؟
مضاوي ببرود : أقصد إذا ماتبي أحد يعرف بميساء مفروض ماتطلع معاها لأي مكان تدري هي
ملفته وأي أحد بيمشي معاها بيلاحظونه الناس .
يوسف بغضب : أنتي منو قالج عن ميساء ؟
مضاوي : ماحد قالي , لي عيون تشوف.
يوسف : ياسلام ووين طلعتي من وراي عشان تشوفيني مع ميساء ؟
مضاوي : لا تخاف يامريض ماطلعت عشان مواعده أحد كنت بصيدليه اشتري أدوية خالتي
سلمى لما شفتك معاها بشارع وأيدك بيدها .
يوسف : أها .. اجل خليني افهمج يامريضه ان هذا مو سبب لطلاق.
مضاوي : ومنو قالك ان هذا سبب الطلاق لو مطلقني بدون ماتجادلني جان ماطريت سالفة ميساء
بالمره .
يوسف : اسمعي يا مضاوي يمكن أطلقج بأي وقت بس اللحين بعاندج وماني مطلق .
مضاوي : أجل عن أذنك بروح أبشر الكل بزواجك الثاني .
يوسف : يعني تبين ترفعين ضغط عمتي , فرصه وجت لحد عندج.
مضاوي : لا تخاف عليها ماراح تضايق بالعكس بتفرح إذا عرفت أني حزينه .
يوسف بأبتسامه المنتصر : وأنتي فعلا حزينه ؟
مضاوي : بزواجي منك أكيد أنا حزينه .
يوسف يحاول إغاظتها : واللي محزنج وضعنا اللي مستمر على ماهو عليه ؟
مضاوي تدرك أنه قلب الطاوله عليها : اللي محزني أني في لحظة ضعف بعت نفسي برخيص.
يوسف : كل اللي عندج وحوالينج مو مبين في عينج.
مضاوي بدهاء الأنثى : كنت راح أشوف اللي حواليني لو كنت بحضنك.
يوسف متفاجأ : هذا تصريح جريء ... وأنا تعجبني الجرئه ....
....
لم أمكنه نفسي أردت أن أتلاعب به و ألقنه ألم الرفض و مهانة النبذ ....
....
يوسف يكتم غيضه بإحكام يديه على ذراعيها : لا صرتي مو قد اللعبه لا تلعبينها .
مضاوي بتحدي : أنا قد اللعبه يايوسف بس ان ما أخذتك كلك ما أبي بعضك .
يوسف يرسم أبتسامه تذيب الثلج : لا تكونين طماعه ...
مضاوي تحاول الصمود : أفهم يا يوسف بعضك مايكفيني.
يوسف : والحل ؟
مضاوي :أطلقني .
يوسف : مستحيل .
مضاوي : وشيفرق اللحين عن بعدين في كل الحالات أنت اللي ربحت و اللي بتربح.
يوسف مازال يرسم ابتسامته الماكره : هدي اللعب شوي, اللحين تقربيني وتبعديني وأنتي تدرين
أن هالطريقه تجيب اكبر راس .. وأنا مندهش أنها ماجابت راس خالد.
......
تبا له .. لا يريد أن يخرج خالد من رأسه .. يريد أن يستمر بتذكيري .. يعرف كم يعذبني تذكر
خيانتي العاطفيه لأختي ...
.....
مضاوي : طمن بالك ماجربت هالطريقه إلا معاك وواضح أني مالعبتها صح .
يوسف ينفجر ضاحكا : لا تقللين من مواهبج , أأكد لج أنتي لعبتيها صح بس المشكله أني لاعب
محترف.
مضاوي : يعني أفهم أن هذي الطريقه اللي تتبعها مع ميساء عشان ترضى تكون زوجه با السر ؟
يوسف يترك ذراعيها ليأخذ خطوه للخلف : زين ذكرتيني تأخرت على ميساء .
..........................
تركني خجله من نفسي .. سرق مني ثقتي بأنوثتي ... كيف يذهب ويتركني وأنا أتحاداه
ليستوطنني ....
منذ أن رأيته معها و الغضب واليأس يعتمر في صدري .. لا .. ليس حبا به .. بل شفقة على نفسي
لم أكن الوحيده التي رأته بل مناير كانت هناك لتشهد على غبائي و تعدد علي خساراتي ...
......
مناير : شنو طبيعة العلاقة اللي بينكم ؟
مضاوي : مناير لو سمحتي سكري الموضوع .
مناير : لا يمكن , تزوجتيه من دون رضاي وماسمعتي مني ومدام انج خسرتي خليني أحاول أحد
من خسايرج
مضاوي : شلون ؟
مناير : أول شي جاوبيني , تحبينه ؟
مضاوي : لا .
مناير : خلاص أجل أنقذي نفسج قبل ماتتعقد الأمور وتجيبين منه عيال .. أطلبي الطلاق .
مضاوي : تبيني أتطلق ؟! .. غريبه هذي النصيحه اللي ماتوقعتها منج خاصه اني لما سألتج قبل
عرسج ان كنتي تحبين خالد جوابج كان لا وفهمتيني أن مو سبب كافي لطلاق .
مناير : بس خالد لي بروحي ام انتي عندج منافسه و مو اي منافسه , ميساء فيها كل المواصفات
اللي تخلي الرجال يتعلق فيها .
مضاوي بدهشه : وأنا لا ؟ ..
مناير : واقع انه حاط ايده بيدها بشارع تقول جذيه .
مضاوي : اسمعيني يامناير مو لأن خالد يمثل عليج الحب تعتقدين انج كامله و أحسن مني بشي .
مناير : لا أنتي اللي اسمعيني اللحين مو لأنج فشلتي بحياتج الزوجيه تحاولين تشوفين الفشل
بحياتي الزوجيه .
مضاوي : خلاص فهمت انتي عايشه حياة زوجيه و لا أروع و مستانسه بحياتج و أنا فرحانه لج
بس حياتي لا تدخلين فيها .
مناير : طلعي خالد من راسج وأنتي ترتاحين .
مضاوي متفاجأه : مناير أنتي أنجنيتي أنا اللحين متزوجه من يوسف و أنتي متزوجه من خالد
وخلاص الأمور كلها انتهت قبل ماتبتدي ليش تحاولين تزرعين لسالفه جذور وتسقينها ؟!
مناير : أنتي بغبائج زرعتي لها جذور .
مضاوي : شلون ؟ .. فهميني .
مناير : خالد قالي أنه يوسف عارف كل الموضوع قبل مايتزوجج وأنج أنتي اللي قلتي له .
مضاوي : أنا ماقلت له واحد من الموظفين اللي معينهم جواسيس سمعنا أنا وخالد لما كنا نتكلم
بالموضوع و راح قاله كل شي.
مناير : وعلى الرغم من أنج تعرفين أنه يعرف كل شي تزوجتيه .
مضاوي : مناير أخلصي شنو بتوصلين له .
مناير : باالمختصر يوسف يعتقد أن هو الحب الوحيد اللي بقلب ميساء و اللي يحب مايخون , أما
بالنسبه لج هو يعتقد أن في قلبج أحد غيره حتى لو نفيتي هاالشي , عشان جذيه في أحتمال
تخونينه مثل ماخانت أمه أبوه حسب أعتقاده , قيسي على هاالشي .. يوسف ماسامح أمه ولا قدر
ينسى بعد كل هالسنين فشلون تبينه ينسى اللي عرفه عنج ... يامضاوي أنتي ماراح تملكين قلبه
ولا هو بيتعب نفسه ويحاول ينسى , يعني بالنهايه علاقتكم محكومه بالفشل من بدايتها .
مضاوي : والحل أني أتطلق ؟
مناير : الحل أنج تطلعين بأقل خساره قبل ماتحبينه أو تتعودين وجوده في حياتج , قبل مايربطج
فيه عيال وتلقين نفسج تعيشين حياة الخاله سلمى من جديد .. بتضحين للأبد وبالنهايه يوسف
بيعيش حياته وأنتي يتموتين حيه .
مضاوي : وإذا تطلقت منه وين أروح ؟
مناير : لبيتنا اللي بتسكنينه مع خواتي والخاله سلمى , اللحين أنتي عندج شهادة خبره و بتحصلين
بأذن الله وظيفه بأي شركه وبجذيه بتكونين مستقله ماديا ..
يا مضاوي قدامج فرصه تبدين من جديد لا تضيعينها وتندمين .
...........................
كلام مناير منطقي , يوسف قضيه فاشله و أنا محاربه من دون شغف .. إذا لا يوجد حتى
إحتمالات أمل ...
.
.
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم ...