الجزء الثاني والعشرون :
رسالة جديده ... مع إشراقة هذا الصباح ...
المرسل .. فواز .
المحتوى .. وجدت الحل , الموعد بعد ساعه .
منذ شهور طويله لم توقظني إشراقة أمل , لكن رسالة فواز المختصره أعطتني أمل بأني سوف
أتخلص عن قريب من هذا الهم الذي لا يفارقني ...
سارعت باالنهوض من فراشي بكل نشاط وبدأت بالأستعداد ...
بعد أقل من ساعة كنت أجلس أمام أبي و خالد على مائدة الأفطار وكانت زوجة أخي مناير تقوم
كعادتها بمهام ربة المنزل على أكمل وجه , فازوجة أبي لحسن حظي تكره الأستيقاظ مبكرا أما
شوق فهي في حالة أكتئاب دائم تسهر ليلا وتنام نهارا لا ألومها فقد كانت تخطط طوال السنه
لعطلة الصيف لكن لا يبدو أن أحدا منا في مزاج جيد حتى للأسترخاء ! ...
.......
خالد : سلمان اليوم بروح أنا وشوق أنتعشى عند أمي لازم تجي معانا ترى الأسبوع اللي فات
ماكان في سالفة إلا أنت .
سلمان : اليوم مرتبط عندي أشغال باجر أن شاء الله أول ما أطلع من الدوام أزور أمي.
أبو خالد : وشنو شاغلك اليوم ماتروح تعشى مع أخوانك عند أمك ؟
سلمان يبتكر عذر : مواعد ربعي من زمان وفشله أنكسل الطلعه على آخر شي .
خالد : ماعليه الليلة او باجر اهم شي تزور أمي .
سلمان : على هاالخشم .
أبو خالد يهم باالنهوض : يله , السلام عليكم .
خالد وسلمان : وعليكم السلام و الرحمة .
خالد : أقول سلمان زعلان علي ؟
سلمان بتهكم : ليش تبي تعتذر ؟
خالد يفاجأ سلمان : أنا آسف حتى لو أن موقفك من الموضوع ماعجبني .
سلمان بتؤثر : أنا اللي آسف و حقك علي .
خالد : خلاص مدام أعتذرنا من بعض وتصالحنا لازم نحتفل ... شرايك بحفلة توديع للعزوبية .
سلمان ينفجر ضاحكا : يووو صاج فواز كل من تزوج يبي العالم كلها تزوج.
خالد ضاحكا : طيع مني لا تضيع وقتك وتزوج .
سلمان : ومنو سعيدة الحظ اللي بتشور علي آخذها .
خالد : عاد هذي مو شغلتي أخليها لأمي .
سلمان :أها يعني زيارتك الأسبوع اللي فات كانت أجتماع تشاوري.
خالد : لا يروح فكرك لبعيد أمي سئلتني إذا طريت لي العرس او لا و أنا قلت لها لا بس راح
اسأله وأرد عليج.
سلمان : قولها أني ما فكرت بالعرس.
خالد : أنزين أبدء فكر وشاور نفسك وأنا تحت الخدمه .
سلمان : هههههه شنو صاير خطابه .
خالد : لا تعيب على الخطابات فوق همشة الفلوس اللي يحصلونها ياخذون الأجر لما يجمعون
راسين بالحلال .
......
فجأة وبينما نحن نتحدث أقتحم أبي المنزل ...
ملامحه غاضبه .. يضم قبضتيه على كلا جانبيه ويصر أسنانه بغضب ظاهر في عينيه التان
ثبتهم لثواني علي !
عندما بادره خالد بسؤال , تجاهله أبي وتركنا في إندهاش ليستقل المصعد الجانبي متوجها لطابق
العلوي ... بتخمين مني ذهب إلى غرفته ! ...
جلسنا بصمت معلقين أعيننا بالمصعد ...
وفجأه بدء الصراخ و العويل ...
ردت فعل خالد كانت عفويه .. أسرع لطابق العلوي أما أنا فوقفت شارد الذهن أتذكر نظرة أبي
لي قبل دقائق لأربطها مع صراخ و عويل زوجة أبي , فجأه وجدت مناير أمامي تتسائل ماذا
يحدث , أجبتها بأني لا أعرف لكن بعد ثانيه سمعنا صوت خالد يعلو مما وتر مناير التي ألحت
علي برجاء أن أذهب لأرى ماذا يحدث ... و هكذا فعلت ...
وجدت أبي يقف هناك بهيئه مبعثره بين يدي أخي خالد الذي يضمه إليه بقوه ...
زوجة أبي ملقاة كخرقة باليه على الأرض لا يمكن تبين وجهها الذي تغطيه بيديها...
فجأه ألتفت علي أبي ليحرر نفسه من قبضة أخي خالد ويتوجه لي مسرعا لينهال علي ضربا
"بعقاله" وهو يصرخ ....
......
أبو خالد : سود الله وجهك , سود الله وجهك مثل ماسودت وجهي, حسبي الله عليك بدال ماتصون
عرضي تنجسه .
سلمان والدموع تتسارع في التجمع في مقلتيه : لا يا يبى أحلف لك أن كله جذب ..أحلف لك على
القرآن أني صاين عرضك.
أبو خالد يسقط سلمان أرضا بضربه قويه جعلته متكورا على نفسه بالأرض : جذاب .. جذاب ..
أبو خالد يوجه كلمته لزوجته الخائنه : قولي له شقلتي لي يالفاجره يلي ماتخافين الله .
لمياء التي تنتفض على الأرض : نحب بعض ياشايب يالعره أفهم لا أنت ولا غيرك راح يفرقنا.
خالد يسارع لصفعها : جب ولا كلمه .
..................................
بدا كل شيء بالتهاوي عندما رفعت رأسي للأعلى لأشهد ملامح الأسى وخيبة الأمل تتجلى في
وجه أخي خالد , رأيته يجاهد في صد الأعتدائات الجسديه التي يوجهها أبي ضدي بقوه ...
وماكانت إلا لحظات حتى إزداد شعوري بالعار عندما سمعت صوت بكاء شوق من خلفي ..
ألتفت لأراها في أحضان منيره التي تقف بجانب منايرالمرتاعه , وأبي مازال يرمي كلماته
الجارحه ضدي ...
في محاوله من خالد لإنقاذي من مشهد العار الذي كنت بطله , طلب من مناير المغادره مع شوق
وإبعاد زوجة أبي عن ناظريهم ..
لكن على الرغم من ذلك لم أرد أن أبقى ..
أردت أن أرحل قبلهم من هذه الغرفه على وجه السرعه , وبينما أنا أتكأ على يدي لنهوض رأيت
تلك الورقه الصغيره مرميه تحتي أنتشلتها عندما رأيت أسمي يتوسطها وأكملت فراري ....
...............
أنها ورقه من دفتري الصغير كتبتها مستخدمه قلمي المفضل لأكشف لأبو خالد عن العلاقة الشاذه
التي تجمع أبنه سلمان مع زوجته لمياء , أستيقظت قبل شروق الشمس ووضعت الورقه بعنايه
في مكان ظاهر على سيارة أبو خالد لأني أعرف أنه أول من يخرج كل صباح من المنزل مستقلا
سيارته بنفسه ...
وجلست هنا في السطح في مكان يطل على سيارته حتى أتأكد من رؤيته للورقه وهذا ماحدث ...
وجهه السعيد بدأت ملامحه تتغير مع كل حرف قرأه و فجأه وقف هناك ينظر لباب منزله كأنه
يجمع أفكاره ليفسر ما قرأ ... إلى أن أنتفض كمن لسعته صاعقه ليقتحم المنزل ...
جلست في نفس المكان أصغي السمع لكل مايحدث صراخ مخيف وبكاء مر و كلمات كره و
إتهام .. فوضى مشاعر بعثرتها تلك الورقه لتحول هذا الصباح إلى ليل موحش...
هل تريدون معرفة لماذا فعلتها , لا ... ليس ضميري المعذب هو الدافع لكن ماحدث قبل أسبوع
من الآن عندما أستيقظت في الصباح التالي للحادثه التي شهدتها ...
....
مشاعل : منيره بسج بجي و قولي لي شلي قالته لج مناير عشان ينقلب حالج ؟
منيره مستمره بالبكاء ....
مشاعل والقلق يتملكها : منيره دخيلج تكلمي لا يكون الخاله سلمى صار لها شي؟
منيره من بين شهقاتها : لا .. لا تفاولين ماصار لها شي.
مشاعل : الحمدالله , زين شفيج ؟
منيره : مناير تقول امس باالليل لما خالد رجع قالها انه عرف كل شي .
مشاعل بصدمه : عرف ؟!! ... منو اللي قاله .
منيره : أخوه .
مشاعل : قصدج سلمان ؟
منيره : اي .. ضغط عليه خالد و أعترف , طلع الحقير فواز قايله عن سالفتنا كلها و بعد سلمان
متعاطف معاه وهو اللي دبر لي سالفة الزواج من ابو علي .
مشاعل بغضب : الحقير .
منيره : شفتي القهر صرت لعبه بيدينهم الواطيين .
مشاعل : و خالد شنو ردت فعله ؟ .. شقال ؟
منيرة : تقول مناير لا تشيلين هم هو بيحلها و بس .
مشاعل : يعني شنو لازم نفهم ؟
منيره ويعلو صوتها بألم: ماادري يا مشاعل ماادري بموت من القهر أنفضحت عند الكل .
مشاعل : حسبي الله عليه هو و سلمان , يعني اللحين كل عله صارت فيج وهم اللي كل عيب فيهم
يمشون رافعين راسهم .
منيره مازالت تبكي بحرقه : طبعا كل عله فيني انا اللي جبته لنفسي ام فواز بنظر الكل رجال
شايل عيبه لدرجة سلمان ولد عمته يساعده يبري نفسه ويتخلص مني وتلقينه فوق جذيه يفكر
يزوجه وحده من خواته لأن بعرفهم فواز ماسوى شي أنا اللي جريته للغلط !
مشاعل : ما أوطى من فواز إلا سلمان الخايس لأنهم ربع و سوالفهم أكيد وحده وكل واحد يتستر
على الثاني .
منيره : يدرون ماورانا ظهر .
مشاعل : يحسبون انهم يقدرون يدوسون علينا بس هين ما اكون بنت ابوي إذا ماقلبت حياتهم فوق
تحت و خليتهم يمشون بين الناس موطين راسهم.
منيره تتوقف عن البكاء لتسأل مشاعل بإستغراب : مشاعل شتكلمين عنه ؟
...........
أخبرت منيره بتفاصيل كل شيء ورأيت الدموع تتجمع في عينيها من جديد لتنهمر بقوه ...
........
منيره : لا يامشاعل لا تطرين هاالسالفه لأحد ترى حنا مو ناقصين .
مشاعل : أنا راح أفضحهم بدون ما اكون باالواجهه .
منيره : بس حرام يا مشاعل فكري في مناير وخالد وشلون هالشي بيأثر عليهم وعلى عيالهم في
المستقبل , فكري في جود وشوق .
مشاعل : هيه أصحي حنا مو عايشين في المدينه الفاضله حنا عايشين في غابه الكل ياكل الكل ,
تذكري خالد مو أخونا خالد زوج أختنا بأي لحظه يمكن يطلقها وتصير غريبه عنه يعني ماراح
يدافع عنا للأبد , أما جودهذي هي خلت لج البيت بكبره و نست صداقتكم.
منيره : ما ألومها أنصدمت فيني .
مشاعل : و ما أنصدمت من فواز وراحت تسكن معاه بنفس البيت !! ... الظاهر جود شافتج
تنافسينها على قلب حبيبها وقالت ماكو إلا أكون قدامه بدال ماتكونين أنتي اللي قدامه , وهو
عشان يقطع عهود الولاء طاع كلام أخوها و سعى في زواجج من أبو علي يعني جود البريئه
واللي كانت صديقتج تبي تخلص منج بأي طريقه , أما شوق شوفة عينج حاقرتنا و لا كأننا
عايشين في البيت معاها تتجاهلنا حتى السلام تمنه , وأمهم منكده عيشة مضاوي و يوسف مانعها
تزورنا و خالد مانع مناير تزورها , قولي لي ليش تبيني أوطي راسي و اسكت عشان شنو و
لخاطرمنو ؟
منيره : جود ماتحب فواز هو حسبة أخوها .
مشاعل بغضب : يعني مالفت أنتباهج بكل اللي قلته إلا جود وفواز ؟!! ... أمرج غريب .
منيره : أنت أستندتي بتحليلج للأمور على حب جود لفواز و انا بس ابي اوضحلج.
مشاعل : توضحين لي أنج صرتي ضعيفه وعاجبج دور الضحيه ؟ ..أنتي مو منيره اللي اعرفها
منيره بتساؤل حقيقي : شلون أصير منيره اللي تعرفينها ؟
مشاعل : بأنج ترفضين تعيشين ضعيفه مثل مناير و مضاوي .
..................
لم يستغرق إقناع منيره بوجهة نظري وقتا طويلا لأن مالقنته منيره مدفون فيها أنا فقط أزحت
عنه التراب ...
والآن فعلت ما أردت ...
لماذا إذا أنا جالسه هنا يجب علي أن أذهب للقاء منيره لتخبرني بما شهدته عينيها و نبدء
بالإحتفال بنجاحنا بأول معركه في هذه الحرب الطويله ....
... ماذا يفعل هنا ؟!!! ...
.......
بعد قرائتي للورقه خمنت كاتبها ... نعم مشاعل ... تحول حزني لغضب وذهبت مسرعا إلى
المكان الذي بدء منه كل شيء فكرت بالجلوس هناك منتظرا إلى أن تأتي لإستنشاق الهواء في
السطح أو ربما للإحتفال !
لكن عند وصولي تفاجأت بها أمامي ... وقعت عيناها في عيني لأرى خوف المذنب فيهما حاولت
الفرار لكن كنت لها في المرصاد ....
..........
سلمان : وين رايحه ماتبني اشكرج على الورقه اللي كتبتيها لأبوي.
مشاعل : أنا ما أدري شنو تكلم عنه , وخر عن دربي.
سلمان : الورقه معاي ولأنج غبيه كتبتيها بخط أيدج وأقدر اللحين آخذها لخالد ويقارنها بخطج من
أي ورقه لج وقتها بتعرفين شنو أتكلم عنه .
مشاعل ترفع رأسها متحديه : ما أخترعت شي مو موجود .
سلمان : أها صحيح أنا أخون أبوي مع زوجته بس في شي مافكرتي فيه شنو اللي يخليني ما
أغتصب أخت زوجة أخوي باسطح ؟ .. ماحد راح يصدق أني أغتصبتج راح أقول للكل أنه كان
برضاج وأنج غرتي من زوجة أبوي و كتبتي الرساله لأبوي عشان تخلصين منها .
....
أمتلأ قلبي بكل درجات الخوف كاد عقلي أن يطير فزعا من النوايا التي تحدث بها ...
لكن فاجأني بتمزيق الورقه المدينه لي و رميها في وجهي ...
سلمان : ظلمتيني و ما أقول إلا حسبي الله و نعم الوكيل .
...............
تركتها و أنا في قمة غضبي منها اردت ان اتركها قبل ان أطبق كل فعل هددتها به و أجعل نفسي
أضحوكه لشيطان في لحظة ضعف , لكن مازلت أريد الأنتقام بطريقة عادله !!
..............
كيف سايرت مشاعل في لعبت الإنتقام هذه ؟! .. ها أنا نادمه من أول اللعبه كيف إذا إن وصلنا
لنهايتها و زاد عدد ضحاياها ؟!!
أما هي فتجلس أمامي شاحبة الوجه شاخصة النظر !
......
منيره : شفيج سرحانه لا يكون توج تفكرين بأن اللي سويتيه غلط ؟
مشاعل ترمقها بنظره مذكره : قصدج اللي سويناه .
منيره تشيح بنظرها بعيدا : فعلا اللي سويناه .
مشاعل : شفت سلمان في السطح .
منيره : شنو ؟
مشاعل : أقولج شفت سلمان في السطح و كانت معاه الورقه اللي كتبتها و قطعها قدامي وقطها
بوجهي وقال لي كلام يعور القلب .
منيره : شنو قال ؟
مشاعل : قال " : ظلمتيني و ما أقول إلا حسبي الله و نعم الوكيل " .
منيره : أكيد بيقول جذيه عشان يبري نفسه انتي ماشفتي شلون ابوه تحطم قدامه لما لمياء قالت
احبه و يحبني يا شايب !
مشاعل : تدرين قال فكره منطقيه , شنو اللي يمنعه يغتصبني و بعدين يقول ان بينا علاقة وأني
كتبت الرساله لأني غيرانه من زوجة ابوه ووقتها كلمتي ضد كلمته .
منيره : هو قال جذيه ؟
مشاعل : ايه هذا اللي قاله .
منيره : مشاعل لايكون تحرش فيج الواطي .
مشاعل : لا حشى ما لمس مني شعره و تدرين لو على الأقل معطيني كف راح يكون تصرف
طبيعي .
منيره : لا يكون مصدقه انه بريء .
مشاعل : ما أدري شنو أصدق قاعده أتذكر شنو بالظبط اللي شفته هذيك الليله و ما أتذكر إلا
لمياء وتصرفاتها الشاذه أما هو كان واقف مثل الصنم و شكله كان متفاجأ فيها .
منيره بذهول : يعني شنو قصدج ؟ .. أن هي اللي تحرشت فيه , أنزين شنو اللي جابه لسطح إذا
مو مواعدها .
مشاعل : يمكن جابه اللي جابني انا كنت مخنوقه من سالفتج و هو مثل ما عرفنا خالد ذيج الليله
استجوبه يعني اكيد صعد السطح لنفس السبب .
منيره : يا سلام واللحين حكمتي انه بريء ؟! ...
مشاعل : يا منيره ماادري شنو أفكر فيه كل مااقلبها في عقلي ألاقي شغلات غريبه قلبي يقول
شي و عقلي يقول عكسه .
منيره : قلبج يخدعج مثل ماقلب لميا خدعها .
مشاعل : يعني اللحين عشان قعدت افكر في برائته صرت أحبه مثل لمياء ؟!! ..شنو منهج
التفكير اللي تتبعينه ؟
منيره : أقدر أطرح نفس السؤال .
مشاعل : اللحين الكلام هذا كله ما ينفع اللي صار صار وإذا هو بريء يقدر يواجهه ابوه ويفهمه
أولا واخيرا هو هددني لما شفته معاها ماقال لي ان مابينهم شي .
منيره تقلب الأدوار : أنتي قلتي لي انه قال لا تفهمين غلط.
مشاعل : ومنو اللي يحدد شنو الغلط , يمكن هو شايف علاقتهم صح مو غلط ؟!!
منيره مبتسمه : اللحين رجع عقلج هو اللي يفكر مو قلبج .
مشاعل ترد لها الأبتسامه : وأنتي رديتي منيره الأوليه !
..................................................
يااااا مرعب ماحدث في هذا اليوم الكئيب ... لو لم أجد مناير بجانبي لنهرت مما حدث ...
طلبت مني أن أكون قويا من أجل الكل و أن أؤجل مداواة أحزاني بعد أن أضمد جراح أحبابي ...
وأن أبدء بطرح الأسئله أولا على نفسي ...
أيعقل أن يفعلها سلمان , أخي الذي يعد مضربا بحسن الخلق ...
هل أعرف سلمان حقا ؟ ...
هل يعقل أنه وقع في بؤرة الفساد , وعلمه فواز تفاصيل الفحش و الرذيله ...
وأين كنت أنا ؟! ... لماذا تنازلت عن أخي لفواز كما تنازلت له عن أمي ؟!
يااااا كم هو مؤلم رؤية أبي مصابا بخنجر الخيانه الذي زرعه أخي في قلبه !
هاهو أبي طريح الفراش أمامي ... وكم كان من الصعب تهدئته و أنتشاله من سكرة الغضب ..
الآن يجب أن أذهب للبحث عن سلمان وأجده .. لأفهم .. لماذا ؟!
........................
وهكذا وجدته بسهوله في مكتبه الخاص ...
.....................
سلمان : قبل ماتقول شي أنا ماغلطت أبدا , زوجة أبوي هي اللي تحرشت فيني وأنا صديتها وما
أستسلمت .
خالد : ليش ماقلت لي ؟
سلمان : ومن متى قلت لك أو قلت لي عن شي.
خالد : بس هذا مو أي شي هذي مصيبه .
سلمان : هذا اللي صار و مايفيد العتب واللوم .
خالد : ليش قالت انها تحبك وانت تحبها .
سلمان : لأني غبي أختلطت معاها وعديتها وحده من خواتي لين توهمت عطفي عليها حب .
خالد : يعني تعترف أنك غلطان .
سلمان : مو بالغلط اللي أتهمني فيه أبوي , أنا غلطان كثر ما أبوي غلطان , هو تزوج بنت
صغيره وجابها تعيش معانا وحنا كلنا شباب , تشوف خواتي عايشين حياة أي بنت بعمرها و
تشوف مناير سعيده مع زوج شاب يقاربها بالعمر والأفكار , أما أنا .. غلطتي أني سمحت
لنفسي أني أتعاطف معاها و أعطيها أهتمام أكثر من الأهتمام اللي كان أبوي يعطيه لها , كنت
أسمع لها و أتناقش وياها ونضحك ونلعب سوا , أنا فعلا غلطت بس أبدا مافكرت فيها أكثر من
أخت لي أما هي راحت مشاعرها لبعيد وفهمتني غلط.
خالد بعد تفكير قصير: أنا مصدقك يا سلمان بس المشكله شلون بيصدقك أبوي بعد كلامها .
سلمان :ما أدري بس أنا وكلت أمري لله .
خالد : ونعم با الله .
.....
أستراح قلبي بعد أن حدثت أخي سلمان لأني صدقت كل كلمه تفوه بها ...
وضممته لصدري و أعتقد أنها المره الأولى التي أفعلها , يااااا كيف أحب أخي لدرجة عدم
الأنتباه , حبي له فطري ولد بولادته وتعزز بطهره ليكبر من دون أن أشعر .
فقدان سلمان إلا الأبد كانت فكره بشعه نفيتها من ذهني بهذه المصارحه
.
.
.
.
.
.
.
.
.
إلى اللقاء في الجزء القادم ......