الجزء العشرون :
الأحجيات التي تحتاج إلى جمع كم كبير من التركيبات المعقدة التفاصيل و ترتيبها ترتيبا هندسيا
منظم ليس النوع المفضل لدي من الألغاز ...
وهذا الشهر كان مشابه لهذا النوع من الأحجيات ...
يوميا خلال هذا الشهر كنت أخرج مع مشاعل متوجهين للكلية , ويوميا كنت أراه يراقبني من
بعيد بنظراته التي تهدد بقتلي ... يوميا كان هاتف المنزل يرن عشرات المرات بدون أن يجيب
أحد على مشاعل او الخاله سلمى .. أما انا فتعمدت ان لا أرد على الهاتف لأني على يقين أن فواز
هو المتصل ... كنت افعل كل شيء بحذر حتى أتجنبه ..حتى أني رفضت
كل دعوات جود لزيارتها او مرافقتها لتسوق , لم أعد أخرج أبدا لوحدي حتى للحديقه المتنفس
الوحيد لنا في هذا المنزل , أصبحت أرافق الخاله سلمى لأي مكان حتى لا أبقى انا و مشاعل
وحيدتان في المنزل .
حينها لم أكن متأكده مما يجعله يواصل ملاحقاته من دون كل أو ملل لكن في نهاية الشهر
توضح كل شيء أمامي ...
أتى يوسف مع مضاوي لزيارتنا على غير المعتاد , تعابير وجه مضاوي التي أحفظها أنبئتني
بأن ما جاء به يوسف لم يوافق ما تتمناه أبدا ....
.............
يوسف : منيره بحضور أمي و مضاوي أنا جاي أشاورج .. في واحد جى يخطبج مني , هو
رجال و نعم فيه أصل و فصل مقتدر و الكل يشهد بأخلاقه و...
مضاوي مقاطعه : عمره فوق الستين متزوج و عياله أكبر منج .
يوسف بعصبيه : الرجال ما يعيبه عمره أو شكله , المره العاقله تشتري الرجال اللي فيه خير.
سلمى تنفجر فجأه : شريت ابوك رجال حسب و نسب وتزوجني بسر زوجه ثانيه وشنو اللي
استفدته أنا من هاالزواج اللي مومتكافئ ؟! .. تبي منيره تعيش نفس اللي عشته ؟!
يوسف تضايق من ذكر ابيه بهذه الطريقه : طلعي ابوي من السالفه , و منيره مو صغيره تقدر
توزن الأمور و تشوف مصلحتها وين .
الخاله سلمى : منيره شورها عندي مو لأن مضاوي تزوجتك بدون ما تشاورني معناتها أني
بسمح ان ها الشي يتكرر .
يوسف : انا ولي امر منيره اللحين و الشور بيدي .
الخاله سلمى فاض بها القيض : صج أنك ما تستحي ومو رجال ينشد فيه الظهر ,أطلع من هني
البيت يتعذرك يا يوسف .
.......
أردت لحظتها أن أقفز في أحضان الخاله سلمى و أمطرها قبلا , وقفت مدافعه عني أمام
أبنها !! ... هذا موقف لن أنساه لها ما حييت ....
.......
وجه يوسف أصبح أسود كأنه أصيب بمرض خبيث يهدد بقتله خلال لحظات ..
موقف الخاله سلمى جعلها تكبر في عيني , أحسست انها ثأرت لي من دون أن تعلم ..
كلماتها التي كانت كا صفعات وازت صفعاته اللفظيه الدائمه ضدي حطمت غروره و حولته
في لحظات لطفل صغير تعاقبه امه أمامي و أمام أخواتي .. سقطت هيبته ووقفت مختاله
منتشيه بالحظة النصر التي لم أصنعها .. كم هذا المشهد جميل يستحق حفظه على شريط فيديو
لذكرى ...
.........
تركنا يوسف هاربا من تقريعي له ... لم أندم على موقفي ..على الرغم من أني كرهت تعابير الألم
و الخذلان التي أستوطنت ملامحه .. صغرته أمام زوجته و هذا ليس من شيم الأمهات ...
لابد أنه يكرهني الآن أكثر من قبل ! ... لكن ماذا كان بيدي أن أفعل غير ما فعلت ..
لم أرد أن تعاني منيره اليتيمه مما عانيت و أن تكون حياتها تكرار لحياتي ...
أردت أن أكون أفضل من أهلي الذين تخلو عني لأبو يوسف وباعوني جاريه له .
.....................................
كان هذا مريعا شيئا لم أضعه با الحسبان , أمي وقفت في وجهي لتحطم رجولتي أمام زوجتي
لو كانت عمتي في مكانها لم تكن لتفعلها , لكن هي ستفعل أكثر من ذلك , هذه ليست المره الأولى
التي تتخلى عني وتفضل أحدا آخر علي ! ...
لكن أعتراضها لا يمكن ان يقف عائقا امام الفكره الرائعه التي جاء بها فواز وهي التخلص من
منيره من خلال تزويجها لأبو علي , أبو علي رجل أعمال معروف و حقيقة انه سيكون عديلي
ستكون أكبر داعم لي في السوق ..
.... يوسف في غرفة فواز ....
فواز بضيق : واللحين يا يوسف شنو الحل ؟
يوسف بثقة : الحل بسيط , أسمع شراح أقولك عدل .
...
.... بعد ذلك في الملحق....
فرحتي بما حدث أنستني حذري و ها أنا أرد على المتصل ...
.....
منيره : ألو .
فواز يباغتها : إذا ما تزوجتي أبو علي راح أفضحج عند يوسف .
منيره : أنت وبعدين معاك ؟ .. خلاص عاد طلعني من مخك .
فواز مهددا : بترضين أو أعلم ؟
منيره بنبرة تحدي : سو اللي تبي تسويه ما عاد يهمني تهديدك .
..............
يوسف : شقالت ؟
فواز يركز ناظريه في الأرض : تقول سو اللي تبي تسويه ما يهمني .
يوسف بغضب : أنا أوريك فيها .
فواز : وين رايح ؟
يوسف : بروح أمسح بكرامتها الأرض عشان تعرف أمي منو اللي وقفت بصفها ضدي.
..................
الخاله سلمى : أنا طرتدك من شوي لا تخليني اعيدها .
يوسف : أسمعيني و بعدين راح أروح بدون ما تطرديني , منيره لازم تزوج عشان ماتفضحنا.
الخاله سلمى : وقص اللسان يا اللي ماتستحي على وجهك منيره ما فيها عيب عشان تفضحنا .
يوسف بغضب : فيها كل عيب , أسألي عليها بكليتها بتعرفين انها مغازلجيه و كل يوم طالعه مع
شباب أشكال و ألوان .
منيره التي كانت تسترق السمع من الرواق هبت لدفاع عن نفسها : جذاب يا خالتي لا تصدقينه.
يوسف : الجذاب واللي مايستحي أنتي , أبو علي بتزوجينه غصب عنج يا الفاجره .
منيره تفاجأ نفسها : إذا تبي تستر على أخوك ما له داعي تفضحني .
الخاله سلمى المنذهله من الحوار الجاري أمامها : أنتم شتكلمون عنه ؟!!
منيره: فواز يا خالتي تحرش فيني و يوسف يغطي على غلطة أخوه و بيزوجني أبو علي.
يوسف : يا حقيره فواز ما سوى شي لا تتبلين عليه عشان تنقذين نفسج .
منيره : اللحين أوريك رسايله الماصخه اللي كتبها لي حتى تلفون ها البيت فواتيره راح تكشف أن
اللي مزعجنا ها الأسبوع بالأتصالات هو أخوك المراهق.
يوسف : لا تقطين بلاويج السوده على فواز يا ال***** .
............ صفعات متواليه أنهالت علي من يوسف ............
و سقوط للخاله سلمى تحت أقدامنا وصرخه صادره با القرب من الباب لا أعرف من مطلقها ! ..
......................
.... بالمختصر أنفضحنا وأصبحت أنا او أخواتي مجرد ساقطات ...
كنت أجلس في الصاله مستقبله جود و شوق الذين أتو لتو مع خالد لزيارة امهم و فجأه سمعنا
الأصوات تتعالى من الملحق , هب خالد مسرعا ليرى ماذا يحدث لتتبعه أمه و أخواته و أنا
بالطبع تبعتهم و الذعر يتملكني , و وصلنا على الجمله الأخيره التي نطق بها يوسف وأنهال
بعدها على منيرة ضربا , هب خالد مسرعا ليلتقط الخاله سلمى من الأرض لنفاجأ بصرخة جود
وأغمائها المفاجأ , الموقف عمه الفوضى و الإرتباك , توجه بعدها خالد بالخاله سلمى و جود
إلى المشفى و يوسف تبعهم مع فواز و بقيت أنا واقفه بذهول أمام مشاعل التي كانت تحضن
ما تبقى من منيره !!
لم يهتم أحد لأختي اليتيمه تركوها جثه تحتضربدون أن يسعفوها !
........
مشاعل تبكي بألم : مضاوي دخيلج سوي شي منيره مو راضيه تقوم أخاف ماتت .
مضاوي بفزع : لا تفاولين أكيد مغمى عليها ... شوفيها تنفس .. أكيد مغمى عليها ..
.. لحظه أدق على مناير تجي مع السايق ونوديها المستشفى.
مشاعل تواصل النحيب : دقي على الأسعاف يمكن تموت ومناير للحين ماجت .
مضاوي تحاول التماسك وهي تلتقط الهاتف لتتصل بمناير : بس يا مشاعل لا تفاولين هي بس
مغمى عليها وهذي هي تنفس .
..............
أقل من نصف ساعه و كانت مناير أمامنا مع السائق لتنقل منيره سريعا إلى المشفى
أخبرتها با الطريق بكل ما جرى و مشاعل ملئت الفراغات .
وأثناء أنتظارنا خلال معاينة الدكتور لمنيره ...
......
مناير : يعني اللحين فواز هو ما غيره اللي قالت بيخطبها ؟
مشاعل : ما كان راح يخطبها وهي عارفه أنه واحد لعاب.
مناير : ولما عرفتي منو هو ما تكلمتي يا مشاعل و شوفي حنا وينا فيه اللحين.
مشاعل : ما عرفت إلا بعد ما سكنا الملحق .
مضاوي : و بعد ما علمتينا ؟!
مشاعل : ما في شي أعلمكم عليه منيره و عرفت غلطها ومشت سيده و ماتعرضت له .
مناير تحاول كبت جماح غضبها : بس أسكتي ما بي أسمع صوتج بالمره .
مشاعل بأسى : اللحين صار الذنب ذنبي ؟!
مضاوي المستائه : جب ما نبي نسمع صوتج .
................
أقف هنا مع أمي و شوق بجانب يوسف و فواز بحاله يرثى لها ننتظر الطبيب ليخبرنا ماذا حدث
لجود و الخاله سلمى , و ماهي إلا لحظات و خرج الطبيب ليخبرنا ان ما أصاب جود هو أنهيار
عصبي حاد يسترعي وجودها في المشفى تحت المراقبه , اما الخبر الأكثر إزعاجا هو المتعلق
بالخاله سلمى , جلطه في القلب نتيجه لإرتفاع مفاجأ بالظغط ...
.......................
يوسف المصدوم : لا حول و لاقوة إلا بالله , و اللحين شراح يصير عليها ؟
الدكتور : لازم ننتظر أربع و عشرين ساعه عشان تستقر حالتها و نعرف شنو الأضرار اللي
سببتها الجلطه .
.............
خالد : يمه يله ردي أنتي و شوق مع سلمان للبيت .
العمه شيخه : و أخلي جود ؟ !! ... لا يمكن .
سلمان : يمه هي اللحين نايمه و باجر من الصبح بنجي المستشفى قبل ماتقوم.
العمه شيخه : لا يمكن ماراح أتحرك من هني إلا لما تقوم .
يوسف متدخلا : ياعمه هم معطينها منوم لا يمكن تقوم اللحين , أخذي شوق للبيت أخاف اللحين
هي بعد تطيح علينا , شوفيها شلون متكدره .
خالد : يله يمه تعوذي من الشيطان و توكلي على الله .
العمه شيخه : يارب توكلت عليك و تركت جود أمانه عندك .
شوق أتى صوتها من الزاويه التي هربت لها لتداري دموعها : أنا ماراح أروح.
خالد : شوق مو وقت عنادج .
سلمان يذهب لشوق محاوله منه لتهدئتها و أقناعها بإن لا جدوى من عنادها هذه المره .
.............
وأخيرا ذهبو , الآن أريد توضيحا مفصلا لما سمعته من اتهامات مريعه من يوسف ضد منيره ..
.............
خالد : يوسف بما ان أمي راحت ابيك بكلمة راس .
يوسف : تفضل قول اللي عندك .
خالد : بالمستشفى ما ينفع , امش معاي للمواقف.
..............
ذهب يوسف مع خالد و يمكنني تصور طبيعة الحديث الذي يريد خالد ان يفتحه مع يوسف خارج
هذا المشفى ... لكن ليس هذا بمهم الآن المهم أن تهرب أمي من الموت و ترجع للحياة مره أخرى
سيكون مثير للشفقه أن تعود للحياة لتعاقبني بالموت من جديد ...
لابد أنها تحب منيره كثيرا لتكون نتيجة صدمتها بها مؤذيه لهذه الدرجه ... لكن لماذا الصدمه ؟!!
أليست هي تربية يداها ؟!! ... يجب أن تكون فخوره بها ! .. أم أن الصدمه كان نتيجه لكشفها
أمامنا .. أكيد هذا هو السبب ...
بعد تفكير ... لا يهم ماهو السبب ... ليتها تعود للحياة و ترحل لوطن آخر بعيد عنا حتى تموت
ذكراها و يحق لنا بعدها أن نرثاها ...
هل يا ترى الآن هي في غيبوبة ألم ؟ ..
مهما كرهتها أرجو ان لا تتألم ... لا يبدو جسدها قويا ليتحمل أي ألم ..
أرجو ان لا يركن جسدها الضعيف لراحه ...
لا من المؤكد انها ستقاوم ... اكيد ستقاوم من اجل منيره ... تريد ان تتأكد اننا لن نقتلها !
ستفيق لتعيد منيره إلى أحضانها و ترحل بها بعيدا عنا ...
الآن يا منيره لدي الكثير من الأسباب لأكرهك أكثر , تمنيت أن أكون أنا من أنهال عليك ضربا
و ليس يوسف كنت سأقضي عليك لا محاله ....
....................
خالد : شصار بين فواز و منيره ؟
يوسف : ما صار شي .
خالد بتهكم : يعني بتفهمني ان منيره تتبلى على أخوك اللي الكل يشهد بأخلاقه العاليه ؟!
يوسف يحاول أن يكتم غيضه : أنا يا خالد اللحين واصله عندي و ماراح أرد عليك عشان مايكون
في واحد ثالث الليله مرقد باالمستشفى .
......... قبل ان ارد برد غاضب تفاجأت بحكيم يقاطعنا .....
حكيم : سلام باب خالد , سلام بابا يوسف .
خالد متفاجأ : أنت شتسوي هني ؟
حكيم : أنا يجيب ماما مناير مستشفى ......
.....
لم أنتظر باقي التفاصيل التي أراد أن يدلي بها حكيم !
أحسست قلبي سيخرج من قلبي و كل وسواس يستقر في رأسي , لماذا مناير بالمستشفى ؟ ..
فكرت بكل سبب مروع لكني لم أفكر بسبب بسيط كازيارة الخاله سلمى بالمشفى ...
.............
خالد : ألو .
مناير : هلا خالد .
خالد بلهفه : فيج شي ؟
مناير : ما فيني إلا العافيه
خالد : أجل انتي شجايبج المستشفى بهاالليل ؟!
مناير والعبرات تخنقها : أختي أنطقت على يدين ولد خالك و خلاها بين الحياة و الموت و لا أحد
منكم دافع عنها و لا حتى سوى أبسط شي و أخذها للمستشفى مع الخاله سلمى و جود.
خالد : منيره شفيها ؟
مناير : تبيني أعيدلك أنها بين الحياة و الموت .
خالد : أنتي وينج اللحين بالظبط عشان أجيج .
..................
محقق المستشفى : شلون يا أخوي يكون سبب الإصابه سقوط من الدرج , ها الشي ما يتوافق مع
التقرير الطبي .
خالد : هذا اللي صار .
محقق المستشفى : لازم آخذ تعهد عليكم قبل ما تطلع من المستشفى عشان ما يتكرر ها الشي اللي
بعيد عن طيحه من الدرج !
خالد يحاول أنهاء المسأله بسرعه : عطني الورقه أوقعها .
.........................
مناير : ليش ما قلت له الي صار ؟
خالد : تبين تقطين زوج اختج بسجن ؟
مناير : ابيه يتعاقب على اللي سواه .
خالد : انا اعرف يوسف من سنين و متأكد أنه ما رفع ايده إلا لشي كبير , فخليها يا مناير و لا
تولعينها ماراح احد يحترق منها إلا انتي و خواتج .
مناير بإلم : تهددني ؟!
خالد يحاول تهدئتها: أكيد لا , بس احاول أفهمج الموقف.
.........................
فواز يسرح بعيدا كعادته لكن هذه المره أنا متأكد من اتجاه افكاره ... لابد انه يفكر بها .. ومن
يلومه ان فعل ؟! .. انا وهو ضحيتان لها فهي تشقيني بالتفكير بها دائما , لا أكاد أنساها حتى
أتذكرها , و لا أكاد أكرهها حتى أحبها من جديد , و لا أكاد أنبذها حتى أعيدها ..أي أم هي ؟! ..
كيف يحلو لها ان نجلس هنا بقلق ننتظر لحظة ميلاد جديده لها ...
هيا أفيقي بسرعه لا أحتمل التفكير بك أكثر ... لا أريد أن أتألم لك و لا أريد الحزن عليك كل
ما أريده ان تفيقي لترحلي بعيدا عنا و أعدك ان نتذكرك دوما حتى لو رحلتي !!
لا تعانديني .. أرجوك ..
لا أطيق رحيلك لعالم آخر ... أكتفي برحيلك لوطن آخر ... فهل تكوني أما مثل كل الأمهات لهذا
اليوم فقط , وتفرحيني ؟!!
....
يوسف : فواز روح نام أنا راح اقعد هني لصبح بعدين تعال أنت و قعد مكاني .
فواز : لو بيجيني النوم جان رحت و نمت بس أدري ماكو فايده .
يوسف : وقعدتك جذيه ما لها بعد فايده .
فواز : يوسف دخيلك ما لي خلق .
يوسف : أحس أني تهورت كان مفروض أعالج الموضوع بشكل أحسن من جذيه.
فواز : لا تقعد تلوم نفسك أصلا كل اللوم علي أنا.
يوسف : أنت أو أنا النتيجه وحده .
...
فواز متذكرا : إلا تعال قولي شصار بينك و بين خالد ؟
يوسف : ما صار شي سألني عن الموضوع و فجأه حكيم طلع بوجهنا .
فواز : حكيم السايق ؟!
يوسف : أي يقول جايب مناير .
فواز : و ليش جايبها بهااليل .
يوسف : ما أدري يمكن تعبانه .
فواز : لو تعبانه بتتصل على زوجها , أكيد جابت منيره للمستشفى .
يوسف : معقوله ؟! ... لحظه بتصل بمضاوي اشوف شسالفه ....
يتصل يوسف بمضاوي من دون تلقي أي إجابه ...
فواز : دق على خالد و شوف شصاير .
... وهكذا فعل يوسف ...
...............
خالد : ... هذا كل شي.
يوسف : أنزين مضاوي معاكم .
خالد : أي معانا .
يوسف : أنزين عطها الموبايل بكلمها .
.....
مضاوي : ألو ..
يوسف الغاضب : أنتي ما تستحين على وجهج تطلعين من بيتي من دون شوري و اللحين رايحه
مع خالد ؟
مضاوي تحاول ان تحور الحديث حتى لا يفهم أحد ماتعني : أي منيره معانا اللحين و ما فيها إلا
العافيه و هذا حنا رادين البيت ... ليأتي صوت خالد من بعيد .. لبيتنا .
يوسف : خالد شيقول ؟
مضاوي : راح انام الليله عند مناير بما أنك بتقعد بالمستشفى و سلمان راح ينام عند أم خالد
وشوق .
يوسف يكتم غيظه : اللحين جاي آخذج .
.....
يوسف : فواز انا بروح مشوار ساعه وراد .
فواز : ليش بتروح تاخذ مضاوي خلها تنام عند خواتها مو حلوه تقعد في البيت وسلمان فيه ,
تعرفه يتضايق إذا حس انه مضايق على أحد .
يوسف : سلمان البيت بيته و مضاوي بردها مع خواتها للملحق .
فواز : طلبتك يوسف عد الليله على خير انت عارف خالد لا يمكن يطلعهم من بيته معاك قبل
مايعرف السالفه .
يوسف : طبعا لقاها فرصه .
فواز : عدها الليله و بكره تنحل.
يوسف : ولو بروح اجيب مضاوي .
فواز : شفيك ؟ .. مضاوي مع خواتها شنو راح يصير لها .
يوسف : فواز هذا شي يخصني بيني و بين زوجتي لا تدخل .
فواز : على راحتك .
................................................
في سيارة يوسف ...
يوسف متوعد : هذي آخر مره تركبين مع خالد بسياره حتى لو خواتج معاج .
مضاوي بسخرية : يا مريض خف شوي على نفسك.
يوسف بغضب: لا تخليني اللحين أكمل اللي بديته مع منيره .
مضاوي : راح تسويها و تمد أيدك علي اللحين أو باجر لأنك تدري أن ماورانا ظهر .
يوسف : لو لكم ظهر ماصرتو ****** .
مضاوي تعلو بصوتها : حدك عاد ترى لحد هني و بس لا يمكن أتحمل أكثر .
يوسف : تعلمي تحملين لأن كل يوم راح أذكرج بأخلاقج و أخلاق أختج الواطيه .
مضاوي : ماراح تذكرني بشي لأن ما في شي أصلا .. ماراح تضايق إلا نفسك.
يوسف يغيبه الغضب : قوليلي يا مضاوي أمي هي اللي علمتكم شلون تكونون ****** ؟
مضاوي بصدمه : حرام عليك و الله حرام اللي تقوله أفهم أنك تتهمني أنا و أختي بس حرام تتهم
أمك المصليه و المسميه , هذي امك .. أدعي لها تقوم با السلامه بدال ما تنفث سمك في وجهي.
يوسف : لا مراح أدعي لها بدعي لنفسي ان الله يخلصني من عارها و يخلصني منج .
...............................
كيف لي أن أتواصل مع من يرى المرأه التي ولدته عار يجب التخلص منه ...
الخاله سلمى مع كل العيوب التي كنت أراها فيها لم أعتقد ولو لثانيه أنها فاسقه ...
دائما كنت أستيقظ ليلا لأراها في " الحوش " تفرش سجادتها وتتهجد طوال الليل ...
دائما منذ عرفتها كانت تصوم الأثنين و الخميس , كانت دائما ....
يا ألهي كيف لم أتذكر ذلك .... كانت دائما ونحن صغار تتفقدنا ونحن نائمون تتأكد اننا نتنفس
بوضع أذنها على صدرنا , كانت دائما تمسكني فجأه لتقرء آيات الذكر الحكيم علي ...
لم أطلب منها يوما مصروفا وتمنعه عني كانت تعطيني دائما حتى لو كان أقل من القليل ...
لم أراها تأكل أكلا لم نأكله نحن .. بل لا أذكر أنها أكلت قبلنا أبدا ....
كيف أقفلت كل تلك التفاصيل ؟!
ماهو سبب كرهنا لها ؟!! .. أيعقل نبذناها لأنها كانت فاشله بتعبيراللغوي ..
أكنا غبيات لهذه الدرجه !
و ها أنا أبكي لأول مره من أجل الخاله سلمى ... وأنا لست خجله من البكاء عليها ...
.....................
يوسف يهم بنزول من السياره : لو تبجين دم على نفسج و على أختج ماراح يفيد.
....
يوسف عندما لم يراها تنزل من السياره : شناطره أنزلي ؟
مضاوي تفاجأه : ودني المستشفى .
يوسف بإستغراب : ليش ؟
مضاوي تبكي بحرقه : يمكن اللحين الخاله سلمى تموت و محد عندها .
يوسف يختنق فجأه بعبره باقتته : بتروحين تأكدين أنها ماتت ؟
مضاوي : تحسب الكل نفسك , لا يا يوسف أبي أكون بجمب الأم اللي ماهجرتنا و عاشت معانا
في الضيم و الفقر .
........
لكنها هجرتني أنا و فواز .... وها هي تهددنا بالرحيل عنا مره أخرى للأبد ...
.......................................................
إلى اللقاء في الجزء القادم.