الجزء الثامن عشر :
ديمومة الحال من المحال ...
وهذه الأحوال أصبحت لا تطاق ..
فارقنا مناير و اليوم نفارق مضاوي و عن قريب سنفارق هذا المنزل العتيق ..
على الرغم أني حلمت دائما بمغادرت هذا المنزل إلى الأبد إلا أني أجد صعوبه في الوداع ! ..
وأي وداع سيقودني لمكان مخيف ينتظرني فيه كابوس خلقته بيدي ..
...........
الخاله سلمى : يا بنات شفيكم على هالبجي , تعوذو من الشيطان .
منيره غاضبه من تدخل أم فواز : شنو بتحرمين علينا البجي ؟
الخاله سلمى : لو البجي بيرد غالي جان بجيت قبلكم من سنين .
مشاعل : إذا قصدج عيالج هذا انتي بتردين لهم .
الخاله سلمى : بيردوني البيت عشان ما اسكن في بيت و لد عمتهم و ياكلون الناس وجههم
بالحجي .
مشاعل بأستغراب : بس هم عيالج و أنتي أمهم أكيد يبونج حتى لو أفترقتو لسنين .
الخاله سلمى : اسمعو يا بنات حنا بعد يومين راح نروح نسكن معاهم و مثل ماهم مجبورين
ادري انكم مجبورين أكثر منهم , بس أنا عندي حل و ياليت توافقوني عليه إذا يعجبكم .
منيره بلهفه الغريق: وشنو الحل ؟
الخاله سلمى : إذا اتفقتم بينكم تجمعون حقكم من فلوس التثمين مع حقي و نشتري بيت على قدنا
لو حتى غرفتين .
منيره فرحه : أكيد موافقين .
مشاعل : و أنا مع منيره اكيد موافقين اهم شي نسكن في بيت ملكنا بدون منة احد .
الخاله سلمى : خلاص اجل تحملو هالوضع مؤقتا لين يعطونا فلوس التثمين .
منيره بأمل متجدد : صار .
الخاله سلمى بعد تردد : في شي بقوله لكم يابنات لأن احسن تعرفونه مني مو من غيري .
.......
وهكذا أخبرتنا بقصتها منذ البدايه ... و لا يمكنكم تخيل كيف كبر الكابوس , وتحول كل أمل إلى
ألم ..
فواز يعتقد مسبقا بي كل سوء و الآن سيكون له سبب أكبر يؤكد صحة أعتقاده , فأنا تربية أمه
كما يعتقد الآن .. ونعم التربيه !
........................
منذ وصولنا لجناحنا الفخم عرفت طبيعة العلاقة التي ستجمعنا ..
أختصر لكم , لي غرفة متكامله موصوله بحمام خاص .. هي زنزانة الحبس الأنفرادي !
أما آخر الرواق توجد غرفة كبيره ... مقر السجان .
.....
يوسف : إن شاء الله أعجبتج الترتيبات ؟
مضاوي تدعي عدم الفهم : بصراحه ما اني فاهمه هالترتيبات .
يوسف : أعتقد أنج فاهمه بس مو مشكلة أفهمج , بالمختصر زواجنا شكلي .
مضاوي : و السبب ؟
يوسف مستغرب : أنتي تبين أكثر من جذيه من زواجنا ؟!
مضاوي : أنا ابي نحاول أنجح هالزواج .
يوسف : بهالطريقه اعتقد راح يكون زواجنا ناجح .
مضاوي : أنا ما اقدر أعيش بهالشكل , أنا محتاجه استقر و أكون أم .
يوسف : لعيالي .. أكيد لا يمكن .
.... أنعقد لساني و فقدت جرئتي بعد هذه الصفعه اللفظيه ...
يوسف مستمر في إهاناته : بس إذا تبين المتعه أنا ماراح أحرمج هالشي عارف انه من حقج بس
مو لازم نتشارك غرفه لها السبب .
.... صفعه لفظيه أخرى .. وإن لم أضع حدا ستتوالى الصفعات إلى أن اسقط جريحه ...
مضاوي مستجمعه افكارها ومتظاهر بالقوه : خلنا على الترتيبات الحاليه لأنها تناسبني أكثر من
مقترحاتك الثانيه .
يوسف في محاوله لأستفزازها : مثل ماتحبين بس إذا غيرتي رأيج لا تستحين أنا بالنهايه زوجج.
.... غادرت لزنزانتي مسرعه فقد شحن الجو بالخطر ....
...........
ندمت على هذه الترتيبات لحظة رؤيتي لها بكامل زينتها , عجيب كيف يصقل المال الجمال !
جميله إلى حد الإرباك .... من حسن حظي أني لم أتعرف عليها أول شبابي لكنت الآن أسيرا
لها , وهذا يذكرني باحسنات التقدم في العمر وهي أكتساب مهارات عاليه في إخفاء المشاعر
والتظاهر بعدم المبالاة , حتى تعابير وجهي أراهن أنها لم تفضحني فقد فهمت بعد تجارب عده
أن أحسن و سيله في التحكم في هذه التعابير هو ممارسة التمارين يوميا فقد أستعملتها أمام فواز
و خالد و ميساء و حتى عمتي ! .......... و مؤخرا مع أمي ... إلى الآن أذكر زيارتها المفاجأه
لمكتبي إلى الآن أذكر كيف خفق قلبي كطبول حرب و كاد يطير بي إلى أحضانها , عجيب كيف
تمالكت نفسي و تظاهرت من خلال تقاسيم و جهي بالأشمئزاز و الغضب و دفعتها لرحيل , لكن
ها أنا أردها لحياتي متذرعا بإعذار لم أستطيع أن أقنع بها نفسي حتى أقنع بها فواز ! ...
الآن جلبت أمي و بنات زوجها إلى منزلي ... و ها أنا أتسائل ...هل ستحل كارثه بوجودهن ؟!
............................................................ .........
لم أستطع النوم و جربت كل الطرق بما فيها عد الخراف !
كيف تقضي مضاوي ليلتها الأولى خارج منزلنا مع ذلك الغريب , هذا هو كل مايشغل تفكيري ,
أرجو أن لا تكون ليلتها تكرار لليلة زفافي .
........
خالد : بتقلبين طول الليل ؟
مناير : آسفه .. صحيتك ؟
خالد : أي صحيتيني , شفيج ؟
مناير : ما فيني شي , الظاهر شربت قهوه واجد اليوم .
خالد : أو أنج مو قادره توقفين تفكير بمضاوي .
مناير : أشوف قراءة الأفكار موهبه تضاف لمواهبك .
خالد : مو حابه أقرء أفكارج ؟
مناير : أحب يكون لي خصوصيه .
خالد : يعني عادي تحترمين خصوصيتي و ما تعرفين اللي أفكر فيه .
مناير : أنا مو فضوليه .
خالد : يعني أنا الفضولي ؟
مناير : خالد بطل هالعاده مو كل شي أقوله أطبقه على نفسك , لو أقصدك بقولها بوجهك .
خالد : خلاص سماح , ماراح أهتم لتلميحاتج في المستقبل .
مناير سئمت المجادله : تدري جاني النوم , تصبح على خير .
خالد : خايفه تكون ليلتها الأولى معاه مثل ليلتج الأولى معاي ؟
مناير : لاااا عن جد خالد بطل قراءة أفكاري .
خالد بدهشه : يعني فعلا تفكرين بهالشكل .
مناير : أي.
خالد متضايق و لكن يريد مواساتها : لا تخافين يوسف عنده عزة نفس و لا يمكن يفرض نفسه .
مناير في محاولة لعدم مواساته بالمقابل : أن شاء الله يكون هالشي صحيح , تصبح على خير .
............
تحيريني يا مناير .. أما أنك لا تستطيعين النسيان و كل شيء يذكرك بتلك الليله أو أنك لا تريدين
النسيان متعمده !
لكن من المؤكد أني مجرد زوج بالنسبه لك و من المؤكد أنك ترين زواجنا تقليدي من كل النواحي
....................................
تمنيت أن ينتهي هذا اليوم و هاهي امنيتي تتحقق أخيرا , لكن لم تحن العوده إلى المنزل , فهناك
مهمه علي أنجازها وهي متعلقه بواجبي كاصديق .
...............
فواز : سلمان مااني راد البيت ودنا لأي مقهى .
سلمان : لا يابابا انا نعسان وبرد البيت أنام.
فواز : ما أظن أنك راح تنام لأن شكلك متضايق .
سلمان : يتروالك.
فواز : سلمان اخلص شفيك ؟
سلمان بعصبيه نادره : أنت الي اشفيك ؟ , طول اليوم غثيتني أنت متضايق و أنت متضايق قلت
لك مافيني شي يعني شسوي عشان تصدق أغنيها لك ؟
فواز : كل هالعصبيه وتقول ما انت متضايق ؟!
.. سلمان يختار الصمت جوابا ..
فواز : يعني ماانت راد علي ؟ .. أنزين فهمني أنت زعلان مني ؟ .. أنا مضايقك بشي ؟ ... اي
يعني متضايق مني ... حقك علي انا زودتها هاليومين ومافكرت إلا بنفسي و غثيتك بمشاكلي
سلمان : أنت دايما تغثني بمشاكلك اللي ماتخلص , الظاهر حسبالك أنت مركز الكون .
فوا ز مصدوم : سلمان كلامك كبير , قول اللي في قلبك كله .
سلمان : لما أبي اتكلم راح أجي و أقول لك , اللحين بنزلك عند بيتكم و اروح لبيتي .
فواز : ماله داعي , نزلني هني .
سلمان : في وسط الشارع !
فواز يكرر : نزلني هني .
سلمان : ما اني منزلك إلا في بيتكم .
فواز :أن مانزلتني بقط نفسي من السياره .
سلمان : تسويها يالمجنون , عاد وقتها شيفكني من أمي .
فواز : يعني هذا اللي مضايقك مني .
سلمان : قصدك عشان أهتمام أمي الزايد فيك , هالشي تعودت عليه و ماعاد يضايقني .
فواز مازال يبحث عن الأسباب : متضايق عشان سالفتك مع بنت عمك ؟
سلمان : هاالموضوع بذات مضايقني حيل بس موهو اللي قالب حياتي.
فواز بقلق : شنو اللي مضايقك لهدرجه ؟
سلمان مستسلم لإلحاح فواز : خلنا نوصل للبحر و أقولك .
............ عند شاطئ البحر ...............
سلمان : أعتقد ماله داعي أوصيك أن الكلام اللي راح اقوله ما يطلع .
فواز: فعلا ماله داعي توصي , انت تعرفني .
سلمان : زوجة ابوي هي اللي مضايقتني ,
فواز : شلون يعني مضايقتك , متهاوشه معاك او مع خواتك .. او اكيد مع خالد ؟
سلمان : ياليت .
فواز : سلمان أخلص شفيها زوجة ابوك ؟
سلمان : تحرشت فيني .
فواز بدهشه : شلون يعني ؟
سلمان : حتى هذي تبيني اشرحها ؟
فواز يحلل بصوت عالي : قصدك .. مصيبه ... و أنت ؟
سلمان : شلون يعني و أنا ؟
فواز : سلمان انا اعرفك .. بس الأنسان ضعيف , بعرف صار شي .
سلمان المصدوم من سؤال فواز : استغفر الله , اكيد لا , انت تعرفني و تقول جذيه ؟
فواز : طبعا انا واثق فيك .. بس اعرف ان الحريم كيدهم عظيم .
سلمان : قولي شسوي .. شلون اتصرف ؟ .. خايف على ابوي و خايف ننفضح على يد بنت ...
استغفر الله أهلها مالهم ذنب ما ابي اسبهم .
فواز بعد تفكير قصير : سلمان أطلع من البيت قبل مايطيح الفاس براس و تصير مصيبه , ممكن
تتبلى عليك إذا ما تجاوبت معاها .
سلمان : اطلع و اخلي خواتي .. لا يمكن .
فواز بتفهم : معاك حق هذي ما تنئمن على خواتك .
سلمان : و الحل ؟
فواز : ما أدري شنصحك فيه .. فعلا محتار , بس تعتقد لو تعلم أبوك ..
سلمان مقاطعا : بينجلط , و بعدين ابوي يحبها , يكفي انه جابها تعيش معانا و هاليومين كل اللي
يفكر فيه أخوان لنا منها .. تصدق ؟
فواز : مصيبه إذا صارت ام اخوانك.
سلمان : ياخوفي يافواز .. هالشي لا يطاق , هذي وحده ماتستاهل تكون ام , أنا لما أشوفها اتقزز.
فواز : اللحين حاول قد ما تقدر تتفادى تكون معاها بروحكم , و لاترد البيت إلا آخر الليل على
الأقل بهالوقت بتكون مع ابوك و إذا طلعت من غرفتها بتكون هي المسؤوله .
سلمان : هذا اللي قاعد اسويه اللحين , بس هذا مو حل .
فواز : أدري بس هذا حل مؤقت لين أشغل مخي و أفكر في شي يطيرها من بيتكم .
سلمان : ليت امي ترد على ابوي اعتقد هذا هو الحل .
فواز : ما اعتقد راح ترد له لو بترد ردت بعد طلاقها من زوجها الثاني .
سلمان : لاتذكرني فيه احس امي وقتها كانت تبي تقهر ابوي .
فواز : هو قهرها بعلاقاته المشبوهه و هي حست كرامتها انهدرت على ايده .
سلمان : تدري فواز اعتقد ابوي حب في هيام شكلها اللي يشبه امي لما كانت الصغيره بس ابوي
مو منتبه .
فواز : حتى لو يحبها مااعتقد عمتي تحبه .
سلمان : ضحكتني يافواز على كثر الوقت اللي عشته مع امي للحين ماعرفتها .
فواز : و انت شنو اللي تعرفه و ما اعرفه .
سلمان : امي تحب ابوي لدرجة ماتحملت تشاركه مع احد لو كانت مشاعرها تقليديه من زوجه
لزوج جان اتبعت المثل اللي يقول نص الراحه بتغافل , جان تقاضت عن أغلاطه و خيانته
و ماطلبت الطلاق .
فواز : هالشي مالاحظته .
سلمان : موقلت لك انت شايف نفسك مركز الكون و مو حاس باللي حوالينك .
فواز : سلمان ترى كلامك لو شكلا مزح بس احسه من قلب.
سلمان : كلامي مو مزح , ليتك يا فواز تحس في اللي حوالينك و تفكر في ظروفهم عشان تفهم
تصرفاتهم .
فواز بإدراك لما يشير له سلمان : ومنو اللي لازم احس فيه ياسيد سلمان ؟
سلمان : منو غير امك .
فواز : انزين اسمع مدامك ماتبي تسكر هاالموضوع .
........ وهكذا اخبرت سلمان بكل الحقيقه التي تؤرقني ...
سلمان : و شنو الدليل غير كلام يوسف اللي واضح مأثر فيه راي ابوك.
فواز : و شنو اقوى من ابوي شاهد ؟
سلمان : ابوك كان متزوج امك بسر و انفضح قدام زوجته الاولى اللي يحبها و كان يبيها و يبيكم
اجمعها و اكسرها راح يطلع معاك ان اتهماته لأمك ماطلعت إلا بعد ما عرفت زوجته الأولى و
بعد الأتهام صرتو انتم من حقه هو و بس .
فواز : لا يمكن ابوي يسوي جذيه حتى لو كان معروف عنه عصبيته و عشقه لزوجته الاولى .
سلمان : فواز انت سمعت جانب واحد من السالفه اللي من جهة ابوك و يوسف و ماسمعت من
امك , اسألها و شوف شتقول عطها فرصه ادافع عن نفسها .
فواز : اكيد ماراح تعترف على نفسها .
سلمان : استغفر الله حكمت عليها قبل حتى ماتسمعها .
فواز : سلمان تذكر منيره اللي كنت اطلع معاها .
سلمان : شجاب طاريها اللحين .
فواز : جاب الطاري ان امي مربيتها و هي اخت مناير زوجة اخوك و أخت مضاوي زوجة
أخوي اللحين انت اجمعها و اكسرها .
سلمان بفزع : هذي رفيجة جود , مصيبه .
فواز : سلمان جود تعرفها من وقت قصير و ماتعرف سوالفها وانا طلبت انها تبعد عنها بدون
مااقولها السبب الحقيقي و تعذرت ان هالشي يمكن يأثر على علاقتها بخالد و هددت منيره و قلت
لها تبعد عن جود .
سلمان : يا سلام وانا آخر من يعلم.
فواز : هالشي يهمك ؟
سلمان : شلون مايهمني سمعة اختي و سمعة زوجة اخوي .
فواز : توك كنت ادافع عن امي اللي ربتها و توك قلت فكر بظروف الناس و دوافعهم.
سلمان : أي فهمت ... ما كنت مهتم تقول لي إلا لما شفت أن هالشي يساعدك.
فواز : مابغيت أقولك لأن السالفه معقده وفيها شرف .
سلمان مهاجم : كله منك اللي سويته في بنات الناس رد علينا كلنا.
فواز يحاول الهرب من تقريع سلمان له : انا رايح فمان الله .
سلمان : تصرف نموذجي منك يافواز دايما تهرب من المواجه و دايما تكره الأعتذار.
......................................
بعد مرورعدة أيام ...
...
تفاصيل المكان تعبر عن الثراء ...
في كل الجزئيات يبدو المكان مترفا ...
هذا أكثر فخامه مما تمنيت يوما !
لكن هذا الذي أشعر به لم يكن هو الشعور الذي تصورته عند بناء الأحلام المترفه ...
أشعر بغصه في حلقي وأريد البكاء ...
الآن فقط أشعر بأني أسيره لفواز !
ها أنا أسكن في منزله كا متطفله , هل يا ترى أخبر أخيه بحكايتنا ؟!
هل أخبرت خالد أم أخبرت صديقك المقرب ؟ ... من أخبرت يا فواز ؟ ... ليتني اعرف حتى
أهرب من المواجهه .
........................
مشاعل : شفيج سرحتي ؟ .. على كل حال ما ألومج تخيلي بنعيش باالعز , صج فرق بين
هاالمكان و بين بيت الفقر .
منيره : ليتنا فيه يا مشاعل و لا جينى في بيت مو لنا .
مشاعل : منيره ها الكلام معقول يطلع مني أي أحد بس عجيب يطلع منج !
منيره : و شنو العجيب ؟ , تعتقدين اني حابه اكون ضيفه ثقيله في بيت غيري.
مشاعل : لا .. أكيد لا , بس اللحين انتي في مكان دايما تخيلتيه .
منيره : الخيال غير عن الواقع , اللحين فهمت شلون الواحد يقدر يقول انه سعيد حتى لو كان
فقير .
مشاعل : ما فهمت .
منيره : أهم شي الانسان يكون مرتاح مع نفسه لأن وقتها بيرتاح مع محيطه و مايهم شنو المحيط
اللي عايش فيه , إذا انا عايشه بكرامتي معاكم و الله ساتر علينا ها الشي يسوي عندي القصر
واللي فيه .
مشاعل تحضن منيره بقوه : يااااااااااا منيره ماتوقعت بيوم تقولين ها الكلام , فعلا مدام حنا مع
بعض و الله ساتر علينا مو مهم المكان اللي نعيش فيه حتى لو هالمكان يا منيره سمعتي ؟
منيره : كارهه المكان يا مشاعل .... تدرين ليش ؟
مشاعل : ليش ؟
........................
أرتعت من الحقيقه التي اعترفت بها منيره , إذا الآن نحن نعيش مع ذلك المحتال الذي يلعب
بإعراض الناس ....
...........
مشاعل : منيره فهميني صار بينكم شي أكثر من طلعات للمطاعم .
منيره : اكيد لا .
مشاعل : منيره انا فعلا ودي اصدقج بس الرجال ما طلع معاج عشان يسولف خلينا نكون
واقعيين.
منيره : فعلا معاج حق بس انا ماعطيته فرصه , حاول بس قدرت أنقذ نفسي و من يومها
أبتعدت عنه وما شفته من جديد إلا مثل ماقلتلج لما كنت مع جود .
مشاعل : خلاص مدام ماصار شي لا تخافين , وتذكري حنا في بيت زوج أختنا و أعتقد مهما
كانت اخلاقه منحله لا يمكن يتعرض لج بوجود امه و اخوه .
منيره : أنا قاعده اطمن نفسي بهالشي بس ما ادري شنو يفكر فيه تراه مو هين .
مشاعل : منيره انتي دايما قويه ليش اللحين خايفه .
منيره : الحق يا مشاعل قوه و قبل كنت قويه لأني كنت دايما على حق بس اللحين انا غلطت و
هالشي خلاني ضعيفه و زرع الخوف فيني ...
ادري اني راح اتعاقب بس اتمنى مايكون عقابي على حساب حياة خواتي مع ازواجهم .
مشاعل : خواتي كبار و يقدرون يحافظون على حياتهم و مو محتاجينج تحمينهم انتي فكري بس
بنفسج اللحين , وراج امتحانات لا تقعدين تفكرين بأشياء ماصارت و توسوسين ريحي تفكيرج .
منيره : هذا اللي احاول اسويه .
مشاعل : منيره راح نطلع من ها البيت وانا ان شاء الله راح اتخرج هالكورس و بتوظف و
يصيرلنا دخل لنا بروحنا بدون منة احد و مثل ماقالت الخاله سلمى بعد كم شهر بنشتري بيت و
بنطلع من هالكابوس , طالعي لجدام مو لورى .
منيره تجهش بالبكاء : سامحيني مشاعل ليتني طعت كلامج لما كنتي تنصحيني .
مشاعل : و ليتني كنت اخت احسن من الاخت اللي كنتها , انا اللي لازم اعتذر و اطلب السماح.
منيره : خلاص كلنا لازم نسامح بعض و نطلب من الله مايفرقنا .
مشاعل : منيره ياحياتي انا احبج بس اخاف ادعي ان مانفترق و مااعرس .
منيره : هههههههههههه مشاعل ماتوبين عن سوالفج .
مشاعل : اشوه اخيرا ضحكتي يله خلينا نكمل الجوله في بيتنا الكشخه .
منيره بإصرار : بيتنا المؤقت .
مشاعل : و لا تزعلين بيتنا المؤقت .
.........................................................
حاولت مواساة منيره و لا أعرف إن كنت نجحت في ذلك , أعرف فقط أني أحتاج من يهدئ من
روعي ...
حقيقة أننا نعيش في عقر دار الذئب ترعبني , ماذا سيحدث إن أتيحت له الفرصه للإختلاء
بفريسته تحت سقف داره ... ومن سيقع اللوم عليه في هذه الحاله ...
في مجتمعاتنا الجواب مغلف و معبء ..
" ماذا يفعل ذلك الشاب الفتي أمام إغرائات تلك الفتاة التي لا يوجد ورائها رجل يصلحها "
لذلك ..ليس بيدي إلى ان أكون كتوأم لمنيره و أن لا أفارقها أبدا ... حتى لا تخلق الفرص
أمامه ...
.........................................................
إلى اللقاء في الجزء القادم ..