الجزء السادس عشر :
الروتين اليومي له مزايا لا يعرفها إلا الذي كان يكره بشده هذا الروتين , ماذا لو أستمرت حياتنا
كما كانت .. يتيمات و فقيرات بدون مستقبل واضح .. لكن كلنا كنا في نفس القارب ...
الرجل في حياتنا لم يوجد و اعتقدنا انه لن يوجد لكن خالد أول رجل يدخل حياتنا و يعقدها ....
.................
مناير : يعني شسوي خلاص هي تبيه و هو يبيها .
خالد : و أنا مالي راي .
مناير : الراي رايها وانت بس زوج أختها .
خالد : انا اللحين ولي أمرها .
مناير : شكليا بس , لكن الواقع ان اللي يحل و يربط هي لأن هالشي يخصها .
خالد : الظاهر انتي عاجبج ان اختج تزوج يوسف .
مناير : شفيه يوسف ؟
خالد : مايناسبها .
مناير : مايناسبها كلمه فاضيه ما تعني إلا الرفض بدون سبب.
خالد : يعني كلامي فاضي ؟!
مناير : لا تقولني كلام ماقلته , أنت فاهم قصدي .
خالد : أوكي خليها تزوجه بس مسألة ان الخاله سلمى و البنات يعيشون في بيته مستحيل .
مناير : هذا راجع للخاله سلمى اللي بختيارها تبي تعيش في بيت ولدها و من المنطقي أن خواتي
الصغار يعيشون معاها .
خالد : و خواتج راضيات ؟
مناير : خواتي أمرهم بيد خالتي سلمى و بيعيشون في المكان اللي راح تعيش فيه لين كل وحده
يجيها نصيبها و بعدين هم ماراح يعيشون في بيت غريب راح يعيشون في بيت أختهم .
خالد : انا وعدج اشتري لهم بيت و يعيشون مستقلين بدون منة أحد , ومن حقهم عليج تعلمينهم
بهالشي .
مناير : هم يدرون , حتى الخاله سلمى تدري بوعدك بس مثل ماقلت لك هي تفضل تعيش في
بيت ولدها .
خالد : ولدها اللي نبذها كل هالسنين , ولدها اللي يشك في شرفها ؟!
مناير : بس قصر حسك , ولدها و هي امه هذي حقيقه ماراح تغير ومهما ضرها بتم تحبه .
خالد : تدرين ان يوسف الخبيث قال لفواز عن كل الأفكار المريضه اللي معششه في مخه و امس
فواز كان عندنا منهار ونام عند سلمان .
مناير : فواز مو صغير ومرده بيعرف الحقيقه من أمه وقتها يقرر منو يصدق وحنا مالنا دخل .
خالد : شلون مالنا دخل ؟
مناير : مو ملاحظ ان الخاله سلمى صايره محور حديثنا دايما .
خالد بتهكم : الظاهر نسيتي سبب زواجنا .
مناير : لا مانسيت بس الظروف تغيرت .
خالد : فعلا الظروف تغيرت و قمت أشك في قراري .
مناير : يعني شايف ان زواجنا ماله لزمه ؟
خالد : بالظبط , إذا ما أقنعتي الخاله سلمى تجي تعيش في البيت اللي راح اشتريه لها هالزواج
ماله لزمه .
مناير بتحدي : اجل اسمعني عدل خالتي سلمى بتعيش في بيت ولدها و خواتي وأنا بنعيش معها
في بيت يوسف .
خالد : يعني تبين تطلقين قبل عرسج .
مناير : قبل أحسن من بعد العرس , واضح ان المسأله كلها فاشله .
خالد : أنا ماراح أطلق بخليج معلقه لين أطيحين اللي براسج و تسوين اللي أبيه .
مناير : لا تعاند يا خالد ماراح يخسر إلا أنت .
خالد : تحديني ؟
مناير : حنا مو مراهقين ندخل في لعبة تحدي حنا كبار و مدام ماتفقنا خلاص ننهي كل شي بهدوء .
خالد : مثل ماقلت لج ماراح أطلق و العرس ملغي .
....................
لا تعتقدو ولو لثانيه أني أستسلمت , إن كان يريد لوي ذراعي و إجباري على عيش حياة
المعلقة بعد أن نجحت بالهروب من حياة عانس غير متعلمه , فهو مخطأ سأكون زوجه له برغم
عنه ...
عجيب أمر الغضب كيف يحث الجرئه على الظهور ...
...................
مضاوي : مناير شقاعده تسوين .
مناير : مثل ما انتي شايفه أشيل أغراضي بالجنطه .
مضاوي : شايفه بس ماني فاهمه .
مناير : أفهمج , أنتي بعد يومين بتكونين في بيت زوجج و خواتي والخاله سلمى راح يسكنون
معاج و أنا مو حابه أطلع من بيتي إلا لبيت زوجي .
مضاوي : يعني اللحين أنتي بتروحين لبيت خالد .
مناير : ايوه بروح لبيت زوجي .
مضاوي : والعرس ؟
مناير : العرس و مظاهره كلها شكليات , يعني نقدر نسوي العرس بنفس الوقت او نلغيه مو
مشكله .
مضاوي بقلق : مناير شفيج ؟! .. أحس من طلع خالد من عندنا وانتي مو طبيعيه ... لا يكون
اصر انج تكونين معاه في بيته اليوم .
مناير ضاحكه : ضحكتيني يا مضاوي وانا مالي خلق اضحك , لا السالفه مو جذيه..
مضاوي : مناير مهما صار بينا انتي اختي و تعرفين ان اي شي تقولينه لي مايطلع , إذا في شي
قولي لي .
مناير : خالد بيعلقني .
مضاوي : شلون يعني بيعلقج .
مناير : يعني لا متزوجه و لا مطلقه .
مضاوي بدهشه : ليش ؟ .. شنو السبب ؟
مناير : ما في سبب بس تهاوشنا و عصب و قال العرس ملغي و انه بيخليني معلقه .
مضاوي : واضح انج ماتبين تعلميني بالسبب , بس على كل حال يمكن هو معصب اليوم اكيد
باجر بيجي و يعتذر و بتزوجون في موعدكم .
مناير : لا هالشي ماراح يصير .
مضاوي : والحل انج تقطين نفسج عليه .
مناير : الحل اني اكون واقع في حياته .
مضاوي : ماني فاهمه .
مناير : راح تفهمين بعدين اللحين لازم اروح السايق برى .
مضاوي : اي سايق ؟
مناير : دقيت على شوق وقلت لها ادز سايقهم .
مضاوي : مناير طلبتج لا تهورين وتروحين راح يطردج لا تفشلين نفسج و تهينين كرامتج .
مناير في محاوله للهروب : شرايج تضميني و تعطيني دعم معنوي .
مضاوي تحضن مناير : طلبتج لا تروحين .
مناير : دايما كنتي تثقين برأيي , حيل تغيرتي و كل شي أقوله تشككين فيه .
مضاوي : مو صحيح للحين أثق برأيج حتى لو ماطعتج .
مناير : أثبتي لي .
مضاوي مستسلمه : روحي الله معاج يا أحلى عروس .
........................
لم تريد مناير ان تصرح بما حدث بينها و بين خالد لكن يمكنني ان أخمن سبب المشكله ..من
المؤكد زواجي من يوسف أصاب خالد بلوثه عقليه !
خائفه على مناير جدا .. لم أردها أن تذهب ولكن أي حق أملك عليها , أنها تفعل ما تريد كما
فعلت ما أريد ...
في النهايه ها هي تركتني في مواجهة الخاله سلمى و أخواتي في مهمه تعرف جيدا أني لا أجيدها
..............
الخاله سلمى : شلون يعني راحت مع خالد ؟
مضاوي : زوجها ويبيها في بيته .
الخاله سلمى : ما هقيتها من مناير تروح معاه وهم للحين ماعرسو .
مضاوي : ياخاله تراها زوجته على سنة الله و رسوله و العرس شي شكلي ما يقدم و لا يأخر .
الخاله سلمى : و لو الأصول أصول , ليش أجل من الأول رتبو لعرس و مددو في الوقت .
مشاعل : اي و الله ليش تسوي جذيه عن جد سخافه .
منيره : للأسف مناير طاحت من عيني .
الخاله سلمى : لا يا منيره عيب تقولين عن أختج جذيه , أكيد عندها اسبابها و بالأخير مثل ماقالت
مضاوي هي زوجته على سنة الله و رسوله و العرس بس شكل قدام الناس .
مضاوي : خلاص عاد لا تكبرونها وبس يامشاعل مسحي دموعج خلونا ندعي الله يوفقها و
يهنيها .
الخاله سلمى ترفع يديها لسماء : يا الله أنا طالبتك أنك توفقها وتسترعليها .
البنات : آمين .
.........................
منيره و هي تبكي : بسج يا مشاعل بجي .
مشاعل : حتى أنتي تبجين .
منيره : اكيد ببجي هذي اول ليله ننام فيها في البيت بدون ماتكون مناير معانا .
مشاعل :خلاص أجل لا تقولين لا تبجين , احس قلبي يتقطع , تكفين منيره دقي على جود اسأليها
عن مناير .
منيره : لا فشله بهالليل , باجر بكلمها .
مشاعل : شيصبرنا لباجر .
منيره : الله يعينا , عن جد مناير حركتها سخيفه ليش ما كلفت نفسها وودعتنا على الأقل.
مشاعل : يمكن مابغت تروح و عيونها متفخه من البجي .
منيره في ضحكه تخالط البكاء : هههههههه هذا تفكيرج مو تفكير مناير .
مشاعل كأنها تحدث نفسها : ليتها خلتني اسوي لها مكياج و اسرح شعرها عندي احساس انها
راحت مبهذله , عن جد فشيله قدام زوجها .
منيره : شوفي مناير فعلا ما تهتم بنفسها بس أكيد بتكشخ له مهما يكون هي اللحين زوجه و
عارفه اللي مفروض تسويه .
مشاعل : ياااااربي ياشين اليتم .
منيره : شجاب الطاري ؟
مشاعل : تخيلي امي و ابوي عايشين اكيد اختلف الوضع , يعني اكيد ما تجرْء خالد و غصب
مناير تكون في بيته الليله قبل العرس , و اكيد ماكنا راح نشيل همها لأن امنا بتقوم بهالدور
و بتنصحها .
منيره : معاج حق , حتى من دون سالفة زواج مناير ليتهم كانو حيين جان اللحين قاعدين في
الحوش نتعشى و نسولف و نضحك .
مشاعل و منيره دخلو في نوبة بكاء مر ....
.....................
تبا تكاد رئتي ان تتقطع أثناء محاولة التنفس بين شهقه و الأخرى , بكاء مر يعتصرني ...
لا أكاد اصدق ان اليوم ودعت مناير , كم قضينا من الوقت في غرفتنا هذه نتسامر ونضحك
و نبكي و نتأمل و نخطط و ننجح و نفشل , كم وكم كانت أختي و رفيقة روحي ...
رؤية فراشها خالي تبث كل ألم أختزلته طوال هذه السنين , لم أحزن على فقد أمي و أبي
بقدر ما أنا حزينه الآن على فقد مناير حتى لو لم يكن فقدا أبديا ... كيف لا أحزن .. كيف لا
أبكي .. و أنا أريد الآن أن اضمها بقوه لصدري لكن لا أقدر فهي الآن في أحضانه ..
...................
أبدو الآن كطفل يعرف أنه سيعاقب لا محاله على خطأ لم يقصد أرتكابه لكن شقاوة الطفوله
أعجوبه ...
أستقبلتني شوق و هي غير متأكده مما أفعل و لما أنا هنا , أدعيت أن خالد هو من أراد تواجدي و
كل ما عليها فعله هو ان توصلني لجناحه و هكذا فعلت ...
والآن أجلس على هذه الكنبه المريحه بوضعيه غير مريحه أبدا أنتظر بفارق الصبر وصوله ..
.................
جود تتثاوب : يعني اللحين مقعدتني من نومي عشان تقولين لي انج مو مستوعبه إذا كنتي بحلم و
لا بعلم .
شوق : اي ..
جود : بعلم قاعده و مبققه عيونج , يله لو سمحتي سكري اللمبه و الباب وراج لأن النوم سلطان .
شوق : يااااربي جود صحصحي معاي ماتبين تعرفين ليش مقعدتج .
جود : ليش ما طلعين زوجة أبوي من مخج و تريحين نفسج .
شوق : اللحين اللي في مخي زوجة اخوي مو ابوي .
جود : منو زوجة اخوج ؟
شوق : قومي غسلي وجهج عشان تصحصحين حتى زوجة اخوج نسيتي اسمها .
جود بنفاذ صبر : اخلصي شفيها مناير ؟
شوق : اللحين هي بجناح خالد .
جود : شنو ؟ ... ليش ؟
شوق : ما ادري دقت علي قبل ساعه و قالت دزي السايق و ماناقشتها ودزيت عليها السايق
حسبالي بعني يبونه بشغله بس تفاجأت فيها قدامي و تقول خالد موصيها تكون بجناحه قبل
مايوصل .
جود : شعنده خالد بهالحركه الجريئه ؟ّ!
شوق : ما أدري للحين قاعده اقلبها في مخي .
جود : يعني الأخ بهذلنا و كل يوم بالسوق و آخر شي زوجته في البيت بدون طقطقه و لا عرس
حتى ماكلف نفسه يجيبها للبيت بنفسه و الله عيب .
شوق : شرايج تفتحين مخج شوي و تفكرين , هي اللي دقت و قالت دزي السايق و خالد ماراح و
جابها .
جود : شقصدج ؟
شوق : فكري معاي , لو هو اللي يبيها تجي حتى بدون مايجيبها على الأقل طلب منا نستقبللها او
حتى نرتب غرفته و نجهزها , يعني لازم على الأقل يعطي خبر من اي نوع .
جود : يعني قصدج هو ما يدري بوجودها .
شوق : ما ادري كلها تخمينات .
جود : أنزين روحي نامي و خليني انام و اليوم الخبر بفلوس بس باجر ابلاش.
شوق : وشيصبرني لباجر .. على كل حال تصبحين على خير .
.............................
يوسف دائما كان كقطاع الطرق كلما اردت أن اصل و جهتي أجده يقطع علي طريقي , اتمنى لو
أقدر على دق عنقه و سحقه إلى أن يتبقى رماده لتذروه الرياح إلى الفناء ...
وتبا لك أيضا يا مناير , انت مشكله خلقتها لنفسي و الآن علي أن احل العقده ...
...............
خالد متفاجأ من وجود زوجته : مناير ! ... انتي شتسوين هني ؟! صاير شي ؟
مناير تحاول ان تواري خوفها : مو صاير شي الموضوع كله بالمختصر أني زوجتك و هذا
مكاني .
خالد : لحظه خليني استوعب ..
يعني اللحين أنتي جايه لبيتي عشان تفرضين وجودج بحياتي ؟!
مناير : مااني محتاجه افرض وجودي انا اصلا موجوده بحياتك .
خالد : تعتقدين بوجودج هني في بيتي انج انقذتي نفسج من حياة المعلقه .
مناير بتحدي : انا زوجتك و في بيتك و ماراح اطلع من هني إلا إذا طلقتني .
خالد : راح تطلعين من هني بأختيارج وبدون ما أطلقج وعد .
مناير تستفزه : تعشيت يازوجي العزيز او تبيني اجهزلك العشى.
خالد وهو يتفحصها ببطء : اللحين اللي أفكر فيه هو الحلى ...
..............
من المرعب ان يفرض شخص أقوى منك نفسه على مساحتك الشخصيه ليصبح أقرب لك جسديا
بشكل مستحيل تجنبه ....
.............
مناير المرعوبه : دخيلك خالد بس بعد عني .
خالد بتهكم : وين راحت الشجاعه اللي جابتج لحد عندي ؟
مناير تلتقط أنفاسها : ما جيتك لأني شجاعه أو لأني أبيك .
خالد : أدري .. أنتي جيتي لأنج خفتي فرصتج تضيع .
مناير تحاول الأفلات من يده : أنت فعلا مغرور إذا شايف نفسك فرصه لي .
خالد : و أنتي للحين ممتازه في الجذب...
مناير : أنت اللي جذاب سويت لي قصه عشان تقنعني اتزوجك قصه هدفها الظاهري انك ترد
الخاله سلمى لعيالها بس انكشف جذبك هاذي هي بترد لبيتها مع عيالها وانت راح تنجن وتحاول
تدوس علي عشان تمنع الخاله سلمى تجتمع مع عيالها ! ..ابساطه انت ممثل بارع ..
....................
عجيب كيف أصبحت يدي غريبه و تحركت لا إراديا لتستقر على خد مناير في صفعه قويه
طرحتها أرضا ...
مناير لها لسان حاد كا سكين يشبه ذاك الذي تملكه أختي شوق ...
تبا لها و لهم ... أنا لست ممثلا !
...................
خالد : ياويلج يا مناير إذا طولتي لسانج علي مره ثانيه , انتي في بيتي اللحين و ماابي اسمع منج
إلا اللي يرضيني ....
مناير مازالت تضع يدها على خدها المتألم و تصارع رغبه قويه في البكاء ...
خالد : و إذا مو عاجبج تقدرين من باجر تروحين لبيت أهلج أو خليني اصحح لبيت زوج أختج
.... ليش ماتردين ؟ ... لا يكون عضيتي علي لسانج بعد الطراق اللي أخذتيه مني .
....................
تجاهلتني و أكتفت بوضع رأسها بين يديها لتخنق عبراتها ... و تجاهلتها بالمقابل و غادرت هاربا
لأصطدم بالأخرى ....
.....................
خالد : أنتي للحين ماشربتي حليبتج و نمتي ؟
شوق : تطنز علي .
خالد : اي اتطنز عندج مانع .
شوق التي احست بمزاجه المتعكر : لا ما عندي مانع , إلا شلون مناير ؟
خالد بعصبيه: وانتي شعليج في مناير ؟
شوق : أنا بس أسأل إذا ناقصها شي ؟
خالد : لا أنتي تسألين لأنج فضوليه و الظاهر حابه تنامين باجيه .
شوق تتفادى المواجه : تصبح على خير .
....................
غبيه يا مناير .. فعلا انتي غبيه .. كيف ربطتي مصيرك بأخي المجرد من المشاعر ..
وضحت الآن الرؤيه ... أنتي هنا بدون تصريح ! ... يا ترى ماذا فعل بك ..
لماذا أتسائل .. هاهو خرج من المنزل و كل ما علي فعله هو ان أذهب و أكتشف ....
دخلت جناحه بدون ان اطرق الباب لم ارد ان اعطيها فرصه للأختباء ...
ووجدتها ... هاهي طريحه على الأرض تبكي بحرقه ....
...................
شوق تجثو بجانب مناير : مناير شفيج ؟
مناير تنهض متفاجأه من وجود شوق : ما فيني شي .
شوق : لا تخافين طلع .
مناير : أنتي شتقصدين , وبعدين شلون تدخلين بدون ما تستأذنين .
شوق : هدي نفسج و قومي غسلي وجهج و خلينا نتكلم ...
..................
شوق رحمه حلت علي .. فعلا انا كنت بحاجتها لأستجمع قوتي من جديد ..
لكن أنا خجله من نفسي لأني مدركه أن شوق لا تحتاج ذكاء خارق لتخمن بسهوله اني موجوده
هنا من دون رضى خالد ...
................
شوق : الحين هديتي ؟
مناير : اي هديت .. شوق ماابي اتكلم عن شي و ماابي احد يعرف بشي.
شوق بصوت المتضامن : أيده طويله و أنتي مو أول ضحيه .
مناير تفاجأت من تخمين شوق الصحيح : يعني حتى انتي مد ايده عليج ؟!
شوق : على ابسط شي يثور و يعصب أهم شي لا تقولين له يا ممثل أهني ممكن يذبحج .
مناير : ليش ؟
شوق : ما أدري هذا الكلمه تنرفزه .
مناير : مو خايفه يجي و يلقاج هني .
شوق : مدامه طلع من البيت بهالوقت ما أظن راح يرد .
مناير : أنزين وين ممكن يروح بهاليل .
شوق : ما أدري يمكن عند واحد من ربعه ... يهمج وين بينام ؟
مناير : اكيد لا خاصه بعد ما مد أيده علي .
شوق : ترى ماراح يعتذر إذا كنتي ناطرته يعتذر .
خالد يفاجأهم ويوجه كلامه لشوق : انتي الحين اللي ماراح تطلعين من هني لين تعتذرين .
شوق المتفاجأه من وجوده ترد بإضطراب : أنا كنت جايه لمناير عشان اشوف إذا تبي شي .
خالد : جيتيها لما شفتيني طالع يعني من وراي .
شوق بهجوم المدافع : وراك و لا قدامك شفيها إذا كلمت مناير .
خالد بتحدي : أنتظر اعتذارج .
شوق بأستسلام : أنا آسفه .
خالد : قبلت اعتذارج يله هوينا .
شوق بصوت الملهوفه على الحريه : تصبحون على خير .
خالد : و أنتي من أهل الخير.
...
خالد يلتفت لمناير : أنت شقلتي لشوق ؟
مناير ببرود : شنو اللي يرضيك أقوله ؟ .. ما أبي أغلط مره ثانيه .
خالد : للحين ألسانج طويل , جاوبي شنو قلتي لها ؟
مناير : قلت لها اني تعبانه و بنام , تصبح على خير .
خالد : وين تبين تنامين ؟
مناير : واضح من سؤالك أن عندك أقتراح .
خالد : أقترح عليج تنامين هني بصاله لين تردين لبيت أهلج.
................
وهكذا وجدت نفسي مستلقيه على الكنبه بدون حتى غطاء ..
لكن لم أستطع النوم فقد داهمتني الهلوسات ...
..............
خالد : شفيج ؟
مناير : مافيني شي .
خالد : تتكلمين مع نفسج و مافيج شي ؟! .. صوتج قعدني من النوم.
مناير بخجل : كنت نايمه ويمكن كنت اتكلم .
خالد يتأملها : تبين تنامين عندي ؟
مناير بخوف : طبعا لا .
....
لا شئ أختياري مع خالد ...
لم يكن صوتي سبب خروجه من غرفته بل كانت رغبته بتسليه مجانيه
.. نعم يبدو أني غير مكلفه , ها أنا أتيت لمنزله كفتاة رخيصه تعرض نفسها مقابل مكان للمبيت
فيه ! ..
لكن أنا زوجته ..
إذا لماذا لا يعاملني على هذا الأساس ..
لماذا تبدو "عدم رغبتي" غير مهمه ! ... لماذا لا يحترمني ..
...................................
حل المساء ولم نسمع من مناير أية أخبار إلى الآن ... فعلا أنا قلقه ..
............
مضاوي : منيره قومي دقي على جود و سأليها عن مناير .
منيره : مو من الأول قلنا .
مشاعل المتلهفه : لا طولينها يله روحي دقي عليها .
.....
جود : يعني لو اختج مو عندنا جان ما سمعت صوتج يا القاطعه .
منيره محرجه : آسفه جود بس تعرفين دوام و سوق ألخ ..
جود : معذوره .
منيره : أنزين ممكن أكلم مناير .
جود : مناير بغرفتها و الصراحه مستحيه أزعجها.
منيره : أنزين شلونها ؟
جود : الحمدالله بخير , بس شكلها مستحيه منا, بالموت تغدت معانا اليوم ..
منيره : انزين .. امممم ماتقدرين بالمره تروحين لها و تعطينها التلفون .
جود : خالد عندها و الصراحه مو حابه انزف .
منيره : تكفين جود بموت وكلمها .
جود : اسم الله عليج خلاص و لايهمج بخاطر بحياتي واروح للخطر برجليني.
منيره مشجعه : انتي قدها و قدود .
...................
خالد : نعم شتبين ؟
جود محرجه : أنا ماابي شي بس منيره تبي تكلم مناير .
خالد : مناير نايمه .
جود ببراءه : نايمه هالحزه ! .. عسى ما شر فيها شي ؟
خالد : لو فيها شي بقعد اسولف معاج .. قولي حق منيره انها نايمه و هذي آخر مره اشوفج هني.
جود بخجل صبغ خديها : حاضر.
..
ليست نائمه .. هذه كذبه خلقتها رغبه بتملك ثارت فجأه في كياني , لم أرد ان يشاركني أي
شخص في مناير , حتى لو كانو أخواتها .. أنا بالكاد أستطعت أحتمال مشاركتها مع عائلتي عند
تناول الطعام , وهذه أول مره أغضب من تهذيب شوق و جود المبالغ فيه , أردت ان يتجاهلانها
كما يفعلن مع زوجة أبي , لكني أدرك ... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ! ...
ألتفت لأجدها امامي تتأملني و الحزن يغشاها , كل ما أريد فعله الآن هو ضمها وتطبيق كل فعل
للأعتذار اجيده ..
...
مناير : بتمنعني أكلم خواتي ؟
خالد : تبين تكلمينهم ؟
مناير : أكيد .
خالد : أقنعيهم يسكنون معاج و بتشوفينهم و بتكلمينهم كل يوم .
...
لم أعرف بماذا أرد عليه , لكن كل ماعرفت فعله هو تحريك يدي بسرعه بتجاه خدي لأمسح
دمعه أختزنتها بكبرياء لتسقط ذليله..
...
دمعتها كانت الضربه القاضيه لم أتحمل و اتجهت لها مسرعا لأواسيها بكل جوارحي ...
..................
مر هذا الأسبوع و أنا في شد و جذب مع خالد أكتشفت أنه مريض نفسيا .. نعم أكيد مريض
وإلا كيف لشخص أن يكون للحظه في قمة العنجهيه و الؤم و فجأه يصبح في منتهى الحنان
و الطيبه ! ... لكن لأصدقكم القول يمكنني ان اشهد أنه كل ما كنت أحلم به في عاشق !
............................................................ ...... نهاية الجزء.