كاتب الموضوع :
غموض
المنتدى :
الارشيف
توقف الحركة الملاحية وارتباك في حركة المرور
بعد الرياض .. جدة تختنق بالغبار
فايز الثمالي ويحيى الحجيري من جدة وخالد الجعيد من الطائف
تأثرت مدينة جدة أمس بموجة غبار كثيفة ورياح شديدة أدت إلى تغير مفاجئ في الأجواء نتج عنها انخفاض الرؤية الأفقية، تسببت في إيقاف حركة الملاحة البحرية في ميناء جدة الإسلامي فيما لم تتأثر حركة الرحلات في مطار الملك عبد العزيز الدولي. وقررت إدارة التعليم في جدة إبقاء الطلاب المصابين بالربو والحساسية داخل الفصول الدراسية وتأمين الوجبات لهم لمنعهم من الخروج أثناء موجة الغبار لاحتواء الوضع وحمايتهم من أي تأثيرات في صحتهم فيما منح مديرو المدارس حق السماح للمرضى بالعودة إلى منازلهم. وبدأت موجة الغبار عند ساعات الصباح الباكر تزامناً مع خروج وقت ذهاب الموظفين والطلاب الأمر الذي أدى إلى عرقلة في حركة السير وتدخل إدارة مرور جدة والتي نشرت عدداً كبيراً من رجال المرور والدوريات لفك الاختناقات المروية وتسهيل حركة السير.
وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن يستمر نشاط الرياح السطحية خاصة خلال ساعات النهار الأولى مما قد يحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلو مترين في منطقة مكة المكرمة. من جانبه، أوضح عبد الرحمن الصحفي الناطق الرسمي في محافظة جدة، أن هناك 21 حالة شهدتها مستشفيات جدة منذ الصباح وحتى منتصف النهار مصابة بأمراض صدرية إثر موجة الغبار التي عمت أجواء جدة والتي استقبلتهم المستشفيات الحكومية في جدة لإجراء اللازم وأخذ الأكسجين حيث كان غالبيتهم من الأطفال والذين استقبلهم مستشفى الأطفال في جدة وتم تقديم الأكسجين لهم مبيناً أن مرضى الربو هم الأكثر تضررا جراء هذه الأجواء والتي قد تسبب لهم الاختناق وبالتالي يحتاجون إلى وضعهم على أجهزة التنفس, ولفت إلى ضرورة أن يلزم جميع مرضى الجهاز التنفسي منازلهم مع الحفاظ على تناول أدويتهم بانتظام لأن الأجواء المتربة تشكل فرصة كبيرة لتهيج وحساسية الجهاز التنفسي، وكذلك ضرورة عدم التعرض لأية تيارات هوائية باردة. فيما نفى الدكتور محمود السيد مدير إدارة الإشراف الطبي في محافظة جدة، وجود أي حالة مرضية توجهت للوحدة الصحية من خلال موجة الغبار التي اجتاحت جدة أمس, مشيرا إلى أن الحالات التي وردت كانت كسابقاتها من الحالات, مبينا أن هناك توعية مسبقة بخصوص الغبار وكيفية الوقاية منه لجميع مداس جدة.
بدوره، ذكر رجاء الله السلمي المتحدث الرسمي في إدارة تعليم جدة أن هناك توجيهات منذ الصباح الباكر لجميع مراكز الإشراف وغدارة المدارس بالحرص على توعية الطلاب خاصة حالات الربو والأمراض الصدرية وحرصهم على قضاء وقت الفسح في داخل أروقة الفصول خاصة للمدارس التي يكون فنائها غير مغطى, وبقاؤهم في فصولهم لتجنب الغبار مشيرا إلى عدم ورود حالات مصابة من خلال موجة الغبار والتي وصفها بالطفيفة والتي لم تؤثر في عمل المدارس أمس. إلى ذلك، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني من موجة الرياح والغبار التي تهب هذه الأيام على بعض مناطق المملكة، حيث تتعذر الرؤية، وأكدت أن على المواطنين والمقيمين توخي الحيطة والحذر عند المرور بجوار أو أسفل اللوحات الإعلانية أو أعمدة الإنارة وخاصة خطوط الضغط العالي والابتعاد عن الأماكن المسقوفة بالزنك والحديد خشية تطايرها مع الرياح وسقوطها. وأكد الكابتن ساهر طحلاوي المدير العام لميناء جدة الإسلامي أنه تم إيقاف حركة السفن منذ الساعة السابعة صباحا أمس، مشيرا إلى أن عدد السفن التي توقف أمس بلغ تسع سفن منها خمس سفن توقفت قبالة سواحل الميناء في انتظار تحسن الأجواء. وقال طحلاوي إن إيقاف حركة السفن يؤثر سلبا في حركة الميناء إلا أن هذا الإجراء يأتي ضمن الاحترازات المطلوبة، خصوصاً أن سرعة الرياح التي تصل إلى خمس عقد تؤثر في السفن, خاصة العائمة في البحر، في حين أن أي جنوح لإحدى السفن يخلف أثاراً سلبية في سلامة السفينة وفي الأرصفة داخل الميناء. وأضاف أن هذا العام يعد الأسوأ من حيث تكرار إيقاف الملاحة البحرية إذ إنه تم في العام الماضي إيقافها لمدة بسيطة جدا إلا أن الملاحظ في العام الجاري تكرار هذه الموجات التي تؤدي إلى انعدام تام في مدى الرؤية الأفقية حيث طول مدة موجات الغبار يؤدي إلى توقف وشلت الحركة داخل الميناء، مشيراً إلى أن إدارة الميناء اتخذت الإجراءات كافة لمواجهة أي طوارئ أو تغيير في الأجواء من خلال برج المراقبة الذي يقوم عليه فريق فتي مؤهل ويتم التنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في التعرف المستمر على الأحوال والمتغيرات الجوية على رأس الساعة. وأشار إلى أن عدد السفن التجارية التي تصل إلى الميناء في الأوضاع العادية 30 سفينة بين الدخول والخروج, لافتاً إلى أن سوء الأحوال الجوية يؤخذ في الاعتبار من قبل خطوط الملاحة الدولية ولديها آليات للتعامل فيما يخص الحمولات. فيما أكد حسن ميرة نائب مدير إدارة التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إرسال خطابات تحذيرية جديدة عاجلة أمس إلى جميع أمراء المناطق وعمليات الدفاع المدني وحرس الحدود وأمن الطرق تفيد باستمرار تأثر أجواء مناطق المملكة بالأتربة والعوالق الترابية حتى غد. وأوضح في حديث إلى "الاقتصادية" أن الكتلة الهوائية الدافئة والتي سببت حدوث أتربة مثارة وعواصف ترابية بدأت من مناطق شمال وغربي المملكة ومن ثم مناطق وسط وشرقي المملكة ستستمر إلى صباح غد مشيراً إلى أن السبب الرئيسي الذي ساعد على كثافتها في أرجاء المملكة هو قلة الغطاء النباتي والتسخين وأيضا جفاف التربة. وذكر أن جميع المناطق ستشهد تدنياً في مستوى الرؤية الأفقية, وفي مقدمتها الطائف حيث وصلت الرؤية الأفقية إلى 300 متر وتليها الرياض وجدة ومكة المكرمة والمناطق الجنوبية من المملكة, سيصل مستوى الرؤية الأفقية إلى كيلو متر, أما المنطقة الشرقية فيصل مستوى الرؤية الأفقية إلى كيلو مترين مبيناً أن هذه الدرجات ستتدنى إلى الأسفل. وأضاف نائب مدير إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الرئاسة تدعو الإخوة المواطنين عموماً و مرتادي البحر والمتنزهين إلى أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه التقلبات الجوية كما تقوم إدارة التحاليل والتوقعات بمراقبة وتحليل الظواهر الجوية على مدار الساعة لإصدار التوقعات والتحذيرات اللازمة في حينه. يذكر أن إدارة التحاليل والتوقعات في الرئاسة تقوم بتحليل معلومات الطقس ونماذج التوقعات العددية وإصدار التوقعات للملاحة الجوية والبحرية على أجواء المملكة والرحلات الدولية لسلامة الطيران المدني والعسكري وتقديم الخدمات الأرصادية والتوقعات للجمهور ووسائل الإعلام. وفي الطائف حجبت موجة غبار كثيفة شهدتها مُحافظة الطائف أمس الرؤية بشكل كُلي حيثُ بدأت منذ ساعات الفجر في مُختلف أرجاء المُحافظة، مما حدا بالجهات ذات العلاقة إلى رفع حالة التأهب القصوى لمواجهة هذه الموجة.
|