كاتب الموضوع :
جنان عبدالله
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل السادس...
عشية ليلة هادئة منعشة ...تميزت بصفاء سمائها الداكنة ..تناثرت النجوم بسحر لتزيدها كأبهى عروس ..كما نوران ...عروس الربيع ذات التسعة عشر ربيعاً والتي تألقت بقوة ..فاتنة الصبا ..أقل مايقال فيها بأنها رائعه ...أقترب منها بعد أن أصبحا في تلك الغرفة وحدهما ...راقب ملامح وجهها المكتسي خجلاً ...شعرها المنسدل فوق أكتافها بتحرر كان قلبها يخفق بشده كلما زاد قربه منها ...شيء ما شده نحوها ...تنهد بعمق وهمس لها
وائل: أنتِ فاتنة حقاً ..
طأطأت رأسها خجلاً
عاد لتأملها وهي تنظر إلى الأرض ...
وائل : أرفعي رأسك أريد أن أنظر إلى عينيك...
إلتقت نظراتهما..سحرته أبتسامتها ...فجأة ...تذكر شيئً ..عبير حبيبته ..كانت لها نفس تلك العينين ..نفس تك النظره التي طالما أحبها ...أحس بالضيق في صدره لم يستطع اخذ نفسه.. نهض مسرعاً ...
وائل: آسف علي المغادرة ...
نوران: الآن !!
وائل: دعيني وشآني ..دعيني الآن ..
خرج مسرعاً بمشاعره المتأججة ..بأفكاره المتخبطة وبأحاسيسه التي كادت تخنقه ..أبتعد عنها في الليله التي هي لها ... الليلة التي كان يجب أن يقضيها برفقتها ..خنقتها عبرتها ..لكنها لم تبكي ..لم تصرخ ..لم تظهر أي مظاهر الغضب ..أحست بأن ثمة ما أفسد لحظاتها معه مالذي يمكن أن يزعجه هكذا ..أستاءت ساره وأمل حين علمتا برحيله ...
أمل : ماهذا التصرف ..أقسم أني لو كنت مكانك لأنفجرت ..
ساره : لم يجلس معك أكثر من نصف ساعة ..أيعقل أن يرحل هكذا ...
أمل : أخبريني الحقيقة هل زلّ لسانك بما جعله يتركك ويرحل ..
ساره: هل أنتِ من طلب منه الرحيل ...
أمل: نوران تكلمي ... لماذا غادر هكذا وبهذه السرعة ...
سارة: أرجوك تكلمي .........
نوران : سأذهب لغرفتي ..فأنا متعبة ..أعذراني ..
أمل: هكذا وتتركيننا في حيرة ..
نوران: أرجوكِ أفهمينــــــــي آراكِ لاحقاً..
تركتهما وذهبت إلى غرفتها ..أغلقت الباب خلفها ..إرتمت على فراشها ..لا لن أبكـي ..ولكن هيهات ..آبت دموعها أن تطيعها ..بكت وبكت وهي تفكر ..مالذي أزعجه ..مالذي إستدعاه للمغادره .. ألم أعجبه؟؟ لكنه أمتدح مظهري !! أكان يجاملني؟؟ إذا لماذا لم يستمر في مجاملته ولو كانت كذبا كي لا يجرح مشاعري؟!!
أما هو ..كان في غرفته .. يدفن نفسه كما المعتاد مع مخلفات الماضي .. كان يتألم حقاً ..(عبير أنا خائن ..عبير سامحيني ) ...
صراع داخلي باغته ...حرب دفينة في قلبه ..إحساس جديد يقول له دع نوران تدخل قلبك وشعور آخر بأن هذا القلب خلق لها وسيموت معها ..تألم أكثر وهو يذكر ملامح نوران البريئة وهي تنظر إليه ... تلك النظره ..هي نفسها ..نفس الأحساس أحسه معها ..مع نوران ..الفتاة التي أجبر على الأرتباط بها ...
أستدرك فجأة أنه تركها وغادر ..ترى ماذا يكون حالها الان؟؟
أخذ هاتفه وأتصل بها :
وائل: نوران
نوران: .........
وائل: أ ...أنا أعتذر لقد أضطررت للمغادره ..
نوران : حسناً .
وائل: أنتِ غاضبة ..
نوران : لا
وائل: آسف ..لقد أفسدت ليلتك .
نوران: وماذا بعد ..
وائل: هل أقفل ... أحس بأنك لاتودين محادثتي ..
نوران : لاعليك
وائل: سأطلب منك شيئاً ..
نوران: تفضل ..
وائل: ابتسمي الآن ... لا أريد لأبتسامتك أن تنطفئ..
كأنه سهماً أصاب فؤادها ..آه يا وائل لو تعلم كم يحمل هذا القلب من الأسى ...
وائل: أبتسمي أرجوكِ ..أعلم أن لاحق لي في طلب ذلك خصوصاً بعد ماعملته الليلة ..
أبتسمت نوران وهي تتذكر شكله وكلماته قبل أن يغادر ...
وائل: هل إبتسمتي ..
نوران: نعم وشكراً للمكالمه ..
وائل: هل سامحتني..
نوران: نعـــــــــم
وائل: إذا نامي الآن ولتنهضِ باكراً ..سوف أصطحبك إلى بيتنا غداً ..
نوران: حسناً ..لا بأس..
وائل : إلى الملتقى ..
نوران: إلى الملتقى ..يا وائل ...
احتضنت هاتفها وهي تهمس: أحبك
ـ تحبينه !!..لو تزوجتِ من ناصر ابن صديقتي نجلاء كان أفضل لك ..أنه أكثر ثراء ...وأحسن مركزا ً
نوران: أمي رجاءً ..أنه أكبر مني ..بأثنتي عشر عاماً .
الأم : لا يهم .. العمر ليس عيباً ترفضينه من أجله ..ثم أنك ..لاتعرفين أبن عمك ..هذا حتى تحبينه ..أمن أجل لقاءً عابر أغرمتِ به .. ناصر أيضاً لو إرتبطتي به ستحبينه ..أكثر من هذا ربما ... لا ليس ربما بل بالتأكيد
نوران: ولكني الآن زوجة وائل وأحبه ولا أريد أحد غيره ...
الأم : أعلم أن والدك من لوث عقلك بأفكاره ...
نوران: أنا سعيده أتمنى أن لاتفسدي عليّ ليلتي ...
تركتها أمها وعادت تطرق أفكارها إليه ..لاتعلم كيف ولكنها مؤمنة بحبه ..نعم لقد أحبته كثيراً ...
أما في اليوم الذي يليه كانت تجلس إلى جوار مريم وفاطمة في الصالة الصغيرة ...حين ذهب وائل يخبر أباه بأنهما قد وصلاً...
فاطمة : أخبريني يا أبنتي ..كيف قضيتي البارحه ..
طأطأت راسها لم تعرف ماذا تقول ...
مريم: المهم أنك سعيده ... هل تحسين بالراحه معه...
نوران: نعم خالتي ..
أبتسمت مريم لكلمتها تلك ...لم تتوقع منها أن تناديها بخالتي ..
أحمد: إبنة أخي الحبيبه ..كيف أنتي ..
وقفت نوران لتسلم على عمها وتحييه: كيف حالك ياعمي..
أحمد: بخير بوركتي ياأبنتي ...
وائل: إذا ياأمي ألن نأكل ..أنا جائع...
فاطمة: سنجهز الغذاء أنا وخالتك ..
نوران: هل أساعدكما..
فاطمة : لا أذهبي مع وائل ليريكِ غرفته ...
أحمد: سأعود لمكتبي ... إذا أنتهيتم من تحضير السفره فأخبروني ..
فاطمة : حسناً ولكن لا يلهيك عملك فنحن لن نتأخر ..
رافقت نوران وائل إلى غرفته ..كان صامتاً ولم يتحدث معها ..لكنها كانت تشعر بالسعاده لمجرد وجودها قربه ...
تجولت أنحاء العرفة بينما كان يتحدث مع أحد أصدقائه في الهاتف .. أثار اهتمامها صندوق خشبي وضع تحت السرير ..أخرجته من مكانه وتأملته ..أعجبها جداً همت تفتحه فصرخ بها: لاتلمسي هذا الصندوق ..
نوران: لمــــــــــاذا ؟؟
وائل: أتمنى أن لاتتدخلي في خصوصياتي ...
نوران: خصوصياتك..أعتقد أني زوجتك ومن حقي أن أعرف كل شيء في حياتك..
وائل: تعرفين كل شيء ..ليس هناك ما أخفيه عنك..
نوران: وهذا الصندوق ..
تنفس بضيق وهو يقول : أنه من الماضي ... والماضي ملك لي وحدي تفهمـــــــين...
نوران: أنا ماضيك وحاضرك ومستقبلك ...
وائل: حاضري ومستقبلي نعم.. أما الماضي ..فلن يكون لكِ مطلقاً...ولن تعرفي عنه ..وإذا حدث وعرفتي فلا تجادلي أو تناقشي والآن فا لنمضي...
سار وسارت خلفه وفي جوفها الكثير من الأسئلة ..الماضي ..هل هو سبب آلمك يا وائل..أنه حاجز وضعته بيني وبينك ..أما أن تزيله أو لن أتمكن منك ومن قلبك ..لابد أن أعرفه مهما كلفني ذلك...
طوال اليوم كان شارداً ولم يتحدث إلا قليلاً معهم ..حاولت أن تكون طبيعيه وكأن شيء لم يكن أعادها إلى منزلها بعد ذلك ..
نوران: ألن تدخل...
وائل: لا.. مرة أخرى ..
نوران: فالتنزل معي وتناول فنجان قهوة ولتعود ..
وائل : لا أرغب في ...
نوران: آسفه ..لا تكمل ..تصبح على خير ..
وائل: أنتظري ... سأتي معك ...
نوران اتسع فاها متبسمة وهتفت:سيفرح والدي كثيراً عندما يراك ..
أول من أستقبلهما أمها..كانت غاضبة أو تصطنع الغضب ..
سلمى: أخيراًعدتِ...
وائل: مساء الخير عمتي..
سلمى : مساء النور ..لماذا تأخرتما ..
وائل : لم نتأخر ..ثم أنها كانت في بيتنا ومعنا أمي وخالتي ..
سلمى : لم أوجه كلامي لك ... أنا أكلمها هي ..
وائل: هي زوجتي ولا أسمح لأحد بأستجوابها كما المجرمين..
سلمى : أنك وقح وفض ..أخبريني هذا من تحبينه..
تركتهما وغادرت فألتفت إليه بحرج: أرجوك وائل لا تأخذ كلامها بعين الأعتبار أنها هكذا و...
وائل: الآن علمت من أين أخذتِ لسانك الطويل..
لم تكن بمزاج يسمح لها بمجاراته أو أن تدخل معه في مثل هذه الأحاديث ..فالتجلس هنا ..
ذهبت وعادت مسرعة ومعها كوبان من القهوة الساخنة ..قدمت إحداها إليه وجلست بقربه تراقبه دون أن تنتبه فجأة شحب لون وجهه كأنها رأى شبحاً ... وضع مابين يديه وتغيرت نبرت صوته وهو يقول سأذهب الآن ...
نوران: هل هناك مايزعجك ...
وائل: نعم ..لاتنظري إلي هكذا ... لا أحب هذه النظره ..
غادر وسط ذهولها منه ومن مزاجه المتقلب ماالذي تخفيه يا وائل ..ونظرتي ما بها نظرتي ؟؟ ... أ لأني كنت أراقبه لكني لم أقصد ..أخذت تجول في المنزل تبحث عن سارة حتى وجدتها تلعب مع رائد ... بإحدى الألعاب الكمبيوتر أمسكتها من يدها
ـ ساره أنظري إليّ جيدا وأخبريني ..ماذا تشعرين حين أنظر إليك هكذاً..
سارة: جننتِ يانوران
نوران: أرجوك أخبريني ,,,
سارة: أحس بأن عينيكِ جميلة ...
نوران: ساره لم أقصد عيناي.... أقصد نظرتي ..
سارة: أحس بأنها ..أم .. حسنا أنها نظرة ملؤها الحنان .. كنت أعرف أنك تحبينني لا داعي لتمثيل تلك النظرات الساذجة لي
لم تهتم بما قالته أختها ولكنها أخذت تفكر ..نعم ..أنظر إليه بكل حب ..لكن لماذا تزعجه نظرتي
سارة: نوران مابك...
نوران: يبدو أن أبن عمي يحتاج إلى ولم تكمل ..
سارة : يحتاج إلى ماذ؟؟؟
نوران: لا شأن لكِ.. إذهبي من هنا ... ولا تثرثري كثيرا
سارة: نوران أنتي مزعجة حقاً ..في المرة القادمه لن أنهي لعبتي لأتحدث إليك أيتها الغامضة ...
نهضت سارة وعادت إلى رائد الذي رفض أن تشاركه العب بحجة أنها لم تكمل ما بدأته وأفسدت متعته في الفوز عليها..
أما وائل ..فكان في غرفته يفكر فيها نوران التي أستطاعت أختراق عالمه ..لا يريد الرجوع إلى ذكرياته ..لازال يحب عبير ويعشقها لكنه أصبح أكثر أستقراراً يوم وضع بقايا شتاتها في هذا الصندوق لقد رفض أن تخرجه خالته من غرفته ولكنه وعدها بألا يفتحه مطلقاً قاوم رغبته الجارفة في فتحه ..سرعان ماوجد نفسه ممسكاً بهاتفه ويحادث نوران ...لوقتٍ ليس بقصير كان معها يغوص كل منهما في عالم الآخر ..وجدها كطوق نجاه من ذكرياته الأليمه ... وهي وجدت فيه ظالتها ... حبيبها الذي أشبع عواطفها ومل الفراغ الذي خلفه إهمال والدتها إليها ....
ترى هل تكون النهاية هنا ؟؟ من يدري!! ربما..
|