المنتدى :
المنتدى الاسلامي
وجوه أنزاح منها الحياء !
وُجوهـٌ اَنَزاحَ مِنهَا الحَياَء !
الحَيَاءُ مِنْ الإيمَانْ ، تَربيَةٌ طَاهِرَةٌ تُقَاسُ عَليهَا مَعاييرُ الأخلاقِ ، وَتَضَعُ للنَّفسِ تَأنيبَاتٌ ضَميريَّةٌ في حَالِ تَجاوزَاتِهَا التيْ تَخدِشُ حَيَاءَها ، والحَيَاءُ خِصلَةٌ حَميدَةٌ فَمَا كانَ الحَيَاءُ في شَيءِ إلا زَانَهُ وَما نُزِعَ مِنْ شَيءٍ إلا شَانَه، وَالنَّبي صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَال: ( إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء ).
والحَيَاءُ خَرجَ لنَا مِنْ المَدرَسَةِ النَّبويَةِ التيْ أسَّسهَا مُحمَّدٌ بن عَبد اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم ، فَكَمَا قِيلَ عَنهُ بأبيْ هَو َوأمي [ أنَّهُ أشَدُّ مِنْ حَيَاءِ العَذرَاءِ في خِدرِهَا ] ، ثُمَّ يَصِفُ لَنَا أحدُ أصحَابِهِ رضوان اللهِ عَليهمْ قَائِلاً : [ ألاَ أستَحيَ مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحي مِنهُ المَلائِكَة ] فَماَ كَانَ الحَيَاءُ إلا تَربيَةٌ إيمَانيَّةٌ يَتَزَيَّنُ بِهَا العَبدُ المؤمِنْ .
ثُمَّ إنَّ الحَيَاءَ زيَنَةً للنِّسَاءِ وَرمزٌ يَحفَظُ لَهُنَّ عَفَافَهنَّ ، فَهَاهوَ الله سُبحَانَهُ وَتعالى يَقول : { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء } الآية
وهَاهيَ أمًّ المؤمنينَ عَائِشةٌ رَضيَ الله َعنهَا شَدِيدَةُ الحَيَاءِ حَتَّى كَانَتْ تَدخل البَيتَ الذيْ دُفِنَ فِيهِ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ وَ أبو بَكر وَهيَ وَاضِعَةٌ ثَوبُهَا وَتَقَولُ : [ إنَّمَا زَوجيَ و أبي ] . فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ كَانَتْ لا تَدخُلهُ إلا مَشْدُودَةٌ عَليهَا ثِيَابُهَا حَيَاءاً مِنْ عُمَرْ .
وتقولُ أيضَاً رَضيَ اللهُ عَنهَا : ( نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاء الأنصَارِ لَمْ يَمنَعْهُنَّ الحَيَاءُ أنْ يَتَفَقَّهَنَ في الدِّينِ ) .
ثُمَّ إنَّ في وَاقِعِنَا للأسَفِ وُجوهـٌ قَدْ غُسِلَ مِنهَا الحَياَء واَنَزاحَ مِنّهاَ ، نِسَاءٌ يُخالِطنَ الرِّجَال ، سُفورٌ وَتَبَرَّجُّ ولا يُرى للفَضيلةِ أيُّ اهتِمَام ، كَأنَّ أمَانِهمْ أنْ يَأخذوا مَركَبَ الفَضيَلةِ والنَّقَاءِ والطَّهَارَةِ إلى بَحرِ الرَّذيلَة ، ووجوهـٌ اعتَادَتْ عَلى الكَلامِ الفَاحَشِ والبَذيءُ ، َبَلْ أصبَحتْ سَوالِفُ مَجالِسِهم التيْ يَتَسَلَّونَ بِهَا ، وَمقَاطِعُ إبَاحيَّةٍ خَلِيعَةٍ تَسمَعُ تَسَارُعِ أنفَاسِهمْ حَمَاسَةً وَشوق لِمَتَابَعتِهَا -نَسَالَ اللهَ السَّلامَةَ والعَافيَةَ –
وَليتَهمْ تَعَلَّموا الحَيَاءَ والخَوفَ مِنْ فَتَى مِنْ الأنصَارِ ثَعلَبَة بن عَبد الرَّحمَن كَانَ يَخدِمُ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ويَخفُّ لَه وإنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ في حَاجَةٍ لَه فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنْ الأنصَارِ فَرَأىَ امرَأة مِنَ الأنصَارِ تَغْتَسِلُ وخَافَ أنْ يَنزِلَ الوَحيُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِمَا صَنَعَ فَخَرَجَ هَاربَاً عَلَى وَجهِهِ فَأَتَى جِبَالاً بَينَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةَ فَوَلَجَهَا فَفَقَدَهـُ النَّبي صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أربَعِينَ يَومَاً وإنَّ جِبريلَ عَليهِ السَّلامَ نَزَلَ عَلَى النَّبي صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدَ إنَّ رَبَّكَ يُقرأُ عَلَيكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ :[ إنَّ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِكَ بَينَ هَذهِ الجِبَال يَتَعَوَّذُ بي ] فقَالَ النَّبي صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : يَا عُمَر وَيَا سَلمَان انْطَلِقَا فَأتِيَانيَ بِثَعلَبَةَ بن عَبدُ الرحمنِ فَخَرَجَا مِنْ أنقَابِ المَدِينَةِ فَلَقَيَا رَاعِيَاً مِنْ رُعَاةِ المَدينَةِ يُقَالُ لَهُ ذفافة فَقَالَ لَهُ عُمَرَ : [ هَلْ لَكَ عِلمٌ بِشَابٍّ بَينَ هَذهِ الجِبَال يُقَالُ لَهُ ثَعلَبَة ] قال : [ لَعَلَّك َتُريدُ الهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ ] فَقَالَ لَه : [ وَمَا عِلمُكَ بأنَّهُ هَارِبٌ مِنْ جَهَنَّمَ ؟!! ] قال : [ لأنَّهُ إذَا كَانَ جَوف اللَّيلِ خَرَجَ عَلينَا مِنْ بَينِ هَذِهِ الجِبَال وَاضِعَاً يَدَهُ عَلَى أمِّ رَأسِهِ وَهوَ يُنَادي يَا لَيتَكَ قَبَضْتَ رُوحِيَ في الأرْوَاحِ وَجَسَدي في الأجْسَادِ وَلمْ تُجَرِّدنيَ لِفَصْلِ القَضَاءِ ] فَقَالَ عُمَر إيَّاهُ نُريدُ فَانطَلَقَ بِهمَا ، فَلَمَّا كَانَ في جَوفِ اللَّيلِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَينِ تِلكَ الجِبَالِ وَاضِعَاً يَدَهُ عَلَى أمِّ رَأسِهِ وَهوَ يُنَادي [يَا لَيتَكَ قَبَضْتَ رُوحِيَ في الأرْوَاحِ وَجَسَدي في الأجْسَادِ وَلمْ تُجَرِّدنيَ لِفَصْلِ القَضَاءِ ] قَال : فَغَدَا عَليَهِ عُمَرُ فَاحتَضَنَه فَقَال : يَا عُمَرْ هَلْ عَلِمَ رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِذَنْبيْ ؟!
قَالَ : لا عِلمَ لِي إلا أنَّهُ ذَكَرَكَ بِالأمْسِ فَأرسَلَني وَسَلمَان فيِ طَلَبِكَ قال : يَا عُمَر لا تُدخِلنيَ عَليهِ إلا وَهوَ في الصَّلاةِ فَابتَدَرَ عُمَر وَسَلمَان الصَّف فَلَمَّا سَمِعَ ثَعلَبَةُ قِرَاَءةُ النَّبي صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ خرَّ مَغشيَّاَ عَلَيهِ فَلمَّا سَلَّمَ النَّبيُ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [ يَا عُمَر يَا سَلمَان مَا فَعَلَ ثَعلَبَةَ ؟! ]
قالا: هَا هُو ذَا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَامَ النَّبي صَلى الله عليهِ وَسَلَّمَ فَحَرَّكَهُ فَانَتَبَهَ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ : [ مَا غَيَّبَكَ عَنِّيْ ] قَال : [ ذَنبيَ يَا رَسُولَ اللهِ ] قال: أفلاَ أدلكَ عَلَى آَيةٍ تَمحو الذُّنوبَ وَالخَطَايَا قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَال : " قُل رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنَيَا حَسَنَةٌ وَفي الآخِرَةِ حَسَنَة وقِنَا عَذَابَ النَّار " قال : [ ذَنْبيَ يَا رَسُولَ اللهِ أعظَمُ ] قَالَ : بل كَلامُ اللهِ أعظَمْ ثُم أمَرَهُ بالإنصِرَاف إلى مَنزِلِهِ فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أيَّامٍ ثُمَّ إنَّ سَلمَانَ أتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عليهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رسُولَ اللهِ هَلْ لَكَ في ثَعلَبَةَ فَإنَّهُ لما بِهِ قَدْ هَلَكَ فَقَالَ رَسُول اللهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : قُوموا بِنَا إليهِ فَدَخَلَ عَليهِ فَأَخَذَ رَأسَهُ فَوَضَعَهُ في حِجْرِهِ فَأزَالَ رَأسَهُ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ فَقَاَلَ لَه : [ لِمَ أزلتَ رَأسَكَ عَنْ حِجْريَ ] قال : لأنَّهُ مَلآنَ مِنْ الذُّنوبِ قَالَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلام : مَا تَشتَكي قَالْ : [ مِثلَ دَبِيبِ الَّنملِ بَينَ عَظمِي ولَحْمِيَ وَجلدي ] قال : مَا تَشْتَهيْ قَالَ : مَغفِرَةُ رَبِّيَ فَنَزلَ جِبْريلُ عَليهِ السَّلام فَقَالَ : يَا مُحَمَّد إنَّ رَبَّكَ يُقرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكْ [ لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة ] فَأعلَمَهُ النَّبي صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ ، فَصَاح صَيْحَةً فَمَاتْ فَأَمَرَ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ بِغَسلِهِ وَكَفَّنَهُ ، فَلَمَّا صَلَّىَ عَليهِ جَعَلَ يَمشيَ عَلَى أطْرَافِ أنَامِلِهِ فَلَمَّاَ دَفَنَهُ قِيَلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ رَأينَاكَ تَمْشيَ عَلَى أطْرَافِ أَنَامِلِكَ قالَ : " والذي بعثني بالحق نبيا ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة من نزل من الملائكة لتشييعه "
منقووووووووووووووووووووول
|