المنتدى :
الارشيف
الحرمان العاطفي
قالت له: اني راحلة، لا أستطيع أن أكمل مشوار الحياة معك. قال باستغراب: لماذا ؟ ما الذي حدث حتى تصدرين مثل هذا القرار.
قالت: لم تعد لدي القدرة على الاحتمال، فقد تعبت، أنهكتني الحياة معك. قال: ما الذي حرمتك منه ؟ لقد
أعطيتك كل ما تحلم به امرأة من رفاهية،لم أبخل عليك بشىء. قالت: ومن قال لك أن أحلامي كانت في
بيت فاخر، وعربة كبيرة، وخدم،لا فقد فقد كنت أحلم برجل يحتويني بحبه وحنانه، رجل أسير معه يداً بيد،
أجد معه الأمان والحماية، يشعرني بأنوثتي، أتناقش معه بعقلي،واحتويه بقلبي، وأرويه بروحي. قال لها
وبغضب شديد: انتِ امرأة خرقاء،مجنونة، هل توجد امرأة عاقلةترفض كل هذا النعيم من أجل أمور تافهة
كهذه، حقاً أنتِ مجنونة. قالت: سأكون مجنونة فعلاً اذا قبلت البقاء معك، فقد قضت الوحدة على حياتي،
عشت في هذا البيت أماً فقط وحُرمت من أن أكون زوجة ،تركتني لوحدتي، أبحث عنك فلا أجدك، أنادي
عليك فلا تسمعني، اصبحتُ أكره الليل لأنه يحمل لي العذاب والألم، كنت أجلس أنتظرك ساعاتٍ طويلة
وأنت بعيد عني لا تحس بي ولا بكياني.يوم تزوجتك كنت أحلم بحياة ملؤها الدفء والحنان ولكن فا حأتني
الأيامبحياة جافة قاسية معك، حياة ليس فيها الا الوحدة والألم والدموع. نظر اليها في غضب شديد وقال:
ابناؤك معك، فكيف تشعرين بالوحدة. أجابته وفي صوتها أنين: أنا لم أقصر في حق أبنائى وأنت تعلم
هذا،كنت لهم الأم المثالية، المعطاءة، كرست حياتي لهم، ولكن ليس معنى هذا أن استغني عن وجودك،
فقد أردت أن أكون زوجة وأماً وليس أماً فقط، وما دمتُ كذلك فسآخذهم وأرحل. قال: بل سأحرمك منهم
ولن تريهم أبداً. قالت وبثقة كبيرة: لا تستطيع، فقد زرعتُ حبي في قلوبهم، وأنا واثقة أنهم هم اللذين
سيطلبون الذهاب معي ولن تتمكن من منعهم. صرخ في وجهها وقال:اذهبي الى الجحيم أنتِ وهم فأنا لا
اريدكم جميعاً لكنك ستندمين، وتأتين اليَ خاضعة ذليلة. قالت وابتسامة ألم ساخرةٍ على شفتيها: اني
نادمة منذُ هذه اللحظةلا لتركي لك ولكن لأني لم أتركك منذ زمن بعيد
|