كاتب الموضوع :
فراولة2008
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ـ إنا السكرتيرة البديلة من لندن وصلت للتو من المطار
رأت رغم ذهوله الشديد انه استطاع استعادة وعيه بسرعة ..تناول حقائبها من السائق وجرى بينهما جدال بالعربية وقبل إن تعرف شيئا نقده ثمن أجرة التاكسي وابعد السائق .
ارتد إليها يقول:
ـ القعدة رقم واحد : لا تدفعي المبلغ الأول الذي يطلبونه في الواقع كان عليك الاتفاق على الأجرة قبل دخولك التاكسي
ـ كم أدين لق ؟
ـ انسي الأمر سأضيف المبلغ إلى النفقات العامة .. اسمي إيفان جونز ومد يده إليها
ـ سيل سوفتنغ. لم ادر ما افعل حين وجدتني بفردي في المطار..
صمتت لدى انفتاح باب يصل إلى مكتب داخلي وخروج رجل في مثل عمر إيفان الواضح انه خرج عندما سمع الأصوات .
قال إيفان بلهجة تنم عن دهشة لوجودها أصلا :
ـ انظر ماذا لدينا هنا !هذه سيل من مكتب بيكون من لندن .. سيل هذا مدير مكتب بيكون في القاهرة اليكس بايرد .
قال اليكس وهو يمد يده أيضا :
ـ تشرفت بمعرفتك سيل
ـ ألم تتوقعوا وصولي ؟
رد اليكس:انتظرنا في الأسبوع الماضي بديلة .كان على فرع لندن إن يعلمنا .. ولكنك هنا الآن وأهلا بك .. متى تناولت طعاما ؟
لم تتوقع سؤالا كهذا ولكن بسبب خمود خمود الاثارة التي اختبرتها ساعات انها جائعة .
تناولت وجبة في الطائرة .
ـ أي منذ ساعات ..كنت إنا وايفا على وشك تناول الطعام .. اتركي حقائبك هنا
نظر إلى ساعته وقال لايفا :
ـ لن يكون هنا قبل ساعتين .. ومن الأفضل إن نذهب الآن
كان الثلاثة جالسين في مقهى فندق وسيل منكبه على طبق عجت بالجبن حين علمت المزيد عمن يتوقعون وصوله بعد ساعتين.
لم تكن على علم بالمكان الذي ستلقي رأسها عليه تلك الليلة ولكنها على أي حال في صحبة رجلين من مواطنيها وهما يعرفان القاهرة جيدا فقد أمطراها بملاحظات عما عليها إن تفعله أو لا تفعله مثلا قالا لها انه في الوقت الذي يجب ألا تحاول الحصول على تخفيض للسعر من المحلات الكبرى من الضروري الجدال في الأسواق الشعبية ... والأكثر إن ما يفسد متعة تجار الأسواق لا ليدخل الزبون معهم في لعبة التفاوض والجدال فراولة2008
على أي حال لم تعد مسالة المكان الذي تبيت فيه الليلة امرأ مهما بعدما عرفت إن اليكس هو الشخص الذي يدير المفاوضات بشان عقد تكرير النفط الخام لذا لا شك أنها ستعمل معه .
كانت تهم بطرح سؤال عليه عن الجرثومة التي أصيبت بها سكرتيرته السابقة فدفعتها للعودة إلى البلاد ولكن إيفان قال فجأة إن وصولها اليوم توقيت جيد فاليوم أفضل من الغد
فسالت:
ـ لماذا بالتحديد؟
ـ لأننا نقفل في الخامسة ونترك العمل اليومي
ـ وهل من سبب جعلكما لا تغادران اليوم في الخامسة
ـ صحيح ...اتصل موري بروكس قبل وصولك مباشرة ...
ـ موري بروكس ؟
كان الاسم كالأسطورة في شركة بيكون في لندن صحيح انها لم تقابله أبدا ولكنها تعرف اسمه جيدا ..فهو إضافة إلى مركزه في مجلس الإدارة (حلال المشاكل)في الشركة أينما وجدت في العالم ..سالت وهي تشعر بالإثارة مرة أخرى:
ـوهل موري بروكس هنا .. في مصر ؟
ازدادت إثارتها حين سمعت رد اليكس
ـ ليس في مصر وحسب بل في طريقه إلى القاهرة في هذه اللحظات .
ـ من أين هو آت ؟
ـ من الإسكندرية
وعرفت الآن إن سبب وجود اليكس وايفا في الشركة هو اتصال موري بروكس الذي هو في طريقه ليوقع أوراقا ليجهزاها له
عادت برفقتهما إلى المكتب ..في ذلك الوقت كان نور النهار قد ولى وبدأت تشعر بأنها لن تعترض أبدا إن أعطاها احدهما ولو تلميحا عن المكان الذي ستخلع فيه حذاءها تلك الليلة .. لكنها قررت إلا تسال فمن الواضح إن اليكس وايفا متوتران بسبب زيارة السيد بروكس .
كانت الساعة تقارب الثامنة عندما قال اليكس الواقف قرب النافذة :
ـ انه هنا
هب إيفان واقفا فانتقلت العدوى إليها لأنها ما إن انفتح الباب الخارجي حتى هبت واقفة.اعترفت لنفسها أنها كانت منفعلة بسبب فكرة اللقاء بالسيد موري الذي طالما سمعت به.
بعد دخول الرجل المديد القامة العريض المنكبين الأشقر الشقر إلى الغرفة لم تعد سيل واثقة من أحاسيسها فقد بدا لها موري في 37 حوله حاله من المعرفة والسيطرة على كل شيء إما عيناه الرماديتان فلا تفوتان شيئا أبدا .
دخل وحقيبة أوراقه في يده .احني رأسه للرجلين ثم ركز عينيه الحادتين على عينيها البنيتين الواسعتين وقال ببرود:من أنت ؟
لم تكن سيل معتادة على إن يكلمها احد بهذه الطريقة لكنها لم تجتز هذه المسافة كلها لتتجادل مع احد أعضاء مجلس الإدارة .. فكان أن جمعت شتات نفسها كي لا تتأثر بسرعة وقالت بصوت واضحة النبرات :
ـ اسمي سيليا سوفتنغ .. أنا بديلة السكرتيرة التي عادت إلى انكلترا في الأسبوع الماضي
قاطعها بفظاظة :أتقولين إنهم غضوا النظر عن تعليماتي وأرسلوك بديلة عن ديان ماكفرسون ؟
ـ أعتقد أن هذا ما فعلوه
لكن هذا لم يكن ما اعتقدته فما أن رنت كلمته (تعليماتي )في أذنها حتى تلاشت بسرعة كل الإثارة التي شعرت بها نحوه .. إذ أنها علمت أنها اخط الظن عندما اعتقدت أنها ستعمل مع اليكس بايرد فجأة تلقت ذبذبات مؤكدة بأنه سكون رئيسها المؤقت .
فيما كانت عيناه الحادتان تحدقان إليها شعرت إن وظيفتها المؤقتة لت تدوم أبدا لأنها وهي تنظر إليه قرأت الدلائل بشكل صحيح فان موري سرعان ما سيأمرها بالعودة إلى انكلترا على متن الطائرة القادمة !
انتهى الفصل الأول
|