كاتب الموضوع :
فراولة2008
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تلاشى صوتها لأنها أدركت أنها تتحدث إلى الفراغ .. فقد خرج موري وصفق الباب وراءه .
كيف يجرؤ ذلك الوغد ؟! من يظن نفسه ؟ كيف يقول لها أنها مطرودة من العمل ؟ كيف لرجل ان يثير فيها أعذب المشاعر في لحظة كما فعل ثم يقول لها في اللحظة التالية أنها مطرودة من العمل؟
ظلت مدة 5 دقائق مشتتة الفكر ثم تحركت فجأة في وقت لا يذكر جمعت كرامتها بقوة وأخذت ترمي اغراضها في الحقيبة استعدادا لمغادرة المكان . فراولة2008
سألها سائق سيارة الأجرة بعد لحظات:
ـ تاكسي ؟
أعطته حقيبتها :
ـ إلى المطار كانت في ذروة غضبها حين أعطاها السائق حقيبتها مجددا في مطار الأقصر وتقدمت لتسال عن أول رحلة إلى الإسكندرية .
كانت رحلة الإسكندرية قد ألغيت والطائرة التالية تقوم برحلتها مؤخرة إلى القاهرة عرفت ان العاصفة الرملية هي السبب في هذا ولكنها أحست فجأة ان من المهم مغادرة الأقصر في أسرع وقت ممكن فكان ان حجزت إلى القاهرة .
انطلقت الطائرة وهي على متنها فبل ان تفكر بأنها لا تفكر بطريقة منطقية . ثم فجأة تذكرت ان اغراضها المتبقية ما تزال في شقة الإسكندرية .
بعد ثوان أخرى عانت لها لحظات تمرد فجأة وجدت ان لا باس في بقاء ملابسها وممتلكاتها الأخرى في الإسكندرية .. لأنها راجعة إلى بلادها إلى انكلترا .
ظلت على زعمها بعدم الذهاب إلى الاسكندرية لأخذ ما تملكه من الشقة ولكن فترة تمردها لم تدم طويلا حاولت جاهدة البقاء غاضبة بالتأكيد على نفسها ان موري سافل حقا .. فأين كانت دبلوماسيته الشهيرة حين انقض على حسين ضربا؟ هذا ما تريد ان تعرفه!
انتزع وصول المضيفة وهي تحمل سندويشات الجبن سيل من أفكارها فتذكرت أنها لم تتناول العشاء وهذا بدوره ذكرها أنها كانت ستتعشى مع موري وكم كانت تتوق إلى ذلك العشاء. فراولة2008
تصاعدت الغصة إلى حلقها فأبعدتها ورفرفت عينيها عدة مرات ..لن تبكي ..آه!كيف تمكن من التصرف بهذه الطريقة معها ؟ يا له من يوم غريب الم تمض يوما رائعا معه ؟ وهاهو ينتهي بكل هذا البؤس .
دامت الرحلة إلى القاهرة 50 دقيقة . بعدما حطت الطائرة قررت السؤال عن اقرب رحلة إلى لندن وكانت أفكارها ما تزال مشغولة بموري إنما هذه المرة في تهديده بطردها من العمل منذ البداية .
لم يطردها لأنها أغرمت به إذ لا فائدة لديه عما تشعر به نحوه لا ما طردها من اجله هو لإفسادها عمل أسابيع شاقة من اجل الحصول على العقد .
فجأة توقفت أفكارها عند كلمة العقد وتسمرت في مكانها فوقعت حقيبتها أرضا . قد يمزق بديع في فورة غضب نسخته الموقعة من العقد ..ولكن هناك نسخة أخرى ..وهي معها ..في حقيبتها!
التقطت حقيبتها وجلست على كرسي تحاول جمع أفكارها .. بدأت عدة أفكارها تتجمع دفعة واحدة أحداها كانت : ان بديع وان غضب من موري لضربه ابنه الحبيب الوحيد لن يمزق العقد لأنه رجل شرف..
ولكن ان لم يمزق العقد لا تستطيع غض النظر عن النسخة التي لا تزال في حوزتها ربما طردت من عملها مع أنها تفضل الاعتقاد أنها استقالت .. لكن لا سكرتيرة كفؤة تستحق اسمها قد تخفي وثائق كهذه مهما كانت الطريقة التي وعملت بها ..حسنا ربما يحصل هذا إنما ليس إذا كانت تلك السكرتيرة مغرمة بالوغد الذي طردها من العمل .
تشتت أفكار سيل التي لا تريد رؤية موري مجددا فلن تنسى أبدا قوله لها كنت تعطيني الضوء الأخضر ولا الطريقة التي حاولت ان تنكر فيها قوله .
أبعدت أفكارها عن ذكرى ذاك الحديث المؤلم ولكن بمقدار ماكانت تتهرب من رؤية موري مرة أخرى بمقدار ما كانت تعرف أنها لا تستطيع العودة إلى بريطانيا بدون ان توصل الوثائق إلى احد.
ما ان توصلت إلى هذا الاستنتاج حتى بدا القرار جاهزا امامها تركت مبنى المطار بحثا عن تاكسي ثم راحت تخطط لما ستفعل . ستوصل العقد إلى اليكس بايرد في مكتب القاهرة غدا وستطلب منه ان يخبر موري ان المحفظة معه . وتطلب منه كذلك ان يبقيها في خزنته حتى يجيء موري ليأخذها أو يرسل أحدا .
سألها رجل مصري كهل أبوي المظهر :
ـ تاكسي !
كانت سيل تفكر في الذهاب إلى فندق ما إذ لا يمكنها قضاء ليلتها في المطار ولا يمكنها البقاء على عتبة المكتب حتى يصل احد ويسمح لها بالدخول أعطت السائق حقيبتها وقالت بطريقة لا واعية :
ـ إلى الجيزة .
أدركت ان تفكيرها لم يكن صافيا كما تظن .. مع أنها بعد ان اقفل السائق الباب وأدار سيارته هزت كتفيها وقررت ان فندقا في الجيزة كأي فندق آخر . فراولة2008
بدا ان السائق يحب الكلام ويتحدث الانكليزية إلى درجة ما .. ولكن سيل شعرت بالضجر فاقتصر حديثها معه بقولها أنها تريد الذهاب إلى فندق جيد فرد عليها بأنه يعرف ما يناسبها .
سألها:
ـ هل أنت في إجازة ؟
لكنه لاذ بالصمت عندما ردت بكلمة واحدة "لا "
بعد نصف ساعة تقريبا حين توقف خارج فندق في الجيزة بدأت سيل تدرك مدى ارتباكها . قالت للسائق وهي تحمل حقيبتها إلى الفندق :
ـ شكرا لك
وخشية ان تكون قد جرحت مشاعره بصمتها أعطته بخشيشا سخيا . فابتسم قائلا:
ـ استمتعي بإقامتك هنا
تقدمت سيل إلى مكتب الاستقبال وكلها رجاء ان تستطيع البقاء هنا .. فبسبب انشغال أفكارها لم تفكر في احتمال عدم إيجاد غرف فارغة .
لم يكن قلقها أساس بدا موظف الاستقبال لطيفا فقد غض النظر عن قدومها في وقت متأخر فالساعة تبلغ 2 صباحا .
|