كاتب الموضوع :
فراولة2008
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
8ـ عقلها أم قلبها!
حدقت سيل بذهول إلى تعابير وجه موري العدائية فغاصت معنوياتها إلى الحضيض كيف أملت أو فكرت في لا تراه هكذا معها مرة أخرى كأنما لم يتبادلا كلمة ود واحدة طوال ذلك النهار الرائع .. كان واقفا ينظر إليها وشظايا الكراهية تتطاير من عينيه . ارتد إليها فإذا نبرة صوته الجافة تؤكد لها ان روعة ذلك اليوم كانت من جانب واحد:
ـ لقد حذرتك!
أكانت في نعيم المغفلين !
أضاف ساخرا :
ـ قلت لك انه يلهث وراءك ومع ذلك دأبت على تشجيعه !
لقد جرحت في الصميم لكنها ليست ممسحة أرجل لاحد فردت بحدة:
ـ لم أشجعه ! كل ما ...
صاح يقاطعها:
ـ بل شجعته كما تشجعين أي رجل يقترب منك ! أنت..
انفجرت في وجهه:
ـ هذا إجحاف مطلق ! انا ...
ـ صحيح؟اهو إجحاف!طوال هذا اليوم وأنت تعطينني الضوء الأخضر..مثلا!
شهقت سيل وكادت تدافع عن نفسها حين تقم إليها وفكه مشدود بقسوة .
قالت:
ـ لم افعل شيئا من هذا !وان تصورت للحظة انني كنت أعطيك قليلا من الضوء الأخضر الشاحب فاعلم انك ذو مخيلة خادعة!
صاح:
ـ وهل كنت أتصور ؟
وما هي إلا لحظة حتى اقترب منها بشكل خطير مهدد..
حاولت التراجع:
ـ لا!
ـ آه ..بلى
ـ آه ! موري
سرى حبه في كيانها كله . وفجأة اكتسحتها موجة من المشاعر فشهقت مصدومة:
ـ أنا ..
تحررت من ترددها فحاولت الاعتذار ولكن لم يكن لاعتذارها ضرورة لان موري تسمر فجأة فنظرت إلى وجهه .. كأنه تذكر فجأة كم هو شرس معها . ثم امام حيرتها الكاملة عاد إليه غضبه .
سالت :
ـ ماذا..ماذا فعلت ؟
ـ فعلت ؟ لقد فعلت الكثير ! شكرا لك ولتصرفاتك أفسدت ما استغرقني عدة أشهر لانجزة !
شهقت :
ـ أنا ..
ولم تصديق ما تسمع .. مع أنها أدركت انه يشير إلى حسين الذي عاد بال شك إلى منزله ليشكو إلى أبيه فكه المتورم .. هبت في لمح البصر وتمسكت بما تبقى لها من كبرياء لتقول:
ـ لست من ضرب حسين حسني .
ـ حسنا ..لدي اخبار لك ..آنسة سوفتنغ..
رأت نبضا ينفض بشدة في صدغه لكنها لم تكن مستعدة لصدمه قوله:
ـ اعتبري انك لم تعودي موظفة في الشركة !
كانت تحدق إليه فاغرة فاها وهو ينسحب فبل ان يفتح الباب كان الغضب يطلق عقال لسانها من الصدمة التي عقدته . ربما كانت بحاجة إلى هذه الصدمة لتثوب إلى رشدها .منتديات ليلاس
صاحت بصوت حاد يزيد من غضبها انه طردها من العمل كما فعل بديان ماكفرسون :
ـ لا يمكنك طردي من العمل لأنني انا التي سأستقيل .. يمكنك الاحتفاظ بوظيفتك .
|