كاتب الموضوع :
فراولة2008
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان معبد الكرنك ضخما ومؤثرا كان المكان يعج بالسياح وفيما كانت سائرة مع موري في ممر تبرز منه رؤوس صخرية على كلا الجانبين أحست بالرهبة والروعة .
قال موري وهو يمازحها وقد ابتعدا عن المعبد:
ـ سترهقين نفسك ان استمرت على هذا المنوال ماراك لو نعود إلى الفندق ساعة او ساعتين ثم نعود إلى هنا لنشاهد برنامج الصوت والضوء الليلة ؟
حاولت الا تظهر تمسكها باقتراحه:
ـ يبدو لي هذا رائعا
ازدادت اثارتها حين استأجر مركبة يقودها جواد اقتادهما إلى الفندق بدا انه لا يطيق مفارقتها ولكنها عرفت أنها تخدع نفسها بهذه الفكرة . اقترح ان يتشاركا إبريق شاي في احد صالونات الفندق قبل الذهاب إلى غرفتيها .
ما ان حل ذلك الوقت حتى كان المغرب قد أزف
قال وهما يفترقان :
ـ أراك بعد ساعة
ذهبت إلى غرفتها وأقفلت الباب عليها ولكنها لم تستطع ان تصدق أنها أمضت نهارا كاملا مع موري بدون كلمة فظة أو غاضبة .استحمت بسرعة وتساءلت ان كان حبها الذي اكتشفته حديثا هو الذي جعلها لا تشعر بانزعاج أم عدم رميه إياها بأي انتقاد لاذع اليوم ؟ولكن ما أروع ان تكون مع موري وهو في مزاجه هذا .
قدر لمشاعرها ان تصاب بنكبة بعد هذا الوقت بقليل .. ارتدت سروالا وكنزه خفيفة ثم قررت تغييرهما لان موري قال إنهما سيتناولان العشاء بعد عرض الصوت والنور . وفيما كانت تسرح شعرها نظرت بدون سبب يذكر إلى ناحية الباب فلاحظت ما كانت مشغولة عنه بسبب أفكارها الصاخبة ..
شخص ما .. في وقت ما .. دس ورقة تحت الباب . فراولة2008
ذهبت بسرعة لتلتقط الرسالة التي هي من حسين .. غاصت معنوياتها وهي تقرا انه حاول الاتصال بها طوال ذلك اليوم ولكن الم تدرك انه سيتصل بها ؟ أتراه الان كما قال ينتظر قرب الهاتف بانتظار اتصالها ؟
تقدمت إلى الهاتف مع انها غير راغبة في الاتصال بحسين ولكنها لا تريد منه ان يقضي المزيد من الوقت منتظرا قرب الهاتف . نعم لاتصدق انه سينتظر ..لكن..توقفت عن التفكير حالما غادر موري غرفته . أسرعت إلى طاولة الزينة ودست رسالة حسين في الدرج وفي الوقت نفسه رفعت المشط لتكمل ترتيب شعرها .
تعالى صوت الجرس قرب بابها فتقدمت لترد كان موري قد غير ثيابه كذلك فخفق قلبها بجنون لأنه راح ينظر إلى وجهها لثوان طويلة ثم ابتسم لها ابتسامة جذابة تكسر القلوب..
ـ ستحتاجين إلى سترة
ـ لن اتاخر ثانية
وعادت إلى غرفتها لتخرج من خزانتها سترة خفيفة واقية من الهواء .
لم يكن موري مخطئا عندما قال انها تحتاج إلى سترة فما ان عادا إلى معبد الكرنك حتى هبت ما يشبه عاصفة رملية وكانت مسرورة بسترتها الواقية من الهواء حين ثبت لها ان عرض برنامج الصوت والضوء ليس كاي عرض مماثل .. في البداية وقف الجميع يصدهم حبل طويل ثم أرخى الحبل وسمح لهم بالتحرك إلى الامام نحو الممر المحفوف بالرؤوس المحفورة على جانبيه .. ثم ساروا بين عواميد ضخمة محفورة عليها قصص الملوك كانت سيل مسحورة حين اخفض الحبل أيضا وامسك موري بذراعها لئلا يفترقا في زحمة الناس المندفعين إلى الامام ..هبت ريح عاصفة طيرت شعرها وأدخلت الرمال إلى عينيها .انحنى موري يسال :
ـ هل أحضرت قبعتك معك؟
ـ قبعة الشمس ؟
ـ هذا ليس وقت الغرور
|