كاتب الموضوع :
¤المسافر¤
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله خير أخي لكن قمت بطرح هذا الموضوع على الشيخ عبد الرحمن السحيم وقد طرحت فتوى عن هذا الموضوع من قبل وإليك الفتوى..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هذا قول لا أصل له ، بل هو من الظّن ، ومن القول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بِغير عِلْم .
فالزعم أن (رسول الله صلى الله عليه و سلم أوصانا بالتسمية عند الأكل و الشرب .. لأن جزيئات الماء تسمع لفظ الجلالة ) مُجرّد ظنّ وقول بِلا عِلم .
هل أمَرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتسمية على الشراب لأن جزئيات الماء تسمع ؟!
إذا كان الأمر كذلك فَلِم جاء الأمر بالتسمية على الطعام ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند الذبح ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند ركوب الدابة ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند نزع الثياب ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند دخول الخلاء ؟
وفي غيرها من المواضع التي جاء فيها الأمر بالتسمية .
إنما يُقال ذلك من أجل أن لا يأكل الشيطان ولا يشرب ، ولا يُشارك الإنسان في سائر أحواله .
قال صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه ، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة . رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء . رواه مسلم .
وقال حذيفة رضي الله عنه : كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يستحلّ الطعام أن لا يُذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها . رواه مسلم .
وفي المسند وسُنن أبي داود وسُنن النسائي الكبرى عن أبي تميمة عن رجل قال : كُنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، فَعَثَرَتْ دابته ، فقلت : تَعِسَ الشيطان ، فقال : لا تَقُل تَعِسَ الشيطان ، فإنك إذا قلت ذلك تَعَاظَم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بِقُوّتي ! ولكن قُل : " بسم الله " فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب .
والأحاديث في الأمر بالتسمية مَنْعًا للشيطان مِن مُشاركة الإنسان كثيرة .
وليس لأن الطعام أو الشراب يسمع .
فمن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَر بالتسمية لأن الماء يسمع فقد تقوّلأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقوّله ما لم يَقُل .
والله تعالى أعلم..
الشيخ عبد الرحمن السحيم..
|