كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
القصص المكتمله
________________________________________
اتركزت كل العيون على عايض اللي ينتظر الرد على مكالمته من الشخص الثاني ، وما طال انتظاره قبل لا يرد الشخص الثاني ويقول :
عايض : هلا فارس .. اشحالك .
رد عليه بسرعه :
فارس : اهلين عايض . اشحالك انت .
جاوبه بسرعه :
عايض : انا بخير .. فارس .. ابغيك اتخبر منـك عن حالة الجـو في الايام اليايـة .. يعني اذا عندك علـم ..كم يوم او اسبوع بيتم الجـو صافي ليما ترجع الغيوم الممطره مره ثانيه .
اتحمس فارس وهـو يجاوبه بكل عفويـة :
فارس : أي يوم وأي اسبوع !! .. بعد ساعتين من الحينه ، بتوصل كتله عميقه من السحب الكثيفه .. كتله كبيره أكبر بوايد من اللي مرت على العين اليوم العصر وها الغيوم محمله بكميات ضخمه من الماي ، وهي تقترب الحينه من المنطقة الغربيه ، وبتوصل العين مثل ما قلتلك بعد ساعتين بس .
صرخ عايض بأعلى صوته :
عايض : ساعتين بس .
نطق عايض كلامه هذا بكل خوف ورعب ، وانتقل هذا الخوف من عيون عايض لعيون بوعبدالله وعيون سالم بعدما ايقنوا تمام اليقين .. ان الساعتين القادمتين هي كل ما تبقالهم من أمـل لانقاذ مدينتهم .
لكـن ..
كيف بيعثرون على المدعــو .. ادوارد ..
كيـف .. كيف ؟!!
يتبع في الجــزء الثالث من ثلوج الصحراء ..
* سـورة الرعـد .. الآيـة ( 12 ) ...
ثلـوج الصحراء .. الجزء الثالث والأخيــر …
*************************************************
ضاعــت الأفكـار بعقولهــم ، وتاهــت الكلمات في حلوقهم ، وانحبست الحروف بداخـل حلوجهــم ..
لأن الزمن المتبقي كان أقل بقليل من توقعاتهم ..
ساعتين بس هي كل راس مالهم من الوقت لانقاذ مدينتهم . .
أستمرت حيرتهم لوقــت أطــول ، واستهلكوا المزيد من وقتهم الثمين في التفكير والتدبير .. لكن .. ما وصلوا لأي نتيجـه مرضيه..
ولحظتها ارتفع صوت سالم وقال بتوتر زايد :
سالم : ليش ساكتين .. شوفولنا حل مناسب .. الوقت يمضي بسرعه وانتوا واقفين مكانكم بدون حراك .. خلونا اندور بأي مكــان.. بأي بقعه كانت .. بس لا تمـون صاخيــن جذيـه .
احتقــن ويــه عايض وهــو يرد بضيــق :
عايض : اصبر يا سالم اصبر .. ما تشوفنا قاعدين انفكــر .. والتفكير في مثل حالتنا هذي هـو أفضل الحلول مهمن كان الوقت قصيروضيق .. وبعدين وين تبانا اندور على ادوارد هذا ؟ .. انلف كل شوارع العين وبيوتها ؟!! .. ها الريال خبيث واكيد ماخــذ كل احتياطاته .
اطالعه سالم بنظره غاضبه وقال :
سالم : يعني انظل قاعدين بمكانا بدون حركــه ، وتنريا ادوارد ليما يسوي اللي براســه !!
سكت عايض وهــو يفكـر بكل حيره وغصـة ، لكـن يدهم بوعبدالله كان يفكر ببرود عجيــب قبل لا يقول بكل هدوء :
بوعبدالله : هدوا اعصابكم شويه .. الصراخ والعصبيه مامنها فايده ، وبتزيد من توتركم وبتششت تفكيركم ، والمسأله محتاجه لتركيز اكبر ، والعقل ما يشتغل ابدا والاعصاب فايـره وهايجــه .
التفتلـه سالم بحركة حاده وقال بانفعال :
سالم : يا يــدي .. ماشي وقت .. باقي أقل عن ساعتين.. ولازم نستغل كل دقيقه يايه في البحث عنـه ، وما تدري .. يمكن نتوفــق وانحصله بالصدفه مثـلا .
هـز بوعبدالله كتوفه وقال بكل حكمــة :
بوعبدالله : احتمالات انـك اتحصله بالصدفه خلال ساعتين بس شبه معدومـة ، احنا لازم نرفــع احتمالات العثور عليه على قــد ما نقــدر .
تمتم سالم بضيق متزايد :
سالم : وكيف انزيد ها الاحتمالات يا يــدي .. عندكم حل .. قولوا .
حـرك بوعبدالله شفايفه وهــو يفكر بعمق ثـم حــرك عصاه وقال :
بوعبدالله : لازم نتوقــع اماكن قليله ومحدوده اندور فيها على ادوارد ، بس لازم انفكر زين قبل لا نختار أي مكـان ونختاره بدقــه .
بان التوتر الشديد على سالم وهـو يقول بعفويه :
سالم : وواحد بمكانه ويـن بيسير عشان يطلق صواريخ مثل هذا .
جذبت كلماته الاخيره اهتمام عايض الشديد فهتف بسرعه :
عايض : صدقت يا سالم صدقت .
التفت سالم لاخـوه وسأله بدهشه :
سالم : صدقت بشوه ؟!
لــوح عايض بيده في حماس وهـو يقول :
عايض : انتي قلت .. واحد بمكانه وين بسير عشان يطلق صواريخ مثل هذي .. يعني لو حطينا أنفسنــا مكانه .. شو احسن مكان نختاره عشان نطلق صواريخ تحمل مواد كيماويه للجــو..
ظلت عيونهم متركزه على عايض ، وفكروا بكلامـه عدل ، لكنهم ما وصلوا لمكان محدد ، وهنيه خفف سالم من صوته وقال :
سالم : اكيد بيدور على مكان معزول وبعيد عن عيون الناس .. يمكن في الوديان او بالصحراء او المناطق الخاليه من السكان او ..
قطع عايض كلامه وهـو يقول بحماس :
عايض : كلامـك مضبوط يا سالم .. لكنك نسيت نقطه مهمه وايد .
ضاقت عيون سالم وهـو يسأل :
سالم : شو قصــدك ؟
التــقـط عايض نفس قصيـر وقال بحماس :
عايض : احنا نسينا شي مهم وايد .. الثلج ما يتكون الا بطبقــه مرتفعـه من الجــو ، وهذا معناه ان الصواريخ لازم توصـل لارتفاعات كبيره من الجــو .. والصورايخ اللي عند ادوارد ومهمن كانت قوتها بتكون في العاده صغيره ومدهـا محدود ، وما تقدر توصل للارتفاعات اللي يباهـا ادوارد عشان يقدر ينثـر ويرش مادته المجهوله ويحــول فيها المــاي الى ثــلج .
بدا كلامـه منطقي بالنسبه لبوعبدالله اللي سأله بحـذر :
بوعبدالله : انته تقصد ان ادوارد بيدور على مكان عالي عشان يطلق الصواريخ منـه للجــو؟!
ابتسم عايض وهـو يهـز راسه ويقول :
عايض : بالضبط يا يـدي .. هذا اللي قصدته بالضبط .. ( ادوارد ولاس ) بيدور على مكان عالي عشان يطلق صواريخـه منـه .
ســأله سالم بحيره :
سالم : وشو أعلى مكان بالعين عشان يطلق فيه ادوارد صواريخـه ؟!
جاوبـه عايض بكل بساطة :
عايض : من الطبيعي انـه يختار جبـل حفيت لانـه أعلى بقعـه في العين وارتفاع جبل حفيت يزيد على ألف وميتيـن متـر ، والجبــل أنسب مكان ممكن يستخدمه إدوارد في هذي العمليــة .
مرت لحظة صمت أطول والكل يفكر بكلامه ويقلبه بين مخـه ، وما قطع تفكيره الاصوت سالم لما اتساءل :
سالم : بس يا عايض .. قمـة الجبل منطقه مكشوفه و منبسطه وواسعه ، ويزروها الكثير من الناس ، ومب معقوله يستخدم مكان مكشوف مثـل هذا ؟!
اتسرب شي من الاحباط لنفسية عايض وهـو يقول بضيق :
عايض : اممم .. كلامـك صحيح و ..
قطع بوعبدالله رمسته وقال بهدوءه المتعاد :
بوعبدالله : كلامــه سالم صـح .. الا اذا ..
شـدت كلمات بوعبدالله الاخيره اهتمامهم الشديد فسأله عايض بكل لهفه :
عايض : اذا شوه !
تنـهد بوعبدالله لحظات وضرب بعصاه على الارض بخفـه وقال :
بوعبدالله : كلامه صح لو كان واقــف من الجهـه المكشوفه من الجبل ، يعني الجهه اللي تستخدمها السيارات للوصول لقمة الجبل ، لكن في الجهـة الخلفيـة من اليبــل هناك بعض المغارات الصغيره الموجوده على ارتفاع الـف متر او اكثر بشويه ، وبكل بساطة يقدر ادوارد هذا انـه يتسلق الجبل ويوصل الها على مراحل ، وياخذ صورايخه واغراضـه معاه ، ويطلقهم من باب المغاره ، بدون محــد ينتبه لصواريخه او مكــان اطلاقهـا .
تبادل الكــل النظرات الحايره قبل لا ينفعل سالم ويقول :
سالم : يعني انروح اليبـل الحينه واندور على ادوارد بالمغارات الموجوده هناك .
هــز بوعبدالله كتوفه وقال :
بوعبدالله : هذا أحسـن حـل عدنا الحينــه ، والمحاوله المبنيه على تفكير سليم احسن من التدوير العشوائي ، وانا بعطيكم الأوصاف العامة لادوارد لاني ما اذكر منها الا الشي القليل .
مــرت لحظـة صمت قصيره قبل لا يرتفع صوت عايض ويقول :
عايض : ما بيد حيله .. هذا أفضل قرار في رايي بها الوقت .
التفت عايض لسالم وقاله بكل حماس :
عايض : يا الله ياسالم .. تعال وراي السياره ، بنروح البيت الحينـة وبنغيـر ثيابنا وبنلبس ثيـاب رياضيه وبنروح مباشره على الجبـل .
اتحرك عايض بسرعه ، ولحقــه سالم ، لكن قبل لا يوصلون للباب نادى عليهم اليد وقال :
بوعبدالله : عايض .. سالم .
التفت الاثنين لـه ، واطالعوه بنظره صامته قبل لا يقوم بوعبدالله من مكانه وهـو متكأ على عصــاه ويقترب منهم ويقول :
بوعبدالله : شدوا حيلكــم ..وخلـوا بالكم من نفسكم .
ارتسمت ابتسامه خفيفه على شفاهم ، وردوا عليه بصوت واحد .
عايض وسالم : ان شاء الله يدي .
اتحركوا بسرعه بعد كلمتهم الاخيره وعيون بوعبدالله اتابعهم وترصد حركتهم ليما غابوا عن نظــره ..
ومــع انـه ودعهم بابتسامه واسـعة.. لكنه.. و من داخله.. كان خايف و قلـق ومتوتر وايد عشانهم ..
وقبل هذا .. خايــف على مدينته كلها .. العين .. في حال فشلهم في مهمتم .
************************************************** ****
************************************************** ****
بعـد أقل من ساعـة من طلوع سالم وعايض من بيت يدهم بوعبدالله ، ، كانوا موجودين بالقرب من جبل حفيت ، وما يفصلهم عنه الا امتـار بسيطه وكانت الساعه تقترب من السبعه بالليل تقريبا ، لان الشمس غابت قبل حوالي ساعة كامله من وصولهم لهذا المكان ..
وكانوا لابسين ملابس رياضيه .. فانيله او قميص باللون البنفسجي مكتوب عليها نادي العين بالعربي والانجليزي ، وبنطلون طويل ، وجـوتي او حذاء رياضي من اللي يستخدمونه اللاعبين في الملاعــب .
وبعـد لحظة تأمل بسيطه في الجبــل ، بدوا يمشون على ريولهــم وعلى ظهرهم حقيبة صغيره فيها بعض الأغراض الصغيره .. ماي .. واحبال وحدايد صغيره ماخذنها كاحتياط عشان اتساعدهم في تسـلق الجبـل .
مشوا لمسافات اطول عشان يوصلون للمنطقة الواقعــه بخــلف الجبــل ، عشان يتسلقونه من هذي الجهه ويوصلون للمغارات الموجوده على ارتفاع الف متر أو اكثر ويفتشون فيها كل مغاره فيه .
وأول ما بدوا يتســلق الجبـل قال سالم :
سالم : حاسب يا عايض .. ولا تركب اليبـل وراي بالضبط ، أخاف ازلـق بحصاه واطيح عليـك واتعورك .
سمع سالم صوت اخوه من وراه وهـو يقول :
عايض : ما عليك .. بتسلق بطريق ثاني جريب منــك ، بس انته استخدم حدايد التسلق عشان اتثبـت عمرك اكثر بصخـر الجبل .
طلع سالم الحدايد من حقيبته وقال :
سالم : اكيد طبعــا .. احنا مهمن كان .. بعدنا مبتدئين وما عندنا خبره كبيره في تسلق اليبــل .
بعد كلمته الاخيره ، بدا سالم يتسلق اليبل بكل هدوء وحـذر ، وعايض على جنبه يتسلق الجبل ببطء اكثر ، لكن فجــأه .. اتوقف سالم بمكانه ورفع عينه للسماء وقال بتوتر :
سالم : عايض .. السماء غيمــت بالكامل ، والظاهر ان رفيجك عطانا موعد غلــط !! .
رفع عايض راسه وشاف الغيوم المتلونه باللون الأحمــر من أثر انعكاس أضواء مصابيح الشارع البعيد فيها ، وقال بتوتر :
عايض : الريال عطانا توقعـه بس ، ومرات اتزيد سرعة الرياح فجـأه و تدفع الغيوم بصورة أســرع .
اتلفت عايض حواليه في قلق وقال :
عايض : يا الله يا سالم .. خـف اريولك شويه .. لازم نوصل بأسرع وقـت .
بــذل سالم مجهود كبير وهـو يتسلق اليبل ، ورغم ان ريوله اتعثرت اكثر عن مره ، وزحـلق وراه بعض الحصى ، لكنه ما خـف من سرعته واتسلق اليبل بأعلى سرعــه قــدر عليها ليما وصـل لباب مــغاره صغيره موجوده على ارتفاع عالي ، ولمـا وصلها ، نكس راسه لتحت وشاف عايض وهـو يتسلق الجبـل بسرعه متوســطة ، فابتسم ابتسامه باهته وقال :
سالم : انته تعبان .. قبل شويه اتقولي خف ريلوك ! .. والحينه قاعد تصعد اليبل بكل ها البرود .
رفـع عايض عيونه واطالع سالم للحظه وقال :
عايض : انا قلتلك خـف ريــولك شويه .. ما قلتلك طيـر طيران لين فوق .
اثنـاء ما كان يرمس سالم كان عايض على وشك انه يوصل ، لكن سالم ما انتبه انه واقف وريوله دايسه على طرف المغاره بالضبط ، ولما حرك ريوله شويه داس على احـد الصخور الهشـة بطرف المغاره ..
ولحظتها .. انهارت الصخور تحته وفقــد توازنـه ، وانزلق على المنحــدر بسرعة كبيره باتجاه عايض ، اللي فتح عيونه برعب لما شاف سالم وهـو يندفع صوبه ، وبحركه سريعه جـدا ، غرس عايض بالحديده اللي بيده بقوه بين الصخور ، ورفــع جسمه بالكمال بشكل أفقي عشان يتمسك سالم فيه ..
واول ما وصل سالم مسك بريول عايض بيده ، وعايض مثبت ايده بكل قوته بالحديده عشان يثبت سالم معاه .
مــرت لحظة طويله وسالم ماسك ريول عايض بقوه وانفاسه تتردد بصعوبة ، والخوف باين على ويهــه .. لكن عايض قال بكل ضيق :
عايض : بتم جذيــه وايــد ؟! شـل ايدك عن ريولي ياخي .. احسها بتنفصل من جسمي من كثر ما انته شادنها .
رفع سالم عيونه واطالع اخوه وهـو يقول :
سالم : اصبر شويه .. انته ما اتشوف حالتي !! خلني التـم على اعصابي شويــه .
صرخ عايض في ويهـه :
عايض : يا اخي اركب فوق قبل واوصل لباب المغاره ، وساعتها التم على اعصابك مثل ما تبى .. مب انظــل متعلقين جذيه .
ابتسم سالم على الرغم من هذا الموقف وقال :
سالم : صح كلامـك .
اتمسك سالم بالصخور مره ثانيه ، وبدا يتسلق مـع اخــوه اليبل ليما وصلوا للمغاره ، ولحظتها .. انبطحوا الاثنين على ارض المغاره ، وهـم يلهثون بشده قبل لا ينهد عايض في اخـوه بعصبية :
عايض : انته غبي ولا ما تفهم .. فيه حـد يوقف على طرف المغاره مثل ما سويت انته .
رفع سالم جسمه من على الارض وبدا يحك راسه وهـو يقول بخجل :
سالم : راح عن بالي صراحه .. كنت ابغي اشوفك واطمن على وصولك .
قــام عايض من مكانه وقال بانفعال :
عايض : خلنا من السالفه الحينه وطلع الليـت من شنطتك خلنا نتفحص هاي المغاره زين.
مــد سالم يده للحقيقه وطـلع منها المصباح الصغير ، وبعد ما شغلاه وجــه ضوءه لداخل المغاره وبدا يتفحصها بكل دقـة ، لكنه ما حصل فيها شي غير طبيعي فتمتم بصوت خافت :
سالم : المغاره خاليه .. ما فيها شي .
عــقد عايض حواجبه في توتر وقال :
عايض : عيل لازم اندور مـغاره غيرها .
اتحرك سالم صوب باب المغاره ، وبدا يوجه ضوء المصباح بكل الاتجاهات على الجبــل ، في محاولة منــه للبحث عن مغاره ثانيه ، لكنه سمع صرخة عايض من وراه لما قال :
عايض : شو اللي سويــته ؟!
التفتله سالم وهـو يقول بدهشة :
سالم : قاعد أدورعلى مغاره ثانيه في اليبل .
صاح فيه عايض بغضب :
عايض : بس حركتك هذي غلــط ، فلـو كان ادوارد موجود فعل بمغاره من المغارات هذي ، وشاف ضوء الليـت وهـو موجـه صوبها هذا بيكتشف وجـودنا على طول يا الذكي .
وضـع سالم ايده على راسه وقال وهـو يلوم نفسـه بقهر :
سالم : صدقك والله ..
هــز عايض راسه بضيق وقال :
عايض : ماشي فايده من اللوم الحينــة .. لازم نكشف مكانه ونمعــه بأي طريقه كانت.
طلعوا من المغاره بسرعه ، وعيونهم تتحرك بكل مكان واتجاه ، بس فجأه ، لمـح عايض ضوء باهت يطلع من مكان قريب منهم ، وعلى طول التفت لسالم وقال :
عايض : تعال وراي بسرعــة .
بدا عايض يتحرك على اطراف اليبل وعداله سالم ، وبعد امتـار بسيطه وصلوا لمغاره اكبر من اللي دخلوها قبل شويه ، وينطلق منها ضوء أصفر خافت ، ما يشوفه الا اللي يـركز فيه بس ..
دخـل عايض المغاره ومـن وراه سالم .. وحاولوا يستكشفون ملامح المغاره عدل ، بس ضوءها الخافت ما كان كافي عشان يبين ملامحها .
وبحركه سريعه فتـح سالم الليت اللي بيده ، ووجـه ضوءه لداخل المغاره وبدأ تتكشفله ما بداخلها المغاره من اشياء .
فبعد ما انتشر ضوء المصباح بالمغاره ، شافوا فيها مجموعة كبيره من الزجاجات الصغيره والكبيره والمحفوظ فيها بعض المواد الكيماويه والمحطوطة على رفوف خشبيه صغيره في نهاية المغارة ..
وعلى يمين المغاره شافوا مجموعه صغيره من الصواريخ باللون الاحمر ، وعلى يسار المغاره مجموعه ثانيه من الصواريخ لكها باللون البرتقالي هاي المرة .
وهنيه اتساءل سالم بدهشه :
سالم : جــانا واقفين بداخل مختبر كيمياء ؟!
هـز عايض راسه وقال :
عايض : احنا فعلا بداخل مختبر كيمياء .
اتــركزت عيون سالم على الصورايخ المركونه على الارض واتســاءل بدهشة وهـو يأشر بيده على الصوايخ :
سالم : عايض .. شوف الصواريخ .. نصها باللون الاحمـر والنص الثاني باللون برتقالي ..ليش ؟!.
التفتلــه عايض وتـم يطالعه بنظره حايره ثم قال :
عايض : قبل لا تسألني ها السؤال .. اسألني عن صاحب ها المكان نفسه ، وينــه ؟! .. وليش ما وصل لين الحينــه ؟!
قبل لا يكمل كلامه سمعوا صوت من وراهم يقول بكل شماتــه :
- موجــود .
التفتوا بحركه حاده وسريعه لمصدر الصوت ، فشافــوا ريال ضخم الجثه وهـو لابس قناع خفيف على ويهـه ، وشعره ابيض بالكامل ، وكان ماسك في يـده اليمنـى علبه صغيره وصبعه ضاغط على بخاخ صغير موجود راس العلبه ، وقبل لا يستوعبون سـر وجوده او يسألونه عن أي شي ، ضغط على بخاخ الغرشه بقوه ، ووصلهم غــاز ريحــته نفاذه وخانقــه ، وما حسـوا بعمرهم الا وعيونهم تتسكر بالغصب ، ويفقدون احساسها بالدنيا ..
ويطيحون على الارض وهــم فاقدين الوعي نهائيا ..
************************************************** ****
************************************************** ****
ما يدري عايض كـم مـن الزمـن مضـى من لحظة ما فقـد وعيه لغايه ما تفتحت عيونه مره ثانيه ، بس أول ما فتــح عايض عيونــه حـس بعمره وهـو قاعد على الارض وظهره لاصـق بصخره كبيره موجودة وراه ، وأياديـه الثنتين مربـوطه خلف ظهره ، وطـرف الحـبل المربوط فيه أياديه الثنتيـن مربوط بالصخـرة الكبيره اللي وراه .
ولمـا رفع عايض راسه ، شاف جدامــه مباشرة ، وعلى بعد ثلاث امتار او اكثر منه .. اخوه سالم وهـو بنفس الحاله .. مساند ظهره على صخره خلفه واياديه الثنتين مربوطه خلــف ظهره ..
وبعد ثواني بسيطه فـتح سالم عيونه بصعوبه ، والتقـت عيونه بعيون عايض وتـم يبحلـق فيه لفتره وكأنه يستفسـر منــه عن كل ما جرالهم في الفتره اللي فقــد فيها الوعي .
اتلفـت عايض حواليه في قلق ، ولاحــظ وجود الصواريخ الحمراء على يمينه مباشرة ، ولما التفت لليسار ، شـاف الرجل الضخم وهـو قاعد عن باب المغاره و يشتغل بتركيب قاعده حديديه على الارض ولما انتهى من تثبيتهـا زين ، التفت مره ثانيه لداخل المغاره ، والقى نظره شامــته صوب عايض الموجود على يمينه ، وسالم على يساره و قال بكل استهزاء :
- نوام العوافــي يا شباب .
احتـقن ويــه سالم وهـو يصرخ :
سالم : لو سمحت يا الطيب .. فــك قيودنا .
ضحـك الرجل وهـو يلوح بيده ويعرفهـم على نفسه :
- معاكم .. عالـم من علماء الكيمياء .. وصاحب ابحاث ودراسات في الكيمياء والمناخ و ..
قطـع سالم كلامه لما صاح فيه بغضب :
سالم : ما نبى نتعرف عليك ياخـي .. فــك قيودنا وشـل سامانـك واغراضك وانجــلع عن مدينتنا يا ادوارد .
ابتسم ادوارد وهـو يقول ببرود :
ادوارد : اوو .. واتعرفون اسمي بعــد .
صاح فيه سالم بثورة :
سالم : لا تستهبل علينا .. احنا ندري انك العالم اللي كان بالعين قبل عشرين سنه ، وانـك ناوي اتحول صحراء العين لثلوج ، وعشان جذيه دورنا عليك واتوقعنا وجودك هنيه عشان نمنعك من تنفيذ جريمتك الوقحــة يا السافـل .
ابتسم ادوارد وهــو يصفـق بيده ويقول ببرود قاتل :
ادوارد : الصراحه .. في البدايه اتحريتكم ناس عادين وصلوا هنيه بالصدفه ، وما توقعت ابدا انـكم يايين مخصوص عشاني ، وانــا اهنيكم على ذكائكم في كشف نيتي وقدرتكم على استنتاج مكاني ، لكنكم طحتوا بغلطه غبيه وايد .. لأنكـم شغلتوا المصباح فانكشف مكانكم من بعيد ، وانا أول ما شفت ضوء المصباح خــذت كل احتياطاتي، فشغلت النور الخافت عشان استدرجكم للمغاره واندسيت وخشيت عمري عند طرف المغاره ، ولبست القناع الواقي من الغازات ، ولمـا دشتوا المغاره طلعت مره ثانيه ورشيت عليكم ذاك الغاز المخدر ، وربطكم اياديكم وثبتهـا على الصخره اللي وراكم ، ولا تحاولون اتفكون حبالكم لأني ماهــر وخبير في ربط وشـد الحبال .
حاول عايض انـه يفك الحبل من يده فعلا ، ولما فشـلت كل محاولاته صــد صوب ادوارد وقال بلهجه محترمه ولطيفــه :
عايض : ارجوك يا مستر ادورد .. شيـل ها الافكار السوداء من راسك وروح عن مدينتنا.. وممكن تجري تجاربك بأي مكــان في العالم غير مدينتا .. وانا اعتقـد ان عالم وخبير مثلك ما يفكـر بعمل وتصرف مجنون مثل هذا .
حــرك ادوراد شفايفه في سخريه وقال :
ادوارد : ومنـو قالكم اني مب مجنـون .
اطالعه عايض بنظره دهشه وقال :
عايض : شو قصــدك ؟!
جاوبه بابتسامـه باهته :
ادوارد : اقصــد ان اهــلكم قبل عشرين سنه قالولي انته مجنون وطردوني من مدينتهم شـر طرده و ..
قطـع عايض كلامه وهـو يقول بعصبيه :
عايض : بس اهلنا ماكانوا عارفين طبيعة شغلك بالضبط .
ضحك ادوارد من خاطره وهـو يأشر بصبعه على صدره ويقول بكل ثقــه وحزم :
ادوارد : والحينه.. آن الأوان انهم يعرفون .. اليوم بس بيشوفون بأم عينهم قدرات ادوارد الحقيقية.. وعشان ايعرفون ان ادوارد لما يوعــد يوفي .. ولما قلت اني بحول صحراهم لثلوج كنت صادق ومتــأكد من كلامــي .
اطاير الغضب من عيون عايض وصرخ :
عايض : بتسبب كارثه لمدينة كامله عشان تنتقـم من شي صارلك قبل عشرين سنه كامـلـه .
صمــت ادوارد وهـو يطالع عايض بنظرات جامده وقال ببروده القاهر :
ادوارد : لا طبعــا .. انا ما طورت ابحاثي ودفعــت من جيبي آلاف الدولارات لمجــرد رغبتي بالانتقام منكـم بس ..لا .. الشي الاهم بالنسبالي هـو السبـق العلمي ، واسمي اللي بيتسجل بالتاريخ بأحرف من نور لما يكتبون على صفحات التاريخ وعلى سطور الموسوعات العلميه ان ادوارد ولاس هـو اول عالم استطاع انــه يحـول الصحاري الى ثــلوج .
ضاقت عيون عايض بشده وهـو يستنكر ويقول :
عايض : بس مب على حساب حياة الناس وحياة مدينتهم .
اتسعت ابتسامة ادوارد وهـو يقول ببروده القاتـل :
ادوارد : الناس اتروح واتيي .. اتعيش واتمـوت .. واللي ايعيش اليوم .. باجـر بيكون ميـت .. لكن اسمي اللي بيتسجل بالتاريخ بيظـل مخـلد بذاكرة الملايين مئات أو آلاف السنين .
انفجر ادوارد بضحكه هستيريه عاليه نابعــه من صميم خاطـرة ، وعايض وسالم يطالعونه باشمئزاز شديد ، وبعد ما خــفت ضحكاته شوي ، التفـت ادوارد لسالم ولاحـظ الكلام المكتوب على قميصه واللي هوه .. نادي العين الرياضي ، وبعد لحظة تأمل بسيطه بالقميص قال بكل استهزاء :
ادوارد : واضـح انـكم لاعبين بهذا النادي التعبان واللي لاعبيـه ما عندهم أي مهارات أو مواهـب .
احتقن ويـه سالم بشده وهـو يصرخ بأعلى صوته ويقول بكل صدق :
سالم : ما اسمحلك اتـقول ها الكلام الخايـب عن نادينا ؟! .. نادي العين.. كان ومازال منجــم للمهارات والمواهــب .
ضحــك ادوارد بشماتـه وقال وهـو يأشر على الصواريخ الموجوده على الارض :
ادوارد : خلـوا مهاراتكم ومواهبكم في الملعـب وخلوني اروايكم مهاراتي ومواهبي الخارقـه جدام عيونكم الحينــه .
تمتم سالم بصوت خافت :
سالم : ما تدري .. يمكن مهارات لاعبي العين تطلع بـرع الملعب بعــد .
اتجاهل عايض كلام أخـوه سالم وصــرخ :
عايض : أي مهارات اللي بتراوينا اياهــا يا ادوارد .
ابتسم بخبــث وهـو يجاوب :
ادوارد : بروايكم طريقــة ( الاستثـلاج ) بأم عينكم .
عقــد عايض حواجبه بصرامـة وهـو يردد بدهشة :
عايض : الاستثلاج .
هــز ادوارد راسه ببرود وهـو يرد :
ادوارد : هيه .. الاستثلاج .. يعني بخلي السماء اتنزل ثلوج بعد ما اتنزل مطر، وبحـول مدينتكم وصحاريها الحارة لثلــوج باااااارده .
سأله عايض بكل فضول :
عايض : بس انته عالم استمطار .. فكيف قدرت اتحول الامطار لثلوج ؟ .
طال صمــت ادوارد وهـو ماسك خـده بيده ثم قـال بهدوء:
ادوارد : لا تستعيـل .. اصبر دقايق وبتشوف بنفسك كل شي.. بس في البدايه لازم اتعرف ان الثلج ما ينزل من السماء الا بعد مرحلتين .
اتحرك ادوارد من مكانه ليما وصـل للصواريخ الحمراء الموجود على يمينهم ثم التقت صوبهم وقال :
ادوارد : الصورايخ الحمراء اللي اتشوفها على الارض ، اتمثل المرحلة الاولى من العملية ، وهيه صواريخ استمطار عاديه ، يعني تحمل مواد كيميائيه واللي هيه ( أيود الفضه ) اللي اتبرد الهواء بدرجه مناسبه فاتزيد من تكاثـف السحب واتزيد نسبة الماي والرطوبــة في السحب ، واحنا انسميها محرضات السحب لانها تساعد على نــزول الامطــار منها .
اتحرك ادوار ليما وصل للصواريخ البرتقاليه ومسك صاروخ واحد منها وهـو يقول بجمود :
ادوارد : الصاروخ البرتقالي هذا.. يحمل في راسه اسطوانـه مضغوطه ، وها الاسطوانـه المضغوطه بداخلها سائل شديد البروده وبكميات كبيره جدا .
سأله عايض بكـل فضول الدنيا :
عايض : شو ها السائل ؟!
جاوبــه ادوارد بهدوء :
ادوارد : السائل هـو ( النتروجين السائل ) ولعلمكم ترا درجة حرارة النتروجين السائل توصل لـ ( 195 ) درجة تحت الصفــر . ** (( حقيقه علمية درجة حرارته ( ناقص 195 ) ))**
صمــت ادوارد لثواني ثـم تابــع بحماس :
ادوارد : اتخيلوا معاي .. سائل شديد البروده مثل النتروجين السائل وحرارته 195 درجـة تحت الصفر ، اتخيلوا لما انرشــه وبكميات كبيره على طبقه غليظه من السحب .. كيف بيخفف من حرارتها وكيف بيزيـد من برودتها ، وعلى فكـرة .. ترا هالاسطوانه المضغوطـة فيها جهاز بخاخ متطور جدا ومصمم خصيصا لها العمليــة ، ويقدر ينفـث ويبــخ السائل لمسافات بعيده وشاسعه وبكل الاتجاهات ، وفيها جهاز توقيت مبرمج بحيث تبدأ الاسطوانه ببـخ السائل ورشــه لحظة ما توصل لارتفاع محدد من الجــو ، وبعد ما ينرش السائل على السحب يبردها بشكل كبيـر قبل لا يتبخـر النتروجين السائل ويتلاشي في الجـو بعد ما يخفض الحرارة للدرجة المطلوبه لتحـول ماي المطـر لكرات من الثلـج .
صمت ادوارد شويه ثم قال وهـو يأشر على صورايخــه :
ادوارد : في المرحلة الاولى ، بنطلق صواريخ الاستمطارالحمراء ، وبعد ما تنزل الامطار الغزيـزه بدقايـق ، بنطلق صواريخ الاستثلاج البرتقالية عشان انبـرد الجـو لاقصى درجة وتتحـول قطرات المطــر لثلوج ، تماما مثل اللي صار اليوم بمكان مـا في العيــن .
قطع سالم ها المره كلامه وقال :
سالم : بس الثلوج اللي نزلت اليوم .. نزلت على منطقــة بعيده شويه هيه منطقة ام غافــه ، يعني على ضواحي العين ، مب داخل العين نفسها !!
|