كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
الارشيف
________________________________________
وبعد ما خرجوا البنات دخلوا أخوان نجمة وكملوا تصوير معاهم ...........
وبعد ما خلصوا من التصوير جلست نوف وفهد معاهم حبوا يلطفوا الجو ...ويتصوروا معاهم ..
وبعدها أخذت لهم المصورة كم صورة لوحدهم بس ما كانوا ينفذوا اللي هي نبغاه ....
في النهاية ملت منهم ....وخلت الصور جامدة من أي حركة أو إحساس فني ....
فيصل بتذمر : خلاص أنا طالع يالله يافهد ...مع السلامة
نوف وهي تلحقه : يعني أنت مصر ما تنزل الزفة ؟
فبصل وهو يناظرها بعصبية : نعم وش قلنا ؟
فهد :ايه أخوي هذي حرمتي لا تحمر عينك عليها !!ما له داعي ..خليها تنزف لوحدها أحسن يالله أنتم خلصوا أموركم ..وخرجوا
بعد ما أنتهت الزفة ....رجعت نجمة للغرفة وجهزت نفسها ...ولبست فستان خفيف وطلعت للسيارة اللي كان يسوقها فهد ..وكان وراهم مشاري بسيارته ...
وصلوا الفندق ...ودخلوا للجناح اللي محجوز لهم ...ورجع فيصل مع مشاري
بالغرفة وقفت نجمة محتارة وش تسوي بعد ما فسخت عباتها وعلقتها .....
دخل فيصل وقرب منها واول ما وصل قدامها ومد يده لراسها وهو يتمتم بكلمات ما فهمتها .............
غمضت عينها بقوة وصكت فمها وكأنها من الخوف ما هي قادرة حتى تتنفس ...
وقفت يد فيصل الممدودة قبل ما تلمس جبهتها ...وهو مندهش منها .........
وفجأة ابتعد عنها وهو يقول : بأبعد عنك ... لاتموتين وأنت كاتمة نفسك !!
بأتوضأ وأصلي ركعتين إن كان ودك ترافقيني توضي
ابتعد وتركها تلقط أنفاسها ....اسرعت للحمام توضت ...وراحت له لقيته جاهز للصلاة ما ألتفت لها أول ما حسها كبر وصلى ...وقفت جنبه وصلت معه ...كانت تدعي ربها أنه يهدي سرها ...ويطمن فلبها
خلص من الصلاة ...وقام
وهي كانت تطوي شرشف الصلاة قالها : تبغين عشا
كانت من الصباح ما اكلت ...ما قدرت تأكل شئ ..بس مالها نفس
قالت له : لا ما ابغى
ما رد عليها التفت ودخل لغرفة النوم...كانت تتمنى لو أصر عليها أو على الأقل كان طلب العشا بدون ما يشاورها بس هو ما عبرها حتى
بعد شوي راحت لقيته في السرير متساند على الوسايد ويطالع التلفزيون بإسترخاء ...
احتارت ..وقفت تاظرت حولها ..أخذت شنطتها وراحت للحمام تجهزت للنوم ورجعت لقته زي ما هو حتى ما ألتفت ناحيتها ..
كانت لابسه قميص أبيض مطرز وعليه روب ابيض من الساتان ...شعرها فكته ورى ظهرها ... منظرها كان برئ وناعم
جلست على حافة الكنبة ....وانشغلت بيدينها تحط فيهم كريم وتفركها .........
جاها صوته هادي وجامد: ما بتنامين ؟ تعالي خلينا نستريح من الصبح وأحنا صاحين !
بشكل آلي قامت وطفت النور ومددت نفسها على جانب السرير ................
كانت أنوار الأبجورات الجانبية تعطي ضوء خفيف ...........
فيصل : أنا ما حبيت نسافر هذه الفترة حتى نتعود على طباع بعض قبل السفر
نجمة : عادي اللي تبيه يرضيني
فيصل : ما تبين تنامين ....طيب طفي نور الأبجورة اللي جنبك
ومرت اول ليلة على خير .........
الجـــــــــــــ الثاني عشر ـــــــــــــــــــــزء
في اليوم الثاني صحيت نجمة ...بعد نوم متقطع وقلق نامته بعد صلاة الفجر ...ناظرت الساعة كانت الساعة وحدة ظهر ..كان فيصل بعده نايم ...اسرعت ودخلت الحمام وتجهزت ...وخرجت تصلي ....رجعت للغرفة بعد الصلاة وكان فيصل مو موجود فيها ..كان في الحمام ...وقفت قدام المرايا تبي تحط شوية ميك آب وتجفف شعرها ...طلع فيصل من الحمام ...ناظرها التفتت له وقالت وهي تبتسم بخجل ...صباح الخير مع أنه صرنا ظهر !!
رد : صباح النور ...إيه تأخرنا بالنوم !
مشى بيطلع يصلي ...التفت عليها وقال : لا تحطين مكياج كثير ..بنروح البيت ويمكن يكون نواف هناك !!
ما ردت نجمة و مع أنها أصلا ما كانت ناوية تحط مكياج كثير لأنها ماتحبه ...بس هي تضايقت من طريقة كلامه ...كل كلامه بطريقة الأوامر الجافة ...ما ردت عليه وهو كمل طريقه وكأنه ما كان ينتظر منها رد أصلاً كملت لبسها وجلست بالصالة ...كانت تحس بالجوع بس مو قادرة تقول شئ ...
فيصل صلى وكمل لبسه ..وقال لها : تبغين فطور ؟
طريقة كلامه خلت الغصة تخنقها هزت راسها وقالت بصوت مخنوق : لا
يا ربي كل هذا مو طايقها ولا طايق يلاطفها أو حتى يجاملها كانت حزينة ومحتارة كيف تتعامل معاه ؟
أما فيصل فكان يقول لنفسه : أنا فعلا زودتها معاها ...بس أنا كذا ...وما أبغى أدلعها من البداية لازم تعرف أني جاد ومالي خلق لدلع الحريم وطلباتهن اللي ما تنتهي ...
بس الأكل مو دلع يعني وش فيها لو طلبت فطور وفطرنا وبعدين رحنا للبيت ؟
خلاص أحسن نفطر في البيت ....
التفت عليها وقال يالله هاتي عباتك علشان نروح
وخرجوا من الفندق وركبوا السيارة وطول الطريق وهم غارقين في صمت ظاهري بس كلا منهم كان ضايع في صخب وضجيج داخلي مع نفسه عتاب ولوم ....
أول ما وصلوا للبيت نزلت من السيارة وبسرعة دخلت للبيت لقيت جدتها وعمها بالصالة سلمت على عمها وجلست جنب جدتها وهي تحضنها كانت ودها تغيب في أحضانها ...ودها تشعر بدفء حبها وخنانها ..تتمنى لو تختفي في أعماق هذا الحب وتبعد عن الخوف والقلق اللي عرفته من يوم ما قررت أنها ترتبط بفيصل
دخل فيصل الصالة وسلم على أبوه وجدته وجلس جنب أبوه ....
الجدة : هاه يمه وشلونكم عساكم بخيررررررررر
فيصل : الحمد لله بخير ....أجل وين البنات ؟
الجدة : ما أدري ..تبي شئ يمه ؟
فيصل : لا يمة تسلمين ...والتفت على نجمة وهو يقول :شوفي الشغالات يحطون لنا قهوة أوفطور!!
أبو فيصل : ليه عساكم ما فطرتم ؟
فيصل : لا
أبو فيصل بإستهزاء واستنكار: ليه الفندق ما عندهم خدمة ....وما انقذ الموقف إلآ دخول سارة
سارة وهي تدخل وبصوتها العالي تحييي الكل : هلا والله بأخوي وبحرمته
سلمت عليهم ...وكانت نجمة رايحة للمطبخ فلحقتها سارة....
سارة : هاه وش تبين رايحة للمطبخ ؟
نجمة باشوف لنا قهوة وإلا شئ ناكله !!
سارة : ليه ما فطرتم ؟
نجمة : لا ما اشتهينا !
سارة وهي تساعدها وتحاول تغير الكلام وببسمة كيف بس عسى كل شئ تمام ؟
نجمة وهي تغصب نفسها على السمة : ايه الحمد لله
سارة : و أنا أقول ليش الوجه مورد ههههههه
نجمة : اقول بس اسكتي ...كانوا وصلوا للصالة اللي كان فيها نواف بعد .....
نجمة وهي تعدل شيلتها على راسها وتتلثم .....السلام عليكم
نواف وهو يبتسم : هلا والله بحرمة أخوي العروس ...كيفك ؟
كانت شخصية نواف بسيطة ومرحة توحي بالطيبة والثقة معاً ...والأحترام
نجمة وهي واقفة جنب كنبة عمها ويدها على كتفه و تبتسم بخجل: الحمد لله بس تراني بنت عمك قبل ما اكون حرمة أخوك
أبو فيصل وهو يحط يده على كفها : ايه والله وشفيكم ...هذي بنتي الغالية
ضحكوا كلهم إلا فيصل إلي ما رفع راسه حتى ...كان جالس يناظر بفنجان القهوة وسرحان ....
كانت نجمة تراقب ردة فعله بطرف عينها ...ويوم ما لاحظت أي رد منه ...انسحبت بهدؤ وسرعة للمطبخ
لقيت في طريقها نوف ...وجلسوا الثنتين يشربوا عصير وياكلوا سندويش وهن يتكلمن عن حفلة العرس اللي صارت .....
وبعدها بدأت العائلة تجتمع علشان الغدا ....وما حست نجمة بالراحة إلا لما شافت أم سلمان ...راحت لحضنها ودفنت خوفها وقلقها فيه من غير ما تتكلم .........
أم سلمان وهم جالسين على الغدا : يمه نجمة ليه ما تاكلين ؟ كلي زين ؟
البنات كلهم كانوا يضحكون ..
ردت الجوهرة : أصلا العروس دايم شبعانة ....ما يحتاج تاكل يا خالتي !!
نوف بمرح وشوية استهزاء: لا عاد والمعرس فيصل ..ياسلالالالالالالالالالالالالالالالام اكيد شبعانة على الآخر هههههههههههههههههههههههه
كانت نجمة تشاركهم الضحك وهي مو معاهم بس علشان ما يحسوا بحيرتها مع هالإنسان ............
بعد الغدا كلا راح لحالة... الجوهرة والعنود كل وحدة تلم عفشها وعفش عيالها بيرجعون لبيوتهم ..
هيفاء وسلمان وعيالهم بيرجعون بعد للمدينة ...وراحت أم سلمان معاهم للفلا ...
أماالجدة فكانت مرهقة فراحت ترتاح بغرفتها ..
سارة : أقول نجمة اطلعي ارتاحي بغرفتك ...وإلا بتروحون اللحين للفندق !!
نجمة : ما أدري ..بس على قولتك خليني اطلع ارتاح شوي .......
وفي قسمها اللي كان عبارة عن صالة وغرفة ........
وفي غرفتها ...اللي لأول مرة تشوفها .....كان كل شئ حولها يبين بوضوح شخصية صاحبها ...الذوق الرفيع..الفخامة ... الجدية ..السلاسة ...عجبها اختياره حتى وإن خلا من اللمسات الفنية الرقيقة ...
وقفت وسط الغرفة وفكرها كان يحلق ورا فيصل....هذا الإنسان الغريب اللي ماهي قادره تحدد معالم واضحة عنه ....ياترى كيف بتكون أيامي معاه !! اذاكان هذا أول يوم ...أجل وش بيصير بعدين !!
....... : اكيد عجبتك الغرفة !!
كان هذا صوت نوف اللي رجعها للواقع الي هي عايشته التفتت وهي تبتسم ...
نوف : أصلا فيصل دايم ذوقه راقي ..ويعجب لجميع لأنه يجمع أكثر من طابع ...تشوفين الفخامة والرقة والبساطة ...والفن ...
نجمة : صدقتي بصراحة أحس القسم رائع ...مع أني ودي أضيف اشياء بسيطة له
نوف : موعنادك اللي خلاك ما تجين تشرفين على التأثيث بنفسك ..واكتفيتي بذوقه ..وترتيبنا ..بس بصراحة أنا ما حبيت أضيف اشياء كثيرة ...تركت لك تضيفين اللي تبين من اكسسورات بعدين ...
نجمة : الله يسعدك وعقبال ما أساعدك في تجهيز غرفتك
جلست نجمة على السرير ...وجلست نوف جنبها وظلت الثنتين يتكلمن عن كل شئ ...ولا شئ...
حست نجمة بالإسترخاء ..مددت جسمها واسندت راسها ...دقايق وراحت في نومة عميقة ..
التفتت عليها نوف الي كانت تحكي لها قصة عن طفولتهم هي واخوانها ...ايتسمت ...وهي تنسحب بهدوء من الغرفة ..............
في هالوقت كان فيصل متمدد بالمجلس .....اللي يشوفه يقول نايم حاط شماغه على راسه ومتمدد بسكون ظاهري
بس في داخله كانت اعاصير تجتاح نفسه هو ما تعود يظلم الناس في تعامله معاهم يمكن يكون جاف وجدي
بس ماهو ظالم .....
لكن بدأ يظلم بنت عمه ...لا زوجته ...هي اللحين زوجته ...بس حاس نفسه مخنوق ...حاس أنها بتسيطر عليه ...وتتحكم فيه مثل ما صار مع ابوه اللي كان يضيع تمام قدام أمه ......
حس بتعب وملل ..فقام ودخل للبيت ما كان فيه أحد ...
صعد لغرفته وهناك وقف يتأمل هالي صارت زوجته هو ما يقدر يحدد مشاعره ناحيتها بس اللي متأكد منه أنه فيه شئ يخليه أكثر قسوة معاها ....
استدار وطلع للصالة وجلس يتفرج على التلفزيون
بعد ساعة صحيت نجمة كانت مستغربة المكان ...بس أول ما تذكرت ابتسمت وقامت بسرعة ..سمعت صوت بالصالة ...طلت راسها من باب الغرفة شافت فيصل يتفرج التلفزيون ....رجعت للغرفة وناظرت للساعة كانت صلاة المغرب فاتت عليها ...فتوضت وصلت وعدلت من مكياجها بعد ما غيرت لبسها .....
نجمة : السلام عليكم ...
فيصل وبدون ما يرفع راسه : وعليكم السلام
نجمة وهي تجلس على الكنبة وتغصب نفسها على البسمة : فاتت صلاة المغرب علي ...نمت ما حسيت بنفسي ...
فيصل بعد لحظات وكأنه يدور على الكلام .. : اكيد كنت تعبانة
نجمة / ايه والله ...وأنت ما نمت ؟!!
فيصل : ريحت شوي بالمجلس
نجمة بعد دقايق من السكوت : تبي أجيب لك عصير أو قهوة
فيصل : لا
نجمة : أنا نازلة تحت
فيصل : .........
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بعد شهر من هذاك اليوم كانت نجمة نازلة الدرج وهي سرحانة ....وجاها صوت سارة ...يالله وش فيك عجلي تأخرنا ...
نجمة : يالله ..بس أنا من ساعة أحاول اتصل على فيصل ما يرد ...ما أدري وش فيه ...نسيت أعلمه أننا اليوم بنروح الخياط علشان البروفة الأخيرة لفستان نوف ...
أبو فيصل اللي كان جالس بالصالة : ما عليك يبه روحي مع البنات وأنا اقول له لو جى أو اتصل
في السيارة وللمرة الأخيرة حاولت تتصل فيه ...وهالمرة رد عليها ....
نجمة بصوت مرح : السلام عليكم ...اكيد أزعجتك سامحني ههههههه
فيصل بكل جدية : وعليكم السلام ...لا عادي وش فيه .....
نجمة وهي تحاول تحافظ على مرحها : لا بس حبيت أقول لك أني خارجة مع البنات للخياطة
فيصل وهو يقاطع كلامها : على كيفك ..بس لا تتأخرون ..علشان جدتي بروحها بالبيت وهي تعبانة
نجمة : أمرك
فيصل : مع السلامة
نجمة : مع السلامة
كانت نوف وسارة كل وحدة تناظر الثانية متعجبات من أسلوب المكالمة اللي بين نجمة واخوهم ...هم حاسين بأن أسلوب أخوهم جاف قدامهم معاها ...بس ما توقعوا حتى بينهم وبين بعض هذا الجفاف ...
نوف : أقول نجمة أنتم ما تعرفون شئ أسمه المجاملات الكلامية ....ماأبي أقول الكلمات الرومانسية لأنها الظاهر بتكون خطوة صعبة عليكم !!
نجمة : كيف ما فهمت ....
نوف : يعني ما سمعت بينك وبين أخوي أي كلمة ود ...الله يسلمك ...تسلم ..الله يخليك ...ياعمري ..ياحبي
نجمة وهي تحاول تخبي ألمها : ههههههههه ومنكم نستفيد ...أمرك عمتي ...المرة الجاية أقولها
حاولت تلهي نفسها عن البنات بالنظر للشارع علشان ما يحسوا بألمها ...والحرمان اللي هي عايشته ...
هي كانت تقول أنها ما تبغى تحب ...بس ما كانت تقصد أنها تعيش في هالجفاف .....لها شهر معاه ما سمعت منه كلمة زينة ...حتى أبسط الكلمات ...تسلمين أو الله يعطيك العافية أو كيفك ...حتى يوم تعبت في أول مرة تجيها الدورة وهي عنده ما كلف خاطره يسألها ليش هي نايمة بالسرير وتعبانة وإلا وش تبي !!
حتى نظراته يبخل بها عليها ما قد رفع عينه فيها ...ما حسته يطالعها أو يحب يـتأمل شكلها ..........
واللي يزيد ألمها قسوة ...ويشتت تفكيرها أن فيصل يتغير 180 درجة يوم ينطفي النور بغرفتهم.. ويضمهم فراش واحد ...يتحول لأنسان هادئ رقيق حنون ............
بس هي فذيك اللحظة تتجمد كل حواسها ومشاعرها وتبرد كل أحاسيسها ... وهنا تتحول هي كمان 180 درجة من إنسانة كلها نشاط ومرح وبهجة ...إلى لوح بارد ...جسم بدون مشاعر ...ما فيها شئ يتحرك
إلا ...
دموعها سكايب ...بدون ما أحد يحس بها ...أو يدري عنها ......
يعني معقول طول اليوم ما يشعر بي ولا يحس بوجودي ...وفي الليل وبالظلام يبغاني أشاركه مشاعره وأحاسيسه ...وانا متأكدة أنها موجهة لوحدة ثانية أكيد هو بالظلام يفكر بوحدة ثانية ...
انتبهت من سرحانها على ضحكات ...ودقات نوف وسارة على شباك السيارة بعد ما وصلوا ونزلوا وهي سرحانة مو معاهم ......حمدت الله أن الغطاء على وجهها ما خلى البنات ينتبهوا لدموعها ...وضجيج الشارع ما حسوا بصوتها المتغير وانفاسها المتقطعة ...........
نوف : يا ساتر كل هذا سرحان ..... لا أنت ما ينفع معاك الرومانسية ...ه فيصل كذا وأنت بها السرحان أجل لو هو رومانسي وش بتسوين !!
نجمة : أقول عاد ...ما اسمح لكم انت وإياها تطنزون علي وعلى زوجي ...الشرهة مو عليكم ..علي اللي جاية معاكم
وتمشي قدامهم وهي ترسم الضحكة على وجهها قبل ما تدخل المحل .....
وعند فيصل اللي بعد ما صك التلفون ....سرح شوي مع افكاره ........ يعني أنا ما أقدر أقول لها كلمة زينة ...على قد ما هي تضحك ...وتتباسط معي على قد ما أنا استصعب الكلام البسيط معاها ...كاني خايف منها وأحس بنفسي مثل التلميذ اللي ناسي الجواب ...وهو متأكد أنه يعرفه !!!
بس اللي متعجب له ليه هي ما تفضل على نفس بساطتها ...وحيويتها معاي ...يعني من يوم أحط يدي عليها احس أن أعصابها تشنج وتصير مشدودة وكأنها كارهة لمستي لها ....
أنا أعرف أنها تقضي أكثر الليل تبكي بصمت أحس بأنفاسها وهذا شئ يذبحني ...أكيد هي ما تبيني المسها ...يمكن تكرهني ... بس أنا ما أحس بها الكراهية طول اليوم بالعكس أحسها طول اليوم تتمنى رضاي وتسوي أي شئ أبغاه بدون حتى ما أطليه ...
يا ربي وش هالحيرة اللي أنا فيها ..........
وما أنقذه من أفكاره إلا صوت السكرتير وهو يستأذنه علشان يناقش معاه بعض الشغلات ......
الــجـــــــــــــــــــ الثالث عشر ــــــــــــــــــزء
قرب موعد زواج نوف وفهد ..والكل مشغول بالتجهيزات ...
في بيت أبوسلمان ...كان جالس بالصالة ودخلت نجمة لابسة عباتها ...كان الوقت بعد العصر
نجمة : السلام عليكم ..كيف حالك يبه وانحنت تسلم على راسه ويده ..
كانت أم سلمان جاية من المطبخ : هلا يمه ...كيف حالك
نجمة : الله يسلمك يمه ..وينه فهد ؟!
أبو سلمان : انتم طالعين ؟
نجمة : ايه يبه رايحين الشقة ...بيودي فهد أغراضه ...ونشيك على بعض الشغلات بالشقة وبأخذ الشغالة معي ننظف وندخن الشقة شوي ( كانت الشقة بعبارة قريبة منهم ملك العائلة )
أم سلمان : الله يعطيك العافية ويبارك بك يا بنتي ...والله ما أدري وش كنت بسوي بلاك
ابو سلمان : وشلون جدتك وعمك ؟
نجمة : الحمد لله بس جدتي لها كم يوم خاملة شوي ..مو بطبيعتها !
أبو سليمان : ايه حتى أنا لاحظت ذا ..يالله ياأم سليمان نبي نروح عندها بعد شوي ..
وكمل أبو سلمان وهو يناظر في نجمة بحب وحنان : بس يبه نجمة أنت فيك شئ ...تعبانة ...متضايقة ؟!!
نجمة وهي تبتسم بقلق : ليه تقول كذا ...أنا الحمد لله ما فيه شئ
أبو سلمان : بس أنا حاس أنك مو على طبيعتك ...كانك مهمومة ....ليكون فيصل مضايقك ...وإلا فيه شئ مزعجك ؟؟
نجمة وهي تضحك : لا وين راح تفكيرك يبه أنا بخير ..بس يمكن تأثير حوسة زواج فهد ونوف !!
وقامت وهي تكمل كلامها رايحة للدرج تبي تهرب من نظرات أبوها وحصاره لها ..
وتقول بصوت عالي ...فهدددددددددددددد وينك تأخرنا !!
وبهالوقت نزل فهد وبيده شنطة ...: خلاص أنا جيت ...السلام عليكم
نجمة : وين باقي اغراضك ؟
فهد : كل شئ بالسيارة ...يالله مشينا ..الشغالة ودتها وسبقتنا ..مع السلامة
خرجا من امام أبو سلمان الذي كانت عيناه ما تزال معلقة بابنته بقلق لم يخفى على أم سلمان التي سمعت بعض حوارهما .....
أم سلمان : خير ياأبو سلمان وش فيك ؟
أبو سلمان : مو عاجبني حال البنت يا أم سلمان ..
أم سلمان : بأسم الله عليها ..ليه وش فيها ..شكت لك من شئ ؟
ابو سلمان وهو يناظرها بنظرة عتاب : لا ما اشتكت بس باين ...كأنه فيها شئ انطفى ..احس أن شئ ناقص فيها ...بعيونها نظرة جديدة وغريبة ...
أم سلمان وهي تحاول تطمن أبو سلمان مع أنها حست باللي لاحظه أبو سلمان : لا تحط ببالك يمكن هي بس ما تعودت على فيصل والحياة ببيت عمها ..أنا إن شاء الله أكلمها وأشوف وش بخاطرها
ابتسم ابو سلمان وهو يقول : ما راح تقول ..ولاتشكي ..هذي بنتي وانا أعرفها هي مثل المرحومة أمها ..عمرها ما شكت ولا تذمرت ..الله يرحمها ويغفر لي ولها .
أم سلمان : آمين ...ولنا كلنا ....كانت هذه من المرات النادرة اللي يذكر فيها أبو سلمان أم نجمة ...وكل ما يذكرها ..كانت أم سلمان تحس بنبرة الندم في صوته مختلطة بنبرة العرفان بالجميل والشكر ...
في السيارة كانت نجمة تضحك على أخوها اللي من يوم طلعوا وهو يكلم نوف يحاول يقنعها تجي معاهم ...بس هي رافضة ..
فهد وهو يمد يده بالجوال لنجمة : خذي كلمي بنت عمك العنيدة اقنعيها ..خليها تجي معانا ..عمي ما بيخلاف ..
نجمة وهي تضحك وتاخذ منه الجوال : هلا نوف ..وش عندك ..ايه صدق ...ما عليك منه ...وهم الرجال من متى فهموا علينا ...براحتك حبيبتي ...يالله انتبهي لجدتي وعمي لين أجي ...أمرك ...
فهد وهو معصب ورافع حواجبة : هاللحين هذا اللي قدرتي عليه ...أقول لك اقنعيها تقومين تقولي ...الرجال ما يفهمون ...
نجمة وهي تكمل ضحكها : لالالالالالا تغلط ..أنا قلت ما يفهمون علينا ...هاللحين باقي على زواجكم يمكن أسبوعين ...وهي لازم ما تشوفك ...علشان يصير لها طلة ...وبعدين وراها أشياء كثيرة تسويها ...
فهد بيأس : بس أنا كنت ابي أشوف رأيها بعد التشطيبات النهائية ...
نجمة : الحمد لله هي كانت معاك خطوة بخطوة بكل شئ ...
سكتوا وسرح كل واحد منهم ورى أفكاره ...وصلوا للشقة ودخلوا ..اعجب نجمة ذوق اخوها وبنت عمها في أختيار الألوان والأثاث والأكسسورات ...مع أنها كانت معاهم أكثر الوقت إلا أن تنظيم وتنسيق الشقة النهائي خلى نجمة تقف أول ما دخلت مبهورة ..ما شاء الله تبارك الله ..الله يجعله مسكن مبارك ...ويعطيكم خيره ويكفيكم شره ..وتتهنون فيه يارب ...
كان فهد واقف وراها وهو فخور بإنجازه ....
بعدها بدقايق ...بدأت هي ترتب ملابسه بالغرفة ..وهو أخذ أغراضه المكتبية وراح لغرفة المكتب ...مر الوقت سريع ..جاتها الشغالة ...مدام انا خلاص تنظيف مطبخ ...حمام ...ايش فيه كمان ..
نجمة : سوي بخور ..وتعالي مسحي الغرفة ...بها الوقت اتصلت نوف : هاه نجمة وش الأخبار ؟
نجمة : كل شئ تمام ...والشقة تهبل الله يهنيكم ويسعدكم بها ...بس جهزي ملابسك علشان بكرة وإلا بعده نجيبها هنا أنا خلصت أغراض فهد...ومن رأيي تجين أنت وسارة أحسن يمكن يكون لك نظرة بشئ ؟
نوف : أنت خذي المفتاح من فهد ..ويصير أمر أنا وسارة بأي وقت ...
نجمة : ايه ما تبينه يدري ...طيب اقله ..
رن جرس الشقة ..استغربت نجمة وفهد ..ويوم فتحوا الباب إلا خالد ومشاري داخلين ومعاهم قهوة ..وفطاير ..وحلى ..وهم يضحكون : السلام عليكم
فهد ونجمة : وعليكم السلام
فهد : خير وش عندكم ...وش ذا ؟
مشاري بطرقته الساخرة : ابد الوالدة قالت أنكم هنا منذو مبطي ...ولا بد أنكموا جعتم ...وطلعت عيونكم من التعب فأرسلتنا بالزاد والزواد ...
فهد بغيظ : أقول شوي شوي لا تبهذولون الشقة ...حط السلة بالمطبخ ..وما أبغاكم تمسكون شئ ...لاتتعبثون بشئ ..
دخلوا كلهم للمطبخ وهم يغيضون فهد ويضحكون ..وقضوا مع بعض وقت حلوا ...ضحكوا وسولفوا ...نسيت نجمة في هالوقت فيصل وشعورها المؤلم بأنها منبوذة منه ..ورجع لها احساس الحب ...
الحب الذي كانت تنعم فيه مع كل اللي حولها ...من اللي تعرفهم ..واللي يعرفونها ..حب يملى قلبها فرحة ..ويخلي عيونها تبرق ببريق الرضى والهناء ...وهذا هو البريق اللي افتقده أبو سلمان فيها وفي نظرة عيونها ..
في الرجعة للبيت ركبت في السيارة مع مشاري وخالد واللي كانوا طول الطريق ينكتون ويتناقرون ..أما هي فكانت سرحانة ...بس في لحظة شافت السيارة ما تتجه لطريق البيت...
نجمة : وين رايحين يا عيال ؟!!
مشاري : قررنا نخطفك ...ونرميك بالصحراء !!
خالد : وش رايك بنزهة ليلية مع أثنين من المجانين ؟
نجمة وهي في خاطرها هالطلعة لأنها من يوم ما تزوجت ما قد خرجت : بس الوقت تأخر !!
خالد : وين تأخر لسه الساعة توها ثمان
نجمة: بس أنا أول بتصل بالبيت وأشوف وش العلوم ؟..والله أنكم داجين ...
اتصلت بفيصل اللي كان بعده بالمكتب : السلام عليكم ...هلا فيصل شلونك ...أقول أنا مع مشاري وخالد ويمكن نتأخر شوي ..يعني تونا طالعين من بيت فهد ويبوني أطلع معاهم في مشوار لمدة ساعة ( كانت الساعة ثمان ) ..يالله أجل مع السلامة ..
نجمة بهدؤ : وافق فيصل ...بس ما أبي نتأخر
أخذوها العيال للبر ....وفي منطقة مفتوحة ...وكانت ليلية ربيعية مقمرة لطيفة النسايم ...
استقر الأخوة الثلاثة في منطقة مفتوحة ..وفرشوا بساطهم ...جلست نجمة على البساط ..كان دائماً منظر الليل في الخلاء يسحرها ...السماء السوداء المخملية المرصعة بالنجوم اللامعة والتي تحيط بالقمر وتنتشر من حوله لتزيده بهاء ...السكون الذي تعشقه ...النسمات الباردة ...
كان خالد يشعل نار ليجهز الشاي فهو كعادة الشباب يحتاط بوضع عدة إشعال النار من حطب وغيره وعدة القهوة والشاي في السيارة دائما ...
كانت جالسة معهم ...تستمتع بضحكاتهم وقصصهم ...وبعد فترة ساد السكون ...تمدد مشاري على السجادة ووضع رأسه على ركبة أخته بينما اتكأ خالد بظهره على رجلي مشاري اللتان كانتا مثبتتان على الأرض بشكل مستقيم ليشكلون حلقة مترابطة جسديا منفصلة فكريا فقد حلق كلا منهم خلف أحلامه وأفكاره ..وأمانيه وآماله ..........
نجمة وهي تحدث نفسها ...كم أتمنى أن يكون فيصل هو من يضع راسه على ركبتي ....تخيلت لو انه هو من يجلس معها في هذا المكان ......تنهدت ....وكأن صوت تنهيدتها صحاها من غفلتها ...رجعت تعاتب نفسها وتلومها ...هذا أنا اللي ما كنت أبي أحب ..ولا اتعذب بنار الحب ...صار كل همي نظرة رضى من عين فيصل وإلآ..كلمة أي كلمة تفرحني وتسعد قلبي ...أشيع يوم ياكل ..واهنأ يوم ينام ...لا رضي حسيت الدنيا حدبقة ورود..ولا غضب وإلا زعل كأن الكون كله عواصف ورعود ....يالله تعيني وتصبرني ..
رفعت راسها للسما وكأنها تطلب العون من خالق هذا الكون .....
غابت عيونها في جمال الكون ..وانشرح صدرها ....ورجعت تقول لنفسها ..مو نجمة السما العالية اللي يختفي بريقها ...ابد ...أنا اللي بيظل جمال روحي يجذب ببريقه الكل حولي ...وانت أولهم يا فيصل ...
أخذت نفس عميق ...ملأ صدرها قوة وعزيمة ....بأحاول لين أكسبك يا فيصل...
وبحركة سريعة ومفاجئة سحبت رجلها من تحت راس مشاري وهي تضحك : يالله شباب سرينا ..
مشاري وهو يتصنع الزعل : حررررررررررررررام عليك ...قطعتي علي لحظة شاعرية ...
خالد وهو يعدل جلسته بعد ما طاح على ظهره : أختك هذي ما عندها من الشاعرية و الرومانسية ..شئ
هاللحين وش معجلك ...وإلا اشتقتي لمقابلة وجه الرجل الفولاذي .... صدق (( شن وافق طبقه ))
نجمة : ما عليه بأسامحكم علشان لا أخرب على نفسي هالطلعة الحلوة ...أقول الله يخليكم لي ولا يحرمني منكم ومن شاعريتكم ورومانسيتكم أبد
مشاري : أنت تامرين أمر بس ...ترانا دايم نهبق مثل هالهبقات ...لما تبين ...قولي لنا وأحنا بالخدمة
ضحكواوركبوا السيارة ... ورجعوا
كان عمها وعياله بالصالة ...
نجمة : السلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام
أبو فيصل : هلا بنتي ...الله يعطيكم العافية ...خلصتم ..
نجمة وهي تطالع فيصل اللي عينه بالتلفزيون : ايه من بدري بس طلعت أنا ومشاري وخالد شوي
تعشيتم وإلا لسه ؟
سارة : تعشينا وإن كان تبين ترى يمكن فيصل يبي لأنه هو ما بغى يتعشى !!
نجمة : فيصل أسو
________________________________________
الـــــــــجـــــــــــــــــــــــــــــ 14ـــــــــــــــــــــــــــزء
كانت فرحـــة نوف في هاليوم ما تنوصف مع أنها مثل فرحة أي بنت يتخللها كثير من الخوف والقلق ...
بس حب فهد لها ..وكلماته الي وصلتها من يوم ما صحيت من خلال المسجات اللي كان يرسلها خففت كثير من هالقلق...
كانت جالسة تتأكد من الأشياء اللي رتبتها بالشنطة اللي بتاخذها للصالون ..سارة كانت جالسة تناظرها بشئ من الحزن والفقد ....
سارة : متى بتسافرون ...ما قال لك وين؟
نوف : بكرة الصبح ...بس تصدقين ما رضي يقول لي وين ؟؟
وهنا وصلت رسالة جديدة .....
سارة وهي ترمي المخدة على نوف : وبعدين ويا هالبايخ ..كل شوي وهو مرسل مسج ..متفرغ !!
نوف وهي تضحك وتفتح رسالة فهد : والله أنك غيارة ...
(( الكون يشارك قلبي أفراحه ...وينتظرك يا أميرة أحلامه ))
سارة وهي تطلع من الغرفة ...بأروح أشوف وش العلوم عند باقي الشعب ...كلها ساعة ونروح الصالون ...لا تضيعين الوقت أنت وأمير أحلامك .........
طلعت سارة ...كانوا مجتمعين بالصالة خواتها وجدتها وعمتها حتى خالتها أم سلمان وعمها فيه ...بس نجمة ماهي فيه ...ظنت أنها يمكن تكون بالمطبخ ...راحت ما لقتها ...رجعت للصالة كان فيصل ونواف جايين من برى ..
طلعت سارة لقسم نجمة ...دقت الباب ...شوي إلا يجيها صوت سارة : ادخل
دخلت سارة وانذهلت من شكل نجمة وهي ممدة على الكنبة ...
سارة بقلق : نجمة عمري وش فيك ؟ وش صار !!
نجمة وهي تحاول تخبي دموعها : ما فيّ شئ بس تعبانة ..أظن أني أخذت برد عندي مغص ..وحاسة بدوار راسي مصدع ....الله يخليك سارة لا تقولي لأحد ما ابي أزعجهم ..بأرتاح شوي عقب بأنزل لكم
سارة بأهتمام : طيب قومي بسريرك ...وش اسوي لك ...اخذتي مسكن ..وإلا ما ودك تروحين الطبيب
نجمة : لا ما يحتاج ...أرتاح شوي وبأصير طيبة إن شاء الله
طلعت سارة بعد ما تطمنت على نجمة ونزلت تحت ...دخلت المطبخ تسوي كاس من ( الزهورات ) الدافئة لها .....
بهالوقت كان فيصل طالع لغرفته يبي يتوضأ للظهر ...استغرب أن نجمة بفراشها ...
فصل : نجمة وش فيك نايمة ؟
نجمة وصوتها متغير : أبد بس مصدعة شوي ...وأبي ارتاح ...شوي وأنزل ..
فيصل واقف محتار ...ما يدري وش يسوي وإلا وش يقول ....
دخلت سارة بصينية عليها كوب الزهورات ...ومسكن ..شافت فيصل واقف ..
سارة : هلا فيصل ..آسفة ما دريت أنك هنا ...
فيصل وهو يناظر الصينية :لا عادي ..وش هذا ..
سارة وهي تقرب من السرير : نجمة حبيبتي قومي أشربي هالكوب عساه يريحك ..
نجمة وهي تعتدل بالسرير : تسلمين الله يعطيك العافية ..ما كان فيه داعي تعبين نفسك ...شوي وأصير طيبة ...بس شوفي وش صار بالغدا ...ولا تتركين نوف بروحها ..
سارة : ما عليك انت من شئ أرتاحي ورانا الليلة سهرة ...ورجة ودجة لين الفجر ..
نجمة وهي تبتسم : الله يتمم لهم على خير
كان فيصل يسمع لهم وهو مندهش من التغيير اللي صاب نجمة ..بس في النهاية قال لنفسه ..وليه أتعب نفسي بالتفكير ...هم الحريم كذا ..كل ساعة بحالة ..شوي وتصير تمام ...
الكل استغرب من أختفاء نجمة وسأل عنها ..مو من عوايدها ...
بعد ساعتين وعلى الساعة أثنين الظهر نزلت ...كان شكلها تعبان ..بس هي ما بينت لهم ...جلست معاهم للغدا ..مع أنها ما أكلت بس تشاغلت بتقليب الصحن ...وشوية السلطة اللي قدامها ...
أم سلمان : نجمة يمه ليه ما تأكلين ..فيك شئ تعبانة ؟
نجمة : أنا جالسة آكل يمه ..لا ...ما أشكي شئ ،بس يمكن شوية صداع ؟
العنود : متى بتروحون الصالون ؟
نوف : اللحين بنروح أنا وسارة ونجمة ..وانتم بتجون معنا وإلا بتلحقونا ؟
العنود : لا أنا والجوهرة بنلخقكم عقب ما نجهز عيالنا .. ؟
نجمة : حتى انا ماني رايحة اللحين ...بعدين اجيكم ...بأرتاح شوي !!
نوف بقلق : نجمة وشفيك .. ليه ما تروحين المستشفى شكلك تعبان؟!!
نجمة وهي تبتسم : لا عاد ..شكلك ما تبغيني أحضر العرس ...كله شوية صداع ..يالله خلصي بسرعة أنت علشان ما تتأخرين على الصالون ..خالتي متى بنروح الصالة ؟
أم سلمان : إن شاء على بعد العشاء نكون كلنا هناك ...لا تتأخروا أنتم بالصالون ؟
نجمة : جدتي متى بتروح ؟
أم سلمان : واحد من العيال يجيبها على الساعة 9 تجلس لها ساعتين ...لأنها ما تقدر تسهر
بعد الغدا راح كل واحد يجهز نفسه ...نجمة طلعت لغرفتها ...كان الحزن يلفها وقلقها على أخوالها يشغل بالها ...بس مستحيل أنها تنغص علي أهلها فرحتهم كانت متساندة على الكنبة بإرهاق ودها تشكي لأحد ..
شوي وحست بصوت أم سليمان عندها : نجمة يمه وشفيك ؟ وش صار ؟
نجمة : ما صار شئ يمه بس تعبانة شوي !!
أم سلمان : شلون يعني كذا فجاة تتعبين ؟وإلا لا تكونين يمه حامل وانت ما تدرين ؟
نجمة : لا يمه ما اظن ...بس يمكن هو أرهاق هالأسبوع تجمع علي ..ارتاح شوي واصير طيبة لا تشغلين بالك ....روحي شوفي أخواني ..
طلعت ام سلمان وهي قلقانة على نجمة وبالها مشغول ...بس غصب عنها انشغلت بعد كذا ...لين جات الساعة 5 العصر ...
أم سلمان : هيفاء ..لا تتأخرين بالصالون حاولوا تخلصون بدري...أنت بتروحين الصالون اللي البنات رايحين له ؟!!
هيفاء : لا يا خالتي ..فيه واحد قريب من هنا وزين وما عليه زحمة ...أحسن علشان ما اتأخر ...
أم سلمان : أجل ليت نجمة تروح وياك ..علشانها تعبانة ..ومافيه داعي تطول بالصالون ويزيد تعبها ...
سلمان اللي كان جالس يسمعهم ويلعب مع ولده : وش فيها نجمة يمه خير ؟
أم سلمان : والله ما ادري من الصبح وهي تعبانة وما رضيت تروح المستشفى ..تقول صداع وبيروح بس أنا حاسة أنه فيها شئ ثاني !!
سلمان وهو يتصل يحاول يتصل بنجمة :ما ترد ...
أم سلمان أنا بروح لها ..أنتم تجهزوا لين اروح أشوفها
بهالوقت كان فيصل داخل لقسمهم ..وسامع صوت الجوال يرن ..وشاف نجمة على الكنبة لافة نفسها..
متكورة على حالها ...
قرب منها بقلق ..جلس على ركبه على الأرض : نجمة ...نجمة ..وشفيك ؟
رفعت رأسها وهي تبعد شعرها عن وجهها اللي بان التعب والأرهاق عليه وتعدل جلستها ..هلا فيصل ..تبي شئ ؟
فيصل وهو يجلس جنبها : أقول وشفيك ..؟
نجمة : مافي شئ ..اللحين كم الساعة ؟يووووووووووووه تأخرت خلني أقوم أتجهز ..
وهنا كانت أم سلمان تدق عليهم الباب ...
نجمة : مين ؟
أم سلمان : أنا أمك ..افتحي يمه
نجمة وهي تقوم : تفضلي يمه ..
أم سليمان بأهتمام : هاه يمه كيفك اللحين عساك أحسن ؟
نجمة : ايه الحمد لله يمه
أم سليمان : أقول يمه...وتنتبه لفيصل : اعذرني وأنا خالتك ما شفتك !!
فيصل وهو يوقف : لا معذورة خالتي أنا قايم !!
أم سلمان وهي تناظر نجمة : خليك يمه أنا بس جاية أقول لنجمة أن كان ودها تروح مع هيفاء لصالون قريب من هنا ...ما عليه زحمة ..علشان ما تتأخرون
نجمة : ايه أحسن يمه ...بس ينتظروني شوي بس أجهز ...
أم سلمان وهي تطلع : أجل بروح أقول لهيفاء تنتظرك ..ولا خلصتي دقي تلفون لهم وهم بيجونك عند الباب ..
فيصل : ايه تذكرت ترى البنات متصلات كم مرة ...
نجمة وهي تمسك الجوال : اللحين اكلمهم واتفاهم معاهم .....على فكرة أنا جهزت لك اغراضك كلها ...بغرفة الملابس ...
استعدت وراحت مع هيفاء واخوها سلمان ..بالسيارة
سلمان : نجمة كيف حالك سلامات ..وشفيك يالغالية ؟
نجمة وهي تضحك لأخوها : أبد أبغى اشوف غلاي عندكم
هيفاء : ايوه قولي كده من الأول ...يعني تدلعي ..
نجمة : لا تشيل يا أخوي شوية صداع ...والحمد لله راح ..المهم كيف فهد وش أخباره
سلمان : عريس عاد....طاير بالأحلام
نجمة : الله يتمم لهم بخير...
وصلوا للصالون ..ونزلت هيفاء ونجمة ...وفي الصالون ..
هيفاء : هاللحين صرنا لحالنا ممكن تقولين لي وش فيك ...
نجمة : أبد حبيبتي ..شوية صداع ...
هيفاء : لا ...فيه بعيونك حزن وهم ..يعني أحنا ما نعرفك
نجمة : لا بس شوية متضايقة
هيفاء : مش حا أثقل عليك ...بس أنت عارفة معزتك عندي ..أنت أختي ..يوم ما تحبي تتكلمي وتبغي حد يسمعك قلبي بيسمعك قبل عقلي
نجمة وهي تقوم تسلم على هيفاء : الله يخليكم كلكم لي ...صدقيني المشكلة تخص بيت خالي ...مضايقتني شوي ...ومافيه داعي للقلق
على الساعة تسعة كان الكل في صالة الأفراح التي امتلأت بالمدعوات ...
الجمال والفخامة تحيط بالكل ...والمحبة والصفاء يرعاهم
عند نوف في الغرفة ...
نجمة وهي تدخل : ما شاء الله تبارك اللهوش هالحلاوة وش هالزين ...ياحظك يا خوي
نوف : وينك يالبايخة وين رحتي عني ...وش رأيك ..كيف المكياج والتسريحة ..تعالي اجلسي بجنبي
نجمة : يا سلام كل هذا أنا مهمة ...تطمني أنت مثل القمر ..كل شئ روعة..
عند الشباب كان فهد مستعحل ..وقلق والشباب مو مقصرين فيه تعليق وتنكيت ..
فهد : سلمان أمي ما أتصلت ..يالله متى ذولا بيخلصون
فيصل : فهد أركد ..تراك جننتنا وش عندك ..وش مستعجل عليه ؟!!
فهد : ابي حرمتي ..خلاص شف كم الساعة اللحين ..صارت عشر متى بيخلصون وهم توهم ما زفوها للحريم ؟
فيصل وهو يضحك : أصبر ...الليلة السهرة لين الفجر ..صباحي
فهد وهو معصب : وش علي منكم أنتم أسهروا لين الفجر ..أنا وحرمتي ورانا سفر بالصبح ..ما أحنا فاضيين للسهر
عبد الرحمن : ايه وش عليك ...عريس تدلل ..مين قدك ..لنا الله ..
نواف : بس عاد خفوا على الرجال ..وأنت يا فيصل مجرب العرسان ورجتهم ههههههه..والله يرزق الباقين هالتجربة عن قريب
مشاري بصوت واطي لخالد : وين هذا الرجل الحديدي ما يقلق ....
شوي وجا أتصال من أم سلمان لفهد تطلب منه يدخل
وكانت الجدة والعمة نورة وباقي خواتها بالغرفة وعند البنات اللي متجمعات عند العروس تجيهم أم سلمان ...
يالله يا بنات خلوا فهد يدخل يسلم على عروسه والمصورة تشوف شغلها ....
ترى فيصل بيدخل معاه اللحين وبيحلقه الباقين ..كل وحدة تجهز عباتها قريب منها
كانت الزفة للعروسين بسيطة وبقسم العرسان اللي جهزوه بكوشة خاصة بالقسم نفسه وبالبوفيه وتنقل بشاشات عرض ...بحيث أن العريس ما يدخل على الحريم ...( هذه الحركة حلوة وتسويها بعض العوايل المحافظة )
كانت دخلت فهد على نوف تصحبها أبيات شعربة رائعة إهداء من فهد لنوف ...وبصوت خالد اللي كان مميز.....خلت لدخلته جو حالم وكأنه أمير جاي يأخذ أميرة أحلامه ..
ومع نظرة عيونها المندهشة واللي زادتها جمال تاهت نظرة فهد لثوان قبل ما ينجذب بسحرها ويكمل طريقة ببسمة المرتاح ..بعد العنا
هلا يا عـــــذبة الإحساس يا قلبن تحداني
غزاني لا جنود ولا سيوف وصرت مأسوره
هلا يا بدر عالي ينشر أنواره علشاني
ونور دنيتي وأسعد بقايا العمر بحضوره
تراك الأول ابقلبي ولا تسأل من الثاني
واذا بتسأل بقل لك يا حبيبي كرر الصوره
أنا موج تلاطم ما عرف شاطئ وولهاني
يبي ضمة من الشاطئ نهاية تيه مشهوره
وأنا ليل ن حزين ن لاحضرني صار فرحاني
وأنا نفسن ليا غبتي تعاتبني ومعذوره
مسحتي دمعة المقهور والموجوع والعاني
رسمتي بسمة أفراحه كتبتي باقي أسطوره
نعم أنت ملاك الحسن وأنت روعة الحاني
ودنيا من الوله تملك معاني الحب واشعوره
طلبت الشعر قلت أوصف تعذرلي وخلاني
وكيف أوصف اذا كنتي بكل الصدق اسطوره
ابسكن في عيونك مثل كحلك لو تمناني
وبكتب فوق عينك يا بشر هالعين محظوره
أبيها مسكني وحدي وابيها العمر ترعاني
وأبيها بي تحدى الكون لو يقلون مغروره **
قرب منها وهي مثل المسحورة سلم عليها ...((مبروك علينا السعادة والهنا )) ...ردت ببسمة وبصوت هامس (( الله يبارك فيك يا عمري أنا )) كانت ايديهم وعيونهم متعلقة ببعض ناسين كل اللي حولهم ...
الكلمات والإلقاء كان لهم ردة فعل قوية بين الحاضرات في الصالة ...كلا منهن حلقت معها بخيالها وذكرياتها ...وبعد أنتهاء القصيدة كان أصوت التصفيق والتصفير يشل الصالة ويوصل لين مسامع اللي بقسم العرسان ...واللي هم بعد كانوا منتشين من تأثير الكلمات الحالمة........
أما فيصل فخطى مع فهد خطوتين للداخل ووقف وعيونه تدور عليها ..الكلمات هزته ..تذكر ليلة زواجهم ..اللي ما قدر يعطيها فيها ربع ما أعطى فهد لأخته ....لقيها جالسة جنب جدتها والشحوب الغامض على وجهها... أول ما تلاقت عيونهم ...كانت في عيونها نظرة توسل ورجا ...وعيونه كلها حيرة وندم ..
راح وقف جنب الطاولة وهو يبتسم : السلام عليكم ...هاه كيفها أم أبو فيصل
الجدة وهي فرحانة : أنا مبسوطة دامني أشوفكم متلمين حولي ...الله يخليكم لي
دخل أبو فيصل وأبو سلمان ...وراحوا سلموا على أمهم وطلبوا رضاها ..وبعدها سلموا على العرسان وطلعوا
جات العمة لفيصل: ماشاء الله وش جالسين تسوون هنا تو ما زانت لكم السواليف تعال أنت ونجمة سلموا توف تبيكم تتصورون معاهم ....
قامت نجمة وهي تحس بجسمها يرتجف ... ما تبغى تسمح لعيونها تجي بعيونه خافت الدمعة تخونها ..وباركت لأخوها ولنوف ..مسكتها نوف وهي تقول لفيصل برجاء : ابي صورة معاكم
كان الكرسي اللي جالين عليه العرسان بدون ظهر ( شيزلون ) فوقفت نجمة وراء فهد ووقف فيصل وراء نوف وكان حاط يده على كتف نوف ويده اليسار امتدت بشكل تلقائي تحاوط وسط نجمة في حالتها هذه ما قدرت نجمة تسيطر على رجفة جسمها ...حست أنها تضعف وودها لو تلقى حضن يلم ضعفها هذا ..ماانتبهت أنها كانت تتمنى حضه هو ..هو دون غيره تتمناه يلم حزنها وضعفها ..,هذا خلاها تقرب منه أكثر بحركة حميمة وتسند راسها على كتفه بشكل خفيف
تعجب فيصل وسرت حرارة بجسمه خاصة لما حس برجفتها ..شد من يده اللي على وسطها وكأنه يقربها منه ......
في هاللحظة أنتبهت ورفعت راسها له بنظرة ما فهمها ....بس تلاقت عيونهم ...
كانت المصورة تصور هاللقطات ....بعد كم صورة نوف وفهد تحركوا من أمامهم رايحين ناحية ثانية من الغرفة فيها منظر جميل كانت المصورة جهزته من قبل...
بس هم ظلوا على وقفتهم ...وكانت المصورة تصورهم فجات هاللقطة خاصة وحميمة بينهم
فيصل : وش فيك ؟!!
نجمة وهي تغصب نفسها على الأبتسامة : ابد مافيه شئ
جات سارة ...نجمة نواف يبي يدخل خذي عباتك
نجمة : أنا بأدخل داخل الغرفة لين تخلصون ...وكأنها ما صدقت بالفرج ..ودخلت الغرفة وجلست على طرف السرير ساندة رأسها بيدها ....من التعب...كانت تسمع صوت ضحكاتهم ..وفرحتهم وتنكيت نواف وتعليقه
شوي ودخل فيصل عليها ...قرب منها ..: ممكن أعرف شو فيك ..هذا مو صداع ووجع راس ؟
نجمة وهي ترفع راسها :مافيه شئ ...تعب عادي
فيصل وهو يسحب كرسي ويجلس قدامها : أنت أكلتي شئ اليوم ؟
نجمة : لا ...مو مشتهية
فيصل وبدى يتضايق من أسلوبها : يعني ما تبين تقولين وش فيك ؟وقام من الكرسي ...بيروح
نجمة بحزن : خالي أبو عبدالله في العناية ..تعبان ..
رجع فيصل للكرسي : وش فيه وش جاه ؟
نجمة : عبدالله حصلته الشرطة مقتول هو وواحد من أصحاب السوء بشقة ..يوم درى خالي جاته جلطة ...ومهرة جاها إنهيار عصبي ...ما عليها شرهة ..أخوها مقتول وأبوها بالعناية ..وكان مفروض زواجها بعد أسبوع محمد بكرة بيوصل ..
رفعت راسها لقيته قام وتحرك بصمت للباب ...وفي هذه اللحظة انفتح الباب وطلت منه سارة وهي تضحك : وش تسوون ؟!!
فيصل ببرود وبصوت هادئ : هاتي كاسة عصير لنجمة ...وطلع عنهم
راحت سارة وجابت كاسة عصر ..وجات لنجمة وهي تقول : يالله اشربيها وخلينا ننزل نساعد بزفة نوف للحريم ...تراهم خلصوا تصوير..
كانت نوف مندهشة من تصرف فيصل اللي ما قال لها أي كلمة تواسيها ...شربت العصير وقامت مع سارة
أما فيصل فكان مقهور ومحتار طلع من عندها وهو يقول لنفسه : اللحين هالحزن كله على ولد خالها اللي مات وإلا على مين ؟ ..وهي أصلا ليه ما قالت من الأول وش فيها يعني ؟
كملوا السهرة بصالة النساء ..وكانت سهرة حلوة تجمعوا البنات فيها حول نوف رقص وفرح ..حاولت تتناسى حزنها علشانهم كلهم
وآخر الليل رجع الكل للبيت تعبان .........
كانت الجدة ..وأبو سلمان وابو فيصل سبقوهم وناموا ...
نجمة رجعت مع سارة وعمتها نورة ...مع فيصل ..
ما قال فيصل لها شئ ...دخل ونام قبلها ...هي جلست مع عمتها والبنات شوي وبعدين دخلت غرفتها وبعد ما غيرت ملابسها نامت بشكل متقطع ...
في الصباح ...وعلى الساعة 11 ..قامت ما لقيته في الغرفة ...نزلت لقيت أبوها وعمها وجدتها وأمها ...
نجمة : السلام عليكم ..صباح الخير
الكل : وعليكم السلام ...صباح النور
أبو سلمان : هاه يبه كيفك اليوم ..أمك تقول أنك أمس كنتي تعبانة ؟
نجمة وهي تجلس : الحمد لله أنا بخير ..أحسن ..وش أخبار العرسان ..
أبو سلمان : راحوا المطار من ساعتين ...فيصل راح هو ونواف يودونهم ...
أم سلمان : إلا يا نجمة ما شفنا حد من خوالك ..وينهم ؟
نجمة وهي تدير رأسها ناحية أبوها وعمها وتغالب دموعها : يبه عمي أبو عبدالله بالمستشفى تعبان ...وقالت لهم الحكاية
الجميع : لا حول ولا قوة إلا بالله ...عظم الله أجرك يا نجمة بولد خالك
نجمة : الله يجزاكم خير ..
أم سلمان : ومتى صار هذا يمه ؟
نجمة : أنا دريت أمس الصبح ...وما قدرت أكلم أحد بس وحدة من الجيران كلمتني وعلمتني ..شكلهم معتفسين ..وهم ما يبون يكلموني لأنهم دارين أن عرس فهد امس فما حبوا يضايقوني ...
أبو سلمان : أنا بأتصل بلخطوط أشوف لنا حجز لازم نروح لهم ..
فيصل اللي كان داخل من بره : ما يحتاج يا عمي ...
** القصيدة ...( الأســطورة ) من قصايد شاعرنا ...نهر الشوق ..وجزاه الله خير لتعاونه
الجــــــ الخامس عشر ـــــــــــــــــــــــــــزء
الجميع التفت له بدهشة وأوولهم نجمة...بس هو كمل ..
أنا حجزت من المطار لما وصلت نوف وفهد
أبو سلمان : الله يعطيك العافية يا ولدي .. يعني أنت كنت تعرف ؟
فيصل : والله ياعمي ما قالت لي نجمة إلا آخر الليل
أبو سلمان : كم مقعد حجزت
نجمة : أنا أبي أروح
فيصل وهو ينا ظرها : أنا حجزت أربع مقاعد لعمي ولعمتي ولك قالها وهو يناظر الأرتياح اللي بان على وجهها وش رايكم ؟
أم سلمان :ولمن المقعد الرابع ؟
فيصل : لي... بروح معاكم ...يالله ترى ما فيه وقت الرحلة الساعة 3 الظهر ...يعني الساعة وحدة لازم نكون جاهزين
طلعوا كلهم يستعدوا ... وفي قسمهم...
نجمة بصوت حزين : مشكور يا فيصل
فيصل وهو يناظرها بتأنيب : هالحزن كله على ولد خالك ؟ يمكن حنيتي له ..وإلا على خالك وبنته ؟
نجمة وهي مصدومة من تفكير فيصل : ايش تقول ...ولد خالي ما يستحق أني احزن عليه إلا زي ما أحزن على أي إنسان يضيع عمره وشبابه بيده ...
أما خالي فهذا ابوي اللي فتحت عيني عليه رباني ورعاني واهتم في ...أكلت مع عياله ..ونمت بينهم ...ما كان يفرق بيننا ....وبنته أختي اللي ربي أبتلاها ...يوم قرب اليوم اللي تتمناه من سنين ينقتل أخوها وأبوها بين الحياة والموت ..وهي تنهار ..كل هذا يصير وما تبغاني أحزن ...
أنا ما تكلمت علشان ما أكدر على أحد أو اضايق أحد ....وأنا أعرف نفسي لو تكلمت بها الموضوع مع أحد بتنفجر أحزاني وما كنت حاأقدر اسيطر على نفسي ...
وكملت : واذا كان سفرك بيزعجك ويسبب لك شكوك أكبر فما فيه داعي
سكت عنها فيصل اللي حس أنه تسرع بإتهامه لها ....وكلامه عن مشاعره وغيرته ... هو بيسافر علشانها هي ..ما يبغاها تطول هناك ...لأنه لو تركهم يسافرون لوحدهم ممكن يجلسوا فترة أطول ..بس وهو معاهم ...بيتحكم بمدة جلستهم
تجهزوا وسافروا ...وصلوا لبيت خال نجمة بعد ما حطوا أغراضهم بالفندق ..
كان الحزن يخيم على البيت واهله ...بعد ما وصلوا عرفوا أن أبو عبد الله توفى أيضا قبل ساعات ( في الفجر ) ..راح أبو سلمان وفيصل مع الرجال لدفن ابو عيدالله ...ونجمة راحت مع غالية للمستشفى لمهرة اللي كانت منهارة تمام رافضة تتكلم .......
نجمة : مهرة طالعيني ...أنت مؤمنة بقضاء الله وقدره ...وكل اللي صار هذا امتحان من الله وإبتلاء لنا كلنا ..رفعت راسها بيدها ...كان الدمع متحجر بعيونها التايهة ... الخايفة ..
غالية : مهرة أمك محتاجة لك اللحين أكثر من أي وقت ثاني ..أنت بنتها الكبيرة وسندها ..مين بيوقف معاها غيرك ..
ما ردت عليهم ... جلسوا معاها كل واجدة ما سكة مصحف وتقرأ شوية ...
بعد ساعات ..وعلى المسا جاهم سعد ..كان معاه أبو محمد ..
أبو محمد : هاه يا بنات كيف مهرة وش أخبارها
نجمة بصوت هامس :الحمد لله هي أحسن ..
أبو محمد : مين بتروح البيت ومين بتبات هنا ؟
نجمة : أنا ابات هنا ..وغالية روحي البيت ..
أبو محمد : كلمتي زوجك أستأذنتي منه ؟
نجمة : اللحين أكلمه ...وينه هو بعده بالبيت عندكم ؟
أبو محمد : ايه
وأخذت نجمة الجوال تتصل على فيصل ...
نجمة : هلا فيصل ...كيف حالك ..الحمد لله
ابغى ابات هنا بالمستشفى عند مهرة ...يمكن بكرة تطلع إن شاء الله ...إن شاء الله
مكالمة مثل كل مكالماتهم منتهى الرسمية...والبرود
الفتت نجمة على خالها اللي الحزن مرسوم على وجهه وقالت : خال متي بيوصل محمد ؟
أبو محمد : هو وصل جدة من ساعتين أو ثلاث ...بس ما أدري بيلقى طيارة ويمديه يوصل الليلة هنا ولا بكرة إن شاء الله
نجمة : يوصل بالسلامة إن شاء الله ....أقول خال ..وش صار على سالفة عبد الله
أبو محمد : وش نقول يا بنتي .. الله يرحمه .. تعبنا وهو عايش ..وتعبنا وهو ميت ..التحقيق مستمر ...وما خلونا ندفنه ,,,يقولون بيستكملون التحقيق ..وتشريح الجثة ..وبعدين بيسمحوا بدفنه ...
نجمة : الله يسامحه ويغفر له ..وما عرفوا مين اللي قتله ؟
أبو محمد : بيعرفونه اللحين أو بعد حين ...وين بيروح ...الله له بالمرصاد ....
وبعد شوي طلع أبو محمد ..واخذ معاه غالية ...وبقيت نجمة مع مهرة ...
وفي الصباح ...كانت أول زيارة لهم ...مثل قطرات الندى اللي تبل ريق العطشان في فجر يوم شديد الحر
سمعت نجمة دق على الباب وظنت أنه الدكتور ...
نجمة وهي تتغطى وتعدل مهرة : تفضل
ويطل محمد من الباب : السلام عليكم ورحمة الله
نجمة بفرحة : وعليكم السلام ورحمة الله ...يا هلا ويا غلا
أما مهرة فما ردت ...الدموع تجمعت بعيونها ...والغصة خنقتها ..غطت وجهها بيدينها ...وما سمعوا منها إلا صوت بكاء مكتوم يقطع القلب ...كأنها لقيت من تبكي على كتفه ..ويحس بدمعها جمر يكوي قلبه ...
محمد وهو يقرب من سريرها : اذكري الله يامهرة ...ادعي لهم بالرحمة والمغفرة ..هم اللحين محتاجين منك الدعاء..
ما ردت عليه ....وصل لعندها حط يد على كتفها واليد الثانية على رأسها ..وبدأ يقرأ عليها آيات من القرآن ..بداها بالفاتحة ..والمعوذات ...واستمر يقرأ لين حس بها تهدأ ونفسها ينتظم ...
محمد : مهرة أمك تحتاجك ..واخوانك بهالفترة ..لازم تكونون مع بعض ...تواجهون هالأبتلاء يدكم بيد بعض ...وأنا يا مهرة ...ودي أشوفك بيننا ...وتذكري ربنا إذا أحب عبد ابتلاه ...وسوي اللي وصانا عليه الحبيب عليه الصلاة والسلام اذا أُبتلينا بمصيبة (( اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف خيرا منها )
ارتاحت مهرة من كلام محمد وحست بأنها لازم تطلع من المستشفى وتكون مع أمها ...
مهرة بصوت متعب : محمد أبغى اطلع من المستشفى ...كلم الدكتور
محمد : أبشري ...اللحين أروح أشوف الدكتور... أخوك سعد برى الغرفة أنا جيت معاه تجهزوا أنتم حتى أرجع
وخرجت مهرة من المستشفى ...وكملوا باقي أيام العزاء اللي في خلالها ما كانت نجمة تشوف فيصل إلا دقائق في آخر الليل ...خاصة أنها كانت تبات في بيت خالها ..وهو مع أبوها وأمها بالفندق ..يجون لبيت العزاء الصباح ويرحون آخر اليوم
في اليوم الثالث كانت المفاجأة حضور العمة نورة وولدها عبد الرحمن للعزاء ...
نجمة : كيف حالك يا عمة ..الله يجزاك الجنة ويكتب لك الأجر .
العمة : الله يرحم ميتكم ..بس يمه وأنا عمتك ما تشوفين وجهك كبف صاير..شكلك تعبانة ومرهقة
نجمة : الله يعين ..
دق جوال نجمة وكان المتصل فيصل : السلام عليكم ...كيف الحال ..نجمة أحنا بكرة بنمشي إن شاء الله على الساعة 12 الظهر ..جهزي نفسك
نجمة : وعليكم السلام ..طيب ..إن شاء الله ...بس ودي استأذنك بشئ قبل ؟
فيصل بخاطره ..عسى ما تطلب تجلس ...: خير ...
نجمة : بكرة أبغى أروح الصباح لبيتنا القديم أنا وبنت خالي ..
فيصل : ومين بيوديكم ...وليه تبين تروحين ؟
نجمة : .البيت قريب من هنا ..وبيروح معنا محمد أو سعد ..ودي أشوفه ....و..
هنا حس أنها ماهي قادرة تكمل كلامها ..
فيصل : طيب على كيفك ...مع السلامة
نجمة : مع السلامة
وثاني يوم راحت نجمة لبيتها هي وأمها اللي كان قريب من بيت خالها ...كان معاها غالية ..ومحمد
شوق ..وحنين ...و رهبة ...وحزن ..كان الشعور اللي حسوا فيه الثلاثة من أول ما فتحوا باب البيت ...كان الحوش زي ما هو ...ما تغير مرتب ومعتني فيه خالها أبو عبدالله كان يهتم بالبيت دائما ...دخلت للبيت ..أول ما تغلل بداخلها ريحة ...لا شذى ...بخور وعطور وحب ودفْ وذكريات فرح وحزن ...كلها هجمت على نجمة مرة وحدة أشعلت كل حواسها ... كل شئ مثل ما تركته هي وأمها قبل ما تموت ...كانت كل صيف تطلع مع جدتها تصيف بها البيت ...وترجع ذكريات زمان ...تعطر البيت وتبخره مثل ما كانت أمها تسوي ..الأثاث والغرف ...هي هي ما تغير شئ ....بس أهل هالبيت وناسه هم اللي تغيروا !!!!
خرجت لحوش البيت الخلفي ..كان محمد وغالية معاها ...وقفوا بالحوش مع بعض ...وكل منهم يسترجع ذكريات الطفولة والصبا بهالمكان ...هنا كانوا يلعبون ...كم مرة تسلقوا شجرتا التين والخوخ اللي بركن البيت ...كم مرة طاحوا منها ..مرة محمد انكسرت يده..وهي مرة انجرحت رجلها ..مشب النار اللي بالركن الثاني كم مرة سهروا حول النار يشوون ويتسامرون ويضحكون ...يا زين طعم الشاي فوق حطب الطلح له ريحة ونكهة مختلفة ........
بعد دقائق تحركت نجمة ..وراحت ناحية مخزن صغير ...محمد : وين رايحة يا نجمة ؟
نجمة : ابغى أجيب شئ من داخل
محمد : اصبري أنا أدخل ...ليكون فيه شئ يخوفك ..المكان من زمان ما أحد دخله ..وش تبغين أجيب
نجمة : ابغى كريك ( رفش ) أو مسحاة !!
محمد بإستغراب ليه ؟!!!!!!!!!!
نجمة : احتاجه في شئ مدفون بالحوش أبغى اطلعه
طاعها محمد ..وجاب الكريك وبدأ يحفر في مكان ما أشرت له نجمة ( كان تحت شجرة الخوخ ) وبعد فترة بسيطة من الحفر طلع لهم طرف كيس نايلون أسود ......
هنا شهقت نجمة وقلت بصوت مرتجف خايف ...خلاص يا محمد كفاية ...
راحت وجلست على ركبتها وبدأتسحب الكيس ...اللي كان بداخلة صندوق خشبي كان ملفوف بعناية بقطعة من الخيش وكيس ثاني ....بعد ما فكت الأكياس عن الصندوق ...قامت وهي تحضنه ...ومشت وهي مسهمة سرحانة ناسية كل اللي حولها ...دخلت البيت وتوجهت لغرفة أمها ...جلست على الأرض ...فتحت الصندوق ...بيد مرتعشة ....واول ما طلع لها كان منديل حريري ملون مسكته وحطته على وجهها ..وأخذت تستنشق بعمق ريحة تعشقها ...وانخرطت في بكاء أليم ...
كان محمد وغالية واقفين على الباب مندهشين منها ومن تصرفها ....
قربت منها غالية وحضنتها وهي تقول : نجمة هذا صندوق عمتي ليه كان مدفون ؟ ومن دفنه ؟
|