كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
القصص المكتمله
________________________________________
(4) المشهد الأول
نعود لطلال و جواهر و المقعد الخشبي بالحديقة و الذكريات المهشمة و المشدوخة،،
يقتات من ألم والدته و خالته ألماً يراه في عينيها الزرقاوين، يتقاتل معها هكذا عله يطفأ القليل مما يحترق في جوف تلك السنين المطوية في الذاكرة ؟حتى تلك الذرات الصغيرة بالشفقة تختفي عندما يذكر ما لا تعلمه،، و ما يعلمه وحده!
خطواته على الأرض غاضبة حد الانفجار، و مع كل خطوة يرتد صدى قوي، ماذا يبقى مني يا فاطمة إن ابتعدتِ أكثر، ماذا دهاكِ لتتجنبي اتصالاتي الشحيحة؟ لم يمهل عقله فرصة التفكير و الرد
- ألو ؟
- ................
- فاطمة؟؟؟؟
- ................
- لمَ الصمت؟
- طلال
و توجس شراً عند سماع اسمه بهذه النبرة
- ماذا؟
- لا أستطيع المضي معك
- ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- لا أستطيع
- ................
- و لعلك تستغرب ما أقوله، لكنني لم أكن مرتاحة لبداية هذه العلاقة و لست أكيدةً أنها ستثمر لأنها بدأت خاطئة
- خاطئة؟؟؟؟!!!!!!!
- نعم، خاطئة! و لا أستطيع أن أبني عالمي على أساس خاطئ!
كانت كلماتها كما السم في فؤاده، كانت تلتقط خيوطه بدقة حتى تقطعها شر تقطيع، كانت الأحزان تبكي بصمت في فؤادها لأن صورته تحطمت بعيونها، لم يكن ذاك الأمير أو ذاك الشجاع أو ذاك الذي نحلم به نحن الفتيات، بل كان بكل اختصار رجل كأي رجل بغريزته!
- ليس سبباً يا فاطمة؟!!!!!
- بل هو سبب... لكنك لن تفهمه أبداً
- أفهميني أيتها الأستاذة!
هذه سخرية لم تتعودها في صوته، نعم! ها هو الرجل الذي لا تعرفه يظهر للسطح الآن! عندما تصطف ذرات الشكوك في العقول .. و تتراكم حتى تلوث كل شئ! هل يمكن أن نثق؟ أن نفهم؟! أن نتخلى عن كل شئ لأن احساساً مريضاً يأكلنا أحياءً؟!! ماذا يا فاطمة؟! اختفت كل قفزاتك التي تنطق بالحب؟! اختفى الحب مع أول اشارة شك من فتاة مجهولة بتفاصيل غرفة من سيكون زوجك؟! أيصحب تلك المجهولة إلى غرفته؟! كيف عرفت تلك التفاصيل الدقيقة؟! و كيف تعرف أن قرآنها الأزرق يستريح قرب سريره...؟؟؟؟!!!
كيف عرفت تلك المجهولة أن سريره يطالع النافذة كي يشرق الصباح على وجهه و يجبره على الاستيقاظ!
لا تغادورا بأفكاركم بعيداً، فاطمة تعرف ذلك لأنه قال ذلك لها، و أكدت تلك المجهولة وضع سريره! سريره أتفهمون؟؟؟!!!!
شرحت لها أن قرآناً أزرقاً صغيراً يستريح بالقرب من رأسه، ذات القرآن الذي منحته إياه من بعد وفاة والدته
كيف تعرف أين يقع سريره و أين يضع قرآنها؟ كانت معه بغرفته! بداخل غرفته! غرفته! مؤلمة! غرفته! غرفة ربما كانت ستضمها معه! و ضمت أحداً قبلها! غرفته يا عالم! غرفته و هو و هي! و أنا في التصريف المستقبلي! و ربما في التصريف التشاركي!
آه يا فاطمة، أتألم بشكك و بكل ما يجول في صدرك من سم الشك، سنسلط الكثير من الأضواء عليك... فأنت أحد أضلاع مثلث الحب هنا! أمس انتهيا يا فاطمة و طلال... انتهينا!
بيقولوا الحب بيقتل الوقت و بيقولوا الوقت بيقتل الحب
يا حبيبي تعا تا نروح قبل الوقت و قبل الحب
بديت القصة تحت الشتي بأول شتي حبو بعضن
و خلصت القصة بتاني شتي تحت الشتي تركوا بعضن
حبو بعضن ... تركوا بعضن
يا حبيبي شو نفع البكي شو إلو معنى بعد الحكي
((صوت فيروز))
- أفهميني أيتها الأستاذة! أنتِ تقفين في منتصف الطريق! و هذا ليس حلاً،،، أخبريني ماذا تريدين!
- .................
- أخبريني !!!!!!!!!!! لا تصمتي ،،، فقد كرهت كل أنواع الصمت من بعد صمتك!
إرمي أوراقكِ كاملةً
و سأرضى عن أي قرارِ
قولي،، انفعلي،، انفجري
لا تقفي مثل المسمارِ
لا يمكن أن أبقى أبداً كالقشة تحت الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
و ما أعنفها أقداري
((نزار قباني))
- لا أريد الزواج بكَ! لأنك....
- ماذا؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
- لأنكَ.....
- ماذا؟!!!!! لا تفقديني صوابي!!!!!
و انقطاااااااااااااااااااااااااااااع !
- ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ألو... ألو.... !!!!!!!!!!!!!
عندما نقف على عتبات الدهشة نتساءل... ما الخطأ الذي جرى؟ ما العقبة التي بعثرت خطواتنا المتلاحمة؟
طلال..... إيه يا طلال! إن كانت قد تخلت عنك منذ أول الطريق، فكيف ستعيش فاطمة بلا دوامة الشكوك تحت سقف منزلك؟! تهجرك في منتصف الطريق بلا سبب مقنع! سببها غامض.... ماذا يعني أنها تشعر أن ما بينكما خطأ لأنه بدأ خاطئاً و لابد أن ينتهي قبل أن يبدأ ؟! ماذا أرادت إذاً ؟ أن تمرر قدميها فوق حطامك ؟ أم أن تنشر سمومها في وريدك ؟! ماذا قلت ؟ لا تشعر بألم؟؟؟!!!!!
لا أشعر بالألم البتة! بل أشعر بغضب... و القليل من احتقار الذات! و الاحتقار لعقليتها المنطوية! قد نذرت نفسي لها و أقسمت أن لا أحب غيرها! و بكل بساطة ركلت ما أشعر به بكلماتها المتخبطة! إذاً حبي عليها كان كثيراً ! ما أشعره كثير جداً بالنسبة لها ! و كيف لا يكون كثيراً و قد رفضتني بلا سبب مقنع ! أكانت تريد أن أغازلها أم كانت تريد أن تأخذ هذه العلاقة الطاهرة إلى افق مجهول؟؟؟!!!! ماذا يا فاطمة....؟! و عيونه تطالع الهاتف اللعين! هل هذا هو السبب؟! بدايتنا و الاتصالات الشحيحة؟!! هل هو الهاتف إذاًَ ما يقف متعنتاً في ذهنك الغبي؟! حسناً.... إلى الجحيم به و بكِ ! و رمى هاتفه على الحائط ليتبعثر.... لكنه و للغرابة لم يتبعثر كما كان يظن... ايعقل أنه أحب صورة رسمها في خياله؟! و أن تلك الـ "فاطمة" ليس لها وجود؟!!!!
معك نحن يا طلال :::: معكَ للنهاية و كل ما ستجلبه الفصول ::: لديكَ بعض المناصرين هنا، و ربما إن استمريت كما يريدون ... سيكون لديك جيش من المناصرين,,,, at the end ... أنت بطلنا جميعاً !
مازالا قصص كبيري و ليالي سهر و غيري بتخلص بكلمي زغيري
حبو بعضن ... تركوا بعضن
و كانت القصة تحت الشتي بأول شتي حبو بعضن
و خلصت القصة بتاني شتي تحت الشتي تركوا بعضن
حبو بعضن ... تركوابعضن
((صوت فيروز))
*************
نقلة إلى غرفة جواهر و الصور تغطي أرض غرفتها و الدموع طفيفة لا مفهومة تتساقط منذ رحيل والدها الذي لا تعرفه واعياً معظم الوقت!
التقطت صورةً لوالدتها و هي تحتضنها من الخلف و تضم وجنتها قرب وجنة جواهر، و عادت لها ذكرى والدها و
هو ثمل و متثاقل كل ليلة عند عتبة الصالة الكبيرة، لتسنده هي و الخادمات إلى غرفته و تنزع عنه حذائه الأرماني! لقد تعلمت أن لا تقترف ذات الأخطاء التي اقترفها والدها عندما رحلت والدتها مذ كانت بالثامنة، لقد وعدت نفسها أن لا تسبب لقلبها المزيد من تعاسة والدها، و لن تتحطم كلياً كما تحطم والدها من بعد رحيل أمها!
لقد وعدت نفسي أن لا أسقط كما فعلت أنت daddy ، لقد علمتني بطريقة الـ hard way !
التقطت صورة أخرى لأبيها و عمها، تلك الصورة التي أودعها عمها معها كشئ يذكرها بجذورها
بسببك أنت! بسببك! تعلمت أن أسلك كل الطرق السليمة كي لا يؤذيني أحد! تعلمت أن لا أثق بأحد! بسببك أنا خائفة اليوم! لقد فقدت طريقي كلياً في هذه الحياة! تعلمت أن أخفي كل شئ وراء ابتسامتي، و ضحكتي و ادعائاتي! لم يكتمل قلبي بحبكِ لكي تسنح له حتى فرصة الانكسار! لم أعرف أن أحزن عليك dad ! لم أعرف! لقد ذهبت بلا رجعة! و خلفتني مع صوت بكائك و أنا أقف خلف باب غرفتك خائفة من كوابيسي، لأعود لغرفتي و أهدأ نفسي بمحاكاة ألعابي! و ها أنا أهدأ نفسي بذات الطريقة بلا ألعاب! بل بإيذاء الآخرين!
مزقت الصورة و فتحت دفترها كما هي العادة
We live in a world of chaos
Tearing what we think hurt us
But at the end
We tear ourselves
I found in them things I don’t understand
I can’t understand my cousins
I can’t get what my uncle is up to
I can’t see my refection in mirrors
Where do I belong?
(نعيش في عالم من الفوضى، نمزق الأشياء التي نظن أنها تؤلمنا، لكننا ننتهي بتمزيق أنفسنا، أجد فيهم أشياءً لا أفهمها، لا أستطيع أن أفهم أبناء عمومتي، لا أفهم ما يرمي إليه عمي، لا أستطيع أن أرى انعكاسي في المرايا، إلى أين أنتمي؟؟!)
أغلقت دفترها.
هل من كلمة تصف لنا معاناة الانتماء؟ ذلك الاضطراب إلى أي بقعةٍ ننتمي... بين المسافات حيث لا توجد محطات للتوقف و التأمل، بل تستمر قوافل الأفكار المبعثرة تسير بلا مكابح توقفها!
هل من كلمة تصف لنا ازداوجية الشخصية؟ ذلك الشوك الذي نخفيه وراء ورودنا استعداداً لمن يريد أذيتنا؟ بين الحدائق توجد مخاطر مختلفة، هناك الشوك و هناك العقارب و هناك وخزات النحل!
هل من كلمة تصف لنا أي صراع ينتج من زعزعة الاختيار؟ اختيار الجانب الطيب أم الجانب السئ؟ ذلك الذي يسكن في خلايا جواهر، فلا تعرف أي وجه من العملة تستعمل لصالحها؟
Good luck جواهر:::::: معكِ نحن جميعاً للنهاية ::: معها أنتم صحيح؟ ::: نعم، معكِ نحن لنهايات الفصول و بدايات الأفق المختلف.... with you my dear till the end !
نفسي موزعة معذبة ** بحنينها بغموض لهفتها
شوق إلى المجهول يدفعها ** مقتحماً جدران عزلتها
شوق إلى ما لست أفهمه ** يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة صاح هاتفها ** أهي الحياة تهيب بأبنيتها
ماذا أحسّ؟ شعور تائهة ** عن نفسها تشقى بحيرتها
((فدوى طوقان))
************* يتبع
(4) المشهد الثاني
بالصباح التالي، أقفل ذلك الدولاب الذي يحفظ السر الذي شتت الجميع، ماذا تحمل الأيام لنا؟
إلهي، رحمتك..... و الطف بتلك الصغيرة التي أراها تضيع كل يوم
ليرحمك الرب يا خالد،،، و يسامحك على ظنونك!
كيف أفقدتك الخمرة صواب رأسك؟! كيف تشك أنها ابنتك؟! هذه الأوراق تثبتها ابنتك... رأيتها، قلبتها، أعدتها و ارجعتها بمئات الفحوص! إن كانت زوجتك سقطت في خطيئة، ما ذنب هذه الصغيرة؟!
عندما يشيب الشيب في رأسنا، و لا نعرف كيف نصلح أخطاء غيرنا،،، ماذا نملك من حلول سوى الصبر و التبصر! العم عبدالله... أيها الرقيق جداً في كل التفاصيل... أيها الحضن الدافئ... أيها الكاتم لأسرار لا تطالع النور.... ماذا تخبأ لنا في دواليب مكتبتك؟ في قصصك؟ في فيروزياتك؟ في ثوبك الملوث بكحل الصغيرات...؟!
أي عاصفة حزن تثيرها تلك الصغيرة بنظراتها الزرقاء التائهة؟ كم كانت فاطمة تشفق عليها من بعد كل شي! الخالة فاطمة .. أتتصورون؟! الأخت التي تواسي أختها من غدر أخ زوجها.... تألمت لهذه الطفلة! لهذه الجواهر المهشمة!
كانوا زغار و عمرهن بعدو طري
و لا من عرف بهمن و لا من دري
((صوت فيروز))
*************
- Miss Miss (آنسة،، آنسة)
- نعم
) تلهث وراء عبير و تحاول أن تلفظ حروفها من بين تقويم أسنانها الكبيركانت الطالبة الـ nerd (الفطحلة/ الذكية
- you forgot your book (لقد نسيتي كتابكِ)
ابتسمت عبير و هي تلتقط كتابها من يد الفتاة التي لا تنتمي شكلاً إلى أعوامها السبعة عشر
- what’s your name (ما اسمك؟)
- كاميل
- اسم جميل
- Thank you
و انصرفت الفتاة التي لا شك أنها تحمل دماً أجنبياً في دمها، و سارت عبير إلى فصلها الثاني و الأستاذ يقف بعيداً و يراقبها بحذر.
الأستاذ العراقي/الفلسطيني ((غسان)) ذي اللكنة اللذيذة على مسامع الإناث، و صاحب الشهد في العيون الذي يخطف أنفاس النساء، إن كانت جولي تراقبه باستمرار، فاعلموا أنه وسيم حد البلاغة!
في عروق غسان يجري دمٌ عربي كثير النضال، من أقاصي العراق المغتصبة و فلسطين المحتلة!
يراقبها تحادث الفتاة برقة نادرة في كل معلمات هذه المدرسة، كان يراقب شيئاً يذكره بوطنين مغتصبين/ عبير
يا ربوع بلادي يا أحب الربوع
في حلايا فؤادي من هواكِ ولوع
يا ترى هل نعود صوب أرض الجدود
و الليالي تجود بالهنا و الرجوع
في ربى البيلسان كل صوت حنان
يا شذى الأقحوان في الروابي يضوع
(صوت فيروز في ذهن غسان المغترب و الباحث عن وطن يسكنه أرضاً و احساساًَ)
التفت عبير إلى الجانب الآخر عندما سمعت ضجة من الطلاب، و لحظته يراقبها!
لا تدري لماذا استقامت تلك الشعيرات الصغيرة وراء رقبتها!
و لا تدري لماذا شعرت أنها ترتجف خوفاً من كل ذلك الشهد في عينيه اللتين لم تفارقانها حتى عندما التقطت نظراته!
ابتلعت ريقها و دخلت فصلها و هي تتساءل، لماذا شخص بهذه الوسامة يتطلع إلى فتاة سمينة مثلي؟!
عندما يختبأ جمالنا وراء الأرطال، هل من أمل في قاعدة الـ inner beauty ؟! نغذي الروح بالطهارة، و القلب بالحب، و العقل بالعلم... و هل من كلمات تصفكِ يا عبير؟! إن كان جمال الورود هو ما يلفت البعض، فتأكدي أن البعض الآخر يختار الورود لعبيرها... و هل من ذاكرة أقوى من عبير الورد؟ من عبيركِ يا عبير؟ و لأنني أرى فيكِ كل البراءة الناضجة، لا أحتمل أن أتركك وحيدة بكل هذا العطاء.... و لأغنية فيروز التي لم أكملها باسم من سيتوجك ملكته... سنشهد قصة لطيفة و بسيطة... أو ربما... ذات عبير مختلف....
دخيلك يا إمي مِدري شو بِني
تُرِكيني بِهمي زِهقاني الدّني !
بذكر من سني واكتر من سني
شِفتو تحت اللوزه بها الفيّ الهني ..
ومابعرِف عطاني يمكن سوسني
ومن يومها ياإمي مدري شو بِني !
((صوت فيروز))
*************
ارتطم طلال بوالده
- ما ...
- اعذرني أبي
- لا بأس أيها الابن العاصفة
ابتسم طلال من بين عاصفته
- هل لا رافقتني للمستشفى؟
- لماذا؟؟؟؟؟
- ليس أنا أيها العاصفة
- إذاً
- جواهر
كانت فاطمة تتألم في قلبه، و خالته تتألم في ذاكرته، و سخرية جواهر تلاحق كل ذرة غضب في دمه
- لتذهب إلى الجحيم
- طلال!!!!!!!!!!!
- كفاك أبي!
- كفاي ماذا؟
- أعرف كل شئ!
- ماذا تعرف يا ولد؟ و أي لهجةٍ هذه؟!
- أعلم أنها ليست ابنة عمي!
جحظت عيون العم عبدالله، و غرق في دهشته
- أبداً أبي لم أفهم لماذا تشفق عليها و هي لقيطة! و لا تساوي شيئاً ! كيف تعطف عليها و أنت تعلم أنها حطمت خالتي و عمي و كل شئ!
- اصمت يا ولد! أنت لا تعلم ما تقول
- أعلم جيداً، سمعتك تحادث أمي منذ زمن
لم تلتقط رادارات جواهر أكثر من ذلك!
إذاً لهذا.... كان بعيداً عني... لا يبالي بي! لهذا أبي ؟!!!!
هل أردت أن نموت أنا و أنت في ذلك الحادث؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
سقطت على عتبات الدرج بلا ادراك، و حطت بوسط الدرج و هي تلهث، ليلحقها عمها و طلال يقف عند بداية الدرج
يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين
(صوت فيروز)
عندما نكتشف حقيقة من غدر بنا، و نسلط جام غضبنا على هذا الغادر،،،، أيحق لنا أن نكشف أوراقاً قد تضيعه في متاهات سوداء ؟ كمتاهات الادمان؟!
من غدر... من ضاع... من أدمن؟
ت الأسبوع الجاي،،، بدي منكون سكر التفاعل،،،،
بدي خبركن قصة زغيرة زغيرة القصة و أنتوا زغار
منحكي و بتصير الليلة قصيرة بكراان شاء الله تصيروا كبار
(مع صوت فيروز أودعكم للأسبوع الآتي)
اليوم اكتظت المشاهد أمام عيني من كثرة ما قرأت، و من كثرة ما بحثت عن أشياء تفيدني و تفيدكم،،، إنها رحلتنا جميعاً إلى مكان أفضل إن شاء الله،،، بعض المعلومات هنا قد اقتبست من قراءات لي،،، و قد ضعت قليلاً بين السطور، لذا اعذروني إن وجدتم بعض الأخطاء،،، و أتمنى أن تنبهوني إليها إن وجدت...
أتمنى عليكم القراءة بتمعن و ادراك، فلكل قصة هنا أريد أن أخدم شيئاً
أترككم مع....
________________________________________
(5) المشهد الأول
الـ Theme اليوم: غضب ((زهرة المدائن)) و دموع ((يا عُود)) لفيروز
سقطت على عتبات الدرج بلا ادراك، و حطت بوسط الدرج و هي تلهث، ليلحقها عمها و طلال يقف عند بداية الدرج
يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين
(صوت فيروز) – قد تكون اغنية حب،، لكن القتل فيها ألزمها هنا
PAUSE
صوت العود في (يا عُود) يسطع على المشاهد التالية!
يا عود يا رفيق السهر يا عود
متكي على المخمل تتوجع
وتروح ع أخر دنيا و ترجع
تكتب و تمحي حدود
يا عود
((صوت فيروز))
عمها حولها، و هي حول نفسها تتبعثر بهدوء مميت، تعثرها على الدرج لم يكن إغماءاً بقدر ما هو أنين مكبوت من ألم الرفض، و ألم الاهمال، و ألم الأب الذي احتضنت قدميه ثملاً و هي تسهره في ذاك البيت الكبير وحدها.
احكيلي ع سهريات بقصور
كلها رخام ونوافير
((صوت فيروز))
أيا أبي الذي انتظرته ليلاً ،، أبكي ثمالته،،
وتشعشع الكاسات ع خصورتتلوى
وحرير يطير حيران ماله دار
وصوتك يشتي قمار
((صوت فيروز))
أسحق ذات احترامي لنفسي و أنا أغير أغطيته المبتلة بالعرق و الفضلات لكي لا تقل هيبته أمام الخادمات !
أيا أبي،،، ألأنك لست أبي،،، كان تجرعي للمرارة قراراً اتخذته عندما فصلت رجولتك عن أبوتك! أيا أبي، هل كانت تلك السنين و أنا طفلة بين يديك هباء منثور على قارعة الطريق؟!
ياعود ياعود يارفيق السهر ياعود
متكي على المخمل تتوجع
وتروح ع أخر دنيا وترجع
تكتب و تمحي حدود
ياعود
((صوت فيروز))
أيا أبي، كيف،،، أما كان يجب أن أعرف،،، لأفهم! لأفهم لماذا لم أحزنك كابنة مفجوعة! كان رحيلك مؤلماً لنفسي، لا حزناً عليك؟! هل هذا صحيح إذاً....؟ صور والدتي المرفوضة في المنزل لم تكن لحزن، بل لشئ آخر!
اهمالك اللامبرر لهذا إذاً ،، لهذا أبي؟! أبي... أم يجب أن أقول خالد؟ من أين أتيت إذاً... من أين؟!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عود
يا أيها اليوم الذي سطع في زرقة العيون بشدة، ما لتلك البحار سوى الغرق في ظلمات التمزق.
كم من الأشياء تريد ابتلاع ما تبقى من خلايا الأحياء!
آآآآآآآآآآآآه منك يا عود
PLAY
- أعد ما قلته؟
استمهلها العم عبدالله
- عزيزتي، لا عليك إنـ.....
- كلا! دعه يعيد ما قاله!!!!! أعد ما قلته you!!!!
و هي تتطلع بطلال بحقد مؤلم
PAUSE
يا عود يا رفيق السهر يا عود
متكي على المخمل تتوجع
وتروح ع أخر دنيا و ترجع
تكتب و تمحي حدود
يا عود
((صوت فيروز))
يحدق بسواد عيونه إلى اشتعالها الغريب، لم تسكب عين السفايار أي قطرة من الدمع المدفون، و بقي في صمته و فاطمة تشوب كل خلية فيه بألم، كنتِ دوماً حاضرة لتفريغ ألمي يا جواهر! منذ صغرك و أنتِ تلاحقين تفاصيل الجميع حتى أهملوني و عبير،،، لست غيوراً منك! لكنني لا أريدك في ما تبقى من حياتنا!
احكيلي ع سهريات بقصور
كلها رخام ونوافير
((صوت فيروز))
كفاك أبي الذي نسيني عند المدرسة لأجل نزوة بكاء مريرة منك! كفاك سلباً ما تبقى من حنان والدي! لست غيوراً ! كلا.... ليست غيرة.... قتلتي بساطة طفولتي بكل العقد التي جلبتها بليلة ميلادك السوداء! أيا خالتي الراقدة في التراب مرارةً... لا يعلمون ما بي من ألم،،، لا يعلمون ما بي من أسى،،، لا يعلمون ما رؤية أحب الناس إليك تنتهي بزيارة الشيوخ لطرد تلك الجنونيات،،، كل ذلك الوفاء الذي ركل جانباً ليستوطن رحم شقراء أجنبية جنين لم يمنحك الرب إياه،،، من بعد تلك الأورام الثقيلة بذاك الرحم المنتوف، لم يمهلك العم خالد وقتاً أطول من الوقت المتبقي لحياة كتبت لها أن تنتهي بذات يوم ولادتها!
آآآآآآآآآآآآآه يا عود
إنها لفاجعة يا راوية، لماذا تجرعينني كل هذا الألم! أن ترحل روحها عنا بقدوم روح هذه التي لا تنتمينا دماً و لا خُلقاً! بذات اليوم الذي انتظره العم خالد خلف أبواب قسم الولادات، كانت هي في نهائيات الغيبوبة السرطانية! لم أخبر أحداً بطلبها الأخير،، لأنني كنت أجبن من أن ألفظ حروفي أمام من قدره لي الرب عماً.... كيف كان لي أن أخبره بكائها و رغبتها الملحة برؤيته؟ كيف و هو يتراقص فرحاً بابنة شك بنسبها لاحقاً!!
آآآآآه خالتي ،،، كم يحن رأسي لحضنك الدافئ! كم من الحنان أوجد الرب فيك،، حتى فاق حنان أمي! آه خالتي! قد كبرت آلاف السنين عن سنيني العشر حين ودعتني.
آآآآآآآآآآآآآه يا عود
استمر كل ذلك الصراخ من أحبالها الصوتية التي لا تتسم بشئ من النعومة الآن، كانت تصرخ من معدتها.. أو ربما من مكان مختبأ داخلها، و أبعد ما يكون من قلبها الذي لا تحسه للأسف.
أكان صوت صفعة العم عبدالله العودة إلى الواقع؟
PLAY
- كفي يا جواهر!!
تحدق ببلاهة به، و خدها يؤلمها، كتفها يؤلمها، ركبتها تؤلمها، لكن للغرابة، قلبها لا يؤلمها لأنها لم تعد تشعر به
- طلال لا يعرف نصف الحقيقة
اشتد انتباه الاثنين لحديث العم عبدالله،، و ربما أنا و أنتم أيضاً !
PAUSE
**************
لا تهملوا تفاصيل عبير أرجوكم، فهي منغمسة في دائرة المعلمين و المعلمات و جل تركيزها في تلك المسرحية التي ستعرض في حضور مؤسسي المدرسة الأجنبيين و العربيين، كانت تملك من الخيال ما يصحبها إلى تفاصيل انتقاء الأزياء و الاثراء في دقائق الامور،،، حتى أنها استعانت بفيروز لتصور ملحمة الدراما في النص المسرحي المعروض.
إلى دائرة المعلمين
انطلقت لكنة غسان لتسلب لب الجميع، لكن عبير استوقفتها ثقافته الغريبة، فمدرس التاريخ هذا يملك من حس الدعابة الممزوجة بالسخرية أحياناً و بالادراك المميز أحياناً أخرى ما يكفي لنشعر بدم بلاديه المغتصبتين (العراق و فلسطين).
كانت الدائرة تتسع في نقاش ما يجول في رؤوس المعلمين و المعلمات، حتى استوقفها غسان باسم سعد الله ونوس (عرفته أنا هذا الصباح من بعد بحث لذيذ، و أعجبني ما رأيت منه، لذا اقتبست بعضاً مما يلي في فلسفة هذا الكاتب السوري الرائع)
حل صمت بسيط عندما انطلق غسان بفلسفة سعد الله ونوس
- تأخذ الحكاية أهمية كبيرة في نصوص سعد الله ونوس الأخيرة ، نصوص المرض والتأمل والموت . صحيح أن المسرح كله قائم على عنصر الحكاية ، وصحيح أيضا أن اغلب مسرحيات ونوس تطرح نفسها على شكل عبرةأو أمثولة أو لعبة تنكرية لكن الحكاية في مسرحياته الأخيرة قد تأخذ معاني أخرى . لقد تغير مفهومها بشكل كلي فأثر ذلك مباشرة على وضع الشخصية وعلاقتها بالمتلقي ،وعدل تماما من كيفية قراءة النص وتأويله وحتى طريقة إخراجه. لذا أفضل أن نستوحي هذه المسرحية من قراءات مختلفة بدل أن نرمي ما برؤوسنا على الطاولة.
استوقفته عبير
- اعذرني، لم اسمع بهذا الكاتب... هل لا كلمتنا أكثر عنه
وافقها الجميع و هم متحمسون لما سيقول
كانت تلك النظارة الطبية تحجب شهد عيونه، و لكنها التقطت ابتسامة من عينيه على مداخلتها
- سعد الله ونوس مسرحي سوري، درس الصحافة في القاهرة و فن المسرح بباريس، مسرحياته كانت تتناول دوما نقدا سياسيا اجتماعيا للواقع العربي بعد صدمة المثقفين إثر هزيمة 1976
استعرى انتباه الجميع للخلفية الخصبة لهذا المسرحي
- ساهم ونوس في إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وعمل مدرساً فيه. كما أصدر مجلة حياة المسرح، وعمل رئيساً لتحريرها. في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت عام 1982، غاب ونوس عن الواجهة، وتوقف عن الكتابة لعقد من الزمن ثم عاد إلى الكتابة في أوائل التسعينات. ثم توفي ونوس بعد صراع طويل استمر خمس سنوات مع مرض السرطان.
كانت صورة ونوس تتبلور في رؤوس البعض على هذه الطاولة، كما بعضنا يقرأ و كما أنا أكتب
- ونحن لن ندرك معنى تمسك ونوس بالحكاية في أواخر حياته إلا إذا أدركنا معنى الكلام .
الكلام من بين كل ما نعرفه من أشكال الحياة ، هو الصيغة الرئيسية للتأكيد على الذات الإنسانية ، من المهد إلى المنبر ، من الكوخ الطيني إلى القصرالعظيم ، من كتابة اجمل وأروع قصائد الحب، إلى قرارات الموت والمجازر وإيذاء البشر . والناس يستعملون مليون كلمة لقاء كل رصاصة واحدة.
كانت عيون عبير تبرق بلذة حروف مدرس التاريخ هذا
- اول ما يولد الانسان يؤذن في اذنه ، واخر ما يسمعه وهو ينزل الى مثواه الاخير كلمات ايضا ، بين كلامين تبدأ حياة الانسان وتنتهي ، وونوس يقول ," الحكاية وحدها هي التي تخفف العذاب وتداوي الجروح " . يلخص سعدالله ونوس بهذه الكلمات معنى الحكاية ووظيفتها
لم تستطع أن تحتمل قوة كلماته، فما كان منها إلا أن قالت
- all those who agree, please say I (لكل الموافقين، صوتوا بنعم)
كانت اليد تلو الأخرى ترتفع مؤيدةً غسان و صوت فيروز يحاكيني في زهرة المدائن (ليتني قادرة على بث مسرحية ذات ألم جميل بكلمات الأخوان )الرحباني، ليساعدني الرب و أنتم
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن يازهرة المدائن
يا قدس يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة
أصلي
عيوننا إليك ترحل كل يوم
ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
و تمسح الحزن عن المساجد
((صوت فيروز الوطني))
<<<<<<<<< يتبع
(5) المشهد الثاني
تسليط ضوء على غسان
تجاوز الثلاثين و بقي بلا عائلة. كيف و هو بلا وطن؟ و أي مواطنة تبني عالمها على الـ لا مواطن؟!
نحن أحياناً نشعر بالاغتراب وسط أهلنا و عالمنا و وطننا، فكيف بالمغترب الحقيقي؟
الطفل في المغارة و أمه مريم وجهان يبكيان
لأجل من تشردوا
لأجل أطفال بلا منازل
لأجل من دافع و أستشهد في المداخل
و أستشهد السلام في وطن السلام
و سقط العدل على المداخل
سقط العدل
سقط العدل
سقط العدل على المداخل
((صوت فيروز))
لن نستطيع ادراك تلك المعاناة للمغترب اجباراً، أو من فقد أهله بلا حيلة منه، أماً فلسطينية و أباً عراقياً توفيا في لبنان و ثمرة النضال (غسان) تعبر الحدود إلى عراق أكثر أمناً من الآن مع جدة تستر فتى صغيراً في عبائتها هرباً من حرب الـ 1975.
و سقطت العراق، مجبرةً إياه الانفصال عن آخر الأوطان. ليس جبناً أو تخاذلاً، بل لوعد قطعه على جثة جدته المتوفاة بأن يعيش بأسرة و بعيداً عن ما فتك والده و والدته.
فلسطين ، العراق ، و لبنان التي تريد الاسرائليات ابتلاعها، ليساعدني الرب في بث ما أستطيع بثه من شجون و ألم في هذه المناطق و كل المناطق التي تدنست بأيدٍ آثمة، ليس لعرض تاريخي، فأنا لا زلت أجهل الكثير من هذا التاريخ الملتوي، لكنني أشعر بدغدغة في كل مشهد مر على عيوني من فضائح و آلام في نشرات الأخبار.
لكل أمِ رفعت يدها تدعو أن يتقبل الله شهادة ابنها
لكل أب حمل طفله بالدم و جري إلى نقطة آمنة
لكل ابن و ابنة ارتموا بجثة أمهم و جثة أبيهم طلباً لايقاظ ذلك الحضن
لكل شيخ عاش آخر سنينه مغترباً وحيداً و مظلوماً
لكم جميعاً،،، دعائي و دعاء قرائي بإذن الله....
لكل من حل بهم غزو ،،، و حل بهم الظلم،،،
اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ،اهزم الأحزاب ،اللهم اهزمهم وزلزلهم
*********
كانت تفرك وسادتها بوجهها ألماً و خوفاً
ليست جواهر ،،، بل فاطمة!
كان كل الاختناق يلاحق أنفاسها، خوفاً من طلال و من الظنون التي تنهش روحها!
كيف رميت باحترامي لذاتي بين براثن ذاك الخبيث؟ كيف؟
كل تلك الأيام كنت عمياء؟ جاهلة؟ غبية؟
أكيد! أكيد! كنت كل ذلك و أكثر.
دخلت سمية بخفة و همست
- فاطمة؟
رفعت رأسها المثقل بالأفكار و أجابت بهمس
- ماذا؟
هزت سمية رأسها
- إلى متى يا فاطمة؟
- أتركيني سمية
- لن أفعل
اغرقت رأسها في وسادتها
- اتركيني بالله عليك
أردفت سمية بحب
- كلا
رفعت فاطمة رأسها و هي تتطلع بسمية ذات الأعوام العشرين، و سمية تخبأ خلفها شيئاً
- ماذا لديك هناك؟
ابتسمت سمية و رفعت حاجبيها بافتعال
- لا شئ
- لا شئ؟
- لا شئ
تطاولت يدها لتجد لعبتها المفضلة و بعض السكاكر، و لا تدري لماذا أثارت فيها هذه الأشياء عاصفة من البكاء
ودت لو أنها لم تعرف طلال، و أنها لم تفكر يوماً أن تربط مصيرها بمصير انسان خبيث مثله
احكيلي ع سهريات بقصور
كلها رخام ونوافير
((صوت فيروز))
- كيف سأقول لأمي أنني لا أريده يا سمية؟
احتارت سمية الأخرى، فوضع فاطمة لا يحسد عليه، أن تخبر أهلها أنه سيتقدم لخطبتها و من ثم ترفض لأنه.... لأنه... لا أستطيع تمرير الكلمات بين أصابعي لألم فاطمة،،، و أحلام فاطمة المهشمة،،، نهاية ذاك الحب الطاهر جاءت تصفع الحقيقة بوجهها و وجهي. لا أملك كلمات لها حتى،،، فأمثال فاطمة يملكون من الرقة ما يأسرني حزناً و يأسركم ألماً،، هل أسرتكم بخوفها و لوعتها ؟ أظن ربما،،، و الكثير من فاطمة ينتظرني و ينتظركم.
احتوت الأخت أختها، و بقيتا على ذاك الوضع من الحيرة و قلة الحيلة.
هل كان طلال من أولئك الشباب الذين يلاحقون الفتيات بالجامعة باستماتة؟ هل كان سيحقق وعده بالاجتهاد و التقدم إليها أصلاً؟ دوامة الشكوك مريبة,,, لا أريد الغوص فيها الآن يا فاطمة...
**********
PLAY
- و لا نصف الحقيقة
- إذاً ماذا تسمي وجود رجل غريب في فراش عمي؟!!!!
أتته صفعة قوية أفقدته القليل من التوازن و أصابته بالألم،،، لكنها كان يعلم أن والده سوف يأخذ صف جواهر
أما عن تلك التي تجلس على عتبات الدرج، لم تكف عن الارتعاش ألماً جسدياً و ألماً نفسياً
- رجــ... فراشــ.. ماذا؟
لم أسمع العم عبدالله يصرخ كما الآن بين سطوري
- أنت ملئ بالحقد يا طلال! ألا يكفيها ما لم تعلمه للآن!
وقف طلال بشموخ و قال:
- قد يكفيها نعم... لكن أتعلم يا أبي؟ يكفيني أن أشعر أنك تهتم لأجلها أكثر مني و من عبير لكي لا أهتم بها البتة!
حدق العم عبدالله بابنه دهشاً، و جواهر تقاطع هذا الجو المشحون
- أي رجل و أي فراش...
حاول العم عبدالله أن يهدأ روع الفتاة التي ترى صور والدتها تتهشم أمام عيونها
- ابنتي
- لا تقل ابنتي! لا تقلها! All of you shut up
يدها السليمة تنتزع ما يكفي من بصيلات شعرها ألماً، و طلال يراقب تحول هذه الهمجية إلى مرآة مكسورة، شظايا من الجواهر تتهشم ، أخيراً عرفت يا جواهر أن أمك كانت بكل البذاءة التي استنكرتها بيوم، و من يلوم عمي خالد إن شك أنك ابنته
العم عبدالله يقاطع كل الألم
- أنت ابنة خالد... لدي كل الفحوص التي تثبـ.....
- فحوص؟
- قد أجريت كل الفحوص مع خالد، أنتِ ابنته، إنها معي بالمكتبة، تعالي و أنظري إليها لكي يطمئن قلبك
- هههههههههههههههههه
قلق العم عبدالله من ضحكتها
- طلال اتسمع؟
تطلع طلال بها مستغرباً لهجتها القاسية و ضحكتها الساخرة و الأكثر كلمات والده
- أنا ابنة خالد.... ههههههههههههههه
- أنتِ كذلك يا ابنتي، لا تضحكي هكذا يا ابنتي
- ههههههههههههههههه عمي... هل أجريت الفحوص لتتأكد أنك عمي أيضاً
- جواهر.... توقفي عن هذا بالله عليك
- لماذا يا عبدالله... أستطيع أن أناديك عبدالله ... صح؟ أجل أستطيع.... أتعلم... وجود الفحوص مصيبة
تطلع الاثنان بها و هي تضحك و عينها دامعة
- لم يهتم بي قط
- .................
- و إن كان أبي كما تقول تلك الــ ههههههه... تلك الــ فحوص.... لم تكفيه ليشعر بي! كم هذا مضحك...
أخذت تضحك و تبكي،، لا تعلم أين يتجه عقلها،، إلى الصواب أم الجنون؟ فعلاً وجود الفحوص مصيبة! و إن كانت كما يدعي العم عبدالله،،، فإنها تجرم خالد بكل الوحشية في رجولته التي أبت أن ترضخ لخيانة زوجته و تظلم أبوته لجواهر!
- هههههههههه،، كره ليزلي و صب جام كرهه علي و أنا ابنه دمه؟ برااااااااااافو! برااااااااااااااافو خالد! I got it now ! كم كنت عمياء و غبية ههههههههه
و أخذت تصفق يدها السليمة بالأرض
- برااااااااااااااافو دادي... may you rest in peace و may I live in hell
وقفت تترنح و أشارت لطلال باصبعها السليم
- لم أظن أنني سأقولها لك بيوم... thank you أيها الوسيم!
- ماذا؟؟؟!!!!
- You solved the puzzle ،،، عرفت لماذا كان يثمل و لماذا أخفى كل صور ليزلي،،،، ههههههه طلال،،، حتى أنك حررتني من وهم أمي الطاهرة! (توجهت أنظارها إلى عمها) أتعلم عمي... أوووه عبدالله... كنت أرفض هذه الفكرة عن أمي بشدة،،، إلا أنني أصدقها تماماً الآن! اكنت تعرف من هو الرجل عمي؟
أكانت في كلماتها شوكة صغيرة تطعن طرفاً في قلب طلال؟ و تجرع الألم في قلب العم عبدالله؟
- عمي،،،، عمي تعال،،، سأريك شيئاً
و ركضت على الدرج و العم عبدالله محتار بما يفعله بهذه الفتاة
صعد ورائها و طلال يتبعه بفضول قاتل لردة فعلها المجنونة الضاحكة الباكية
- انظروا...
و التقطت صورة من الأرض و بها أمها مع أبيها و تاجر فرنسي كبير
ارتفعت عيونها إلى عمها
- هو صحيح؟
صمت العم عبدالله،،
- طلال.... هههههههههههههه... حتى أنه قبيح! ماذا رأت فيه و لم تر في أبـ...
و توقفت كلمة أبي في حلقها كالجمر!
و توقف الضحك المجنون و القطع الناقصة تعود إلى أماكنها
ليزلي و خالد و التاجر الفرنسي! فراش الخيانة و الفحوص و التنصل من الاحساس الأبوي! شبكة الألم و الادمان الكحولي؟!
أخذت بضعة أنفاس بشهيق مؤلم،،، و تكورت شفاهها بألم و هي تطالع عمها و طلال
- لم يكفه أنني ابنته... لم يكفه ليحبني عمي!
و احتواها العم عبدالله في ثوبه الذي تلطخ بكحلها الأسود، و خرج طلال من الغرفة و هو مثتاقل بالألم....
ربما كان خالد و ليزلي و الجميع سبباً... و طفولتي المحشورة في زوايا هذا المنزل تصرخ بالمنطق أنكِ يا جواهر لست طاهرة.... لكن.... و لم يكمل حديث نفسه لأنه غطى عينيه يمنعها البكاء... لكنه بكى!
ربما أنا أبكي قليلاً أيضاً ،،، فالكل هنا يؤلمني،،،
Break للجمعة القادمة
********
مفاجأة صحيح؟ طيب أنا أخليكم مع الجزء القصير هذا و اللي إن شاء الله يكون موضح من بعد نقاشي مع العم عبدالله أيوووووووه العم عبدالله،،،، لما تخلصوا قراءة راح تفهموا
و بالنسبة لبوكيهات الورد،،، قريب إن شاء الله،،، و الله ما نسيتكم
|