المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
حدود
حدود
حين التقت به ، ليس بالطبع صدفة ، قالت :" عندي لك فرس .. مالها شبيه ".
تهلل غير مصدق :" أنت هكذا .. كلام .. كلام ".
تحركت بخطوات ذئبة :" امش معى قليلا ؛ حتى لا نلتفت الأنظار ".
أطاع دون كلمة ، وهو على حر الشوق ينتظر :" سوف أعطيك الآن إيميلها .. حلاوتى هذه المرة سوف تكون أضعاف ماسبق .. هيه .. خذ ".
التقط ورقتها ، وهو طائر :" هى تعشق الأغانى الأجنبية .. سهلة القياد .. مجنونة .. لا تنس .. نار لا تنطفىء ".
في المساء كان يؤدى اللعبة ، وكانت بالفعل كما أوحت به ، قطعة من الجحيم ، ضرب على أوتار لهيبه ، المؤلم أنها تحترف الكلام ، و تديره باقتدار ، وهو أمامها يبدو عاجزا بليدا .. هو صاحب الخبرة ، ذو الدماء الملونة .
طفلة بين يديه ، ترتدى براءة عجيبة .. مشاكسة كانت .. وهو مصر .. نار تهرىء بدنه .. فوق تصوره كانت .. ولم يعد يتحكم في مسار اللعبة .. كلماته فراشات منتحرة تحت قدميها .. هائمة لا تلامس روحها .. و هى تنط .. وتلهث .. يتغير صوتها لآلاف المرات .. كأنها تتجدد ..ليست هي في كل المرات .. آهاتها جحيم من لظى .
فجأة ، و كآخر سهم فى جعبته :" أحبك ".
قهقهت .. أحس بعريه :" تحبني .. كيف تحبني .. ومن قال لك أنى على استعداد لهذا الهراء ؟!".
انسحب مبلل الوجه و الثياب ، لا يصدق أنها تلك الصغيرة .. ربما يفرقها بعشرة أعوام .. تبدو محنكة ، أكثر خبرة :" أريدك .. أنا أريدك ".
بلا تردد :" و أنا لا أريدك ؛ فقد تعديت حدود اللعبة .. حظا موفقا في مرات قادمة ".
و اختفى .. اختفى داخل نفسه .. داخل بئر فزعه .. و لم يبرحه ثانية !!
|