المنتدى :
الارشيف
ثوب الزفاف للكاتبة جين هوود
ثوب الزفاف طالعت آية وجهها الناعم فى المرآة وتنهدت بحرارة، وابتسامة كبيرة سعيدة تنمو على شفتيها
التفتت الى صديقتها التى مددت براحة على فراشها والتى هتفت ما ان تلاقتا نظراتهما:
-تبدين مثل القمر..العقبى لى
اتسعت ابتسامتها وهى تتحسس فستانها الابيض ..واغمضت عينيها بنشوة
وهمست بحب:
-كم انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر ولا اصدق انه حان اخيرا
ثم فتحت عيناها فجأة ورفعت فستانها عن الارض ودارت به فى ارجاء الغرفة وهى تضحك قائلة:
-اخيرا سيعود احمد وسنتزوج ..اخيرا بعد سنوات الاغتراب المرة والانتظار المريرة
بعد قصة الحب التى اشتعلت فى قلبينا وبعد دبلة الخطوبة التى طال احاطته بيدى اليمنى قامت صديقتها من على الفراش واتجهت اليها فامسكتها آية من كتفيها وهتفت بسعادة:
-سيعود اليوم يا نهى وسنعقد القران ..اليوم سيرانى بفستان زفافى هذا وسأراه ببذلة العرس
اليوم سنطوى صفحة الانتظار ونفتح صفحة حبنا المكلل بالزواج
اخرا يا نهى..اخيراااااااااا
ابتسمت نهى وضمتها بين ذراعيها وربتت على كتفها الناعم قائلة:
-مبروك يا آية ..اخيرا تحقق لكى ما حلمتى به طوال عمرك
ابتعدت آية عن احضانها وعادت تدور فى غرفتها اذ بدا ان السعادة التى تشعر بها لم تمهلها لحظة لتظل ثابتة فى مكانها..اذ ارادت ان تروح وتجىء ..تذهب هنا وهناك ..تطير وتبارح مكانها من على الارض
وبعدما هدأت اخيرا نوبة سعادتها ارتمت على فراشها وهى تقول بهيام:
-اتدرين يا نهى.. المرة الاولى التى تلاقت عيناى بعينا احمد لم يكن لقاء اسطوريا كما تخيلته دوما..لم اقع صريعة هواه فى التو واللحظة واعلن ان هذا هو فتى احلامى
انبعثت منها ضحكة وهى تضيف:
-بل على العكس.. لقد تقابلنا فى اشد الظروف حلكة ..تقابلنا فى قسم الشرطة
او بمعنى اصح كلانا ذهب الى قسم الشرطة ليوجه كلا منا بلاغا فى الاخر
فقد تمت سرقتنا واوقعنا التهمة على بعضنا البعض..هل تتخيلين هذا
كلانا اعتقد ان الآخر لص
ارتفعت ضحكاتها وهى تستطرد امام ابتسامة نهى التى استمعت لذات القصة عشرات المرات:
-وبعد سوء التفاهم هذا ..فجأة اكتشفنا اننا وجدنا ضالتنا المنشودة واننا لا نستطيع الابتعاد عن بعضنا لكن طبعا ظروف الزواج فى هذا العصر المادى لم تمهلنا الفرصة لنكلل حبنا بالزواج
فكان على احمد ان يتغرب ويشقى ليجمع المال الذى يضمنا بعش واحد
وها هو اخيرا قد فعلها..، احمد سيعود اليوم يا نهى..سيعود لى
لنفعل ما كان يفترض ان نفعله منذ خمس سنوات مضت ..سنتزوج اخيرا يا نهى
اسرعت آية الخطى نحو جهاز التسجيل وضغطت على زر التشغيل فانبعث صوت سعد الصغير يهتف:
<< النهاردة فرحى يا جدعان..عايز كله يبقى تمام....>>
ارتفع رنين الهاتف المزعج لتمط آية شفتيها بضيق وتنزع الحزام الذى لفته حول وسطها وشرعت فى الرقص وتمد يدها لتلتقط سماعة الهاتف الا ان نهى التقطته منها بخفة وهى تقول بابتسامة:
-لا..العروس لا تفعل شيئا ..اتركى لى هذه المهمة
بادلتها آية الابتسامة وهى تتطلع لنهى التى امتقع وجهها وزاغت عينيها
وما ان تدلت سماعة الهاتف من بين يديها حتى شهقت آية فى ذعر وهتفت:
-نهى..ماذا بكى ؟ ماذا هناك ؟؟
*
*
*
*
فى ميناء سفاجة ..ميناء الاحزان والمواجع ، حيث التهم البحر الاحمر عبارة السلام
التى كان على متنها كل الوان البشر..غرقت عبارة الموت وضمت بين جوانبها شباب مكافح
تغرب وذاق المر كى يعود لاهله ويحقق احلامه التى حرمه منها هذا الزمن وعندما اشرقت الدنيا قليلا امامه وعاد بما استطاع ان يجمع لم يرى حتى الفرحة واللهفة فى عيون محبيه اذ التهمه
البحر الغادر ورقد فى الاعماق
*
*
*
على الحافة الفاصلة بين ميناء سفاجة والبحر الاحمر الذى هاجت وماجت امواجه ،التفتت كل العيون لتتطلع بحسرة وشفقة لتلك الفتاة اليانعة التى وقفت بثوب زفافها
وقفت تنادى عريسها الذى لن يأتى ابداااا
تناثرت خصلات شعرها البنى الشاحب يمينا ويسارا، وامتزج الكحل الاسود بدموعها المنهمرة لتصنعان خطان حالكان السواد ارتسما بمرارة على وجهها المتألم
وقفت بفستانها الابيض الذى تمزق ذيله وانتشرت الاوساخ والبقع تغرق معظمه
وقفت فاتحة ذراعيها للامام تصرخ بانين يمزق نياط القلوب:
-احمااااااااااااااااااااااااااااااااااد...احماااااااااااااااا اااااااااااااااااد
لقد ارتديت ثوب زفافى .. لقد صففت شعرى..لقد وضعت زينة على وجهى كى اكون جميلة من اجلك..لقد انتظرتك يا احمد..عد لى يا حبيبى..عد لنتزوج
عد يا احمد
احماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااد
**تمت بحمد الله**
اتمنى ان تروق لك
|