كاتب الموضوع :
طيب القلب
المنتدى :
سلسلة سافاري
الفصل العاشر
تفريغ حوار مسجل بين العقيد ( سيد البحيرى ) و الدكتور ( علاء عبد العظيم ) الطبيب المصرى الذى يعمل فى الكاميرون :
عقيد البحيرى : فعلا يتكرر ظهورك فى هذه القصة يا دكتور .. مرة أنت الضحية و مرة أنت شاهد و مرة تنذر الأطباء الاخرين بالخطر .. الان تقدم لى هذه النظرية الغريبة ..
د. علاء : لكنى متأكد منها يا سيدى ..
عقيد البحيرى : أعرف أن تسجيل المحادثة يضايقك لكن هذه طريقتى .. اشرب الليمون أولا ..
د. علاء : شكرا .. شربته ..
عقيد البحيرى : اذن أنت ترى أن هناك هدفا واحدا فقط لهذه الجرائم ..
د. علاء : بالتأكيد .. كل شئ حدث من أجل الضحية الثالثة ..
عقيد البحيرى : و كيف نثبت هذا ؟
د. علاء : لهذا طلبت رأيكم .. أنا لا أملك القدرة , لكن نظريتى جديرة بالتأمل .. بصراحة لا أصدق حرفا من نظرية الفتاة الموتورة التى تستأجر قتلة .. هذا جدير بفيلم أكشن غير متماسك المنطق ..
عقيد البحيرى : هل يمكنك أن تراسل الجهات الأمريكية التى تشرف على هذا العقار ؟
د. علاء : سأفعل .. لكنى جمعت بعض الأخبار التى نشرت عن الحادث فى الخارج .. أعتقد أنها ستثير اهتمامك .
عقيد البحيرى : كل شئ يثير اهتمامى .. هذه القضية لزجة لا تنتهى و أنا بالفعل أرغب فى غلق هذا الملف على جواب مقنع يريح ضميرى .. فلتبق على اتصال بنا ..
خبر فى جريدة أمريكية :
تعليق أبحاث عقار الفيروسات الجديد بعد وفاة عالم الفيروسات
من الواضح أنه بمقتل عالم الفيروسات ( عبد المقصود ) – و هو من أصل مصرى – تكون قضية عقار ( فيروستاتين ) قد فقدت عنصرا مهما من قوة الدفع التى كانت تحركها . و قد توقفت الأبحاث الدوائية على العقار لأجل غير مسمى قد يسمح لشركة ( فارما فيريون ) بطرح الكميات التى كانت تخطط لبيعها فى السوق الأوروبية و الأمريكية . بالفعل أعلنت ادارة ال FDA أنها لن تتخذ اجراءات ضد العقار فى الوقت الحالى . يقول ( أوتو جرنتال ) مدير الشركة بالولايات المتحدة ان مئات الأبحاث تؤكد سلامة العقار و فعاليته , و من غير المعقول الاعتماد على مصدر واحد .
الى أن يتضح الأمر أكثر , ما زالت الحكومة المصرية تحقق فى وفاة العالم الذى يحمل الجنسية الأمريكية , و الذى كان فى اجازة حيث وجد مقتولا فى شقته التى يعيش فيها وحيدا , مع ااثار سرقة . يبدو أن هذا القتل جاء ضمن سلسلة من حوادث القتل استهدفت أطباء مصريين يعملون فى الخارج , و هو ما يجعل مصرع ( عبد المقصود ) على الأرجح ليس شخصيا و انما حلقة من سلسلة طويلة لم تتضح أسبابها بعد . " هذه مؤامرة اسرائيلية , يقولها د. ( محمود عيسى ) الذى كان يعرف أحد القتلى , و الذى لا يحمل نية للتطبيع مع الدولة العبرية كما هو واضح " اليهود يحاولون حرمان العرب من عقول أبناءهم " . ان العرب يحبون نظرية المؤامرة على كل حال , و من المحتم أن تشير أصابع الاتهام الى اسرائيل التى لها سابقة شهيرة مع علماء الصواريخ الذين استقدمهم ناصر فى الستينات , لكنها على الأرجح لن تتجه أبدا نحو ( فارما فيريون ) .
تفريغ حوار مسجل بين العقيد ( سيد البحيرى ) و الدكتور ( نجيب سليمان ) أستاذ علم نفس الجريمة :
عقيد البحيرى : ما زلنا بحاجة لرأيك يا دكتور .. أنت زرت الفتاة ( هبة ) فى السجن الاحتياطى و أجريت لها أكثر من فحص .. ما رأيك ؟
د. نجيب : اضطراب نفسى ثنائى القطبية .. تتأرجح بين العنف و الوهن و الاكتئاب , مع أعراض انسحاب مخدرات ..
عقيد البحيرى : سؤالى هو : هل هى قادرة على ارتكاب سلسلة الجرائم هذه ؟ .. أو التحريض عليها ؟
د. نجيب : بشكل ما هى ارتكبتها فى اللا وعى .. و هى تعتقد أنها مسئولة عنها بشكل ما .. بالنسبة للعقل الباطن التمنى لا يختلف عن الفعل .. ان اللوعة الزائدة التى نشعر بها عند فقد عزيز قد تكون عقابا لأنفسنا لأننا تمنينا الخلاص منه يوما .. هكذا نشعر أننا شاركنا فى قتله و نعاقب أنفسنا ..
عقيد البحيرى : د. نجيب .. بصراحة هذه المتاهات النفسية لا تدخل دماغى .. سؤالى لك واضح باعتبارك خبيرا نفسيا انتدبناه لفحص الحالة .. هل الفتاة استأجرت قاتلا للتخلص من هؤلاء أو فعلت هذا بنفسها ؟
د. نجيب : بالطبع لا ..
عقيد البحيرى : لكن الجرائم توقفت .. لدينا أكثر من طبيب يبدأ اسمه بحرف ( عين ) و لم يتعرض أحد لخطر .. ألا يعنى هذا أنها كانت المسئولة ؟
د. نجيب : فى الحالتين .. لوكانت مسئولة لتوقفت الجرائم , و لو كان هناك من يريد الصاق الجرائم بها فمن مصلحته أن يتوقف ما دامت فى السجن .. هذا يلصق التهمة بها أكثر ..
عقيد البحيرى : اذن ليس لدينا سوى رأيك ...
د. نجيب : رأيى أنها لم تفعل ذلك .. هل أنتم قادرون على اثبات شئ ؟
عقيد البحيرى : لا .. هى تنكر و لا نجد أدلة سوى شهادة د. ( شريف الدخيلى ) ..
د. نجيب : أعرف ( الدخيلى ) جيدا .. هو انسان محترم لكنه لا يفقه شيئا فى علم النفس .. هو مجرد شهاب اعلامى لامع لا أكثر .. هذا الرأى بيننا طبعا ..
عقيد البحيرى : سوف أقضى وقتا طويلا حتى أجد ما يخالف مقولة ( غريمك ابن كارك ) هذه .. و ما هو رأيك فيما يجب عمله مع هذه الانسة المظلومة ؟
د. نجيب : أى اطلاق سراحها طبعا .. ان السجن يزيد حالتها سوءا ..
عقيد البحيرى : و هل تضمن النتائج ؟
د. نجيب : من السهل على جهاز الداخلية العملاق أن يراقب فتاة لمدة ستة أشهر ..
عقيد البحيرى : سوف نطلق سراحها لكنى أريد تقريرا مكتوبا منك يؤكد هذا ..
د. نجيب : هذا عملى على كل حال ..
عزيزتى هبة :
أرجو ألا يكون بريدك الالكترونى قد تغير .. عرفت بالقصة و بأنك شبه سجينة فى مصر بتهمة لا يمكن أن ترتكبيها .. بصراحة هذه قسوة بالغة .. أنا أعرفك و أعرف أنك عشت أياما قاسية بالفعل ..
لا أنسى أبدا أننى السبب .. أنا السبب ..
أنا عائد لمصر خلال يومين .. لم يعد هناك ما يربطنى هنا , فقد انفصلت عن ( ماهى ) . تعرفين أننى تزوجت ( ماهى ) صديقتك , لكنها كانت تختلف عنك فى كل شئ .. الطيور لا تقع على أشكالها أبدا فى مصر كما هو واضح . قلت انك لست من طرازى و الحقيقة انها لم تكن من طرازى كذلك . حياتنا فى الولايات المتحدة كانت هى الجحيم بعينه . أحب أن أعتقد أننى رجل قاس عملى لا يولى انتباها للحب و العاطفة , لكنى اكتشفت هناك أننى غير راغب فى الاستمرار .. الحياة دون أمل فى أن تحب أو تحب هى الجحيم .
سوف أعود لك و أطلب الغفران .. لا أعرف رد فعلك و على الأرجح سيكون عنيفا , لكن كلى أمل فى قلبك الكبير .. من تعطف على القطط الصغيرة بهذه الطريقة لن تقسو على ابن ضال عاد بعد ضياع ..
سوف أعتذر كثيرا جدا و بعدها تقررين مصيرى .. حب أو لا حب .. حياة أو لا حياة ..
المحب للأبد
عاصم عبد الرحمن
عاصم :
أنا لن أعود لك أرجوك لا تحاول لاتحاول يا عصام أنت جرحتنى كثيرا كثيرا لا تحاول أرجوك أن تعود فأنا لن أعود أرجوك يا عصام دعنى و شأنى أنا تعسة و لا أحد يحبنى أرجوك لا تحاول لا تحاول يا عصام أنت جرحتنى كثيرا كثيرا لا تحاول أنا لن أعود لك أرجوك لا تحاول يا عصام أنت جرحتنى كثيرا أنا تعسة و لا أحد يريدنى أبى يكرهنى أمى لا تريد أرجوك لا تحاول لا تحاول .
هبة
بطاقة دعوة أنيقة على ورق مصقول :
عزيزى د. عاصم عبد الرحمن :
نتشرف بأن نوجه لكم الدعوة لحضور المؤتمر الثالث لجمعية ( أطباؤنا فى الخارج ) و الذى يحاول أن يربط عرى الصداقة و التعارف بين أبناء و طننا الحبيب , أولئك الذين اختاروا العمل أو الدراسة فى الخارج . و لسوف نتشرف بحضوركم فى حالة القبول فى قاعة (.....) بنادى (..) الساعة الثامنة مساء يوم الثلاثاء القادم .
جمعيتنا جمعية أهلية لا علاقة لها بالحكومة و لا ادارات البعثات أو وزارة الخارجية , و بهذا نحن نفتقر الى الشكل الرسمى لكننا لا نفتقر الى الفعالية .
و تفضلوا بقبول وافر الشكر .
نائب رئيس الجمعية
محمد التونى
الفصل الحادى عشر
تقرير الرائد ( عماد الغنام ) عن الحادث :
بناءا على توجيهات السيد العميد ( ابراهيم حمدى ) , قمت باجراء التحريات اللازمة و ترتيب مراقبة دورية على المدعوة ( هبة أحمد نافع ) منذ لحظة مغادرتها الحجز الاحتياطى .
بناءا على التقاير لم تكن تغادر دارها الكائنة فى ( ......... ) تقريبا و لاتتلقى زيارات . حتى يوم 28\9 عندما غادرت بيتها و استقلت سيارة أجرة أخذتها الى كافيتريا فى حى المهندسين . هناك قابلت المدعو ( عاصم عبد الرحمن ) الذى بينت التحريات أنه طبيب يعمل بالولايات المتحدة و فى اجازة حاليا , و قد استمرت المقابلة نصف ساعة بعدها خرجت و هى تبكى بينما المذكور يحاول اللحاق بها .
على باب الكافيتريا توقف لحظة ليلتقط أنفاسه .. هنا رأى المخبر المكلف بالمراقبة رجلا فى منتصف العمر يرتدى ( سويتر ) رمادى اللون , و يضع يده فى جيبه و يعرج قليلا فى مشيته . رااه يتقدم من المذكور و يتبادل معه كلمة كأنه يسأله عن شئ , و فجأة أخرج مسدسا كاتما للصوت و أفرغ طلقة فى رأسه . ليسقط أمام باب الكافيتريا أمام المارة الذين أصابهم الذعر .
على الفور أخرج المخبر ( بيومى عوض الله ) مسدسه الحكومى و أطلق طلقة على الجانى أصابته فى صدره , فلم يكن هناك وقت للطلقات التحذيرية فى الهواء أو التصويب على الساقين لأن الجانى كان يحمل مسدسا و أطلق الرصاص منه فعلا . لكن الجانى تحامل على نفسه و اندفع نحو سيارة رمادية مفتوحة الباب اتضح أنها تنتظره منذ البداية , لكنه عبر الشارع بلا حذر و هكذا دهمته سيارة طراز ( تويوتا ) رقم ( .......... ) مندفعة . و أردته أرضا . نقل الى المسشفى فورا و هو فى حالة خطرة حاليا .
كانت أوراق المتهم تشير الى أن اسمه ( ناصر المنياوى ) و هو فى سن الأربعين و محاسب . و قد تبين أنه يحمل مسدس ألمانى الصنع مزودا بفوهة طويلة لكاتم صوت .
أما الفتاة فقد دخلت فى حالة هستيرية و راحت تضحك و تبكى , و قد تم نقلها للمستشفى .
كلمات كتبتها ( هبة نافع ) على أوراق مفكرة نسيتها فى المستشفى :
لقد عاد ..
لكنى فقدته فى اللحظة التى عاد فيها ..
قال الملك : ( جعفر ) عدوى فاقتلوه عندما تظفرون به ..
قال الملك : لقد صفحت عن ( جعفر ) ..
لكن كلمته تلك لم تبلغ مسامع الحراس ..
لقد فتكوا ب ( جعفر ) عندما قابلوه برغم أن الملك صفح عنه ..
لقد صفحت عنك يا ( عاصم ) ..
لكن الأقدار أرادت أن تنتقم لى ..
و عندما رقدت على الأسفلت و الدم ينز من جبهتك ..
قلت لنفسى : لقد صفحت عنه , لكن موعد الموت لم يتبدل ..
كان السهم قد انطلق و لم تعد قوة فى الأرض تقدر على ارجاعه الى قرابه ..
صفحة الحوادث بجريدة ( ........... ) :
محمد حمزة : توفى أمس فى المستشفى ( مراد العدوى ) القاتل المحترف الذى أصيب فى المهندسين أول من أمس بعد قيامه باغتيال د. ( عاصم عبد الرحمن ) . و كان المتوفى قد أطلق الرصاص على القتيل و حاول الهرب , لكن مخبرا أطلق عليه الرصاص فى موقع الحادث .
تبين أنه يحمل بطاقة شخصية مزورة باسم ( ناصر المنياوى ) محاسب , و برغم سوء حالته فانه قد أدلى ببعض البيانات التى تؤكد أنه قام بقتل خمسة أطباء قبل الضحية الأخيرة , و فشل فى قتل السادس بالاسكندرية . و قد أدى هذا الى اصابته فى ساقه مع عرج واضح . المتوفى كان يمارس القتل بالأجر من حين لااخر قبل العملية الأخيرة .
اتهم القاتل من يدعى ( روجر ايبرت ) ألمانى الجنسية موجود فى القاهرة بأنه هو من أصدر له أوامر القتل مع بيانات كاملة عن أماكن تواجد الهدف و أعطاه السلاح المستخدم . كما كان هناك من يراقب الهدف معه و ينتظره بسيارة للفرار فور انتهاء العملية .
عزيزى أشرف :
هكذا تتضح القصة كلها . كما قلت لك كانت النية مبيتة لقتل د. ( عبد المقصود ) و قرر من خطط للعملية أن تتم فى مصر . توقع الكل أن تسبب الجريمة ضوضاء و الكثير من العواصف مع توجيه أصابع الاتهام لشركة ( فارما فيريون ) . هكذا جاء المستر ( روجر ايبرت ) الى مصر و ظل ينتظر و ينتظر الفرصة المناسبة ... فى هذه الفترة سمع عن جمعية الأطباء بالخارج تلك , و كون صداقة مع سكرتيرها ( محمد التونى ) . هنا سمع قصة غريبة .. قصة سكرتيرة أصيبت بصدمة عاطفية تقترب من الذهان الكامل بسبب طبيب اسمه ( عاصم ) يعمل بالخارج .. هنا بدأت الخطة تختمر فى ذهن ( ايبرت ) . يمكنه الحصول على معلومات كاملة عن كل الوافدين المصريين من الجمعية , و يمكنه أن يجعل القصة كلها تبدو كأنها قاتل تتابعى مجنون .. سوف تتجه أصابع الاتهام للفتاة بسهولة تامة ..
استطاع أن يجد قاتلا بارد الأعصاب يجيد عمله , و قد أعطاه سلاحا جيدا للتنفيذ . أوصاه بأن يسرق كلما أمكنه ذلك لان هذا يزيد من تخبط رجال الشرطة و حيرتهم .
هكذا بدأ قتل أول ضحية لا علاقة لها بالأمر سوى أن اسمها يبدأ بحرف العين : عصام مصطفى . بعدها جاء دور عزمى اسكندر .. الان جاء دور د. عادل عبد المقصود نفسه و هو الهدف الأساسى لهذا كله , لكن ( ايبرت ) لم يتوقف و الا لهدم نظرية القاتل المجنون كلها . هكذا جاء دورى و نجوت بمعجزة ما .. ثم جاء دور على القصراوى ثم عوض لوقا الذى نجا بالعناية الالهية ثم سرعة استجابته ( أحب كذلك أن أعتقد أن تحذيرى لعب دورا فى تحفزه و زيادة حذره ) .. بعد هذا أعتقد أنه قرر التوقف عن تمثيلية القتل , لكن الفتاة خرجت من السجن و صار من المناسب تنفيذ جريمة أخيرة .. هذه المرة قتل بالصدفة الشخص الصحيح .. حبيب الفتاة السابق ..
لكنها كانت أخر عملية فعلا , لأن القاتل الحذر سقط هذه المرة .. لم يعرف أن الفتاة مراقبة بعناية و أن هناك مخبرا على مرمى حجر منه ..
سوف يتكلم ( ايبرت ) و سوف يحكى الكثير .. لكن على الأرجح لن نعرف نتائج التحقيقات الأخيرة لأنها ستكون سرية ..
لكن هناك فكرة تطاردنى ...
هل مصرع ( عاصم عبد الرحمن ) فعلا مجرد صدفة مؤسفة كأنها نموذج لقصة ( موعد فى سمارة ) الشهيرة ؟ .. المفترض أن القاتل كان يتبع ( عاصم ) و الشرطة كانت تتبع الفتاة .. ثم تم اللقاء فى الكافيتريا . هل حقا جاء القاتل بالصدفة ؟..
ماذا لو كان القتيل الأخير ( عاصم ) مات خارج المخطط ؟.. أعنى أن يكون طرفا ااخر غير ( ايبرت ) هو الذى كلف القاتل بالمهمة ؟.. هل كانت الفتاة تعرف أكثر مما نتوقع و استطاعت الاتصال بالقاتل لينفذ لها عملية أخيرة ؟..
ماذا لو فكرت فى دس جريمة حقيقية وسط سلسلة الجرائم التى تلصق بالقاتل التتابعى ؟.. نفس المنطق الذى دس به ( ايبرت ) جريمة حقيقية وسط جرائم أراد الصاقها بها ؟.. لماذا ركضت خارج الكافيتريا كأنها تخلى للقاتل مجال التصويب ؟.. ما معنى هذه الورقة التى تركتها فى المستشفى فى مكان واضح , و التى نشرتها كل الصحف ؟.. لا أحد يتخلص من خواطره المهمة بهذا الاهمال .. هل أرادت أن يقرأ الجميع أنها لم تدبر شيئا ؟
ربما هو انتقام متأخر جدا ..
هل الفتاة أذكى مما نعتقد ؟
هذه الفكرة تطاردنى بشدة , و لكن كيف يمكن أن أثبتها ؟
علاء
عزيزى علاء :
أنت موشك على الجنون .. كف عن هذه الخواطر المخبولة و استعد للسفر .. أنت متعب سواء كان الخطر يتهددك أم لا .. نسيت أن أقول لك ان أمى كذلك لم تكن تطيقك .. كانت ترى أنك المشاكل تمشى على قدمين .
أشرف
فقرة من برنامج اذاعى :
و فى صالة المغادرة بميناء القاهرة الجوى , قابلت هذا الشاب المصرى و زوجته .. يبدو أنها أجنبية .. مساء الخير يا سيدى .. هل لنا أن نتعرف ؟
د. علاء عبد العظيم .. هذه زوجتى ( برنادت ) .. تنتظر حدثا سعيدا لكنها فى البداية ..
مبروك .. لكن الى أين السفر ؟
كندا .. بلدها الأصلى ..
ما رأيك فى تجربة الزواج من أجنبية ؟
المهم أن ينجح الزواج و أن يبقى المرء حيا لفترة تكفى لتكوين أسرة .. على فكرة زوجتى تفهم الكثير من العربية فلا تأخذى راحتك !
معذرة .. لم أفهم هذا الجزء .. ما معنى البقاء حيا ؟
ان شرح هذا يطول يا سيدتى .. لو حكيت لك كل شئ لفاتتنا الطائرة .. فقط دعينى أؤكد لك اننى مقبل على تجربة مهمة .. ربما أهم تجربة فى حياتى ..
هل سمعت عن جرائم قتل الأطباء التى تتحدث عنها الاشاعات مؤخرا؟.. بالطبع مصر بلد الأمن و الأمان و لا صحة لهذا كله ..
فعلا .. هى مجرد نفوس مريضة تختلق الخرافات .. لا أعرف من أين يأتون بهذه الأساطير .. تحياتى لك و المستمعين و الى اللقاء ..
بالسلامة يا دكتور .. بالسلامة يا مدام..
تمت بحمد الله
|