كاتب الموضوع :
طيب القلب
المنتدى :
سلسلة سافاري
[/COLOR] باقى الفصل السادس
قلت لها :
- " ( علاء عبد العظيم .. وحدة سافارى .. لو كنت تنوين سؤالى عن وحدة سافارى فأنا .. "
- " أعرف.. أعرف .. بحثت عنها على شبكة الانترنت "
لماذا أشعر بهذا الحنين كلما تلفظت باسم ( سافارى ) ؟ .. صار لها نفس رنين ووقع ( شبرا ) .. كلما قرأت اسم سافارى على مطعم أو منشورا سياحيا لشرم الشيخ , أو طرازا لبذلة شبابية , شعرت بخفقة فى قلبى .. كأنهم يتكلمون عن حبيبتى .. أحب أن يتكلموا عنها طيلة الوقت , و أحب أن يجهلوا كل شئ عنها لتكون لى وحدى !
لقد تغلغل ذلك المكان اللعين فى أعماقى لدرجة غير مسبوقة .. تبا !
ناولتنى هبة بطاقة , و قالت لى :
- " هذا رقم هاتفى المحمول و عنوانى .. لو أردت أى شئ بصفة شخصية فأنا تحت أمرك .. "
- " هذا الاهتمام يشرفنى .. لكن يسعدنى أن أعرف سببه .. "
- " أنت موشك على الرحيل .. و زوجتك تنتظر حدثا سعيدا كما قرأت فى الأوراق .. هذان سببان ممتازان .. "
كنت أكلمها و أنا أرمق أظافر يدها .. الأظفار التى تااكلت حتى منتصفها تقريبا تاركة سطحا عاريا من اللحم المجعد المشوه .. عندما مالت برأسها لأسفل رأيت تلك البقعة الخالية من الشعر .. الأمر واضح .. هوس نزع الشعر tricotellomania و قضم الأظفار حتى توشك على قضم السلاميات نفسها .. هذه الفتاة متوترة .. متوترة لدرجة لا توصف .. ربما تقترب من الخبال ..
ربما يبدو الأمر تبسيطا مخلا , لكن أمى كانت ستصفها بأنها ( غلاوية ) بكسر الغين و تشديد اللام , و هو وصف قريب جدا من الدقة .. على كل حال شكرتها بشدة .. و انصرفت ..
هل تتصور أنها اتصلت بى بعد هذا بساعات ؟.. لهذا قصة أحكيها فيما بعد ... يمكن أن أفعل الاان لكنى أريد استفزازك كما تعلم !
علاء
-------------------------------------------------------------------------------------------------
عزيزى علاء :
كل شئ عفن و مريب فعلا .. فقط أريد أن أسألك .. هل أنت واثق من أن جراح الأعصاب الألمانى هذا بخير ؟ .. تذكر أن اسمه ( على ) !
----------------------------------------------------------------------------------------------------
باقى خطاب أشرف :
لا أدرى ان كنت لاحظت هذا أم لا , لكن الأسماء التى ذكرتها كلها تبدأ بحرف ( ع ) : ( عصام ) .. ( عزمى ) .. ( عادل ) .. ( علاء ) ..
يبدو لى كأن هناك قاتلا لديه مشكلة مع الأطباء الذين يبدأ اسمهم بحرف ( عين ) , أم هى المصادفة ؟
لو كنت مكانك لحذرت كل من يبدأ اسمهم بهذا الحرف , و أولهم ( على ) هذا ..
من الواضح أن موهبتك تلاحقك .. هذه اجازة قصيرة جدا و برغم هذا كدت تقتل فيها و ما زلت .. أهنئك !.. هذا هو علاء صديقى الذى كان أبى يصاب بنوبة قلبية عندما يزورنى ..
بخصوص تلك المكالمة , لا يعنينى سماع شئ .. الموضوع لا يهمنى ..
لا أوصى بشئ يا علاء سوى أن تعجل برحيلك بسرعة . اتصل بشركة الطيران و حاول أن تجد طائرة اليوم أو غدا على الأكثر .. سوف أطمئن أكثر عندما أعرف أنك ذهبت ( فى داهية ) بعيدا عن أرض مصر .
أشرف
---------------------------------------------------------------------------------------------------
عدد قديم من مجلة ( ........... ) :
د. شريف الدخيلى محرر باب ( النفس المطمئنة ) :
للمرة الثانية أكتب لك يا د. شريف . للمرة الثانية تتجاهل رسالتى مما يجعلنى أشك فعلا فى صدق هذا الباب . قلت لك اننى فتاة ظفرت بدراسة ممتازة و يقول الجميع اننى ذكية و جميلة .. هذا ما يقولون ..صحيح أن دراستى جعلتنى أقرب الى الثقافة الغربية , لكننى ظللت أحتفظ بعقل و قلب فتاة شرقية ..
هذه الفتاة الشرقية تعلقت جدا بطبيب شاب وسيم مثقف اسمه ( ع ) .. تعلقت به الى حد غير مسبوق , بحيث لم يعد فى عقلى سواه .. هو كان رومانسيا لطيفا مهذبا , و كان يتقن تلك اللمسات التى تخلب عقل الأنثى مثل أن يتذكر عيد ميلاد خالة عم أبى , و أقول له ذات مرة بلهجة عابرة اننى أحب اللون الرمادى فأجد ربطة عنقه رمادية فى المرة التالية , و يغمرنى فى عالم رمادى اللون .. يغمرنى بالهدايا و الكلمات التى هى أجمل من الهدايا .. و النظرات التى هى أجمل من الكلمات .. كنت كل شئ تحت سماه و كان كل شئ تحت سماى ..
هكذا يتسلل الحب لقلب فتاة لا ترى أباها و لا أمها تقريبا .. انهما منفصلان , و أقيم مع أبى لكنى لا أراه .. النجاح المادى يعنى فشلا أسريا على الأرجح ..
( ع ) كان هناك ليصير لى الأم و الأب و الأخت و الغد و الماضى ..
كل هذا دام ثلاثة أعوام , ثم اصطحبنى يوم شم النسيم الى حفل ساحر أقرب للحلم . هناك أغمض عينه و دنا منى .. دنا منى على صوت الموسيقى , و قال بصوت كالهمس :
- " أنا مسافر الى الخارج ! .. يجب أن ننهى كل شئ ! "
نظرت له فى ذهول فقال برقة اننا استمتعنا معا , و صار الوقت مناسبا للتفكير فى الغد .. هو سيهاجر للخارج و أنا سأتزوج .. سألته ما المانع أن نتزوج و نسافر معا ؟ .. قال بنفس الرقة : اننى لست من طرازه و لا يشعر اننى مناسبة لحياة كفاح مشتركة .. و على حد قوله :
- " عندما أعتزم أن أتنزه فى الحديقة أنتعل حذاءا مطاطيا خفيفا , لكن لو أردت تسلق الهيمالايا فعلى أن أنتعل حذاءا غليظا مزودا بالمسامير ! "
اذن انا حذاء مطاطى خفيف ! .. كان قاسيا وغدا .. و عرفت انه امتلأ منى حتى بلغ مرحلة الازدراء . هكذا تركته حيث هو و انصرفت بلا كلمة واحدة .
بعد أيام قرأت خبر زواجه فى مجلة ما .. و رأيت العروس .. الحذاء الثقيل المزود بمسامير .. كانت أعز صديقة لى .. هو لم يدخر وسعا كى يجعل صفعته لى قوية مهينة محسوسة ..
اعتدت النوم باستعمال أقراص منومة , ثم لا أعرف متى بدأت أتعاطى بعض الأشياء التى تعطينى اياها صديقاتى .. لقد تبدلت حالتى النفسية تماما .. كنت أرى الكوابيس أثناء النوم , ثم تعلمت أن أراها فى اليقظة .. بمعجزة استطعت ألا أجن .. ربما جننت لكنى لا أعرف هذا ..
حقد مروع استبد بى .. حقد لن يخمده سوى رؤية الدم و الألم .. لن تتصور عدد المرات التى قطعت فيها صورته باستخدام أحد برامج رسم الكمبيوتر و ألصقتها على جسد جثة أو شخص يحترق .. ان عندى مئات الصور بهذا الشكل ..
باختصار أنا أتحول الى سفاح .. أتحول بسرعة جهنمية .. لقد سافر للخارج ليبدأ حياته بعدما قضى على حياتى أنا , لكن هاجس الانتقام يطاردنى أربعا و عشرين ساعة .. أقضم أظفارى حتى يسيل منها الدم و أتسلى بتمزيق لحم ساعدى ..
هل عندك حل ؟
المعذبة ( ه . أ . ن )
------------------------------------------------------------------------------------------------------
أرجو أن تكونوا استمتعتم و أستكمل الباقى فى الغد ان شاء الله نحن الان فى نصف القصة بالضبط و تحياتى لكم الى الغد.
|