وقال ساخراً:" هذا واضح ولكن في مثل هذه الأماكن المحصورة لا يمكنني تقديم برهان على ذلك ويجب أن أعترف بأن يجعل ما أفكر في القيام به أكثر يسراً و أكثر متعة".
قالت بعنف:" انك ..انك تتصرف كالحيوان لقد ورثت قسوتك عن أبيك و جنوده الغزاة".
فرد عليها قائلاً:" يالك من فتاة رائعة الجمال عندما تغضبين".
فجمدت مكانها وقد شعرت بأنها وقعت في فخ نظراته الظافرة عديمة الشفقة، وتمكنت أخيراً من التملص منه لقد
هربت من أحاسيسها المذهلة..من الحقيقة..أن تكون قد وقعت في حبه..ولكنه أمسك بها وشدها الى صدره وضمها
إليه بقسوة و تملك...
وتأوهت:" آه..لا".
وبعد إنجاذبها و تجاوبها معه إلا تذكرت ما جاء له ، واستطاعت الافلات منه فتعثرت خطواتها بعد أن أمسك بذيل ثوبها لتسمع صوت تمزق الحرير الرقيق مما أرغمها على الوقوف، وأدارها لازلو نحوه عابساً وهو يقول:" لا تتحركي فأنا لم أفرغ منك بعد".
وجعلتها الثورة العمياء تصرخ بوحشية:" لا يمكنك مع معاملتي بهذه الوحشية".
فأجاب وقد التهبت عيناه:" انك تظهرين شجاعة تدعو إلى الاعجاب بالنسبة إلى امرأة تواجه الاعتداء، وعلى الأخص لسانها السليط، وثمة رغبة تراودني في معاقبتك".
فردت عليه بحدة:" وذلك باذلالي؟ دعني أذهب".
فتمتم:" لم يحن ذلك بعد وأنصحك بألا تحاولي أن تختبري طباعي فليس ثمة ما يمنعني من أن أستعمل كل وسيلة
أستطيعها في سبيل تحقيق ما أريد وأنا أريد منك ألا تتحدثي مرة أخرى بسوء عن أبي ..أبداً أبداً، وإلا فإني أقسم أن أردك أرضاً وأجعلك تعرفين ماهو معنى الاذلال بالنسبة إلى امرأة مثلك و تذكري انني لا اريد أن يلطخ ذكراه أي كان ..أي كان ! هل تسمعين؟".
وأغمضت عينيها برعب بالغ لم يكن هناك شك في أنه ابن نيكولاي لقد أطلقت إهانتها العنان لدفاعه هذا.
وقالت وقد اغبر وجهها:" إنني آسفة وأنا خجلة من نفسي لإهانتي والدك فهذا ليس من شيمي، ولكنني كنت.."
قاطعها قائلاً:" هل كنت خائفة؟"
فقالت بشدة:" كنت غاضبة لقد أصبحنا متعادلين الآن فأنا كنت غير مهذبة وأنت قد انتقمت، ولن يتكرر ذلك مرة
أخرى فعندنا أشياء علينا أن نناقشها، أهم من هذا بكثير" واهتز صوتها لبشاعة الوضع.
فقال بلطف:" أتعنين موضوع ميراثي".
فأجابت:" نعم". ورفعت إليه عينيها الكبيرتين تنظران في عينيه بضراعة ثم استطردت قائلة:" أحب أن أطلب منك معروفاً".
فأجاب:" أعلم ذلك".
فابتلعت غيظها فقد كان لازلو يعلم بماذا تفكر قبل أن تنطق بها وتابعت تقول:" إنني أعلم انك تريدني أن
أتعاون معك، وقد أوضحت لك بجلاء أنني لا أريد ذلك،و لكنني أريد أسألك.."
ونظرت إليه بعينين مبللتين بالدمع وهي تفكر في ما قد يجرى على أختها تانيا من شقاء، ومالبثت ان انفجرت باكية وهي تقول:" أرجوك إذا كان عندك ذرة من الشفقة فامنح تانيا و اسطفان هذا اليوم فقط.. هذا اليوم السعيد لكي يتذكراه على دوام".
يتــــــــــبع