فقالت:" آه لقد ادركت الآن، فقد اخطأت في التعبير، لقد فهمت الأمر خطأ، لقد خذلتني لغتي الهنغارية مرة اخرى، لا
عجب ان نظر الي و كأنني اهذي، آسفة ان اوقعتك في مثل هذا التشويش".
وشعرت بيد تلقي على ذراعها وادركت من تسارع خفقات قلبها من يكون، وادارت رأسها ببطء لترى عيني لازلو
اللتين لا يسبر غورهما تحدقان فيها.
وقال بهدوء وقد توتر وجهه وكأنه يحاول السيطرة على اعصابه، قال:" مرحبا ياسوزان هل لك ان تقدميني الى
الكونتيسة؟"
فترددت وبدا على الكونتيسة الانتظار وكأن ليس لديها فكرة عمن يكون وضغطت اصابعه الطويلة القوية على
ذراعها بشدة جعلتها تجفل ولكنها رفضت ان تظهر مبلغ ايلامه لها، واختارت الادعاء بأنها مجرد ضيف. وعندما
رمقته بعينها الوزيتين ادركت ان ليس لديه اية فكرة عن ايلامه لها على الاطلاق.. فقد كان مركزاً على تلك المرأة
البيضاء الشعر الواقفة امامه.
وقالت وهي تلهث:" الكونتيسة آنا وهذا لازلو.."
وقال برصانة مقبلاً اليد الممدودة التي أمسكها بيده وهو يحدق في اعماق الكونتسية، وكأنه يبحث عن شيء:" انني
من اصدقاء سوزان".
فقالت الكونتسة بأدب:" ماألطف هذا".
قال بهدوء:" انك اسرتني بلطفك يا كونتيسة".
ومضت فترة صمت محرجة، وبدا على لازلو انه يحاول السيطرة على مشاعره او كما فكرت سوزان، ربما كان يقلب
الأمر في ذهنه عما اذا كان من المناسب ان يفشي سره، وتوسلت اليه بعينين رقيتين، فابتسم ساخراً
وهو يقول بشكل عفوي:" لقد رأيتكما أنتما الاثنتين تتفحصان صور افراد الأسرة، هل هذه هي اختام اسرة هوزار؟"
التفتت بشيء من الحيرة لتنظر الى وجوه اولئك الأجداد التي تنطق بالكبرياء و الذي كان يمسك كل واحد منهم بذلك
الختم الرمزي.
وتنهدت الكونتسية وهي تقول:" آه، نعم انها من القرون الوسطى، اعني كانت ولم تعد موجودة الآن، لقد اخذها
زوجي عندما.."وازدردت ريقها وهي تبلل شفتيها الجافتين وقد بانت مررة الكره في ملامحها، وبدا على ملامح
سوزان العطف عليها، وتابعت الكونتيسة قائلة:" لقد اخذها الى روسيا، انه كان يعرف قيمتها عندي، ولكنني لم ارها
بعد ذلك".
وكان لازلو يتنفس بصعوبة، وقال بلطف بصوت عميق ينضج بالمشاعر:" انني اعرف قصتك يا كونتسية وان
مرحلة جديدة من حياتك على وشك البداية".
وبدت لهجته غاية في الرقة و الاحساس، ولكن سوزان امكنها ان تشعر بتوتر في جسده .
والتقت عيناها بعينيه و أدركت من التعبير الذي بدا فيهما، جهاده ازاء تضارب افكاره.
وعندما فتح فاه ليتحدث سارعت هي تقول:" دعنا نرقص" لقد كانت مستميتة في أن توقف لازلو عن تعذيب
الكونتيسة بأكاذيبه..او ربما وهذا هو الأسوأ بحقائقه.
تمتم ساخراً:" لقد انقذتها الفتاة الجميلة".
وتذكرت الكونتيسة الثوب الملوث الذي تحمله بيدها فاتجهت نحو غرفة مدبرة المنزل، استدارت سوزان عدة مرات
تراقب الكونتيسة التي تعثرت في طريقها اكثر من مرة وهي تتمسك بأعمدة القاعة تستند اليها و كأنها لاتستطيع
السيطرة على ساقيها المرتجفتين، واشتدت قبضته على ذراعها لتدرك هي من ذلك ، انه كان يغلي بالغضب
المكبوت.
لقد كان لازلو يشكل تهديداً، دون ادنى شك، هل عليها ان تنذر أحداً ؟ أم ان ذلك سيدمر الفرصة الملائمة، وبالتالي مستقبل اختها تانيا كما قال؟
وتنفست بعمق وهي تقرر ان ليس سوى طريقة واحدة لمعالجة هذا الأمر، وهي ان تواجهه ثم تسأله.
يتبـــــــــــــع