وأمسكت اختها تانيا بذراعها وهي تقول بلهفة " سوزان، لقد كنت ابحث عنك في كل مكان، ان ليندي الصغيرة
اسقطت ثمار الفريز على ثوبها فماذا عليها ان تفعل؟"
فأجابت شاردة الذهن:" فلتأكلها".
وتناهى إلى سمعها صوت لازلو الغامض يقول:" اسألا الكونتيسة عن منظف شعبي بالاعشاب".
وقالت تانيا وهي تميل ضاحكة نحو الرجل:" شكراً".
كان على مسافة عدة انشات فقط من كتف سوزان، بينما كانت تانيا تتابع قائلة:" ان شقيقتي هي اوعى انسان وادعى
الى الثقة في العالم، ونحن دوماً نلجأ إليها لايجاد حل لأية مشكلة عملية".
فتمتم لازلو:" يبدو ان هذا صحيح".
وأشاحت سوزان بوجهها بعيداً عنه وهي تمتم قائلة:" انني افكر بشيء يفيد بعض الناس".
ورمقت لازلو بنظرة ذات معنى ثم هربت عابسة الوجه، مخترقة جموع الراقصين لتخرج إلى قاعة اكثر هدوءاً حيث
استندت إلى مرآة في جدار، شاعرة بالارتياح ثم تنهدت وهي تتنفس بعمق.
" هل تشعرين بأنك محصورة؟".
وشعرت بخفقات قلبها ترتفع لسماعها ذلك الصوت الرقيق و الضحكة الساخرة، لقد أصبح كابوساً فعلاً.ترى هذا
الرجل لن يتركها وحدها أبداً؟ وسرى الصقيع في جسدها وهي تدير اليه رأسها بكبرياء، ولكن وجهها كان يتوهج
ارتباكاً، بينما يداها مبللتان بالعرق، وتجهم وجهها امتعاضاً وهي تنظر الى الرجل الذي بقرب صورة فارس بالحجم
الطبيعي، والذي لاحظت وهي تقطب جبينها انه يشبه لازلو الى درجة غريبة.
وقالت ببرود:" ماذا عن القيد؟"
فقال وهو يتناول من اناء قربه، قطعة حلوى اخذ يمضغها وهو يقول متأملاً:" انك تتجنبينني".
فأجابت تقلد شئياً سبق و قاله لها:" انني اشعر بالارتياح لتفسيرك عدم اهتمامي بهذه الدقة".
فقال:" انك تؤجلين مالا مناص منه، لابد انك ادركت انني ارغب جداً في التحدث اليك وان لدي ، على الأغلب سبباً
قويا ًلهذا".
سألته بجفاء:" وماهو هذا السبب؟"
فابتسم بفتور وهو يبتلع الحلوى و قال:" ان عندي اسباباً عدة ، ألقي نظرة على نفسك"
يتبـــــــــــع