كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وشعرت برأسها يدور، لقد كان يحبها، لاشيء يهمها بعد الآن وهمست له:" آه يالازلو، عندما ظننت انني لن أراك
أبداً بعد الآن ، شعرت وكأن العالم قد انتهى، صحيح أنه كلما شعر المرء بقرب فقدانه للشيء شعر بمقدار أهميته
عنده".
ورأت عينيه تتجهان نحو أمه بحنين، وشعرت بالألم الذي في قلبه ينتقل إلى قلبها هي ، ولكنها لم تجرؤ على
النطق بالكلمات التي كانت تحوم حول شفتيها وهي تقول: كونتيسة..هذا هو ابنك.
وابتسمت الكونتيسة بحرارة وهي تقول:" عندما تتزوجان، أرجو أن تسكنا قريباً منا جميعاً،فأختاك سيسعدهما
ذلك".
وبدت الرزانة على وجه سوزان وهي تقول:" نعم".
ذلك أنه لم يكن لديها وقت للتفكير في هذا الأمر، ربما كان ذلك في هنغاريا أو روسيا أو نيويورك..
قال لازلو بهدوء:" إن مكان عملك سيكون في ديفون كما كنت أنت قد خططت لذلك، وقد كنت أفكر في ذلك وأنا
في طريقي إلى هنا.. ولا أرى سبباً في عدم تحقيق أحلامها هذه سأخبرك عن أحلامي أنا، وهي أنه ، عدا عن
الطواف حول العالم معك وزيارة شقيقتيك و اسرتك هنا، فسيكون مقرنا الدائم في ديفون، في قرية وايدكومب
حيث الهدوء والسكينة و السلام و الجمال ويمكننا الركوب أميالاً فوق المروج الخضراء ، وسيكون موطناً حسناً
لأولادنا ولنا معهم، إنني أريد ذلك أن يصبح دائم، ولكنني أريد الآن وأريده هناك ، حيث ستكونين سعيدة".
فقالت ببساطة:" لا أستطيع أن اخبرك بمبلغ حبي لك".
وقالت الكونتيسة بعطف:" إنني في غاية السعادة لأجلكما أنتما الاثنين".
ثم قبلتهما معاً، وطالت نظراتها على وجه لازلو وهي ترى الحنين فيهما، ولابد أن قلبها حدثها بشيء ما ، لأنها
قالت بصوت مرتجف:" أشعر وكأنني أعرفك، وأطالت التحديق في عينيه..".
وأطلقت ضحكة قصيرة مرتبكة وهي تتابع:" لاأرى شيئاً فيهما سوى الطيبة، عليك أن تخبرني عن سبب عدائك
لإبني ، فأنا أريد أن نزوركم في منزلكم".
واهتز لازلو بشكل ملحوظ، وهو يقول بلطف:" هنالك بيت آخر بإمكاننا أن نعيش فيه، لولا أنه يعود الآن إلى
شخص آخر، بشكل غير قانوني، بل أخلاقي".
ورفع يد سوزان و قبلها برقة وهو يستطرد قائلاً:" ليس عندك مانع في ألاتكوني كونتيسة، أليس كذلك يا
عزيزتي؟".
فهتفت بحرارة:" كلا ليس مانع لازلو، هل ستمنح القصر لاسطفان؟".
فأجاب برقة:" وكذلك سأمنح أمي هدية".
وضحك الاثنان للحيرة التي بدت على ملامح الكونتيسة، وتابع قائلاً:"إنني سأمنحها إبناً، وكذلك كنة جديدة".
وتألقت عيناه السوداون وهو يتابع قائلاً مخاطباً الكونتيسة:" لقد كذبت على سوزان ذلك ان طفلاً كان ولد في
القصر هنا، إنه ابنك ابن نيكولاي رومانوف".
وشحب وجه الكونتيسة وترنحت قليلاً قبل أن تتمالك توزانها بتمسكها بحافة المكتب، ومالبثت أن مالت على
المكتب وخبأت وجهها بيديها وهي تقول:" أتعلم بأمره؟ آه ياسوزان، كم حاولت أن أنسى، ولدي ولدي
الرضيع..لقد أخذه مني نيكولاي،آه ياسوزان".
يتــــــــــــبع
|