كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فأجاب بحدة:" و لكنني لا أستطيع ان اثبت شيئاً، لا شيء على الاطلاق".
ووقف وكأنه لم يعد يستطيع تمالك نفسه و ابتدأ يتمشى ذاهباً وراجعاً وهو يتابع قائلاً:" لقد ذكر التواريخ
والاجتماعات و الاتصالات و المعاملات وكل ما يمكن ان يثبت صحة ما يقوله بالواقائع، وكانت تلك تدينه هو
وحده فقط، ولاتدينني أنا، هناك مناسبة معينة ليس لدي اثبات عن وجودي في مكان آخر اثناء حدوثها، ولا برهان
آخر عن تحركاتي أثناءها، وقد كنت بمفردي في الغابة ممتطياً حصاني و متجها إلى موعد مع بعض الأشخاص
في الكتلة الشرقية".
وعبس وهو يزم شفتيه ثم يتابع:" وهو كذلك بامكانه ان يقدم برهاناً من المعاملات الداخلية في مبادلات السلع
المخزونة وليس ثمة طريقة يمكنني بها اثبات خطأه، فكلمته ضد كلمتي، وقد سبق للصحف ان زرعت بذور الشك
حول نزاهتي و استقامتي، وسيكون لها عند ذلك مرتعاً خصباً".
فسألته:" وهل اخبرت فيكادو بالحقيقة؟".
قال:" انه لم يصدقني، اتدركين كم كان صعباً علي ان اذهب اليه متوسلاً، ليرفض طلبي منه وقال لي بأن يتوخى
الحذر في ما سينشره عني؟ " وأضاف بمرارة:" ان عند الهنغاريين مثلاً يقول:" يبدأ فساد السمكة من رأسها".
وهذا يعني ان شريكي اذا كان فاسداً، فهذا يعني انني انا مشترك معه، هذا إلى أن اسمي كان قذراً عند فيكادو
الذي يعلم بما كنت سببته من ازعاج لاسطفان".
قالت له:" لقد قلت انك اخفيت مظاهر حياتك الخاصة عن الأعين، ولكن يازلالو، ربما اذا عرف مقدار عواطفك
نحو اسرتك..".
فقاطعها مزمجراً بحدة جعلتها تجفل فزعة:" كلا انني لست من الحماقة بحيث ابدو اضعف مما انا عليه حالياً".
فقالت ضارعة وقد شحب وجهها رعباً:" ولكن ..انهم سيرسلونك الى السجن".
وتابع قائلاً:" او ان علي ان اهرب، وقد عانيت الكفاية من ذلك طيلة حياتي".
وقالت تسأله:" هل فكرت في ان تنذر الناشرين قضائياً؟".
فأجاب بفروغ صبر:" لقد جربت ذلك ففشلت ، ولهذا السبب صممت على استعمالك أنت كسلاح في يدي".
وأغمضت عينيها يأساً لحظة قالت بعدها وهي ترتجف:" لقد ابتدأت افهم، لقد تهدد استقرار حياتك العائلية
وانسجامها ، فكان عليك ان تقوم بأي شيء لكي تحميهم من الأذى ومن الشائعات و تكهنات الصحف".
فتمتم يقول:" وهكذا اهتديت إلى طريقة تجعلك تقومين بما أطلبه منك".
ردت عليه بسخط:" وذلك بتهديدي بكشف هويتك الحقيقية لاسطفان".
فأومأ مجيباً وهو يقول:" ثم اكتشفت مبلغ الحب الذي يجمعك باختك ماريان، ورأيت ان تهديد سعادتك وذلك
بقرنها مع شخص خائن قذر مثلي، كما هو ظنهم بي ، سيملأها خوفاً، وبالتالي خطيبها ايضاً".
فقالت بحيرة:" ان هذا لايبدو تهديداً كبيراً، لقد كان مجرد مغامرة منك".
فتمتم يجيبها:" انها ليست مغامرة كما تظنين".
كانت تشعر بأن ثمة شيئاً مازال يخفيه عنها وقالت وهي ترتجف:" هذه اذن ، هي القضية التي اخبرتني عنها".
يتبـــــــــــــع
|