كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان لازلو هناك يهز الطفل الواعي وهو ينشد له بصوت عميق بالغ الرقة، وبينما أخذت تراقبه، أدركت إنها
مغرم بهذا الرجل مهما كانت شخصيته وصفاته و تحركاته، أنها واقعة في حبه .
تفاجأت وهو يقول لها بهمس:" تعالي وانظري إليه".
وتجمدت في مكانها ذلك أنه لم تبدرمنه أي شارة إلى أنه عرف بوجودها في الغرفة وأدركت أن الجواب على هذا
هو عند الغجر الذين سبق و أمضى معهم قسماً من حياته، تقدمت منه تنظر إلى الطفل الراقد وهي تشهق قائلة:"
آه ما أجمله هل ثمة شيء أجمل من طفل نائم؟".
وأعاد لازلو الطفل برفق إلى مهده ثم أخذ يعالج إحدى الدمى المعلقة فوقه وما لبثت هي أن ابتسمت حين انطلقت
منها ترنيمة هادئة شجية.
وأجابها بلطف:" نعم هنالك شيء يماثل ذلك جمالاً إنه أنت في هذه اللحظة".
فتمتمت:" آه لازلو".
ثم أمسك بيدها التي كانت ترتجف و قبلها ثم اقترب منها اكثر ليقبل ما بين عينيها ثم انحنى ليضمها ولكنه فجأة
توقف وابتعد وقال بصوت خشن :" كلا لا يمكننا أن نفعل هذا عليّ ألا أدع عزيمتي تتراخى في ما صممته من
اتخاذك موضوعاً للمساومة",
فقالت بثبات:" لقد سبق و قلت إنني سأمتثل لكل ما تريده مني، لقد سبق لقد سمحت لك بأن تدعي بأننا سنتزوج".
فانحنى لازلو على المهد يقبل و جنة الطفل النائم وهو يهمهم برقة:" آه إنني على استعداد حتى لارتكاب جريمة
لأجله".
فهمست وقد شعرت بالألم في لهجته وهو يقول ذلك:" ما هذا الذي تتحدث عنه يالازلو ما الذي يضايقك؟".
ولم يستطع الجواب لحظة ثم ما لبث أن تمالك نفسه رغم أن صوته حين تكلم كان متوتراً:" إن أولادي مهددون".
فشهقت مذعورة وهي تقول:" آه كلا ، لاأستطيع احتمال أي شيء يحدث لأي منهم".
فاستدار إليها ببطء وهو يقول:" إنني لا أتوانى عن القيام بأب شيء لكي أبقيهم سالمين".
وهمست بعد أن ألقت نظرة سريعة على الطفل الراقد:" آه لازلو".
وفكرت في هذا الطفل شاعرة بموجة من الحب له تكتنفها وهي تتابع قائلة:" إن الذي يفكر في أن يؤذيه لابد أن
يكون معتوهاً".
ورفعت أنظارها إلى وجه لازلو القلق المنهك وهي تتابع قائلة بصوت مرتجف:" إن ثمة كثيرين يريدون
اختطاف أبنا الأغنياء ، ما أفظع هذا، لقد فهمت الآن السبب في عدم رغبتك في الظهور في المجتمعات وفي
اخفائك أولادك هنا، لاأحد يعرف مكانهم أليس كذلك".
فأجاب:" كلا".
وأمسك بذراعها بخشونة وقد أظلم وجهه وهو يقول:" وأنت لن تخبري أحداً أليس كذلك؟ حتى ولا أسرتك، أقسمي
على ذلك ياسوزان".
فصرخت:" بالطبع إنني لن أكشف عن هذا أبداً إنني لن أعرض سلامة أولادك للخطر لازلو ولكن.. ماذا غير ذلك
تقوم به بالنسبة للتهديد ذاك؟ هل أخبرت الشرطة؟".
بدت في عينيه نظرة ألم مزقت قلبها وهو يجيب :" إنني أعالج هذا الأمر".
يتــــــــــبع
|