كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فأجابت باقضاب:" كلا".
كانت الحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا الرجل، و تهذيبها الأصيل يدفعانها إلى أن تضيف قائلة:" ان هنغاريا بالغة الجمال وشعبها رائع، وقد استمتعت بوجودي هنا إلى حد بالغ، ولكنني وشعبها رائع وقد استمتعت بوجودي هنا إلى حد بالغ، ولكنني أعشق منزلي في ديفون إلى حد لا يمكنني تركه بصورة دائمة".
وشردت نظراتها حالمة وقد تلاشى القلق من ملامحها، لتنقلها إلى هناك حيث التلال الخضراء و الغابات القديمة و منازل قريتها وايكوب الحجرية التي يرفرف فوقها الهدوء و السلام، كلا إنها لن تقبل الاستقرار في أي مكان آخر أبداً ..أبداً.
قال وهو ينظر إليها بعينين حادتين:" ثم ان لغتك الهنغارية جيدة إلى درجة غير عادية كما ان لكنتك غير سيئة هي أيضاً".
فقالت شاعرة بالسرور لهذا المديح:" شكراً".
وابتدأت تدور حوله راجعة ليلحق هو بها على الفور مقترباً منها، بينما استطردت تقول:" لقد قمت بدورة تعلمت فيها هذه اللغة إنني احتاجها في عملي الجديد، وقد تعلمت أيضاً اللغة الروسية في المدرسة وهذا سيساعدني كذلك، هذا إلى واقع أن أمي كانت هنغارية".
ولم تبد عليه الدهشة، مما خيب أملها نوعا ما، فقد كانت مزهوة بالسرعة التي تمكنت بها من تعلم هذه اللغة المعروفة بصعوبتها..
وقال بهدوء:" ربما جذورك هي أقوى من نشأتك، ذلك ان دمنا له خاصية لا يمكن أن يغفلها المرء".
فنظرت إليه سوزان وقد أدهشتها تلك الرجفة العاطفية في صوته ولكنه تابع يقول :" وها أنت تتدربين على اللغة بالتحدث مع الضيوف الهنغاريين أثناء هذا العرس المزدوج، وهكذا تغمر السعادة هذه
الأسرة".
ونطقه للجملة الأخيرة جعلت جسدها يتصلب، فقد ظهر في لهجته وكأنه يتمنى لهم الشقاء..
ارتجفت وهي تقول:" لقد تعبنا جميعا للوصول إلى ما نحن فيه، فليس هناك تقدم دون جهد".
فأجاب بجفاء:" هذا صحيح، فقد بذلت أنا جهداً كبيراً حتى تمكنت من التطفل على حفلة العرس هذه".
فتوقفت عن السير وقد استبدت بها الحيرة وهي تسأله: " هل أنت متطفل؟"
إنه لايبدو بهذه الصفة، فهو بهذه الملابس يبدو أنيقاً يحسده عليه معظم الرجال، وهذا يجعله من غير
المعقول أن يقوم بهذا العمل وفجأة خطر على فكرها أن يكون عدوا غير مدعو جاء ليتسبب في إحداث
مشكلة.
وسألته بحدة:" لماذا جئت إلى حفلة العرس؟"
فأجاب وقد ضاقت عيناه:" آه، إنه الطعام و المرح و مقابلة الناس". ولمعت عيناه اللتان كانتا تراقبان ملامحها وكل
حركة تقوم بها بكل دقة، بينما كان يتابع قائلاً:" ثم انه كان يهمني أن أرى هذه الأملاك و صاحبها".
وتصاعدت خفقات قلبها، لقد تضمنت لهجته هذه التي تنضح بالمرارة، معاني جمة، سألته بصوت خشن وقد اتسعت
عيناها قلقاً:" هل جئت لإحداث المشاكل؟"
فأجاب بصوت فاتر خال من التعبير:" لقد سبق و عشت هنا".
وشهقت وهي تسأله:" في القصر؟"
فأجاب باختصار:" لقد ولدت هنا."
يتــــــــــبع
|