كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقال من بين اسنانه:" سوزان".
ويبدو أنه لم يستطع أن يقول اكثر من ذلك و جلس متثاقلاً وهو يقول:" ياللهول".
وفكرت هي بأن هنا فرصة حيث يوجد نقطة ضعف فيه، استجمعت شجاعتها و قالت:" إنني معجبة بابنتك كما
أعجب بكل شخص يواجه الآلآم، إذ أن المرء عليه أن يشعر بالألم أولاً و من هنا يأتي شعوره مع الآخرين، و
الآن اخبرني شيئاً ، هل تقبل بأن يؤذي شخص ما ابنتك، الآن بعد كل تلك التعاسة التي قاستها في الماضي؟".
وتملكتها الدهشة و الاضطراب وهو يقول ببطء وقد قست ملامحه:" كلا، إنني سأحمي اسرتي من أي شخص و
أي شيء، إن اسوأ شيء يمكن أن يقوم به أي انسان لرجل ما، هو أن يسيء إلى أولاده".
فقالت بإنزعاج:" إذن فأنت تدرك هذا، ولا بد أنه بإمكانك استعياب الأذى الذي يتسبب عن تفسخ الأسر".
فأجب بمرارة:" آه، نعم".
فعادت تقول:" فأنت ترغمني على أن أصبح منبوذة، فكيف تتصور شعوري عند ذاك؟ ما الذي ستشعر به أنت
نفسك لو...".
فقاطعها بحدة و ضيق:" اخرسي".
لقد اصابت في نفسه وتراً، وكانت تعلم أن المنطق هو الذي سيفوز في النهاية، تابع و عيناه مليئتان بالألم:" إنني
بخلافك ليس لي خيار أبداً في ما عليّ أن أفعل".
فصرخت بيأس:" هنالك دوماً خيار، ألا يمكنك أن ترى أن ما تفعله بي يناقض حبك لأولادك؟".
فزمجر غاضباً:" كلا" و بحركة سريعة وقف على قدميه دافعاً بكرسيه ليرتطم بالأرض، ثم يتخطى بعنف الأشياء
في طريقه، وأخذت تراقبه متوجسة إلى أن وقف امام حاجز الشرفة حيث أخذ يرمق التلال امامه عابساً، ولكنها
أدركت أنه لم يكن يرى تلك التلال لأنه كان يركز أفكاره عما في داخله من كراهية تجيش بها نفسه و تجعل
كتفيه ترتفعان و تنخفضان بعنف وهو يقول:" إنني أكن لأسرتي بالغ الحب، فأنا أحبهم هم وليس أنت أو أختك أو
صهرك الغالي، إن ابنتي هما أغلى شيء عندي في هذا العالم، إنهما كل من أوليه ثقتي، ليس ثمة أحد أقرب إليّ
منهما، ولن يدخل شخص بيننا أو يسبب لهما الضرر ما دمت أن على قيد الحياة".
فصرخت قائلة:" ولكن هذا هو شعوري أنا بالضبط".
وضربت بيدها على المنضدة بعنف ثم وقفت متجهة نحوه بخطوات واسعة، لتواجهه وهي تقول:" فكر بما تفعله
بنا، إننا من أقربائك سواء أعجبك هذا أم لا ، فتانيا تزوجت من أخيك غير الشقيق الذي دمه نفس دمك ولابد أنك
تشعر ببعض الروابط بيننا و بينك".
فقاطعها بوحشية:" لا أشعر بشيء ..لا أشعر بشيء ..أبداً".
فأهتزت لعنفه هذا و تملكها لخوف من الطريقة التي كان ينظر بها إليها.
وقالت بازدراء:" أيهاالمحتال العديم المشاعر، انك تستعملني للمنافسة في قضية تافهة تريد أن تجربها والتي لا
يمكن أن تكون من الأهمية بحيث تحملك على التخلي عن كل أصول و السلوك فاضل، إنك غني و لست بحاجة
إلى مال وأنت ذو نفوذ و لست بحاجة إلى زيادة في المعجبين لإرضاء زهوك مهما كان بالغاً".
قال بلهجة تنطوي لى التحذير:" حذار من تمادي معي سوزان".
يتبـــــــــــــــع
|