كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقاطعها قائلاً:" من قال أن إنه ليس ضروري بل سنذهب الى مكتب رجل الدين لإتمام الزواج و اذا رفضت
سأجرك أو أحملك حتى يتم هذا زواج شئت أم ابيت.".
فقالت:" إنك مجنون".
فأجاب:" كلا بل مدفوع".
وعندما تخلل شعره بأصابعه لمحت فيه رجلاً حطمه الألم بسبب شيء هو أسوأ كثيراً من مجرد الحسد أو
الأستياء.
وهمست له:" لابد أن تخبرني بالسبب فأنا أشعر أن ثمة شيئاً هو أساسي سأيجعلك سعيد. اذا فعلته فماهو ؟".
وسكتت برهة ثم عادت تقول بصوت متهدج:" عليك أن تدرك جيداً ماالذي تعنيه اسرتي بالنسبة إليّ و عملي هو
المهم جداً عندي إذ أنني وضعت فيه كل آمالي و حياتي، عملي هذا ليس مهماً الآن ، أن الذين أحبهم هم أهم
عندي بكثير، وإن إخفاء نفسك عن اسطفان و الكونتيسة لا يستحق تحطيم أسرتي.. فانتبه إلى أي مدى تدفعني
وحتى الآن أنا أعتبر حبي لأسرتي كقضية مسلم بها،ولكن منذ أن ارغمتني على خلق صدع بيننا اكتشفت مقدار
الحب الذي أكنه لهم، ومقدار حاجتي إليهم جميعاً وأنا متأكدة من أنهم سيشعرون بنفس الشيء إذا كان عليّ أن
أسمح لك بأن تقوم بعملك الكريه هذا وخاصة تانيا إنني أعرف أنها دوماً كانت تقدمنا على نفسها".
فقال بملامح جادة:" ربما أصنع أنا معك جميلاً، بهذا، فإن الأسرة يجب ألا تؤخذ أبداً كقضية مسلم بها، ذلك أنهم
في النهاية سيكونون كل ما تملكينه في هذا العالم ،فهم لن يتركوك ابدا مهما فعلت لأنهم يحبوك اليس كذلك ؟".
ونظرت في عينيه بعينيها الدامعتين، و ظنت أنها قد اكتشفت فيهما عطفاً، وفجأة أخذت تتساءل عما إذا كان من
المناسب أن تخبره عن الطفولة المعذبة التي مر بها اسطفان و اختاها، فربما إذا هي فعلت ذلك ، ورأى هو أن
اسرتها هم مجرد بشر وليسوا أعداء، ربما يلين فيتحدث الى اسطفان ومن ثم يتوصلان إلى نوع من الاتفاق ،
حتى انه ربما ينسى ما يتعلق بالانتقام للماضي.
وقالت بلهجة عاطفية:" الحق معك ، فالإنسان لا يعرف قيمة الشيء إلا إذا كان على وشك أن يفقده، وأنا أعرف
أن أختي ماريان ستتحطم إذا هي علمت أنني سأسبب الأذى لتانيا ، هي و فيكادو".
فقال ببرود:" لا أريد أن أسمع شيئاً عن ذلك الحقير".
وفكرت بسرعة أن اختيارها ذاك كان خاطئاً، اذ كان الأفضل أن تستميله بذكر أبيه ،وبان القلق على وجهها وهي
تتصور إلى أي حد سيتأذى أبوها عندما يعلم بخطبتها المفاجئة، وإلى من؟ إلى منافس اسطفان.
وقالت بصوت أجش:" فليكن لديك شيء من العطف يا لازلو فإن كان أبي مريضاً ونحن نخفي عنه مشكلاتنا، فماالذي سيكون شعوره ، فلقد كافح و تألم طويلاً في حياته، ان القلق سيتملكه و كذلك الأسى إنه رجل طيب ، عندما جاءت أمي لاجئة من هنغاريا فقيرة معوزة أخذها إليه و منحها عملاً وبعد ذلك و قعا في الحب و تزوجا و كانا سعيدين، ليس بإمكانك أن تسبب له الأذى، إنه ابي و أنا أحبه بقدر ما أحببت أنت أباك وقد حطمه فقدانه أمي".
يتــــــــــبع
|