كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
مالت إلى الامام وقد بدا عليها الجد، محاولة أن تتعامل مع هذا الأمر كأي عرض عادي توجهوه، فلازلو لم يكن
يعني بالنسبة إليها سوى ممول، وعادت تقول:" إن أصعب مافي الأمر سيكون الاختيار، ذلك أنه سيكون أمامي
العشرات من الأفكار يمكنني استعمالها، ولكن عليّ أن أصل إلى اختيار متوزان، وأقرر ما الذي يعجب الزبون
من الماضي ويناسب هذا العصر أيضاً, مارأيك في انتاج برانس من اللباد مثل تلك التي يرتديها الرعاة هنا منذ
مئات السنين؟".
فأجاب بثبات:" إنها لن تباع".
فشعرت بالخيبة، ولكنها عادت تقول:" ولكن القمصان ستباع إذا أدخلنا عليها شيئاً من الزينة التقليدية".
فقال:" ربما، وبالنسبة للحديث عن الأشياء التقليدية هنالك قصة حاكم المدينة صغيرة يلون الأقمشة باللون الأزرق بيده، وذلك في أوقات فراغة، يمكنك أن تشتري هذا القماش فقط بين شهري أيار و أيلول، فهو الوقت الذي يعلقها فيه خارجاً لكي تجف".
فهتفت وهي لا تتمالك نفسها من الشعور بالإثارة:" يالها من قصة رائعة".
و انبثقت في ذهنها فكرة فتابعت تقول:" يمكنني أن أبيع قمصاناً هنغارية باللون الأبيض أو الأزرق و نضع هذه
القصة في كراسة و ستتضمن كل قطعة جملة مثيرة عن تاريخها".
فقال متأملاً:" بالنسبة إلى إشراك الزبائن ..اسمعي سأخبرك شيئاً وهو أن وضع معلومات عن حضارة كل بلد
سيجعلك مرغوبة من المستوردين في الخارج و أصحاب الشأن الذين يعطونك الترخيص و ستحصلين على تعاون
أكثر من كل من يشترك في ذلك ، فإن ذكر تقاليدهم يسرهم ,يا سوزان الملهمة".
و هتفت وهي لا تصدق أن كل ما كانت تريده، هو في طريقه إلى أن يتحقق الآن:" لا أستطيع الانتظار إلى حين
نبدأ ذلك ، فقد تعبت كثيراً لكي أصل إلى غايتي هذه".
فقال:" وكذلك أنا".
وكان في صوته من الحرارة ما جعلها تنظر إليه بسرعة، ثم خطر لها أنه يريدها أن تنجح فقط لكي يغيظ اسطفان ،أما هي تريد أن تنجح بمعونته ولكن هذا من إجل أن يبقى اسطفان و تانيا سعيدين بجهلهما أنهما غير وارثين, وهي ستكون بخير فحياتها ستكون ملئية بالأسفار الرائعة و الاجتماعات ، وساتعود إلى بلدتها حيث مخزن بضاعتها الخاص بها وتكمل عملها من هناك.
وقال لها لازلو بصوت أجش:" إن في عينيك نجوم براقة وأنت تفكرين".
فأجابت بجفاء:" إن لدي الشمس و القمر وكل الكواكب و أشكرك لتمويلك لي، إنني أعلم أن لديك أسباباً غير
سارة جعلتك تساعدني و لكنني مع هذا، مسرورة، طبعاً كان بامكاني أن أحقق طموحاتي بنفسي، ولكنك أسرعت
بي إلى ذلك".
شربا وأكلاوبعد ذلك تناولا القهوة في الشمس، بينما البط و الدجاج يتراكض حولهما وتحت أقدامهما،
وتساءلت عما إذا كانت شعرت بمثل هذه السعادة في حياتها و سرور،فا المكان هادئة ومريح.
ثم قالت:" علينا أن نتحرك الآن".
وتنهدت شاعرة بالكراهية لترك هذه الحديقة الهادئة المسالمة ذات الجو المنزلي ثم تابعت تقول:" علينا ألا نطيل
من انتظار اولئك الذين سيتعاونون معنا".
يتــــــــــبع
|