كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأشرق وجهها لقد أشعرتها هذه الأشياء الريفية الرائعة بالسلوى و الارتياح وسألته:" من يخدم في المنزل هنا؟".
فأجاب ببساطة:" أي منا يكون موجوداً، وجميعنا أحياناً فعند نضج الفواكه أو الخضر، نجلس إلى المائدة نقشرها
أو نقطعها إلى الشرائح أو ننزع أوراقها وأظن هذا يساعدنا على الترابط معاً".
فقالت:" إذن, فأنت تتوقف عن الخشخاشة أحياناً".
فقال مرواغاً:" وهل سبق وقلت أنا ذلك؟".
وكانت تعلم أنه فعل ذلك وأنه يحمي نفسه منها، وداخل نفسها شيء من السرور، فهو يعشق أسرته وهذه نقطة
هامة جعلتها تشعر على الفور بالدفء نحوه .
وقالت تسأله:" أليست ابنتك هنا؟"
فأجاب ببطء وهو يرى نظرتها الحذرة:" لقد طلبت منها أن تتغيب هذا النهار، ولكن لا تقلقي فأنا فقط أردت ألا
يضايقنا الأم وطفلها".
كان واضحاً من الزهو الذي خالط لهجته, أنه يكن لهما حباً عظيماً, إنه رجل محب حتى لو اظهر عكس ذلك نحو الآخرين، ثم قائلة:" إذا أنا لم أقلق لوجودنا هنا بمفردنا فإنني إذن حمقاء".
قال بهدوء:" علينا نحن الاثنين أن نتذكر الغرض من تعاوننا ونحتفظ به أمام أعيننا فهنالك أشياء أريدها ، لها
الأفضلية عندي على ماتخشين منه".
فازدردت ريقها وهي تتجنب النظر في عينيه، وتمتمت قائلة:" إنني أوافق على هذا فنحن الاثنين نعمل في سبيل
نجاحي أنا ,لأسباب جديرة بالثناء، وأنت لأسباب انتقامية".
ورمقته بنظرة جانبية فرأته يخفي ابتسامته فقالت بسرعة:" ولديك سبب آخر يجعلني تحت سيطرتك، أليس
كذلك؟".
فقال ببطء:" حقاً؟".
فشعرت بالحنق و خيبة الأمل وتابع هو قائلاً:"اصعدي إلى الحمام لتنظيف نفسك وهو الأول إلى اليمين في
الطابق الأعلى وستجدين مناشف نظيفة في خزانة البياضات هناك، فاستعملي المناشف غير الملونة لأن البيضاء
هي للطفل، وفي غرفة النوم المقابلة للحمام ستجدين الجوارب الجديدة في خزانة ابنتي".
قالت:" لا يمكنني أخذ أي شيء من مقتنياتها".
فأجاب متكاسلاً:" وكيف سيبدو و منظرك إذا أنت دخلت مصنع الأنسجة هكذا".
وتساءلت لماذا له دائما الكلمة النهائية؟ لماذا هي دوماً منطقية؟ حتى انها لا يمكنها مجادلته دون أن تبدو حجتها
غير معقولة.
وقال:" ألا يبدو المنطق أحياناً مثير للسخط؟"
فنظرت إليه بجمود وهي تقول في نفسها لهذه درجة هي واضحة وشفافة ليعرف ما تفكر فيه، وقررت ألا تعرّض
نفسها لمضايقاته لها، فهو لا يحب شيئاً قدر حبه للشجار، وحملت حذاءها في يدها، ثم خرجت من المطبخ صاعدة
السلم الى الحمام بينما صدى ضحكاته مازال يرن في أذنيها.
وبعد أن غسلت الخدوش في يديها وركبتيها خرجت إلى غرفة النوم التي كانت دُمى الأطفال و الصور منتشرة في
كل مكان فيها، ولم تستطع أن تمنع نفسها من تفحص الصور تلك فزوجة لازلو لابد أن تكون ما بين صور.
يتبــــــــــــع
|