كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فأجاب :" حوالي الخمسة عشر عاماً".
وسألته بارتياب:" اهذا هو مكتبك؟ انه يبدو لي وكأنه ارض خاصة لمنزل ما".
فابتسم قائلاً:" الاثنان، في البداية كان هذا المنزل كوخاً للصيد لبعض فرسان سانت جون في القرن الرابع عشر،
ثم آل إلى استرهازي التي وسعته، بعد ذلك بأربع مائة سنة، انني استعمله كمكتب خاص و للاجتماعات ، لقد كان
اصحابه اسرة استرهازي انتهازيين للفرص، فأول شخص منها تزوج لأجل المال، ثم اخذوا اثناء الحروب التي
مرت على البلاد يميلون إلى الجهة التي تناسب مصالحهم".
فقالت بلهجة لاذعة:" لابد أن جو المنزل يشعرك بالالفة التامة".
وكان قد ظهر المنزل الآن والذي كان مبنياً من احجار متواضعة،كما كانت الجدران صفراء بلون الشمام والسقف
من القرميد, كما هو المكان هادئ في هذه المنطقة.
قالت ويداها تتحركان في حجرها بضيق :" انتظر لحظة لقد سبق و قلت ان ليس لديك منزل".
ضحك قائلاً:" ارتاحي فهذا ليس بيتي و انما بيت ابنتي".
فقالت بتعجب:" ابنتك".
وأجاب هو :" بالتأكيد".
عندما دخلا السيارة مال نحوها قائلا برقة :" هل شعرت بالأمان اكثر عندما علمت ان لدي اسرة؟".
قالت في نفسها :أمان؟ وحبست انفاسها وهي تفكر في أن ليس ثمة شعور بالأمان مع هذا الرجل قبل مسافة عشرة
اميال من حيث يقف.
وأجابت :" كلا أبداً فان وجودي بصحبة رجلاً كثير الاسرار و الغموض لا يمكن أن أشعر معه بالأمان ".
وأخذت تتلمس مقبض الباب..تريد الهرب فأمسك بها وقال :" لن تستطعي الهرب مني سوزان".
ولكنهاوجدت المقبض قبل ان تتراخى عزيمتها و ضغطت على المقبض و ففتحت الباب على اتساعه وسقطت
منه، وعندما مد لازلو يديه يمسك بها أفلتت من بين ذراعيه متدحرجة على الطريق المرصوف بالحصى.
وصرخ يسألها باهتمام بالغ:" هل أنت بخير؟".
كانت يداها قد احتكتا بالأرض فعلقت حبيبات من الرمل على كفيها، وأخذت تحاول الوقوف على قدميها اذ كانت
تعيقها تنورتها وكان لازلو وصل إليها الآن حيث ساعدها على الوقوف وهي تقول:" آه لقد تمزق جوربي وحذائي
تلف ..كيف يمكن ان اقابل الرؤساء ورجال الأعمال ".
فضحك وهو يقول ساخراً:" كفي شكاوى ودعينا نعالج الأمور واحدا بعد آخر اولاً ، هل أنت بخير؟ هل اصبت
في أي مكان؟".
فنظرت إليه بعينيها الكبيرتين لتتلاقيا بعينيه نعم لقد اصيبت في قلبها وفي كرامتها ولكنها في اعماقها كانت تريد
منه الرفق والرقة على الدوام ، وأن يتخلى عن انتقامه القاسي.
وقالت تجيبه بخجل:" ان وركي يؤلمني".
فقال:" سأقوم بتسميده بعد لحظة".
يتبـــــــــــع
|