كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقالت وقد صدمت بجوابه المقتضب هذا:"آه.."ثم اخذت تحدق في بيوت القرية الملونة وفي الحواجز الحديدية
المدهونة باللونين الأزرق و الأخضر والتي تحمي حدائق الأزهار المترفة من قطعان الماشية التي كانت تساق
بجانبها يومياً، وكانت النساء تعمل في حرارة الصيف في ريها بينما أطفالهن يلعبون بين أقدامهن.
وأمعنت النظر في العبير الذي بدا على ملامح لازلو فقد كان هو أيضاً ينظر إلى تلك الحياة العائلية الأب يعمل
مع ابنته الصغيرة يداً بيد ,الأولاد يتواثبون مرحاً ، المرأة التي كانت تمسك بابنها تديره في الهواء بسرعة ضاحكة بينما كان هو يصرخ لابد أن كل هذه المناظر كانت تؤلمه, فقد كانوا سكان قريته.
وسألته برقة:" هل منزلك إذن بعيد عن هنا؟"
فهز لازلو كتفيه وهو يجيب:" ان منزلي هو حيث ألقي برأسي إنني أعيش حراً دون أية قيود أو مسؤوليات و
انتقل بين مانهاتان ونايتسبردج وهونج كونغ وبودابست".
انحدرت بناظريها إلى يده القوية التي على المقود كان يضع في بنصر يده اليسرى خاتماً ذهبياً ثميناً لم تلحظه
من قبل يزينه حجر من الياقوت الأزرق أما الساعة فقد كانت رخيصة من نوع ساعات العمال.
وفكرت في أنه لم يكن يضع الخاتم في الليلة السابقة لابد أنه متزوج أو مطلق، كلا إنه غير مطلق و إلا لألقي
بالخاتم في النفايات دون شك . زوجة؟ وحاولت أت تتصور شكل تلك المرأة لابد أنها مكتملة من كافة النواحي
متألقة، أنيقة، لاعجب إذن من تحذير اسطفان لها من سلوك لازلو الليلة الماضية.
وقالت:" إنك تحيرني".
وترددت كان ثمة شيء يمنعها من أن تسأله عن زوجته وعما إذا كان له اسرة إذ ربما يظن أن لها غاية من وراء
ذلك.
وسألته:" إذا كنت غنياً إلى هذا الحد فلماذا لا تقتني بيتاً تضع فيه كل مقتنياتك؟"
فضحك وكأن هذه الفكرة كانت سخيفة وزاد من سرعة السيارة ماجعل شعره يتطاير في الهواء ليسبغ بذلك مظهر
عدم المبالاة عليه، وأدهشها إذ قال:" ليس لدي أي مقتنيات كما انني لاأريد بيتاً كبيراً أو أي شيء يقيدني في
مكان واحد في الوقت الذي يمتلك فيه الشخص أي شيء تضعف حصانته و يصبح قابلاً للعطب وقد اختبرت
بنفسي خطورة ذلك الوضع".
فسألته:" أهذا هو السبب في أنك لاتريد قصر هوزار؟"
فأجاب ببطء:" هذا جزء من السبب".
فعادت تسأله:" أوضح واخبرني لماذا لا تريد اللقب و الأملاك؟ وفي الحقيقة لا أكاد اصدق هذا".
فقال:" هل عندك فكرة ماذا يعني أن يكون لديك منزل كبير وأحلامك واسعة وأن تكوني مسؤولة عن سكان قرية؟
فكري في ذلك إن المسؤولية الدائمة هي عبء ثقيل، ذلك أنه يتوجب عليّ أن اكون مسئوولاً عن دقائق حياة كل
شخص وسيكون حول عنقي نير يمنعني من الأسفار والاستمتاع بالحياة ثم متابعة اتصالاتي العملية حول العالم
لأضرب المنافسين لي في عملهم ،إنني رجل قلق اكره القعود و العجز عن الحركة".
فقالت تحدث نفسها بهدوء:" المهر الوحشي".
يتـــــــــبع
|