كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
احست بأصبع من الجليد يمر فوقق عمودها الفقري
وتجمدت لتلميحات مارك المشيرة إلى انها قد تكون انجذبت إلى
دوغلاس تشاندلر..
وبينما كانت تقطع العتبة اجبرت نفسها على تذكر أن
زواجهما ليس زواجا حقيقا. . . بل ترتيبات لها طابع المصلحة
فقط . اذ كان من الواضح ان مارك غير عازم على الالتزام
بتقاليد العريس والعروس . . . فلم يقبلها بعد مراسم الزواج ،
وهو الآن يتركها تقطع عتبة بيتها الجديد سيرا على قدميها بدل
ان يحملها. . . والشكر لله لانهما لن يحتاجا إلى الادعاء.
انصب معظم انتباهها عندما ألقت نظرة على غرفة
الجلوس، على امراة مسنة قوية البنية تجلس على طرف كرسي
مستقيم الظهر تمسك يدها اصابع غلينا . قالت المرأة بلهجة لا
رنين فيها اثناء نهوضها:
.اذن ، هذه عروسك مارك ؟
كان وجه تلك العجوز يخلو من التجاعيد التي لم يظهر منها
إلا القليل حول عينيها وفمها. . . فالوجه قوي وتقاسيمه متشددة
قاسية وخطوط فمها تدل على كثرة الابتسام . . . لكنها بدت امرأه
لا تعطي صداقتها جزافا .
. اجل . . . هذه زوجتي نيكول . . . وهذه عمتي روز يا
نيكول .
فابتسمت نيكول . . . واصبحت يدها بين اصابع المرأة :
تعجبك الاقامة هنا سيدة هاموند .
كانت لهجتها تقول انها
. كيف حالك ؟
. اتمنى ان تشك في ذلك. ثم امعنت النظر
في مارك قاثلة :
. اتريدشيئا تأكله لقد نظفت طعام الغذاء لئلا يفسد . قلت
انك عائد صباح اليوم .
فردت نيكول:
. الذنب ذنببى سيدة فريغسون . . . لقد غرقت في النوم .
قال مارك :
. بعض االكيك او البسكويت ، وطعام بارد يكفي حتى موعد
العشاء . . . اثناء تحضيرك هذا سارافق نيكول الى غرفة النوم
حيث ستنام هي ودايفد . هل هي محضرة ؟
في صوته تحد صامت » كانما تحدى عمته ان تعلق على
شيء شخصي . . . لكن فم المراة تصلب في نمط رفيع قبل ان
ترد بالإيجاب .
في الطريق عبر ممر الجناح الغربي للمنزل ، اشارت غلينا
على استحياء الى غرفتها التي بدت ذات طابع نسائي ناعم
والوان زعفرانية صفراء مزينة بورود ذهبية وكانت غرفة دايفد
ملاصقة لها . . .الوانها حمراء رزرقاء وبيضاء متناسقة مع
الستائر والسجادة . . . بدت غرفة صبياية مميزة . لكن ما لفت
انتباهه ، كان قطارا اصطناعيا في الزاوية . . . انتظر صابرا وغلينا
تديره له .
عندما فتح مارك باب الغرفة المواجهة لغرفة دايفد. . .
طغت عليها الدهشة والاعجاب . . . فالاثاث الخشبي السندياني
يحتل الغرفة . . . واللون الذهبي النقي كان يعكس الظلال على
السجادة الذهبية الخضراء الباهتة . . . والستائر التي تعلو الابواب
الزجاجية العريضة لها اللون الذهبي نفسه.
تنهدت نيكول بنفس عميق ، غير قادرة على زحزحة نظرها
عن الاتاث الرفيع الذوق:
_هل . . . كانت غرفة عمتك ؟
.لا. . . استخدمت دائمآ الغرفة القريبة من الطبخ ،
المخصصة كجناح للخدم ، ولم استطع قط اقناعها باستخدام
احدى هذه الغرف ، خاصة بعد ان كبرت غلينا. لكنها اصرت
على انها تحاج الى خلوة خاصة بها.
سارعت نيكول ا لى القول :
.ربما يجب ان احذو حذوها.
كانت تريد يائسة ان تنعم بفخامة هذه الغرفة . . . لكنها
كانت تتساءل في الوقت نفسه عما اذا كانت بهذا تطلب
الكثير. . . فهي في الواقع ليست سوى مدبرة منزل .
فرد عليها مارك بنعومة :
. لا. . . انت زوجتي. . . ومكانك هنا. ثم ، يجب ان
تكوني قرب الصبي الى ان يعتاد على محيطه الجديد.
.نعم . . . بالطبع .
-ستريك غلينا غرفة الطعام . . . لا بد ان روز قد حضرت
لمرطبات الآن .
استدار نحو الباب لتلحق به متسائلة :
.الن تكون معنا؟
. اريد تفقد بعض الاشياء مع دوغلاس اولآ.
راقبته وهو يبتعد في الممر، ثم لفت نظرها ابواب في
لجهة المقابلة فتساء لت ايهما باب غرفته . . . ثم 0اخرجها
من تفكيرها صوت صفير القطار اللعبة فانضمت إلى دايفد وغلينا
وتركت دايفد بضع دقائق يشرح لها كيف يدير اللعبة و قبل ان
تقترح على غلينا الذهاب الى غرفة الطعام . وفي نيتها ان تطلب
من السيدة فريغسون ان تريها ما تبقى من المنزل بعد تناول
الحلوى والشراب .
التفت دايفد الى غلينا بعد ا نهاء شرابه :
_هل انت جاهزة للعودة ا لى اللعب ؟
-لا. . . فعلي مساعدة عمتي روز في رفع الاطباق اولا.
فتدخلت نيكول بلطف :
.إذا كتت لا تمانعين غلينا. . . سأساعدها، كي تتمكن من
اعطاثي فكرة عن محتويات المطبخ . . . فهل ترافقين دايفد لتريه
المنزل والفناء؟
لم تتفوه المراة العجوز بكلمة وهما ترفعان الصحون
وتحملانها إلى المطبخ ، الجميل العصرى الذي فيه كل
التسهيلات التي قد ترغب فيها امراة . . . تمتمت نيكول بدهشة
وهي ترى في سلة المهملات نفايات برتقال معصور.
.عصير البرتقال كان طازجا
.مارك يحب ان تكون الفاكهة طازجة . . . يرسل شاحنة
الى وادى ستشوان اسبوعيا لتحميل الخضار والفاكهة الطازجة .
_ الايمكن شرائها محليا
.ممكن . . . لكنه لا يقبل الا الافضل .
-لا بد ان هذا يكلفه كثيرا.
_بامكانه تحمل تلك المصاريف .
.اجل اعتقد ذلك.
وضعتا الاطباق في غسالة الصحون الآليه، وادارتها روز
قبل ان تبدا في شرح روتين المنزل لنيكول . بينما كانت ننظف
طاولة المطبخ انهت كلامها:
-لقد نقلت معظم اغراضي الى المنزل القديم بعد ان اتصل
مارك بي يوم امس. سابقى هنا الليلة لاساعدك في وجبة المساء
وتحضير الفطور في الصباح . . . وبعدها اتركك وحدك .
كان عدم موافقتها على زواجهما المتسرع واضحا في
لهجتها. ثم تحركت الى الفرن لتمسح سطحه وقالت متجهمة :
_اعرف لماذا تزوجك مارك . عندما يريد يستطيع اقناع اى
انسان. . . لكنتي لم اشاهد حبآ او ادعاء حب في عينيك عندما
نظرت اليه . . . فلماذا تزوجته ؟ امن اجل ماله ؟
اذهلها السؤال الجرىء. فلم تتوقع من العجوز ان تكون
وقحة الى هذا الحد في ابداء ما تفكر فيه فما كان منها الا ان
رفعت راسها بكبرياء.
رواية مرة حلوةةةة
|