كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
2_ هكذا الحياة
كانت فرقة موسيقية ريفية تمزف في ساحة مديسن هات ،
فتعالت نغماتها فوق الضحك الصادر من الجموع المتفرقة .
ومذا جزء من نشاط اسبوع الاحتفالات . كانت كل فسحة
متوفرة مستغلة في بيع الأطمعة المحلية رالهدايا، والشراب .
في احدى تلك المنصات التي تبيع الستدويشات تمكنت
نيكول اخيرآ من ايجاد عمل مؤقت مدة اربع ليال سيؤمن لها
مدخولا ما، مهما كان قليلا. عندما طلبت نيكرل من ماحب
المنصةالإذن لتحضر معها دايفي لم يعترض ، شرط ان يبتمد
عن طريق العمل ، مع ان هذا سيعني تركه ساهراا كثر مما اعتاده
بكثير. لن يطرل الامر اكثر من اربع ليال وهي المدة الباقية من
الاحتفالات ، وان شاء النوم يستطيع الاستلقاء ملى كومة القش
وراء المنصة اذا تعب .منتديات ليلاس
قلبت نيكول قطعة لحم فوق المشواة الريفية ، ثم مسحت
متعبة العرق من جبينها بظاهر يدها. . . لديها شعور عميق ان
كل جهودما لا طانل منها. . . ففي السنة الاخيرة بدا ان كل
شيء يسير من سيءالى اسوأ.
لقد تعلقت بدايفد بشكل كبير وترفض حتى التفكير فيما
سيترتب على هذا الحب من مسؤوليات . . . آه ليتها نستطيع
الأستراحة ساعة بميدا عن متاعبها. . . او ليتها لا تشعر بهذا
التعب الذى لا يطاق . لربما عندها استطاعت التفكير في حل
ما. . . كم سيحلو لها ان تنضم الى مرح الألوف الصاخبة. . .
الني تبدو خالية من الهموم .
التفتت الى الجهة التي وضعت فيها دايفد على مقعد
خشبي بعد ان اعطته سندويشا. . . فرأت منظر راسه الحريري
البني المطمئن ثم اعادت نظرها الى عملها فتسمرت في مكانها
وذلك لان عينيها التقتا بعينين خضراوين باردتين . . . فسرت في
شرايينها نار من الكراهية،امتد لهيبها إلى عينيها اللوزينتبن .
تفرسه غير المكترث بها اثار اضطرابها ومع ذلك وجدت نيكول
صعوبة في ان تبعد نظرها عنه لكنها اخفضت عينيها عن مارك
هاموند الى ابنته غلينا التي كانت تجلس على المقعد الخشبي
قرب دابفد، تبتسم بخجل وتتحدث معه بصوت منخفض .
اشاحت براسها بحذر. . . تركز اهتمامها على قطعة
الستيك ا فوق المشواه. . . يا لسخرية القدر الذى جعلها تراه
ثانية هي متأكدة من ان الشعور مشترك هذا اذا كان هذا
الرجل يملك شعورا!
وجدت نيكول ان في هذا الرجل فدرا كبيرا يذكرها بأسد
الجبال المفترس. ففي اساريره نظره نبيلة مترفعة محافظةو على
وجهه جو من الاستقلالية وقوة يكبحها متى شاء ويطلقها متى
شاء مظهرا عندها مخالبه المختبئة ، كما في نفسه لا مبالاة تجاه
الحيوان
البدائي غير المدجن البعيد عن المدنية . مع ذلك، وررغم ذلك
كله يملك سحرآ، مغناطيسيآ مذهلآ. . . وكانه نوع من خطر
مخيف.
هزت نيكول راسها بشدة لتوقف التخيلات في تفكيرها.
فالصدفة هي التي جعلتها تقابله ثانية . . . الصدفة وتعرف ابنته
الى دايفد، والاحتفال . التوى فمها بقلق بعد ان ادركت انها لم
تعد تفكر في مشاكلها المالية .
-ناني؟
صوت دايفد الطفولي الرفيع اعادها الى حاضرها.
وبعد تحضير طبقين اضافيين ، مسحت يديها بمريلتها، وسارت
نحو دايفد. . . متجاهلة عن قصد الرجل الواقف خلفه.
.مرحبا غلين .
دفع دايفد اليها الطبق الفارغ :
-اكلت طعامي كله ،تريد غلين ان تريني كل شيء هنا.
فسارعت غلينا لتقول بأثارة :
_سأمسك يده جيدا طوال الوقت ولن يضيع.
.انا واثقة انك ستكونين مهتمة به غلينا لكن . . . اظن ان
من الأفضل ان يبقى معي. . . فالمكان مكتظ الليلة .
قالتفتت الفتاة الى والدها برجاء:
-اوه دادي. . . ارحوك اقنع السيدة ماديسون بأننا سنعتني به !
اجفلت نيكول 0 مدركة صعوبة الموقف الذي وضعتهما
الفتاة به . فهي ليست بحاجة لتسمع كلامه كي تعرف ان هذا
اخر ما يفكر فيه . . . الفتت نظرتة الباردة !ليها . . . فاستجمعت
نيكول قوتها لتقابل نظرته باخرى مماثلة .
. سيكون الصبي سالمآ معنا . . . وسنعيده لك فور الانتهاء
من جولتنا سيدة ماديسون .
بدت السخرية عندما شدد على كلمة سيدة فسارعت تقول
.انا الآنسة ماديسون ء ودايفد ابن شقيقي. والآن اعذروني
لدي عمل .
فرد مارك بنعومة :
.سنعيده بعد ساعة تقريبآ.
فالتفتت اليه :
_لكنني لم اقل لم ان بإمكانكما اخذه ا
فقال متحديآ:
.الطفل لا يفعل شيئا اثناء عملك فما الضرر؟
فتنهدت ، غير راغية في جدال عقيم :
.حسنآ. . . سأتوقع منكما اعادته بعد ساعة .
بعد رحيلهم ، اخذت تتساءل ما اذا كانت مجنونة لتوافق
مارك هاموند وابنته ، الغريبين عنها كليا، بغض النظر عن
مظهرهما المحترم . . . وكلمة محترم وصف يصعب ان ينطبق
عليه .
احست دون ادنى شك انه انما يقوم بكل انانية بتحقيق
رغبات ابنته مستخدما دايفد للترفيه عنها لئلا يضطر للاعتناء بها
هو نفسه.
بعد ساعة من الوقت اخذ ت تنظر الى الجموع تفتش عنهم
دون قصد. . . اخيرا ظهر لها دايفد بين ذراعي مارك ، يتقدم من
المنصة ويد تمسك بيد غلينا. . . عينا دايفد البنيتان الواسعتان
المذهولتان مما شاهد اعلمتاها انه سيتكلم دون توقف اكثر من
ساعة ليشاركها بما شاهده في جولته . . . وكان وجه غلينا ايضا
مفعما بالحيويةوالسعادة .
قفز دايفد إلى ذراعيها الممدودتين اليه:
_هل امضيت وقتا طيبا؟
-بل عظيما
فقالت غلينا:
_لقد اعدناه سالما.
فابتسمت نيكول لها:
-اجل هذا ما فعلتماه
والتفتت الى الاب وقد اصبحت ابتسامتها شاحبة منخفضه
تحت نظرته الممعنة فيها.
-شكرا لك .
أوقفت نيكول الصبي على المقعد الخشبي الذي كان يجلس
عليه ووضفعت اطراف قميصه تحت بنطلونه ، فقال :
_كان يجب ان تشاهدي ذاك البيض الجميل المعلق في
الهواء اللذي يمكنك تكسيره فوق رؤوس الناس!
قال هذا بذهول وكانه اكتشف شيئآ مهما. . فلم تتمالك
نيكول نفسها من الضحك ، لتمحو الضحكة خطوط التوتر عن
وجهها.
مدت غلينا يدها الى حقيبة القش التي تحملها واخرجت
منها بيضتين من الشوكولا ملفوفتان باوراق ملونة :
-خذ هذه معك الى البيت دايفي.
احست نيكول بجسده الصغير. . . يتصلب .
.ناني وانا. . . لا نقبل الإحسان.
احست بحمرة الحرج تعلو وجنتيها امام نظرته الساخرة التي
وجهها اليها وكانها لمسة حقيقية . . . لقد عرف ان دايفد يعيد
كلمات رددتها هي له اكثر من مرة . وأحست بالمرارة من النظرة
المتألمة المطلة من عيني غلينا الزرقاوين.
فقال مارك بصوت رقيق منخفض :
_هذا ليس إحسانا. . . انها هدية الاحتفال . . . كهدية
الميلاد.
فادار دافيد راسه الى نيكول يستفسر عن صحة كلام مارك .
بما ان هاتين البيضتين هدية .بريئة من غلينا، لم تشأ نيكول
الرفض . . . لكن والدها الآن تدخل . . . لذا ارادت الرفض .
لكن الرفض لن يوثر في مارك هاموند الذي يدعم ابنته في هذا
فقط. . . لكنه سيؤثرفي دايفد الذي لن يستطيع هي تقديم مثل
هذه الهدية له فوافقت :
_هذاصحيح دايفد. . . لماذا لا تذهب وتعرض لعبتك
على غلينا؟
احتضن الطقل البيضتين بحنر، وانطلق نحو لعبة وضعها
خلف المقعد الخشبي.
باستثناء تلك الملاحظة ، لم تسمع من مارك كلاما، لكنها
لم تفقد احساسها بوجوده ، لانه كان يوجه إليها نظراته الثاقية .
انتهت فرصتها فعادت الى العمل بعد ان ودعت غلينا
دايفد. . . تكور دايفد بارادته فوق كومة قش خلف المنصة واخذ
يراقب الناس. . . وبعد العاشرة بقليل لاحظت ان راسه هبط
لينام نوما عميقآ.
ينتهي رسميا الاحتفال كل ليلة في العاشرة والنصف . لكن نيكول لا تغادر العمل قبل الحادية عشرة والنصف، وذلك حتى
تنهي تنظيف المشواة والمنصة . . . بحثهاعن العمل ثلاثة ايام
ووقوفها امام المشواة الحارة ست ساعات متواصلةوحملها
دايفد حتى المنزل سيجعلها تنهار عندما تصل .
حملت دايفد ولعبته وحقيبتها، ثم تقدمت لتخرج من بوابة
الحديقة العامة نحو الشارع .
ما ان حطت خارجها، حتى ابتعد شخص طويل عن المكان
الذي كان يستند اليه على جدار الحديقة . . وتعرف ذهنها
المتعب الى مارك هاموند.
.سيارتي متوقفة في الشارع .
.لست مضطرآ. . .منتديات ليلاس
فرفع راسه
.اتريدين الركوب معي؟ نعم ام لا.
نظرت نيكول الى عينيه الباردتين لحظات . . . ثم تنهدت :
-فكرة غلينا على ما اعتقد. . . حسنآ سأقبل .
ماان اصبحت في المقعد الامامي حتى اعطاها دايفد
النانم ، راستدار ليصعد السيارة عندما كانت تضع دايفد في
وضع مريح اكثر. . . فتح عينيه وادار راسه فيما حوله :
-اين غلين ؟
-إنها في الفراش نائمة .
-وانا تعب كذلك .
ارخى راسه على كتف نيكول ، وعاد ا لى النوم العميق .
فاخفضت رأسها ا لى راسه تراقب السيارة القوية تندفع في
الشارع الخالي الذى اطبقت عليه الظلمة والهدوء وكانهما شرنقة
دافئة . ثم تنهدت متمتة :
_لم اكن اعرف ان الصمت جميل آمن هكذاإ
ثم احست بتأنيب الضمير لأنها لم تشكره بعد:
.اقدر لك جدا توصيلنا ا لى المنزل سيد هاموند لعل
زوجتك لا تعترض على صنيعك .
التوت خطوط فمه القاسية بابتسامة قاصية وعيناه تجولان
فوق وجهها:
_اشك في اعتراضها. . . لأنها ميتة .
الاعلان الفظ الجرئ اذهل نيكول :
.انا. . . انا آسفة ا
.صحيح ؟ لماذا! )لأنها ميتة ام لانني لم اتظاهر بالحزن
على شيء حصل منذ اكثر من عشر سنوات ؟
لم تستطع الرد. . . بقيت صامتة . . . مدركة انه لا يجب
الاشتراك في حديث عادي. عندما وصلوا الى المنزل اخذ
دايفد منها ثانية . وبيمنا كانت تخرج المفتاح . . . انفتح باب
صاحبة المنزل ثانية ، واطل منه وجهها القبيح . . . لكن لحسن
الحظ لم تقل شيئا تاركة وجودها يذكرهما بما قالته ليلة امس.
سارعت نيكول تصعد اللسم ، لكن ساقيها التعبتين تعثرتا
عند المرفق . . . وسرعان ما دعمتها يده القوية ممسكةبها من
المرفق . . . عندئذ تمنت نيكول لو تستطيع الاستناد اليه ولو
للحظة . لكن يده سرعان ما انسحبت .
انفتح باب غرفتها اكثر مما كانت تنو ي فكشف عن منظر
الغرفة النظيفة الرثة الأثاث . خلال الوقت القصير الذي تم فيه
نقل الطفل النائم من ذاعيه الى ذراعيهاو انتابها احساس بان
منظر الغرفة انطبع في ذهنه . . . وشكرته . . . فهز كتفيه ثم
ارتد على عقبيه ينزل السلالم قبل ان تقفل الباب .
كانت كل ليلة من الليالى التالية تمر كسابقتها إذ كان مارك
وغلينا يصلان في الوقت نفسه فتمضي غلينا معظم الامسية ترفه
عن دايفد وتلعب معه تحت انظار مارك . وعند الإقفال كان
ينتظرها في الخارج وحده ليوصلهما الى المنزل . . . بعد الليلة
الثالثة احست نيكول ان له دافعآ آخر غير ارضاءابنته . لكن لم
يترك لها العمل ليلا والتفتيش دون نجاح هن عمل دائم خلال
النهار والعناية بدايفد دقيقة للتفكير.
يوم الجمعة ، كانت الساعة تقارب منتصف الليل عندما
اوصلها مارك إلى منزلها. . . إنها آخر ليالي الاحتفال . . . وآخر
ليالي العمل . . . عندما تناولت دايفد من بين يديه خامرها شعور
بانها لن تراه او ابنته بعد الآن . . . لكنه لا يبدو مهتما بها.
حسنا. . . ولا هي كذلك . . . ا نها تفكر فقط في ان دايفد
سيشتاق لابنته . فتمتمت بحدة عمت مساءا ثم دخلت غرفتها.
رغم ضعفها وارهاقها. . . كانت تعلم انها لن تستطيع النوم
قبل معرفة وضعها المالي(ت.م.ا.ر.ا.ا.ا) بالضبط
فحضرت القهوة واخرجت ما
تقاضته من الحقيبة ووضعته على الطاولة .
عندما كانت تعيد حساباتها راحت ترشف قهوتها، التي
تعمدت ان تكون مرة فلا يهم ما قد تلغي من اشياء مهمة . . .
فما معها رغم هذا لا يكفي مصروف الاسبوع المقبل . خلال
السنوات الثلاث التي اشرفت فيها على اعالة دايفد، لم يبد لها
المستقبل اظلم من الآن ولا اعجز حالا. . . فدفنت وجهها بين
يديها، واجهشت بالبكاء بصمت ونحيب(تمارااا) نذرف دموع لاذعة
لم ترح في نسفها المآ.
سماعها تكتكة استدارة مقبض الباب جعلها ترفع راسها
بخوف وعدم تصديق . . . فاذا بها تجد جسد مارك هاموند يسد
الباب وعيناه الثاقبتان لم يفتهما شيئآ لا الدموع على خديها،
ولا المبلغ الضئيل المبعثر امامها ولا الارقام المسجلة على
ورقة ، ولا جو الهزيمة التي تثقل كاهلها.
.ماذا تفعل هنا؟
-لقد نسيت اخذ المفتاح من الباب .
رتقدم الخطوات الضرورية ليضع المفتاح على الطاولة » ثم
وضع كيسا ورقيا في المنتصف :
-ماهذا؟..
- سندويشات!
- لي انا؟
_ انا تناولت العشاء الليلة وأنت هل تناولته ام ان دايفد
تناول الوجبة التي تستحقينها من عملك؟
استدارة راسها الحادة كانت الرد الذى يريد
. _هذا ما ظننته .
. لست جائعة .
زفر انفاسه بصوت منخفض ليشير الى امتعاضه من رفضها :
. ارجوك ، وفرى علي تلك الخطبة من الاحسان . . . فمن
الطفل كانت جميلة . . . اما منك فستكون سخيفة !
فحتت اصابعه السمراء الكيس الورقي ليكشفف عن قطعتي
خبز بهما قطعة لحم وضعها امامها ، دون النظر الى المال الذي
وضع السندويشش فوقه . . . وقال امرا :
- كلي !
اعلمتها نظرته المصممة انه سيدسها بالقوة في فمها إذا لم
تفعل . . . وكان الجوع قد سلبها قوتها . . . فحدقت الى ذلك
القناع البرونزي على وجهه :
_ كم انا مدينة لكرمك!
احست بالدماء الحارة تغلي في جسدها وهو يمر بعينيه
عليها . . . يحدق بوقاحة في انحنااءات جسدها الأنثوية . . . التي
بانت اكثر بعد ان خسرت المزيد من وزنها مؤخرآ .
اجابها :
. على الاقل لقد تعلمت ان لا شيء مجاني . . . لكن ما
اريده الآن بضع دقائق لابحث معك أمرأ بعد ان تنهي طعامك .
نظر ت اليه متحدية :
_اهذا كل شيء؟
_ في الوقت الحاضر. فنتيجة نقاشنا النهائي ستكون خاضعة
لقرارك . . . فهل يرضيك هذا?
_ليس تماما. . .
-كلي . . . ليس لدى نية في اغتصابك .
سرقت منها فظاظته شهيتها الى الطعام ، لكنها لم تمنع الم
الجوع منها. لقد آمنت بانه لن يتحرش بها رغم إحساسها اللذي
يقول إن من الحكمة ان لا تصغي الى ما سيقوله. عندما قضمت
اول لقمة من السندويش ابتعد عن الطاولة فازدرتها بسرعة
واستدارت وهو يسير نحو المطبخ الصغير:
.ماذا ستفعل؟
_اصب لنقسي فنجان قهوة .
_ساصبه لك بنفسي
لكنه كان قد دخل المطبخ ليرد عليها ساخرا:
_لماذا؟الأن خزانة مطخبك فارغة؟ استنتجت ذلك ؟
فعادت نيكول محبطة الى مقعدها اما هو فعاد بعد قليل
ليجلس امامها،
فاحست بالحرج من تناولها الطعام تحت
ناظريه . ثم لاحظت انه لا ينظر اليها. . . بل إلى صورة شقيقها
وزوجته ودايفد الموضوعة على رف قرب الطاولة .
.انها صورة اخي وزوجته رقد التقطت في عيد ميلاد دايفد
الثالث.
-اذن هو ابن اخيك .
.اجل . . . لقد قتلا فى تحطم سيارة اثر التتاط الصورة
مباشرة.
_ أليس لدايفد عائلة سواك ؟
_ والداي ميتان . . . ووالدة زوجة اخي عاجزة .
_ لا بد انك كنت صغيرة السن يومها .
- كنت في الثامنة عشرة . . . لكن ما شانك في هذا؟
تلقت ردا على حدتها بنظرة ضيقة :
- هذا يعني انك في الحادية والعشرين اوالثانية والعشرين ؟
- الحادية والعشرين .
كل ما تستطيع استنتاجه ان حديثه هذا يخدم أمرا يريد
مناقشته معها .
_ اليس لديك شاب صديق؟
-لا!
_ قلة من الشبان قد تقبل بمسؤولية طفل رجل آخر . او
بالقيود التي تفرضها على حياة الفتاة الاجتماعية .
وضع اصبعه على الجرح تماما. . . لكن استنتاجه الصحيح
لم يخفف من قلقها . . . فهي ترفض الاعتراف بصدق ما يقول
لذا بقيت صامتة . فاعاد الصورة مكانها :
. انت تضحين بالكثير لاجل الصبي .
. الصبي له اسم . . . انه دايفد . . . كما انني لا اعتبر
اعتنائي به تضحية . . . فموت اهله ليس غلطته او ذنبه !
_ ولا غلطتك كذلك ! مع انك مصممة ملى دفع ثمنها .
فسألته غاضبة :
_وماذا تقترح ان افعل اسلمه للميتم ام اعطيه للسلطات
كي يتبناه احد، قد لا يشعر عنده بالاستقرار والمحبة ؟
- لا اتصور ان هناك شيئآ آخر يمكنك القيام به في مثل هذه
الظروف .
رغم موافقته على قولها وفعلها. . . إلا انها احست أنه لا
يوافق بالمطلق . . . فابعدت ما تبقى من السندويش جانبآ. . .
فقد فقدت شهيتها لأى شيء .منتديات ليلاس
انتهى الفصل
|