كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
9-لاتطفيء ابتسامتي
تراقصت اشعة الشمس فوق وجهها تدفيء بشرتها بقبلتها الذهبية،فطوت نيكول نفسها اعمق بين الذراعين القويتين اللتين تحتضنانها.
همس صوت خفيف في شعرها:
-ظننتك ستنامين حتى الظهر.
ابقت عينيها مغمضتين بشدة تبتسم حالمة وتحرك رأسها ببطء تحت ذقن مارك.كانت رائحة بشرته نفاذه كالمخدر،واحست تمارا بالخوف من ان تتكلم لئلا يبدد الكلام سحر الحب الذي غمرها بطلاسيمه.
قال لها مارك وهو ينقلها الى وضع اكثر راحة مما قربها اكثر الى وجهه فوق الوسادة.منتديات ليلاس
-انت مخلوقة تثيرين الحيرة نيكول.
-لماذا؟
لم تتغير ابتسامتها وهي تتلفظ بالسؤال...ثم فتحت عينيها لتتركهما تعبان حتى الثمالة من وسامة وجهه...في عينيه لمعان الجاد الذي يمر بكسل فوق قسماتها.
تجاهل سؤالها بعجرفته المعتادة وقال آمرابهدوء...اقرب الى الطلب:
-انا جائع انهضي وحضري فطوري.
سحبت نفسها على مضض من بين ذراعيه فافتقدت على الفور دفء صدره...في ظلمة الليل تمكنت بسهولة من اخفاء حبها عنه...لكن اشعة الشمس البراقة لابد ان تكشف هذا الحب الذي لم تكن مستعدة للأعتراف به بعد.
كانت ترغب بالأحتفاظ بسرها لنفسها في الفترة القادمة ..فمارك شديد الملاحظة ولن تتمكن من اخفاء الرغبة مدة طويلة.لكنها في الوقت نفسه تريده ان يعرف...
انما في وقت لاحق لايكون فيه
مثقلا بأحاث كاحداث امس.
ثوبها الذهبي كان لقى قرب السرير فمدت يدها اليه وهي تنزلق من تحت الاغطية لترتديه بسرعة واقفلت ياقته حتى العنق ،ثم نظرت الى مارك الذي دفع نفسه للجلوس والوسائد خلف ظهره حيث بياض ضمادتي يديه يتناقض مع سمرته وسمرة صدره ووجهه،
اخذ ينظر اليها باسترخاء وتفكير فسألته:
-بيض ولحم؟
هز راسه فسارت نحو الباب.
-لن اتاخر...اتحب ان احضر فطورك على صينيه؟
-لست معاقا،لكن اذا لم اكن جاهزا عندما يجهز الطعام احضريه الى هنا.
كانت عقارب الساعة تشير الى منتصف الصباح...
غلينا في المدرسة،ومن النافذة فوق المغسلة شاهدت نيكول العمة روز تجلس على كرسي في الشرفة...فعلمت ان دايفديلعب في مكان ما قربها.
بينما كانت شرائح اللحم في المقلاة انفتح باب المطبخ الموصل الى الخارج فالتفتت نيكول مبتسمة سعيدة لتحيي روز،لكن من دخل كان دوغلاس الذي توقف عند رؤيتها تمارا تعابير وجهه المرحة عادة متجمدة الآن.
-صباح الخير دوغلاس.
بعض السعادة التي تفور في نفسها من نبع حبها الخالد تسللت الى كلامها فاضفت على صوتها رنة المرح.
فتحرك فمه الى ابتسامة لم تصل الى عينيه،بعد ان ردت له تحيتها القدرة على الحركة قال:
-صباح الخير نيكول...جلبت البريد معي.
ورمى من يده رزمة صحف ومجلات ومغلفات على الطاولة.
-هل فيها شيء مهم اخذه لمارك؟
-لم الحظ شيئا...هل تحضرين له الفطور؟
-اجل...انه في الفراش.
تبدين مفعمة نشاطا هذا الصباح.هل هناك سبب محدد؟
توقفت الملعقة الكبيرة في يدها فوق المقلاة،ثم اجابت بعد ان تذكرت مشاعره نحوها:اجل.
-انها نظرة امرأة واقعة في الحب...ربما؟
احنت رأسها للحظة،متمنية الا تؤلمه.ثم التفتت ببطء اليه تنظر له بأعتذار وقالت بلطف:
-بالتأكيد توقعت ماهي عليه مشاعري قبل الآن دوغلاس؟
نظر اليها نظرة الم سوداء،تلاشت تماما وهو يقول:
-اعتقد اني لم اصدق ماتوقعته.
-لكنه حدث ولن اغير مشاعري نحوه ولوملكت ما الدنيا.
حرك ساقيه الطويلتين نحوها ببطء متعمد وهو يتفرس في كل جزء من اجزاء وجهها.
-اريدلك السعادة نيكول...هل
لي ان اقبل العروس السعيدة؟
ترددت لحظات قبل ان تسمح له بتقبيلها...
امسك وجهها بكلتا يديه تمارا وهو يريد ان يطبع كل ذرة من
قسماته داخل ذاكرته...فترقرقت الدموع من عينيها وهي ترى المه...مرت القبلة بسرعة وحرارة،ثم ارتدعنها وألم الخسارة على تعابير وجهه،ثم خرج مسرعا لايلوى على شيء.
رغبت في ان تناديه لتقول له ماقد يخفف المه...لكنها هي سبب الألم...ولن تتمكن من تقديم
اي عزاء له.
تلاشى بعض فرحها او على الاصح صحت من نشوتها على اكتشاف جانب الحب الخشن الآخر.
فعادت لتكمل اعدادالفطور...بعد دقائق كانت تصب البيض فوق اللحم الساخن،ثم وضعته على الصينيه واضافت العصير والقهوة والخبز المحمص.
وانطلقت تدندن اغنية لنفسها وهي تتجه الى الباب الذي انفتح بقوة قبل ان تبلغه ليدخل دايفد متعثرا هائما بجذل.
-صباح الخير ناني.
-صباح الخير دايف...صباح الخير روز.
فسألها دايفد:
-هل تتناولان افطاركما الآن..؟انا ساساعد روز بتحضير الغداء.
فغمزت له:
-سأخذ الفطور لمارك واعود لمساعدتكما.
فقطبت روز بدهشة:
-مارك ليس هنا...لقدتحدثت اليه في الخارج منذ برهة...انه في طريقه الى المستشفى.
فحدقت في المرأة العجوز مذهولة:
-لكنه طلب تحضير الطعام.
-لست ادري...لكنه قال انه اتصل بالمستشفى وقد بدا على غير مايرام...
ربما لأن المعلومات التي تلقاها لم تكن جيدة.واتصور انه نسي الطعام.
فتمتمت نيكول باحتجاج:
-لما لم يخبرني؟
فردت روز:
-ليس من عادته ان يخبر احد بمايفعله.
هذا صحيح...فهي لاتكاد تعرف ماذا يفعل او اين يكون خلال النهار...لابد ان يكون تصرفه هذا نابع من قلقه على فرانك ريتشارد ولن تتخذ هذا محملا عليه.
لم يرجع مارك لتناول العشاء الذي اخرت تقديمه حوالي الساعة.
وبعد ان عادت روز الى منزلها،بقيت غلينا ودايفد ونيكول وحدهم على الطاولة الكبيرة.
بعد منتصف الليل سمعت سحق الحصى تحت عجلات سيارة.فنزلت من على الأريكة واغلقت كتابها الذي قرأت منه بضع صفحات خلال ساعات طويلة دون فهم كلنة منها.
اسرعت الى فتح الباب قبل ان يلمس مارك الأكرة.
رافقت البسمة تحيتها مقطوعة النفس.فنظر اليها بتعب وهو يدخل:
-ظننتك نائمة.
-كنت انتظرك تمارا فلست متأكدة ان كنت تناولت الطعام،كما اردت معرفة حالة فرانك.
-مازالت خطرة،لكنه يتحسن كما يقول الأطباء ولست جائعا...لقد تناولت الطعام مع جانيت في مطعم المستشفى.
-جانيت؟...انت تعني ستايسي.
-لا...لقدارسلنا لها صينية طعام كي تبقى قرب فرانك.
تبعته وهو يتجه الى غرفة نومهما،
خلع سترته اثناء سيره..
فسألته:
-ماذا كانت تفعل جانيت هناك؟
-سمعت بالحادثة فجاءت تتطئن على فرانك،وترى اذا كان هناك مايمكنها تقديمه من مساعدة.
-وهل تعرف...فرانك وستايسي؟
فردساخرا:
-لا...فهي دائما تقدم تعاطفها للغرباء..بالطبع تعرفهما!
عندما كان يخلع كم قميصه اجفل الما تمارا لأنه علق بطرف الضمادة فسارعت اليه تزيح القماش عن ذراعه:
-دعني اساعدك.
فجذب ذراعه منها ينظر اليها بشراسة
-وفري امومتك للأولاد فأنا لااحتاجها.
كبرياؤها الجريح جعل رأسها يشمخ متحديا وذلك اثناء ابتعادها عنه تاركه اياه ان يفعل مايشاء وحده،وبدأت تستعدللنوم محاولة اقناع نفسها بأنه متعب وقلق.
حين كنت تلبس فستان النوم سمعت صوت اليرير يتقبل ثقل جسمه فقالت له:
-روز قالت انها ستجيء لتبقى مع الولدين غدا.
-ولماذا؟
-لألازم ستايسي.
-لاحاجة الى ملازمتها.
-لما لا...؟لقدطلبت مني هذا ليلة امس.
-هذا لأنك كنت هناك.
-اظن جانيت ستكون في المستشفى غدا.
-اجل...ستكون هناك،وانا كذلك انت غريبة بالنسبة لستايسي..انا وجانيت نعرفها منذ تزوجت فرانك...ثم ان الأمر هكذا انسب.
-لماذا انسب؟
لان لجانيت شقة في المدينة وبأمكانها الوصول الى المستشفى في دقائق اذا احتاجتهاستايسي.
احست بارتجاف ذقنها وهي تنظر اليه ثم قالت ساخرة:
-ربما من الأفضل لك البقاء هناك.فهذا انسب من سفرك جيءة وذهابا.
-سافكر في الاقتراح.
ثم اضطجع بغية النوم.
رغبت في ان تصرخ فيه طالبة منه العودة الى جانيت ...بل ارادت ان ترميه بكل ماتقع عليه يدها لتخرجهمن قلة اكتراثه ولو اكتسبت غضبه...ارادت ان تدفن راسها في الوسادة وتبكي بكل احباطها وهشاشاة حبها...ارادت ان تلمسه وتعتذر له وان تجعله يفهم انها لم تكن تريد مخاصمته بل حبه.
في النهاية لم تفعل شيئا من هذا فأطفأت المصباح واندست تحت الأغطية واستلقت في صمت تصغب الى رتابة تنفسه...لماذا ظنت ان هناك شيء ما تغير؟هل هذا بسبب وقت قصير من الحب شاركها به ليلة امس؟
استيقظن في الصباح التالي على اصوات الخزنة تفتح وتغلق.راقبته عبر اهدابها يرتدي قميصا ارزرق اللون وجينز يناسبه.وكأنه احس بعينيها فالتفت اليها.فاجبرت عينيها ان تنفض النعاس عنها فقال ببرود:
-لاتزعجي نفسك بتحضير فطوري.
-الن تعود الى العشائ الليلة؟
-ان لم اعد تناولي الطعام بدوني.
اعلمته طريقة اجابته انه لن يعود.
رفضت ان تذل نفسها بانتظاره قانية فسارعت الى الفراش بعد ان نامت غلينا ودايفد...فراحت تتقلب الى ان غلبها نوم مضطرب،لكنها لم تسمعه عندما عاد والدليل الوحيد على عودته كانت ملابسه المرمية على الكرسي والوسادةالمشعثة الى جانبها.
يومان مرا لم تشاهده فيهما بل كانت ترى دلائل على عودته...بعد ظهر اليوم الثالث،كانت مع غلينا ودايفد في الحظيرة حيث عاود دايفيد دروس الركوب التي انقطعت لكنها هذه المرة كانت باشراف دوغلاس بعد ان توسل اليه دايفد في الأمسية السابقة.
كان دايفد يدور بجواد حول الحظيرة عندما تعثرت قائمة الجواد الأمامية بنتوء ترابي انحنى لها للأمام بسرعة قبل ان يستعيد وضعه السوي،هذه العثرة الخفيفةكانت كافية ليفقد فيها دايف توازنه ويسقط الى الأرض,
ووصل اليه تمارا دوغلاس في اللحظة التي كان فيها على وشك الصراخ.
-اوه...دايفد حبيبي...هل انت بخير؟صاحت نيكول
ساعده دوغلاس على الوقوف..فطوقت ذراعاه الصغيران عنق نيكول التي اصبحت على مقربةمنه واجهش بالبكاء الى ان جاء امر باتحازما من خلفهم:
-اعيديه على ظهر الجواد.
قالت:
-انه يتألم.
لكن يدي مارك جذبتا الصبي منها رغم تمسكه الشديد بها متجاهلا بذلك صرخات دايفد كلها،ثم حمله واعاده على ظهر الجواد واعطاه اللجام.
فصاح دايفد صارخا:
-ناني...!
تمسك بمقدمة السرج بكل قوته متجاهلا اللجام الذي وضعه مارك بين يديه...وحاولت نيكول انقاذه لكن ذراعمارك ابعدتها عنه فصاحت:
-ايها الحيوان الظالم القاسي!
الا تراه متألما!
فاستدار تمارا اليه يساله بقساوة:
-هل انت متألم دايفد؟
فهز الصبي راسه ايجابا،فسأله:
-اين؟
عندما فشل دايفد في تحديد مكان المه قال له مارك:
-انت خائف...اليس كذلك؟
فانخفضت صرخات دايفد الى نحيب منخفض وهو يحدق في وجه مارك الصارم فدافعت نيكول عنه:
-بالطبع خائف...لقد وقع عنمسافة تعتبر عالية بالنسبة لطفل.
-سيقع ثانية اذا لم يمسك اللجام.
وقبل ان تعرف نيكول ماذا سيفعل صفع الجواد على مؤخرته فانطلق الى الأمام...وقفز قلبها معه...اما دايفد فارتسمت على وجهه نظرة رعب ثم بدا ينزلق عن السرج ثانية.
لكن الجواد المروض جيدا توقف...فسارع دايف الى استعادة توازنه...فصاح مارك به:
-امسك اللجام الآن...امسك به او سأضرب الحصان ثانية.
فصاح دوغلاس بغضب:
-مارك...بالله عليك!
فتجاهل مارك احتجاجه متقدما خطوة تهديد نحو الحصان فأسلرع عندها دايفد فأمسك باللجام في يده،رغم ذهوله وصدمته،اما بكاؤوه فتوقف.
-در به حول الحظيرة ببطء.
زالت الآن الخشونه من صوت مارك الى ان الحزم بقي فيه.
وبعد نظرة مترددة الى نيكول...اطاعه دايفد تمارا فسار بالجواد ثم ركض به حول الحظيرة مرات وذلك بامر من دايفد.
-اسرع بجو مرة حول الحظيرة.
فتحت نيكول فمها لتحتج لكن دايفد قاطعها:
-اسمه البرق لاجو.
سأله دايفد بعد ان توقف الحصان:
-أأحسنت عملا؟
-بالتاكيد احسنت.
حمل دايفد عن السرج الى الأرض فحاولت نيكول التقدم نحوه،لكن مارك كان قد اعطاه التعليمات بتبريد الحصان مشيا حول الحظيرة ثم التفت الى غلينا:
-هل رأيت بعينيك كيف يتم الأمر؟
سرعان مادفنت الفتاة ذقنها في صدرها عند سماعها السؤال وشحب وجهها،ودون ان ينظر الى نيكول او دوغلاس تقدم الى ابنته وحملها بين ذراعيه ثم تقدم متجاهلا نظراتها المتوسلة نحو جواد نيكول المتوقف في الخارج،ووضعها فوق السرج ثم فك اللجام وصعد خلفها وذراعاه تلتفان حولها لتحميها تمارا،ثم بدأ يقود الجواد مبتعدا عن الحظيرة باتجاه الحقول خلف الأشجار.
بعد ساعتين دخلت غلينا الى المنزل مسرعة مشرقة الوجه،تبرق عيناها فخرا...وتصادمت كلماتها وهي تسرع في كلامها تخبر نيكول ودايفد عن تمكنها من هزم خوفها من الركوب.
-قال ابي انني يجب الا اخجل من الخوف،قال ان الخوف من الجياد كالخوف من الظلمة...وعلي ان اتعلم ان لاشيء فيها يؤذيني.
ركب معي مسافة طويلة يحدثني حتى استرخت اعصابي ثم نزلت واكملت الطريق وحدي قليلا،فقال انني مازلت جيدة كما كنت في الماضي وانني مع بعض التمرين...ساتحسن.
كانت ابتسامة نيكول ممزوجة بالذهول من رؤية النشاط والحيوية على وجه الفتاه...لم تذكر قط ان غلينا كانت تكثر الكلام هكذا...وهي لم تنته بعد...
-تكلمنا عن اشياء اخرى كثيرة في الطريق للعودة،قال ابي انني لم اعد طفلة صغيرة وانني سأصبح سيدة شابه وانه حان الوقت لأتوقف عن تجديل شعري...اتظنين ان من الأفضل ان اقصه نيكول؟
-سأتواعد مع مصفف الشعرى وسأرى ماذا يقترح...لكني اظن انك ستبدين جميلة جدا بالشعر القصير.
-اوه...اتظنين هذا؟قلت لأبي انني نحيلة ضعيفة فقال انني قد اكون من النوع الذي لاينضج جيدا الا في اواخر سن المراهقة،وعندها سأجعل الجميع يقع صريعا...هل تتصورين هذا؟هل يمكن ان ارتدي اليوم فستانا للعشاء؟قال ابي اني سأبدو جميلة في اللون الأزرق الذي يشبه لون عيني.
-اظنها فكرة جيده.
-تعال معي دايفد...ستساعدني في تمشيط شعري.
راقبت الصغيران يركضان بينما فكرت في ما يفعله اهتمام الرجل بابنته الصغيرة.
لطالما احست ان مارك قد يكون فائق السحر والفتنه اذا اراد.
اما التغير الذي طرأعلى غلينا وجدت نيكول صعوبة في الأحتفاظ بغضبها منه بسبب الطريقة القاسية التي عامل بها دايفد...خاصة وهو على حق فيما فعله.منتديات ليلاس
انتهي الفصل
|