كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
سرعة السيارة للتوقف قرب ضباب الغبار اللذي، يلف
الحظائر...بينما كانت تنزل من السيارة ، اطبقت على انفاسها
حرارة ممتزجة من حرارة اجساد الرجال والماشيه والشمس.
رائحة العرق النفاذة وحريق الوبر، وروث الحيوانات ورائحة
بعض الادويه ملأت انغها فسبت لها شعورا بالغثيان .
كان كل شيء على قدم وساق فالنشاط والحركة في كل
مكان والوشم بالصباغ والوشم بالنار.ثقب الآذان في حركة
دؤوب اما الرجال فعلى الارض .منهم من يلوح بالحبل ويرميه
ارضا ومنهم من يربط الارجل او من يسرع الى الركوب ، وهذه
امور غالبا ما شاهدتا في افلام الغرب الأمريكي...ورغم
انرعاجها من الروائح الكريهة راحت تتامل ما يجرى بذهول .
غطت عينيها من وهج الشمس وراحت تتفرس في البشر
الموجودين في الحظيرة امامها ..قليل من من الرجال لاحظوها
واقفة الى جانب الطريق.لكن سرعان ما نساها من شاهدما في
غمرة عملهم الذى لا ينتهي...كانوا جميعهم يرتدون الثياب
نفسها تقريبا وهي عبارة عن الجينز الازرق القاتم ، والقمصان
الباهته القبعات المغطاة بالغبار الذى يفطي كل شيء تقريبا.
ومع هذا لم تجد نيكول صعوبة في التقاط مارك من بين
الآخرين. فرغم اتساخه كالأخرين، كان حوله عباءة خفيفة تميزه
عن الجميع ...كان يجلس بكل ارتياح على صهوة حصان بني
قوي ...يحيط به كل ما يجرى حوله .
تركز اهتمامها عليه ... فلم تلاحظ الحصان والراكب
المميز الآخر اللذي اقترب منها الى ان حجب
راس الجواد الغزالي
اللون الرؤ ية عنها، فالتقت عيناها المذعورتان بعيني
دوغلاس المداعبتين قبل ان يدير اهتمامه الى الحظيرة.ثم
سألها:
-ما رايك بحياة راعي البقر المليئة بالحركة
؟ حرارة
وقذارة ، ضجة وبقر...الى من تعتقدبن ان بامكاننا الشكوى
لظروف عمل افضل
فابتسمت ورفعت راسها الى السماء:
-الى رب السماء.
ثم حدقت النظر في الرجل العريض المنكبين الجالس فوق
سرج الجواد.ثم اشاحت بعينيها عنه عندما لم تعد تستطيع منع
الشمس عنهما.فقال لها دوغلاس بلهجة قلق حقيقية .
-كان يجب ان تضعي قبعة قبل خروجك إلى الشمس.
فكرت نيكرل بقبعة القش المزينة بالزهور. انها رائعة في
الحديقة رقرب بركة السباحة ، لكنها مخيفة هنا، فردت :
.-هذا ما اكتشفته لتوي...لم اكن اعلم ان العمل كثير في
جمع الماشية .
فابتسم لها دوغلاس.
-الامر اكثر من جمعها ووسم الجديد منها، اذ يجب ان
تمر عبر قناة تغطى فيها في الادوية المانعة للامراض.
والمريض منها او العاجز يجب عرضه على الطبيب البيطري.
فالعجول الجديدة يجب وضع حلقة مميزة في آذانها،
كي تباع فبما بعد للذبح ...ليس في هذا كله مرح او رومانسية.
سعلت نيكول فجأة وقد وصل الغبار من مكان ما اليها
سببته بقرة تحاول التخلص من حبل الرامي الذي التف على
رقبتها.فقالت بصوت لا يزال مختنقا:
-اوافتك الرأى... المعصير في السيارة .هل تريدني ان
احضره؟
نظر دوغلاس نظرة سريعة الى الحظيرة فرأى مارك يستدير
بحصانه حول القطيع بطريقة قربته من السياج حيث يقفان فساله
دوغلاس :
-ما رايك مارك انستريح الآن ام نكمل ؟
لم يرد مارك بعجلة ، ففهمت نيكول ان قراره اتخذ قبل ان
يتقدم نحوهما.
-سننهي ما تبقى ثم ندخل القطيع التالي. ..بامكانه ان
يهدا قليلآ بينما يستريح الرجال .
لم يكن ينظر اليها وهو يرد...ولم تستطع توقبف ارتجاف
فكها وهي تسال :
-كم سيطول هذا؟
مرر نظرة سريعة إلى وجهها قبل ان يصرف نظره عنها وعن
الاهتمام بها.
.بعد نصف ساعة.
-هل من المفترض ان انتظر!
شاب صوتها التوتر في رقت تحالل فيه اخفاء كرهها الناتج
عن تصرف مارك غير المكترث بها... ثم اكملت :
-يجب ان احضر الرستو للعشاء ، فغلينا ودايغد سيصلان المنزل
بعد وقت قصير.
سمرتها في مكانها حدة نظرته الفولاذية وقسمات وجهه
المتحفظة الصخرية .
-لك ان تبقي او نذهبي هذا خيارك .لكن لا تتذمرى من
كثرة العمل اذا رغبت في كتف تبكين فوقه فانا واثق ان
دوغلاس سيكون اكثر من سعيد لتوفيره لك.
التفت بسخرية الى الرجل الطويل فوق حصانه...
فاسودت وجنتاه بالغضب ، وارتسمت ابتسامة قاسية على فم
مارك .
-لماذا لا ترافقها إلى المنزل لتحضر غطاء صندوق الثلج
سيعجبك هذا..اليس كذلك؟
ثم امسك لجام جواد والازداء بغطي وجهه في فاشاحت
نبكول وجهها عن دوغلاس متالمة فقد علمت انه معجب بها،
لكن مارك يحاول التلميح الى انه اكثر من معجب لكن ما زاد
المها وذلها عدم ا ظهاره اقل اهتام بذلك .
تمتم دوغلاس بشراسة :
-ذلك الرجل اللعين دقيق الملاحظة . يلاحظ اشياءليست
من شأنه
اخذت نيكول تتفرس بدوغلاس، مع انه لم ينظر اليها وهو
بنزل عن ظهر جواده ملوحا لاحد العمال لياخذ الحصلن .
كان الازدراء الغاضب في كل حركة من حركاته قفز عن
السياج وسار مع نيكول التي كانت تجرجر اذيال الخيبة المثيره
للشفقة ...ثم بصمت مكتئب ، اخرج صندوق الثلج من
السيارة ...وحمله إلى تحت ظل شجرة سنديان .وعاد الى
السيارة ليصعد ويشير اليها بان تنطلق .
عندما عادا إلى الطريق الموصلة إلى المنزل ، نظرت نيكول
مترددة إلى الرجل الوسيم قربها فرأت ذراعه تستريح فوق النافذة
المفتوحة وقبضة يده على وجهه .
-دوغلاس ، انا آسفة ...ما كان يجب عليه قول ما قاله .
-ولماذا لا...الامر صحيح .كان يجب ان اقدم
استقالتي منذ اللأسبوع الاول الذي جئت به الى هنا بعد ان
لاحظت حقيقة مشاعرى نحوك .
لم يكن هناك ما يمكن ان تقوله نيكول... فلن تستطيع
تشجيعه ابدا.خاصة ان مشاعرها نحوه لا تعدو حد الصداقة
والإعجاب.مع ذلك فالتفكير في الحرمان من محبتة ومواجهة
كل تلك الوجبات وحدها مع مارك وقلة اكتراثه اثارت قشعريرة
باردة في اعصابها.
بقيا صامتين ما تبقى من وقت اثناء الطريق فادركت نيكول
ان دوغلاس لا يريدها ان تتكلم.فلو قالت له انها متعلقة به
فسيكون قولها قاسيا كاعطائه املا زائفا. في الوقت نفسه
هناك إحساس مؤكد انه سيكون موجودا الى جانبها عندما تحتاج
اليه ، دون شروط.
استمر تفكيرها يتساءل عما اذا كانت الامور ستختلف لو
انها قابلت مارك ودرغلاس معا في الاحتفال ..لكان الرد
يومها سيكون سهلا...لكن سؤالا آخر لاح لها في المقدمة :
لماذا اختارت مارك بدلا من دوغلاس؟ الرد على هذا السؤال
سوف يراوغها كثيرآ بعد.
|